إسلامنا
4.31K subscribers
1.56K photos
799 videos
5 files
3.3K links
يمكنكم التواصل مع إدارة القناة عبر الرابط التالي:
@Baa_center

🔗كيف تسعد في حياتك الزوجية: https://t.me/BaaHappy_marriage
🔗تربية الأبناء: https://t.me/baakids
🔗 أسئلة حساسة وأجوبة سهلة: https://t.me/BaaAkida
🔗في رحاب الدعاء: https://t.me/BaaDu3a2
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي
للعلامة #الشهيد_مرتضى_مطهري
لتعرف لماذا عشقنا عليا.. اقرأ هذا الكتاب
Forwarded from إسلامنا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي
للعلامة #الشهيد_مرتضى_مطهري
لتعرف لماذا عشقنا عليا.. اقرأ هذا الكتاب
Forwarded from baacenter
من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي

من المعروف أنّ أحد تلامذة أبو علي سينا كان يقول له: لو أنّك ادّعيت النبوّة بما لك من هذا الذكاء والفهم الخارق للعادة، لالتفّ الناس من حولك؛ أمّا أبو علي سينا فكان يصمت. إلى أن اجتمعا معًا في سفر في فصل الشتاء، فاستيقظ أبو علي سينا وقت السحر وأيقظ تلميذه وقال له: إنّي عطش، اذهب واجلب لي بعض الماء. فراح التلميذ يتعلّل ويختلق الأعذار. وبالرغم من أنّ أبو علي سينا ألحّ في الطلب، إلّا أنّ ذاك التلميذ لم يكن مستعدًّا لترك فراشه الدافئ في تلك الليلة الشتويّة الباردة. وفي تلك اللحظة ارتفع صوت المؤذّن من المئذنة: الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمّدًا رسول الله. فرأى أبو علي سينا أنّ الفرصة مؤاتية للإجابة على سؤال تلميذه. فقال له: "ألم تكن تحرّضني على ادّعاء النبوّة وتقول لي إنّ الناس سوف يؤمنون بي ويتّبعوني؟ فها أنت ذا تلميذي منذ سنوات، وقد استفدتَ من دروسي، ومع ذلك لم يكن لي عليك ذلك التأثير، الذي يخرجك من فراشك لدقائق معدودة لتأتيني بالماء. بينما هذا المؤذّن، وبعد أربعمائة سنة، يصدع بأمر نبيّه؛ فينهض من نومه الهنيء وفراشه الدافئ ليصعد المئذنة ويشهد بوحدانية الله وبرسالة محمد (ص). فانظر إلى مدى هذا التفاوت!" نعم.. إنّ الفلاسفة يصنعون التلامذة لا الأتباع، والقادة الاجتماعيّون يصنعون الأتباع المتعصّبين لا الأشخاص المهذّبين، وأقطاب ومشايخ العرفان يصنعون المستسلمين لا المؤمنين المجاهدين النشطين. أمّا عليّ (ع)، فقد جمع بين خاصّية الفيلسوف، وخاصيّة القائد الثوريّ، وخاصيّة شيخ الطريقة، وخاصّيّة من نوع خصائص الأنبياء.. فمدرسته هي مدرسة العقل والفكر، ومدرسة الثورة، ومدرسة التسليم والانضباط، ومدرسة الحسّ والجمال والانجذاب والحركة.
فقبل أن يكون إمامًا عادلًا للناس ويحكم بينهم بالعدل، كان عليًّا إنسانًا معتدلًا متوازنًا في ذاته يجمع فيها الكمالات الإنسانيّة كلّها.. كان إلى جانب عمق تفكيره وبُعد نظره، يتمتّع بمشاعر عاطفيّة رقيقة وفوّارة. لقد جمع كمال الجسم إلى جمال الروح. كان ينقطع في الليل عن كلّ أمر للتعبّد. وينشط في النهار في الحياة الاجتماعيّة. في النهار، كانت عيون الناس ترى منه التضحية والمواساة، وكانت آذانهم تسمع منه النصيحة والموعظة والحكمة؛ وفي الليل، كانت عيون الأنجم ترى دموع تعبّده، وآذان السماء تسمع مناجاته الوالهة. كان المفتي والحكيم، وكان العارف والقائد الاجتماعي، وكان الزاهد والجندي، وكان القاضي والعامل، وكان الخطيب والكاتب؛ لقد كان الإنسان الكامل بكل ما فيه من حسنٍ وجمال.
Forwarded from baacenter
من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي

إنّ سائر شخصيّات العالم يموت بموتهم كلّ شيء ويختفى مع أجسادهم تحت التراب. غير أنّ رجال الحقيقة يموتون وتبقى مدارس أفكارهم ويظلّ الحب الذي أشعلوا فتيلة سراجه على مرّ الدهور يزداد تلألؤًا وإشراقًا.
نقرأ في التاريخ، كيف أنّه وبعد مضيّ قرون على وفاة عليّ (ع)، ما يزال هناك أشخاص يستقبلون سهام أعدائه بصدورهم. نقرأ فيمن نقرأ حولهم، من عشّاق عليّ والمنجذبين إليه، عن ميثم التمّار، الذي راح يتحدث عن فضائله وسجاياه الإنسانية، وهو على أعواد المشنقة. ففي ذلك العهد الذي غرقت فيه البلاد الإسلامية، من أقصاها إلى أدناها، في بحرٍ من الكبت والتضييق، حيث أُهدرت الحريّات وخُنقت الأنفاس في الصدور، وران صمتٌ كصمت القبور على الملامح والوجوه، أخذ ميثم ينادي من أعلى المشنقة وبأعلى صوته: "تعالوا أحدّثكم عن علي"، فهجم الناس من جميع الأطراف يريدون أن يسمعوا حديث ميثم. حتى إذا رأت الحكومة الأمويّة الطاغية أنّ مصالحها في خطر، تأمر بلجم فمه، وتنهي حياته بعد أيّام. فالتاريخ يحتوي على الكثيرين أمثال هؤلاء العشّاق الذين أحبّوا عليًا (ع). فهذا الجذب لا يختصّ بعصرٍ دون عصر، ففي جميع العصور نشاهد تجلّيات من هذا الجذب القويّ الذي فعل فعله العميق.
حقيقة الصراع مع الذات

من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي
للشهيد مطهري

⚠️إنّ الصراع مع "حبّ الذّات" هو صراعٌ مع "محدوديّة الذات" وضيقها. ينبغي للذات أن تتّسع. ينبغي لها أن تحطّم ذاك الحصار الذي ضربته حول نفسها، والذي جعلها ترى كل ما هو غير مرتبط بها بصفة شخصيّة، على إنّه غريب وغير ذاتيّ وخارج عنها.

💡يجب أن تتّسع شخصيّة الإنسان حتى تسع الآخرين بل تسع العالم كلّه.
👈إذًا، الصراع مع الذات هو صراع مع محدوديّتها.

👈بناءً عليه، إنّ حبّ الذات هنا ليس سوى محدودية الأفكار والميول وضيقها.
💡ويأتي الحب ليحوّل ميول المرء ورغباته من داخل ذاته إلى خارجها، ويوسّع من حدود كيانه ويغيّر من طبيعة وجوده.

💡وعلى هذا، يُعدّ الحب من العوامل الكبيرة في التربية الأخلاقية، بشرط الهداية الصحيحة والاستفادة منه استفادة صحيحة.

للاشتراك في القناة: https://t.me/baacenter
علي في قوّتيه الدافعة والجاذبة
من
كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي

قال عليّ(عليه السلام): "إنّ الحقّ والباطل لا يُعرفان بأقدار الرجال. اعرف الحقّ تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله".

💡فليس صحيحًا أن تتّخذ من بعض الناس معايير لك، ثمّ تذهب وتقيس الحقّ والباطل عليهم، فتقول: إنّ العمل الفلاني حقّ لأنّ فلانًا وفلانًا وافقوه، وإنّ العمل الفلاني باطل لأنّ فلانًا وفلانًا خالفوه.. كلا، لا ينبغي جعل الأشخاص معايير للحقّ والباطل؛ بل إنّ الحقّ والباطل هما اللذان يجب أن يُقاس عليهما الأشخاص.

👈بعبارةٍ أخرى، عليك أن تكون عارفًا بالحقّ والباطل، لا بالأشخاص والشخصيّات، فتقيس الأفراد (سواء أكانوا كبارًا أم صغارًا) وفق معايير الحقّ؛ فإن انطبقت عليهم تقبّلتهم وإلّا رفضتهم.

كان عليّ(عليه السلام) بعد وفاة رسول الله(ص)، فتًى بعمر الثلاثة وثلاثين، وكان بجانبه أقليّة لا يتجاوزون عدد الأصابع. وكان في قباله شيوخ بعمر الستين سنة، تتبعهم الأكثريّة الساحقة.
👈كان منطق هذه الأكثرية: إنّ هذا هو طريق المشايخ، والمشايخ لا يخطئون، لذا فنحن سنسير على خطاهم.
👈أمّا الأقلية فكان منطقها يقول: إنّ ما لا يخطئ هو الحقّ، وعلى المشايخ أن يدوروا حيثما دار الحقّ.
⚠️من هنا يتّضح أنّ الذين يتّخذون شعار التشيّع شعارًا لهم، ولكن روحهم ليست روح التشيّع، هم كثرة كثيرة.

💡إنّ طريق التشيّع كروحه، هو طريق تمييز الحقّ واتّباعه؛ وإنّ من أهم آثار ذلك هو الجذب والدفع، ولكن ليس كل جذب ودفع ـ إنّ بعض الجذب يكون جذب الباطل والجرم والمجرم، وبعض الدفع يكون دفع الحقّ والفضائل الإنسانية ـ بل الجذب والدفع الذي هو من سنخ دفع وجذب عليّ(عليه السلام).
لذلك، حين نقول شيعة فذلك يعني النّسخة المطابقة لسيرة عليّ (عليه السلام).

💡علي (ع) من الرجال الذين يمتلكون القوّتين الجاذبة والدافعة وبأوج قوّتهما. لعلّنا لا نعثر على مدى القرون والعصور، من بلغت فيه شدّة هاتين القوّتين ما بلغته في عليّ (ع).

بعث رسول الله(ص) عليًّا(ع) على رأس جيش إلى اليمن. وعند العودة عزم على لقاء النبيّ(ص) في مكّة.
👈وحين اقترب من مكّة أسرع لملاقاة رسول الله(ص) بعد أن عيّن أحد الجنود ليخلفه في غيابه. فقام هذا الأخير بتوزيع الحلل التي كانت مع الجيش على الجنود لكي يدخلوا مكّة في حلّةٍ قشيبة؛ إلّا أنّ عليًّا(عليه السلام) عند عودته اعترض على هذا العمل واعتبره منافيًا للانضباط، لأنّ الواجب يقضي الحصول على أوامر النبيّ(ص) بشأن تلك الحلل قبل التصرّف فيها.
👈فمن وجهة نظر الإمام عليّ(عليه السلام) إنّ مثل هذا التصرّف هو تصرّفٌ في بيت المال، قبل أخذ موافقة قائد المسلمين.
لذلك أمر عليّ(عليه السلام) الجند بخلع تلك الحلل وإرجاعها إلى حيث كانت، حتّى يرى رأي رسول الله(ص) بشأن توزيعها. إلّا أنّ ذلك لم يرق لأفراد الجيش، وما إن وصلوا مكّة وأخذ رسول الله(ص) يسألهم عن أحوالهم، حتّى شكوا إليه عليًّا(ع) وخشونته بشأن الحلل. فوقف رسول الله(ص) وخاطبهم بقوله:
"يا أيّها الناس! لا تشكوا عليًّا، فوالله إنّه لأخشن في ذات الله من أن يُشكى".

للاشتراك في القناة: https://t.me/baacenter
التشيع مدرسة الحب والعشق
من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي

💡من أهم ميّزات التشيّع على سائر المذاهب الأخرى، هي أنّ المحبّة تشكّل قاعدته وبنيته التحتية الأصليّة.
👈فمنذ عهد النبيّ الأكرم، الذي قد وضع أساس هذا المذهب، كان يترنّم بالمحبّة. وحيث نسمع في خطاب الرسول الأكرم (ص): "علي وشيعته هم الفائزون"، نجد جمعًا من الناس قد تحلّقوا حول عليّ وقد جذبهم إليه وأغرقهم حبًّا. لهذا، نرى التشيّع مذهب الحبّ والوله. إنّ تولّي هذا الإمام هو مدرسة العشق والمحبّة.

💡إنّ لعنصر المحبة في التشيّع دخالة تامّة. فتاريخ التشيّع يقترن بأسماء مجموعة من العشّاق والمضحّين الفانين في الحب. فعليّ الذي الذي كان يقيم الحدود الإلهية على الناس ويجلدهم ويقطع يد سارقهم بموجب الشرع، لم يلوِ النّاس عنه صفحًا ولم تنقص محبّتهم له أبدًا، وهو في هذا يقول:
"لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك أنّه قضى فانقضى على لسان النبيّ الأميّ (ص) أنّه قال: يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق".

💡إنّ عليًّا ميزانٌ توزن به الفطرة والطينة، فمن كان ذا فطرة سليمة وطينةٍ طاهرة لا يبغضه حتى لو ضرب خيشومه بسيفه، ومن كان ذا فطرة ملوّثة لا يحبّه حتى لو أحسن إليه كلّ الإحسان؛ لأنّ عليًّا ليس سوى تجسيد للحقيقة.

ها هو رجلٌ من محبّي أمير المؤمنين ذو فضيلةٍ وإيمان، ولكن للأسف قد زلّت قدمه، فكان لا بدّ من إجراء الحدّ عليه. فقطع علي أصابعه اليمنى، فأمسك بها بيده اليسرى ومضى وقطرات الدم تنزف منه، فأراد الخارجي الفتّان ابن الكوّاء أن يستّغل هذا الحدث لمصلحة أصحابه الخوارج، ضدّ عليّ (ع)؛ فتقدّم نحوه وقد ارتدى ملامح التعطّف والترحّم، وقال:
من قطع يمينك؟
-👈فقال: قطع يميني سيّد الوصيّين، وقائد الغرّ المجّلين، وأولى الناس بالمؤمنين، عليّ بن أبي طالب إمام الهدى... السابق إلى جنات النعيم، مصادم الأبطال، المنتقم من الجهّال، معطي الزكاة... الهادي إلى الرشاد، والناطق بالسداد، شجاعٌ مكّي، جحجاحٌ وفيّ...
⁉️ فقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ: وَيْلَكَ يَا أَسْوَدُ قَطَعَ يَمِينَكَ وَأَنْتَ تُثْنِي عَلَيْه!‏
👈 فقال: وَمَا لِي لَا أُثْنِي عَلَيْهِ وَقَدْ خَالَطَ حُبُّهُ لَحْمِي وَدَمِي؛ وَاللَّهِ مَا قَطَعَنِي إِلَّا بِحَقٍّ أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَيّ.
هذه النماذج من العشق والوله التي نراها في تاريخ علي وأصحابه تجرّنا إلى مسألة المحبة والعشق وآثارهما.

إكسير المحبة
يطلق شعراء الفرس على العشق لفظة "إكسير". وكان الكيميائيّون يعتقدون أنّ في العالم مادّة اسمها "الإكسير" أو "الكيمياء" تستطيع أن تحيل المادّة إلى مادّة أخرى، فراحوا يبحثون عن هذه المادّة قرونًا طويلة. وقد استعمل الشعراء هذا المصطلح وقالوا:
💡إنّ الإكسير الحقيقيّ القادر على التغيير والتحويل هو الحب، فالحب هو القادر على قلب الماهيات. العشق هو الإكسير وله خصائص الكيمياء، أي إنّه يبدّل المعدن معدنًا آخر، والناس معادن، "الناس معادن كمعادن الذهب والفضّة".
الحب هو الذي يجعل القلب قلبًا، فلولا الحب لكان القلب مجرّد ماء وطين.

💡من جملة آثار العشق
القوّة والقدرة.
فالمحبّة تخلق القوّة وتحيل الجبان شجاعًا.
👈إنّ الدجاجة ما دامت وحيدة تطبق جناحها، وتستمتع بالهدوء، وقد تمدّ رقبتها لتلتقط دودة، وتفزع هاربة من أتفه صوت، ولا تبدي أي مقاومة حتى أمام طفلٍ ضعيف؛ لكنّ هذه الدجاجة نفسها حين يصبح لديها كتكوتًا، ويجد الحبّ له منزلًا في أعماقها، يتغيّر حالها؛ فتراها وقد أنزلت جناحيها استعدادًا للدفاع، واتّخذت هيئة المحارب، حتى صوتها يمتلئ قوّةً وشجاعة.. كانت من قبل تهرب عند استشعار الخطر، أمّا الآن فها هي تهجم، وتهجم بكل جرأة؛ إنّه الحب الذي أحال هذه الدجاجة الجبانة إلى حيوانٍ جريء وشجاع.

👈إنّ الحب يحيل الثقيل الكسول إلى خفيف سريع الحركة، بل إنّه يحيل الأحمق إلى ذكي حادّ الذهن.
التشيع مدرسة الحب والعشق
من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي

💡من أهم ميّزات التشيّع على سائر المذاهب الأخرى، هي أنّ المحبّة تشكّل قاعدته وبنيته التحتية الأصليّة.
👈فمنذ عهد النبيّ الأكرم، الذي قد وضع أساس هذا المذهب، كان يترنّم بالمحبّة. وحيث نسمع في خطاب الرسول الأكرم (ص): "علي وشيعته هم الفائزون"، نجد جمعًا من الناس قد تحلّقوا حول عليّ وقد جذبهم إليه وأغرقهم حبًّا. لهذا، نرى التشيّع مذهب الحبّ والوله. إنّ تولّي هذا الإمام هو مدرسة العشق والمحبّة.

💡إنّ لعنصر المحبة في التشيّع دخالة تامّة. فتاريخ التشيّع يقترن بأسماء مجموعة من العشّاق والمضحّين الفانين في الحب. فعليّ الذي الذي كان يقيم الحدود الإلهية على الناس ويجلدهم ويقطع يد سارقهم بموجب الشرع، لم يلوِ النّاس عنه صفحًا ولم تنقص محبّتهم له أبدًا، وهو في هذا يقول:
"لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك أنّه قضى فانقضى على لسان النبيّ الأميّ (ص) أنّه قال: يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق".

💡إنّ عليًّا ميزانٌ توزن به الفطرة والطينة، فمن كان ذا فطرة سليمة وطينةٍ طاهرة لا يبغضه حتى لو ضرب خيشومه بسيفه، ومن كان ذا فطرة ملوّثة لا يحبّه حتى لو أحسن إليه كلّ الإحسان؛ لأنّ عليًّا ليس سوى تجسيد للحقيقة.

ها هو رجلٌ من محبّي أمير المؤمنين ذو فضيلةٍ وإيمان، ولكن للأسف قد زلّت قدمه، فكان لا بدّ من إجراء الحدّ عليه. فقطع علي أصابعه اليمنى، فأمسك بها بيده اليسرى ومضى وقطرات الدم تنزف منه، فأراد الخارجي الفتّان ابن الكوّاء أن يستّغل هذا الحدث لمصلحة أصحابه الخوارج، ضدّ عليّ (ع)؛ فتقدّم نحوه وقد ارتدى ملامح التعطّف والترحّم، وقال:
من قطع يمينك؟
-👈فقال: قطع يميني سيّد الوصيّين، وقائد الغرّ المجّلين، وأولى الناس بالمؤمنين، عليّ بن أبي طالب إمام الهدى... السابق إلى جنات النعيم، مصادم الأبطال، المنتقم من الجهّال، معطي الزكاة... الهادي إلى الرشاد، والناطق بالسداد، شجاعٌ مكّي، جحجاحٌ وفيّ...
⁉️ فقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ: وَيْلَكَ يَا أَسْوَدُ قَطَعَ يَمِينَكَ وَأَنْتَ تُثْنِي عَلَيْه!‏
👈 فقال: وَمَا لِي لَا أُثْنِي عَلَيْهِ وَقَدْ خَالَطَ حُبُّهُ لَحْمِي وَدَمِي؛ وَاللَّهِ مَا قَطَعَنِي إِلَّا بِحَقٍّ أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَيّ.
هذه النماذج من العشق والوله التي نراها في تاريخ علي وأصحابه تجرّنا إلى مسألة المحبة والعشق وآثارهما.

إكسير المحبة
يطلق شعراء الفرس على العشق لفظة "إكسير". وكان الكيميائيّون يعتقدون أنّ في العالم مادّة اسمها "الإكسير" أو "الكيمياء" تستطيع أن تحيل المادّة إلى مادّة أخرى، فراحوا يبحثون عن هذه المادّة قرونًا طويلة. وقد استعمل الشعراء هذا المصطلح وقالوا:
💡إنّ الإكسير الحقيقيّ القادر على التغيير والتحويل هو الحب، فالحب هو القادر على قلب الماهيات. العشق هو الإكسير وله خصائص الكيمياء، أي إنّه يبدّل المعدن معدنًا آخر، والناس معادن، "الناس معادن كمعادن الذهب والفضّة".
الحب هو الذي يجعل القلب قلبًا، فلولا الحب لكان القلب مجرّد ماء وطين.

💡من جملة آثار العشق
القوّة والقدرة.
فالمحبّة تخلق القوّة وتحيل الجبان شجاعًا.
👈إنّ الدجاجة ما دامت وحيدة تطبق جناحها، وتستمتع بالهدوء، وقد تمدّ رقبتها لتلتقط دودة، وتفزع هاربة من أتفه صوت، ولا تبدي أي مقاومة حتى أمام طفلٍ ضعيف؛ لكنّ هذه الدجاجة نفسها حين يصبح لديها كتكوتًا، ويجد الحبّ له منزلًا في أعماقها، يتغيّر حالها؛ فتراها وقد أنزلت جناحيها استعدادًا للدفاع، واتّخذت هيئة المحارب، حتى صوتها يمتلئ قوّةً وشجاعة.. كانت من قبل تهرب عند استشعار الخطر، أمّا الآن فها هي تهجم، وتهجم بكل جرأة؛ إنّه الحب الذي أحال هذه الدجاجة الجبانة إلى حيوانٍ جريء وشجاع.

👈إنّ الحب يحيل الثقيل الكسول إلى خفيف سريع الحركة، بل إنّه يحيل الأحمق إلى ذكي حادّ الذهن.
​​من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي
للشهيد مطهري

🍃من المعروف أنّ أحد تلامذة أبو علي سينا كان يقول له: لو أنّك ادّعيت النبوّة بما لك من هذا الذكاء والفهم الخارق للعادة، لالتفّ الناس من حولك؛ أمّا أبو علي سينا فكان يصمت.

🌧إلى أن اجتمعا معًا في سفر في فصل الشتاء، فاستيقظ أبو علي سينا وقت السحر وأيقظ تلميذه وقال له: إنّي عطش، اذهب واجلب لي بعض الماء. فراح التلميذ يتعلّل ويختلق الأعذار. وبالرغم من أنّ أبو علي سينا ألحّ في الطلب، إلّا أنّ ذاك التلميذ لم يكن مستعدًّا لترك فراشه الدافئ في تلك الليلة الشتويّة الباردة.

🕌وفي تلك اللحظة ارتفع صوت المؤذّن من المئذنة: الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمّدًا رسول الله. فرأى أبو علي سينا أنّ الفرصة مؤاتية للإجابة على سؤال تلميذه.

❗️فقال له: "ألم تكن تحرّضني على ادّعاء النبوّة وتقول لي إنّ الناس سوف يؤمنون بي ويتّبعوني؟ فها أنت ذا تلميذي منذ سنوات، وقد استفدتَ من دروسي، ومع ذلك لم يكن لي عليك ذلك التأثير، الذي يخرجك من فراشك لدقائق معدودة لتأتيني بالماء. بينما هذا المؤذّن، وبعد أربعمائة سنة، يصدع بأمر نبيّه؛ فينهض من نومه الهنيء وفراشه الدافئ ليصعد المئذنة ويشهد بوحدانية الله وبرسالة محمد (ص).

🔻فانظر إلى مدى هذا التفاوت!" نعم.. إنّ الفلاسفة يصنعون التلامذة لا الأتباع، والقادة الاجتماعيّون يصنعون الأتباع المتعصّبين لا الأشخاص المهذّبين، وأقطاب ومشايخ العرفان يصنعون المستسلمين لا المؤمنين المجاهدين النشطين.

👈 أمّا عليّ (ع)، فقد جمع بين خاصّية الفيلسوف، وخاصيّة القائد الثوريّ، وخاصيّة شيخ الطريقة، وخاصّيّة من نوع خصائص الأنبياء.. فمدرسته هي مدرسة العقل والفكر، ومدرسة الثورة، ومدرسة التسليم والانضباط، ومدرسة الحسّ والجمال والانجذاب والحركة.

🪴فقبل أن يكون إمامًا عادلًا للناس ويحكم بينهم بالعدل، كان عليًّا إنسانًا معتدلًا متوازنًا في ذاته يجمع فيها الكمالات الإنسانيّة كلّها.. كان إلى جانب عمق تفكيره وبُعد نظره، يتمتّع بمشاعر عاطفيّة رقيقة وفوّارة. لقد جمع كمال الجسم إلى جمال الروح.

كان ينقطع في الليل عن كلّ أمر للتعبّد. وينشط في النهار في الحياة الاجتماعيّة. في النهار، كانت عيون الناس ترى منه التضحية والمواساة، وكانت آذانهم تسمع منه النصيحة والموعظة والحكمة؛ وفي الليل، كانت عيون الأنجم ترى دموع تعبّده، وآذان السماء تسمع مناجاته الوالهة.

كان المفتي والحكيم، وكان العارف والقائد الاجتماعي، وكان الزاهد والجندي، وكان القاضي والعامل، وكان الخطيب والكاتب؛ لقد كان الإنسان الكامل بكل ما فيه من حسنٍ وجمال.

إصدار #مركز_باء_للدراسات #بيت_الكاتب_للطباعة_والنشر
​​#قصة

من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي (ع)
للشهيد مرتضى مطهري

👤من المعروف أنّ أحد تلامذة أبو علي سينا كان يقول له: لو أنّك ادّعيت النبوّة بما لك من هذا الذكاء والفهم الخارق للعادة، لالتفّ الناس من حولك؛ أمّا أبو علي سينا فكان يصمت.

❄️ إلى أن اجتمعا معًا في سفر في فصل الشتاء، فاستيقظ أبو علي سينا وقت السحر وأيقظ تلميذه وقال له: إنّي عطش، اذهب واجلب لي بعض الماء. فراح التلميذ يتعلّل ويختلق الأعذار. وبالرغم من أنّ أبو علي سينا ألحّ في الطلب، إلّا إنّ ذاك التلميذ لم يكن مستعدًّا لترك فراشه الدافئ في تلك الليلة الشتويّة الباردة.

🕌 وفي تلك اللحظة ارتفع صوت المؤذّن من المئذنة: الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمّدًا رسول الله. فرأى أبو علي سينا أنّ الفرصة مؤاتية للإجابة على سؤال تلميذه.

☝️فقال له: "ألم تكن تحرّضني على ادّعاء النبوّة وتقول لي إنّ الناس سوف يؤمنون بي ويتّبعوني؟ فها أنت ذا تلميذي منذ سنوات، وقد استفدتَ من دروسي، ومع ذلك لم يكن لي عليك ذلك التأثير، الذي يخرجك من فراشك لدقائق معدودة لتأتيني بالماء.
💫بينما هذا المؤذّن، وبعد أربعمائة سنة، يصدع بأمر نبيّه؛ فينهض من نومه الهنيء وفراشه الدافئ ليصعد المئذنة ويشهد بوحدانية الله وبرسالة محمد (ص). فانظر إلى مدى هذا التفاوت!"

👈🏻 نعم.. إنّ الفلاسفة يصنعون التلامذة لا الأتباع، والقادة الاجتماعيّون يصنعون الأتباع المتعصّبين لا الأشخاص المهذّبين، وأقطاب ومشايخ العرفان يصنعون المستسلمين لا المؤمنين المجاهدين النشطين.

🪴أمّا عليّ (ع)، فقد جمع بين خاصّية الفيلسوف، وخاصيّة القائد الثوريّ، وخاصيّة شيخ الطريقة، وخاصّيّة من نوع خصائص الأنبياء.. فمدرسته هي مدرسة العقل والفكر، ومدرسة الثورة، ومدرسة التسليم والانضباط، ومدرسة الحسّ والجمال والانجذاب والحركة.

فقبل أن يكون إمامًا عادلًا للناس ويحكم بينهم بالعدل، كان عليًّا إنسانًا معتدلًا متوازنًا في ذاته يجمع فيها الكمالات الإنسانيّة كلّها.. كان إلى جانب عمق تفكيره وبُعد نظره، يتمتّع بمشاعر عاطفيّة رقيقة وفوّارة. لقد جمع كمال الجسم إلى جمال الروح.

كان ينقطع في الليل عن كلّ أمر للتعبّد. وينشط في النهار في الحياة الاجتماعيّة. في النهار، كانت عيون الناس ترى منه التضحية والمواساة، وكانت آذانهم تسمع منه النصيحة والموعظة والحكمة؛ وفي الليل، كانت عيون الأنجم ترى دموع تعبّده، وآذان السماء تسمع مناجاته الوالهة. كان المفتي والحكيم، وكان العارف والقائد الاجتماعي، وكان الزاهد والجندي، وكان القاضي والعامل، وكان الخطيب والكاتب؛ لقد كان الإنسان الكامل بكل ما فيه من حسنٍ وجمال.

إصدار #مركز_باء_للدراسات #بيت_الكاتب_للطباعة_والنشر
https://t.me/baacenter
​​رجال الحقيقة باقون

من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي (ع)
للشهيد مرتضى مطهري

📍إنّ سائر شخصيّات العالم يموت بموتهم كلّ شيء ويختفى مع أجسادهم تحت التراب. غير أنّ رجال الحقيقة يموتون وتبقى مدارس أفكارهم ويظلّ الحب الذي أشعلوا فتيلة سراجه على مرّ الدهور يزداد تلألؤًا وإشراقًا.

🏹 نقرأ في التاريخ، كيف أنّه وبعد مضيّ قرون على وفاة عليّ (ع)، ما يزال هناك أشخاص يستقبلون سهام أعدائه بصدورهم.
💗نقرأ فيمن نقرأ حولهم، من عشّاق عليّ والمنجذبين إليه، عن ميثم التمّار، الذي راح يتحدث عن فضائله وسجاياه الإنسانية، وهو على أعواد المشنقة. ففي ذلك العهد الذي غرقت فيه البلاد الإسلامية، من أقصاها إلى أدناها، في بحرٍ من الكبت والتضييق، حيث أُهدرت الحريّات وخُنقت الأنفاس في الصدور، وران صمتٌ كصمت القبور على الملامح والوجوه، أخذ ميثم ينادي من أعلى المشنقة وبأعلى صوته: "تعالوا أحدّثكم عن علي"، فهجم الناس من جميع الأطراف يريدون أن يسمعوا حديث ميثم. حتى إذا رأت الحكومة الأمويّة الطاغية أنّ مصالحها في خطر، تأمر بلجم فمه، وتنهي حياته بعد أيّام.

💫فالتاريخ يحتوي على الكثيرين أمثال هؤلاء العشّاق الذين أحبّوا عليًا (ع). فهذا الجذب لا يختصّ بعصرٍ دون عصر، ففي جميع العصور نشاهد تجلّيات من هذا الجذب القويّ الذي فعل فعله العميق.

إصدار #مركز_باء_للدراسات #بيت_الكاتب_للطباعة_والنشر
📬 https://t.me/BaaAkida