أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
13K subscribers
452 photos
175 videos
19 files
262 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
"ذهبت إلى الغرب ووجدت إسلامًا بلا مسلمين".

هذه العِبارة فيها مِن الجهل بالدّين، والانبطاح للحضارة الغربيّة ما يندى له الجبين!.

والمؤسف أنّها قد صدرت وتصدر مِن أناسٍ مِن المفترض أنّهم يدعون إلى الإسلام، والله المستعان.

فدعونا نهدم هذا الصنم بعقلانيّة ومنطقيّة.

فأقول مستعينًا بالله العليّ العظيم:

سأروغ إلى هذا الصنم بسيـ ـف الحق مِن وجهين:

1- شرعيّة.
2- واقعيّة.

° الشرعيّة:

غالبًا، مَن يتشدّق بهذه العبارة المتهافتة قد قالها لأنّه رأى بعض المظاهر الّتي أمرنا بها الإسلام؛ كالنظافة، والعدل، والاهتمام بالعلم والعلماء والتعليم، ونحو ذلك.

والسؤال الجوهري هنا: "هل الإسلام جاء أصلًا مِن أجل هذا؟!"

بالطبع لا! بل الإسلام جاء لغايةٍ وهدفٍ أساسيٍّ هو الأصل، وما دونه فروع مبنيّة على هذا الأصل؛ ألا وهو التوحيد، توحيد الله تبارك وتعالى، وإفراده بالربوبيّة والألوهيّة جلّ ثناؤه.

أنت تُسمّى مسلمًا ليس لأنك نظيف، أو لأنك عادل، أو لأنك عالم؛ بل لأنّك أسلمت واستسلمت لله تبارك وتعالى، وأقررت بألوهيًته وربوبيّته وحده لا شريك له، هذا مِن جهة.

مِن جهةٍ أخرى؛ هل هذه الأعمال تنفع بدون توحيد؟!.

بالطبع لا!.

فهب أنّ إنسانًا يُصلّي، يصوم، يحج، يُزكّي، نظيف، عادل، عالم، خلوق، طيّب القلب، لم يؤذي نملةً في حياته، ولكنّه يبذل جميع ما سبق لله ولبشرٍ يدّعي أنّه ابن الله والعياذ بالله؛ فهل هذا يُسمّى مسلمًا؟ وهل أعماله هذه مُتقبّلة؟! بالطبع لا!.

فحتًى الإنيان بأركان الإسلام جميعها على وجهها العمليّ الصحيح؛ لا تنفع إن كانت مبذولةٌ لشريكٍ مع الله سبحانه وتعالى.

ولِتُدرِك أهميّة التوحيد ومركزيّته؛ فيكفيك أن تعلم بأنّ الله سبحانه وتعالى قد ذكر في سورة الأنعام اسم 18 نبيٍّ مِن أنبيائه صلوات ربي وسلامه عليهم، وقال في آخر الآيات {ولو أشركوا لحبِط عنهم ما كانوا يعملون}!!.

تخيّل أن الأنبياء الّذين هم أفضل البشر مُطلثًا؛ لم يكن لعملهم أيّ قيمة ولا وزن لو كانوا أشركوا بالله تعالى!.

هذا لِتعلم يا رعاك الله أنّ القائلين بتلك العبارة السخيفة لا يعرفون قدر التوحيد كما ينبغي، وإنّما زُيّنت لهم الدنيا وزخرفها!.

° الواقعيّة:

وهنا الطآمّة الكبرى!.

أين أولئك السُذّج عن سب الأنبياء والسخرية منهم ومِن الأديان خلف ستار حريّة التعبير؟؟.

أين هم عن جرائم القـ تـ ـل المرعبة للأجنّة خلف ستار حق الإجهاض؟!.

أين هم عن أبشع وأقبح وأشنع فاحشةٍ عرفتها البشريّة (الـ شـ ذ و ذ) والّتي يُدافع عنها بلاد "الإسلام بلا مسلمين"؛ بل ويُجرُّمون مَن يُعارضها؟!.

أين هم عن تعليم الزنا والفُحش للأطفال بمدارسهم مذ نعومة أظفارهم خلف ستار حقّ الطفل بممارسة الجنس؟!.

أين هم عن حقّ "المراهق/المراهقة" بجلب العشيق إلى منازلهم ليزنيا بعلم أهلهم؟!.

أين هم عن العتصريّة الصارخة والقبيحة تجاه المسلمين، والّتي تجلّت للعالم بعد الحرب الروسيًة الأوكرانيّة؟!.

أين هم عن بنوك الحيوانات المنويّة الّتي تستعمل لتخصيب النساء مِن غير زواج بنطفٍ لا يُعرف مَن صاحبها أصلًا؟!.

أين هم عن خطف الأطفال ومصادرتهم مِن أهلهم خلف ستار أنّ الأهل يُعلمونهم العفاف والحشمة؟!!.

أين هم عن اضطهاد المحجّبات والمنتقبات والملتحين؟!.

أين هم عن منع المساجد مِن إقامة الأذان في حين أنّ أجراس الكنائس تصرع الدنيا؟!.

أين هم عن محاكم التفتيش ضد أئمة المساجد الّذين لا يوافثون رؤيتهم للإسلام المميّع؟!.

أين هم عن أعلى معدلات الاغتـ صـ ـاب والتحـ ـرش في العالم في بلاد "الإسلام بلا مسلمين"؟!.

أين هم عن السفّاحين والمجرمين الّذين ارتكبوا أبشع المجازر، والّذين يقيمون الأن في سجونٍ تكاد تكون أرقى مِن منازلنا؛ بل هي كذلك بحجّة أنّ حكم الإعـ ـدام غير إنساني؟! هذا هو العدل صحيح؟!.

وغير ذلك الكثير مِن البلايا والفُحش والانحطاط الأخلاقي!.

أم أنّك يا عزيزي المنبطح ترى عدم رؤيتك لقشرة موز أو كيسٍ فارغ في الشوارع أعظم مِن كلّ ما سبق وأهم؟!.

أم أنّك ترى حداثة المؤسّسات التعليميّة وتطوّرها، والّتي تُعلّم الفُحش، والزنا، والّلواط، والسُحاق، والعدميّة أهمّ مِن كلّ ما سبق؟!.

أم أنّك ترى العدالة في حكمٍ قضائيّ عندهم بين متشاجرين شجارًا سخيفًا أهمّ مِن جميع ما سبق؟!.

أوفٍ لكم وكيف تفكرون وتنظرون!.

وللحديث تتمّة ...

وإنّا لله الواحد القهّار
............
13 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
تتمّةٌ لِمقال:

«ذهبت إلى الغرب ووجدت إسلامًا بلا مسلمين».

بدايةً؛ أريدُ التنويه إلى أمرٍ رغم أنّه بدهي لِمن يُتابعني، ولكن لا بُدَّ مِنه؛ لِتجَنُّب كيد المتصيّدين:

"أيّ مثالٍ سأضربه في المقارنة بين بلادنا الإسلاميّة وبلاد الكـ فـ ُر الغربيّة؛ لا يعني أبدًا بأنني راضٍ على السُلطة؛ فأنا أعتقد بأنّه لا توجد بلدٌ على وجه هذه البسيطة تحكم بما يُرضي الله سبحانه وتعالى، ولا يعني ذلك بأنني أدعو إلى التطبيع مع الواقع والتصالح معه".

حسنًا؛ لِنبدأ، وأقول مستعينًا بالله العليّ العظيم:

غالبًا؛ يلجأ العلمانيّون، والّليبراليّون، والتنويريّون، والإنسانويّون، ونحوهم مِن عبـ ـيد الحريّة وأذنابها، إلى حيلةٍ خبيثةٍ؛ لاستدراج المسلمين إلى هدفهم القـ ـذر الأعظم!.

- ما هي الحيلة؟ وما هو الهدف؟!.

الحيلة؛ نسج المُقارنات -دومًا- بين أفضل الدول الغربيّة -بمقاييسهم- في العالم، مع أسوء الدول المسلمة -بمقايسيهم- في العالم.

أمًا الهدف؛ فهو توجيه المسلمين إلى الاقتداء بتلك الأنظمة الغربيّة الكـ ـافـ ـرة، والّذي يعني ضرورةً العزوف عن التفكير بتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى، وإسقاط هيبة الحكم الإسلامي في عقولهم قلوبهم.

وللأسف للشديد؛ مِمّا ساعد على نجاحهم "النسبي" في الوصول إلى هدفهم؛ هو غفلة المسلمين عن دينهم أولًا، ثمّ غياب السند القوي لهم ثانيًا، فنحن لأول مرةٍ مذ جاء الإسلام؛ نعيش بلا خلافةٍ إسلاميّةٍ لها وزنها، وقوّتها، ونفوذها في العالم منذ قرنٍ كامل، وهنالك عوامل أخرى ساعدت في ذلك لا مجال لبسطها ههنا.

ولِنهتك أستار صنمهم الّلعين هذا؛ علينا تفكيك حيلتهم بعقلانيّة لا تنفكّ عن الدّين، ثمّ تقوم بنثر حِبالها تحت أقدامنا.

علينا أن نُدرِكَ جيّدًا أنّه لا يوجد مكانٌ على وجه هذه الأرض لا شرّ فيه، هذا مستحيل! الحياة الكاملة، والّتي لا شرّ فيها، وهي خيرٌ محض، لا توجد إلّا في الجنّة، رزقنا الله إيّاها.

بل إنّ وجود الشرّ ضرورةٌ لإدراك معنى الخير أولًا، ولِيكون هنالك معنىً لوجودنا أصلًا، فنحن في اختبار، والاختبار يتطلّب ضرورةً وجود الخير والشر؛ فمن سلك طريق الخير فلح، ومن سلك طريق الشرّ هلك.

وهنا مربط الفرس، والحبكة الّتي تلتقي عِندها جميع خيوط حيلتهم الخبيثة!.

- كيف؟!.

عبـ ـيد الحريّة هؤلاء، يبذلون قُصارى جهدهم في ترويج صورةٍ واحدة أو مجموعة صور للشرّ في بلادنا الإسلاميّة، ومقارنتها مع صورةٍ واحدة أو مجموعة صور مِن الخير -النسبي- في بلاد الغرب، هذا مِن جهة.

مِن جهةٍ أخرى؛ يقومون بالتعتيم على صور الخير في بلادنا الإسلاميّة، وصور الشرّ في بلاد الغرب.

وهذا الأمر يُدركه الكثيرون وغالبًا، مَن يعلم ذلك، يلجأ إلى مقارنة أسوء بلدٍ غربيٍّ يسير على نظام الغرب، مع أفضل بلدٍ إسلامي؛ كردٍّ مضاد لِطرح أولئك الزنادقة.

ومع أنّ هذه الطريقة فعّالة إلى حدٍّ ما، ولكنّها لا تُعالج المشكلة جذريًّا؛ لِذلك لن ألجأ إليها لهدم صنمهم الملعون؛ بل إنني سأسير معهم على منهجهم -المنحرف- في المقارنة بين أفضل بلاد الغرب، وأسوء بلاد الإسلام؛ لِنرى، هل حقًّا هي أفضل؟!.

ولكن اغرس في قلبك، وعقلك، وروحك هذه القاعدة "الذهبيّة" الأولى قبل أن نبدأ:

«عِندما تريد تقييم أيّ شيءٍ في هذا الوجود، إن كان سيّئًا أو جيّدًا؟! خيرًا أم شرًا؟! ضع في اعتبارك أن تضع ذلك الشيء على ميزان الحياة الدنيا والأخرة، فأنتَ تعيش دنياك أصلًا لأجل أخرتك، وإن فصلت الأخرة عن الدنيا في حساباتك؛ فسيختل الميزان؛ لأنّك كمسلم، تؤمن بأنّ هنالك ثوابًا دنيويًّا وأخرويًّا فيجب أن تأخذ بعين الاعتبار مراعاة مصلحتك في أيّ شيءٍ، على أساس المنفعة في الدنيا والأخرة، وإن وقعت في مُفاضلةٍ بين مصلحتك الدنيويّة والأخرويّة؛ فحتمًا، وقطعًا، وجزمًا عليك أن تُرجّح المصلحة الأخرويّة؛ لأنّها دار الخلود».

حسنًا، إلاَمَ يلجأ أولئك الزنادقة -غالبًا- في مقارانتهم بين أفضل دول الغرب، وأسوء دول الإسلام (في نظرهم)؟!.

التركيز على الفساد المالي والإداري، والرِشى (السُحت)، والفقر، والبطالة، والقمع؛ هذا في "أسوء" بلاد الإسلام.

أمّا في "أفضل" بلاد الغرب يُركزون على: تطوّر البنية التحتيّة، رفاهية المعيشة، انخفاض نِسب الفقر والبطالة، الرعاية الصحيّة، تطوّر المناهج التعليميّة، انخفاض نسبة الفساد المالي والإداري، الحريّة المزعومة.

والسؤال هنا: "ألم تلاحظ شيئًا مشتركًا بين المساوئ والمحاسن؟!".

جميعها تتمحور حول حال الإنسان في الدنيا، الدنيا ولا شيء سواها!.

وهذا يقودنا إلى السؤال الجوعري: "أيّ الحالين أفضل للإنسان المسلم؟! وضع ألف خط تحت "المسلم"! أيّ الحالين أسلم لدينه؟! أيّهما أشدّ ضررًا على مصيره الأخروي؟!".

أفضل بلاد الغرب بمقاييسهم، صحيح، هي تؤمّن لي راتبًا أفضل، رعايةً صحيّةً أفضل، بنيةً تحتيًةً أفضل، مؤسّسات تعليميّة أفضل، وسقفًا مِن الحريّة أكبر، ولكن جنيع هذا في مُقابل ماذا؟!.
في مقابل الانسلاخ التدريجي عن الدين، في مُقابل التطبيع مع الفواحش، في مُقابل النعرض "اليومي" لأعظلم الفتن، في مُقابل خسارة أولادي في الدنيا والأخرة بسبب مناهجهم التعليميّة الّتي تبيح لهم وتُعلّمهم كلّ قبيحٍ وفاحشٍ يرفضه الدين، في مُقابل إجباري وأهلي على مخالطة الأنـ جـ ـا س؛ كالـ شـ ـو ا ذ، والمـ لا حـ ـدة، والزنادقة؛ لأنّه لا يحق لي التعبير عن رفضي لهم بأيّ شكلٍ مِن الأشكال، فهم حولي في كلّ مكان بدعوة الحريّة!.

في مُقابل أن أرى مَن يحتقرني، ويحتقر ديني، ويسخر مِنه، ويتعدّى عليه، ولا أستطيع النبس ببنتِ شفة بسبب حريّة التعبير، في مُقابل عدم قدرتي على إظهار ديني والاعتزاز به كما ينبغي، في مُقابل التنازل عن كثيرٍ مِن أمور ديني لأتجنب ضغط المحيط المهووس بالإسلاموفوبيا!.

في مُقابل رؤيتي اليوميّة للكاسيات، العاريات، الـ ـعـ ـاهـ ـرات، الباغيات، في مُقابل رؤيتي اليوميّة للسُّحـ ـاقـ ـيـ ـات والّلوطيّين القـ ـذر ين، في مُقابل رؤيتي للسكارى، ومتعاطي الحشيش والمُخدرّات -المُباح عندهم- في الشوارع، في مُقابل أن تألف عيني وقلبي على رؤية كلّ فاحشٍ وقبيح؛ حتّى أصل إلى مرحلةٍ لا أستقبح ما قبّحه الله تعالى، وغير ذلك الكثير!.

أمّا في أسوء البلاد الإسلاميّة، صحيحٌ أنّهم لا يُؤَمنون لي حياةً كريمة، ولا رعاية صحيّة جيّدة، ولا بنية تحتيّة متطوّرة، ولا راتبًا شهريًّا كافيًا، ولا سقف حريّةٍ عاليًا، ولكن .....

ولكن يُمكنني ممارسة شعائر ديني كما ينبغي (إن لم يكن كلّها؛ فأغلبها)، يُمكنني تربية أولادي كما أريد دون محاكمةٍ حكوميّة، يُمكنني أن أُعبّر عن رفضي لكلّ قبيحٍ يرفضه ديني.

صحيحٌ أنّ جميع الفواحش في بلاد الغرب موجودةٌ هنا، ولكنها ليست بنفس النسبة والظهور، وليست مُقنّنة، وليست مُباحة؛ على الأقل قانونيًّا، وجميع من يُمارسها؛ يُمارسونها في الملاهي الّليليًة، وخلف الأبواب الموصدة؛ خوفًا مِن المجتمع الإسلامي الّذي رغم غفلته وتجهيله، ما زالت فطرته سليمة كفاية لترفض كلّ قبيح!.

نسبة نعرضي للفتن أقل بكثير مِن تلك الموجودة في بلاد الغرب؛ بل لا مقارنة أصلًا!.

صحيح، يوجد قمع، ولكن ليس قمعًا للدين ومظاهره بقدر ما هو قمعٌ سياسي، أمّا قمع الغرب، فهو قمعٌ جلي لجميع مظاهر الدين، وإن كان أسلوب القمع مختلفًا!.

ومِن هنا نصل إلى الثاعدة "الذهبيّة" الثانية، تلك الّتي قالها سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

«ليس الفطن مَن عرف الخير مِن الشر، وإنما الفطن مَن عرف خير الشرّيين».

أخيرًا:

ليس الهدف مِن مقالي هذا تلميع أنظمتنا القمعيّة والفاسدة، ولا تجميل حال بلادنا السيّء، ولا نبذ كلّ خيرٍ في بلاد الغرب وجحده.

إنما أريدك أن تُدرك بأنّ بلادنا وبلادهم وجهين لعملةٍ واحدة، فجماعتنا يُفسدون بالعنف، وجماعتهم يُفسدون بالخبث؛ بل بلادنا أفضل في قِلًة العثرات دون السير في الطريق المستقيم الموصل إلى الجنّة!.

وأريدك أن لا ترضى بهذا ولا ذاك؛ بل بتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى لا غير.

وإلى ذلك الحين -أقصد التمكين بإذن الله- عليك أن تكون فطنًا تميّز بين خير الشرّين، وتستنبط الخير مِن كلّ شرٍ تحسبه شرًا محضًا، وتحمد الله سبحانه وتعالى على أنه رغم ضعفنا، وهواننا، وقِلّة حيلتنا! إلّا أننا ما زلنا لقمةً صعبة عصيّة على بلاد الكـ فـ ـر، وأن تُربّي أولادك على كلّ ذلك؛ لعلهم يكونون هم جيل التمكين إن شاء الله.

وتذكّر؛ الاغترار بزخرف الحياة الدنيا مهلكة، وأنتَ تعيش لتكسب ثمنًا، والثمن هو إمّا جنّة، وإمّا نار؛ فانظر ما أنتَ كاسب!.

وإنّا لله الواحد القهّار
...........
16 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
بالمناسبة!.

نحن لدينا تقديس أعمى لمؤسّسات التعليم؛ كالمدرسة والجامعة!.

وأنا أزعم أنّ ضررها أكبر مِن منفعتها!.

وأتحدّى واحدًا متخرجًا مِن الجامعة له سنتين أو ثلاث؛ أن يذكر لي شيئًا بقي معه مِن خلال رحلته التعليميّة في المدارس والجامعات!.

قراءة، كتابة، حساب؛ هل هنالك شيء غير ذلك تذكرونه؟!.

وحتّى لو كنتم تتذكرون شيئًا؛ هل كان بحاجةٍ لتلك المؤسّسات حتّى نعرفه؟!.

23 سنة في المتوسط نقضيها في تلك المؤسّسات الفاسدة مِن أجل ماذا؟!.

مِن أجل قصاصة ورق تخوّلنا للدخول إلى سوق العمل المحكوم بالراسماليّة الّلعينة.

لا والمضحك المبكي أنّ حتّى سوق العمل العفن ذاك -غالبًا- لا علاقة له بما تعلّمته في الجامعة!.

كفانا ضحكًا على أنفسنا، كفانا!.

أقسم بالله أنّ ما تعلمته في ثلاث سنوات تعليمًا ذاتيًا عبر الأنترنت؛ أفضل مِن جميع ما تعلّمته في مؤسّسات القطيع تلك!.

لكن أتدرون أين مشكلتنا؟!.

أننا لا نجرؤ على الاعتراف بهذا؛ لأنّ الثقافة الغالبة هي من تحكمنا، وكأنّ العلم لا يؤخذ إلّا عن طريق تلك الحضائر الّتي يجمعوننا فيها كالخرفان!.

23 عامًا في تلك المؤسّسات الّلعينة، ويخرج المسلم مِنها لا يعرف نواقض الوضوء، ولا الفرق بين توحيد الألوهية والربوبية!!.

ثمّ تقول لي علم؟!

بئس العلم العفن هذا!.
.......
18 - المُحرّم - 1444 هـ
#,اثبتوا_فالحق_جلي
في أعراسنا كوارث ومخالفات شرعية يشيب لها شعر الرأس والله!!

دعك من الموسيقى والأغاني فهذه أخفّ الآثام بالمقارنة مع غيرها من المخالفات الشرعية!
ولا أقصد هنا التهاون بمسألة الموسيقى والأغاني معاذ الله، بالنسبة لي لا يمكن أن أسمح بتشغيل الموسيقى في عرسي ولو اضطررت للبقاء عازبًا إلى أن ألقى الله تعالى، والأخرة خيرٌ وأبقى!.

نبدأ بالأعراس المختلطة:
- اختلاطٌ فاحش بالمعنى الحرفي للكلمة، فترى الرجال والنساء في قاعةٍ واحدة يتراقصون ويميليون ويستميلون أمام بعضهم البعض دون حياء أو خجل، والأدهى من ذلك أنك تجد كثيرًا من النساء غير محتشمات بفساتين تَبدي من أجسادهنَّ أكثر مما تخفي، وترى أشكالًا وأصنافًا من إبداء الزينة والتبرج السافر والتمايل والخضوع بالقول، وغير ذلك مما يستحي الرجل "السوي" على قراءة وتخيّل هكذا مشاهد فضلًا عن رؤيتها؛ فما بالك بامرأةٍ سوية؟!

- والمحزن أنك تجد فتياتٍ محجبّات يُبررن حضورهنَّ لهكذا أعراس مختلطة بـ : "نحن محتشمات ونلبس العباءات التي تستر عوراتنا" ... حسنًا، وماذا عن علبة العطر التي نفذت وأنتِ ترشينها على بدنك؟! وماذا عن الزينة والمكياج والتبرج الذي على وجهك؟! أوليس كل هذا محرمٌ أن تُبديه لغير المحارم وزوجك؟!

ونأتي الأن للأعراس غير المختلطة:
- هذه الأعراس أخفُّ وطأة من سابقتها، ولكنّها لا تخلو من بعض المخالفات الشرعية كالموسيقى والأغاني، ويمكن تنظيمها وترقيعها بطريقة شرعية عكس سابقتها التي لا يمكن ترقيع أيّ شيءٍ فيها؛ فكل مافيها حرام. ولكن هنالك نقطة لا أحبها أبدًا في هذه الأعراس، وبالنسبة لي هي محلُّ نزاع بيني وبين محيطي من عائلة وأصدقاء، وهي فكرة دخولي إلى قاعةٍ ممتلئة عن بِكرة أبيها بالنساء لوحدي!!.

- ومن أجل ماذا؟!
من أجل أن أرقص أنا وزوجة المستقبل على أنغام الموسيقى الشبابية الصاخبة أو الموسيقى الأجنبية الهادئة، ومن أجل أن أُلبِسها الذهب وغير ذلك مما يفعله العرسان لعروساتهم عند دخولهم القاعة.

- وماذا عن فيلق النساء المصطف على جانبي القاعة؟!
لا تخف سيلبسن عباءاتهنَّ ويُسدلن خمورهنَّ على رؤوسهنَّ عند دخولك!.

- وماذا عن مصنع المكياج الذي على وجوههنَّ؟ ماذا أفعل؟! أمشي وأنا مُغمض العينين؛ كالأبله حتى أغضَّ بصري عنهنَّ؟!

ونقطة آخرى أكرهها في هذه الأعراس هي دخول أقارب العريس والعروس من إخوته الشباب وأولاد عمّه وأصدقائه المقربين إلى قاعة العرس؛ ليحتفلوا به، ويرقصوا معه، ومن أجل التقاط الصور التذكارية معه!.

- ما هذا الهراء؟!
أجعل عرسي غير مختلط تجنبًا للفتن، وفي الأخر يأتي أخي من لحمي ودمي أو ابن عمي أو صديقي أو ابن عمّة زوجتي وابن خالتها؛ لينظروا إلى زوجتي عِرضي وشرفي وهي ترتدي فستانًا أبيضًا يصف جسدها ويشفّه، وهي في كامل زينتها وتبرجها؟! .... ألا بئس الرجل أنا لو رضيت بذلك على زوجتي حتى ولو كان أخي ابن أمي وأبي!!

- ما هذا التزمّت والتشدّد يا عِمران؟!
لا وربي لست متشدّدًا ولا متزمّتًا، ولكني أخاف إن عصيت ربي عذاب يومٍ عظيم، أنا لست متشدّدًا ولكننا أفرطنا وتهاونا وتساهلنا في المحرمات؛ حتى بتنا نشعر بأنّ الالتزام بشرع الله وأمره تزمّتًا!!

- وكيف تريد أن يكون عرسك إذن؟!
ببساطة شديدة، أريد عرسًا يكون النساء فيه في قاعة، والرجال في قاعة مناسبات عند المسجد دون أيّ اختلاط لا من قريب ولا من بعيد.

- وماذا عن الأغاني والموسيقى؟!
قطعًا لن أرضى بذلك ولو لم ترضى بي فتاةٌ على وجه الأرض، يُمكننا أن نفرح ونسعد دون عصيان الله تعالى، ففي قلبي أرى أنَّه لا يُمكن لقلب المؤمن أن يفرح في أمرٍ يعصِ الله به، وبكل بساطة يمكن تشغيل أناشيد فرح إسلامية أو من الممكن انتقاء أغاني ذات كلمات راقية لا قبح فيها ولا خدشًا للحياء ونصفّيها من الموسيقى!.

- وماذا عن دخولك أو دخول أقاربك وأصدقاءك إلى قاعة النساء؟!
أنا لن أرضى بالدخول إلى هذه القاعة وفيها امرأةٌ لا تحلّ لي رؤيتها بزينتها ولو طُبقت السماء على الأرض، ولن أرقص مع أحد أو أمام أحد حتى ولو كانت زوجتي، وبالنسبة لي سأنتظر ذهاب الحضور والدخول في نهاية العرس بوجود زوجتي وأخواتي الإناث وأخواتها الإناث -بشرط الاحتشام ومراعاة ان لا يكن أخوانها مكشوفات عليّ- وأمي وأبي ووالدة زوجتي وأبيها لألتقط معهم الصور التذكارية، ولأُلبِسها الذهب وغير ذلك، ولن أرضى بدخول رجلٍ غير محرم على هذه القاعة ولو كان أخي من لحمي ودمي.

- أخيرًا، قد يرى أحدكم أنَّ تطبيق ما تقوله يا عِمران مستحيل، ولن تجد فتاةً ترضى بذلك أو أهل فتاة يرضون بذلك، فأقول بكل بساطة والله ثم والله أنَّ هنالك إناثٌ صالحات يرضين بذلك وأكثر من ذلك، ويتقين الله أكثر مما أتقيه أنا جلَّ وعلا، فهذه الأمّة العظيمة لا تخلو من الصالحات، وفي النهاية هذا رزق يسوقه الله لمن يبتغي مرضاته وأسأل الله تعالى بأن يرزقني من تسعى لإرضاء الله تعالى في أول ليلةٍ جمعنا بها سبحانه ببعضنا البعض، وإن بحثت وبحثت ولم أجد فحسبي الله سيؤتيني من فضله ويَعوّضني
في الأخرة إن شاء الله.

هذه العادات والتقاليد المخالفة لأمر الله تعالى وشرعه سرطان متجذّر في صلب ثقافتنا المستوردة من الكفـ..ـار، فإن لم نبدأ بمواجهتها بالثبات على الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة وبما يرضي الله تعالى؛ فلن يتغير حالنا أبدًا!، وأعلم جيدًا أن بعضكم لا يهتم بهذه التفاصيل ويتهاون بها، وأنا كنت كذلك إلى وقتٍ قريب، ولكن مادام قد أقيمت عليك الحجّة وعلمت ما هو المباح وغير المباح؛ فأمرك إلى الله بعد ذلك.

ما دمت على حق؛ فأنت الجمع ولو كنت وحدك، والحمد لله ربّ العالمين.
......
3 - شوال - 1443 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
تلاوة عِطرة للشيخ أحمد النفيس حفظه الله، برواية خلف عن حمزة الكوفي رضي الله عنهما
لن تستطيع فهمَ كثيرٍ من أحكام الشريعة الإسلامية؛ ما لم يستقر في عقلك وقلبك أنّ الكــفـ.ـر بالله تبارك وتعالى هو أقبح وأشنع وأفظع جريمة قد يرتكبها الإنسان!.

أقبح من القـتــل، وأقبح من الزنا، وأقبح من الـ.شـ..ذوذ، وأقبح من شرب الخمر، وأقبح من السرقة، وأقبح من كل فعلٍ قد تعتقد بأنّّه أبشع شيءٍ من الممكن أن يرتكبه البشر!.

- أتدري لأيّ درجةٍ هو قبيح؟!

هو قبيحٌ إلى حدٍ أنّ الله سبحانه وتعالى قد يغفر للقـ.ـاتـل، والزاني، وشارب الخمر، والشـ.ـاذ والسارق إن تاب ومات "موحّدّا لا يُشرك بالله شيئًا"، وإن لم يتب؛ فسيقتص منه وقد يعذّبه في جهنّم لفترةٍ ثمّ يدخله الجنّة!.

أمّا الكــافــر الجاحد المكابر الّذي جاءته آيات الله تعالى وأعرض عنها، ثمّ مات على كـفــره؛ فلن يُغفر له، لن يشم رائحة الجنّة، وسيبقى في جهنّم إلى أبدِ الآبدين، ولو كان أطيب أهل الأرض قلبًا، وأصدقهم قولًا، وأشدّهم كرمًا، ولم يؤذي حتّى نملة في حياته!.

يقول سبحانه وتعالى في موضعين مختلفين من سورة النساء:
{إنّ الله "لا يَغفر أن يُشرك به" ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يُشرك بالله فقد افترى إثمًا عظيمًا}
{إنّ الله "لا يَغفر أن يشرك به" ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يُشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيدًا}

ويقول سبحانه في سورة المائدة:
{....إنّه من يُشرك بالله فقد "حرّم الله عليه الجنّة" ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}

- الإشكال الذي يقع فيه كثيرٌ من المسلمين هو عدم إدراكهم لهذه النقطة الجوهرية بالتحديد إدراكًا حقيقيًا؛ لذلك تجدُ كثيرًا منهم يستشكلون حكم حدّ الردّة، وجـهــاد الطلب، وحرمانية الترحّم على من مات مشركًا، والسبي، وغيرها من الأحكام المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بفهم هذه النقطة.

ولا يُفهم من هذا الكلام أنًنا نهوّن من الـقــتــل بغير حق، ومن الزنا، ومن السرقة ونحوها من الكبائر معاذ الله، ولكن هي لا تُقارن بالشرك أبدًا!.

فالإنسان لم يُخلق "كأصل"؛ ليكون ذو أخلاقٍ حميدة يتعامل مع الناس بطيبة ورقي وكرم، أو ليطعم المساكين والفقراء، أو ليعالج المرضى ويداويهم، ثم يجحد عبادة الله تعالى وتوحيده في الألوهية والربوبية!.

الإنسان خُلِقَ ليُفرِد الله تبارك وتعالى بالعبودية وحده لا شريك له، وليطيع أمره، وينتهي عمّا حرمه، وهذا بالضرورة سيقوده لفعل كل ما تقدّم من خير!.

أمّا الحاصل اليوم؛ فهو العكس بالعكس! تقديم حقّ البشر على حقّ الله سبحانه وتعالى، وهذا نوعٌ من أنواع التأليه البشري للإنسان بطريقة غير مباشرة!.

وإنّا لله الواحد القهّار
.......
3 - شوال - 1443 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
إن كان القلم يكتب، والمِمحاة تمحو ما كُتِب.

فالصدر يحفظ القرآن، والذنوب تمحو ما حُفِظ!.

ويا لها مِن مصيبةٍ أن يُزهِرَ قلبُكَ بكلام الله تعالى، ثمّ يصير هذا الربيع المُزهِرُ خريفًا مِن الذنوب، وتذهب الآيات بريحه!.
........
19 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
كنتُ أتعجّب من رؤيتي للأولاد ذكورًا وإناثًا في بعض العائلات عندما يخاطبون أباءهم، وأمهاتهم، وإخوانهم بكلماتٍ معسولة كـ "بابا حبيبي، ماما عمري، أخي يا روحي، أختي يا عيوني" دون أن يشعروا بالخجل منهم، ودون تصنّع أو تكلّف، فهذا هو ديدنهم في مخاطبة أهليهم!

ثم أنظر إلى نفسي وعائلتي، وعائلات أقاربي، وأصدقائي وكثير ممن مروا في حياتي بأنَّ هذه الخصلة "الحميدة" ليست موجودة في تعاملاتنا مع أهلنا ومن نحبهم!! .... ولكن لماذا؟

- لماذا تربينا على أنَّ هذه الكلمات الجميلة لا تُقال إلّا للزوج والزوجة؟ (مع مراعاة خصوصية العلاقة بين الزوجين، والحدود بين الأخوة)
- لماذا نخجل من قولها لأباءنا، وأمهاتنا، وإخوتنا، وفي المقابل نستطيع قولها لصديقٍ ما، أو لحبيبٍ عابر (مع التحفظ على علاقات الحب غير الشرعية)؟
- أليس الأب، والأم، والأخ، والأخت، والإبن، والإبنة أحق بسماع هذه الكلمات من أفواهنا؟
- ثم لماذا ترى بعض الناس تنظر لهذه الكلمات على أنها دليلٌ على المياعة، والسخافة، والدلع؟
- ألسنا نحب أباءنا، وأمهاتنا، وإخواننا؟ ما المانع الشرعي، والعقلي، والفطري من مخاطبتهم بهكذا كلمات نعبر لهم فيها عن حبنا؟
- والسؤال الأهم، أليس السبب الرئيسي لانتشار علاقات الحب المحرّمة بين الشباب والفتيات في هذا العصر هو بحثهم عن الحب، والعاطفة، والاهتمام؟ فلماذا نحرمهم من التعبير عن حبهم لنا وحبنا لهم ليصِلوا إلى مرحلةٍ يتوجهون فيها للبحث عن تلك المشاعر بسبلٍ غير شرعية؟

حتى أنا الذي أنتقد وأتساءل بهذا الخصوص أخجل خجلًا شديدًا من قول هذه الكلمات لأبي وأمي وإخوتي، رغم أنني أستطيع قولها لأصدقائي ولا أخجل، والسبب ليس أنني لا أريد ولا أحب أن أقول هذه الكلمات لأفراد عائلتي، ولكن لم أتربى على ذلك، فأنا في حياتي لم أسمع أبي وأمي وإخوتي يقولون لي حبيبي، وعمري، وروحي إلّا عندما أكون طريح الفراش لمرضٍ ما!! ... الأمر قد يبدو مضحكًا، ولكن حقيقةً علينا التوقف عنده والتأمل في إيجابيات تربية أولادنا عليها، وسلبيات عدم تربيتنا لهم عليها، وسنرى أنَّ 90% من المشاكل التربوية والعائلية التي تحدث اليوم هي بسبب عدم تعبير أفراد العائلة الواحدة عن الحب بين بعضهم البعض!!

ألم يقل نبيّنا خير الورى صلّى الله عليه وسلّم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"؟، وهذا الخير يشمل كل شيء، التربية، الدين، الحب، كل شيء فيه خير، فلماذا تربينا ونربي أبناءنا تربيةً عسكرية يكون التعبير فيها عن الحب كأنه فعلٌ إجراميٌ قبيح؟!.

ألا تستحق هذه المعضلة الوقوف عندها ومعالجتها جذريًا؟

وإنّا لله الواحد القهًار
.......
12 - شوال - 1443 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
"هذا تكـفـيري"

(منشور في غاية الأهميّة).

إني أحسبُ أنّ هذه التهمة الّتي باتت مُضغةً تلوكها ألسنة الناس عمومًا، وبعض الدعاة خصوصًا؛ لهي مِن أعظم المخاطر الّتي ستترتب عليها مفاسد عظيمة قد تطال إنكار ما هو معلومٌ بالضرورة مِن الدّين دون الحكم على مَن يفعل ذلك بالكـفــر؛ بل إنّ بوادر ذلك تحدث اليوم!.

ودليل ما أدّعيه؛ هو خشية كثيرٍ مِن المسلمين عمومًا، والّذين يظهرون على الإعلام خصوضًا مِن إطلاق حكم الكـفـر على النـصــارى مثلًا!.

علينا أن نُدرِكَ شيئًا في غاية الأهميّة والخطورة:

"التـكـفير هو دِرعٌ حصين لدين الإسلام دون العبث فيه، وفي أحكامه وتشريعاته وثوابته، وليس شيئًا سلبيًّا بإطلاق؛ بل هو حكمٌ شرعيٌّ حكم به الله سبحانه وتعالى، ومَن لم يُطلق حكم الكـفــر على مَن استحقه؛ فهو كـافـر"!.

- قد يقول قائل: "ولكنّ الّذين يستخدمون هذه التهمة للتشنيع على خصومهم؛ يقصدون بها مَن يُـكــفــر الناس بغير وجه حق".

- قلت: هذا ليس مُبررًا، وله تَبعات خطيرة!.

- كيف؟!.

تكرار هذه التهمة على مسامع الناس، ومِن أفواه دعاةٍ يثقون بهم؛ سيكون له أثرٌ سلبيٌّ عظيم على المدى المتوسط والبعيد.

لأنً كلمة "تـكـفـيـر" سترتبط بأذهانهم بأناسٍ سيّئين حقًا يستخدمون هذا الحكم الشرعي في غير موضعه، وبالتالي، سيجعلهم ينفرون مِن هذا الحكم شيئًا فشيئًا؛ بل إني أجزم أنّ بعض مَن يقرؤ هذا المقال؛ سيشعر بالثِقل والتوجّس مِن كلمة "تـكـفـيـر"!.

وهذا ليس نِتاج الصدفة؛ بل إني أزعم أنّها خطّة ممنهجة لتجريد الإسلام مِن درعه الحصين هذا، وقد تأثّر بها عوام المسلمين والدعاة بدرجاتٍ متفاوتة، وذلك بسبب الضخ الإعلامي الّذي ربط كلمة "تـكـفـير" بالجماعات المسلّحة، بغض النظر عمّا إذا كانت على حق أو على باطل!.

وبناءً على ذلك؛ سنصل إلى وقتٍ ينفر فيه الناس مِن أيّ شخصٍ يُطلق هذا الحكم على مَن استحقّه حقًا!.

وهذا سيفتح علينا بابًا واسعًا لكثيرٍ مِن الزنادقة الّذين سيطعنون في الإسلام وأحكامه بصراحة على الملأ، وسيتستّرون خلف عواطف الناس بقولهم: "انظروا إلى هؤلاء التـكـفـيرين كيف يهاجموننا؟!".

أخيرًا:

هنالك فرقٌ شاسع بين تكـفـيـر الفعل، وتـكفـير المعيًن، والأخير له شروط وموانع، وليس كلّ مَن هبً ودبّ يُطلق هكذا حكمٍ غليظ على الناس.

ولكن في نفس الوقت؛ تنفير الناس منه، وتصويره على أنّه مجرد حكمٍ يستخدمه الضآلّون فحسب؛ لهو خطرٌ عظيم، وعلى الدعاة تنبيه الناس إليه، وتوعيتهم نحوه.

وإنّا لله الواحد القهّار
....................
13 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
معلومة قد اكتشفها العالم العلّامة، الفاهم الفهّامة، البروفيسور، الدكتور، الفيزيائي، مكتشف فيزياء الّليل، وحافظ القرآن بالقراءات السبع في عمر السابعة؛ علي منصور الكيّالي محترف الهبد العالي.

ضرب الملائكة الكِرام لفئةٍ مِن الناس حين موتهم؛ ليس عذابًا كما خدعوكم يا أيّها المسلمون!.

إذن لِماذا دكتورنا؟!.

الضرب هذا مِن أجل مساعدتهم على إخراج الروح؛ كالّذي يغُصُّ وهو يأكل، فنضربه على ظهره حتّى لا تعلق الّلقمة ويختنق!.

😧

طبًعا هذه الآية الكريمة ومثيلاتها شفافًة بالنسبة له:
{ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكةٌ يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق} الأنفال.

الهبد لا دين له!.
..........
20 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
يبقى/تبقى طوال عُمره يُنادي بالتعرّي ويطالب به، ويُحارب الاحتشام؛ حتى يأتي ذلك لليوم الّذي يُغطى بدنه بأكمله بالأكفان، وحتّى ولو وصّى بعدم تكفينه؛ سيُغطيه التراب رغمًا عنه، وشتّان بين مَن احتشم طاعةً لله في دنياه، ومَن احتشم كرهًا وهو يُساق إلى أُخراه!.

سبحانه جلّ في عُلاه حين قال: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعًا وكرهًا وإليه يُرجعون}.
.......
20 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
مِن العِبارات العظيمة، والّتي استوقفتني كثيرًا في لِقاء الشيخ محمد الغليظ، وأمير منير، وياسر ممدوح؛ هو ما قاله الشيخ محمد الغليظ حفظه الله:

مِن رحمة الله سبحانه وفضله ومنّته عليك، أنّك في وقتٍ ما مِن حياتك، وفي الّلحظة نفسها؛ كُنتَ تُدبًر أمرًا وتَهُمّ به لَِتعصيَه، وهو -سبحانه وتعالى- يُدبّر لك الأمر لِيرزقك هدايته».

التأمّل والتفكّر بهذه العِبارة؛ يجعل الفؤاد يختلج خجلًا، ووجلًا، وشوقًا، وحُبًّا بالله جلّ في عُلاه.

سبحانك ربّي سبحانك ما أرحمك!.
..........
20 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إن كُنتَ تعتقد أنّ الببغاء هو أفضل المخلوقات تقليدًا للأصوات؛ فانظر إلى طائر القيثارة.

صُنعَ الله الّذي أتقن كلّ شيء 💚.
من أمارات انتكاس الأفهام؛ هي مسارعة الخاطبين إلى إشهار خطوبتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، وإزعاج أهل الأرض بهذا الخبر، والتعامل مع بعضهما على أنهما زوجين وليسا أجنبيين عن بعضهما!.

مرحلة الخطوبة هي مرحلة استكشافية لمعرفة ما إن كان الخاطب/المخطوبة مناسبًا ليكون زوجًا لنا، واحتمال أن تستمرّا هو نفس احتمال أن تنفصلا أو أكثر قليلًا لو كنتما مُدركَين لفقه التعامل في فترة الخطوبة؛ فلماذا تُعرّضان نفسيكما للإحراج إن قدّر الله تعالى انفصالكما أمام الناس؟!.

اكتموا أمر خطوبتكم عن الناس، وحتّى الأقارب والمعارف ليس ضروريًا أن يعرفوا جميعهم بذلك، فقط المقربين جدًا جدًا؛ فما الشيء المميز الذي تحتفلون به، وتُخبرون أهل الأرض عنه في مرحلةٍ لا تعرفان خيّرها مِن شرّها، ولا ميثاق غليظ يحفظ علاقتكما كميثاق كتب الكتاب؟!.

انشغلوا بمعرفة بعضكما بدل التقاط الصور ونشر الحالات الغرامية المحرمة، وعندما تتيقنان مِن مناسبتكما لبعضكما؛ حينئذٍ أخبروا أهل الأرض والمجرًة بخبر كتب كتابكما الذي يعني أنكما قد توافقتما اتفاقًا تامًا مؤهلًا لتبنيا أسرة!.

وإنّا لله الواحد القهّار
.......
25 - ذي القعدة - 1443 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
"سيُعوّضك الله".

غالبًا، تُقال هذه العِبارة في مواساة مَن فقدوا شيئًا، أو حُرِموا مِن شيء، أو خسِروا شيئًا ما.

وغالبًا أيضًا؛ يربط الناس "العوض الإلهي" بأمرين:

إمّا عوض مُماثل لِما فقدوه.

وإمّا عوض بشيءٍ مُختلف، ولكِنّه دنيوي ملموس.

وهنا يكمن جذر المشكلة الًتي يترتّب على إثرها قنوط الناس، ويأسهم، وسخطهم على القدر والدنيا والعياذ بالله!.

وهي ربط عوض الله تبارك وتعالى بالأمور المآدّيّة الدنيويّة المحضة حصرًا، ولا تنصرف أذهان الناس وقلوبهم إلى طبيعة عوضٍ مُختلفة.

مثلًا، أن يدّخر الله سبحانه وتعالى لك الأجر العظيم على صبرك إلى الأخرة، ويرفعك بها منازل لا تستحقها بعملك، أو حتّى يُدخلك بها الجنّة أصالةً.

أو مثلًا، أن يصرف عنك بلاءً أشدّ مِن الّذي نزل بك وصبرت عليه، وتحسبه أعظم البلايا.

أو أن يرزقك الرضى، القناعة، الهداية. القرب منه سبحانه.

أو أن يُبغّض إليك شيئًا تفعله وهو لا يُرضيه سبحانه، أو العكس بالعكس؛ أن يُحبّب إليك شيئًا يُحِبّه جلّ في عُلاه.

أو أن يهديَك إلى عملٍ صالحٍ عظيم؛ كحفظ القرآن، صلاة الجماعة في المسجد، صلاة السُنن الرواتب، صيام النافلة، وغيرها مِن الطاعات الّتي كنت تحسب أنّه لا يُمكنك القيام بها.

الخلاصة:

الله تبارك وتعالى كريم، وعوضه مُدهشٌ عظيم، وهو الحكيم العليم، وهو أعلم بما هو خيرٌ لك؛ فلا تحصر منابع كرمه جلّ في عُلاه في هذه الدائرة الدنيويًة المآدًيّة الضيّقة، فالقناعة كنز، ومِفتاحها الفِطنة في إدراك ما يحيط بك مِن كرم الله تعالى وخيره العظيم.

وإنّا لله الواحد القهّار
.........
21 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
نقل الوليد بن مسلم -رحمه الله- في كتاب الأيمان والنذور عن الإمام الأوزاعي -رضي الله عنه- في رجلٍ كُلّم في شيءٍ فيقول: نعم إن شاء الله، ومِن نيّته أن لا يفعل، قال -الإمام الأوزاعي-: هذا الكذب والخلف.
.............
23 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي