دار مصر - روايات
24.3K subscribers
979 photos
47 videos
14 files
73K links
القناة الرسمية لمدونة دار مصر للروايات على التليجرام
Download Telegram
..... فتاة فقيرة ذات حسن وجمال تعشق الحلي و الفساتين المذهبة و المرايا تدعى عائشة كانت وحيدة أبويها كان والديها يبيع الحوت أما والدتها و كعادة نساء ذلك الزمان فتذهب كل موسم حصاد تعمل في أراضي الأثرياء لقاء بعض الأجر
لطالما كانت عائشة عاشقة للفساتين المذهبة و الحلي و المرايا و كل ما يمت للجمال بصلة لكن لقلة ذات اليد لم تستطع أن تحصل عليها فظلت أمانيها مجرد أحلام تنام و تنهض آملة في تحقيقها
كان قرب منزل عائشة يقع منزل امرأة أرملة توفي عنها زوجها وتركها وحيدة أرادت الزواج ثانية و وقع اختيارها على والد عائشة فبدأت بنسج الحيل و الخدع لعلها تقدر على نيل مرادها و قررت أن تجعل من عائشة الطفلة البريئة طعماً لتحقيق غايتها
كانت عائشة كعادتها تلعب أمام بيتها و في إحدى المرات شعرت بمن يراقبها فالتفتت وراءها و إذا هي جارتها الماكرة تبتسم لها ابتسامة لا تنم عن البراءة و لكنها كانت طفلة كيف ستفهمها قالت لها : أنظري إلى ما في يدي
أمعنت عائشة النظر فرأت وشاحا أحمر مطرزا بخيوط من الذهب فلمعت عيناها و ظنت أن أحلامها ستتحقق وبكل عفوية مدت يدها لأخذه
فقالت المرأة وهي تسحب يدها : سأعطيه لك ولكن بشرط و أخذت تتكلم و عائشة تصغي
في اليوم التالي كانت أم عائشة تعمل في أحد الحقول كالمعتاد و شعرت بالعطش ففتحت قربة مائها لتشرب ولكنها وجدت بها عقربا أخذته ورمته قائلة :حمدا لله لم تكن عائشة من فتحت القربة و إلا لماتت
بعد يوم آخر ماتت أم عائشة ، فقد لدغتها أفعى سامة كانت في ماء شربتها و قبل أن تموت أوصت زوجها بعدم الزواج حتى تصبح ابنتها قادرة على تحمل المسؤولية
لم تكن عائشة تستوعب ما يجري حولها فكل تفكيرها منصب على ذلك الوشاح الذي لن تأخذه حتى تنفذ بقية الشرط
دعت عائشة أباها للزواج لكنه رفض من أجل وصية أمها
بعد ذلك كان يرجع يوميا للمنزل ليجده نظيفاً و الطعام معد وكل ما كانت تقوم به زوجته من عمل موجود و على أكمل وجه ظل على ذلك مدة من الزمن حتى اقتنع بنضج ابنته فقرر الزواج بجارته الأرملة بإشارة من عائشة
جاء اليوم الذي بذلت من أجله عائشة الغالي و النفيس لحسن التطواني وطالبت بوشاحها الثمين و كلها أمل في الحصول عليه فهو ثمرة جهدها ففوجئت بصفعة في وجهها من جارتها التي أصبحت زوجة والدها صفعة تركت أثراً على وجهها و حفرت جرحاً في قلبها فقد انقلبت معاملتها لها بعد أن كانت تتودد لها و تظهر لها العطف و الحنان و تقوم بأعمال البيت في غياب الوالد إلى أن نالت مرادها
قالت لها كلاماً قاسيا لم يستوعبه عقلها لذالك قالت لها :كيف لمثلك أن يطلب وشاحا غالي الثمن كهذا إنه أغلى من عشرة أمثالك قاتلة أمك و خادعة أبيك و تتظاهرين بالبراءة أغربي عن وجهي و إياك أن أسمع لك صوتا وسترين مني ما لم تتمنيه أبدا أغربي عني يا فتاة السوء lehcen Tetouani
مضت الأيام و الدنيا تضيق على عائشة ففي كل حياتها لم تتعرض لمثل هذه المعاملة ضرب و تجريح و تجويع ووالدها يتصرف بغرابة و كأنه في عالم آخر
قررت عائشة الرحيل عن المنزل و مضت نحو المجهول فهو أهون مما كانت فيه في طريقها التقت براعي أغنام طلبت منه بكل براءة رشفة ماء لكنه قال : لا أملك الماء و لكن انظري هناك منزل بجواره بئر تسكنه امرأة تدعى الغولة
اذهبي بجانبه و إن رأيتها ترتدي السواد و عينيها حمراوين وتربط حزاما و حولها دجاج أسود ترحي في الرحى الحصى و أضراس البشر فلا تقربيها و إلا أكلتك و إذا استحالت ترتدي البياض و حولها الدجاج الأبيض و ترحي القمح و الشعير فاقتربي منها واطلبي ما تشائين

يتبع...
https://darmsr.com/2024/02/22/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88/
..... يقول بعد خطبة دامت لسنتين تزوجت من آية و رزقنا الله بحنين التي لم تبلغ بعد عامها الأول كنت أعمل موظفا في أحد الشركات الخاصة بلغت من العمر الثلاثين كان كل شيء رائعا و هادئا أحب زوجتي كثيرا و هي أيضا تحبني كحبي أو أكثر ما أتلقاه كراتب يكفينا للعيش الكريم و أسعى جاهدا لتوفير كل سبل الراحة لزوجتي و إبنتي.
ذات ليلة تأخرت بسبب بعض الأعمال الإضافية التي لم أستطيع تأجيلها إلى الغد إتصلت بزوجتي و أخبرتها أنني سأتأخر قليلا و طلبت منها أن تنتبه لنفسها و للصغيرة إلى حين عودتي
عدت متعبا كان الظلام و السكون يخيمان على الحي هدأت حركة الجيران و نام الجميع وقفت أمام عتبة المنزل و أنا أدير المفتاح في قفل الباب لأدخل فلفت إنتباهي قرص ملقى تحت حافة الباب حملته و دخلت.
تجاوزت الساعة منتصف الليل وجدت زوجتي جالسة في الظلام تبكي فسارعت بإضاءة الغرفة لكنها طلبت مني أن أطفئ النور بسرعة نفذت نداءها فأعدت إطفاء الضوء و توجهت نحوها مسرعا و قلت :ما الذي يبكيكي هكذا هل أنتي بخير هل حدث شيء لحنين أجيبيني
حاولت تجفيف الدموع من عينيها بكم فستانها و قالت بصوت مرتجف: زارتني قبل قليل إمرأة مسنة مقوسة الظهر أخبرتني أنها ليست من المدينة و طلبت مني أن أعطيها بعض الماء فجلبت لها الماء شربت ثم قالت:لديكي إبنة جميلة يؤسفني ما سيصيب حنين ثم بصقت في إناء الماء و رحلت!
حاولت إيقافها و سؤالها عن قصدها لكن لساني قد عقد تجمدت في مكاني من هي تلك العجوز و كيف تعرف أن لي إبنة و كيف تعرف إسم إبنتي و لماذا بصقت في إبريق الماء؟
لم أفهم شيئا دخلت مسرعة حتى أطمئن على حنين فوجدتها نائمة كما تركتها لكن كلمات تلك المرأة لم تغادر ذهني و غلبتني الدموع حتى آلمني رأسي و عيناي و ما عدت أحتمل إنارة الغرفة.
لم أستطع لحظتها أن ألوم زوجتي على فتحها للباب في غيابي فحالتها لم تكن تسمح بذلك عانقتها محاولا تهدئتها و بقيت إلى جانبها حتى هدأت و نامت
و ظللت أنا طيلة الليل يقظا أفكر في تلك العجوز التي تعرف زوجتي و إسم إبنتي و حتما تعرف عنا الكثير .
سطعت شمس يوم جديد بعد ليلة لم يغمض لي فيها جفن وقفت لأغير ملابسي فشعرت بالم في رقبتي من الخلف أسرعت زوجتي بعد أن رأتني ممسكا رقبتي فطمأنتها و أخبرتها أنه تشنج عضلي لأنني لم أنم طيلة الليل.
غيرت ملابسي و حملت حنين بين ذراعي أداعبها و أقبلها كما أعتدت فعل ذاك يوميا ثم جلست أشرب قهوتي الصباحية التي أعدتها آية و جلست هي بجانبي فحدثتها قائلا:
لا تعطي أمر الامس بالا
تلك المرأة الغريبة ربما تكون متطفلة قد سمعت عنكي و عن حنين من نميمة الجارات فلا تخافي و لكن إياكي أن تفتحي الباب لأحد في غيابي إتفقنا؟
إبتسمت زوجتي و أعتذرت عن البارحة و وعدتني أن لا تفتح الباب لأي أحد حتى أعود.
خرجت إلى العمل طول اليوم كنت مشوش التفكير و لم أتقن تحرير التقرير الذي طلبه مني المدير فأقترح علي المدير أن أرجع إلى المنزل و أرتاح لأنه لم يرني على ذلك الحال من قبل
لكنني ظللت أعمل حتى إنتهاء اليوم و الألم الذي علا رقبتي لم يزل حتى بعد محاولتي لتدليكه خلال فترة الإستراحة
عدت إلى المنزل متثاقل الخطوات من شدة التعب و نقص النوم دخلت المنزل فسمعت صوت غناء في المطبخ😳😳
ناديت يا آية لأخبرها أنني عدت لكنها لم تجبني فذهبت إلى المطبخ لأطمئن عليها لكنني لم أجدها بل وجدت ورقة معلقة على الثلاجة مكتوب عليها :عزيزي آسفة لم أستطع إنتظارك لتعود إتصلت بك و لم تجبني لقد إرتفعت حرارة حنين فجأة سأسبقك إلى عيادة الطبيب فألحق بي
إنقبض قلبي و تصبب العرق من جبيني ماذا حل بصغيرتي هل لكلام تلك العجوز علاقة بالحمى التي أصابتها؟
بينما انا خارج مسرعا إلى العيادة تذكرت صوت الغناء الأنثوي الذي سمعته قبل قراءة الورقة الان لفت بناظري خيال في المطبخ ذهبت لكي ارى لكنني لم ألاحظ شيئا وكأنه اختفى

يتبع...
https://darmsr.com/2024/02/22/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%af%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%88%d8%af%d9%88-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88/