اليوم ارتفع ضغطي من أحدهم كان يسألني عن ملك اليمين، وكنت أجيبه بما أعلمه ومتيقن منه، فكانت إجاباتي لا تروق له، وبعيدًا عن جوهر النقاش، هو قال جملة أريد التوقف عندها:
*في ناس ألحدت بسبب الشيوخ*.
وسبحان الله! منذ قليل ظهرت أمامي صوتية للشيخ أبي جعفر تناول فيها هذه الفكرة جزاه الله كل خير، فأحببت نقل الفائدة من كلامه وإضافة شيء آخر.
هذه العبارة *هناك شباب ألحدوا بسبب بعض المشايخ* هي من أكثر العبارات سخافة وبلاهة، ومن يتعذر بها - سواء ممن ألحدوا أو حتى من هو مسلم ويلتمس العذر لهم- فهو يسيئ الأدب مع الله سبحانه وتعالى أيما إساءة!.
تبرير الإلحاد بهذه الفكرة أو بأي مبرر كان معناه أنّ براهين وجود الله سبحانه وتعالى ليست كافية ولا ظاهرة كفلق القمر حتى يلجأ المرء لإنكار وجوده بأدنى سبب!.
أفيعقل أنّ مع وجود كل هذا الخلق العظيم من سماوات وأراضين وكائنات حية، ووجود الفطرة الصارخة والدالة على وجود الله تعالى وحاجة المرء إلى إله، ووجود كل هذه الأدلة المسطورة في الكتاب والسنة، ثم نبرر لأبله سمع كلمة أو شاهد مقطعّا لشيخ -وإن كان ذلك الشيخ مخطئًا - فيتجاوز كل تلك البراهين ويلحد؟! أي خيل هذا!.
أي إساءة لله تعالى تلك التي تبرر بها لعبدٍ أهرج أبله ليكفر به رغم كل ما جعله من آيات دالة عليه سبحانه بسبب كلام مخلوق ضعيف كشيخ أو غيره؟!.
ثم إنّك بهذا التبرير الأعوج جعلت من حيث لا تشعر من الإلحاد مسلكًا طبيعيًا لمن شك في دينه، وهذا بحد ذاته يناقض دعوانا معاشر المسلمين بل حتى أهل الأديان أنّ الإلحاد هو محض خبل وجنون!.
فحتى لو كان الإنسان شاكًا في دينه، فبالمنطق والعقل والفطرة يجب عليه البحث عن الحق وليس أن يتخذ موقفًا أبلها كالإلحاد، فلا بد للحق أن يكون في دين من الأديان، هذا ما يقره العقل السليم والفطرة وإن كانت مشوهة!.
ثمّ إن هذا الأهوج الذي سلك سبيل الإلحاد بسبب كلام بشر أيًا كان ومهما قال؛ فهو لم يعطِ لنفسه فرصة أن يبحث كإنسان جاد باحث عن الحق!.
إذ لو كان صادقًا في سعيه للحق لبحث في الأصول: براهين وجود الله وصدق نبوة رسول الله ﷺ وإثبات أنّ القرآن هو كلام الله، وبراهين هذه الأصول تعد ولا تحصى.
فكونه ارتد وألحد بسبب شبهة في الفروع أو لأي سبب آخر هكذا ببساطة، فهو أحد اثنين:
1- إما أنه جاهل ولم يسعً لرفع الجهالة عن نفسه؛ إذ أنّ برهانًا واحدًا من براهين وجود الله أو النبوة كافية، وهو حينئد مقصر وتقصيره هو اختياره فليتحمل جريرة فعله.
2- وإما أنه ضال يتبع هواه ويريد ذريعة ليبرر لنفسه ردته.
وفي كلا الحالتين لا مبرر للكفر والردة!.
فعلينا أنّ نعقل الكلام قبل أن نقوله!.
والحمد لله رب العالمين.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
...........
28 - شؤال - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
*في ناس ألحدت بسبب الشيوخ*.
وسبحان الله! منذ قليل ظهرت أمامي صوتية للشيخ أبي جعفر تناول فيها هذه الفكرة جزاه الله كل خير، فأحببت نقل الفائدة من كلامه وإضافة شيء آخر.
هذه العبارة *هناك شباب ألحدوا بسبب بعض المشايخ* هي من أكثر العبارات سخافة وبلاهة، ومن يتعذر بها - سواء ممن ألحدوا أو حتى من هو مسلم ويلتمس العذر لهم- فهو يسيئ الأدب مع الله سبحانه وتعالى أيما إساءة!.
تبرير الإلحاد بهذه الفكرة أو بأي مبرر كان معناه أنّ براهين وجود الله سبحانه وتعالى ليست كافية ولا ظاهرة كفلق القمر حتى يلجأ المرء لإنكار وجوده بأدنى سبب!.
أفيعقل أنّ مع وجود كل هذا الخلق العظيم من سماوات وأراضين وكائنات حية، ووجود الفطرة الصارخة والدالة على وجود الله تعالى وحاجة المرء إلى إله، ووجود كل هذه الأدلة المسطورة في الكتاب والسنة، ثم نبرر لأبله سمع كلمة أو شاهد مقطعّا لشيخ -وإن كان ذلك الشيخ مخطئًا - فيتجاوز كل تلك البراهين ويلحد؟! أي خيل هذا!.
أي إساءة لله تعالى تلك التي تبرر بها لعبدٍ أهرج أبله ليكفر به رغم كل ما جعله من آيات دالة عليه سبحانه بسبب كلام مخلوق ضعيف كشيخ أو غيره؟!.
ثم إنّك بهذا التبرير الأعوج جعلت من حيث لا تشعر من الإلحاد مسلكًا طبيعيًا لمن شك في دينه، وهذا بحد ذاته يناقض دعوانا معاشر المسلمين بل حتى أهل الأديان أنّ الإلحاد هو محض خبل وجنون!.
فحتى لو كان الإنسان شاكًا في دينه، فبالمنطق والعقل والفطرة يجب عليه البحث عن الحق وليس أن يتخذ موقفًا أبلها كالإلحاد، فلا بد للحق أن يكون في دين من الأديان، هذا ما يقره العقل السليم والفطرة وإن كانت مشوهة!.
ثمّ إن هذا الأهوج الذي سلك سبيل الإلحاد بسبب كلام بشر أيًا كان ومهما قال؛ فهو لم يعطِ لنفسه فرصة أن يبحث كإنسان جاد باحث عن الحق!.
إذ لو كان صادقًا في سعيه للحق لبحث في الأصول: براهين وجود الله وصدق نبوة رسول الله ﷺ وإثبات أنّ القرآن هو كلام الله، وبراهين هذه الأصول تعد ولا تحصى.
فكونه ارتد وألحد بسبب شبهة في الفروع أو لأي سبب آخر هكذا ببساطة، فهو أحد اثنين:
1- إما أنه جاهل ولم يسعً لرفع الجهالة عن نفسه؛ إذ أنّ برهانًا واحدًا من براهين وجود الله أو النبوة كافية، وهو حينئد مقصر وتقصيره هو اختياره فليتحمل جريرة فعله.
2- وإما أنه ضال يتبع هواه ويريد ذريعة ليبرر لنفسه ردته.
وفي كلا الحالتين لا مبرر للكفر والردة!.
فعلينا أنّ نعقل الكلام قبل أن نقوله!.
والحمد لله رب العالمين.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
...........
28 - شؤال - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
كنت مع صديقي ذاهبين إلى مكان تجمعنا الأسبوعي مع بقية الأصدقاء.
وفي طريقنا جلبنا معنا طعامًا -كعادتنا- وكنت قد أخبرته بأن يقف عند أي دكان لنشتري الماء إذ أننا نسينا طلب ذلك من المطعم، ورغم أنني قد ذكّرته مرتين إلا أنه نسي وٱنا كذلك حتى وصلنا إلى وجهتنا فتذكرت وعاتبته ممازحًا.
وما إن جلسنا وتناولنا الطعام وإذ برجلٍ أعجمي يسوق دراجته الهوائية ويحمل عليها صندوق فيه عبوات من الماء وفول سوداني يتجول به ليكسب رزقه.
جاء الرجل نحونا وسلّم علينا واشترينا منه ما نحتاجه، وانتهى الموقف على ذلك.
هو حقيقةً يبدو موقفًا عابرًا ولكنه يعني الكثير لمن تأمل فيه وتدبّر!.
الأمر بالنسبة للرجل قد يكون عاديًا؛ إذ ما الغريب في أن أجد أُناسًا في طريقي يريدون ماءً أو شيئًا آخر مما في جعبتي؟ التجارة بيع وطلب والناس في دربي كثر، فالأمر طبيعي!.
لكن كيف ستكون نظرته إلى الأمر لو علم أنّ هؤلاء الذين باعهم ما باعهم قد مروا على مطعمٍ وغفلوا عن شراء الماء من عنده، ثم مضوا في طريقهم على أساس أن يقفوا عند أقرب دكان يجدونه ولم يقفوا، وقد ذكّر أحدهم الآخر مرتين أثناء الطريق ولكن أنساهم الله تعالى ذلك؛ بل حتى أنّ أحدهم -أنا- قد أرسل لصديقٍ له لم يصل بعد بأن يشتري الماء وهو قادم؟!.
ومع هذا كله لم يشأ الله جل في علاه إلّا أن نشتري من عنده هو!.
حين أتفكّر بالموقف أشعر برغبة عامرة بالبكاء والله! وأقول لنفسي:
يا إلهي! كم من أفضال الله تعالى ونعمائه قد أغدق بها علينا ونحن بجهلنا ظنناها قد جاءت ببذلنا؟!.
كم من لقمةٍ أو شربةٍ أو درهمٍ كسبناه بتقديرٍ إلهي بديع قد خفيَ علينا وظننا أنه شيء طبيعي كما خفيَ عن صاحب الدراجة؟!.
كم من بليّةٍ كانت ستقع بنا في وقتٍ كنا ننعم فيه بالأمن ولكنّ الله تعالى رفعه عنا بتقديره العظيم؟!.
سبحانك ربّي سبحانك!!.
سبحانك ما قدرناك حق قدرك، ولا حمدناك حق حمدك، ولا شكرناك حق شكرك،.
سبحانك ما أعظمك وأكرمك وألطفك وأرحمك!.
الحمد والشكر لك على ما علمناه وما لم نعلمه من فضلك ونعمك علينا يا أكرم الأكرمين.
........
29 - شؤال - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
وفي طريقنا جلبنا معنا طعامًا -كعادتنا- وكنت قد أخبرته بأن يقف عند أي دكان لنشتري الماء إذ أننا نسينا طلب ذلك من المطعم، ورغم أنني قد ذكّرته مرتين إلا أنه نسي وٱنا كذلك حتى وصلنا إلى وجهتنا فتذكرت وعاتبته ممازحًا.
وما إن جلسنا وتناولنا الطعام وإذ برجلٍ أعجمي يسوق دراجته الهوائية ويحمل عليها صندوق فيه عبوات من الماء وفول سوداني يتجول به ليكسب رزقه.
جاء الرجل نحونا وسلّم علينا واشترينا منه ما نحتاجه، وانتهى الموقف على ذلك.
هو حقيقةً يبدو موقفًا عابرًا ولكنه يعني الكثير لمن تأمل فيه وتدبّر!.
الأمر بالنسبة للرجل قد يكون عاديًا؛ إذ ما الغريب في أن أجد أُناسًا في طريقي يريدون ماءً أو شيئًا آخر مما في جعبتي؟ التجارة بيع وطلب والناس في دربي كثر، فالأمر طبيعي!.
لكن كيف ستكون نظرته إلى الأمر لو علم أنّ هؤلاء الذين باعهم ما باعهم قد مروا على مطعمٍ وغفلوا عن شراء الماء من عنده، ثم مضوا في طريقهم على أساس أن يقفوا عند أقرب دكان يجدونه ولم يقفوا، وقد ذكّر أحدهم الآخر مرتين أثناء الطريق ولكن أنساهم الله تعالى ذلك؛ بل حتى أنّ أحدهم -أنا- قد أرسل لصديقٍ له لم يصل بعد بأن يشتري الماء وهو قادم؟!.
ومع هذا كله لم يشأ الله جل في علاه إلّا أن نشتري من عنده هو!.
حين أتفكّر بالموقف أشعر برغبة عامرة بالبكاء والله! وأقول لنفسي:
يا إلهي! كم من أفضال الله تعالى ونعمائه قد أغدق بها علينا ونحن بجهلنا ظنناها قد جاءت ببذلنا؟!.
كم من لقمةٍ أو شربةٍ أو درهمٍ كسبناه بتقديرٍ إلهي بديع قد خفيَ علينا وظننا أنه شيء طبيعي كما خفيَ عن صاحب الدراجة؟!.
كم من بليّةٍ كانت ستقع بنا في وقتٍ كنا ننعم فيه بالأمن ولكنّ الله تعالى رفعه عنا بتقديره العظيم؟!.
سبحانك ربّي سبحانك!!.
سبحانك ما قدرناك حق قدرك، ولا حمدناك حق حمدك، ولا شكرناك حق شكرك،.
سبحانك ما أعظمك وأكرمك وألطفك وأرحمك!.
الحمد والشكر لك على ما علمناه وما لم نعلمه من فضلك ونعمك علينا يا أكرم الأكرمين.
........
29 - شؤال - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
شعور الاطمئنان عند التوجه إلى الله تعالى في حال التيه والضعف وقلة الحيلة بالافتقار والانكسار والشكاية هو في حد ذاته دليل على وجوده سبحانه وتعالى.
فالإنسان بطبيعة حياته المادية لا يطمئن إلا إذا رأى بعينه أسبابًا تدعوه للاطمئنان.
فحقيقة شعوره بالسكينة والراحة والاطمئنان بفعل شيءِ -الذِكر والتضرع- لا يترتب عليه تولّد نتائج مادية لحظية ملموسة تدفعه للاطمئنان؛ هو من أدلة وجود الله تعالى بلا ريب.
قد يقول قائل: *ولماذا لا تكون هذه الراحة والطمأنينة نتاج الوهم؟! إذ أنه قد صدق بوجود ذات قادرة على فعل كل شيء فلجأ إليها في خياله فاطمأن!*.
قلت: في ذات السؤال تكمن الإجابة!.
فلماذا يحتاج الإنسان إلى وجود شيء يعتقد فيه الكمال أصلًا؟ هذه الحاجة الملحّة في داخله ما مصدرها؟ ما سبب وجودها؟.
إذ أنّ هذا الإنسان يعيش في واقعٍ مادي لا يشاهد فيه سوى المسببات والأسباب والعِلل ويرصد نتائج كل ذلك، فحياته قائمة على وجود سبب مشاهد يؤدي إلى نتيجة مشاهدة؛ فمن أين أتت حاجته إلى اختلاق وجود هكذا ذات -كما تزعم- فضلًا عن تصديق وجودها؟!.
بل إنّ الذي يؤمن بوجود إله -بمختلف دياناتهم- قد يخاف ويتردد حتى وهو يسلك السبل ويأخذ بالأسباب الملموسة ولا يطمئن حتى يرى النتيجة!.
فكيف لكائن بهذا الذكاء وهذا التعقيد ويعيش في هكذا واقع مبني على الرصد والعِلل أن يشعر بالأمان والطمأنينة بفعل شيء لا يجد بفعله نتائج مادية لحظية ملموسة؟!.
لا، وفوق كل هذا هو يشعر بتلك الراحة والطمأنينة وهو يعيش أصعب الظروف وأحلكها!.
فإن لم يكن كل هذا سببه الفطرة المودعة في داخله لتدفعه دفعًا إلى البحث عن من أودعها والاطمئنان بوجوده فما تكون إذن؟!
قد يقول قائل: *ولكن هذا الشعور المزعوم يشعر به حتى أهل الديانات الباطلة! '.
قلت: صحيح، لأنّ الحقيقة واحدة عند الجميع، وجود إله يركنون إليه، وإن اختلفت تصوراتهم عنه، وأما مبحث أيهم الإله الحق فهو أمر مختلف، وهذا لا ينفي وجود الباعث لفعلهم ذلك؛ فطرتهم أو بقاياها.
فسبحان من قال وقوله الصدق: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
والحمد لله رب العالمين.
........
6 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
فالإنسان بطبيعة حياته المادية لا يطمئن إلا إذا رأى بعينه أسبابًا تدعوه للاطمئنان.
فحقيقة شعوره بالسكينة والراحة والاطمئنان بفعل شيءِ -الذِكر والتضرع- لا يترتب عليه تولّد نتائج مادية لحظية ملموسة تدفعه للاطمئنان؛ هو من أدلة وجود الله تعالى بلا ريب.
قد يقول قائل: *ولماذا لا تكون هذه الراحة والطمأنينة نتاج الوهم؟! إذ أنه قد صدق بوجود ذات قادرة على فعل كل شيء فلجأ إليها في خياله فاطمأن!*.
قلت: في ذات السؤال تكمن الإجابة!.
فلماذا يحتاج الإنسان إلى وجود شيء يعتقد فيه الكمال أصلًا؟ هذه الحاجة الملحّة في داخله ما مصدرها؟ ما سبب وجودها؟.
إذ أنّ هذا الإنسان يعيش في واقعٍ مادي لا يشاهد فيه سوى المسببات والأسباب والعِلل ويرصد نتائج كل ذلك، فحياته قائمة على وجود سبب مشاهد يؤدي إلى نتيجة مشاهدة؛ فمن أين أتت حاجته إلى اختلاق وجود هكذا ذات -كما تزعم- فضلًا عن تصديق وجودها؟!.
بل إنّ الذي يؤمن بوجود إله -بمختلف دياناتهم- قد يخاف ويتردد حتى وهو يسلك السبل ويأخذ بالأسباب الملموسة ولا يطمئن حتى يرى النتيجة!.
فكيف لكائن بهذا الذكاء وهذا التعقيد ويعيش في هكذا واقع مبني على الرصد والعِلل أن يشعر بالأمان والطمأنينة بفعل شيء لا يجد بفعله نتائج مادية لحظية ملموسة؟!.
لا، وفوق كل هذا هو يشعر بتلك الراحة والطمأنينة وهو يعيش أصعب الظروف وأحلكها!.
فإن لم يكن كل هذا سببه الفطرة المودعة في داخله لتدفعه دفعًا إلى البحث عن من أودعها والاطمئنان بوجوده فما تكون إذن؟!
قد يقول قائل: *ولكن هذا الشعور المزعوم يشعر به حتى أهل الديانات الباطلة! '.
قلت: صحيح، لأنّ الحقيقة واحدة عند الجميع، وجود إله يركنون إليه، وإن اختلفت تصوراتهم عنه، وأما مبحث أيهم الإله الحق فهو أمر مختلف، وهذا لا ينفي وجود الباعث لفعلهم ذلك؛ فطرتهم أو بقاياها.
فسبحان من قال وقوله الصدق: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
والحمد لله رب العالمين.
........
6 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
منذ فترة سألتي أحد الأحبة عن سؤال طرحه عليه أشعري جهمي وهو: *من أين أتيتم بلفظة "حقيقية" حينما تتحدثون عن صفات الله وتقولون مثلًا: لله يد حقيقية؟*
فأقول: لفظة حقيقية يراد بها تحقيق المعنى ومباينة أهل التجهم والتعطيل.
بمعنى؛ نحن مشكلتنا مع الجهمية ليست في إثبات ألفاظ الصفات لأنه لا يجرؤ أحد منهم على نفي الألفاظ كونها متواترة في الكتاب والسنة؛ بل مشكلتنا معهم في كونهم يصرفون معاني الصفات عن ظاهرها بالتأويل كقولهم: "معنى اليد القدرة" أو بنفي المعنى بكلّيّته عن الصفة بالتفويض كقولهم: "نحن لا ندري ما معنى اليد ولا يعلم معناها إلا الله".
فنحن أهل السنة حين تقول "يد حقيقية" لا نقول ذلك اعتباطًا وعن هوى؛ بل نقول ذلك للتمييز بيننا وبين أهل الكلام والزندقة، ولوجود قرائن واردة في الكتاب والسنّة تدل على لفظة حقيقية.
- كيف ذلك؟!.
حسنًا، لنضرب مثالًا:
أنا حينما قلت أنّ لله يد حقيقية؛ ما الذي دفعني لذلك؟ ولماذا لم أسلك مسلك الجهمية في التعطيل والتفويض؟!.
ببساطة لأنّ الله سبحانه وتعالى ونبيّه ﷺ قد أخبرنا بأمور تقطع عليّ سبل التأويل والتفويض في صفاته بلا ريب.
- وما هي؟!.
الصفات والأفعال ألتي تقرر معنى صفة اليد.
بمعنى؛ الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بأنّ له يدين اثنتين وأصابع وكف وأنامل.
والله تعالى قد أخبرنا أنه يطوي السماوات بيده، ويبسط بيده، وقد كتب التوراة بيده، ومسح على ظهر آدم بيده، وقبض يديه وقال لآدم أن يختار إحداهما كما جاء في الحديث.
فهذه الصفات والأفعال لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يُفهم منها إلا أنها تحقق معنى اليد، وتحقيق معنى اليد يدل على أنها يد حقيقية فيها أصابع وأنامل وكف ويفعل الله بها أفعالًا من كتابة وقبض وبسط وطوي ومسح.
فالمسألة أجلى من الشمس ولكن ماذا ننتظر من أناس إسنادهم في العقيدة يصل إلى الجعد بن درهم والجهم بن صفوان وأرسطو وأفلاطون؟؟.
والحمد لله رب العالمين.
...........
10 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
فأقول: لفظة حقيقية يراد بها تحقيق المعنى ومباينة أهل التجهم والتعطيل.
بمعنى؛ نحن مشكلتنا مع الجهمية ليست في إثبات ألفاظ الصفات لأنه لا يجرؤ أحد منهم على نفي الألفاظ كونها متواترة في الكتاب والسنة؛ بل مشكلتنا معهم في كونهم يصرفون معاني الصفات عن ظاهرها بالتأويل كقولهم: "معنى اليد القدرة" أو بنفي المعنى بكلّيّته عن الصفة بالتفويض كقولهم: "نحن لا ندري ما معنى اليد ولا يعلم معناها إلا الله".
فنحن أهل السنة حين تقول "يد حقيقية" لا نقول ذلك اعتباطًا وعن هوى؛ بل نقول ذلك للتمييز بيننا وبين أهل الكلام والزندقة، ولوجود قرائن واردة في الكتاب والسنّة تدل على لفظة حقيقية.
- كيف ذلك؟!.
حسنًا، لنضرب مثالًا:
أنا حينما قلت أنّ لله يد حقيقية؛ ما الذي دفعني لذلك؟ ولماذا لم أسلك مسلك الجهمية في التعطيل والتفويض؟!.
ببساطة لأنّ الله سبحانه وتعالى ونبيّه ﷺ قد أخبرنا بأمور تقطع عليّ سبل التأويل والتفويض في صفاته بلا ريب.
- وما هي؟!.
الصفات والأفعال ألتي تقرر معنى صفة اليد.
بمعنى؛ الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بأنّ له يدين اثنتين وأصابع وكف وأنامل.
والله تعالى قد أخبرنا أنه يطوي السماوات بيده، ويبسط بيده، وقد كتب التوراة بيده، ومسح على ظهر آدم بيده، وقبض يديه وقال لآدم أن يختار إحداهما كما جاء في الحديث.
فهذه الصفات والأفعال لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يُفهم منها إلا أنها تحقق معنى اليد، وتحقيق معنى اليد يدل على أنها يد حقيقية فيها أصابع وأنامل وكف ويفعل الله بها أفعالًا من كتابة وقبض وبسط وطوي ومسح.
فالمسألة أجلى من الشمس ولكن ماذا ننتظر من أناس إسنادهم في العقيدة يصل إلى الجعد بن درهم والجهم بن صفوان وأرسطو وأفلاطون؟؟.
والحمد لله رب العالمين.
...........
10 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
بالمناسبة، الزنديقان علي الكيالي وعدنان إبراهيم عقيدتهما عقيدة الأشاعرة لمن لا يعلم.
هل تدرك ما معنى هذا؟!.
أنا سأخبرك:
هذان السافلان يفسّران القرآن على مزاجهما ويردان الأحاديث النبوية؛ فما سبب ذلك وما أصله؟!.
ببساطة لأنهما سلكا مسلك الجهمية الأشعرية في تقديم العقل على النقل ورد أحاديث الآحاد في الاعتقاد.
فالذي يرى أئمته يقدمون عقولهم على النص ويفهمون النصوص بناء على عقولهم لا على تفسير السلف لها ويردون أحاديث الآحاد في العقيدة أو يقومون بتأويلها على هواهم؛ فمن باب أولى ألا يجد مشكلة في رد أحاديث عذاب القبر ونزول المسيح والمهدي والحدود مثل حد الردة والرجم وادّعاء أنّ ذلك يخالف العقل.
أمر آخر، هذان المرتدان يروّجان لفكرة أنّ أهل الكتاب مؤمنون.
ما سبب ذلك وما أصله؟!.
ببساطة هو الإرجاء، الإرجاء الغالي الذي يقول أنّ الإيمان هو المعرفة والتصديق، وأما القول والعمل فليسا من أصل الإيمان.
بمعنى، تصديقك بوحدانية الله دون إنكار لنبوة النبي ﷺ يجعلك مؤمنًا حتى ولو لم تنطق الشهادتين!.
هذا الإرجاء من الذي يتبناه؟؟!.
كان يتبناه الجهمية الأوائل ثم تلقفه عنهم أفراخهم الأشعرية أو طائفة كبيرة منهم على خلاف بينهم في بعض الفروع.
هذا فقط مثال واحد لتفهم سبب بغضنا للأشاعرة ولماذا نحاول تنفير الناس عنهم وبيان بطلان عقيدتهم.
فالذي يظنّ أنّ خلافنا مع الأشاعرة هو فقط في الأسماء والصفات فهو مخطئ، ولكن باب الأسماء والصفات هو الذي تدور حوله كبرى المعارك.، وإلّا فهم جبرية في القدر، ومن غلاة المرجئة في الإيمان، ومنكرين للسنة خلف ستار التأويل والتفويض.
.........
10 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
هل تدرك ما معنى هذا؟!.
أنا سأخبرك:
هذان السافلان يفسّران القرآن على مزاجهما ويردان الأحاديث النبوية؛ فما سبب ذلك وما أصله؟!.
ببساطة لأنهما سلكا مسلك الجهمية الأشعرية في تقديم العقل على النقل ورد أحاديث الآحاد في الاعتقاد.
فالذي يرى أئمته يقدمون عقولهم على النص ويفهمون النصوص بناء على عقولهم لا على تفسير السلف لها ويردون أحاديث الآحاد في العقيدة أو يقومون بتأويلها على هواهم؛ فمن باب أولى ألا يجد مشكلة في رد أحاديث عذاب القبر ونزول المسيح والمهدي والحدود مثل حد الردة والرجم وادّعاء أنّ ذلك يخالف العقل.
أمر آخر، هذان المرتدان يروّجان لفكرة أنّ أهل الكتاب مؤمنون.
ما سبب ذلك وما أصله؟!.
ببساطة هو الإرجاء، الإرجاء الغالي الذي يقول أنّ الإيمان هو المعرفة والتصديق، وأما القول والعمل فليسا من أصل الإيمان.
بمعنى، تصديقك بوحدانية الله دون إنكار لنبوة النبي ﷺ يجعلك مؤمنًا حتى ولو لم تنطق الشهادتين!.
هذا الإرجاء من الذي يتبناه؟؟!.
كان يتبناه الجهمية الأوائل ثم تلقفه عنهم أفراخهم الأشعرية أو طائفة كبيرة منهم على خلاف بينهم في بعض الفروع.
هذا فقط مثال واحد لتفهم سبب بغضنا للأشاعرة ولماذا نحاول تنفير الناس عنهم وبيان بطلان عقيدتهم.
فالذي يظنّ أنّ خلافنا مع الأشاعرة هو فقط في الأسماء والصفات فهو مخطئ، ولكن باب الأسماء والصفات هو الذي تدور حوله كبرى المعارك.، وإلّا فهم جبرية في القدر، ومن غلاة المرجئة في الإيمان، ومنكرين للسنة خلف ستار التأويل والتفويض.
.........
10 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
تأملوا هذا الاقتباس جيّدًا، وخاصةً الفقرة قبل الأخيرة:
وادعى المعارض أيضا: أن قوما زعموا أن لله عينا، يريدون جارحا كجارح العين من الإنسان وأرادوا التركيب، واحتجوا بقوله: {ولتصنع على عيني} .. {واصنع الفلك بأعيننا} .. {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا}.
فيقال لهذا المعارض: أما ما ادعيت أن قوما يزعمون أن لله عينا فإنا نقوله؛ لأن الله قاله ورسوله، وأما جارح كجارح العين من الإنسان على التركيب فهذا كذب ادعيته عمدا، لما أنك تعلم أن أحدا لا يقوله، غير أنك لا تألو ما شنعت، ليكون أنجع لضلالتك في قلوب الجهال، والكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، فمن أي الناس سمعت أنه قال: جارح مركب؟ فأشر إليه، فإن قائله كافر،.
فكم تكرر قولك: جسم مركب، وأعضاء وجوارح، وأجزاء، كأنك تهول بهذا التشنيع علينا أن نكف عن وصف الله بما وصف نفسه في كتابه، وما وصفه الرسول.
ونحن وإن لم نصف الله بجسم كأجسام المخلوقين، ولا بعضو ولا بجارحة؛ لكنا نصفه بما يغيظك من هذه الصفات التي أنت ودعاتك لها منكرون.
[نقض الإمام الدارمي على المريسي].
قلت: هذا الكلام قد كُتِبَ منذ قرابة 1200 سنة، والمعارض هو زنديق من طلبة الزنديق الجهمي المريسي، فانظروا بالله عليكم كيف كان الجهمية الأوائل يشنعون على أهل السنّة إذا ما أثبتوا الصفات بكلمات مثل: هؤلاء يقولون أنّ لله جوارح مركبة وأهضاء وأجسام وأجزاء!.
هذا التشنيع عينه نفسه تمامه بالحرف والكلمة يستخدمه الأشاعرة اليوم، وتراه مستفيضًا في كلامهم إذا ما أرادوا التشنيع على أهل السنة الذين يثبتون الصفات على ظاهرها.
ثمّ يأتيك متسلّف جاهل مدجّن ليقول لك الأشاعرة من أهل السنة وهم غير الجهمية!.
قبّح الله أحفاد المريسي.
...........
13 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
وادعى المعارض أيضا: أن قوما زعموا أن لله عينا، يريدون جارحا كجارح العين من الإنسان وأرادوا التركيب، واحتجوا بقوله: {ولتصنع على عيني} .. {واصنع الفلك بأعيننا} .. {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا}.
فيقال لهذا المعارض: أما ما ادعيت أن قوما يزعمون أن لله عينا فإنا نقوله؛ لأن الله قاله ورسوله، وأما جارح كجارح العين من الإنسان على التركيب فهذا كذب ادعيته عمدا، لما أنك تعلم أن أحدا لا يقوله، غير أنك لا تألو ما شنعت، ليكون أنجع لضلالتك في قلوب الجهال، والكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، فمن أي الناس سمعت أنه قال: جارح مركب؟ فأشر إليه، فإن قائله كافر،.
فكم تكرر قولك: جسم مركب، وأعضاء وجوارح، وأجزاء، كأنك تهول بهذا التشنيع علينا أن نكف عن وصف الله بما وصف نفسه في كتابه، وما وصفه الرسول.
ونحن وإن لم نصف الله بجسم كأجسام المخلوقين، ولا بعضو ولا بجارحة؛ لكنا نصفه بما يغيظك من هذه الصفات التي أنت ودعاتك لها منكرون.
[نقض الإمام الدارمي على المريسي].
قلت: هذا الكلام قد كُتِبَ منذ قرابة 1200 سنة، والمعارض هو زنديق من طلبة الزنديق الجهمي المريسي، فانظروا بالله عليكم كيف كان الجهمية الأوائل يشنعون على أهل السنّة إذا ما أثبتوا الصفات بكلمات مثل: هؤلاء يقولون أنّ لله جوارح مركبة وأهضاء وأجسام وأجزاء!.
هذا التشنيع عينه نفسه تمامه بالحرف والكلمة يستخدمه الأشاعرة اليوم، وتراه مستفيضًا في كلامهم إذا ما أرادوا التشنيع على أهل السنة الذين يثبتون الصفات على ظاهرها.
ثمّ يأتيك متسلّف جاهل مدجّن ليقول لك الأشاعرة من أهل السنة وهم غير الجهمية!.
قبّح الله أحفاد المريسي.
...........
13 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
ثَبَتت امرأة فرعون، وهي في بيت أكبر طاغية.
وانتكست امرأة نوح -عليه الصلاة والسلام- ، وهي في بيت نبيٍّ وداعية.
ضغط الواقع ليس عذرًا؛ للتفلّت والتملّص من حق الله تعالى عليك وتبرير الانتكاس!.
- لكاتبها.
.........
14 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
وانتكست امرأة نوح -عليه الصلاة والسلام- ، وهي في بيت نبيٍّ وداعية.
ضغط الواقع ليس عذرًا؛ للتفلّت والتملّص من حق الله تعالى عليك وتبرير الانتكاس!.
- لكاتبها.
.........
14 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
ذات يوم، سألت أمّنا الطاهرة المبرّأة الصدّيقة بنت الصدّيق عائشة -رضوان الله عليهما- رسول الله ﷺ:
يا رسولَ اللهِ إنَّ عبدَ اللهِ بنَ جُدعانَ كان في الجاهليةِ يَقري الضيفَ ويفكُّ العانيَ ويصِلُ الرحِمَ ويُحسِنُ الجِوارَ وأثنَيتُ عليه فهل ينفعُه ذلك؟.
فقال رسولُ اللهِ ﷺ :
لا، إنه لم يقُلْ يومًا قَطُّ ربِّ اغفِرْ لي خطيئَتي يومَ الدِّينِ.
[رواه الإمام أحمد في مسنده، ومسلم في صحيحه باختلاف يسير].
قلت: لكم نحن بحاجةٍ اليوم إلى غرس هذا المعنى الذي أشار إليه رسول ﷺ في قلوب المسلمين وعقولهم في ظل هذا الغزو الحداثي الإنسانوي لأمتنا.
مركزية التوحيد والإيمان والولاء والبراء عليهما والمعاملة بناءّ على مقتضاهما صار أمرًا مقترنًا بالتشدّد والتطرّف في نظر الكثيرين، والله المستعان.
اليوم صار الإنسان هو المركز، خيريّته وشرّه مع بني جنسه هو الذي يحدّد مدى رضانا عنه من بغضنا له، لا يهم أن يكون مسلمًا أم مشركًا؛ بل قد نتجاوز أمر الله تبارك وتعالى ونخالفه ونعبث في آياته لأجل تحقيق هذا المعنى الفاسد!.
..........
14 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
يا رسولَ اللهِ إنَّ عبدَ اللهِ بنَ جُدعانَ كان في الجاهليةِ يَقري الضيفَ ويفكُّ العانيَ ويصِلُ الرحِمَ ويُحسِنُ الجِوارَ وأثنَيتُ عليه فهل ينفعُه ذلك؟.
فقال رسولُ اللهِ ﷺ :
لا، إنه لم يقُلْ يومًا قَطُّ ربِّ اغفِرْ لي خطيئَتي يومَ الدِّينِ.
[رواه الإمام أحمد في مسنده، ومسلم في صحيحه باختلاف يسير].
قلت: لكم نحن بحاجةٍ اليوم إلى غرس هذا المعنى الذي أشار إليه رسول ﷺ في قلوب المسلمين وعقولهم في ظل هذا الغزو الحداثي الإنسانوي لأمتنا.
مركزية التوحيد والإيمان والولاء والبراء عليهما والمعاملة بناءّ على مقتضاهما صار أمرًا مقترنًا بالتشدّد والتطرّف في نظر الكثيرين، والله المستعان.
اليوم صار الإنسان هو المركز، خيريّته وشرّه مع بني جنسه هو الذي يحدّد مدى رضانا عنه من بغضنا له، لا يهم أن يكون مسلمًا أم مشركًا؛ بل قد نتجاوز أمر الله تبارك وتعالى ونخالفه ونعبث في آياته لأجل تحقيق هذا المعنى الفاسد!.
..........
14 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
ما لا تستوعبه النساء كما ينبغي هو أنّ كلّ ما فيهنّ فتنة للرجال دون مبالغة!.
وإن كنت أكره ذكر ما سأذكره ولكنه واقع مشاهد يدركه الشباب جيّدًا.
هناك رجال حرفيًا يُفتنون من شكل أصابع يد المرأة وشكل قدميها، ومنهم من شكل أذنيها، ومنهم من طول رقبتها، ومنهم من لون بشرتها، ومنهم من طريقة مشيتها ووقوفها وجلستها، ومنهم من لون طلاء الأظافر، ومنهم من طول رمشيها أو قصرهما، ومنهم من رسم حاجبيها، ومنهم من رائحة عطرها، وهناك أشياء غريبة أخرى أتعفّف عن ذكرها!.
وأمّا باقي التفاصيل في الوجه والبدن فلست بحاجة لأشير إليها، فهو مكمن الفتنة الأكبر للرجال في النساء والجميع يدرك ذلك.
وحتى الّتي تقول أنني منتقبة أو مختمرة وتعتقد أنها بذلك لا تفتن الرجال؛ فوالله فتنتك لهم لا تقل عن السافرة المتبرجة غير المنضبطة بالزي الشرعي، وإن كنت أفضل منها ولا مقارنة.
فالمنتقبة التي تتفنّن في إظهار عينيها تلفت الرجل إلى درجة أنه يسرح في عينيها ليرسم في خياله الصورة المثالية للوجه والجسد اللذان يلائمان العينين، والتي تكشف وجهها من باب أولى!.
لذلك حينما كنت أردد أنّ الحجاب أو النقاب هو وسيلة للمرأة إذا ما [اضطرت] للخروج من بيتها وليس رخصةً لتخرج؛ كان البعض يمتعض ويستغرب من مقالتي!.
هذه المقالة ليست من هوى نفسي؛ إنما النصوص الشرعية مجتمعة توصلك لهذا المعنى!.
من كون المرأة عورة، وأنّ الأصل فيها القرار في المنزل، وأنّها لا تعمل دون ضرورة قاهرة وغير ذلك.
بل أزيدك من الشعر بيتًا، أنه يوجد شباب يفتنون من تعليقات بعض النساء على الصفحات العامة إذا ما تفاعلن مع شيءٍ عاطفي كرؤية طفل صغير أو شيء جميل بقولهن: "يا روحي ويا عمري ويا قلبي .... " وإلى ما هنالك من عبارات، فما بالكِ بمن تعلّق على صفحته بقلوب وورود وغير ذلك!.
يا إخوة ويا أخوات؛ النبيّ ﷺ حين قال بأبي هو وأمي: "ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء" هو كان يعني ذلك حرفيًا.
فالأمر ليس مجرد أن تحتشم النساء بلباس ساتر مع مراعاة خرافة ضوابط الاختلاط فتصبح الحياة وردية!.
إنما هو المنع التام من تقابلهم في غير ما ضرورة ملحّة، ولن يكون ذلك إلّا بقرار النساء في بيوتهنّ ومجاهدة الرجال لتجنب الاختلاط بمن اضطرت للخروج منهن.
ولكن للأسف، الزمن الذي نعيش فيه يستحيل تطبيق مثل هذا الأمر وخصوصا مع غياب الحكم الإسلامي على البلاد.
لذلك على كلّ فردِ منا أن يعمل على إيصال هذه المعاني إلى أهله وأقاربه وأصدقائه لينجو وإياهم من مزابل هذا العصر الإباحي!.
وأمّا الشباب، أعانكم الله في ظل تعسّر سبيل الزواج عليكم، ولكن ضعوا نصب أعينكم رضى الله سبحانه وتعالى وجاهدوا أنفسكم على غض البصر، وعدم مخالطة النساء، وإغلاق أبواب الوصول إليهنّ قدر المستطاع.
زوجكم الله جميعًا ذكورًا وإناثًا وأعانني وإياكم على ما ابتلينا به.
..........
14 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
وإن كنت أكره ذكر ما سأذكره ولكنه واقع مشاهد يدركه الشباب جيّدًا.
هناك رجال حرفيًا يُفتنون من شكل أصابع يد المرأة وشكل قدميها، ومنهم من شكل أذنيها، ومنهم من طول رقبتها، ومنهم من لون بشرتها، ومنهم من طريقة مشيتها ووقوفها وجلستها، ومنهم من لون طلاء الأظافر، ومنهم من طول رمشيها أو قصرهما، ومنهم من رسم حاجبيها، ومنهم من رائحة عطرها، وهناك أشياء غريبة أخرى أتعفّف عن ذكرها!.
وأمّا باقي التفاصيل في الوجه والبدن فلست بحاجة لأشير إليها، فهو مكمن الفتنة الأكبر للرجال في النساء والجميع يدرك ذلك.
وحتى الّتي تقول أنني منتقبة أو مختمرة وتعتقد أنها بذلك لا تفتن الرجال؛ فوالله فتنتك لهم لا تقل عن السافرة المتبرجة غير المنضبطة بالزي الشرعي، وإن كنت أفضل منها ولا مقارنة.
فالمنتقبة التي تتفنّن في إظهار عينيها تلفت الرجل إلى درجة أنه يسرح في عينيها ليرسم في خياله الصورة المثالية للوجه والجسد اللذان يلائمان العينين، والتي تكشف وجهها من باب أولى!.
لذلك حينما كنت أردد أنّ الحجاب أو النقاب هو وسيلة للمرأة إذا ما [اضطرت] للخروج من بيتها وليس رخصةً لتخرج؛ كان البعض يمتعض ويستغرب من مقالتي!.
هذه المقالة ليست من هوى نفسي؛ إنما النصوص الشرعية مجتمعة توصلك لهذا المعنى!.
من كون المرأة عورة، وأنّ الأصل فيها القرار في المنزل، وأنّها لا تعمل دون ضرورة قاهرة وغير ذلك.
بل أزيدك من الشعر بيتًا، أنه يوجد شباب يفتنون من تعليقات بعض النساء على الصفحات العامة إذا ما تفاعلن مع شيءٍ عاطفي كرؤية طفل صغير أو شيء جميل بقولهن: "يا روحي ويا عمري ويا قلبي .... " وإلى ما هنالك من عبارات، فما بالكِ بمن تعلّق على صفحته بقلوب وورود وغير ذلك!.
يا إخوة ويا أخوات؛ النبيّ ﷺ حين قال بأبي هو وأمي: "ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء" هو كان يعني ذلك حرفيًا.
فالأمر ليس مجرد أن تحتشم النساء بلباس ساتر مع مراعاة خرافة ضوابط الاختلاط فتصبح الحياة وردية!.
إنما هو المنع التام من تقابلهم في غير ما ضرورة ملحّة، ولن يكون ذلك إلّا بقرار النساء في بيوتهنّ ومجاهدة الرجال لتجنب الاختلاط بمن اضطرت للخروج منهن.
ولكن للأسف، الزمن الذي نعيش فيه يستحيل تطبيق مثل هذا الأمر وخصوصا مع غياب الحكم الإسلامي على البلاد.
لذلك على كلّ فردِ منا أن يعمل على إيصال هذه المعاني إلى أهله وأقاربه وأصدقائه لينجو وإياهم من مزابل هذا العصر الإباحي!.
وأمّا الشباب، أعانكم الله في ظل تعسّر سبيل الزواج عليكم، ولكن ضعوا نصب أعينكم رضى الله سبحانه وتعالى وجاهدوا أنفسكم على غض البصر، وعدم مخالطة النساء، وإغلاق أبواب الوصول إليهنّ قدر المستطاع.
زوجكم الله جميعًا ذكورًا وإناثًا وأعانني وإياكم على ما ابتلينا به.
..........
14 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
ربّك الجليل، ربّك العظيم، ربّك الرحيم يفرح بتوبتك!.
قال رسول الله ﷺ :
لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ.
[رواه مسلم]
يا إلهي ما أجمل تعبير رسول الله ﷺ في هذا الحديث الجليل!.
تخيّل أنك في صحراء قاحلة ومعك راحلتك وعليها طعامك وشرابك، فشردت عنها وتاهت عنك، وليس ذلك فحسب؛ بل طعامك وشرابك ذهبا معها، فبحثت وبحثت وبحثت عنها ولم تجدها حتى أدركك اليأس، وقلت لنفسك الموت آت لا محالة في وسط هذه الصحراء الثاحلة.
فاستسلمت لمصيرك المحتوم، وانزويت تحت شجرة تنتظر أجلك؛ وإذا براحلتك تقف أمامك وطعامك وشرابك عليها!.
هل تخيلت؟ بالله عليك أيّ فرحةٍ ستغمرك حينئذ؟!.
هل استشعرت ذلك؟ فكيف لو علمت أنّ الله تبارك وتعالى حين تتوب إليه توبةً صادقة هو أشدّ فرحًا منك بموقفك ذاك!.
يا الله!
عصيته سبحانه وخالفت أمره، فقذف في قلبي الندم والحسرة، ورزقني التوبة وألهمني الاستغفار، ثمّ هو يفرح فرحًا شديدًا بي؟!.
والله لا أجد كلامًا أضيفه يُعبّر عمّا أشعر به وأنا أكتب ما كتبت!.
يا إلهي كم هو محروم من لم يتعرّف إلى الله الجميل الجليل سبحانه وتعالى! يا إلهي كم هو مخذول من ظنّ أنّ باب الأسماء والصفات هو مجرد ترف فكري ولا مدخل له في التكليف والعمل!.
أويقنط عبدٌ من رحمة ربه بعد أن علم يفرحه بتوبته؟!
سبحانك ربّي سبحانك ما أجملك وألطفك وأرحمك!.
........
14 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
قال رسول الله ﷺ :
لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ.
[رواه مسلم]
يا إلهي ما أجمل تعبير رسول الله ﷺ في هذا الحديث الجليل!.
تخيّل أنك في صحراء قاحلة ومعك راحلتك وعليها طعامك وشرابك، فشردت عنها وتاهت عنك، وليس ذلك فحسب؛ بل طعامك وشرابك ذهبا معها، فبحثت وبحثت وبحثت عنها ولم تجدها حتى أدركك اليأس، وقلت لنفسك الموت آت لا محالة في وسط هذه الصحراء الثاحلة.
فاستسلمت لمصيرك المحتوم، وانزويت تحت شجرة تنتظر أجلك؛ وإذا براحلتك تقف أمامك وطعامك وشرابك عليها!.
هل تخيلت؟ بالله عليك أيّ فرحةٍ ستغمرك حينئذ؟!.
هل استشعرت ذلك؟ فكيف لو علمت أنّ الله تبارك وتعالى حين تتوب إليه توبةً صادقة هو أشدّ فرحًا منك بموقفك ذاك!.
يا الله!
عصيته سبحانه وخالفت أمره، فقذف في قلبي الندم والحسرة، ورزقني التوبة وألهمني الاستغفار، ثمّ هو يفرح فرحًا شديدًا بي؟!.
والله لا أجد كلامًا أضيفه يُعبّر عمّا أشعر به وأنا أكتب ما كتبت!.
يا إلهي كم هو محروم من لم يتعرّف إلى الله الجميل الجليل سبحانه وتعالى! يا إلهي كم هو مخذول من ظنّ أنّ باب الأسماء والصفات هو مجرد ترف فكري ولا مدخل له في التكليف والعمل!.
أويقنط عبدٌ من رحمة ربه بعد أن علم يفرحه بتوبته؟!
سبحانك ربّي سبحانك ما أجملك وألطفك وأرحمك!.
........
14 - ذو القعدة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي