ليس تشدداً وإنما صيانة للأمة !
المتأمل في النصوص الشرعية يرى أن الله عز وجل لا يكلف نفساً إلا وسعها هذا وأن المعاصي ضررها عظيم على الناس ومن تأمل أحوال الناس وجد المعاصي يدعو بعضها بعضاُ بشكل عجيب حتى أنك لا تكاد تجد إنساناً أدمن معصية ما يقف على حاله فإما يزيد فيها وإما يتركها
ومن فهم هذه المقدمات يفهم عظمة فقه سد الذرائع لأنه يعين الناس على البعد عما يضرهم وبما لو تلبسوا به لشق عليهم تركه فهو في حقيقته رحمة بالناس أيما رحمة
فهو بمنزلة حماية الإنسان من مرض لو أصابه لتمكن من معالجته ولكن في علاجه من تجرع المرار والشدة ما هو بغنى عنه لو كان ابتعد عن أسباب المرض
والذي لا يعرفه كثير من الناس أن سد الذريعة في الشريعة يقوى كلما كان الناس أكثر تطلباً للمعصية أو نظائرها وهذه قاعدة في الشرع أن كل ما له دافع طبعي لا بد فيه من وازع شرعي ويمثل الفقهاء بالحدود فيقولون شرب البول _ أجلكم الله _ لا حد فيه مع أنه أخبث من الخمر لأن الخمر النفوس تطلبها بخلاف البول
وهذا ينبغي أن يراعيه الفقيه والمشاهد اليوم في بعض المفتين أنه كلما رأى الناس يقبلون على شيء تطلب لهم الرخص أو سهل لهم في ذرائع هذا الحرام ويقول هذا مما تعم به البلوى ! وإنما تعم البلوى بهذا التساهل حتى يتلبس الناس بالشر
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (21/484) :" الوجه الثالث: أن يقال الصحابة كانوا أطوع الناس لله ورسوله ولهذا لما حرم عليهم الخمر أراقوها فإذا كانوا مع هذا قد نهوا عن تخليلها وأمروا بإراقتها فمن بعدهم من القرون أولى منهم بذلك فإنهم أقل طاعة لله ورسوله منهم. يبين ذلك أن عمر بن الخطاب غلظ على الناس العقوبة في شرب
الخمر حتى كان ينفي فيها لأن أهل زمانه كانوا أقل اجتنابا لها من الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكيف يكون زمان ليس فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا ريب أن أهله أقل اجتنابا للمحارم فكيف تسد الذريعة عن أولئك المتقين وتفتح لغيرهم وهم أقل تقوى منهم"
ابن تيمية هنا يتكلم عن تخليل الخمر الذي نهي عنه في السنة وأنه ما دام نهي عنه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة الذين هم أطوع الناس سدا للذريعة فسد الذريعة فيمن هم أبعد عن طاعة الله منهم أولى وأولى فهذا عمر رفع عقوبة الخمر من أربعين إلى ثمانين لما اختلط الناس بالعجم الذين يكثر فيهم شرب الخمر
ولو سار الناس على نهج أهل الحديث في الاحتراز من الأشربة المسكرة وسدوا الذريعة فيها لارتاحت الأمة من بلاء عظيم كثر في الأعصار المتأخرة وانظر كتب المجان وأهل الأدب تنبيك بالخبر وحقا الخمر أم الخبائث تأتي ببقية الفواحش معها وقد أقبل عدد من أهل الدنيا على مذاهب أهل الرأي وهي أخف المذاهب في الأشربة وجعلوها ذريعة إلى الدخول في هذا البلاء والزيادة في أمور لا يبيحها صاحب رأي ولا صاحب حديث
واعتبر كلمة الشيخ هذه في أمرين
الأول : أحكام النساء والحجاب وعلاقتهن بالرجال فالأمر في زماننا من أشد ما يكون في الفتنة فالزواج صار يتأخر كثيراً والمحرمات ميسرة ومهيجات الغرائز تحيط بالشباب من كل جانب حتى أنني لأرجو للعفيف والعفيفة أجراً عظيماً مضاعفا لعظم البلاء
فبعض الناس لم يكتف بِمَا في كتب المتقدمين من الرخص في هذا الباب - وهذا لوحده فيه ما فيه من البلاء فالفقهاء لا يرخص أحدهم بشيء الا ويجعل معه عزيمة أما جمع كل رخصهم دون أي عزيمة فذلك ذهاب الدين - بل صار يزيد من عنده وتحصل من ذلك بلاء عظيم
الثاني : أمر التشبه بالكفار ونحن في زمان الهزيمة النفسية وجلد الذات ، وقد نهي الصحابة عن التشبه بهم وهم أبعد الناس عن لين القلوب لهم ، ومع ذلك تجد من يسهل في هذا الباب حتى أنك لتجده يرى الأمر في الناس يفعلونه تشبها فيغض الطرف عن هذا ويفتي بالإباحة دون النظر لأمر التشبه
فيقال له كما قال الشيخ : إذا كان الصحابة الذين جالدوا الكفار على الإسلام نهوا عن التشبه بالقوم وهم أبعد الناس عن التأثر بهم قلبياً فما بالك بنا نحن وآثار القوم على عقولنا ظاهرة.
المتأمل في النصوص الشرعية يرى أن الله عز وجل لا يكلف نفساً إلا وسعها هذا وأن المعاصي ضررها عظيم على الناس ومن تأمل أحوال الناس وجد المعاصي يدعو بعضها بعضاُ بشكل عجيب حتى أنك لا تكاد تجد إنساناً أدمن معصية ما يقف على حاله فإما يزيد فيها وإما يتركها
ومن فهم هذه المقدمات يفهم عظمة فقه سد الذرائع لأنه يعين الناس على البعد عما يضرهم وبما لو تلبسوا به لشق عليهم تركه فهو في حقيقته رحمة بالناس أيما رحمة
فهو بمنزلة حماية الإنسان من مرض لو أصابه لتمكن من معالجته ولكن في علاجه من تجرع المرار والشدة ما هو بغنى عنه لو كان ابتعد عن أسباب المرض
والذي لا يعرفه كثير من الناس أن سد الذريعة في الشريعة يقوى كلما كان الناس أكثر تطلباً للمعصية أو نظائرها وهذه قاعدة في الشرع أن كل ما له دافع طبعي لا بد فيه من وازع شرعي ويمثل الفقهاء بالحدود فيقولون شرب البول _ أجلكم الله _ لا حد فيه مع أنه أخبث من الخمر لأن الخمر النفوس تطلبها بخلاف البول
وهذا ينبغي أن يراعيه الفقيه والمشاهد اليوم في بعض المفتين أنه كلما رأى الناس يقبلون على شيء تطلب لهم الرخص أو سهل لهم في ذرائع هذا الحرام ويقول هذا مما تعم به البلوى ! وإنما تعم البلوى بهذا التساهل حتى يتلبس الناس بالشر
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (21/484) :" الوجه الثالث: أن يقال الصحابة كانوا أطوع الناس لله ورسوله ولهذا لما حرم عليهم الخمر أراقوها فإذا كانوا مع هذا قد نهوا عن تخليلها وأمروا بإراقتها فمن بعدهم من القرون أولى منهم بذلك فإنهم أقل طاعة لله ورسوله منهم. يبين ذلك أن عمر بن الخطاب غلظ على الناس العقوبة في شرب
الخمر حتى كان ينفي فيها لأن أهل زمانه كانوا أقل اجتنابا لها من الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكيف يكون زمان ليس فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا ريب أن أهله أقل اجتنابا للمحارم فكيف تسد الذريعة عن أولئك المتقين وتفتح لغيرهم وهم أقل تقوى منهم"
ابن تيمية هنا يتكلم عن تخليل الخمر الذي نهي عنه في السنة وأنه ما دام نهي عنه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة الذين هم أطوع الناس سدا للذريعة فسد الذريعة فيمن هم أبعد عن طاعة الله منهم أولى وأولى فهذا عمر رفع عقوبة الخمر من أربعين إلى ثمانين لما اختلط الناس بالعجم الذين يكثر فيهم شرب الخمر
ولو سار الناس على نهج أهل الحديث في الاحتراز من الأشربة المسكرة وسدوا الذريعة فيها لارتاحت الأمة من بلاء عظيم كثر في الأعصار المتأخرة وانظر كتب المجان وأهل الأدب تنبيك بالخبر وحقا الخمر أم الخبائث تأتي ببقية الفواحش معها وقد أقبل عدد من أهل الدنيا على مذاهب أهل الرأي وهي أخف المذاهب في الأشربة وجعلوها ذريعة إلى الدخول في هذا البلاء والزيادة في أمور لا يبيحها صاحب رأي ولا صاحب حديث
واعتبر كلمة الشيخ هذه في أمرين
الأول : أحكام النساء والحجاب وعلاقتهن بالرجال فالأمر في زماننا من أشد ما يكون في الفتنة فالزواج صار يتأخر كثيراً والمحرمات ميسرة ومهيجات الغرائز تحيط بالشباب من كل جانب حتى أنني لأرجو للعفيف والعفيفة أجراً عظيماً مضاعفا لعظم البلاء
فبعض الناس لم يكتف بِمَا في كتب المتقدمين من الرخص في هذا الباب - وهذا لوحده فيه ما فيه من البلاء فالفقهاء لا يرخص أحدهم بشيء الا ويجعل معه عزيمة أما جمع كل رخصهم دون أي عزيمة فذلك ذهاب الدين - بل صار يزيد من عنده وتحصل من ذلك بلاء عظيم
الثاني : أمر التشبه بالكفار ونحن في زمان الهزيمة النفسية وجلد الذات ، وقد نهي الصحابة عن التشبه بهم وهم أبعد الناس عن لين القلوب لهم ، ومع ذلك تجد من يسهل في هذا الباب حتى أنك لتجده يرى الأمر في الناس يفعلونه تشبها فيغض الطرف عن هذا ويفتي بالإباحة دون النظر لأمر التشبه
فيقال له كما قال الشيخ : إذا كان الصحابة الذين جالدوا الكفار على الإسلام نهوا عن التشبه بالقوم وهم أبعد الناس عن التأثر بهم قلبياً فما بالك بنا نحن وآثار القوم على عقولنا ظاهرة.
لا تكرِّر خطأ ابن رشد يا دكتور عمرو !
قال الدكتور عمرو الشريف في كتابه حادي العقول ص9 :" ولَم يقف الأمر عند الملاحدة بل لقد شمل القصور الفكري الكثير من المتدينين فهذا أصولي سلفي خلقوي ، يصر أن يدخل مناظر ( علمية ) معي حول التطور وفِي الوقت نفسه يصر على أن يرفض النظريات العلمية بأدلة يستمدها من فهمه الديني لآيات خلق الإنسان في القرآن ، بل ويصرح بأنه لا يبالي بقوة أو ضعف الأدلة العلمية وبأن يرفض تماما قبول نظرية وضعها الرجل الأبيض حتى لا يصير كالقردة والخنازير وَعَبَدة الطاغوت
وكثيرا ما تغنى السلفيون بأن أجدادنا من وضعوا المنهج العلمي الاستقرائي والنقدي والتحليلي ، وبأن النهضة العلمية ورجالها عيال على ابن رشد فإذا لجأنا إلى منهج ابن رشد في قضية من القضايا كان نصيبنا منهم التكذيب والتفسيق وربما التكفير .
وكثيرا ما تناقشت على الملأ مع بعض كبار علماء الدين فكانوا يصرون على أن قتل المرتد عن الدين وعلى أن أحاديث الآحاد يمكن أن تنسخ القرآن !!"
أقول : مع كوني لا أعرف سلفياً تغنى بابن رشد ومع كون موقف السلفي من نظرية التطور مبني على أصلين كبيرين
أولاً : أنها نظرية وليست يقينية وأن بعض معطياتها ناقض إجماع المسلمين في إتقان الخلق وفي خلق الإنسان وإجماع علماء الشريعة معصوم والنظريات غير معصومة
ثانياً : أن النظرية لا يمكن قبولها دون القبول بالعشوائية ورفض التصميم الذكي اللذين يقول بهما الدكتور عمرو الشريف كما في كتابه برهان المعلوماتية فهو يرفض العشوائية ويقول بالتصميم الذكي وعامة الداروينيين مع السلفيين يقولون بأن مذهب الدكتور عمرو متناقض لأنه إذا نزعت العشوائية من النظرية لم نعد بحاجة إليها فَسِر ترجيح النظرية على غيرها أنها ( مادية ) وفلسفة العلم الحديث قررت سلفاً الانحياز للتفاسير المادية وتفسير العالم من داخله فإذا رفضنا هذه المقدمة رفضنا ما ترتَّب عليها
هذا مع النقد التفصيلي لمعطيات النظرية والتي هي فلسفة أو نتاج فلسفة في الحقيقة تعسَف عليها النتائج وقد تكلم كثيرون في ذلك وبينوا حقيقة الأمر وليس هذا محل بسطه
ولا أعرف أيضاً أي عالم دين يعتبر حد الردة من باب الناسخ والمنسوخ فصغار طلبة العلم يفرِّقون بين العام والخاص والناسخ والمنسوخ بمصطلح المتأخرين ولهذا الخلاف اختلفوا هل السنة تنسخ القرآن وكلهم اتفقوا على قبول حد الردة
فمثلاً في القرآن ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) وفي السنة ( لا يرث القاتل المقتول ) هنا السنة خصصت القرآن ولم تنسخه فالنسخ رفع الحكم بالكلية كأمر القبلة كان لبيت المقدس وصارت للكعبة وأما التخصيص فرفع بعض أفراد الحكم مع بقاء البعض الآخر
ولا يوجد في القرآن نص يناقض حد الردة أصلاً بل قصة الذين عبدوا العجل دالة على أن الردة قد تكون من أسباب استحلال الدم والردة نوع خاص من الكفر فليس كل كافر مرتداً لهذا إذا جاءت نصوص تدل على عصمة دم كافر غير محارب أو ذمي فهذه تحمل على الكافر غير المرتد كما أن آيات الميراث تحمل على الابن غير القاتل ولا يوجد عالم في الدنيا يدخل هذا في باب الناسخ والمنسوخ ولكنه كلام الرجل في غير فنه
ولكن دعك من كل هذا هو يزعم أنه يسير على خطى ابن رشد وهنا يقال : ( من حسنها فررت ) فنحن نخاف عليك من تكرار خطأ ابن رشد فأنت تقلد الغربيين في نظرياتهم كما كان ابن رشد يقلد اليونان ولننظر تقليد اليونان إلى أين وصل بابن رشد
كانت نظرية أرسطو أن ما يفرزه رحم المرأة من سوائل لا دور له في الحمل وأن مني الرجل هو وحده الذي يرجع إليه الجنين ( انظر كتاب ابن رشد سيرته وفكره لمحمد عابد الجابري ص235)
وتبعه على هذا ابن رشد مقلداً بل ومستدلاً لقول أرسطو فقال في كتابه الكليات في الطب ص69 :" وأما أنا فمنذ سمعت كلام أرسطو لم أزل أتعمد جس ذلك فوجدت التجربة صحيحة وألفيت أكثر الحمل الذي بهذه الصفة إنما يكون بالذكورة وسألت النساء عن ذلك فأخبرنني أيضاً بذلك أعني أنهن كثيراً ما يحملن دون أن تكون منهن لذة " ( المثال استفدته من كتاب خالد كبير علال عن ابن رشد ووجدته أيضا في كتاب إزالة الرشد )
أقول : وهذا الذي قاله أرسطو هو نقيض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في صحيح مسلم حين سأله اليهودي :جئت أسألك عن الولد ؟ قال : ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا ، فعلا مني الرجل مني المرأة ، أذكرا بإذن الله ، وإذا علا مني المرأة مني الرجل ، آنثا بإذن الله . قال اليهودي : لقد صدقت ، وإنك لنبي ، ثم انصرف فذهب.
فقال رسول الله ﷺ : لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ، وما لي علم بشيء منه ، حتى أتاني الله به.
فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن ماء المرأة له أثر في تكوين الولد وهذا اليوم مُجمع عليه بين التجريبيين المحدثين وقد باشروه بأعينهم بعد ظهور الأجهزة الحديثة فوصل الأمر عندهم إلى رتبة اليقين ودائماً يتكلم عن هذه المسألة المهتمون بما يسمى ( الإعجاز العلمي )
=
قال الدكتور عمرو الشريف في كتابه حادي العقول ص9 :" ولَم يقف الأمر عند الملاحدة بل لقد شمل القصور الفكري الكثير من المتدينين فهذا أصولي سلفي خلقوي ، يصر أن يدخل مناظر ( علمية ) معي حول التطور وفِي الوقت نفسه يصر على أن يرفض النظريات العلمية بأدلة يستمدها من فهمه الديني لآيات خلق الإنسان في القرآن ، بل ويصرح بأنه لا يبالي بقوة أو ضعف الأدلة العلمية وبأن يرفض تماما قبول نظرية وضعها الرجل الأبيض حتى لا يصير كالقردة والخنازير وَعَبَدة الطاغوت
وكثيرا ما تغنى السلفيون بأن أجدادنا من وضعوا المنهج العلمي الاستقرائي والنقدي والتحليلي ، وبأن النهضة العلمية ورجالها عيال على ابن رشد فإذا لجأنا إلى منهج ابن رشد في قضية من القضايا كان نصيبنا منهم التكذيب والتفسيق وربما التكفير .
وكثيرا ما تناقشت على الملأ مع بعض كبار علماء الدين فكانوا يصرون على أن قتل المرتد عن الدين وعلى أن أحاديث الآحاد يمكن أن تنسخ القرآن !!"
أقول : مع كوني لا أعرف سلفياً تغنى بابن رشد ومع كون موقف السلفي من نظرية التطور مبني على أصلين كبيرين
أولاً : أنها نظرية وليست يقينية وأن بعض معطياتها ناقض إجماع المسلمين في إتقان الخلق وفي خلق الإنسان وإجماع علماء الشريعة معصوم والنظريات غير معصومة
ثانياً : أن النظرية لا يمكن قبولها دون القبول بالعشوائية ورفض التصميم الذكي اللذين يقول بهما الدكتور عمرو الشريف كما في كتابه برهان المعلوماتية فهو يرفض العشوائية ويقول بالتصميم الذكي وعامة الداروينيين مع السلفيين يقولون بأن مذهب الدكتور عمرو متناقض لأنه إذا نزعت العشوائية من النظرية لم نعد بحاجة إليها فَسِر ترجيح النظرية على غيرها أنها ( مادية ) وفلسفة العلم الحديث قررت سلفاً الانحياز للتفاسير المادية وتفسير العالم من داخله فإذا رفضنا هذه المقدمة رفضنا ما ترتَّب عليها
هذا مع النقد التفصيلي لمعطيات النظرية والتي هي فلسفة أو نتاج فلسفة في الحقيقة تعسَف عليها النتائج وقد تكلم كثيرون في ذلك وبينوا حقيقة الأمر وليس هذا محل بسطه
ولا أعرف أيضاً أي عالم دين يعتبر حد الردة من باب الناسخ والمنسوخ فصغار طلبة العلم يفرِّقون بين العام والخاص والناسخ والمنسوخ بمصطلح المتأخرين ولهذا الخلاف اختلفوا هل السنة تنسخ القرآن وكلهم اتفقوا على قبول حد الردة
فمثلاً في القرآن ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) وفي السنة ( لا يرث القاتل المقتول ) هنا السنة خصصت القرآن ولم تنسخه فالنسخ رفع الحكم بالكلية كأمر القبلة كان لبيت المقدس وصارت للكعبة وأما التخصيص فرفع بعض أفراد الحكم مع بقاء البعض الآخر
ولا يوجد في القرآن نص يناقض حد الردة أصلاً بل قصة الذين عبدوا العجل دالة على أن الردة قد تكون من أسباب استحلال الدم والردة نوع خاص من الكفر فليس كل كافر مرتداً لهذا إذا جاءت نصوص تدل على عصمة دم كافر غير محارب أو ذمي فهذه تحمل على الكافر غير المرتد كما أن آيات الميراث تحمل على الابن غير القاتل ولا يوجد عالم في الدنيا يدخل هذا في باب الناسخ والمنسوخ ولكنه كلام الرجل في غير فنه
ولكن دعك من كل هذا هو يزعم أنه يسير على خطى ابن رشد وهنا يقال : ( من حسنها فررت ) فنحن نخاف عليك من تكرار خطأ ابن رشد فأنت تقلد الغربيين في نظرياتهم كما كان ابن رشد يقلد اليونان ولننظر تقليد اليونان إلى أين وصل بابن رشد
كانت نظرية أرسطو أن ما يفرزه رحم المرأة من سوائل لا دور له في الحمل وأن مني الرجل هو وحده الذي يرجع إليه الجنين ( انظر كتاب ابن رشد سيرته وفكره لمحمد عابد الجابري ص235)
وتبعه على هذا ابن رشد مقلداً بل ومستدلاً لقول أرسطو فقال في كتابه الكليات في الطب ص69 :" وأما أنا فمنذ سمعت كلام أرسطو لم أزل أتعمد جس ذلك فوجدت التجربة صحيحة وألفيت أكثر الحمل الذي بهذه الصفة إنما يكون بالذكورة وسألت النساء عن ذلك فأخبرنني أيضاً بذلك أعني أنهن كثيراً ما يحملن دون أن تكون منهن لذة " ( المثال استفدته من كتاب خالد كبير علال عن ابن رشد ووجدته أيضا في كتاب إزالة الرشد )
أقول : وهذا الذي قاله أرسطو هو نقيض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في صحيح مسلم حين سأله اليهودي :جئت أسألك عن الولد ؟ قال : ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا ، فعلا مني الرجل مني المرأة ، أذكرا بإذن الله ، وإذا علا مني المرأة مني الرجل ، آنثا بإذن الله . قال اليهودي : لقد صدقت ، وإنك لنبي ، ثم انصرف فذهب.
فقال رسول الله ﷺ : لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ، وما لي علم بشيء منه ، حتى أتاني الله به.
فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن ماء المرأة له أثر في تكوين الولد وهذا اليوم مُجمع عليه بين التجريبيين المحدثين وقد باشروه بأعينهم بعد ظهور الأجهزة الحديثة فوصل الأمر عندهم إلى رتبة اليقين ودائماً يتكلم عن هذه المسألة المهتمون بما يسمى ( الإعجاز العلمي )
=
=
فلو اكتفى ابن رشد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدمه على كلام أرسطو لما صرنا اليوم نقرأ كلامه ونتعجب من سطحيته وضعفه
وقد قال الدكتور عمرو الشريف في كتابه حادي العقول ص67 :" إذا كان العلم مديناً لليونانيين القدماء بأول تحديد دقيق لطبيعته ووظيفته ( هذا لا يسلم ولكنني أنقل كلامه ) فإن تصوراتهم حوله كانت مشوبة بعيوب أساسية ظلت عائقاً كبيراً في وجه نمو العلم وقد ظلت آثار بعض تلك العيوب ملازمة للعلم حتى يومنا هذا
ويلفتنا العبقري د. فؤاد زكريا إلى ملحوظة ذكية وهي أن العناصر التي اكتسب بفضلها العلم اليوناني سماته المميزة هي نفسها انقلبت إلى عيوب بسبب تطرف اليونانيين في تأكيدها "
أقول : وهذا هو حال الغربيين اليوم ومن يقلدهم مثل الدكتور في قبول نظرية التطور لو تأمل وهو نفسه في كتابه برهان المعلوماتية نبه على أن نظرية التطور أعاقت تطور العلم بسبب أنها تميل إلى اعتبار العضو الذي لا تعرف فائدته عضواً ضامراً من بقايا التطور فأخر ذلك اكتشاف الكثير من فوائد الأعضاء وتكلم عن الجين الخردة أيضاً ولكنه ظهر أنه ليس بخردة
قال الدكتور عمرو في المعلوماتية ص356 :" يردد الدروانة ان القول بالتصميم الذكي يعوق العلم والحقيقة أن الدراوينية هي التي تعيق العلم ولنضرب على ذلك مثالاً :
انظر إلى اصطلاح الدنا المهمل ( سقط الدنا ) juck DNA الذي صكه البيولوجيون بعد أن وجدوا أن الشيفرة الوراثية للإنسان محمولة على 1.2 % فقط من الدنا باعتبار أن المتبقي 98.8 % لا وظيفة له ! وأرجعوا وجود هذه الكميات الهائلة من الدنا إلى الطفرات العشوائية
وانتهز الدراونة الفرصة فقالوا إنه إذا كان وراء نشاة الحياة مصمم ذكي لوضع في النواة كميات الدنا المطلوبة فقط .
وأما القائلون بالتصميم الذكي فرأوا استحالة أن يكون المصمم الذكي قد قام بهذا العبث سوء الاستخدام ورفضوا القول بأنه وضع كميات الهائلة التي لا لزوم لها من المادة الحية في نواة الخلية وهذا ما ثبت بالفعل إذ تبين أن الدنا الذي سمي مهملاً أو سقطاً وظيفة حيوية لا تقوم حياة إلا بها
إنه المسئول عن توجيه عمل جينات الكائن الحي "
أقول : والمراد هنا إلزام الدكتور وإلا فهو وغيره يتطلبون إقناع التجريبيين على أصولهم وهذا تكلف فبراهين الخالق أعظم بكثير من مجرد البحث في إتقان الخلقة وإن كان ذلك يدل على آثار أسمائه وصفاته فمجرد ولادة الكائن الحي تدل على خالق كما شرحته في صوتية فاعل فعل مفعول وإذا ثبت وجود الخالق وهو أمر فطري والبراهين العقلية عليه كثيرة سقطت المادية من أصلها _ بمعنى حصر العالم بهذا المشاهد والممكن مشاهدته بالأدوات الحالية _ فضلاً عما بني على المادية ويظهر سخف استدلال الدروانة فإنهم يجعلون جهلهم بالأمور علماً فإذا سألتهم من أين جاء أصل الحياة يقولون العلم سيكتشف ولكنهم لم يضعوا في أذهانهم أن العلم سيكتشف وظيفة الجين الخردة وجعلوا عدم العلم علماً بالعدم وهم سوفسطائية أصلاً وقد أمرضوا بسفسطتهم كثير ممن يعظمهم لما معهم من العلوم وهذا هو نموذج ابن رشد يتكرر لو تأملت
والميزان أن يقبل من البحث التجريبي ما تأكدنا أنه ليس مبنياً على نظرياتهم الفلسفية في تفسير الأشياء فذلك راجع لعقيدتهم الفاسدة وهذا لا يكون إلا فاسداً ولا دليل وإن زعموا عليه الأدلة فذلك في الغالب يكون دوراً وسفسطة كما يرى في أدلة الداروينية ثم لا يقبل إلا ما قام عليه البرهان وليس قرائن ظنية( كما استدل ابن رشد في أمر الجنين ) وما توفر فيه هذان الشرطان لا يكون إلا موافقاً للشرع أو لا يوجد ما يعارضه.
فلو اكتفى ابن رشد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدمه على كلام أرسطو لما صرنا اليوم نقرأ كلامه ونتعجب من سطحيته وضعفه
وقد قال الدكتور عمرو الشريف في كتابه حادي العقول ص67 :" إذا كان العلم مديناً لليونانيين القدماء بأول تحديد دقيق لطبيعته ووظيفته ( هذا لا يسلم ولكنني أنقل كلامه ) فإن تصوراتهم حوله كانت مشوبة بعيوب أساسية ظلت عائقاً كبيراً في وجه نمو العلم وقد ظلت آثار بعض تلك العيوب ملازمة للعلم حتى يومنا هذا
ويلفتنا العبقري د. فؤاد زكريا إلى ملحوظة ذكية وهي أن العناصر التي اكتسب بفضلها العلم اليوناني سماته المميزة هي نفسها انقلبت إلى عيوب بسبب تطرف اليونانيين في تأكيدها "
أقول : وهذا هو حال الغربيين اليوم ومن يقلدهم مثل الدكتور في قبول نظرية التطور لو تأمل وهو نفسه في كتابه برهان المعلوماتية نبه على أن نظرية التطور أعاقت تطور العلم بسبب أنها تميل إلى اعتبار العضو الذي لا تعرف فائدته عضواً ضامراً من بقايا التطور فأخر ذلك اكتشاف الكثير من فوائد الأعضاء وتكلم عن الجين الخردة أيضاً ولكنه ظهر أنه ليس بخردة
قال الدكتور عمرو في المعلوماتية ص356 :" يردد الدروانة ان القول بالتصميم الذكي يعوق العلم والحقيقة أن الدراوينية هي التي تعيق العلم ولنضرب على ذلك مثالاً :
انظر إلى اصطلاح الدنا المهمل ( سقط الدنا ) juck DNA الذي صكه البيولوجيون بعد أن وجدوا أن الشيفرة الوراثية للإنسان محمولة على 1.2 % فقط من الدنا باعتبار أن المتبقي 98.8 % لا وظيفة له ! وأرجعوا وجود هذه الكميات الهائلة من الدنا إلى الطفرات العشوائية
وانتهز الدراونة الفرصة فقالوا إنه إذا كان وراء نشاة الحياة مصمم ذكي لوضع في النواة كميات الدنا المطلوبة فقط .
وأما القائلون بالتصميم الذكي فرأوا استحالة أن يكون المصمم الذكي قد قام بهذا العبث سوء الاستخدام ورفضوا القول بأنه وضع كميات الهائلة التي لا لزوم لها من المادة الحية في نواة الخلية وهذا ما ثبت بالفعل إذ تبين أن الدنا الذي سمي مهملاً أو سقطاً وظيفة حيوية لا تقوم حياة إلا بها
إنه المسئول عن توجيه عمل جينات الكائن الحي "
أقول : والمراد هنا إلزام الدكتور وإلا فهو وغيره يتطلبون إقناع التجريبيين على أصولهم وهذا تكلف فبراهين الخالق أعظم بكثير من مجرد البحث في إتقان الخلقة وإن كان ذلك يدل على آثار أسمائه وصفاته فمجرد ولادة الكائن الحي تدل على خالق كما شرحته في صوتية فاعل فعل مفعول وإذا ثبت وجود الخالق وهو أمر فطري والبراهين العقلية عليه كثيرة سقطت المادية من أصلها _ بمعنى حصر العالم بهذا المشاهد والممكن مشاهدته بالأدوات الحالية _ فضلاً عما بني على المادية ويظهر سخف استدلال الدروانة فإنهم يجعلون جهلهم بالأمور علماً فإذا سألتهم من أين جاء أصل الحياة يقولون العلم سيكتشف ولكنهم لم يضعوا في أذهانهم أن العلم سيكتشف وظيفة الجين الخردة وجعلوا عدم العلم علماً بالعدم وهم سوفسطائية أصلاً وقد أمرضوا بسفسطتهم كثير ممن يعظمهم لما معهم من العلوم وهذا هو نموذج ابن رشد يتكرر لو تأملت
والميزان أن يقبل من البحث التجريبي ما تأكدنا أنه ليس مبنياً على نظرياتهم الفلسفية في تفسير الأشياء فذلك راجع لعقيدتهم الفاسدة وهذا لا يكون إلا فاسداً ولا دليل وإن زعموا عليه الأدلة فذلك في الغالب يكون دوراً وسفسطة كما يرى في أدلة الداروينية ثم لا يقبل إلا ما قام عليه البرهان وليس قرائن ظنية( كما استدل ابن رشد في أمر الجنين ) وما توفر فيه هذان الشرطان لا يكون إلا موافقاً للشرع أو لا يوجد ما يعارضه.
تثبيت صحة حديث فضل عشر ذي الحجة
رأيت بحثاً لأحد الكتاب يضعف فيه حديث فضل العمل في أيام العشر من ذي الحجة وعمدته في ذلك أن الإمام البخاري حين أورد الخبر بوب عليه ( فضل أيام التشريق ) ولم يذكر أيام العشر من ذي الحجة
ثم لفظ الحديث في البخاري ليس فيه التصريح بالعشر وفقط وجد في بعض نسخ البخاري التصريح بذكر العشر في تبويب البخاري
وهذا الاعتراض الضعيف ينتقض إذا رجعنا إلى كلام الإمام البخاري كاملاً
قال البخاري باب فضل العمل في أيام التشريق
وقال ابن عباس: " واذكروا الله في أيام معلومات: أيام العشر، والأيام المعدودات: أيام التشريق " وكان ابن عمر، وأبو هريرة: «يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما» وكبر محمد بن علي خلف النافلة
969 - حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء»
فالبخاري لم يذكر التبويب ثم يذكر الحديث كما أوهم الباحث بل ذكر التبويب ثم ذكر آثاراً فيها التنصيص على فضل العشر وآخر أثر ذكره البخاري قبل الحديث كان أثراً يتكلم عن التكبير في أيام العشر مما يدل على أنه أراد بالحديث أيام العشر لا أيام التشريق
كما ورد في الروايات في بقية الكتب
وقد تابع شعبة على هذا الحديث أربعة من كبار الثقات الأثبات وهم وكيع بن الجراح وأبو معاوية الضرير أوثق الناس في الأعمش وسفيان الثوري وشيبان وكلهم ذكر العشر
قال أبو داود في سننه 2438 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح ومجاهد ومسلم البطين، عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"
وقال أحمد في مسنده 1968 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم البَطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منْ أيام العملُ الصالحُ فيها أحبّ إلى الله عز وجل من هذه الأيام"، يعني أياَمَ العَشْر، قال: قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجلاَ خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
ورواية أبي معاوية موجودة في مصادر كثيرة جداً حتى أن الخبر يكاد يتواتر عن أبي معاوية
وقال عبد الرزاق في المصنف 8121 - عن الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أيام احب إلى الله فيهن العمل أو أفضل فيهن العمل من ايام العشر قيل يا رسول الله ولا الجهاد قال ولا الجهاد الا رجل خرج بنفسه وماله فلا يرجع من ذلك بشيء
ثم شعبة نفسه جاء التصريح عنه بذكر العشر من ذي الحجة في روايات كثيرة منها رواية محمد بن جعفر ( غندر ) عنه في مسند أحمد ( 3139) وفي رواية سعيد بن الربيع في مسند الدارمي ( 1773 ) وكذلك في رواية إبراهيم بن حميد الطويل في مسند أبي عوانة وعمرو بن مرزوق في معجم الطبراني الكبير ( 12327 )
فلا أدري كيف تجرأ الباحث على إنكار ذكر العشر مع تواتره عن الأعمش لمجرد وجود رواية لا تذكر العشر صراحة ولا تنفي أيضاً وسياق كلام البخاري يدل على ذكر العشر
ثم إن مسلماً البطين توبع أيضاً
وقال الدارمي في مسنده 1815 - أخبرنا يزيد بن هارون، أنبأنا أصبغ، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى». قيل: ولا الجهاد في سبيل الله قال: «ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء»، قال: وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه "
وهذا إسناد قوي في الشواهد وذكر صنيع سعيد يثبت الخبر
ومتن الحديث له شاهد عام من أن الصحابة ذكروا فضل العشر الأول من ذي الحجة
قال الطبري في تفسيره حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، وعبد الوهاب، ومحمد بن جعفر، عن عوف، عن زرارة، عن ابن عباس، قال: إن الليالي العشر التي أقسم الله بها، هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة
وهذا إسناد صحيح عن ابن عباس وصح هذا المعنى عن عكرمة ومجاهد وهما أخص تلاميذه ووافقهم قتادة بل قال الطبري :" حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {وليال عشر} [الفجر: 2] قال: أول ذي الحجة؛ وقال: هي عشر المحرم من أوله والصواب من القول في ذلك عندنا: أنها عشر الأضحى، لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه"
=
رأيت بحثاً لأحد الكتاب يضعف فيه حديث فضل العمل في أيام العشر من ذي الحجة وعمدته في ذلك أن الإمام البخاري حين أورد الخبر بوب عليه ( فضل أيام التشريق ) ولم يذكر أيام العشر من ذي الحجة
ثم لفظ الحديث في البخاري ليس فيه التصريح بالعشر وفقط وجد في بعض نسخ البخاري التصريح بذكر العشر في تبويب البخاري
وهذا الاعتراض الضعيف ينتقض إذا رجعنا إلى كلام الإمام البخاري كاملاً
قال البخاري باب فضل العمل في أيام التشريق
وقال ابن عباس: " واذكروا الله في أيام معلومات: أيام العشر، والأيام المعدودات: أيام التشريق " وكان ابن عمر، وأبو هريرة: «يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما» وكبر محمد بن علي خلف النافلة
969 - حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء»
فالبخاري لم يذكر التبويب ثم يذكر الحديث كما أوهم الباحث بل ذكر التبويب ثم ذكر آثاراً فيها التنصيص على فضل العشر وآخر أثر ذكره البخاري قبل الحديث كان أثراً يتكلم عن التكبير في أيام العشر مما يدل على أنه أراد بالحديث أيام العشر لا أيام التشريق
كما ورد في الروايات في بقية الكتب
وقد تابع شعبة على هذا الحديث أربعة من كبار الثقات الأثبات وهم وكيع بن الجراح وأبو معاوية الضرير أوثق الناس في الأعمش وسفيان الثوري وشيبان وكلهم ذكر العشر
قال أبو داود في سننه 2438 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح ومجاهد ومسلم البطين، عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"
وقال أحمد في مسنده 1968 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم البَطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منْ أيام العملُ الصالحُ فيها أحبّ إلى الله عز وجل من هذه الأيام"، يعني أياَمَ العَشْر، قال: قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجلاَ خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
ورواية أبي معاوية موجودة في مصادر كثيرة جداً حتى أن الخبر يكاد يتواتر عن أبي معاوية
وقال عبد الرزاق في المصنف 8121 - عن الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أيام احب إلى الله فيهن العمل أو أفضل فيهن العمل من ايام العشر قيل يا رسول الله ولا الجهاد قال ولا الجهاد الا رجل خرج بنفسه وماله فلا يرجع من ذلك بشيء
ثم شعبة نفسه جاء التصريح عنه بذكر العشر من ذي الحجة في روايات كثيرة منها رواية محمد بن جعفر ( غندر ) عنه في مسند أحمد ( 3139) وفي رواية سعيد بن الربيع في مسند الدارمي ( 1773 ) وكذلك في رواية إبراهيم بن حميد الطويل في مسند أبي عوانة وعمرو بن مرزوق في معجم الطبراني الكبير ( 12327 )
فلا أدري كيف تجرأ الباحث على إنكار ذكر العشر مع تواتره عن الأعمش لمجرد وجود رواية لا تذكر العشر صراحة ولا تنفي أيضاً وسياق كلام البخاري يدل على ذكر العشر
ثم إن مسلماً البطين توبع أيضاً
وقال الدارمي في مسنده 1815 - أخبرنا يزيد بن هارون، أنبأنا أصبغ، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى». قيل: ولا الجهاد في سبيل الله قال: «ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء»، قال: وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه "
وهذا إسناد قوي في الشواهد وذكر صنيع سعيد يثبت الخبر
ومتن الحديث له شاهد عام من أن الصحابة ذكروا فضل العشر الأول من ذي الحجة
قال الطبري في تفسيره حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، وعبد الوهاب، ومحمد بن جعفر، عن عوف، عن زرارة، عن ابن عباس، قال: إن الليالي العشر التي أقسم الله بها، هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة
وهذا إسناد صحيح عن ابن عباس وصح هذا المعنى عن عكرمة ومجاهد وهما أخص تلاميذه ووافقهم قتادة بل قال الطبري :" حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {وليال عشر} [الفجر: 2] قال: أول ذي الحجة؛ وقال: هي عشر المحرم من أوله والصواب من القول في ذلك عندنا: أنها عشر الأضحى، لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه"
=
=
وقد رواه عن مسروق وهو تابعي مخضرم صلى خلف أبي بكر فإذا المفسرون المتقدمون أجمعوا على فضل هذه الليال والأيام وأن الله أقسم بها فلا يبعد ما جاء فيها من الفضل في السنة
وقد اعترض صاحب البحث على متن الحديث أن الصحابة سألوا ( ولا الجهاد في سبيل الله ) ولم يسألوا ( ولا ليالي رمضان ) والواقع أن هذا اعتراض ضعيف يوحي بأن الباحث في قلبه شيء من متن الحديث وصار يتطلب له العلل فرمضان من الفرائض والعمل الصالح فيه تابع لفرض أصلي والأصل أن الفرائض لا يقارن بها غيرها ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه )
وأما الجهاد فهو فرض كفائي لهذا على فضله العظيم لم يذكر في أركان الإسلام الخمسة لهذا إذا ذكر لهم فضل شيء ليس من أركان الإسلام الخمسة يقارنونه بالجهاد لأنه أعظم شيء في نفوسهم بعدها والله أعلم
ولهذا ورد عن معاذ بن جبل لما قال ما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله قالوا له ( ولا الجهاد في سبيل الله ) ولما قال الشافعي : ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم قالوا له ( ولا الجهاد في سبيل الله ) وهذا كله ثابت ومن الباب الذي معنا
وللحديث شواهد أذكرها تتميماً للفائدة ولبيان اشتهار الحديث في الأمصار دون أن ينكره أي إمام
قال أحمد في مسنده 6505- حدثنا إسماعيل ، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق ، حدثني عبدة بن أبي لبابة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، حدثني أبو عبد الله ، مولى عبد الله بن عمرو ، حدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص ، ونحن نطوف بالبيت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام ، قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا من خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع حتى تهراق مهجة دمه قال : فلقيت حبيب بن أبي ثابت فسألته عن هذا الحديث ؟ فحدثني بنحو من هذا الحديث قال : وقال عبدة : هي الأيام العشر.
وهذا حديث يرويه ثلاثة من التابعين عن بعضهم البعض
وقال أيضاً 7079 - حدثنا يحيى بن آدم وأبو النضر قالا حدثنا زهير عن إبراهيم بن مهاجر عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فذكرت الأعمال، فقال: "ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر"، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد؟، قال: فأكبره قال: "ولا الجهاد، إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه
وقال عبد الرزاق في مصنفه 8118 - عن عمر بن ذر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عمل أفضل من عمل في العشر من ذي الحجة قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله ما لم تبلغ قتلا قال عمر فذكرت ذلك لمجاهد فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عمل أفضل من عمل في العشر فقيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله ما لم يخرج رجل بنفسه وماله فلا يرجع من ذلك بشيء
وهذا مرسل ولكنه يكتب في الباب
وقال الطبراني في الكبير 11116 - حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن التسبيح، والتكبير، والتهليل»
وهناك شاهد من حديث ابن عمر وللطبراني جزء جمع فيه أحاديث فضل عشر ذي الحجة جمع فيها 55 خبراً هي متوزعة في غير هذا المرجع فالأمر مشهور جداً بين المسلمين ولا أعلم إماماً طعن في أحاديث فضل عشر ذي الحجة كلها.
وقد رواه عن مسروق وهو تابعي مخضرم صلى خلف أبي بكر فإذا المفسرون المتقدمون أجمعوا على فضل هذه الليال والأيام وأن الله أقسم بها فلا يبعد ما جاء فيها من الفضل في السنة
وقد اعترض صاحب البحث على متن الحديث أن الصحابة سألوا ( ولا الجهاد في سبيل الله ) ولم يسألوا ( ولا ليالي رمضان ) والواقع أن هذا اعتراض ضعيف يوحي بأن الباحث في قلبه شيء من متن الحديث وصار يتطلب له العلل فرمضان من الفرائض والعمل الصالح فيه تابع لفرض أصلي والأصل أن الفرائض لا يقارن بها غيرها ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه )
وأما الجهاد فهو فرض كفائي لهذا على فضله العظيم لم يذكر في أركان الإسلام الخمسة لهذا إذا ذكر لهم فضل شيء ليس من أركان الإسلام الخمسة يقارنونه بالجهاد لأنه أعظم شيء في نفوسهم بعدها والله أعلم
ولهذا ورد عن معاذ بن جبل لما قال ما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله قالوا له ( ولا الجهاد في سبيل الله ) ولما قال الشافعي : ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم قالوا له ( ولا الجهاد في سبيل الله ) وهذا كله ثابت ومن الباب الذي معنا
وللحديث شواهد أذكرها تتميماً للفائدة ولبيان اشتهار الحديث في الأمصار دون أن ينكره أي إمام
قال أحمد في مسنده 6505- حدثنا إسماعيل ، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق ، حدثني عبدة بن أبي لبابة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، حدثني أبو عبد الله ، مولى عبد الله بن عمرو ، حدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص ، ونحن نطوف بالبيت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام ، قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا من خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع حتى تهراق مهجة دمه قال : فلقيت حبيب بن أبي ثابت فسألته عن هذا الحديث ؟ فحدثني بنحو من هذا الحديث قال : وقال عبدة : هي الأيام العشر.
وهذا حديث يرويه ثلاثة من التابعين عن بعضهم البعض
وقال أيضاً 7079 - حدثنا يحيى بن آدم وأبو النضر قالا حدثنا زهير عن إبراهيم بن مهاجر عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فذكرت الأعمال، فقال: "ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر"، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد؟، قال: فأكبره قال: "ولا الجهاد، إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه
وقال عبد الرزاق في مصنفه 8118 - عن عمر بن ذر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عمل أفضل من عمل في العشر من ذي الحجة قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله ما لم تبلغ قتلا قال عمر فذكرت ذلك لمجاهد فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عمل أفضل من عمل في العشر فقيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله ما لم يخرج رجل بنفسه وماله فلا يرجع من ذلك بشيء
وهذا مرسل ولكنه يكتب في الباب
وقال الطبراني في الكبير 11116 - حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن التسبيح، والتكبير، والتهليل»
وهناك شاهد من حديث ابن عمر وللطبراني جزء جمع فيه أحاديث فضل عشر ذي الحجة جمع فيها 55 خبراً هي متوزعة في غير هذا المرجع فالأمر مشهور جداً بين المسلمين ولا أعلم إماماً طعن في أحاديث فضل عشر ذي الحجة كلها.
النعيم العجيب !
مِن أعظم النعم التي يجدها المرء في الدنيا نعمة تبدُّل الأحوال
حين تكتنفك الملِّمات مِن كل جانب وتظنُ ألَّا مخرج ثم بعد جُهدٍ جهيد تَخرجُ مِن هذا البلاء العظيم
ثم بعد زمن تتذكر تلك الأحوال وكيف بدّلها الله ثم إلى ما هو أحسن تصير تتذكر البلاء الذي كاد أن يذيب قلبك كمداً وأنت تضحك وتستحيلُ كلُّ لحظةِ بلاءٍ إلى لحظةِ استشعارٍ عجيبٍ للنعمة
وفي كلام الله الإشارة إلى تنعُّم أهل الجنة بهذا النوع من النعيم العجيب
قال تعالى : {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون (25) قالوا إنَّا كنا قبل في أهلنا مشفقين (26) فمَّن الله علينا ووقانا عذاب السموم (27) إنَّا كنا مِن قبل ندعوه إنه هو البَّر الرحيم}
وهذا بعض معنى حديث ( الدنيا سجن المؤمن ) انظر إلى أي مسجون بعد خروجه كيف يتكلم عن سجنه وتراه عظيم المشاهدة لكل نعمة حوله كان يفتقدها في السجن وكيف أنّ كثيراً منهم يتكلم عن أمور تشجيك وتعلو وجهه ابتسامة هذا بعض حال أهل الجنة المشار إليه في الآية
ولا تظنن أنّ معنى هذا أنّ المؤمن لا نعيم له في الدنيا ولكن المؤمن كل شيء في حياته إنما يوصله لله عز وجل فالنعمة يتخذها سُّلماً للشكر والتقرب لله بذلك والبلاء يتخذه سُّلماً للصبر والتقرب لله بذلك
وما يجده من القرب والرضا في الجنة هو أضعاف أضعاف حتى ينقطع النفس ما كان يجده في الدنيا حتى لكأنه كان محبوساً فأُطلِق فكُلّما تذكر حاله في الدنيا وشفقته ثم ما آل إليه من الرضا والقرب تجدَّد عليه النعيم.
مِن أعظم النعم التي يجدها المرء في الدنيا نعمة تبدُّل الأحوال
حين تكتنفك الملِّمات مِن كل جانب وتظنُ ألَّا مخرج ثم بعد جُهدٍ جهيد تَخرجُ مِن هذا البلاء العظيم
ثم بعد زمن تتذكر تلك الأحوال وكيف بدّلها الله ثم إلى ما هو أحسن تصير تتذكر البلاء الذي كاد أن يذيب قلبك كمداً وأنت تضحك وتستحيلُ كلُّ لحظةِ بلاءٍ إلى لحظةِ استشعارٍ عجيبٍ للنعمة
وفي كلام الله الإشارة إلى تنعُّم أهل الجنة بهذا النوع من النعيم العجيب
قال تعالى : {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون (25) قالوا إنَّا كنا قبل في أهلنا مشفقين (26) فمَّن الله علينا ووقانا عذاب السموم (27) إنَّا كنا مِن قبل ندعوه إنه هو البَّر الرحيم}
وهذا بعض معنى حديث ( الدنيا سجن المؤمن ) انظر إلى أي مسجون بعد خروجه كيف يتكلم عن سجنه وتراه عظيم المشاهدة لكل نعمة حوله كان يفتقدها في السجن وكيف أنّ كثيراً منهم يتكلم عن أمور تشجيك وتعلو وجهه ابتسامة هذا بعض حال أهل الجنة المشار إليه في الآية
ولا تظنن أنّ معنى هذا أنّ المؤمن لا نعيم له في الدنيا ولكن المؤمن كل شيء في حياته إنما يوصله لله عز وجل فالنعمة يتخذها سُّلماً للشكر والتقرب لله بذلك والبلاء يتخذه سُّلماً للصبر والتقرب لله بذلك
وما يجده من القرب والرضا في الجنة هو أضعاف أضعاف حتى ينقطع النفس ما كان يجده في الدنيا حتى لكأنه كان محبوساً فأُطلِق فكُلّما تذكر حاله في الدنيا وشفقته ثم ما آل إليه من الرضا والقرب تجدَّد عليه النعيم.
هذه خريطة تبين موقف الدول الأوروبية من زنا المحارم اللون الأخضر هي الدول التي يمنع فيها زنا المحارم والبرتقالي في إيطاليا يسمح بشرط عدم إثارة الرأي العام واللون الكحلي يباح زنا المحارم واللون الأحمر والأزرق يباح ولكن مع نفس الجنس فقط وأما مع جنس مختلف فممنوع ( وهذا من أعجب القوانين وأكثرها إثارة للسخرية ) ثم بعد ذلك يأتيك عالماني ويزعم أن المنظومة الأخلاقية بعيدا عن الدين واضحة ويقول لك إذا طبقنا الشريعة أي مذهب سنطبق ؟! على الأقل خلاف الشرعيين أقل بكثير من هذا الشتات والبلاء وإذا كانوا يختلفون كل هذا الاختلاف في قضية مثل هذه ما بالهم قولهم صار صحيحا وقطعيا في الشذوذ وما يسمونه زواج القواصر عند مقديسهم !!
عادة جاهلية كانت سبباً في دخول التتر لبلد الإسلام
مما نشأنا عليه بحكم نشأتنا بين البدو كلمة ( الدخيل ما ينعطى ) يعني أن المستجير لا يُسَلَم على أي حال
وبعد طلب العلم اكتشفنا أن هذه عادة جاهلية وقد وجدت كلاماً لشيخ الإسلام يذكر فيه الآثار السلبية العظيمة لهذه العادة
قال الشيخ كما في مجموع الفتاوى ( ٢٨/ ٣٢٦) : " وهذا يقع كثيراً في الرؤساء من أهل البادية والحاضرة إذا استجار بهم مستجير أو كان بينهما قرابة أو صداقة فإنهم يرون الحمية الجاهلية والعزة بالإثم والسمعة عند الأوباش: أنهم ينصرونه - وإن كان ظالماً مبطلاً - على الحق المظلوم؛ لا سيما إن كان المظلوم رئيساً يناديهم ويناويهم فيرون في تسليم المستجير بهم إلى من يناويهم ذلاً أو عجزاً ؛ وهذا - على الإطلاق - جاهلية محضة، وهي من أكبر أسباب فساد الدين والدنيا. وقد ذكر أنه إنما كان سبب كثير من حروب الأعراب كحرب البسوس التي كانت بين بني بكر وتغلب إلى نحو هذا وكذلك سبب دخول الترك والمغول دار الإسلام واستيلاؤهم على ملوك ما وراء النهر وخراسان: كان سببه نحو هذا. ومن أذل نفسه لله فقد أعزها ومن بذل الحق من نفسه فقد أكرم نفسه فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم ومن اعتز بالظلم: من منع الحق وفعل الإثم فقد أذل نفسه وأهانها قال الله تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً} "
وقصة دخول التتر في بلاد الإسلام التي أشار إليها الشيخ ذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء
قال الذهبي في السير ( ٢٢/ ٢٣٣): " ورجع من بلاد بخارى خوارزم شاه إلى نيسابور، وقد بلغه أن التتار قاصدوه، وجاءه رسول جنكز خان يطلب الهدنة يقول: إن القان الأعظم يسلم عليك ويقول: ما يخفى علي عظم سلطانك، وأنت كأعز أولادي، وأنا بيدي ممالك الصين، فاعقد بيننا المودة، وتأذن للتجار، وتنعمر البلاد.
فقال السلطان لمحمود الخوارزمي الرسول: أنت منا وإلينا.
وأعطاه جواهر، وطلب أن يكون مناصحاً له، فأجابه، فقال: اصدقني، تملك جنكز خان طمغاج؟
قال: نعم.
قال: فما المصلحة؟
قال: الصلح.
فأجاب، فأعجب ذلك جنكز خان، ومشى الحال.
ثم جاء من جهة التتار تجار، فشرهت نفس خال السلطان متولي ما وراء النهر إلى أخذ أموالهم، وقبض عليهم، وظنهم جواسيس للتتار، فجاء رسول جنكزخان يقول:
إنك أمنت تجارنا، والغدر قبيح، فإن قلت: فعله خالي، فسلمه إلينا، وإلا سترى مني ما تعرفني به.
فحارت نفس خوارزم شاه، وتجلد، وأمر بقتل الرسل - فيا بئس ما صنع - وحصن سمرقند، وشحنها بالمقاتلة، فما نفع، وقضي الأمر.
ودخلت سنة 616: فتقهقر خوارزم شاه، وأقبلت المغل كالليل المظلم، وما زال أمر خوارزم شاه في إدبار، وسعده في سفال، وملكه في زوال، وهو في تقهقر واندفاع، إلى أن قارب همذان، وتفرق عنه جمعه حتى بقي في عشرين ألفاً، فما بلع ريقه إلا وطلائع المغل قد أظلته وأحدقوا به، فنجا بنفسه، واستحر القتل بجنده"
فخوارزم شاه رفض تسليم خاله الذي قتل التجار التتريين فاستحل لذلك جنكيز خان الهجوم على خوارزم وكان أول بلاد إسلامية يحتلها ثم تسلسل الأمر في أولاده وأحفاده حتى وصلوا إلى بغداد وفعلوا ما فعلوا فتأمل ما صنعت تلك العادة الجاهلية في أهل الإسلام وتأمل تعليق ابن تيمية والذهبي مع شدة ذمهما للتتر وجنكيزخان بل الشيخ قاتلهم حتى بعد إظهارهم الدخول بالإسلام إلا أنه وضح أن فعل خوارزم شاه خلاف الشرع والسياسة ( ولا يفترقان ) وجر شراً عظيماً على أهل الإسلام
ومن توصيفات الشيخ العجيبة لفعل التتر بأهل الإسلام ما كتبه في رسالته إلى الملك الناصر بعد وقعة جبل كسروان وهو يصف له خبث الرافضة
يقول الشيخ : ولهذا لما قدم التتار إلى البلاد وفعلوا بعسكر المسلمين ما لا يحصى من الفساد وأرسلوا إلى أهل قبرص فملكوا بعض الساحل وحملوا راية الصليب وحملوا إلى قبرص من خيل المسلمين وسلاحهم وأسراهم ما لا يحصي عدده إلا الله وأقيم سوقهم بالساحل عشرين يوماً يبيعون فيه المسلمين والخيل والسلاح على أهل قبرص وفرحوا بمجيء التتار هم وسائر أهل هذا المذهب الملعون- يعني الروافض - مثل أهل جزين وما حواليها. وجبل عامل ونواحيه.
ومن حذق الشيخ قوله في هذه الرسالة : وعندهم من قال: إن الله يرى في الآخرة فهو كافر. ومن قال: إن الله تكلم بالقرآن حقيقة فهو كافر. ومن قال: إن الله فوق السموات فهو كافر.
فقرر الشيخ عقيدة أهل السنة وعرض بالجهمية الذين يشركون الرافضة بمخالفة فطرة المسلمين وكثير منهم يكفر المسلمين القائلين بهذه العقيدة وكثير ممن يدعو الْيَوْم للتقارب مع الجهمية المتأخرين يعيب على الرافضة أنهم يجعلون الإمامة أعظم أصول الدين مع أنها لا وجود لها في القرآن ثم هو يسنن الجهمية القائلين بأن ظواهر القرآن تشبيه والآخذ به مجسم حشوي وهذا أشد من اعتقاد أصل أصول خارج القرآن لو أنصف.
مما نشأنا عليه بحكم نشأتنا بين البدو كلمة ( الدخيل ما ينعطى ) يعني أن المستجير لا يُسَلَم على أي حال
وبعد طلب العلم اكتشفنا أن هذه عادة جاهلية وقد وجدت كلاماً لشيخ الإسلام يذكر فيه الآثار السلبية العظيمة لهذه العادة
قال الشيخ كما في مجموع الفتاوى ( ٢٨/ ٣٢٦) : " وهذا يقع كثيراً في الرؤساء من أهل البادية والحاضرة إذا استجار بهم مستجير أو كان بينهما قرابة أو صداقة فإنهم يرون الحمية الجاهلية والعزة بالإثم والسمعة عند الأوباش: أنهم ينصرونه - وإن كان ظالماً مبطلاً - على الحق المظلوم؛ لا سيما إن كان المظلوم رئيساً يناديهم ويناويهم فيرون في تسليم المستجير بهم إلى من يناويهم ذلاً أو عجزاً ؛ وهذا - على الإطلاق - جاهلية محضة، وهي من أكبر أسباب فساد الدين والدنيا. وقد ذكر أنه إنما كان سبب كثير من حروب الأعراب كحرب البسوس التي كانت بين بني بكر وتغلب إلى نحو هذا وكذلك سبب دخول الترك والمغول دار الإسلام واستيلاؤهم على ملوك ما وراء النهر وخراسان: كان سببه نحو هذا. ومن أذل نفسه لله فقد أعزها ومن بذل الحق من نفسه فقد أكرم نفسه فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم ومن اعتز بالظلم: من منع الحق وفعل الإثم فقد أذل نفسه وأهانها قال الله تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً} "
وقصة دخول التتر في بلاد الإسلام التي أشار إليها الشيخ ذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء
قال الذهبي في السير ( ٢٢/ ٢٣٣): " ورجع من بلاد بخارى خوارزم شاه إلى نيسابور، وقد بلغه أن التتار قاصدوه، وجاءه رسول جنكز خان يطلب الهدنة يقول: إن القان الأعظم يسلم عليك ويقول: ما يخفى علي عظم سلطانك، وأنت كأعز أولادي، وأنا بيدي ممالك الصين، فاعقد بيننا المودة، وتأذن للتجار، وتنعمر البلاد.
فقال السلطان لمحمود الخوارزمي الرسول: أنت منا وإلينا.
وأعطاه جواهر، وطلب أن يكون مناصحاً له، فأجابه، فقال: اصدقني، تملك جنكز خان طمغاج؟
قال: نعم.
قال: فما المصلحة؟
قال: الصلح.
فأجاب، فأعجب ذلك جنكز خان، ومشى الحال.
ثم جاء من جهة التتار تجار، فشرهت نفس خال السلطان متولي ما وراء النهر إلى أخذ أموالهم، وقبض عليهم، وظنهم جواسيس للتتار، فجاء رسول جنكزخان يقول:
إنك أمنت تجارنا، والغدر قبيح، فإن قلت: فعله خالي، فسلمه إلينا، وإلا سترى مني ما تعرفني به.
فحارت نفس خوارزم شاه، وتجلد، وأمر بقتل الرسل - فيا بئس ما صنع - وحصن سمرقند، وشحنها بالمقاتلة، فما نفع، وقضي الأمر.
ودخلت سنة 616: فتقهقر خوارزم شاه، وأقبلت المغل كالليل المظلم، وما زال أمر خوارزم شاه في إدبار، وسعده في سفال، وملكه في زوال، وهو في تقهقر واندفاع، إلى أن قارب همذان، وتفرق عنه جمعه حتى بقي في عشرين ألفاً، فما بلع ريقه إلا وطلائع المغل قد أظلته وأحدقوا به، فنجا بنفسه، واستحر القتل بجنده"
فخوارزم شاه رفض تسليم خاله الذي قتل التجار التتريين فاستحل لذلك جنكيز خان الهجوم على خوارزم وكان أول بلاد إسلامية يحتلها ثم تسلسل الأمر في أولاده وأحفاده حتى وصلوا إلى بغداد وفعلوا ما فعلوا فتأمل ما صنعت تلك العادة الجاهلية في أهل الإسلام وتأمل تعليق ابن تيمية والذهبي مع شدة ذمهما للتتر وجنكيزخان بل الشيخ قاتلهم حتى بعد إظهارهم الدخول بالإسلام إلا أنه وضح أن فعل خوارزم شاه خلاف الشرع والسياسة ( ولا يفترقان ) وجر شراً عظيماً على أهل الإسلام
ومن توصيفات الشيخ العجيبة لفعل التتر بأهل الإسلام ما كتبه في رسالته إلى الملك الناصر بعد وقعة جبل كسروان وهو يصف له خبث الرافضة
يقول الشيخ : ولهذا لما قدم التتار إلى البلاد وفعلوا بعسكر المسلمين ما لا يحصى من الفساد وأرسلوا إلى أهل قبرص فملكوا بعض الساحل وحملوا راية الصليب وحملوا إلى قبرص من خيل المسلمين وسلاحهم وأسراهم ما لا يحصي عدده إلا الله وأقيم سوقهم بالساحل عشرين يوماً يبيعون فيه المسلمين والخيل والسلاح على أهل قبرص وفرحوا بمجيء التتار هم وسائر أهل هذا المذهب الملعون- يعني الروافض - مثل أهل جزين وما حواليها. وجبل عامل ونواحيه.
ومن حذق الشيخ قوله في هذه الرسالة : وعندهم من قال: إن الله يرى في الآخرة فهو كافر. ومن قال: إن الله تكلم بالقرآن حقيقة فهو كافر. ومن قال: إن الله فوق السموات فهو كافر.
فقرر الشيخ عقيدة أهل السنة وعرض بالجهمية الذين يشركون الرافضة بمخالفة فطرة المسلمين وكثير منهم يكفر المسلمين القائلين بهذه العقيدة وكثير ممن يدعو الْيَوْم للتقارب مع الجهمية المتأخرين يعيب على الرافضة أنهم يجعلون الإمامة أعظم أصول الدين مع أنها لا وجود لها في القرآن ثم هو يسنن الجهمية القائلين بأن ظواهر القرآن تشبيه والآخذ به مجسم حشوي وهذا أشد من اعتقاد أصل أصول خارج القرآن لو أنصف.