#مليكة_شغفت_قلبي
#المقدمة
#ولادة_سيدة_النساء 💚
في ذلك اليوم حيث السماء تزينت والملائكة ابتهلت وجبريل تغنى فرحا اذا كان كالمرافق لرسول الله في ليلة الاسراء والمعراج .... يدله على طرق السماء ويذيقه من اطيب ثمارها واحسنها وكل ثمار الجنة حسن وهناء
واذا به يأتيه بسفرجلةٍ كأن طعمها عسل مصفى وما ان اكلها رسول الله واذا بماء قد خلق بصلبه لتولد منه سيدة النساء
علقت فاطمةٌ بخديجة تلك الزوجة المرضية عند الله التي افنت كل ما لها فداء لرسول وتركت كل شيء لتعيش في كنف الباري ورضاه فما كان من الرحمن ورسوله إلا أن يجزياها ما فعلت فالله اكرم الكرماء ولا يصل كرمه احد سواه ورسوله محمد كان على خطى خالقه المرتجى
حملت خديجة بتلك الزهرة البيضاء او انها الدرة من السماء
كانت تلك السيدة الجليلة تجلس ولا احد يؤنس وحدتها فنساء قومها هجرنها لأنها لاذت برسول الله تاركةً بهرج الحياة الدنيا وزينتها ...
فتفضل الباري بأن جعل نسل رسول الله من درة زكية تحملها هي وتلدها وتؤنس عليها أيامها و وحشتها ...تكلمها وتصبرها
وكانت تكتم ذلك بينها وبين الله والجنين الذي في بطنها .
وجاء ذلك اليوم اذ دخل رسول الله فرأها تتحدث ولا احد عندها وهنا انبهر وانبرى وكأنه يقول بصوت العطف والحنان يا حبيبتي وافضل نسائي من تحدثين ولا احد عندك
والمشهد هنا يرسم إجابتها فتجيب والفرحة تغمرها والسعادة بانت على وجهها يا حبيبي وحبيب الله (ان الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني )
فانبرى حبيبها يبشرها فقال يا خديجة (هذا جبرائيل يخبرني أنها انثى، وأنها النسلة الطاهرة الميمونه وان الله سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاء في ارضه بعد انقضاء وحيه ....)
فرحت خديجة أيما فرح بما سمعت وشكرت الباري أيما شكر بما جازاها في دنياها اذ صبرت
وقضت أيامها تلك مع ابنتها الدرة الكوثرية الى ان جاء وقت ولادتها حيث يوم الجمعة المبارك في العشرين من جمادى الاخرى
فدعت نساء قومها من قريش وبني هاشم ان تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء عند الطلوق والولادة
وهنا عاد الهم اليها بعد أن سمعت جوابهن ولكنها لم تقنط من رحمة الله....اذ قلن وارسلنَ لها ( انت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجيء٣ولا نملي من امرك شيئا )
وبين اوجاعها واغتمامها وحزنها لما سمعت وتوجهها الى ربها الرؤوف ودعائه . واذا بأربع نسوة سمر طوال وكأنهن من نساء بني هاشم قد دخلن عليها ...ففزعت لما رأت ذلك
فانبرت إحداهن وقالت(لا تحزني يا خديجة فإنا رسل ربك اليك ونحن اخواتك، انا سارة وهذه اسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران، وهذه كلثم اخت موسى عليه السلام )
قد بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء
فأشتبشرت خديجةٌ وبكت ورفعت يديها للباري وشكرت
جلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة خلفها... فوضعت مولاتنا كوكبها الدري بنوره المضيء الذي دخل واضاء كل بيوتات مكة المكرمه فما ان ولدتها حتى اشرقت السماء وما فيها و الارض وما عليها فلم تبق بقعة من بقاع الأرض من شرقها او غربها إلا وقد اشرق منه نور تلك الوليدة الميمونه
وهنا دَخلنَ عشر من الحور العين وفي يد كل واحدة منهن طستٌ وابريق من الجنة وفي البريق ماء من الكوثر ....دخلن مستبشرات مهللات بأن اختارهن الله ليحضرن في ذلك الوقت عند ولادة الزهراء ...اخذت المرأة التي بين يدي خديجة الابريق فغسلت المولدة بماء الكوثر
ثم اخرجت خرقتين كأنهن ببياض اللبن او اكثر واطيب من ريح المسك والعنبر،فلفتها بواحدة وقنعتها بالاخرى ،
ثم استنطقتها فنطقت فاطمة التي فطمت شيعتها من نار جهنم فقالت( أشهد أن لا إله إلا الله، وأن ابي رسول الله سيد الأنبياء، وأن بعلي سيد الاوصياء، و ولدي سادة الاسباط )
وهنا ناولت النسوة فاطمة الى امها مهللات مباركات لها فقلن( خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها ) فتناولتها والسعادة تغمرها مستبشرة بها فأعطتها ثديها فدر عليها لبنا طاهرا كأنه لبن الفردوس الأعلى
احبها رسول الله أيما حب واعزها وكيف لا وهي مولودته من خيرة زوجاته ونسله من نسل ولدها بل يكفي انها من صلبه والتي تكونت نطفتها من ثمار الجنة وافضلها
كان يشمها رسول الله كثيرا ويقبلها فقيل له لم تشمها كثيرا وتقبلها فقال ....لقد اكلت من ثمار الجنة كلها فتكونت نطفتها وما ان اشتاق الى رائحة الجنة اذهب الى فاطمة فاشمها فأتذكر رائحتها وطعم ثمارها *١
ومن كثير حبها لها كان يوصي بها حتى قرن رضاها برضاه وغضبها بغضبه *٢ واسماها بأم ابيها اذا كانت له كالام الحنون بعد وفاة حبيبته خديجة الكبرى
*١قال رسول الله(ص) «أتاني جبرائيل(ع) بسفرجلة من الجنّة، فأكلتها ليلة أُسري بي، فعلقت خديجة بفاطمة، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رقبة فاطمة.
*٢ عن رسول الله(ص)《فاطمة بضعة منّي، مَن سرّها فقد سرّني، ومن
#المقدمة
#ولادة_سيدة_النساء 💚
في ذلك اليوم حيث السماء تزينت والملائكة ابتهلت وجبريل تغنى فرحا اذا كان كالمرافق لرسول الله في ليلة الاسراء والمعراج .... يدله على طرق السماء ويذيقه من اطيب ثمارها واحسنها وكل ثمار الجنة حسن وهناء
واذا به يأتيه بسفرجلةٍ كأن طعمها عسل مصفى وما ان اكلها رسول الله واذا بماء قد خلق بصلبه لتولد منه سيدة النساء
علقت فاطمةٌ بخديجة تلك الزوجة المرضية عند الله التي افنت كل ما لها فداء لرسول وتركت كل شيء لتعيش في كنف الباري ورضاه فما كان من الرحمن ورسوله إلا أن يجزياها ما فعلت فالله اكرم الكرماء ولا يصل كرمه احد سواه ورسوله محمد كان على خطى خالقه المرتجى
حملت خديجة بتلك الزهرة البيضاء او انها الدرة من السماء
كانت تلك السيدة الجليلة تجلس ولا احد يؤنس وحدتها فنساء قومها هجرنها لأنها لاذت برسول الله تاركةً بهرج الحياة الدنيا وزينتها ...
فتفضل الباري بأن جعل نسل رسول الله من درة زكية تحملها هي وتلدها وتؤنس عليها أيامها و وحشتها ...تكلمها وتصبرها
وكانت تكتم ذلك بينها وبين الله والجنين الذي في بطنها .
وجاء ذلك اليوم اذ دخل رسول الله فرأها تتحدث ولا احد عندها وهنا انبهر وانبرى وكأنه يقول بصوت العطف والحنان يا حبيبتي وافضل نسائي من تحدثين ولا احد عندك
والمشهد هنا يرسم إجابتها فتجيب والفرحة تغمرها والسعادة بانت على وجهها يا حبيبي وحبيب الله (ان الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني )
فانبرى حبيبها يبشرها فقال يا خديجة (هذا جبرائيل يخبرني أنها انثى، وأنها النسلة الطاهرة الميمونه وان الله سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاء في ارضه بعد انقضاء وحيه ....)
فرحت خديجة أيما فرح بما سمعت وشكرت الباري أيما شكر بما جازاها في دنياها اذ صبرت
وقضت أيامها تلك مع ابنتها الدرة الكوثرية الى ان جاء وقت ولادتها حيث يوم الجمعة المبارك في العشرين من جمادى الاخرى
فدعت نساء قومها من قريش وبني هاشم ان تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء عند الطلوق والولادة
وهنا عاد الهم اليها بعد أن سمعت جوابهن ولكنها لم تقنط من رحمة الله....اذ قلن وارسلنَ لها ( انت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجيء٣ولا نملي من امرك شيئا )
وبين اوجاعها واغتمامها وحزنها لما سمعت وتوجهها الى ربها الرؤوف ودعائه . واذا بأربع نسوة سمر طوال وكأنهن من نساء بني هاشم قد دخلن عليها ...ففزعت لما رأت ذلك
فانبرت إحداهن وقالت(لا تحزني يا خديجة فإنا رسل ربك اليك ونحن اخواتك، انا سارة وهذه اسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران، وهذه كلثم اخت موسى عليه السلام )
قد بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء
فأشتبشرت خديجةٌ وبكت ورفعت يديها للباري وشكرت
جلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة خلفها... فوضعت مولاتنا كوكبها الدري بنوره المضيء الذي دخل واضاء كل بيوتات مكة المكرمه فما ان ولدتها حتى اشرقت السماء وما فيها و الارض وما عليها فلم تبق بقعة من بقاع الأرض من شرقها او غربها إلا وقد اشرق منه نور تلك الوليدة الميمونه
وهنا دَخلنَ عشر من الحور العين وفي يد كل واحدة منهن طستٌ وابريق من الجنة وفي البريق ماء من الكوثر ....دخلن مستبشرات مهللات بأن اختارهن الله ليحضرن في ذلك الوقت عند ولادة الزهراء ...اخذت المرأة التي بين يدي خديجة الابريق فغسلت المولدة بماء الكوثر
ثم اخرجت خرقتين كأنهن ببياض اللبن او اكثر واطيب من ريح المسك والعنبر،فلفتها بواحدة وقنعتها بالاخرى ،
ثم استنطقتها فنطقت فاطمة التي فطمت شيعتها من نار جهنم فقالت( أشهد أن لا إله إلا الله، وأن ابي رسول الله سيد الأنبياء، وأن بعلي سيد الاوصياء، و ولدي سادة الاسباط )
وهنا ناولت النسوة فاطمة الى امها مهللات مباركات لها فقلن( خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها ) فتناولتها والسعادة تغمرها مستبشرة بها فأعطتها ثديها فدر عليها لبنا طاهرا كأنه لبن الفردوس الأعلى
احبها رسول الله أيما حب واعزها وكيف لا وهي مولودته من خيرة زوجاته ونسله من نسل ولدها بل يكفي انها من صلبه والتي تكونت نطفتها من ثمار الجنة وافضلها
كان يشمها رسول الله كثيرا ويقبلها فقيل له لم تشمها كثيرا وتقبلها فقال ....لقد اكلت من ثمار الجنة كلها فتكونت نطفتها وما ان اشتاق الى رائحة الجنة اذهب الى فاطمة فاشمها فأتذكر رائحتها وطعم ثمارها *١
ومن كثير حبها لها كان يوصي بها حتى قرن رضاها برضاه وغضبها بغضبه *٢ واسماها بأم ابيها اذا كانت له كالام الحنون بعد وفاة حبيبته خديجة الكبرى
*١قال رسول الله(ص) «أتاني جبرائيل(ع) بسفرجلة من الجنّة، فأكلتها ليلة أُسري بي، فعلقت خديجة بفاطمة، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رقبة فاطمة.
*٢ عن رسول الله(ص)《فاطمة بضعة منّي، مَن سرّها فقد سرّني، ومن