الطريق إلى التوبة
5.99K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#دمعة_10

مَا إِن عَلَتْ صَرختِي بالتوبةِ متوسِلاً بالحُسَينِ (ع)، حتى تََكسَّرت كلُّ السلاسِل التي كانَت تُقيِّدني واخْتَفَتْ، وتغيَّر كُلُّ شيءٍ مِن حَولي، فكانَتْ السَّماء مُحْمَرَةً تَشوبُها غيومٌ سَوْداء، والهُدوءُ الصَّامتُ يَعُّمُ المكان، ثُمَّ أَبْصَرَتْ عيْنايَ منظراً مَهُولاً لا يحتملُه قلبُ إِنسان، أجسادٌ مَطروحةٌ على الرِمال والدِماءُ في كلِّ مكان، رماحٌ تخترقُ أجسامَ شهداءٍ وُجوهُهم كالبُدورِ السَّاطعة، كان مشهداً أليماً، أدركتُ حينَها أنَّ ما وصلنَا من كربلاء وهَوْلِ الفاجِعة لم يكن إلَّا القليل!

وإِذا بي أسمعُ صوتَ أنينٍ خافتٍ حزينٍ، مِلْتُ بِطَرفي ناحيةَ الصوت، فَرأيْتُ الحُسَيْن (ع) يقومُ من مصرعِ شهيدٍ يسطعُ من وجهِهِ النورُ لكنَّه مقطوعُ الكَفَّيْن! والسهمُ نابتٌ في العين! وقُربةُ ماءٍ مُمَزقةٍ بجانبِهِ قد غَرِقَتْ بدمائِه.. أفجعَ المشهدُ قلبي! ثُمَّ مَشَى الحُسَيْنُ (ع) وحيداً فريداً يُكَفْكِفُ دموعَ عيْنَيْه بكُمِّه! ثُمَّ نادى بصوتٍ وصلَ صَداهُ إلى السَّماء :
《 أمَا مِن ناصرٍ ينصرُني ؟!》

تقطَّع قلبي في هذه اللحظةِ الأليمةِ، وإنهمَلَتْ مِن عَيْنِي دمعةٌ ساخنةٌ سَالَتْ على خدِّي، ونظرتُ الى الحُسَيْنِ (ع) وبقلبٍ مُنكسِرٍ حزينٍ ناديتُهُ : 《 لَبَيْكَ يا حُسَيْن !!》

وفجأةً في تلكَ اللحظةِ انكشَفَتْ كلُّ الحُجُب عنِّي فَرأيْتُ بجانبِي صفوفاً من الأرواحِ من الأولينَ والآخرينَ يَقِفُونَ كمَوقِفِي ويُلَّبُون الحُسَيْن (ع) بِصَوتٍ واحدٍ 《لَبَيْكَ يا حُسَيْن!》

وبينَمَا أنا مُنْدَهِشٌ مِمَّا رأيتُه، سطعَ نورٌ قويٌّ في عَيْنَيّ، وسمعتُ إمرأةً تُنادي باكيةً :
《 لقد إِستيقظ! لقد إِستيقظ ببركةِ سيِّد الشُهداء (ع) !! 》
فتحتُ عينايَ وإِذَا بي أرَى نفسي مُحاطاً بالأطباءِ، وأُمِي واقفةٌ فوقَ رَأسِي والدُموعُ تنهمرُ من عيْنَيْهَا، وصَوتُ التلفازِ في الغرفةِ يَعلُو بمَجلسِ العَزاءِ على مُصَابِ سَيِّد الشُهداء (ع)، وشعرتُ في تلكَ اللحظةِ بسخونَةِ الدَّمعةِ على خَدِّي !!

كانَ لِسانُ حالِي في تلك اللحظاتِ : 《لِماذا أَرْجَعتُمُونِي من ذلك المكان ؟! لِماذا لَمْ تَترُكُوني في كربلاء؟! لِماذا حَرَمْتُمُونِي من الشهادةِ بين يَدَيّ الحُسَيْن (ع) ؟! 》

بعدَ هذِهِ الحادثةِ، بَقيتُ فترةً طويلةً في الفراشِ مغموماً مهموماً مُتألماً من مُصابِ أبِي عبدالله الحُسَيْن (ع)، ومنذُ ذلكَ الحين إِنقلَبَتْ أحوالِي، وإلتزمْتُ بعهدِي مع ربِّي وأهلِ البَيْتِ (ع) بهجرانِ جميعِ المعاصي والذُنوب، ولَمْ أترُكْ يوماً زيارةَ عاشوراء، فقد كانت نجاتي ببركةِ هذهِ الدمعةِ على سيّدِ الشُهداءِ (ع) !

وعملتُ جاهداً في إصلاحِ نَفسِي ومُراقبَتِهَا وسعيتُ لتقويةِ علاقتي مع إمامِ زماني (عج) حتى مَنَّ الله عليَّ برضاه (عج) عنِّي !

نعم ! إنّ الحُسَيْنَ (ع) لمَّا نادى يومَ عاشوراء 《أَمَا مِن نَاصِرٍ يَنْصُرُنِي》 كان يعلمُ حينها أنّه لم يكُنْ هناك من ناصرٍ حاضرٍ بِجَسَدِهِ لِيَنصُرَهُ، لكنهُ أرادَ أن يُوَجِهَ هذا النِدَاءَ إلى الأجيالِ القادمةِ، إلَيْكُم ! إلى كلّ شيعي، إلى كلّ شابٍ وفتاةٍ !!
وأنتُم من يُقررُ إِمّا تلبيةُ نداءِ الحُسَيْنِ (ع) ونُصرَتِهِ أو خِذلانِهِ بذنُوبِكُم كَمِا فعلَ مُعظَمُ أهلِ هذه الدُنيا !!

#دمعة
#الحلقة_الأخيرة
#أعظم_الله_أجوركم
⚫️ قناة الطريق إلى التوبة ⚫️
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#على_باب_الجامعة 7⃣1⃣ 🔹في اليوم التالي استأذن علي من عمّه لدعوة صديقه أحمد وأخته فاطمة إلى الإفطار، فأذِن له الحاج محمد بكل سرور وأعلمَ زوجته بالأمر ليشتري لها كل ما قد تحتاجه من السوق.. 🔸بعد وصول الضيوف، سلّم علي على صديقه بحرارة، ثم إلتفت ناحية فاطمة وسلم…
#على_باب_الجامعة 8⃣1⃣

🔸كما في كل مرة، بعدما وصلت الرسالة إلى زوجة الحاج محمد إنهارت وارتعبت ولم تتوقف عن البكاء، هدأتها فاطمة وطمأنتها قائلةً : - 🌸 ان شاء الله نجد حلاً يا اختي، والآن إفعلي كما سأطلب منك..

🔹وإستجابةً لفكرة فاطمة الذكية، أرسلت زوجة الحاج محمد رسالة إلى ذلك الشاب : -▪️ لقد جهزتُ لك المال الذي طلبته.. عند الساعة الثانية ظهراً تعالَ إلى جانب المنزل وسأرمي لك ما طلبته من النافذة.

🔸وقبل نصف ساعة من موعد قدوم ذلك الشاب أرسلت له من رقمٍ آخر جديد: - ▪️إيّاك أن تأتي، فقد اُفتضِح أمري، وهم ينتظرون قدومك حتى يُلَقِنوك درساً لا تنساه في حياتك !!

🔹وبالفعل لقد كانت خطة فاطمة ناجحة، فقد خاف الشاب كثيراً ولم يعد يجرؤ أن يُوجِه ناحية بيت الحاج محمد أو أن يتصل بزوجته..

🔸ثم شكرت زوجة الحاج محمد فاطمة بكل سعادة قائلةً : -▪️فرّج الله همك يا أختي كما فرَّجتي همي🙏 الحمدلله الذي يستر على عباده حتى يتوبوا ويعودوا❤️

ثم نظرت إليها بنظراتٍ حزينة وقالت لها بكل صدقٍ وشفافية : - ▪️ صحيحٌ أنّي كلما تذكرت ما فعله بي أمقته واكرهه، ولكن يا أختي لن أخفي عنك، فأنا لا زلتُ متعلقة بكلامه المعسول، كان دائماً يعطف عليّ ويقف بجانبي عندما أكون مرهقة ومتعبة.. لا أستطيع أن أتجاهل مشاعري فهي تتخبط بين تعلقي به وبين مقتي عليه😔

أجابتها فاطمة : - 🌸 عليكِ أن تستيقظي من هذا الوهم، أنت تقومين بمعصية عظيمة ولا بدّ أن تتوبي إلى الله عز وجل، وجهِّي مشاعرك إلى حيث أمرك الله، نحو حلاله، نحو زوجك وعائلتك.. فهذا الخبيث لا يكِّنُ لكِ في قلبه ذرّة من الحب ولديه الكثير من الفتيات اللواتي يُغرقهن أيضاً بنفس هذا الكلام المعسول وأنتِ مجرد رقم من بين هذه الأرقام !

🌸صدّقيني، عندما تلجئين إلى زوجك وتُشبعين عاطفتك وحاجاتك منه بالحلال سوف تنسين ذلك الخبيث بإذن الله، وعندما تصِلين لدرجة كُره ذلك الشخص والإشمئزاز والنفور عند تذكرك لكلامه الجميل، فهذه تكون علامة قبول توبتك ان شاء الله..

🌸ثم أين أنتِ من حب الله؟ ذلك الحب الأكمل والأجمل.. إجلسي في خلوةٍ مع ربّ العالمين، إستغفري الله وتوبي بين يديه خاصةً أوقات السحر، لقد سألوا العارف الشيخ محمد تقي البهجة (رض) "هناك إمرأة متزوجة وقد تعلَّقَت بشخصٍ أجنبي نرجو من سماحتكم أن ترشدوها ماذا تفعل ؟"
فأجاب رضوان الله عليه : " لتُكثِر من قول 《أستغفر الله》.."

🌸لذلك حبيبتي أعلني لله سبحانه وتعالى ندمك وعزمك على الطاعة وعدم تكرار ما جرى معك أكان معه أو مع غيره.. تكلمي مع ربّك الرحيم بكل صدق وخضوع وعجز..

🔸وبالفِعل لقد أصبحت زوجة الحاج محمد مُتعلّقة بربّ العالمين، صارَت تستيقظ يومياً لآداء صلاة الليل، وتحاولُ أن تملأ قلبها بحب الله، وتبوحُ له عن كل ما في قلبها، وتدعوه للإصلاح بينها وبين زوجها..

🔹لقد كان الشيطان الرجيم يحاول استدراجها بمراقبة آخر ظهورٍ له في مواقع التواصل، أو بالنظر الى صوره، أو تذكر كلامه الجميل.. لكنها بحمد الله سرعان ما تتذكر خبثه وكذبه وخداعه، وما زاد كُرهها له أن الخبيث كان يُقسِم بأبي الفضل العباس (عليه السلام) أنه يحبها ! لكنه لم يكن سوى عدو لله، متّبِع لهوى نفسه، لا يُبالي لا بحُرمة العباس ولا سيد الشهداء (عليهم السلام) !

🔹مرَّت الأيام وهي تحاولُ جاهدةً أن تُشغِل نفسها بأطفالها، وبتحضير ما يشتهي زوجها من أصناف الطعام والحلوى، مُستعينةً بالله سبحانه وتعالى أن يصلِح علاقتها بزوجها، وأصبحَت تُظهر له محبتها وودَّها، وتهتم به كما كانت أول أيام زواجهما..

🔸وبإهتمامها وعاطفتها، لانَ قلبُ زوجها وشعر بتقصيره بحقها، وفي إحدى ليالي الجُمعة بكَت كثيراً وتوَسلت إلى الله سبحانه..
وإذ على غير عادةٍ، يتصِّل بها زوجها وراح يلاطفها بكلامه، ثم دعاها للعشاء معه خارجاً، فردَت بإستغراب : - ▪️لكن لقد نام الأولاد وكيف يمكننا ذلك...!

🔹فرد عليها : - 🔻 لا تقلقي يا عزيزتي، إن ابن أخي علي سيبقى مع الأولاد يهتم بهم، ثم تبسم وقال لها : - وهناك مفاجئة لكِ أيضاً 😊

🔸شعرَت زوجتُه بالسعادة وحمدت الله تعالى وخرَّت ساجدةً لربها الذي أنقذها من ظلمات المعاصي والخيانة.. ثم قامَت مسرعةً لتُهيء نفسها والسعادة تملأ قلبها..

🔹ما هي إلا دقائق ووصل الحاج محمد، فتحت له الباب واستقبلته بابتسامةٍ خجِلة، إحتضنها قائلاً : - 🔻آهٍ كم اشتقتُ لك يا زوجتي الحبيبة.. آهٍ لهموم هذه الحياة الصعبة التي أبعدتني عنك.. أغمضي عينَيك يا روحي، لقد حضَّرتُ لكِ شيئاً يُسعِد قلبكِ...

لمتابعة #الحلقة_الأخيرة إضغط هنا 👇🏻

https://t.me/altauba/24938

❤️ قناة الطريق إلى التوبة ❤️ @altauba
ترقبوا الليلة #الحلقة_الأخيرة من قصة #على_باب_الجامعة وسنكون ان شاء الله بإنتظار أرائكم بعد إرسالها ♥️
الطريق إلى التوبة
#على_باب_الجامعة 8⃣1⃣ 🔸كما في كل مرة، بعدما وصلت الرسالة إلى زوجة الحاج محمد إنهارت وارتعبت ولم تتوقف عن البكاء، هدأتها فاطمة وطمأنتها قائلةً : - 🌸 ان شاء الله نجد حلاً يا اختي، والآن إفعلي كما سأطلب منك.. 🔹وإستجابةً لفكرة فاطمة الذكية، أرسلت زوجة الحاج…
#على_باب_الجامعة

#الحلقة_الأخيرة

.. أغمضي عينَيك يا روحي، لقد حضَّرتُ لكِ شيئاً يُسعِد قلبكِ..

🔹أغمضَت عينيها، أخذ بيدها بكل لطف ثم وضع بهما شيئاً، كان قلبها يخفق بشدّة قالت محتارةً في نفسها :
-▪️ما هذه؟ كأنها أوراق!

🔸فتحَت عينَيها وغمرتها سعادةٌ لا توصَف عندما وجدت أوراق الحجز للسفر إلى مدينة مَشهد المقدّسة لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا وأخته السيدة فاطمة المعصومة (عليهما السلام)..!!
يا لسعادتها !! ضمَّت زوجها بشدّة شاكرةً له هذه المفاجأة، ثم نظرت إليه ودموع الفرح في عينَيها مرددة : - ▪️ الحمدلله! الحمدلله! أن الله سيوفقني لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام) آه كم أنا مشتاقة لأقبل ضريحه الطاهر

خرج الزوجان لتناول طعام العشاء، والأنس والسعادة تملأ قلبيهما.. وبحمد الله بعد تلك الزيارة المباركة، تمكّنت زوجة الحاج محمد من التخلص نهائياً من تعلقها بذلك الشاب، ومنَّ الله عليها بالتوبة الصادقة..

🔸أما ذلك الشاب الفاسق لم يرتدع عن عادته السيئة، فما زال يؤذي الفتيات الملتزمات والنساء المُحصنات متخفّياً بلِباس التقوى والإيمان.. إلى ذلك اليوم الذي وقعَت إحدى الفتيات فريسةً له مخدوعةً بنواياه الحسنة وأخلاقه العالية..
ورغم أنها قد أخفَت إسمها الحقيقي عنه حيطة وحذراً، لكنه تمكّن من إستدراجها وإقناعها بإرسال صورة لها..

🔹وبعد معاندةٍ شديدة رضخَت الفتاة لطلبه وأرسلت صورتها، لكن الصاعقة نزلت على رأسه عندما فتح الصورة ونظر إليها..
وقع على الأرض من شدّة الصدمة مذهولاً، لقد كانت صورة أختِهِ! نعم لقد ذاق ما يفعله بنساء المؤمنين وبناتهم عندما وقعت أختُ ذلك الشاب ضحيةً بين يدَي أخيها💔
آلمت هذه الحادثة قلبه بشدة وكانت سبباً في توبته بين يدي الله عز وجل..

🔸إقتربت عُطلة الربيع وكان علي متحمساً لزيارة قريته ورؤية عائلته، لكن كان هناك أمراً لا بدّ من مُصارحة أحمد به قبل ذهابه: -▫️ أحمد، أنت أخي في الله، وليس لي بعد الله سبحانه وأوليائه غيرك.. وأنا أحتاجك اليوم أن تكون إلى جانبي وأن تساعدني

أجابه أحمد : أنت أخي وأغلى من قلبي وروحي أنت وقفت إلى جانبي في أصعب ظروف حياتي وكنت نعم الأخ والصديق وأنا أنتظر هذا اليوم الذي أعبر لك فيه عن شدة حبي لك ..

أطرَق علي ببصره الى الارض خجلاً وقال : - ▫️أخي أنا أرغب بالزواج.. وقد وجدتُ في أختك فاطمة الإنسانة العفيفة المؤمنة، التي أحلم بها زوجة لي، وأنا أرغب في التعرف عليها أكثر فهل ستساعدني يا أخي ؟

🔸لم تسَع الفرحة قلب أحمد، ضمَّ صديقه متبسّماً :- وهل أجد أفضل منك زوجاً لأختي الغالية.. ان شاء الله سأحدّث عائلتي الليلة بالأمر والله ولي التوفيف😊

🔹لقد واجه علي بعض الصعوبات من أهله وأهلها أيضا، فهما ما يزالان بنظر الأهل صغيران، ولا بد من إكمال الدراسة أولا..

جلس علي مع فاطمة عدة مرّات بحضور أخيها أحمد للتعارف، بالفعل لقد كانت نِعم الإختيار بعفتها واخلاقها وادبّها🌹

🔸بحمد الله إستطاع علي بأخلاقه العالية وبالكلمة الطيبة أن يقنع الأهل أن يحصل عقد القران فقط ويتم الزفاف بعد التخرج..ولقد تمّ بفضل الله عقد قرانهما في الاول من شهر ذو الحجة متباركَين بمناسبة زواج النورَين علي بن أبي طالب وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهما السلام..
أُقيمَت وليمةٌ متواضعة مع أُمسِيَة قرآنية، وبحمد الله كان السرور والاجواء الإيمانية تغمر الجميع..

🔹وفي نهاية ذلك اليوم، إلتفَت علي إلى خطيبته متبسِّماً وقال لها ممازحاً : - ▫️هل تعلمين كم مرّة قد صليتُ صلاة جعفر الطيار لأجل هذه اللحظة!

أجابته مندهشة والبسمة على شفاهها : - 🌸 أحقاً يا علي كنت ملتزماً بصلاة جعفر الطيار لكي يرسل الله لك الزوجة الصالحة! سبحان الله انا أيضاَ كنتُ ملتزمة بها منذ زمن طويل لهذا الهدف💞

فتبسما بخجلٍ وحمدا الله على حسن صنيعه❤️

نعم، إن الله لطيفٌ بعباده، رحمته قد وسعت كل شيء..
محبة الله وقربه بابٌ مُتاحٌ للجميع دخوله.. بابٌ إلى تلك السعادة الحقيقية..
ولن يُحرَم دخول هذا الباب إلا من يأس من رحمة الله، إلا من أساء الظن بالله، إلا من إستسلم لمعاصيه.. لكن..

{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}
سورة الطلاق ٢-٣

والحمدلله رب العالمين❤️

🖌 #آدمن_حسيني

❤️ قناة الطريق إلى التوبة ❤️ @altauba
الطريق إلى التوبة
. #كنت_في_انتظارك 6⃣1⃣ .. وبكل خجلٍ نظرتُ ناحية الأضواء المتلألئة من بعيدٍ وهمست : ▫️ هل إلى رِضا قلبك يا مولاي من سبيل ؟ 🔹إنهمرَت دموع الحسرة على خدَّيْ، وكان الندم يعتصِر فؤادي والآهُ بحرقةٍ تخرج من صميم قلبي.. 😔 أريدُ أن أعود إلى كنف صاحب الزمان، فأنا…
.
#كنت_في_انتظارك 7⃣1⃣

🔸وصلتُ إلى الصف، إستأذنتُ الأستاذ ليسمح لي بالدخول واعتذرتُ له عن تأخري، دخلتُ وإذ بِريم تنظُر إليَّ متبسِّمة !

🔹لم أكُن أريد أن أَجرَح مشاعرها، لكن لا خَيَار أمامي، فإن لم أكُن حازِماً من أول الطريق لن أتمكَّن من التخلّص من تِلك الأمور التي أَوقعتني في المهالِك..

🔸لم أُعِرها إهتِماماً، تابعتُ سيري وجلستُ على مقعدي.. كنتُ أرغبُ بشِدّة أن أنظر إليها، لكني تمَالكتُ نفسي، فأنا لا أريد أن أُفسِد الأمر.

🔹رنّ جرس الفُرصة، وتدافع الطلاب في الخروج إلى الملعب، أمّا ريم فكانت تنتظرُني قُرب الباب لنخرج سويّاً، وقَع نظري عليها فابتسمَت نفس تلك الإبتسامة.. لكني اليوم رأيتُ أن الشيطان يقِف خَلف هذه الإبتسامة على عكس المرّة الأولى حيث أعماني هوى نفسي..
مِلتُ بِبصري ناحية أصدقائي وتوَجّهتُ صَوبهم غير مبالٍ لها، لِتفهم من ذلك أنني لا أريد التكلُّم معها..

🔸أثناء الفُرصة، وصلَتني رسالة على هاتفي، فكانت ريم : ▪️لماذا كل هذا الجَفاء ؟ هل من تفسير لتصرفاتك ؟

🔹عندها أخذتُ قراري الحازِم بصعوبة، فكنتُ مُتضايقاً جداً لكنني إعتصمتُ بالله واستعذتُ به من الشيطان الرجيم، وأرسلتُ لها :
▫️السلام عليكم ريم.. أنا أعتذر منكِ لكن لم يعُد هناك شيء يربطنا، نحن نختلف بأفكارنا وتوَجُّهاتنا، أتمنى لكِ حياةً طيبة.

🔸إنهالَت رسائلُها عليّ، تريدُ تبريراً لفِعلي، لكني لم أُجِبها، فماذا أقولُ لها ؟ هل أقول أن حبِّي لكِ يحجُبني عن حبِّ مولاي وسيّدي صاحب الزمان؟ لكنها حتماً ستَستهزِئ من كلامي، فهي لن تتفَهَّم مُعاناتي وما جرَّتني إليه من ذنوبٍ ومعاصي..

🔹لا أُخفي عنكم أنّي عانَيتُ بِداية الأمر كثيراً، كنتُ أرغب في التكلّم معها مِراراً لكني بحمد الله كنتُ أُصبِّر نفسي بحبِّ صاحب الزمان (عليه السلام)، وكنتُ على ثِقةٍ بأن الله سبحانه سيُعوضني خيراً منها، بفتاةٍ مؤمنةٍ قد اختلَج قلبَها حبُّ الإمام المهدي عليه السلام ..

🔸لكن بعد فترةٍ وجيزة، تغيّرت نظرتي لها فباتَت مثَلُها كمثَل باقي الفتيات لا أملِكُ أدنى مشاعر ناحِيَتها، بل على العكس عندما تخلَّصتُ من عمَى هواها، إستغربتُ من نفسي كثيراً ! فكيف وقعتُ في حبِّها ! هذا الحبّ الدُنيَوي الذي زال وفنَى بكل هذه البساطة تماماً كطبيعة هذه الدنيا !

🔹في ذلك اليوم، عندما عُدتُ من الثانوية، توَجهتُ إلى السوق، بِعتُ هاتفي الجديد وبثمنه اشتريتُ هاتفاً آخر متواضعاً وأقل سعراً، أمّا باقي المبلغ فقد إشتريتُ أغراضاً وحاجاتٍ لأمي كانت قد حرمَت نفسها منها لأجل تلبية مُتطلباتي السخيفة😔

🔸في طريق العودة إلى المنزل، زُرتُ ضريح والدي وتَلَوتُ عنده بعض آيات القرآن الكريم..

🔹منذ ذلك اليوم، شملتني الرحمة الإلهية وبدأَت علاقتي بالله تتحسن، لم أنَم يوماً قبل أن أُقبِّل يد أمي وأسألُها الرِضا، كما داوَمتُ على إهداء الأعمال الصالحة والصدَقات إلى والدي الشهيد..

🔸إلتزمتُ ببرنامج التوبة لأكثر من سنة، خاصةً الإستغفار في السحر فكان له أثراً كبيراً في قَبول توبتي..
لا أُنكِر أني قد واجهتُ بعض الصُعوبة في المُداومة على الإلتزام به، لكن عند إدنى تهاوُنٍ مني، كنت أُسارِع في الإستغفار وتجديد العزم مُعتصماً بالله تعالى..

🔹لكن حسرتي الوحيدة أنني لم أتمكّن من الشعور بلذّة الصلاة كما كنتُ في سابِق عهدي، لكن مع المُجاهدة في تأديتَها بحضور قلب، وإهتمامي الشديد بأول وقتها، كانت صلاتي في تحسُّنٍ مستمرٍ بفضل الله.

🔸وفي إحدى الليالي الباردة، كنتُ أفكّرُ بمولاي صاحب الزمان (عليه السلام) قبلَ نومي، كنتُ أبكي لغَيبته عنّا، كنتُ أُناجيه بصوتٍ خافِت : أين أنت يا مولاي في هذا البرد القارِس، كيف أهنأُ بنومي الدافئ وأنا لا أدري بأيّ حالٍ أنت يا مولاي💔

🔹غفَوتُ وأنا على هذه الحالة، فرأيتُ في عالَم الرُؤيا وَجهَ سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين (عليه السلام)، كان ينظرُ إليّ ويبتسِم.. إستيقظتُ من نومي والسرور يغمرُني❤️

🔸فهمتُ من رُؤياي أنها علامة الرِضا، وأن الإمام الحسين عليه السلام قد دَعاني لزيارته، وبالفعل ما هي إلا أياماً معدودة، حتى تيّسرَت أمور الزيارة إلى كربلاء المقدّسة....

🖋#أدمن_حسيني

لمتابعة #الحلقة_الأخيرة إضغط هنا 👇🏻

https://t.me/altauba/25458

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
تلغرام: t.me/altauba
فهرس القناة: @fahras_altauba
الطريق إلى التوبة
. #كنت_في_انتظارك 7⃣1⃣ 🔸وصلتُ إلى الصف، إستأذنتُ الأستاذ ليسمح لي بالدخول واعتذرتُ له عن تأخري، دخلتُ وإذ بِريم تنظُر إليَّ متبسِّمة ! 🔹لم أكُن أريد أن أَجرَح مشاعرها، لكن لا خَيَار أمامي، فإن لم أكُن حازِماً من أول الطريق لن أتمكَّن من التخلّص من تِلك…
.
#كنت_في_انتظارك 8⃣1⃣

#الحلقة_الأخيرة

...ما هي إلا أياماً معدودة، حتى تيّسرَت أمور الزيارة إلى كربلاء المقدّسة..

🔸لا أصدّق نفسي ! أنا في حَضرة مولاي الحسين (عليه السلام) 💔 كانت تنهمرُ الدموع من عيني وكنت أشعر بحرارتها التي تحكي حرارة الحبِّ وشدّة الحزن الذي يحرق قلبي على مولاي الحسين المظلوم الشهيد..

🔹تقدَّمتُ خطواتٍ وقلبي يرتجف من هَيْبة المكان، وما إن وقعَت عيناي على الضريح الشريف حتى عَلا صوتي بالبكاء... في تلك اللحظة، نسيتُ كل شيءٍ حولي، تفجَّر في نفسي ندمٌ رهيبٌ على كل ما اقترفتُه من ذنوبٍ وإسرافٍ على نفسي..

😔 تُرى يا مولاي هل ترحم قلبَ عبدٍ مُنيبٍ أتاكَ بعد مُرور أكثر من عامٍ أذاب فيه الندم لحمه؟ وسلَبه الحزن والحسرة نَومه؟ فقام في الأسحار مستغفراً، وتضرع لربّه منيباً، وبكى على خسارة علاقته بإمام زمانه(عجل الله فرجه الشريف) بكاء الأم الثَكلى على ولدها؟

🔸أردتُ أن أقابِل الحسين بقلبٍ طاهر.. وبكلِّ ما أعطاني ربّي من عزمٍ، عاهدتُ نفسي على هجران كل الذنوب ما دُمت حياً.. رَمَقتُ الضريح الشريف بنظرةٍ ومن أعماق قلبي قلتُ {أستغفر الله ربّي وأتوب إليه}

🔹لم أتمكّن من الإقتراب لِتقبيل الضريح بسبب الحُشود المتدافعة.. رُحتُ أنظر إلى الضريح من بعيدٍ ولسان حالي :
💔 السَّلَامُ عَلَى الشِّفَاهِ الذَّابِلَاتِ‏..
💔السَّلَامُ عَلَى الدِّمَاءِ السَّائِلَاتِ، السَّلَامُ عَلَى الْأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ..
💔السَّلَامُ عَلَى الشَّيْبِ الْخَضِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الْخَدِّ التَّرِيبِ‏ ، السَّلَامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّلِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الثَّغْرِ  الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ..
😭سَلَامَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ..

🔸في تلك اللحظة، شعرتُ أن غليان العشق في قلبي قد تأجّج ثم تفجَّر، وأن نفسي قد تقطَّعت لأشلاء..
إن الدنيا قد سقطَت من عيني من غير رَجعة {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ...}
لقد تمَّت البَيعة.. لكَ يا ربِّ دَمي ولَحمي وروحي ونفسي، وإنّ جنَّتي هي رضاكَ، فاجعَلني من أنصار حُجّتك على خلقِك واشفِي بِلحمي ودَمي ألَم الحسين ووَجع الزهراء..

🔹وبينما أنا مُستغرقٌ في مناجاتي، شعرتُ وكأن أحدهم قد إقترب من خَلفي ووضع يدَه على كَتِفي، إلتفتُ إليه فإرتجفَ بَدني من أعلى رأسي إلى قدمَي..
إنّه هو ! ذلك الوَليّ الذي رأيته في صِغري عند الإمام الرضا ! إنه صاحب الزمان💓

🔸كنتُ أرتجف من هَيبته، مدهوشاً من جماله، آهٍ وكيف يَخفى عليكَ سيّدي كم بكَت عيناي لخسارتك، وكم لطمتُ صدري، وكيف أذاب الندم لَحمي على ذنوبٍ حالَت بيني وبينك، آهٍ كم أشتاق لتلك المَسحة التي مسحتَها يوماً على رأسي، وتلك البسمة التي تعلَّق بها قلبي.. آهٍ.. آهٍ..

🔹 أمسكَ بيدي واحتضنَني، ومسح على رأسي، كنتُ أستطيعُ سماع نبضاتِ قلبه الشريف في أُذني، وبينما أنا واضعٌ رأسي على صدره الشريف، همس في أذني :
#كنت_في_انتظارك، ثم أكملَ {..وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

🔸إقشَعَّر بدني من كلامه لكنّ ابتسامته قد أذابَت قلبي، ولو قلت أنها كانت بالنسبة لي أعظم من نعيم الجنّة ما كذَبت..

#يتبع 👇🏻
#كنت_في_انتظارك 8⃣1⃣

#الحلقة_الأخيرة

...ما هي إلا أياماً معدودة، حتى تيّسرَت أمور الزيارة إلى كربلاء المقدّسة..

🔸لا أصدّق نفسي ! أنا في حَضرة مولاي الإمام الحسين (عليه السلام) 💔 كانت تنهمرُ الدموع من عينيّ وكنت أشعر بحرارتها التي تحكي حرارة الحبِّ وشدّة الحزن الذي يحرق قلبي على مولاي الحسين المظلوم الشهيد..

🔹تقدَّمتُ خطواتٍ وقلبي يرتجف من هَيْبة المكان، وما إن وقعَت عيناي على الضريح الشريف حتى عَلا صوتي بالبكاء... في تلك اللحظة، نسيتُ كل شيءٍ حولي، تفجَّر في نفسي ندمٌ رهيبٌ على كل ما اقترفتُه من ذنوبٍ وإسرافٍ على نفسي..

😔 تُرى يا مولاي هل ترحم قلبَ عبدٍ مُنيبٍ أتاكَ بعد مُرور أكثر من عامٍ أذاب فيه الندم لحمه؟ وسلَبه الحزن والحسرة نَومه؟ فقام في الأسحار مستغفراً، وتضرع لربّه منيباً، وبكى على خسارة علاقته بإمام زمانه(عجل الله فرجه الشريف) بكاء الأم الثَكلى على ولدها؟

🔸أردتُ أن أقابِل الإمام الحسين بقلبٍ طاهر.. وبكلِّ ما أعطاني ربّي من عزمٍ، عاهدتُ نفسي على هجران كل الذنوب ما دُمت حياً.. رَمَقتُ الضريح الشريف بنظرةٍ ومن أعماق قلبي قلتُ {أستغفر الله ربّي وأتوب إليه}

🔹لم أتمكّن من الإقتراب لِتقبيل الضريح بسبب الحُشود المتدافعة.. رُحتُ أنظر إلى الضريح من بعيدٍ ولسان حالي :
💔 السَّلَامُ عَلَى الشِّفَاهِ الذَّابِلَاتِ‏..
💔السَّلَامُ عَلَى الدِّمَاءِ السَّائِلَاتِ، السَّلَامُ عَلَى الْأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ..
💔السَّلَامُ عَلَى الشَّيْبِ الْخَضِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الْخَدِّ التَّرِيبِ‏ ، السَّلَامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّلِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الثَّغْرِ  الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ..
😭سَلَامَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ..

🔸في تلك اللحظة، شعرتُ أن غليان العشق في قلبي قد تأجّج ثم تفجَّر، وأن نفسي قد تقطَّعت لأشلاء..
إن الدنيا قد سقطَت من عيني من غير رَجعة {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ...}
لقد تمَّت البَيعة.. لكَ يا ربِّ دَمي ولَحمي وروحي ونفسي، وإنّ جنَّتي هي رضاكَ، فاجعَلني من أنصار حُجّتك على خلقِك واشفِي بِلحمي ودَمي ألَم إمامي الحسين ووَجع سيّدتي الزهراء عليهما السلام..

🔹وبينما أنا مُستغرقٌ في مناجاتي، شعرتُ وكأنّ أحدهم قد إقترب من خَلفي ووضع يدَه على كَتِفي، إلتفتُ إليه فإرتجفَ بَدني من أعلى رأسي إلى قدمَي..
إنّه هو ! ذلك الوَليّ الذي رأيته في صِغري عند الإمام الرضا ! إنه صاحب الزمان💓

🔸كنتُ أرتجف من هَيبته، مدهوشاً من جماله، آهٍ وكيف يَخفى عليكَ سيّدي كم بكَت عيناي لخسارتك، وكم لطمتُ صدري، وكيف أذاب الندم لَحمي على ذنوبٍ حالَت بيني وبينك، آهٍ كم أشتاق لتلك المَسحة التي مسحتَها يوماً على رأسي، وتلك البسمة التي تعلَّق بها قلبي.. آهٍ.. آهٍ..

🔹 أمسكَ بيدي واحتضنَني، ومسح على رأسي، كنتُ أستطيعُ سماع نبضاتِ قلبه الشريف في أُذني، وبينما أنا واضعٌ رأسي على صدره الشريف، همس في أذني :
#كنت_في_انتظارك، ثم أكملَ {..وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ الله ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

🔸إقشَعَّر بدني من كلامه لكنّ ابتسامته قد أذابَت قلبي، ولو قلت أنها كانت بالنسبة لي أعظم من نعيم الجنّة ما كذَبت..

#يتبع 👇🏻
#دمعة_10

مَا إِن عَلَتْ صَرختِي بالتوبةِ متوسِلاً بالحُسَينِ (عليه السلام)، حتى تََكسَّرت كلُّ السلاسِل التي كانَت تُقيِّدني واخْتَفَتْ، وتغيَّر كُلُّ شيءٍ مِن حَولي، فكانَتْ السَّماء مُحْمَرَةً تَشوبُها غيومٌ سَوْداء، والهُدوءُ الصَّامتُ يَعُّمُ المكان، ثُمَّ أَبْصَرَتْ عيْنايَ منظراً مَهُولاً لا يحتملُه قلبُ إِنسان، أجسادٌ مَطروحةٌ على الرِمال والدِماءُ في كلِّ مكان، رماحٌ تخترقُ أجسامَ شهداءٍ وُجوهُهم كالبُدورِ السَّاطعة، كان مشهداً أليماً، أدركتُ حينَها أنَّ ما وصلنَا من كربلاء وهَوْلِ الفاجِعة لم يكن إلَّا القليل!

وإِذا بي أسمعُ صوتَ أنينٍ خافتٍ حزينٍ، مِلْتُ بِطَرفي ناحيةَ الصوت، فَرأيْتُ الحُسَيْن (عليه السلام) يقومُ من مصرعِ شهيدٍ يسطعُ من وجهِهِ النورُ لكنَّه مقطوعُ الكَفَّيْن! والسهمُ نابتٌ في العين! وقُربةُ ماءٍ مُمَزقةٍ بجانبِهِ قد غَرِقَتْ بدمائِه.. أفجعَ المشهدُ قلبي! ثُمَّ مَشَى الحُسَيْنُ (عليه السلام) وحيداً فريداً يُكَفْكِفُ دموعَ عيْنَيْه بكُمِّه! ثُمَّ نادى بصوتٍ وصلَ صَداهُ إلى السَّماء :
《 أمَا مِن ناصرٍ ينصرُني ؟!》

تقطَّع قلبي في هذه اللحظةِ الأليمةِ، وإنهمَلَتْ مِن عَيْنِي دمعةٌ ساخنةٌ سَالَتْ على خدِّي، ونظرتُ الى الحُسَيْنِ (عليه السلام) وبقلبٍ مُنكسِرٍ حزينٍ ناديتُهُ : 《 لَبَيْكَ يا حُسَيْن !!》

وفجأةً في تلكَ اللحظةِ انكشَفَتْ كلُّ الحُجُب عنِّي فَرأيْتُ بجانبِي صفوفاً من الأرواحِ من الأولينَ والآخرينَ يَقِفُونَ كمَوقِفِي ويُلَّبُون الحُسَيْن (عليه السلام) بِصَوتٍ واحدٍ 《لَبَيْكَ يا حُسَيْن!》

وبينَمَا أنا مُنْدَهِشٌ مِمَّا رأيتُه، سطعَ نورٌ قويٌّ في عَيْنَيّ، وسمعتُ إمرأةً تُنادي باكيةً :
《 لقد إِستيقظ! لقد إِستيقظ ببركةِ سيِّد الشُهداء (عليه السلام) !! 》
فتحتُ عينايَ وإِذَا بي أرَى نفسي مُحاطاً بالأطباءِ، وأُمِي واقفةٌ فوقَ رَأسِي والدُموعُ تنهمرُ من عيْنَيْهَا، وصَوتُ التلفازِ في الغرفةِ يَعلُو بمَجلسِ العَزاءِ على مُصَابِ سَيِّد الشُهداء (عليه السلام)، وشعرتُ في تلكَ اللحظةِ بسخونَةِ الدَّمعةِ على خَدِّي !!

كانَ لِسانُ حالِي في تلك اللحظاتِ : 《لِماذا أَرْجَعتُمُونِي من ذلك المكان ؟! لِماذا لَمْ تَترُكُوني في كربلاء؟! لِماذا حَرَمْتُمُونِي من الشهادةِ بين يَدَيّ الحُسَيْن (عليه السلام) ؟! 》

بعدَ هذِهِ الحادثةِ، بَقيتُ فترةً طويلةً في الفراشِ مغموماً مهموماً مُتألماً من مُصابِ أبِي عبدالله الحُسَيْن (عليه السلام)، ومنذُ ذلكَ الحين إِنقلَبَتْ أحوالِي، وإلتزمْتُ بعهدِي مع ربِّي وأهلِ البَيْتِ (عليه السلام) بهجرانِ جميعِ المعاصي والذُنوب، ولَمْ أترُكْ يوماً زيارةَ عاشوراء، فقد كانت نجاتي ببركةِ هذهِ الدمعةِ على سيّدِ الشُهداءِ (عليه السلام) !

وعملتُ جاهداً في إصلاحِ نَفسِي ومُراقبَتِهَا وسعيتُ لتقويةِ علاقتي مع إمامِ زماني (عج) حتى مَنَّ الله عليَّ برضاه (عج) عنِّي !

نعم ! إنّ الحُسَيْنَ (عليه السلام) لمَّا نادى يومَ عاشوراء 《أَمَا مِن نَاصِرٍ يَنْصُرُنِي》 كان يعلمُ حينها أنّه لم يكُنْ هناك من ناصرٍ حاضرٍ بِجَسَدِهِ لِيَنصُرَهُ، لكنهُ أرادَ أن يُوَجِهَ هذا النِدَاءَ إلى الأجيالِ القادمةِ، إلَيْكُم ! إلى كلّ شيعي، إلى كلّ شابٍ وفتاةٍ !!
وأنتُم من يُقررُ إِمّا تلبيةُ نداءِ الحُسَيْنِ (عليه السلام) ونُصرَتِهِ أو خِذلانِهِ بذنُوبِكُم كَمِا فعلَ مُعظَمُ أهلِ هذه الدُنيا !!

#دمعة
#الحلقة_الأخيرة
#أعظم_الله_أجوركم