إسلامنا
4.28K subscribers
1.54K photos
796 videos
5 files
3.27K links
يمكنكم التواصل مع إدارة القناة عبر الرابط التالي:
@Baa_center

🔗كيف تسعد في حياتك الزوجية: https://t.me/BaaHappy_marriage
🔗تربية الأبناء: https://t.me/baakids
🔗 أسئلة حساسة وأجوبة سهلة: https://t.me/BaaAkida
🔗في رحاب الدعاء: https://t.me/BaaDu3a2
Download Telegram
#إحياء_ليلة_القدر
الكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين
مؤلف كتاب #كيف_أجعل_القرآن_قائدي

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع):‏ كُنْ لِمَا لَا تَرْجُو أَرْجَى‏ مِنْكَ لِمَا تَرْجُو فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ (ع) خَرَجَ يَقْتَبِسُ لِأَهْلِهِ نَاراً فَكَلَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَ رَجَعَ نَبِيّاً مُرْسَلًا، وَخَرَجَتْ مَلِكَةُ سَبَإٍ فَأَسْلَمَتْ مَع‏ سُلَيْمَانَ (ع) وَخَرَجَتْ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ يَطْلُبُونَ الْعِزَّ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِينَ. [الكافي، ج5، ص 83 – 84.]

💡لذا إذا أردنا أن نطلب شيئًا استعدادًا لليلة القدر فلنطلب ما نعبّر عنه بتوسعة هذا الوعاء، أي أن يمنحنا الله عز وجل هذا الاستعداد. وهذا الشيء يعتمد على هذه القاعدة الشريفة التي ذكرها الإمام علي (ع): "كن لما لا ترجو أرجى ممّا ترجو"، وقد أعطى نموذجين رائعين في هذا المجال:

1️⃣ النموذج الأول موسى (ع) "فإنّ موسى (ع) خرج يقتبس لأهله نارًا فرجع نبيًّا". وفي الواقع، يمكننا القول أنّ قصة موسى جدًّا مميزة في هذا الموضوع، لم يكن يخطر بباله لا نبوة ولا رسالة ولا شيء من هذا القبيل، أقصى ما كان يتطلع إليه هو {جذوة من النار لعلكم تصطلون}، أي جذوة من نار يدفئ بها عياله، حيث كان في ذلك البرد القارص، وقت العواصف الشديدة في تيه الصحراء وزوجته كانت على وشك أن تلد، فاجتمعت عليه كل المصائب وذهب ليحضر نارًا فقط لعل ذلك يخفف مما هم فيه فرجع نبيًّا.

2️⃣ النموذج الثاني هي بلقيس ملكة سبأ أو اليمن التي كانت تُعد العدة لمحاربة نبي الله، لا يوجد أسوأ من مثل هذا الموقف، وإذ بها تنتقل بين عشية وضحاها وتصبح من المؤمنات الصالحات، ويرجعها إلى قومها ويسلمون على يديها، أي من أسفل سافلين إلى أعلى عليين، إلى أعلى منازل الكرامة، من دون أن تكون متوقعة لذلك.

لقد أعطانا الإمام نموذجين لأعظم العطاء الإلهي الذي لم يكن متوقعًا أبدًا وأصلًا، ومع ذلك تحقق. كل إنسان إذا شاهد هذه النماذج يستعبر. ويقول {هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّه‏} أي في هذه الحظة مفترض للإنسان أن يدعو.

🌙ليلة القدر ينبغي أن تتميز بهذه الميزة الأساسية إنها ليلة الرجاء، ولا ينبغي أن نقيسها أبدًا على قدراتنا وإمكاناتنا. ليلة القدر هي ليلة العطايا الكبرى {سلام هي حتى مطلع الفجر} .

💡بالتأكيد نحن لدينا نماذج للعطاء الإلهي في هذه الليلة المباركة، والنموذج البارز في ليلة القدر هو القرآن الكريم. ولذلك أقول أنّه عندما يُحكى عن القرآن أنّه غنًى لا فقر بعده أو لا فقر دونه. ماذا يعني؟ يعني من أُعطي القرآن فقد أُعطي كل شيء وفوق كل شيء. فإذا توجّهنا نحن الآن بصدق في هذه الليالي المباركة إلى القرآن الكريم باعتباره أعظم عطية إلهية فإن شاء الله تعالى نسير بالشكل الصحيح، وعلينا أن نعدّ العدة لاستقبال فيوضات هذا الكتاب العزيز وتنزلاته.

💡إنّ تفعيل الاستعداد يكون من خلال هذا الأدب، لا يوجد شيء يُفعِّل استعداد الإنسان مثل الأدب أبدًا. ما من شيء يتقرب به الإنسان وينال به الكرامات العظيمة مثل الأدب. فأدب ليلة القدر هو هذا، أن نعرف موقعية القرآن فيها وهذه الحقيقة، ونتوجه إن شاء الله بقدر الإمكان أنّ الله سبحانه وتعالى يُلقي في قلوبنا هذه الحقيقة القرآنية الكبرى. ونصير من بعدها إن شاء الله قرآنيين بكل ما للكلمة من معنى.

#ليلة_القدر

https://t.me/baacenter
#إحياء_ليلة_القدر
الكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين
مؤلف كتاب #إشراقات_الروح

🌙شهر رمضان هو شهر الله؛ وبناءً عليه فإنّ هذا الزمان هو زمان مناسب جدًّا للإنسان لكي يعمق ارتباطه بالله.
👈صحيح أنّ كل الأزمنة هي لله، ولكن كون شهر رمضان كذلك، فهذا يعني أنّه فرصة مميزة جدًّا للإنسان لكي يتوجه في هذا الشهر الفضيل إلى كل المعاني والمقامات والأهداف الكبرى لدين الله والتفكر فيها بعمق، والرجاء بأن يتحقق بها وألّا يكون هناك حدٌّ لهذا الرجاء.
🔸الله تعالى فاتح باب الرجاء المطلق ومن معاني ذلك هو ما يتجلى في ليلة القدر... فمن أجل أن تحترم الناس هذا الرجاء، فقد جعله الله تعالى مقنّنًا أولًا في شهر ثمّ عاد وحدّده في ليلة.
☝️وهذا لا يعني أنّ أبواب الرجاء مقفلة في باقي أيام السنة، وإنّما جعل الله تعالى هذا التدبير من أجل أن نركّز رجاءنا أكثر، ونختبر أعلى مستوى من الرجاء في حياتنا ولو مرة واحدة، فنتوجه بكل ما يمكن أن يحمله الرجاء.

هذه الليلة هي صاحبة وعود عظيمة، لا بل كل الوعود فيها. والحد الأدنى من هذه الوعود هو أن ينال الإنسان المغفرة فيخرج من ذنوبه جميعًا، والمغفرة بمعنى جبران ومحو آثار الذنوب بحيث يستعيد الإنسان الاستعدادات والقابليات والاستحقاقات التي أفقدته إياها تلك الذنوب؛ وهو أمر أوسع من العفو والتوبة التي يكون أثرها هو أن لا يُعقاب الشخص على أفعاله.

📚وعند التأمل في الأحاديث والروايات لا يوجد هناك شروط أو أعمال مجهدة وشاقة ينبغي أن يقوم بها الإنسان حتى ينال هذه الوعود وثواب وبركات هذه الليلة، 👈باستثناء شرط واحد وهو أن لا يكون في قلبه شحناء أو حقد على أخيه المؤمن، والسبب في ذلك هو أنّ هذا الحقد يجعل قلبه ضيّقًا غير مستعد لاستقبال فيوضات هذه الليلة المباركة.
👈وما عدا ذلك فإنّ مسألة الإحياء هي أمر سهل وميسّر، يكفي أن يبقى الإنسان مستيقظًا في هذه الليلة إكرامًا لها وتعظيمًا لشأنها حتى تُغفر جميع ذنوبه،وكل الأعمال الأخرى المذكورة إنّما هي أعمال إضافية تكريمية من أجل أن يتوجّه الإنسان أكثر في قلبه.
💡فالقضية في جوهرها إذًا هو بقاء هذا الرجاء وهذا الأمل وينبغي اعتبار هذا الأمر من أكبر تحديات الحياة إلى درجة أنّه إذا ضعف هذا الرجاء أو انعدم لا سمح الله، ينبغي على الشخص أن يخاف على نفسه أكثر من أي شيء آخر؛ حتى إنّ استحقاق جهنم يرجع إلى زوال الرجاء وليس إلى الذنوب والمعاصي، فالرجاء يطفئ نار جهنم "ما عُبد الله بأفضل من حسن الظن به".

⚠️الإنسان يفقد قوة الرجاء حين لا يدرك القوانين والحكمة والسنن التي على أساسها الله عز وجل يعطي أو لا يعطي. المشيئة الإلهية ليست اعتباطية ونحن نحاول اكتشاف أسرارها وقوانينها.

🔸هذه الحياة تحمل لنا الكثير من الاختبارات والامتحانات التي لا نتوقعها، وأحد الامتحانات التي لا ينبغي أن نغفل عنها أبدًا هو امتحان الثبات على طاعة الله وعلى الميثاق. وليلة القدر تأتي لتفعّل هذا الامتحان في أنفسنا، فهي من جهة تفتح كل أبواب الرجاء بصورة غير مسبوقة، لكن في الوقت نفسه فإنّ تحقق هذه الوعود والمعاني يبدو تقريبًا نادرًا.
⚠️حين يعود الإنسان وينظر إلى حياته، فإنّه لا يرى أن هناك تناسبًا بين هذه الوعود وواقع حياته، لذلك الكثير من الناس يتراجعون عن هذا الرجاء المفتوح في هذه الليلة المباركة ويتخلون عنه وعن الارتباط بما تحمله هذه الليلة من وعود وإمكانات عجيبة للإنسان.

وهنا نطرح هذا السؤال: إذا كانت المسالة متاحة وميسرة إلى هذا الحد، فلماذا لا ننال هذه الحقائق؟
الله سبحانه وتعالى لا يعطي إلا عن حكمة، والحكمة كلها كامنة في موضوع الصدق. فما هو هذا الصدق؟ وكيف يُعرف؟
👈يعرف بقضية جوهرية وأساسية هي الثبات.

💡الله تعالى إنما يطيل عمر الإنسان أو يعطيه الفرصة تلو الفرصة لهدف وهو تثبيت الصدق أو مشاهدته اكتشافه في نفسه؛ وهذا أحد أهم اسرار وحكم التكرار. لا يمكن للإنسان أن يستحق مقامًا، ما لم يكن صادقًا في طلب هذا المقام. والصدق بقدر ما هو واضح وبديهي من ناحية المفهوم، فهو خفي من ناحية الواقع والتحقق؛ لذلك لا يعرف الإنسان إذا كان من الصادقين إلا أن يُمتحن، ويُعد الصوم من الامتحانات التي تثبّت الصدق والإخلاص في الإنسان؛ وذلك لأنّه من السهل على الإنسان أن يكذب ويخون في شهر رمضان المبارك كأن يأكل ولا أحد يراه، لكنه لا يفعل.

💡من هنا، عند الله عز وجل العبادة والثبات عليها أهم بكثير من نتاج العبادة مهما كان.
👈 لذلك أعلى وأحلى ما يناله الإنسان في بداية العطاء الإلهي هو حلاوة العبادة والمناجاة والذكر والاستئناس بالعبادة، وهذه هي طريقة الله عز وجل لجذب عباده إليه.
فإذا رأيتم في أنفسكم أن حلاوة العبادة تزداد سنة بعد سنة، فمعنى ذلك أنّ كل هذه المقامات والمعاني هي من نصيبكم، وموجودة في خزائنكم، أما متى تكتشفونها أو تستفيدون منها، فهذا له علاقة بدوركم في الحياة، {وما ننزله إلا بقدر معلوم}.
https://t.me/baacenter
#إحياء_ليلة_القدر
الكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين
مؤلف كتاب #كيف_أجعل_القرآن_قائدي

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع):‏ كُنْ لِمَا لَا تَرْجُو أَرْجَى‏ مِنْكَ لِمَا تَرْجُو فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ (ع) خَرَجَ يَقْتَبِسُ لِأَهْلِهِ نَاراً فَكَلَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَ رَجَعَ نَبِيّاً مُرْسَلًا، وَخَرَجَتْ مَلِكَةُ سَبَإٍ فَأَسْلَمَتْ مَع‏ سُلَيْمَانَ (ع) وَخَرَجَتْ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ يَطْلُبُونَ الْعِزَّ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِينَ. [الكافي، ج5، ص 83 – 84.]

💡لذا إذا أردنا أن نطلب شيئًا استعدادًا لليلة القدر فلنطلب ما نعبّر عنه بتوسعة هذا الوعاء، أي أن يمنحنا الله عز وجل هذا الاستعداد. وهذا الشيء يعتمد على هذه القاعدة الشريفة التي ذكرها الإمام علي (ع): "كن لما لا ترجو أرجى ممّا ترجو"، وقد أعطى نموذجين رائعين في هذا المجال:

1️⃣ النموذج الأول موسى (ع) "فإنّ موسى (ع) خرج يقتبس لأهله نارًا فرجع نبيًّا". وفي الواقع، يمكننا القول أنّ قصة موسى جدًّا مميزة في هذا الموضوع، لم يكن يخطر بباله لا نبوة ولا رسالة ولا شيء من هذا القبيل، أقصى ما كان يتطلع إليه هو {جذوة من النار لعلكم تصطلون}، أي جذوة من نار يدفئ بها عياله، حيث كان في ذلك البرد القارص، وقت العواصف الشديدة في تيه الصحراء وزوجته كانت على وشك أن تلد، فاجتمعت عليه كل المصائب وذهب ليحضر نارًا فقط لعل ذلك يخفف مما هم فيه فرجع نبيًّا.

2️⃣ النموذج الثاني هي بلقيس ملكة سبأ أو اليمن التي كانت تُعد العدة لمحاربة نبي الله، لا يوجد أسوأ من مثل هذا الموقف، وإذ بها تنتقل بين عشية وضحاها وتصبح من المؤمنات الصالحات، ويرجعها إلى قومها ويسلمون على يديها، أي من أسفل سافلين إلى أعلى عليين، إلى أعلى منازل الكرامة، من دون أن تكون متوقعة لذلك.

لقد أعطانا الإمام نموذجين لأعظم العطاء الإلهي الذي لم يكن متوقعًا أبدًا وأصلًا، ومع ذلك تحقق. كل إنسان إذا شاهد هذه النماذج يستعبر. ويقول {هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّه‏} أي في هذه الحظة مفترض للإنسان أن يدعو.

🌙ليلة القدر ينبغي أن تتميز بهذه الميزة الأساسية إنها ليلة الرجاء، ولا ينبغي أن نقيسها أبدًا على قدراتنا وإمكاناتنا. ليلة القدر هي ليلة العطايا الكبرى {سلام هي حتى مطلع الفجر} .

💡بالتأكيد نحن لدينا نماذج للعطاء الإلهي في هذه الليلة المباركة، والنموذج البارز في ليلة القدر هو القرآن الكريم. ولذلك أقول أنّه عندما يُحكى عن القرآن أنّه غنًى لا فقر بعده أو لا فقر دونه. ماذا يعني؟ يعني من أُعطي القرآن فقد أُعطي كل شيء وفوق كل شيء. فإذا توجّهنا نحن الآن بصدق في هذه الليالي المباركة إلى القرآن الكريم باعتباره أعظم عطية إلهية فإن شاء الله تعالى نسير بالشكل الصحيح، وعلينا أن نعدّ العدة لاستقبال فيوضات هذا الكتاب العزيز وتنزلاته.

💡إنّ تفعيل الاستعداد يكون من خلال هذا الأدب، لا يوجد شيء يُفعِّل استعداد الإنسان مثل الأدب أبدًا. ما من شيء يتقرب به الإنسان وينال به الكرامات العظيمة مثل الأدب. فأدب ليلة القدر هو هذا، أن نعرف موقعية القرآن فيها وهذه الحقيقة، ونتوجه إن شاء الله بقدر الإمكان أنّ الله سبحانه وتعالى يُلقي في قلوبنا هذه الحقيقة القرآنية الكبرى. ونصير من بعدها إن شاء الله قرآنيين بكل ما للكلمة من معنى.

#ليلة_القدر

https://t.me/baacenter
#إحياء_ليلة_القدر
الكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين
مؤلف كتاب #إشراقات_الروح

🌙شهر رمضان هو شهر الله؛ وبناءً عليه فإنّ هذا الزمان هو زمان مناسب جدًّا للإنسان لكي يعمق ارتباطه بالله.
👈صحيح أنّ كل الأزمنة هي لله، ولكن كون شهر رمضان كذلك، فهذا يعني أنّه فرصة مميزة جدًّا للإنسان لكي يتوجه في هذا الشهر الفضيل إلى كل المعاني والمقامات والأهداف الكبرى لدين الله والتفكر فيها بعمق، والرجاء بأن يتحقق بها وألّا يكون هناك حدٌّ لهذا الرجاء.

🔸الله تعالى فاتح باب الرجاء المطلق ومن معاني ذلك هو ما يتجلى في ليلة القدر... فمن أجل أن تحترم الناس هذا الرجاء، فقد جعله الله تعالى مقنّنًا أولًا في شهر ثمّ عاد وحدّده في ليلة.
☝️وهذا لا يعني أنّ أبواب الرجاء مقفلة في باقي أيام السنة، وإنّما جعل الله تعالى هذا التدبير من أجل أن نركّز رجاءنا أكثر، ونختبر أعلى مستوى من الرجاء في حياتنا ولو لمرة واحدة، فنتوجه بكل ما يمكن أن يحمله الرجاء.

هذه الليلة هي صاحبة وعود عظيمة، لا بل كل الوعود فيها. والحد الأدنى من هذه الوعود هو أن ينال الإنسان المغفرة فيخرج من ذنوبه جميعًا، والمغفرة بمعنى جبران ومحو آثار الذنوب بحيث يستعيد الإنسان الاستعدادات والقابليات والاستحقاقات التي أفقدته إياها تلك الذنوب؛ وهو أمر أوسع من العفو والتوبة التي يكون أثرها هو أن لا يُعقاب الشخص على أفعاله.

📚وعند التأمل في الأحاديث والروايات لا يوجد هناك شروط أو أعمال مجهدة وشاقة ينبغي أن يقوم بها الإنسان حتى ينال هذه الوعود وثواب وبركات هذه الليلة، 👈باستثناء شرط واحد وهو أن لا يكون في قلبه شحناء أو حقد على أخيه المؤمن، والسبب في ذلك هو أنّ هذا الحقد يجعل قلبه ضيّقًا غير مستعد لاستقبال فيوضات هذه الليلة المباركة.
👈وما عدا ذلك فإنّ مسألة الإحياء هي أمر سهل وميسّر، يكفي أن يبقى الإنسان مستيقظًا في هذه الليلة إكرامًا لها وتعظيمًا لشأنها حتى تُغفر جميع ذنوبه،وكل الأعمال الأخرى المذكورة إنّما هي أعمال إضافية تكريمية من أجل أن يتوجّه الإنسان أكثر في قلبه.

💡فالقضية في جوهرها إذًا هو بقاء هذا الرجاء وهذا الأمل وينبغي اعتبار هذا الأمر من أكبر تحديات الحياة إلى درجة أنّه إذا ضعف هذا الرجاء أو انعدم لا سمح الله، ينبغي على الشخص أن يخاف على نفسه أكثر من أي شيء آخر؛ حتى إنّ استحقاق جهنم يرجع إلى زوال الرجاء وليس إلى الذنوب والمعاصي، فالرجاء يطفئ نار جهنم "ما عُبد الله بأفضل من حسن الظن به".

⚠️الإنسان يفقد قوة الرجاء حين لا يدرك القوانين والحكمة والسنن التي على أساسها الله عز وجل يعطي أو لا يعطي. المشيئة الإلهية ليست اعتباطية ونحن نحاول اكتشاف أسرارها وقوانينها.

🔸هذه الحياة تحمل لنا الكثير من الاختبارات والامتحانات التي لا نتوقعها، وأحد الامتحانات التي لا ينبغي أن نغفل عنها أبدًا هو امتحان الثبات على طاعة الله وعلى الميثاق. وليلة القدر تأتي لتفعّل هذا الامتحان في أنفسنا، فهي من جهة تفتح كل أبواب الرجاء بصورة غير مسبوقة، لكن في الوقت نفسه فإنّ تحقق هذه الوعود والمعاني يبدو تقريبًا نادرًا.

⚠️حين يعود الإنسان وينظر إلى حياته، فإنّه لا يرى أن هناك تناسبًا بين هذه الوعود وواقع حياته، لذلك الكثير من الناس يتراجعون عن هذا الرجاء المفتوح في هذه الليلة المباركة ويتخلون عنه وعن الارتباط بما تحمله هذه الليلة من وعود وإمكانات عجيبة للإنسان.

وهنا نطرح هذا السؤال: إذا كانت المسالة متاحة وميسرة إلى هذا الحد، فلماذا لا ننال هذه الحقائق؟
الله سبحانه وتعالى لا يعطي إلا عن حكمة، والحكمة كلها كامنة في موضوع الصدق. فما هو هذا الصدق؟ وكيف يُعرف؟
👈يعرف بقضية جوهرية وأساسية هي الثبات.

💡الله تعالى إنما يطيل عمر الإنسان أو يعطيه الفرصة تلو الفرصة لهدف وهو تثبيت الصدق أو مشاهدته واكتشافه في نفسه؛ وهذا أحد أهم اسرار وحكم التكرار. لا يمكن للإنسان أن يستحق مقامًا، ما لم يكن صادقًا في طلب هذا المقام. والصدق بقدر ما هو واضح وبديهي من ناحية المفهوم، فهو خفي من ناحية الواقع والتحقق؛ لذلك لا يعرف الإنسان إذا كان من الصادقين إلا أن يُمتحن، ويُعد الصوم من الامتحانات التي تثبّت الصدق والإخلاص في الإنسان؛ وذلك لأنّه من السهل على الإنسان أن يكذب ويخون في شهر رمضان المبارك كأن يأكل ولا أحد يراه، لكنه لا يفعل.

💡من هنا، عند الله عز وجل العبادة والثبات عليها أهم بكثير من نتاج العبادة مهما كان.
👈 لذلك أعلى وأحلى ما يناله الإنسان في بداية العطاء الإلهي هو حلاوة العبادة والمناجاة والذكر والاستئناس بالعبادة، وهذه هي طريقة الله عز وجل لجذب عباده إليه.

فإذا رأيتم في أنفسكم أن حلاوة العبادة تزداد سنة بعد سنة، فمعنى ذلك أنّ كل هذه المقامات والمعاني هي من نصيبكم، وموجودة في خزائنكم، أما متى تكتشفونها أو تستفيدون منها، فهذا له علاقة بدوركم في الحياة، {وما ننزله إلا بقدر معلوم}.
https://t.me/baacenter