الطريق إلى التوبة
5.99K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
#الجزء_21 فتعجب من سؤالي وقال: 🔹ما الذي يذكرّك بهذه العقبة؟ وما وجه سؤالك عنها من بين العقبات الأخرى قلت له: 🔸إني لم أحصي جميع العقبات، بل الكثير منها كنت غافلاَ عنها ولكن عقبة مساعدة الفقراء والمساكين ذُكرت في القرآن الكريم بقوله تعالى: { فَلَا اقْتَحَمَ…
#الجزء_22

إني أرى والدتي، نعم هي بِعَينها !
إقتربتُ منها أكثر فرأيتها جالسةً تبكي، قد بدا عليها أثر إرهاقٍ وألمٍ شديدَيْن.
ناديتُها باسمها فالتفتَتْ نحوي، وفُوجِئَتْ واضطربَتْ كثيراً حينما رأتني واقفاً أمامها، أحسستُ أن الخجل والحياء الشديدَيْن قد خالجاها وقد ترددَتْ في جوابي، فناديتها مرّة أخرى :
🔸أُمّاه أنا سعيد ، إبنكِ في الدنيا، هل تعرفيني ؟
رفعَتْ رأسها، وأجابتني بصوتٍ ضعيفٍ :
🔺كيف لا أعرفك يا سعيد
🔸أراكِ شاحبة الوجه، سيئة الحال، فما الذي حدث ؟
تحسرَتْ، وجرَت دمعتها من عينَيها، وقالت: 🔺أتذكر خالتَك يا سعيد ؟
🔸نعم أذكرها، أعلم أنكِ لمدّة يسيرة كنتِ لا تتحدثين معها.
ارتفع بكائها، وقالت :
🔺ليتني ما قطعتُ علاقتي معها وهي أختي، ليتني ما أصغيتُ للشيطان الذي كان يمنعني من الوصول إليها، ليتني قبّلت ُقدميها بدلاً عن الإعراض عنها حينما أتتني إلى منزلي تريد المصالحة، وتحذّرني من عواقب الآخرة..

صمتَت قليلاً، ثم عادت لتقول والحسرة تُحرقها، والندامة تكاد تميتها لولا خلود الحياة في عالَم القيامة:
🔺ليتني أصغيتُ لكلامك يا سعيد يوم أخذتَ بيدي تجرها وتقول: ( لنذهب إلى بيت خالتي نصالحها، ونزيل الكدوَرة بينكِ وبينها ).
آهٍ... ليتني سحقتُ تكبّري، وذهبتُ معك يوم ذاك وقبّلتُ قدميها قبل يديها.

كنت أعلم أن تأنيبها لنفسها هذا لا يزيدها إلا عذاباً فوق عذابها ولكن ماذا عساي أن أفعل لها؟ ابتعدت عنها، وتركتها تتلوى ألماً، وراحت تنادي :
🔺لا تتركني يا سعيد، أنا أمك، ألستُ أنا التي تحملتُ العناء من أجلك، وسهرتُ الليالي في رعايتك ؟
تألمت من كلامها، وعدتُ إليها لأقول لها:
🔸أمّاه، إن كل إنسان هنا رهين عمله، وأنا أيضاً هنا رهين عملي، لا أتمكن من التقدم خطوة واحدة إلا إذا كانت أعمالي وملَكاتي تؤهلني لذلك، ولكن لعلّي أتمكن من الشفاعة لك في المواقف الأخيرة إن كانت درجتي آنذاك تسمح لي، ودرجتكِ تجيز لكِ استقبالها.

غادرتُها هذه المرّة دون عَودة، وابتعدت عنها رُغم سماعي لصراخها وندائها لي .

😰خرجت من عقبة صِلة الرحم ، ودخلت في عقبة المسؤولية، دخلت فيها ولا مناص من الدخول، ولا مجال للفرار منها..

😭تلقتني ملائكة الغضب بأشكالها المخيفة المرعبة وهيئتها الموحشة! فأصابني خوفٌ عظيمٌ منهم، وأصبح بدني يرتجف لرؤيتهم، ويرتعش كلّما نظرتُ إليهم.

ضربني أحدهم بسَوطه فوقعتُ أرضاً، و انشّل بدني عن الحركة، نظرتُ لما حولي أبحث عن عملي فلم أجده، بل رأيتُ آلاف من الخلق قد سقطوا أرضاً، وحال بعضهم مثل حالي، والكثير منهم أسوأ مني.

مضَت فترة طويلة وأنا بهذه الحالة، حتى أتى الوقت الذي أحسستُ فيه بأن شخصاً ما يجرني، وجهتُ نظري نحوه وإذا بهم ملائكة الغضب: فسألتهم عما يريدون فعله بي، :فجاء الجواب أنه يُراد بي إلى غرفة المحاسبة التي كثيراً ما دخلتها في العقبات السابقة .

دخلتُ غرفة المحاسبة وقد حضر الجميع من مُتَّهَم، وشُهود، وقُضاة، ومحامين...

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_22 إني أرى والدتي، نعم هي بِعَينها ! إقتربتُ منها أكثر فرأيتها جالسةً تبكي، قد بدا عليها أثر إرهاقٍ وألمٍ شديدَيْن. ناديتُها باسمها فالتفتَتْ نحوي، وفُوجِئَتْ واضطربَتْ كثيراً حينما رأتني واقفاً أمامها، أحسستُ أن الخجل والحياء الشديدَيْن قد خالجاها…
#الجزء_23

محكمة الآخرة لا تتصوروها كمحكمة عالم الدنيا في مصاديقها، بل في مفاهيمها فقط، فالمُتَّهَم أنا، ولكن ليس كمُتّهمِي محاكِم الدنيا، إذ كل سِمات بدني تشير إلى تُهمتي،
والشهود ليس كشهود الدنيا يُحتمل فيهم الصدق والكذب، بل لا مجال للكذب والخداع هنا،
ونفس أعضاء بدني تشهد، والأرض تشهد ، والملكان المرافقان لي في الدنيا على يميني وعلى يساري يشهدان، وقادة الأمة يشهدون من الأئمة والأولياء .

🗣 أمّا المحامين فهم أعمالي الصالحة وملَكاتي الحسنة !
أمّا القضاة فهم من الملائكة الذين لا يأخذون رشوة، ولا تؤثر فيهم قرابة أو صداقة، وهم موكّلون من الله تعالى الحاكم المطلق الذي هو شاهد على أعمال الخلائق، بل على خواطر أفكارهم، وهمسات قلوبهم ونيّاتهم، قبل أن يُشاهد الشهود ما وقع.

😰عرض القاضي عليّ كثيراً مما قصّرتُ به في مسؤولياتي تجاه عائلتي والمجتمع الذي كنت فيه، وحُوسِبت على ذلك حساباً دقيقاً، حتى وصل المطاف بنا إلى فترة تحمّلتُ فيها مسؤولية إدارة قسم المشاريع في الشركة التي كنتُ أعمل فيها، وليتني ما تحملتها ولا قبلتُها!

🔹سألني القاضي عن سبب قبولي في إدارة المشاريع في الشركة عند سفر مديرها لمدة شهرين، فأجبته:
🔸لقد أصرّ المدير علي كثيراً على قبول طلبه وعدم رفضه، لأنه لم يجد رجلاً نزيها يعتمد عليه، فاستحييت منه ولم أرفض طلبه.
🔹وما وجه شعورك بشيء من الفرح الذي دخل قلبك حين معرفتك بالأمر، أهو لأجل أن ذلك يُقربك من الله؟ أم لبُروز نَشوة حبّ الرئاسة لديك ؟

🔸لم أجبه، فأذِن القاضي لأحد الملكين اللذين كانا يرافقاني قي الدنيا، فقال الملك الأول بعد أن توجه نحوي :
🔺نحن الملكان اللذان كنا معك في الدنيا حيثما كنتَ، أحدنا على يمينك، والآخر على يسارك، نراقب أعمالك، ونسجّل خواطرك، ولا يفوتنا شيء عنك،
نحن الذين قال الله عنا: (( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )).

قلت:
🔸سبحان الله، كيف يخفى على الله شيء وأنتما ترافقاني في الدنيا أينما ذهبت و خلَوت .
أجاب الملك الآخر :
🔺الله لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض، سواء كنا معك أم لم نكن فهو يعلم ما في نفسي ونفسك، وقد محى عنك الكثير مما ثبّتناه عليك من الذنوب والخطايا، وأنسانا إياها لأنك تبتَ منها إذ سترها عليك في دار الدنيا وفي الآخرة، ولا يعلم بها الآن أحد غيره .

🔸إذاً فما وجه مرافقتكما لي مع أن الله يعلم كل شيء بدونكما؟
أجاب الملك :
🔺إن الله أراد أن نكون عليك حجة ظاهرة عليك وشهوداً على أعمالك ونياتك، كما أنه أبى أن يجري الأمور إلا بأسبابها، رغم قدرته على إدارة الوجود وحده.

🔸أخذتني العبرة، وسالت دموعي أسفاً على معصيتي لربي، ربي الذي ستر علي عيوبي وذنوبي التي تبتُ منها، وكم كان يناديني في القرآن، ويدعوني في التوبة، ويوعدني بالغفران والجنان، وسِتر الذنوب، وتبديل السيئات حسنات...لقد صدق ربي وعده ولم يخلفه.

طلب القاضي من الرقيب الإستمرار في حديثه فقال الرقيب :
🔺لقد استحضر سعيد ذكر الله تعالى في قلبه، لكنه أيضاً تخيّل نفسه يجلس خلف طاولة الإدارة والمهندسون حوله، فأحسّ بسعادة ورغبة فيما تخيله، وقد كان ذلك أحد الحوافز الذي دفعه لقبول المنصب.
توجه القاضي للملك الآخر، وسأله :
🔹هل كان لديه أيضا لحظة القبول قصد إصلاح وضع المشاريع، والحد من السرقات والفساد فيها؟
🔺نعم كان في قلبه ذلك أيضا.
🔹وما كانت غايته وراء قصده هذا؟ هل كان قصد إصلاح المشاريع خالصاً لله وطلباً للآخرة، أم كان لأجل أن يقال له أنه مهندس نزيه مخلص ؟ أم لأجل أن يرضى عليه مدير شركته ؟

#يتبع
#في_أمواج_القيامة
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_23 محكمة الآخرة لا تتصوروها كمحكمة عالم الدنيا في مصاديقها، بل في مفاهيمها فقط، فالمُتَّهَم أنا، ولكن ليس كمُتّهمِي محاكِم الدنيا، إذ كل سِمات بدني تشير إلى تُهمتي، والشهود ليس كشهود الدنيا يُحتمل فيهم الصدق والكذب، بل لا مجال للكذب والخداع هنا،…
#الجزء_24

😳 كنتُ مندهشاً من دقّة السؤال والجواب الذي يدور بين القاضي والملك الرقيب الذي أجابه بقوله:
كانت نسبة إخلاصه لله في لحظة الموافقة 71 إختلط معها حب الرئاسة بدرجة 42، وحب السمعة بدرجة 15 وإرضاء مدير شركته بدرجة 31.
قال القاضي:
🔸وهل كانت هناك نيات أخرى في قلبه؟
أجاب الملك سريعاً :
🔹نعم كان لديه طموح في زيادة راتبه أيضاً.
🔸وكم كانت درجة هذه النية لديه؟
🔹أحد عشر درجة.

لم أكن أفهم ما يقصدوه من هذه الأرقام والدرجات، لكني كنت مبهوراً من دقّة الأسئلة وتشعبها، وقلت في نفسي :
😭الوَيل لي، هذه المحاكمة كلها عن قبولي على موافقة تحمّل المسؤولية ، فكيف سيكون الحساب على ساعات وأيام ما بعد تولي هذه المسؤولية؟!

لم ينتهي بحثهم حول اللحظة المشؤومة، إذ عاد القاضي يسأل:
🔸ماذا كان الهدف من زيادة الراتب ؟ هل لصرف فرق الراتب في أعمال الخير ؟ أم لتحسين معاش العائلة ؟ أم لشراء بعض الحاجات ؟ أم ماذا ؟

واستمرَت المحكمة في مرافعتها ودخل البحث فيها عن مسائل دقيقة للغاية من قبيل كيفية إدارتي للمشاريع، والتعامل مع المهندسين والعمّال وغيرهم، ومن قبيل حالات التكبّر التي كانت تراودني.. وسألني عن الأموال التي تمّ صرفها بإمرتي، هل كانت في موردها الصحيح، أم بإسراف في بعضها، وهل تمّ إعطاء العمّال والمقاولين حقوقهم بصورة عادلة، دون إفراط وتفريط؟

وفي كل ذلك كان هناك شهود على الأفعال، إذ شهدَت الأرض على بعضها، وفي الأخرى خُتِم على فمي، ونطقَت أعضاء بدني لتقول الذي تماهلتُ عن أدائه في الدنيا، ولم أعطه تمام حقّه.

😰 وأخيراً وبعد جُهدٍ جاهد، وعناءٍ كبير، ومدّة طويلة دامَت سنين وسنين من الألم والحرقة، تجاوزتُ عقبة المسؤولية، وسُجّلت لي نتيجتها الأخيرة لتُضاف إلى العقبات السابقة واللاحقة، إذ على ضوء مجموعها سيكون الحُكم النهائي، وتحديد مصير كل إنسان أهُوَ للجنة والنعيم، أم للنار والعذاب الأليم...

🕋 وتلَت ذلك عقبات كثيرة في الطريق، حتى وصلت إلى عقبة الحج والعمرة، ولم تكن لدي مشكلة كبيرة فيها، إذ كنت قد أدَّيتُ مراسمهما بعد التوبة إلى الله، كما أني كنت دقيقاً في تطبيق أحكامها، وجعلت حينها سفري إلى مكة سفر هجرة إلى الله، فوجئت برؤتي أحد رفاقي الذين كانوا معي في سفر الحج، وهو بحال سيئة جداً وتحرقه الحسرة والندامة، اقتربتُ منه وناديته ألستَ أنت الذي رافقني في سفري إلى مكّة والمدينة؟

إلتفتَ نحوي وهو يبكي ثم قال:
🔺نعم، ليتَك تُساعدني وتُنجيني ممّا وقعتُ فيه.
لكنك أدَّيتَ واجبات الحج معي، فلماذا أنت بهذا الحال ؟!
أجاب بانكسارٍ شديدٍ:
🔺كان بإمكاني الذهاب للحج في سن الخامسة والعشرين من عمري، ولكني لم أسعى إليه حتى تجاوز عمري الأربعين، لأني كنت أعتقد كما يعتقد أغلب الناس أنه لدي الخيار في تأخيره إلى أواخر عمري، رغم أنّ أحد أصدقائي أخبرني في وقتها بوجوب الحج عليّ، وعدم جواز تأخيره للمستطيع، بل يبقى عالِقاً في ذمتي..
فتماهلتُ فيه و لم أسعى لتأديته ولو بالحدّ الأدنى من السعي والمحاولة..
والآن تبيّن لي أثر هذا التقصير وأن التأخير والتماهل مع الاستطاعة معصية، ولكن الحمد لله أنني نجَوت من عذابٍ عظيمٍ لأنني كنت قد أدَّيت الحج قبل موتي..

فتركتُه، وماذا عساي أن أعمل له، فيكفيني الذي أنا فيه..!!

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
متابعينا الأعزاء❤️

تابعوا رواية #في_أمواج_القيامة يومياً حلقة #ظهراً وحلقة #ليلاً وفور الإنتهاء منها سوف نبدأ مباشرةً برواية #سراب فإنتظرونا 😊

لكم منّا كل الحب ❤️
#إدارة_القناة
الطريق إلى التوبة
#الجزء_24 😳 كنتُ مندهشاً من دقّة السؤال والجواب الذي يدور بين القاضي والملك الرقيب الذي أجابه بقوله: كانت نسبة إخلاصه لله في لحظة الموافقة 71 إختلط معها حب الرئاسة بدرجة 42، وحب السمعة بدرجة 15 وإرضاء مدير شركته بدرجة 31. قال القاضي: 🔸وهل كانت هناك نيات…
#الجزء_25

😰 لم يبقَ شيءٌ من عملي، وكلامي، وحركاتي، وفكري، إلا وحُوسبت عليه، وفي جميع ذلك لم أكن أنكر أيّ تُهمة وُجهت إليّ، لأني أعلم بصحّتها، كما أنه لا يوجد أيّ مجال لإنكارها. وفي مقابل ذلك كان خلاصة أعمالي الصالحة، وبعض من تلك الأعمال، تقف موقف الدفاع
عني بمقدار قوَّتها التي وهبتها أنا لها في عالم الدنيا، وكان يُؤخذ بدفاعها..
وكنت أشاهد البعض ينكر أعماله السيئة، ولكن هيهات من دوام هذا الإنكار، إذ سُرعان ما يُمنَع من النطق ليشهد الشهود كما قال الله تعالى:
{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

😰 إنتهت العقبات وما كادت أن تنتهي لولا أعمالي الصالحة، وملَكاتي الحسنة التي كنتُ أستغيثُ بها عند كل شدّة وبلاء .
أخبروني أن نتيجة كل هذه العقبات سوف تكون في آخرها، ولكني لا أرى شيئاً يدل عليها،
تُرى أين أجدها ؟ سألت أحد الملائكة عن هذا الأمر،
فقال: إنها سوف تظهر حين عبورك الصراط الذي يمر في وسط جهنم، وأنت الآن على مشارفه ، ولا يتخلف أي إنسان عن عبوره، حتى الأولياء والمؤمنين، فضلاً عن الكافرين والفاسقين، من كان مصيره الجنة يسلكه دون السقوط في الهاوية، وأما من كان مصيره النار فسوف يقع ويمكث فيها.

😰 إلتفتُ إلى عملي الصالح بعدما أصابتني رجفةٌ وخوفٌ عظيم، ورُحت أنظر إليه قلِقاً مضطرباً
فقال: (( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً )).

عظُم خَوفي واضطرابي، وأمسكت بعملي الصالح ملتمساً إيّاه أن لا يتركني وحدي ، فإني أرى الصراط حاد كالسيف، وأرى جهنم سوداء مظلمة تحته.

كنت أُشاهد العديد قد ركبوه بأمل العبور إلى الضفه الأخرى، ولكن انحرفوا عنه، وسقطوا في جهنم التي كانت تلتهم كل من يسقط فيها، فتأكله نارها، وتغمره ظلمتها، حتى لا نرى له أثراً إلا صراخه وعويله!
وبين فترةٍ وأخرى ينادي المنادي لجهنّم : (( هَلِ امْتَلَأْتِ)) فتجيب ((وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيد))

😥 في مقابل ذلك كنت أشاهد ايضاً أناس تمكّنوا من العبور الى الضفة الاخرى، ولم يزِّلوا عن الصراط، رغم تفاوت فترات عبورهم وصعوبة نجاتهم، فكان البعض تَلفَحه النار بعد مساسها له، وهم على الصراط وبعضهم من إحترقت أطرافهم فيصرخون، وبعض من يعبر الصراط بسرعة فلا يحس بتاتاً بحرارة ما تحته...
وهكذا كان الحال لمن سبقوني، إذ كل حسب عمله ودرجته التي خرج بها من الحساب.

😰 تمَلّكني الخوف والقلق العظيم الذي أحاط بي، فجلست أبكي بكاءً شديداً، ورفعت يدي متضرعاً إلى الله ، داعياً إيّاه :
"ربي ها أنا ذا بين يديك خاضعٌ ذليل، إن تُعذبني فإني لذلك أهلٌ، و هو يا ربِ منك عدلٌ، وإن تعفو عني فقديماً شملني عفوك، وألبستَني عافيتك، فأسألك اللهم بالمخزون من اسمائك ، وبما وارته الحجب من بهائك، إلا رحمْتَ هذه النفس الجزوعة، التي لا تستطيع حرَّ شمسك فكيف تستطيع حر نارك، والتي لا تستطيع صوت رعدك فكيف تستطيع صوت غضبك" .(١)

جاءني النداء من العليّ الأعلى فكان معناه : "أي عبدي، إني خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي ، بمشيئتي كنتَ أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد ،
❗️وبظلّ نعمتي عليك قويت على معصيتي ، وبسوءِ ظنك بي قنطتَ من رحمتي، لم أدَع تحذيرك ولم أكلّفكَ فوق طاقتك، ولم أُحمِّلكَ من الأمانة إلا ما قدِرتَ عليه ".(٢)

😭 إرتفع بكائي بعد سماعي خطاب الجليل لي، فناديته معترفاً بكل ما اقترفته من المعاصي والذنوب أن يا ربّي :
"أنا الصغير الذي ربيته، وأنا الجاهل الذي علمته، وأنا الضال الذي هديته، وأنا الوضيع الذي رفعته، وأنا الخائف الذي آمنته... أنا يا ربّي الذي لم أستحيِك في الخلاء، ولم أراقبك في الملاء، أنا صاحب الدواهي العُظمى، أنا الذي على سيّده إجترى، أنا الذي عصيت جبّار السماء، أنا الذي أعطيت على معاصي الجليل الرُشا ،أنا الذي حين بُشِّرت بها خرجت إليها أسعى ، أنا الذي أمهلتني فما ارعَويت، وسترت عليّ فما استحيَيت، وعملت بالمعاصي فتعدَيت، وأسقطتني من عينك فما بالَيت"(٣)

جاءني النداء مرّةً أخرى...
----------------
(١) من دعاء الإمام زين العابدين في الرهبة
(٢) من كتاب الجواهر السنية في الأحاديث القدسية ص 57
(٣) من دعاء أبي حمزة الثمالي

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_25 😰 لم يبقَ شيءٌ من عملي، وكلامي، وحركاتي، وفكري، إلا وحُوسبت عليه، وفي جميع ذلك لم أكن أنكر أيّ تُهمة وُجهت إليّ، لأني أعلم بصحّتها، كما أنه لا يوجد أيّ مجال لإنكارها. وفي مقابل ذلك كان خلاصة أعمالي الصالحة، وبعض من تلك الأعمال، تقف موقف الدفاع …
#الجزء_26

جاءَني النداء مرّة أخرى بما معناه :
عبدي.. ماذا تريد مني ؟
قلتُ: ربِّ تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، أريد النجاة من النار.

تأخر الجواب هذه المرّة من العليّ الأعلى، فخشيت أن يكون قد أعرض بوجهه الكريم عني، فناديته :
😭 " إلهي لم اعصكِ حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، لكن خطيئة عرضت وسوَّلت لي نفسي، وغلبني هواي وأعانني عليها شِقوتي، وغرّني سترك المرخى عليّ ".

😌 فأحسست باطمئنان وقُمت من مقامي بسم الله الرحمن الرحيم، متوكلاً على الحَيّ القيوم، ملتمساً النجاة بحبي واتباعي للنبي وآله..

فتقدمت لأضعَ القدم الأولى على الصراط، فسمعت نداءً من عملي الصالح ينادي باسمي،
ويقول :
❗️سعيد، إحذر أعمالك السيئة أن تزلّك على الصراط، فتقع في هاوية العذاب .
إلتفتُ إليه و أجبته: إن شاء الله.

😰 وضعت القدم الأولى ولساني يردد:"يا محمد يا علي، يا علي يا محمد، إكفياني فإنكما كافيان، وانصراني فإنكما ناصران".
فأصبحَت لي جرأة على التقدم والعبور، فوضعت القدم الثانية، وأنا أتلو الآية الكريمة: { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

وضعتُ القدم الثالثة، وقدّمتُ الرابعة أملاً في المضي أكثر، إذ رأيت نفسي لا تزال بخير، ولم أزلّ عن الصراط حتى الآن ، ولكن.....!

😰 فوجئت بظهور القبيح الأسود أمامي..
آه إنه خُلاصة أعمالي السيئة يقف في مسيري، ولا مجال للفرار منه..

تقدم نحوي، ووقفت أنا في مكاني مثل خشبةٍ يابسة أنظر إلى الصراط فأراه شعرة في دقته، وسيف في حدته، وأنظر لما تحته، فأرى جهنم سوداء مظلمة ملتهبة، تنادي هل من مزيد؟!

وصل بالقرب مني فسألته :
🔹ماذا تريد مني في هذا الموقف؟
🔺 أريد أن أوقعك في النار لتحترق فيها! أما كنت تعلم أنّ عمل السيئات يُدخلك النار، ألم يقل لك ربّك { وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

إذاً فلا تلُمني ولُم نفسك، وإنما معاملتي هي طِبق القانون التكويني الذي وضعه الله لخلقه ، وقد أرسل لكم في الأرض من يبلّغكم به، ويحذّركم منه.

قلت : سبحان الله هذا من صُنع نفسي!

❗️قال: إنّ كل من يتعلق بالدنيا، ويعمل لأجلها، ظناً منه أنها دار مقرّ لا دار ممرّ، سوف يسقط في الهاوية، وتكون النار مستقراً له في الآخرة، ومقدار العذاب فيها إنما يتبع درجة تعلقه بي.

قال ذلك ودفع بي حتى تحركت قدمي وزلت عن موضعها، وتحركت الأخرى، وخرجتُ عن الصراط لأسقط في هاوية النار...

لحظاتٌ لا تنسى، إنها لحظات السقوط من الصراط متجهاً نحو جهنم....

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_26 جاءَني النداء مرّة أخرى بما معناه : عبدي.. ماذا تريد مني ؟ قلتُ: ربِّ تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، أريد النجاة من النار. تأخر الجواب هذه المرّة من العليّ الأعلى، فخشيت أن يكون قد أعرض بوجهه الكريم عني، فناديته : 😭 " إلهي لم اعصكِ حين…
#الجزء_27

نعم إنها لحظات الوقوع في النار، وقد بلغَت فيها حسرتي وندامتي ذروتها، وملامتي لنفسي قمّتها، فقلتُ لها يا نفسي :
❗️أما كنت تعلمين أن من تغرّه الدنيا وزينتها يكون مصيره الآن ما أنا سائرٌ إليه ؟
أمَا كان الأجدر بكِ أن تستثمري ساعات الدنيا القصيرة بما يُنجيك من ذلّة وعذاب مواقف القيامة التي مضَت، وما ينتظركِ أقسى وأمَرّ؟
يا نفسي ذُوقي عذاب النار، فما أصبرك عليها!!

😰 وصلتُ الطبقة الأولى من جهنم، فجرّني خزانها إليهم، وسحبوني نحوهم.. قيّدوا عنقي بالسلاسل ثم حملوني وسلكوا بي طريقاً طويلاً في جهنم ، وخلال ذلك شاهدت مناظر يشيب الرأس لرؤيتها، فكيف بمن هو مستقرٌ فيها.

🔥رأيتُ بِركةً تسمى ((ماء الحميم)) يُسمع من على بُعدٍ فوران ما فيها، ورأيت أناساً يشربون منها، فتتورم شفاههم العُليا حتى تغطي أنوفهم وأعينهم ، وتتورم شفاههم السفلى حتى تصل إلى صدورهم .
وهناك أناسٌ آخرون يشربون من بِركة ، ذات رائحة نتنة عفنة مملوءة بعرق الكفار ودمائهم، تسمى ((غسّاقا)) .

🔥 ومررنا من بعيدٍ على مواقع في جهنم، فرأيت ناراً عظيمة مشتعلة، وملائكة الغضب يُلقون الناس فيها وينادونهم ألَم يأتكم نذير؟! وكلما ألقوا فيها فوج ازدادت توقداً وسعيراً، وسُمع لها شهيقاً وزفيراً ،
وبين مدّة وأخرى يُخرَجون منها وقد احترقَت جلودهم، فصارت كالفحم الأسود ، والنار ملتهبة في أحشائهم التي باتَت ظاهرةً بعد أن انسلخ الجلد منها .

كنتُ أشاهد تَوسلهم بالملائكة حين يُخرَجون أن لا يلقوهم في النار مرّة أخرى، وأسمع صراخهم وندائهم أن يا مالِك لِيَقضِ علينا ربّك، فيأتيهم الجواب من خازن تلك النار أن لا فائدة من صراخكم هذا، إنكم فيها ماكثون.

😰 إزددتُ خوفاً واضطراباً حين شاهدتُ تلك المناظر المُرعبة والمشاهد المخيفة، فأنا لا أعلم إلى أيّ أمرٍ سيؤول مصيري...

مضَينا حتى وقفنا عند مجموعة من الملائكة وقد اجتمعوا حول إنسانٍ يعذبوه.
شاهدتُ عذابه وكيف كانوا يضربوه بمقامِع من حديد مُحمّر بينما كان ذلك الشخص يصرخ ، ويقول : أمَا ترحموني... فأجابوه : كيف لو قذفنا بك في نار جهنم التي لم تدخلها بعد!

😰 صرفتُ نظري عنه بعد أن أصابتني رعشةً في بدني من قساوة ما شاهدته، وشابَ شعر رأسي خوفاً من أن يكون عذابي مثله.

لم يمضِ وقتٌ حتى سمعتُ ذلك الإنسان وقد صرخ صرخةً عظيمةً، فالتفتُ نحوه وإذا به قد قذفوه في أعماق النار...

توجه أحد الزبانية الذين كانوا يعذبونه إلى الزبانية المأمورين معي وقال:
لقد هوَى في العذاب سبعين ألف سنة ! فماذا عن صاحبكم؟
أجابوه: إنه من أمّة النبيّ الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله) ونحن قد أُمِرنا بإيصاله إلى وادي عذاب الموحدين من أمٍته..

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_27 نعم إنها لحظات الوقوع في النار، وقد بلغَت فيها حسرتي وندامتي ذروتها، وملامتي لنفسي قمّتها، فقلتُ لها يا نفسي : ❗️أما كنت تعلمين أن من تغرّه الدنيا وزينتها يكون مصيره الآن ما أنا سائرٌ إليه ؟ أمَا كان الأجدر بكِ أن تستثمري ساعات الدنيا القصيرة…
#الجزء_28

🔥 مضَينا في مسيرنا مرّة أخرى، ويبدو أن الطبقة الأولى من جهنم أيضاً لها دركات مختلفة من العذاب، وشاهدتُ في بعضها رجالاً تُقطّع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، ثم يُرمى بها، وبعد السؤال علمتُ أنهم كانوا خطباء الناس وشعرائهم الذين يقولون ما لا يفعلون.

🔥 وفي بعضها رأيتُ عقارب سوداء حجمها كالبغال، تلسع بعض الناس، فيهربون منها، ولكن هيهات لهم الفرار، إذ تستقبلهم حيّاتٌ سوداء، مرعبةٌ ضخمة في هيئتها، طويلة أنيابها، تخرج النيران من أفواهها لتلسعهم هي الأخرى، فيصرخون ويهربون منها ليعودوا للعقارب من جديد، وهم كذلك في دوّارة بين هذه وتلك.

قال لي أحد الملائكة ذات مرّة : إن مأموريتنا إيصالك إلى وادي الموَّحدين، ولا تخف كثيراً، فإن ما تشاهده في هذه الطبقة من جهنم هو أقل درجات العذاب فيها، وسوف لا نقودك إلى الطبقات السفلى منها.

🔥 استمرّ مسيرنا في أخفّ طبقات جهنم كما يزعمون! حتى انتهينا إلى مجاميع من نِسوَةٍ كُنَّ يُعذبنّ بألوان العذاب.
أوقفوني هناك، وقال لي أحد الملائكة المأمورين معي بعد أن أشار إليهِنَّ:
❗️لا تظن أنهُنَّ من الأمم السالفة، بل من أمة نبيّكم خاتَم الأنبياء.

😰 تمعنتُ فيهنّ فأنكرت شأنهنّ، وارتعشَت فرائصي لعذابهن، إذ رأيتُ امرأةً معلقةً من شعرها، ويُسمع صوت غليان دماغها، وفوران أحشاء رأسها.
وأخرى معلقةً من لسانها، والحميم يصبّ في حلقها، وأخرى كانت تأكل لحم جسدها وتقطعه بأنيابها، وقد توقدت النار من تحتها ألوان عذاب لا يتحمّلها الناظر لها، فكيف بمن وقع فيها!

😰 وجهت نظري نحو مجاميع أخرى، فوقع بصري على امرأةٍ قد شدّت رجلاها إلى يديها، وقد سُلطَت عليها العقارب والأفاعي تلدِغ بها، ولفتَ نظري إمرةً أخرى كان رأسها رأس خنزير، وبدنها بدن حمار، وهي تُعذَّب بأنواعٍ لا تحصى من العذاب.
وأخرى على صورة كلب والنار تدخل وتخرج منها، والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامِع من نار...!

😰 أصابني خوفٌ شديدٌ ممّا رأيته، وقلت سبحان الله! أهذا مصير نساء أهل الدنيا اللواتي اغترَرْنَ بها؟
قادَني فضولي إلى أن أسأل الملائكة، عن عمل وسيرة النساء في الدنيا حتى يُسلَّط عليهِنَّ هكذا أنواع من العذاب .
أجابني، وقال:
❗️أمّا المعلّقة من شعرها فإنها كانت لا تستره عن الرجال،
وأمّا المعلّقة من لسانها فكانت تؤذي زوجها،
وأمّا التي تأكل جسدها وتقطعه بأنيابها، فهي التي كانت تزيّن بدنها وتجملّه للناس،
وأمّا التي شُدّت يداها إلى رجليها، والعقارب والأفاعي تلدغ بها، فإنها كانت قذرةً في ثيابها، ولا تراعي وضوئها، ولا تتنظف بالإغتسال من النجاسات التي توجب الغُسل عليها.

وما بالُ التي رأسها رأس خنزير ، وبدنها بدن حمار؟
أجاب وقال: هي النمّامة الكذّابة ،
والأخرى على صورة الكلب فهي النواحّة المُغنّية.

انطلقنا بعد توقف يسير حتى اقتربنا من شجرةٍ كبيرةٍ جداً تخرج في أصل الجحيم...

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_28 🔥 مضَينا في مسيرنا مرّة أخرى، ويبدو أن الطبقة الأولى من جهنم أيضاً لها دركات مختلفة من العذاب، وشاهدتُ في بعضها رجالاً تُقطّع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، ثم يُرمى بها، وبعد السؤال علمتُ أنهم كانوا خطباء الناس وشعرائهم الذين يقولون ما لا يفعلون.…
#الجزء_29

🔸إقترَبنا منها أكثر وأكثر، فإذا بها شجرة مرعبة موحشة في شكلها وطَلعِها، إنها شجرة الزقّوم
وهي كما قال عنها القرآن الكريم : (( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوْسُ الشَيَاطِينِ )).
عليها سبعون ألف غصنٍ من نار، وفي كل غصنٍ سبعون ألف ثمرةٍ من نار، وكل ثمرةٍ كأنها رأس شيطانٍ قُبحاً ونتناً، وقد تعلّق على كل غصنٍ من الزقّوم سبعون ألف من الرجال والنساء..

😰حاولتُ العَودة، وتوسلتُ بهم للتراجع، ولكن لا جدوى ولا سبيل لذلك.
أكلتُ من ثمرها كُرهاً فإذا بها أمرّ من الحنظَل، وأنتَن من الجيف، وأحرّ من الجمر، وأصلب من الحديد!
وقعت في بطني فأصبحت تغلي في أحشائي كغليّ الحميم .
😭إلهي ماذا أفعل؟! ثمرة واحدة عملت بي ما عملت، فكيف بمن طعامه الدائم منها!

🔸وقعتُ إلى أوديةٍ أسفل الشجرة، فرأيت فيها أناساً سبقوني السقوط فيها، وهي تغلي بهم، ثم ترميهم على حوافها، حيث هوام النار من الحيّات والعقارب والوحوش المرعبة في أشكالها...!

🔸رُمِي بي إلى حافّة الوادي، وإذا بكلابٍ ضخمةٍ كالجِمال، سوداء في لونها، مخيفة في هيئتها ، إنها كلابٌ من نار! وقد راح كل واحدٍ منها يقطع قطعة من بدني، فتسيل الدماء منه، ثم يُدفَع بتلك القطعة في حلقي لتمزّق أمعائي بحرارتها مع ما بها من رائحةٍ نتنة عفِنة، ثم يتكرر ذلك..آهٍ.. ليت في النار عدم وفناء!!...

ظهر خازن النار وسط هذه الحالة وهو يشير نحوي ويقول:
🔺أتأكل لحم أخيك في الدنيا وتطلب الفناء الآن؟ أتسمع الغيبة على المؤمنين ولا ترد عليها؟

🔹ناديته بما لدي من طاقة وقوة ضعيفة :
متى كان ذلك ؟ إني تركت الغيبة وفررتُ منها كفراري منكم الآن .
🔺جاءني الجواب:
في يوم كذا أُغتِيب في حضرتك فلان فلم تنصره، ولم تنطق بكلمةٍ واحدة تدافع بها عنه مع قدرتك على ذلك(١)، وفي يوم كذا مرّ فلان أمامك فغيّرت ملامح وجهك، وأشرتَ اليه بيدك إشارةً فهِم الحاضرون منها استحقارك له.
🔸لم يكن لي سبيل لإنكار ما ذكره ، ولكني اعترضت عليه من جهة أخرى، وقلت : أهكذا تطول مدّة العذاب لأجل هذا الذنب الصغير ؟
🔹 غضب الملك وقال:
أما علمت في الدنيا أن الغيبة أشدّ من الزِنا؟ (٢)

😔 نكّست رأسي، وأجبته : نعم قد علمت ذلك..

رفع الملك كل أنواع العذاب عني، وقال لي : إن عذابك عندي قد انتهى .

😰 لم تمضِ فترةً طويلة حتى أتاني مجموعة من زبانية جهنم، فأصابني خوفٌ عظيمٌ منهم، وارتعش كل بدني حين رأيتهم، أمسكوا بي وسحبوني بقسوَة، فقلت لهم: إلى أين هذه المرة؟
🔺فقال أحدهم:
إن في جهنّم وادياً أعِدّ للمرائين من القرّاء، ويُسمّى وادي جبّ الحزن (٣).

ولكني لم أكن من قرّاء المنابر على الناس.

------------------------
(١) في وسائل الشيعة، ج12، ص291، عن النبي (ص): "يا علي من أُغتِيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا والاخرة."
(٢) في الخصال ، عن النبي (ص): "الغيبة أشد من الزنى، فقيل يا رسول الله ولما ذلك ، قال: صاحب الزنى يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحلّه"
(٣) في جامع السعادات، ج٢، ص ٢٩٠، عن النبي (ص): " استعيذوا بالله من جبّ الحزن، قيل وما هو يا رسول الله؟ قال: واد في جهنم أعد للقراء المرائين ".

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_29 🔸إقترَبنا منها أكثر وأكثر، فإذا بها شجرة مرعبة موحشة في شكلها وطَلعِها، إنها شجرة الزقّوم وهي كما قال عنها القرآن الكريم : (( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوْسُ الشَيَاطِينِ )). عليها سبعون ألف غصنٍ من نار، وفي كل غصنٍ سبعون ألف ثمرةٍ من نار، وكل ثمرةٍ…
#الجزء_30

قال الملك:
🔺 كنتَ تقرأ على زملائك النصائح والمواعظ حتى يُقال عنك أنك إنسان تحب الخير لهم، ولا تبغي إلا رضوان الله فيهم، وكنت تنصح رياءً بما لم تفعله، وتوصي بما لم تسعَ لأدائه قبل الوصية به..
كنت تظن أن عملك هذا لله، ولكن لو تمعنت فيه قليلاً لوجدته للناس قبل أن يكون لله..

😰 في تلك الأثناء مرّ بنا مجموعة كبيرة من الملائكة ومعهم آلافٌ مؤلّفة من الناس المسوَّدة وجوههم، المحترقة أبدانهم، يصرخون ويستغيثون، وقد شدَّت في أعناقهم سلاسل غليظة من نار.
إلتفتَ لي أحد الملائكة، وقال :
أُشكُرْ الله أن لم تكن معهم! هؤلاء المتكبّرون على الناس وعلى الله، والمكذّبون لرسوله، وهم المخلَّدون في النار، وإنما يساقون الآن إلى وادي سقر، وهل تعلم ما سقر؟

أجبته:
كلا، لا أعلم.
قال الملك :
🔺 إنه وادي يفوق جميع وديان جهنّم في حرارته، ذات مرّة شكا إلى الله شدّة الحرارة فيه، فأذِن له الله أن يتنفس قليلاً، فتنفس وإذا به يَحرِق جهنّم ونيرانها !

😰 بعد ذلك سِيق بي إلى وادي المُرائين فرأيتُ فيه مدّ البصر من البشر ما لا تُحصى أعدادهم، والكل يبكي وينادي بالوَيل على نفسه.
استقبلتني الزبانية بأسواطٍ مؤلمة ، ومقامِع من نار ملتهبة، ثم قال لي أحدهم : يا خاسر! لقد عمِلتَ بما أمر الله عز وجل، ولكنك أردتَ به غيره، ورغبت في مدح سواه.
لقد حبطَ عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم، فالتمِس ثوابها ممّن كنت تعمل له (١)، وهيهات لك ذلك.

😭 بقيتُ في هذا الوادي سنين عدّة، وأي سنين ! كل لحظة فيها كانت تعادل ألف عام أو تزيد عن ذلك لقسوتها، وشدّة ألم العذاب فيها، حتى جاء اليوم الذي أتَتني فيه ملائكة الغضب الذين ساقوا بي ليخرجوني منه وينقلوني إلى مكانٍ آخر .

سألتهم عن أي مكانٍ يراد بي،
فجاءني الجواب :
🔺 إلى وادي عذاب الموحدين من أصحاب الذنوب الكبيرة .

إعترضتُ عليهم أنني لم أرتكب في الحياة الدنيا ذنوباً كبيرة .
وسألتهم أيّ ذنوب كبيرة قد عملتها؟
جاءني الجواب برفقة سَوطٍ من أحدهم :
🔺هناك الكثير من الذنوب الكبيرة كنت تعملها ظناً منك أنها صغيرة، وهي ليست كذلك..
ثم أمَا علمت أن الإستهانة بصغائر الذنوب، والإصرار عليها يُعدُّ من الكبائر؟(٢)

😰 دخلنا وادي الموحدين، فإذا به من البشر ما لا يحصى عدده، وكلهم من الموحدين الذين ماتوا على كبائرهم، غير تائبين منها .
كنتُ ضمن مجاميع الموحدين من أمّة النبي الخاتَم (صلى الله عليه وآله)
فسألتُ أحدهم حين الدخول معهم : كم سيكون المكث هنا ؟
--------------------
(١) في الكافي عن ابي عبدالله (ع) : "كل رياء شرك، إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله"
(٢) في وسائل الشيعة عن أبي عبد الله (ع) :" لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الإستغفار"

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_30 قال الملك: 🔺 كنتَ تقرأ على زملائك النصائح والمواعظ حتى يُقال عنك أنك إنسان تحب الخير لهم، ولا تبغي إلا رضوان الله فيهم، وكنت تنصح رياءً بما لم تفعله، وتوصي بما لم تسعَ لأدائه قبل الوصية به.. كنت تظن أن عملك هذا لله، ولكن لو تمعنت فيه قليلاً لوجدته…
#الجزء_31

🔺 قال: بعضهم من يمكثُ فيها شهراً ثم يخرج، ومنهم من يمكث سنة، وأطوَلهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ خُلِقت إلى أن فُنيَت ! (١)

😰 جزعتُ من جوابه ، فما أصبَرني على العذاب فيه !
مضَت فترةٌ ونحن بانتظار أمر الجليل فينا، حتى أتى الوقت الذي جاءنا فيه (( مالِك )) خازِن كل النار وهو يحمل أمر العزيز الجبّار .

😰 لم يمضِ وقتٌ حتى أتى مالِك، وهو ملَك عظيم الخلقة، مَهيب الشكل، مرعب الوجه، قاطبٌ عابسٌ، له من الهَيبة والعظمة بدرجة أن زبانية النار لا يتجرؤون على الكلام معه، إلا من أذن له .
توجه مالِك نحو بعض من الملائكة، وسألهم:
🔸من هؤلاء؟ ما ورد عليّ من الأشقياء أعجب منهم، لِمَ لمْ تَسوّد وجوههم، ولم توضع السلاسل والأغلال في أعناقهم ؟
تكلم احد الملائكة، فقال:
🔺هكذا أتُونا، فسُقناهم إلى هنا بانتظار أمركَ فيهم.

توجه مالِك نحونا، فارتعشَت أبداننا رهبةً منه، ثم قال:
🔸يا معشر الأشقياء من أنتم ؟

🔹أجاب جمعٌ منا وكنتُ معهم:
نحن ممّن أُُنزل علينا القرآن، ونحن ممّن كنّا نصوم شهر رمضان، ونحجّ بيت الله الحرام، و....
قال مالِك :
🔸ما نزل القرآن إلا على النبيّ الخاتَم محمد (صلى الله عليه وآله)

سمعنا اسم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فصِحنا وصاح الجميع معنا:
🔹نعم ، نحن من أمّة النبيّ الخاتَم محمد (صلى الله عليه وآله)
قال:
🔸أمَا كان لكم في القرآن زاجراً عن معاصي الله؟ أمَا كان لكم في رسول الله وعترته أُسوَةٌ حسنة إن كنتم ترجون الله واليوم الآخر ؟ ❗️

😭 أصابتنا الخَيبة من كلامه، ونكّسنا رؤوسنا إلى الأرض خجلاً واستحياءً منه، وارتفعَت أصواتنا بالبكاء، حتى لم تبقَ لعيوننا دموعاً بعد جفافها، فبكينا دماً!

إستغرب مالِك منا ذلك، فقال:
🔸أتبكون دماً ، فما أحسن لو كان هذا في الدنيا من خشية الله ، ولو كنتم كذلك ما مسّتكم النار اليوم ❗️

توجه نحو الزبانية ، وقال لهم :
🔸يا خزنة جهنم، ألقوهم في النار، فإنهم قد عصوا أمر الجبّار، ويا نار خذيهم .

😭ضجّ الجميع ، وعلَت الأصوات..
وبدأت النار تأخذ بنا كل حسب منزلته، ولا سبيل للفرار والتخلّف عنها، فمِنّا من أخذته إلى قدميه، ومنا من أخذته إلى ركبتيه ، ومنا من أخذته إلى عنقه..

أما أنا فقد أتتني النار لتأخذني، فهربت منها ولحقتني حتى حُجزتُ في موضعٍ لا مجال للفرار منه، حينها وقفَت النار أمامي وفرائصي ترتعش منها،
وقالت : يا شقيّ ، أما علمتَ أن لا صغيرةً مع الإصرار ، ولا كبيرةً مع الإستغفار ؟
قلت لها : إني تبتُ من كل ذنبٍ كبير، والصغائر كنت غافلاً عنها ، فلماذا أحترق بكِ؟
اشتدّ لهيبها وكأنها غضِبت من كلامي، ثم قالت : هي الغفلة يا شقي، هي الغفلة ❗️
قالت ذلك وارتفع شهيقها، وقفزَت نحو قدمي ، فصرخت ألماً من حرارتها ،
وناديت بأعلى صوتي : لا، لا تُحرقي قدمي ، لا تحرقيها...
لم تسمع ندائي ، ولم ترحم صراخي ، فلصقَت بهما حتى احترق جلديهما، وراحت تتوَغل في أحشائهما وعظامهما...

صاح مالِك بالنار :
🔸لا تحرقي جباههم فلطالما سجدوا للرحمن عليها، ولا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشت في شهر رمضان، ولا تحرقي لهم ألسِنة فلطالما تلو بها القرآن .

أنفذ الله حكمه فينا، وبقينا على هذه الحالة ما شاء الله لنا من المدّة الطويلة...

-------------------------
(١) في تفسير الميزان، عن علي بن أبي طالب ( ع ): قال رسول الله (ص) : "إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها الذين ماتوا على كبائرهم، غير نادمين ولا تائبين ، ....... فمنهم من تأخذه النار إلى قدميه ، ومنهم من تأخذه النار إلى عقبيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى فخذيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه على قدر ذنوبهم وأعمالهم، ومنهم من يمكث فيها شهراً ثم يخرج منها، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج منها، وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ يوم خُلقت إلى أن تفنى"

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_31 🔺 قال: بعضهم من يمكثُ فيها شهراً ثم يخرج، ومنهم من يمكث سنة، وأطوَلهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ خُلِقت إلى أن فُنيَت ! (١) 😰 جزعتُ من جوابه ، فما أصبَرني على العذاب فيه ! مضَت فترةٌ ونحن بانتظار أمر الجليل فينا، حتى أتى الوقت الذي جاءنا فيه ((…
#الجزء_32

🙏🏻 مضَت فترة ونحن ندعو الله ونتوسل إليه، ونطلب منه أن يأذن بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وآله فينا، حتى وصلتنا الأخبار من الملأ الأعلى تقول بأن الله سأل جبرائيل :
ما فعل العاصون من أمّة محمد ؟
فقال جبرائيل :
🔹 إلهي أنت أعلم بهم،
فقال عز وجل :
إنطلق يا جبرائيل وانظر ما حالهم.

وصل إلى مالِك، فقال له :
🔹يا مالِك، ما حال العِصابة من أمّة محمد صلى الله عليه وآله خاتَم الأنبياء؟
أجابه وقال:
🔺ما أسوَء حالهم! وأضيَق مكانهم، قد أحرقت النار أجسامهم، وأكلت لحومهم، وبقيَت وجوههم وقلوبهم يتلألأ فيها الإيمان.

سمِع جبرائيل منه ذلك فطلب منه أن يرفع الطبق عنا لينظر إلينا.
بعد أن رفع الطبق عنا، وإذا بأنظارنا تقع على مخلوقٍ في غاية الجمال والهَيبة بين صفوف الملائكة تمعنتُ فيه فعلمت أنه ليس من ملائكة العذاب، وهو يستبشر كل من يشاهده وينظر إليه، تسائلنا فيما بيننا عمّن يكون، لم نرَ مخلوقاً من قبل أحسن منه وجهاً، و أجمل منه صورة.

نادى مالِك ليخبرنا أن الذي أمامكم هو جبرائيل، الذي قال الله تعالى بشأنه في القرآن : (( ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ))، فهو أمين الوحي على نبيكم الخاتَم محمد، فهل عرفتموه؟

🤔 ضجّ الجميع، وراح الناس يتسائلون فيما بينهم عن سبب مجيئه..
أمّا أنا فاستبشرتُ كثيراً بقدومه، ولعلّ ذلك مقدمة لنجاتنا.

تقدمتُ نحوه بصعوبةٍ بالغة، إذ كنتُ من بين أحسنهم حالاً رغم أن النار أحرقت قدماي، وكلّما تقدمتُ أكثر أصطحبتُ أُناساً هم في درجتي حتى وصلناه، فانبهرنا أكثر من عظمة خلقه.

اضطربتُ عندما توجه نحوي جبرائيل وأنا في حالةٍ يُرثى لها، فقال لي:
🔹كيف حالكم وماذا تريدون ؟
أجبته بلسان من يتلكّأ في كلامه:
🔸يا جبرائيل، يا من حمل أعظم أمانة إلى أكمل إنسان خلقه الله، يا من هو في الملأ الأعلى مطاعٍ ثم أمين، إقرأ نبينا محمد منّا السلام، وأخبره أنّ معاصينا قد فرّقت بيننا وبينه، وأخبره بسوء حالنا وأننا بانتظار شفاعته فينا.

لم يطل بقاؤه فينا بعد أن علم ما نريد، إذ غادرنا ثم أُغلِق طبق جهنم علينا من جديد..

وبعد أن غادرنا، وصلَنا خبر يقول:
إن جبرائيل بعد أن ذهب من هنا قام بين يدي الله تعالى، فقال الله له:
يا جبرائيل كيف رأيت العُصاة الموحدين من أمة محمد ،
فأجاب جبرائيل:
🔹يا رب أنت أعلم بهم، ما أشدّ حالهم وأضيق مكانهم، تركتهم يستغيثون بنبيهم، ويطلبون شفاعته فيهم

قال الله تعالى:
هل سألوك شيئاً؟
فقال جبرائيل:
🔹نعم يا رب، سألوني أن أقرأ على نبيهم السلام وأخبره بسوء حالهم ،
فقال الله تعالى:
انطلق إلى حبيبي محمد و أبلغه ذلك..

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_32 🙏🏻 مضَت فترة ونحن ندعو الله ونتوسل إليه، ونطلب منه أن يأذن بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وآله فينا، حتى وصلتنا الأخبار من الملأ الأعلى تقول بأن الله سأل جبرائيل : ما فعل العاصون من أمّة محمد ؟ فقال جبرائيل : 🔹 إلهي أنت أعلم بهم، فقال عز وجل…
#الجزء_33

إنطلق جبرائيل ودخل على النبيّ محمد (ص) فقال له بعد السلام عليه:
🔹يا محمد جئتك من عند العُصاة المُوَحدين من أمّتك، وقد تركتهم يعذّبون في النار، وهم يُقرِؤوك السلام، ويقولون:
ما أسَوء حالنا، وأضيق مكاننا، فأين نبيّنا ليشفع فينا.

فأتى النبي عند العرش وخرّ ساجداً، وأثنى على الله ثناءً لم يثنه أحد مثله،
فقال الله عز وجل:
إرفع رأسك يا محمد، واسأل تعطى، واشفع تشفّع
فقال النبي( صلى الله عليه وآله ):
🔸يا ربّ، إن الأشقياء من أمّتي قد أنفذتَ فيهم حكمك، وأنت أرحم الراحمين

فقال الله تعالى:
قد شفّعتك فيهم يا محمد، فأتِ النار وأخرج منها من قال لا اله إلا الله، وكان أهلاً لشفاعتك. (١)

وصل النبيّ (صلى الله عليه وآله ) وآله (عليهم السلام) إلى مالِك، وحينما نظر إليهم قام لهم تعظيماً لمقامهم، فقال النبي الخاتَم (صلى الله عليه وآله) بعد السلام عليه:
🔸يا مالِك ما حال أمتي من الأشقياء؟
فقال مالِك:
🔺هم في حالة سيئة جداً، قد أحرقتهم ذنوبهم حتى وصلت لدى بعضهم إلى أعناقهم، وهم يستغيثون ويصطرِخون، ولشفاعتك يتأمَلون.
قال الخاتَم (صلى الله عليه وآله):
🔸يا مالِك إفتح الباب، وارفع الطبق عنهم.

فتح الباب، ورفع الطبق عنا...
😧 يا الهي ماذا أرى، إنهم خمسة أنوار يُحيط بهم الملائكة من كل جانب، إنهم أصحاب الكساء الخمسة، نعم، هم فاطمة وأبيها، وبعلها وبنيها، هم أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة...

أجل! ها هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتقدمهم، وقد أضاء كل ما في الوادي من انعكاس أنوارهم بعد أن كان معتماً شديد الظلمة.
أمّا خزنة جهنم فقد قاموا أجمعهم إجلالاً، وأمروا الناس بالقيام إكراماً للنبي وآله، ثم عمّ صمتٌ وهدوءٌ في كل الأرجاء، وأنظار الجميع متوجهة نحوهم، قد شغل الناس عن أنفسهم جمال صُوَرهم، وعظمة خلقهم، وشدّة أنوارهم.

حاول جمعٌ عظيمٌ من المعذّبين من الناس التوجه نحو خاتَم الأنبياء، والاقتراب منه، فلم يتمكنوا من ذلك، إذ هم لا يطيقون نوره عن قرب، ومقامهم لا يسمح لهم بنيل ما يرمون إليه، لذا نادوه من مكان بعيد، وطلبوا شفاعته فيهم ونجاتهم ممّا أصابهم في وادي الموحدين..

أجابهم خاتَم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) بغير ما كانوا يرجون! وبدأ الحديث معهم بغير ما يتأملون! إذ قال لهم:
يا أهل هذا الوادي من أمّتي، أجيبوني ماذا فعلتم بالثقلَين من بعدي؟(٢)

صمتَ الجميع ولم يجبه أحد، وأصابتهم دهشةٌ شديدةٌ من سؤاله..
ثم تعالَت الأصوات وهي تقول...
---------------------
(١) المضمون الإجمالي لأحداث عذاب الموحدين من أمة خاتَم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله)، وزيارة جبرائيل لهم في جهنم، ولقائه مع مالك، وطلبهم الشفاعة من نبيهم، وغيرها من الوقائع التي وردت في هذا الجزء من الرواية، تم استخلاصها من الرواية الواردة في كتاب عالم ما بعد الموت للفيض الكاشاني / باب ١٥ / ص ٢٦٩ إلى ٢٧٦.
(٢) في الكافي ، عن أبي جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا أول وافد على العزيز الجبّار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي ، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي.

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_33 إنطلق جبرائيل ودخل على النبيّ محمد (ص) فقال له بعد السلام عليه: 🔹يا محمد جئتك من عند العُصاة المُوَحدين من أمّتك، وقد تركتهم يعذّبون في النار، وهم يُقرِؤوك السلام، ويقولون: ما أسَوء حالنا، وأضيق مكاننا، فأين نبيّنا ليشفع فينا. فأتى النبي عند…
#الجزء_34

تعالَت الأصوات وهي تقول:
🔹يا رسول الله، وما الثقلين ؟
أجابهم خاتَم الأنبياء مستنكراً سؤالهم، إذ قال :
🔸ألم أقل لكم : (( إني قد تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدودٌ من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يرِدا عليّ الحوض)).

إجتمع أصحاب الأصوات المتفرقة في مكانٍ واحد، ودار الحديث بينهم وبين الخاتَم (صلى الله عليه وآله) إذ قالوا له:
🔹أمّا كتاب الله فقد عملنا به، وأما عترتك فلم نعرفهم يا رسول الله .
ردّ الرسول معترضاً على جوابهم ، فقال:
🔸(( كيف تدّعون أنكم عملتم بكتاب الله دون العترة ، وقد أخبرتكم أنهما لن يفترقا حتى يرِدا عليّ الحوض، وقد فرقتم بينهما، انتم لم تعرفوا أسرار القرآن لأنكم لم تعرفوا عترتي حتى يعرّفوكم به وهل يمكن العمل بالشيء دون معرفته؟ )).
قالوا :
🔹إن علماءنا لم يعرّفونا بعترتك، ولم يذكروها في كتبهم ونحن تبعناهم، من أجل الوصول الى الجنة .
أجابهم الخاتَم بقوله :
🔸(( إن علمائكم الذين عرفوا الحقيقة، واستَيقنوا بها، ثم جحدوها وحجبوها عنكم، إنما هم الآن في الدركات السفلى من النار.. أما أنتم فهلاّ سألتم عن الثقل الأصغر الذي لا يفارق كتاب الله من هُم؟ وهلاّ حاسبتم علمائكم عن سبب تركهم لهم )) . (١)

إستمر كلام الخاتَم (صلى الله عليه وآله) ليقول:
🔸(( ثم كيف تقولون أنكم عملتم بكتاب الله، وكتاب الله يقول لكم : {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ، وقد بيّن القرآن من هم وُلاة أمركم، كما بيّنتُ أنا لكم ذلك، فلا أطعتم الله، ولا رسوله فيكم، ولا أطعتم وُلاة أمركم)).
إستأنف الرسول عتابه لهم وقال:
🔸ألم أقل لكم: (( إن مثَل أهل بيتي فيكم مثَل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق)).
ألم أقل لكم : (( النجوم أمانٌ لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف)).

ضجّ الناس جميعاً بالبكاء على أثر عتاب الرسول الخاتَم لهم، ولكنّه استمر في كلامه وقال:
🔸إن أحاديثي هذه وعشرات أمثالها موجودة في كتب مذهبكم لو تفحّصتم وتعقبتم لعرفتم، لكنكم أسلمتم رقابكم لأئمتكم، واتبعتموهم دون تحكيم عقل، أو تدقيق أمر)) .

أصبحنا لا نسمع إلا أنين وبكاء وطغى صراخ جمعٍ من النساء والرجال، ودعائهم على انفسهم بالويل والثبور، وهناك أصوات أخرى تنادي رسول الله أن (( نستميحك العذر يا خاتَم الأنبياء)).
توجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحو علي (عليه السلام ) وأشار إليه، ثم خاطب الناس، وقال :
🔸ثم ما لكم اختلفتم من بعدي في عليّ وذريته، وقد أخبرتكم في أول بعثتي أن (( هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم)) .. وأمرتكم بالسمع والطاعة له ، لكنكم قطّعتم دينكم إلى فرق ومذاهب، وتركتم حبل الله المتين، فبقي القرآن وحيداً غريباً يفقد صاحبه، ومفسّره، ومَن يعلم تأويله وبواطنه.

وفي موطن آخر قلتُ لكم: (( من أراد أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربّي، فليتولّ عليّ ابن ابي طالب ، فإنه لن يُخرجكم من هدىً ولن يدخلكم في ضلالة)).

طال الحديث بين الطرفين حتى لم يبقَ للناس حجّة على رسول الله، حينها أعرض عنهم، وأشار إلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وقال للناس الكلام الأخير في حقّهم :
🔸(( إن الله تعالى خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين في عالم الملَكوت قبل أن يخلق أبيكم آدم (عليه السلام) بألفَي عام، حين لا سماء مبنية، ولا أرض مدحية، ولا جبال مرسية، ولا بحار مجرية، ولا رياح مسرية، ولا شمس مضيئة، ولا قمر منور، ولا ظلمة ولا نور ، ولا جنة ولا نار )).

قال خاتم النبوة كلامه هذا ، ثم أشار لعلي وفاطمة...

---------------------
(١) إن كلام وخطابات خاتم الأنبياء (ص) والتي ذكرناها في هذه الأحداث من الرواية ورَد معناها في الأحاديث والروايات والكتب المعتبرة، وليس بالنص الحرفي منه (صلى الله عليه وآله).

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_34 تعالَت الأصوات وهي تقول: 🔹يا رسول الله، وما الثقلين ؟ أجابهم خاتَم الأنبياء مستنكراً سؤالهم، إذ قال : 🔸ألم أقل لكم : (( إني قد تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدودٌ من السماء إلى الأرض، وعترتي…
#الجزء_35

ثم أشار لعليّ وفاطمة أن اشفعوا في أمّتي لمن ترونه لائقاً لشفاعتكم، متّبعاً لولايتكم.

💫 تقدمَت الزهراء عليها السلام بنورها البرّاق، بعد أن أوحى الله عز وجل لها أن يا فاطمة : سَليني أعطك وتمني أُرضك ،
قالت السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام):
🙏🏻(( الهي أنت المُنى وفوق المُنى، أسألك أن لا تعذّب محبي ومحبي عترتي بالنار )).
(( إلهي وسيدي، سميتني فاطمة وفطمتَ بي من تولّاني وتولّى ذريتي من النار ، ووعدك الحق ، وأنت لا تخلف الميعاد)).
جاء النداء من العليّ الأعلى أن:
(( صدقتِ يا فاطمة إني سميتكِ فاطمة، وفطمتُ بك من أحبكِ وتولاكِ وأحبَّ ذريتكِ وتولاهم من النار، ووعدي الحق وأنا لا اخلف الميعاد، يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني، لقد آلَيت على نفسي من قبل أن أخلق السموات والأرض بألفَي عام أن لا أعذّب محبيك ومحبي عترتك بالنار. يا فاطمة قد أوكلتُ أمر هؤلاء لكِ لتشفعي فيهم فأشفّعك، حتى يتبَيّن لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقعك مني، ومكانتك عندي .
❤️ يا فاطمة من قرأتِ بين عينيه مؤمناً ومحباً فخُذي بيده وأدخليه الجنة )).(١)

أقبلَت فاطمة (عليها السلام ) وسط الجمع، فما بقي أحد منا إلا وغضّ بصره أو أغمض عينيه..
🌷و بدأت الزهراء (عليها السلام) تلتقط شيعتها ومحبيها من النار كما يلتقط الطير الحَبّ الجيد من الحَبّ الرديء، تلاها عليّ ثم الحسن، ثم الحسين..

💫 حتى أصبحَت أعدادنا كبيرةً جداً، وكنتُ أنا أحدهم، نعم كنتُ ممن التقطتني فاطمة (عليها السلام) بشفاعتها.
قادَتنا ملائكة الرحمة، وأخرجونا من النار، وتركنا وراءنا جمعٌ كثير من الناس يصطرخون ويستغيثون، مرّة للزهراء يلتمسون، وأخرى بأبيها يتوسلون، وآخرين لعليّ يطلبون ، ويقولون: { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } ، وآخرون يئِسوا من الشفاعة، فراحوا يتمنَون العودة للدنيا، لا لشيء إلا لأن يكونوا من المتمسكين بثقل الولاية، إذ كانوا يقولون: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}...

💫 ثم خرجنا من جهنم، نعم، خرجنا منها وحال أكثرنا بأسوأ ما يكون، فهو كالحمم والفحم، لذا ذهبوا بنا إلى نهرٍ يُقال له نهر الحياة، يُرَش عليه من ماء الجنة فألقينا أنفسنا فيه، حينها زالَت عنا كل آثار النار والعذاب، وخرج الواحد منا كالبدر في ليلة تمامه..(٢)

ثم غادرتنا بنت خاتَم الانبياء بعد أن تركت في قلوبنا العشق لها، وكل واحدٍ منا يشعر بالمِنّة العظيمة منها عليه.

💫 تقدمنا أكثر نحو الجِنان برفقة الملائكة ودلالتهم ، وخلال مسيرنا هذا سمعتُ تلاوةً ممن كانوا معي فأصغيت له اذ كان يقول : { لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ }

مررنا في الطريق على عينٍ ماء كبيرة توقفنا عندها، وأمرونا بالإغتسال من مائها، فقذفت بنفسي فيها، حتى خرجت في أحسن صورة وأتّم نور، مستعداً لجوار الله تعالى في جنانه.

💫 إنطلقنا إلى العَين الأخرى وإذا بمائها يُضيئ من تلألؤ الحَواري التي كانت واقفةً على جوانبها .
تقدمتُ نحو إحداهنّ لأتناول الكأس الذي تحمله
فقلت لها وقد أدهشني جمالها، وحسن هيئة الإناء الذي بيدها : من أنتِ؟
قالت بعذوبة وأدب:
🔹أنا حوريةٌ خلقني الله من سعيك في الدنيا لتطهير نفسك رغبةً في لقاء ربك..
🔸ولكني لم أتمكن من تطهيرها كما ينبغي..
🔹قالت :لا بأس عليكَ، فقد شفع لكَ شخص اسمه مؤمن، ورُفعت درجتك إلى درجات المتطهرين بعد أن قبل الله شفاعته فيك..

---------------------
(١) ورد مضمون ما دار بين الله عز وجل والسيدة الزهراء عليها السلام في رواية مذكورة في كتاب بحار الأنوار ج27، وأخرى مذكورة في كتاب كشف الغمة ج2..
(٢) في عوالي اللئالي، عن رسول الله (ص) إن أهل النار يموتون ولا يحيون، وإن الذين يخرجون منها وهم كالحمم والفحم، فيلقون على نهر يُقال له الحياة أو الحيوان، فيُرش عليهم أهل الجنة من مائه ثم يدخلون الجنة وفيهم سيماء أهل النار ، فيقال هؤلاء جهنميون، فيطلبون إلى الرحيم عز وجل إذهاب ذلك الإسم عنهم فيذهبه عنهم ، فيزول عنهم الإسم، فيلحقون بأهل الجنة..

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa