Forwarded from آدَم بْن مُحَمَّد المَالِكِي | أبو أسامة
الفِكر الديموقراطيُّ من مبدأِ الطَّرح ليس مُراده الحق، ولا قِبْلَته الصواب، وإنَّما يحكم برأي أغلبيَّة الشَّعب كيفما اتُفق لها أن تكون، فيتقلَّب الحكم بتقلُّبِ أهوائِهم وأذواقِهم.
والمنظِّرُ للديموقراطية هو بين أمرين: إما أن يعتقدَ أن ما يقضي به كلُّ شعبٍ هو الحقُّ، فيقع في وحل ذوقيَّة المعارف، وتعدُّد الحقائق. أو يعترف بأنَّهم إنَّما يسلكون هذا المسلك لقصورمَداركِهم عن الإحاطةِ بلُبابِ الحقائِقِ في مَسائلِ الأخلاقِ وطَرائِقِ الحُكمِ، فيرون أن مشاركة العامة في اتِّخاذ القرار، ولو كان باطلًا، خير من أن يحتكر ذاك الباطل حاكم واحد، فلأن يتورَّطَ الجميعُ في الباطلِ، أهون عليهم من أن يستفرد به أحدهم.
والخيار الثاني -وهو أعقل- إنَّما دعى أصحابه إلى القول به أنهم قوم كفروا بالنُّبوات، وأيقنوا بعجزِ عقولهم عن الإحاطةِ بالحقائقِ الأخلاقيَّةِ، فكانت الديموقراطية لهم أشبه بالميتة النتنة التي يتعلَّق بها الضال في القِفار والصحاري، بعد أن انقطعت به السبلُ وأحاطت به المهالكُ.
والعجب ممن أضاء الله عليه بنور النبوة، بل وأكرمهُ برسالةِ سيّدِ الرسل التي جَلَّتْ ما استُغلقَ، وبَيَّنتْ ما أشكل، فبَيَّنَتْ وشرحتْ، وحسمتِ النزاعَ وأوضحت، ثم يولي ظهرهُ لهذا النورِ، ويدعو للديموقراطية، فكان مثله كمثل من استعاض عن ماء الكوثرِ برجيع السباعِ، وعن أطيبَ الطعامِ بمِيتةٍ نَتِنَةٍ، لم يجد الغربي بُدًّا من أكلها!
~ آدم بن محمد
#نقد_الفلسفة
والمنظِّرُ للديموقراطية هو بين أمرين: إما أن يعتقدَ أن ما يقضي به كلُّ شعبٍ هو الحقُّ، فيقع في وحل ذوقيَّة المعارف، وتعدُّد الحقائق. أو يعترف بأنَّهم إنَّما يسلكون هذا المسلك لقصورمَداركِهم عن الإحاطةِ بلُبابِ الحقائِقِ في مَسائلِ الأخلاقِ وطَرائِقِ الحُكمِ، فيرون أن مشاركة العامة في اتِّخاذ القرار، ولو كان باطلًا، خير من أن يحتكر ذاك الباطل حاكم واحد، فلأن يتورَّطَ الجميعُ في الباطلِ، أهون عليهم من أن يستفرد به أحدهم.
والخيار الثاني -وهو أعقل- إنَّما دعى أصحابه إلى القول به أنهم قوم كفروا بالنُّبوات، وأيقنوا بعجزِ عقولهم عن الإحاطةِ بالحقائقِ الأخلاقيَّةِ، فكانت الديموقراطية لهم أشبه بالميتة النتنة التي يتعلَّق بها الضال في القِفار والصحاري، بعد أن انقطعت به السبلُ وأحاطت به المهالكُ.
والعجب ممن أضاء الله عليه بنور النبوة، بل وأكرمهُ برسالةِ سيّدِ الرسل التي جَلَّتْ ما استُغلقَ، وبَيَّنتْ ما أشكل، فبَيَّنَتْ وشرحتْ، وحسمتِ النزاعَ وأوضحت، ثم يولي ظهرهُ لهذا النورِ، ويدعو للديموقراطية، فكان مثله كمثل من استعاض عن ماء الكوثرِ برجيع السباعِ، وعن أطيبَ الطعامِ بمِيتةٍ نَتِنَةٍ، لم يجد الغربي بُدًّا من أكلها!
~ آدم بن محمد
#نقد_الفلسفة