الطريق إلى التوبة
#الجزء_25 🔹 هل تَرى هذا الكتاب ؟ 🔸 نعم أراه، ولكن ليس بكتابٍ كما أعرفه 🔹 ليس بالضرورة أن يكون كتاب البرزخ بنفس صورته في عالَم الدنيا بل يكفي أن يؤدي وظيفة مشابِهة لِما كان يؤديها، فيُطلق عليه هذا الإسم، توقفَ قليلاً ثم استأنفَ كلامه فقال: إنّ كلّ إنسان…
#الجزء_26
😭ليتني عرفتُ قدري في الدنيا قبل أن يُعرِّفونه لي الآن!
ألقوا بي وأنا مكتّف الأيدي والأرجل على أرضٍ محمّرة مسودّة ملتهبة، كلّما لامسها جزء من بدني دفعتُ به ليتكئ على جزء آخر، فأصبحت متقلِباً ممدوداً أتحول من مكانٍ إلى آخر تحت أقدام سكان أهل جهنم الذين كانوا يقفزون من شدّة آلامهم، والنار مشتعلة فيهم، فكأنهم قطع نارٍ متحركة مضطربة، والملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم بسِياط غليظة.
😭 آهٍ ثم آهٍ، ألمي لا يوصف، وعذابي (رغم قلّة درجته على قول الملك) لو قُسِّم على أهل الدنيا جميعاً ما تحمّلوه!
🔥لقد كانت حرارة النار تدخل الى أعماق قلبي فتحرقه قبل بدني، وأيّ نار! أظن أنّ حرارتها لو مسَّت جبال الأرض لانصهرت، ولو سقطت شرارةٌ منها على بحار الأرض لتبخرت.
كنتُ أسمع في الدنيا وأقرأ عن نار الآخرة وأتصورها بما يتناسب مع تخيلاتي المحدودة في ذلك الوقت، أمّا الآن فإن روحي بعينها تذوق العذاب وهي حاضرة فيه لا خارجة عنه، وشتّان بين الإثنين..
أصابَني عطشٌ شديد، لذا كنت حين تقلُبي أنظر هنا وهناك بحثاً عن الماء، فرأيت أحد ملائكة الغضب يحمل إناءً أسود يتصاعد منه بخار، ويُسمع منه صوت فَوَران ما بداخله، أدناه مني فانشوى وجهي لشدّة غليانه! وكنت متردداً بين قبوله وردّه، لكن يبدو أن لا خيار لي في ذلك! فقد أراقه في فمي دون أن ينتظر، وليتَه لم يُرِقهُ! لقد كان حميماً وأيّ حميم، قطّع أمعائي لشدّة غليانه، فازددت ألماً وعطشاً فوق ألمي وعطشي، وندمت حتى على نيتي في طلب الماء وشربه.
قال الملك وقد ضربني بسوطه مستهزِئاً :
🔹 كيف كان طعم الماء ؟
لم أجبه فقال :
🔺 (( وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ))
وهناك نوعٌ آخرٌ من الماء هل تريده ؟
أجبته بصوتٍ ضعيفٍ وشفاهٍ يابسة :
🔹 نعم.
تناول إناءً آخر وأراقَه في فمي فإذا به أسوء من الأول، لِذا قذفتُه خارجاً بعد أن ترك في حلقي مرارةً لا تُطاق فقلت له :
🔹 أتقول عن هذا أنّه ماء ؟!
قال :
🔺 إنه ماءٌ صديد، يخرج مع الدم الذي يسيل من أثر جروح أهل جهنم .
أحسست بجوعٍ شديدٍ حتى إنني لم أعد أقوى على الحركة، بل حتى على التقلّب يميناً وشمالاً. رفعت رأسي قليلاً بحثاً عن الطعام فرأيت شخصاً يصرخ صراخ المجنون بعد أن دخلت أفعى عظيمة فمه ثم خرجت من دُبره، وبدأت تلدغ في وجهه وبدنه والنار ملتهبة تحت قدمَيْه.
نحَّيْتُ بصري عنه لبشاعة منظره، و إذا بسَوْط أحد الملائكة يهزّني، رفعتُ رأسي نحوه فقال :
🔺هل تريد طعاماً ؟
أجبته بصوت خافت متقطّع :
🔹نعم
لم يمكث طويلاً حتى أتى بإناء ممتلئ قرّبه مني فنظرت لما فيه وإذا به طعام على هيأة نبات ذي أشواكٍ حادة ورائحةٍ نتنة كريهة.
فتح السلاسل من يديّ وأشار لي بتناوله .
أخذتُ الإناء وتناولت ما فيه، وليتني لم أتناوله ولم أطلبه، لقد مزّق حلقي فلا يدخل فيه ولا يخرج منه، ولم أقذفه إلا بشِّق الأنفس وجهد جهيد، فقلت له عجباً من طعام !
نظر إليّ الملك وقال :
🔺(( إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً * وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً ))
قلت له :
🔹 من أين أتيت بهذا الطعام ؟
قال :
❗️ أنت صنعته لنفسك في دنياك، فأتيت به من خزانة أعمالك
🔹 عجباً وكيف أصنع لنفسي طعاماً كهذا ؟
❗️أكلك مال الحرام تجسّم بهذا الشكل من الطعام، كنت لا تراعي في وقت عملك أنك أجير لثمان ساعاتٍ يومياً في شركة أبرمتَ عقداً معها فتأتي متأخراً أحيانًا أو تخرج منها مبكراً دون عذر شرعي يجوّز لك ذلك...
#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
😭ليتني عرفتُ قدري في الدنيا قبل أن يُعرِّفونه لي الآن!
ألقوا بي وأنا مكتّف الأيدي والأرجل على أرضٍ محمّرة مسودّة ملتهبة، كلّما لامسها جزء من بدني دفعتُ به ليتكئ على جزء آخر، فأصبحت متقلِباً ممدوداً أتحول من مكانٍ إلى آخر تحت أقدام سكان أهل جهنم الذين كانوا يقفزون من شدّة آلامهم، والنار مشتعلة فيهم، فكأنهم قطع نارٍ متحركة مضطربة، والملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم بسِياط غليظة.
😭 آهٍ ثم آهٍ، ألمي لا يوصف، وعذابي (رغم قلّة درجته على قول الملك) لو قُسِّم على أهل الدنيا جميعاً ما تحمّلوه!
🔥لقد كانت حرارة النار تدخل الى أعماق قلبي فتحرقه قبل بدني، وأيّ نار! أظن أنّ حرارتها لو مسَّت جبال الأرض لانصهرت، ولو سقطت شرارةٌ منها على بحار الأرض لتبخرت.
كنتُ أسمع في الدنيا وأقرأ عن نار الآخرة وأتصورها بما يتناسب مع تخيلاتي المحدودة في ذلك الوقت، أمّا الآن فإن روحي بعينها تذوق العذاب وهي حاضرة فيه لا خارجة عنه، وشتّان بين الإثنين..
أصابَني عطشٌ شديد، لذا كنت حين تقلُبي أنظر هنا وهناك بحثاً عن الماء، فرأيت أحد ملائكة الغضب يحمل إناءً أسود يتصاعد منه بخار، ويُسمع منه صوت فَوَران ما بداخله، أدناه مني فانشوى وجهي لشدّة غليانه! وكنت متردداً بين قبوله وردّه، لكن يبدو أن لا خيار لي في ذلك! فقد أراقه في فمي دون أن ينتظر، وليتَه لم يُرِقهُ! لقد كان حميماً وأيّ حميم، قطّع أمعائي لشدّة غليانه، فازددت ألماً وعطشاً فوق ألمي وعطشي، وندمت حتى على نيتي في طلب الماء وشربه.
قال الملك وقد ضربني بسوطه مستهزِئاً :
🔹 كيف كان طعم الماء ؟
لم أجبه فقال :
🔺 (( وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ))
وهناك نوعٌ آخرٌ من الماء هل تريده ؟
أجبته بصوتٍ ضعيفٍ وشفاهٍ يابسة :
🔹 نعم.
تناول إناءً آخر وأراقَه في فمي فإذا به أسوء من الأول، لِذا قذفتُه خارجاً بعد أن ترك في حلقي مرارةً لا تُطاق فقلت له :
🔹 أتقول عن هذا أنّه ماء ؟!
قال :
🔺 إنه ماءٌ صديد، يخرج مع الدم الذي يسيل من أثر جروح أهل جهنم .
أحسست بجوعٍ شديدٍ حتى إنني لم أعد أقوى على الحركة، بل حتى على التقلّب يميناً وشمالاً. رفعت رأسي قليلاً بحثاً عن الطعام فرأيت شخصاً يصرخ صراخ المجنون بعد أن دخلت أفعى عظيمة فمه ثم خرجت من دُبره، وبدأت تلدغ في وجهه وبدنه والنار ملتهبة تحت قدمَيْه.
نحَّيْتُ بصري عنه لبشاعة منظره، و إذا بسَوْط أحد الملائكة يهزّني، رفعتُ رأسي نحوه فقال :
🔺هل تريد طعاماً ؟
أجبته بصوت خافت متقطّع :
🔹نعم
لم يمكث طويلاً حتى أتى بإناء ممتلئ قرّبه مني فنظرت لما فيه وإذا به طعام على هيأة نبات ذي أشواكٍ حادة ورائحةٍ نتنة كريهة.
فتح السلاسل من يديّ وأشار لي بتناوله .
أخذتُ الإناء وتناولت ما فيه، وليتني لم أتناوله ولم أطلبه، لقد مزّق حلقي فلا يدخل فيه ولا يخرج منه، ولم أقذفه إلا بشِّق الأنفس وجهد جهيد، فقلت له عجباً من طعام !
نظر إليّ الملك وقال :
🔺(( إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً * وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً ))
قلت له :
🔹 من أين أتيت بهذا الطعام ؟
قال :
❗️ أنت صنعته لنفسك في دنياك، فأتيت به من خزانة أعمالك
🔹 عجباً وكيف أصنع لنفسي طعاماً كهذا ؟
❗️أكلك مال الحرام تجسّم بهذا الشكل من الطعام، كنت لا تراعي في وقت عملك أنك أجير لثمان ساعاتٍ يومياً في شركة أبرمتَ عقداً معها فتأتي متأخراً أحيانًا أو تخرج منها مبكراً دون عذر شرعي يجوّز لك ذلك...
#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_25 😰 لم يبقَ شيءٌ من عملي، وكلامي، وحركاتي، وفكري، إلا وحُوسبت عليه، وفي جميع ذلك لم أكن أنكر أيّ تُهمة وُجهت إليّ، لأني أعلم بصحّتها، كما أنه لا يوجد أيّ مجال لإنكارها. وفي مقابل ذلك كان خلاصة أعمالي الصالحة، وبعض من تلك الأعمال، تقف موقف الدفاع …
#الجزء_26
جاءَني النداء مرّة أخرى بما معناه :
عبدي.. ماذا تريد مني ؟
قلتُ: ربِّ تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، أريد النجاة من النار.
تأخر الجواب هذه المرّة من العليّ الأعلى، فخشيت أن يكون قد أعرض بوجهه الكريم عني، فناديته :
😭 " إلهي لم اعصكِ حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، لكن خطيئة عرضت وسوَّلت لي نفسي، وغلبني هواي وأعانني عليها شِقوتي، وغرّني سترك المرخى عليّ ".
😌 فأحسست باطمئنان وقُمت من مقامي بسم الله الرحمن الرحيم، متوكلاً على الحَيّ القيوم، ملتمساً النجاة بحبي واتباعي للنبي وآله..
فتقدمت لأضعَ القدم الأولى على الصراط، فسمعت نداءً من عملي الصالح ينادي باسمي،
ويقول :
❗️سعيد، إحذر أعمالك السيئة أن تزلّك على الصراط، فتقع في هاوية العذاب .
إلتفتُ إليه و أجبته: إن شاء الله.
😰 وضعت القدم الأولى ولساني يردد:"يا محمد يا علي، يا علي يا محمد، إكفياني فإنكما كافيان، وانصراني فإنكما ناصران".
فأصبحَت لي جرأة على التقدم والعبور، فوضعت القدم الثانية، وأنا أتلو الآية الكريمة: { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
وضعتُ القدم الثالثة، وقدّمتُ الرابعة أملاً في المضي أكثر، إذ رأيت نفسي لا تزال بخير، ولم أزلّ عن الصراط حتى الآن ، ولكن.....!
😰 فوجئت بظهور القبيح الأسود أمامي..
آه إنه خُلاصة أعمالي السيئة يقف في مسيري، ولا مجال للفرار منه..
تقدم نحوي، ووقفت أنا في مكاني مثل خشبةٍ يابسة أنظر إلى الصراط فأراه شعرة في دقته، وسيف في حدته، وأنظر لما تحته، فأرى جهنم سوداء مظلمة ملتهبة، تنادي هل من مزيد؟!
وصل بالقرب مني فسألته :
🔹ماذا تريد مني في هذا الموقف؟
🔺 أريد أن أوقعك في النار لتحترق فيها! أما كنت تعلم أنّ عمل السيئات يُدخلك النار، ألم يقل لك ربّك { وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
إذاً فلا تلُمني ولُم نفسك، وإنما معاملتي هي طِبق القانون التكويني الذي وضعه الله لخلقه ، وقد أرسل لكم في الأرض من يبلّغكم به، ويحذّركم منه.
قلت : سبحان الله هذا من صُنع نفسي!
❗️قال: إنّ كل من يتعلق بالدنيا، ويعمل لأجلها، ظناً منه أنها دار مقرّ لا دار ممرّ، سوف يسقط في الهاوية، وتكون النار مستقراً له في الآخرة، ومقدار العذاب فيها إنما يتبع درجة تعلقه بي.
قال ذلك ودفع بي حتى تحركت قدمي وزلت عن موضعها، وتحركت الأخرى، وخرجتُ عن الصراط لأسقط في هاوية النار...
لحظاتٌ لا تنسى، إنها لحظات السقوط من الصراط متجهاً نحو جهنم....
#يتبع
#في_أمواج_القيامة
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
جاءَني النداء مرّة أخرى بما معناه :
عبدي.. ماذا تريد مني ؟
قلتُ: ربِّ تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، أريد النجاة من النار.
تأخر الجواب هذه المرّة من العليّ الأعلى، فخشيت أن يكون قد أعرض بوجهه الكريم عني، فناديته :
😭 " إلهي لم اعصكِ حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، لكن خطيئة عرضت وسوَّلت لي نفسي، وغلبني هواي وأعانني عليها شِقوتي، وغرّني سترك المرخى عليّ ".
😌 فأحسست باطمئنان وقُمت من مقامي بسم الله الرحمن الرحيم، متوكلاً على الحَيّ القيوم، ملتمساً النجاة بحبي واتباعي للنبي وآله..
فتقدمت لأضعَ القدم الأولى على الصراط، فسمعت نداءً من عملي الصالح ينادي باسمي،
ويقول :
❗️سعيد، إحذر أعمالك السيئة أن تزلّك على الصراط، فتقع في هاوية العذاب .
إلتفتُ إليه و أجبته: إن شاء الله.
😰 وضعت القدم الأولى ولساني يردد:"يا محمد يا علي، يا علي يا محمد، إكفياني فإنكما كافيان، وانصراني فإنكما ناصران".
فأصبحَت لي جرأة على التقدم والعبور، فوضعت القدم الثانية، وأنا أتلو الآية الكريمة: { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
وضعتُ القدم الثالثة، وقدّمتُ الرابعة أملاً في المضي أكثر، إذ رأيت نفسي لا تزال بخير، ولم أزلّ عن الصراط حتى الآن ، ولكن.....!
😰 فوجئت بظهور القبيح الأسود أمامي..
آه إنه خُلاصة أعمالي السيئة يقف في مسيري، ولا مجال للفرار منه..
تقدم نحوي، ووقفت أنا في مكاني مثل خشبةٍ يابسة أنظر إلى الصراط فأراه شعرة في دقته، وسيف في حدته، وأنظر لما تحته، فأرى جهنم سوداء مظلمة ملتهبة، تنادي هل من مزيد؟!
وصل بالقرب مني فسألته :
🔹ماذا تريد مني في هذا الموقف؟
🔺 أريد أن أوقعك في النار لتحترق فيها! أما كنت تعلم أنّ عمل السيئات يُدخلك النار، ألم يقل لك ربّك { وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
إذاً فلا تلُمني ولُم نفسك، وإنما معاملتي هي طِبق القانون التكويني الذي وضعه الله لخلقه ، وقد أرسل لكم في الأرض من يبلّغكم به، ويحذّركم منه.
قلت : سبحان الله هذا من صُنع نفسي!
❗️قال: إنّ كل من يتعلق بالدنيا، ويعمل لأجلها، ظناً منه أنها دار مقرّ لا دار ممرّ، سوف يسقط في الهاوية، وتكون النار مستقراً له في الآخرة، ومقدار العذاب فيها إنما يتبع درجة تعلقه بي.
قال ذلك ودفع بي حتى تحركت قدمي وزلت عن موضعها، وتحركت الأخرى، وخرجتُ عن الصراط لأسقط في هاوية النار...
لحظاتٌ لا تنسى، إنها لحظات السقوط من الصراط متجهاً نحو جهنم....
#يتبع
#في_أمواج_القيامة
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa