قناة آثار وفوائد
992 subscribers
350 photos
1 video
107 files
215 links
حساب يُعنى بنشر الأحاديث والآثار الموقوفة والمقطوعة وفوائد علمية من كلام الأئمة.
ليس كل ما يُنشر أقف عليه بنفسي ولكن أستفيد من غيري.
https://twitter.com/athar_fawaid
Download Telegram
أخرج ابن المنذر (١/١٥٤) في تفسيره :

عن #الفضيل_بن_عياض -من طريق أبي العباس الحراني، أو إبراهيم الشافعي- في قوله: ﴿ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس﴾، قال:

ما بال الذين كانوا يأمرون بالقسط من الناس كانوا يُقتَلون في ذلك الزمان، وهم اليوم يقربون ويكرمون؟!

أما -والله على ذلك- ما فعلوا ذلك بهم حتى أطاعوهم، أما -والله- ما أطاعوهم حتى عصوا الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت: ٧٢٨ هـ) :

وَهَذَا الْحسن وَالْجمال الَّذِي يكون عَن الْأَعْمَال الصَّالِحَة فِي الْقلب يسري إِلَى الْوَجْه،

والقبح والشين الَّذِي يكون عَن الْأَعْمَال الْفَاسِدَة فِي الْقلب يسري إِلَى الْوَجْه كَمَا تقدم،

ثمَّ إِن ذَلِك يقوى بِقُوَّة الْأَعْمَال الصَّالِحَة والأعمال الْفَاسِدَة،

فَكلما كثر الْبر وَالتَّقوى قوى الْحسن وَالْجمال وَكلما قوى الْإِثْم والعدوان قوى الْقبْح والشين،

حَتَّى ينْسَخ ذَلِك مَا كَانَ للصورة من حسن وقبح،

فكم مِمَّن لم تكن صورته حَسَنَة وَلَكِن من الْأَعْمَال الصَّالِحَة مَا عظم بِهِ جماله وبهاؤه حَتَّى ظهر ذَلِك على صورته،

وَلِهَذَا ظهر ذَلِك ظهورا بَينا عِنْد الْإِصْرَار على القبائح فِي آخر الْعُمر عِنْد قرب الْمَوْت فنرى وُجُوه أهل السّنة وَالطَّاعَة كلما كبروا ازْدَادَ حسنها وبهاؤها حَتَّى يكون أحدهم فِي كبره أحسن واجمل مِنْهُ فِي صغره،

ونجد وُجُوه أهل الْبِدْعَة وَالْمَعْصِيَة كلما كبروا عظم قبحها وشينها حَتَّى لَا يَسْتَطِيع النّظر إِلَيْهَا من كَانَ منبهرا بهَا فِي حَال الصغر لجمال صورتهَا،

وَهَذَا ظَاهر لكل اُحْدُ فِيمَن يعظم بدعته وفجوره مثل الرافضة وَأهل الْمَظَالِم وَالْفَوَاحِش من التّرْك وَنَحْوهم،

فَإِن الرافضي كلما كبر قبح وَجهه وَعظم شينه حَتَّى يقوى شبهه بالخنزير وَرُبمَا مسخ خنزيرا وقردا كَمَا قد تَوَاتر ذَلِك عَنْهُ.اهـ


[ الإستقامة | ٣٦٥/١ ]

#ابن_تيمية
جاء في تاريخ ابن حجي (٧٥١ - ٨١٦ هـ) صـ ٤٥٣ :

ويومئذ قعد جمال الدين بن الشرائحي المحدث بالجامع ويقرأ عليه إبراهيم الملكاوي في كتاب الرد على #الجهمية لعثمان بن سعيد #الدارمي باستدعاء إبراهيم منه ذلك ويقرأه على وجه الرواية وصار يجمع الناس على سماعه فحضر عنده عمر الكفيري فأنكر عليهم ذلك وبالغ في التشنيع وأخذ الكتاب وذهب إلى المالكي فطلب إبراهيم وأغلظ له ثم أُعيد الطلب من الغد يوم الخميس فطلب ابن الشرائحي وبالغ في أذاه ثم أمر به إلى السجن وطلب إبراهيم فتغيب وأخذت نسخة ابن الشرائحي فقطعت ثم قبض على الملكاوي آخر نهار الجمعة وأُحضر عند المالكي فسأل عن عقيدته فقال: الإيمان بما جاء عن رسول الله ﷺ فانزعج لذلك وأمر بتعزيره وضربه أسواطًا والنداء عليه ثم أطلقه فلما كان يوم الجمعة سابع عشريه تطلبه مرة أخرى فظفر به وكأنه بلغه عنه كلام أغضبه فضربه ضربًا مبرحًا ونادى عليه وأراد أن يطوف به على حمار وبالغ في أذاه وحكم بسجنه شهرًا.

وجاء في صفحة ٥٢٩ :

وفي أوائل العشر الأخير توفي برهان الدين إبراهيم بن ..... الملكاوي وكان له اشتغال وفضيلة ويعرف الفرائض ويعاني اتباع السنن وأُوذي مرة بسبب كتاب عثمان بن سعيد #الدارمي كونه أظهره وقرأه.

مستفاد
وقد وقع لجمال الدين المزي (ت. ٧٤٢ هـ) نحوا من هذا، فقد جاء في ((الدرر الكامنة ٢٣٠/٦) لابن حجر العسقلاني :

وأوذي (يعني المزي) مرة في سنة ٧٠٥ بسبب #ابن_تيمية لأنه لما وقعت المناظرة له مع الشافعية وبحث مع الصفي الهندي ثم ابن الزملكاني بالقصر الأبلق شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض [الأشعرية] وقالوا نحن المقصودون بهذا !

فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه.

فتوجه ابن تيمية وأخرجه من السجن فغضب النائب فأعيد ثم أفرج عنه وأمر النائب - وهو الأفرم - بأن ينادي بأن من يتكلم في العقائد يقتل !
جاء في البخاري (٤٥٧٣) من حديث جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ:

سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ في المغرب بالطور [وكان قد جاء في أسرى بدر]، فلما بلغ هذه الآية: ﴿أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون. أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون. أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون﴾. كاد قلبي أن يطير.

وفي رواية:
«سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ ﷺ وَأَنَا مُشْرِكٌ فَكَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ»

#حديث
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ فِيهِ قَوْلانِ.

أحَدُهُما: أنَّهُ اسْمٌ لِمِصْرٍ مِنَ الأمْصارِ غَيْرِ مُعَيَّنٍ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ، وابْنُ عَبّاسٍ، وقَتادَةُ، وابْنُ زَيْدٍ، وإنَّما أمَرُوا بِالمِصْرِ، لِأنَّ الَّذِي طَلَبُوهُ في الأمْصارِ.

والثّانِي: أنَّهُ أرادَ البَلَدَ المُسَمّى بِمِصْرَ. وُفي قِراءَةِ عَبْدِ اللَّهِ والحَسَنِ وطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ والأعْمَشِ "مِصْرَ" بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، قالَ أبُو صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: أرادَ مِصْرَ فِرْعَوْنَ، وهَذا قَوْلُ أبُو العالِيَةِ والضَّحّاكُ، واخْتارَهُ الفَرّاءُ، واحْتَجَّ بِقِراءَةِ عَبْدِ اللَّهِ. قالَ: وسُئِلَ عَنْها الأعْمَشُ، فَقالَ: هي مِصْرُ الَّتِي عَلَيْها صالِحُ بْنُ عَلِيٍّ. وقالَ مُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: سُمِّيَتْ مِصْرًا، لِأنَّها آَخِرُ حُدُودِ المَشْرِقِ، وأوَّلُ حُدُودِ المَغْرِبِ، فَهي حَدٌّ بَيْنَهُما.

والمِصْرُ: الحَدُّ. وأهْلُ هَجَرَ يَكْتُبُونَ في عَهْدِهِمُ: اشْتَرى فَلانٌ الدّارَ بِمُصَوِّرِها، أيْ: بِحُدُودِها.

وَحَكى ابْنُ فارِسٍ أنَّ قَوْمًا قالُوا: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقَصْدِ النّاسِ إيّاها، كَقَوْلِهِمْ: مَصَرَتِ الشّاةُ، إذا حَلَبْتَها، فالنّاسُ يَقْصِدُونَها، ولا يَكادُونَ يَرْغَبُونَ عَنْها إذا نَزَلُوها.

[زاد المسير - باختصار -]

وقال
#ابن_كثير في تفسيره : والحق أن المراد مصر من الأمصار كما روي عن ابن عباس وغيره.

#آية_وتفسير
كتب بشر الحافي إلى منصور بن عمار رحمهما الله:

اكتب إليَّ بما منَّ الله به علينا، فكتب إليه منصور:

«أما بعد، يا أخي، فقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه في كثرة ما نعصيه، فلقد بقيت متحيرا فيما بين هاتين، لا أدري كيف أشكره، بجميل ما نشر، أو قبيح ما ستر».

[تاريخ أصبهان (١٨٣/١)]

#موعظة
حث الأبناء على طلب العلم من أهله...


عن ابن التابعي طاوس ، قال :

قال لي أبي ( طاوس بن كيسان رحمه الله ) :

 إذا قدمت مكة فجالس عمرو بن دينار ، فإن أذنيه كانتا قمعا للعلماء ...

تاريخ ابن أبي خيثمة
حلية الأولياء
حث الأبناء على طلب العلم من أهله ....

قال لقمان الحكيم لابنه :
يا بني ، جالس العلماء ، وزاحمهم بركبتيك

فإن الله تبارك وتعالى ليحيي القلوب بنور الحكمة ، كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء....


الزهد لابن المبارك
﴿ذَ ٰ⁠لِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ یَعۡتَدُونَ ۝٦١﴾ - تفسير

- عن #قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد كما عند #ابن_أبي_حاتم - ﴿ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون﴾، قال: اجْتَنِبُوا المعصية والعدوان؛ فإنّ بهما هَلَك مَن هَلَك قبلك من الناس.
قوله تعالى: ﴿خذوا ما آتيناكم بقوة﴾

وفي المراد بالقوة أربعة أقوال.
أحدها: الجد والاجتهاد، قاله ابن عباس، وقتادة، والسدي.
والثاني: الطاعة، قاله أبو العالية.
والثالث: العمل بما فيه، قاله مجاهد.
والرابع: الصدق، قاله ابن زيد.


[زاد المسير]

#آية_وتفسير
ورد عن عائشة أم المؤمنين زوج النبي ﷺ أنها قالت - كما في موطأ مالك والطبقات لابن سعد المعجم الكبير للطبراني :

"رأيت ‌[في المنام] ثلاثة ‌أقمار سقطن في حجرتي ، فقصصت رؤياي على أبي بكر الصديق فلما توفي رسول الله ﷺ ودفن في بيتها، قال لها أبو بكر: هذا أحد أقمارك ، وهو خيرها".

#حديث
#آية_وتفسير

قوله تعالى: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم﴾ في سبب نزولها أربعة أقوال.

أحدها: أن ناسا من المشركين كانوا قد قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثم أتوا رسول الله ﷺ فقالوا: إن الذي تدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزلت هذه الآية، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.

والثاني: أنها نزلت في عياش بن أبي ربيعة والوليد ونفر من المسلمين كانوا قد أسلموا، ثم عذبوا فافتتنوا، فكان أصحاب رسول الله يقولون: لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا، قوم تركوا دينهم بعذاب عذبوه، فنزلت هذه الآية، فكتبها عمر إلى عياش والوليد وأولئك النفر، فأسلموا وهاجروا؛ وهذا قول ابن عمر.

والثالث: أنها نزلت في وحشي؛ وهذا القول ذكرناه مشروحا في آخر [الفرقان: ٦٨] عن ابن عباس.

والرابع: أن أهل مكة قالوا: يزعم محمد أن من عبد الأوثان وقتل النفس التي حرم الله لم يغفر له، فكيف نهاجر ونسلم وقد فعلنا ذلك؟! فنزلت هذه الآية؛ وهذا مروي عن ابن عباس أيضا.

[زاد المسير]
جاء في المصنف لابن أبي شيبة ومسند أحمد وصحيح مسلم وغيرهم من حديث جابر بن سمرة قال : قال رسول الله ﷺ: "إني لأعرف ‌حجرا ‌بمكة كان ‌يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن".

وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه - المتفق عليه - يقول:
خرجت مع رسول الله ﷺ إلى خيبر أخدمه، فلما قدم النبي ﷺ راجعا وبدا له أحد، قال: (هذا ‌جبل ‌يحبنا ونحبه)
.

#حديث
جاء عند ابن أبي الدنيا في «المرض والكفّارات - ١٥» ومن طريقه البيهقي في «الشعب الإيمان -٩٩١٣» عن هلال بن يساف أو بعض أصحابنا عنه، قال:

كنا قعودا عند عمار بن ياسر فذكروا الأوجاع فقال أعرابي: ما اشتكيت قط، فقال عمار: «ما أنت منا أو لست منا إن المسلم ليبتلى ببلاء فتحط عنه ذنوبه كما يحط الورق من الشجر، وإن الكافر أو قال الفاجر - شعبة - شك، يبتلى ببلاء فمثله مثل بعير أطلق فلم يدر لم أطلق وعقل فلم يدر لم عقل».

#المرض_والكفارات
جاء في المصنف لابن أبي شيبة عن عن عمرو بن شرحبيل قال: قال عبد الله بن مسعود: «إن الوجع لا يكتب به الأجر ولكن يكفر به الخطايا».

وعند ابن أبي الدنيا في المرض والكفّارات عن أبي معمر الأزدي قال: كنا إذا سمعنا من ابن مسعود، شيئا نكرهه سكتنا حتى يفسره لنا، فقال لنا ذات يوم: "ألا إن السقم لا يكتب له أجر فساءنا ذلك وكبر علينا، قال: «ولكن يكفر به الخطايا»، قال: فسرنا ذلك وأعجبنا.

#ابن_مسعود
#آثار_الصحابة
#المرض_والكفارات
#حديث

أخرج ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (٢٤)، والبزار في مسنده ٨/ ٣٧٩ (٣٤٥٦)، والروياني في مسنده (١٥٣٩) وأبو الشيخ في أمثال الحديث (٢٧٩)، والحاكم في المستدرك ١/ ٣٤٨، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ٤/ ١٨١٨ (٤٥٩٢)، والبيهقي في الكبرى ٣/ ٣٧٤ (٦٧٨٢) عن :

عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر عن أبيه (عبد الرحمن بن أزهر، صحابي صغير) أن رسول الله ﷺ قال:

«إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى، كمثل حديدة تدخل في النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها».

#المرض_والكفارات
قال #ابن_القيم :

لذة العلم لذة عقلية روحانية من جنس لذة الملائكة،

ولذة شهوات الأكل والشراب والنكاح لذة حيوانية يشارك الإنسان فيها الحيوان،

ولذة الشر والظلم والفساد والعلو في الأرض شيطانية يشارك صاحبها فيها إبليس وجنوده.

وسائر اللذات تبطل بمفارقة الروح البدن، إلا لذة العلم والإيمان، فإنها تكمل بعد المفارقة...

فمن طلب اللذة العظمى، وآثر النعيم المقيم، فهو في العلم والإيمان اللذين بهما كمال سعادة الإنسان.

وأيضا؛ فإن تلك اللذات سريعة الزوال، وإذا انقضت أعقبت هما وغما وألما يحتاج صاحبها أن يداويه بمثلها دفعا لألمه، وربما كان معاودته لها مؤلما له كريها إليه، لكن يحمله عليه مداواة ذلك الغم والهم.

فأين هذا من لذة العلم، ولذة الإيمان بالله، ومحبته، والإقبال عليه، والتنعم بذكره؟! فهذه هي اللذة الحقيقية.


[مفتاح دار السعادة]
قال #ابن_القيم في ((مفتاح دار السعادة)) - باختصار -

ذكر أصناف حملة العلم الذين لا يصلحون لحمله، وهم أربعة:

أحدهم: من ليس هو بمأمون عليه، وهو الذي أوتي ذكاء وحفظا، ولكن مع ذلك لم يؤت زكاء؛ فهو يتخذ العلم الذي هو آلة الدين آلة الدنيا، يستجلبها به، ويتوسل بالعلم إليها، ويجعل البضاعة التي هي متجر الآخرة متجر الدنيا، وهذا غير أمين على ما حمله من العلم، ولا يجعله الله إماما فيه قط؛ فإن الأمين هو الذي لا غرض له ولا إرادة لنفسه إلا اتباع الحق وموافقته، فلا يدعو إلى قيام رياسته ولا دنياه.
وهذا الذي قد اتخذ بضاعة الآخرة ومتجرها متجرا للدنيا قد خان الله وخان عباده وخان دينه، فلهذا كان غير مأمون عليه.

الصنف الثاني من حملة العلم: المنقاد له، الذي لم يثلج له صدره، ولم يطمئن به قلبه، بل هو ضعيف البصيرة فيه، لكنه منقاد لأهله.
وهذه حال أتباع الحق من مقلديهم، وهؤلاء وإن كانوا على سبيل نجاة فليسوا من دعاة الدين، وإنما هم من مكثري سواد الجيش، لا من أمرائه وفرسانه.

الصنف الثالث: رجل نهمته في نيل لذته، فهو منقاد لداعي الشهوة أين كان، ولا ينال درجة وراثة النبوة مع ذلك، ولا ينال العلم إلا بهجر اللذات وتطليق الراحة.

فإن العلم صناعة القلب وشغله؛ فما لم يتفرغ لصناعته وشغله لم ينلها، وله وجهة واحدة؛ فإذا وجهت وجهته إلى اللذات والشهوات انصرفت عن العلم.

ومن لم تغلب لذة إدراكه للعلم وشهوته على لذة جسمه وشهوة نفسه لم ينل درجة العلم أبدا، فإذا صارت شهوته في العلم ولذته في إدراكه رجي له أن يكون من جملة أهله.

ولذة العلم لذة عقلية روحانية من جنس لذة الملائكة، ولذة شهوات الأكل والشراب والنكاح لذة حيوانية يشارك الإنسان فيها الحيوان، ولذة الشر والظلم والفساد والعلو في الأرض شيطانية يشارك صاحبها فيها إبليس وجنوده.

الصنف الرابع: من حرصه وهمته في جمع الأموال وتثميرها وادخارها، فقد صارت لذته في ذلك، وفني بها عما سواه، فلا يرى شيئا أطيب له مما هو فيه، فأين هذا ودرجة العلم؟!

فهؤلاء الأصناف الأربعة ليسوا من دعاة الدين، ولا من أئمة العلم، ولا من طلبته الصادقين في طلبه، ومن تعلق منهم بشيء منه فهو من المتسلقين عليه، المتشبهين بحملته وأهله، المدعين لوصاله، المبتوتين من حباله.
وفتنة هؤلاء فتنة لكل مفتون؛ فإن الناس يتشبهون بهم؛ لما يظنون عندهم من العلم، ويقولون: «لسنا خيرا منهم، ولا نرغب بأنفسنا عنهم»؛ فهم حجة لكل مفتون، ولهذا قال فيهم بعض الصحابة الكرام: «احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل؛ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون».

رابط الفصل
في تغسيل مجهول الحال

قال الخلال: أخبرني منصور بن الوليد قال: حدثنا علي بن سعيد أنه سمع أبا عبد اللَّه (أحمد بن حنبل) وسأله رجل عن رجل يوجد قتيلًا في أرض العدو قد قطع رأسه، لا يدرى من المسلمين هو أو من العدو؟
قال: يستدل عليه بالختان والثياب .
فقال رجل: فإن لم يعرف؟
قال: لا يصلى عليه.
قيل: فإن وجد في أرض الإسلام على هذِه الحالة؟
قال: يصلى عليه ويُغسل.

"أحكام أهل الملل" للخلال 1/ 296 (619).

مستفاد من (( الجامع لعلوم الإمام أحمد - الفقه))

#أحمد_بن_حنبل
#الجنائز
جاء عند أحمد في ((الزهد)) وابن أبي الدنيا في ((المرض والكفارات)) والبيهقي في ((شعب الإيمان)) عن حماد بن زيد، عن هشام، عن الحسن [البصري] قال:
«‌كانوا ‌يرجون في حمى ‌ليلة كفارة لما سلف من الذنوب».


#الحسن_البصري
#آثار_التابعين
#المرض_والكفارات