هذا شخص في موقع (Quora) الأجنبي المشهور، يطرح سؤالاً على نباتية، خلاصته: هل يستخدم النباتيون مستحضرات التجميل؟ إذا كان الأمر كذلك فكيف يسمون أنفسهم نباتيين وهي منتجات حيوانية؟
لكي تفهم وجه اعتراض هذا الشخص اعلم أن منظمات حقوق الحيوان تزعم أن 500 ألف حيوان يقتل سنوياً بسبب تجارب مستحضرات التجميل.
نحن لا نتحدث عن الحقائب والأحذية والملابس الجلدية، نحن نتحدث عن مستحضرات التجميل التي توضع على الجسم.
فما كان من النباتية إلا أن اتخذت موقف المهاجم، وسألته: هل أنت متعصب دينياً؟ لماذا تهتمون بما يفعل النباتيون؟ النباتية كيت وكيت، واستمرت بالكلام.
الأمر محرج جداً لهن، قد تجد بديلاً عن اللحم في ظنها وقد تأكل اللحم سراً، ولكن ما البديل عن مستحضرات التجميل؟
جدل قتل الحيوانات هذا موجود منذ الزمن القديم، تراه في ردود الإسلاميين على البراهمة، ولكن هذه الحجة العصرية عجيبة!
لكي تفهم وجه اعتراض هذا الشخص اعلم أن منظمات حقوق الحيوان تزعم أن 500 ألف حيوان يقتل سنوياً بسبب تجارب مستحضرات التجميل.
نحن لا نتحدث عن الحقائب والأحذية والملابس الجلدية، نحن نتحدث عن مستحضرات التجميل التي توضع على الجسم.
فما كان من النباتية إلا أن اتخذت موقف المهاجم، وسألته: هل أنت متعصب دينياً؟ لماذا تهتمون بما يفعل النباتيون؟ النباتية كيت وكيت، واستمرت بالكلام.
الأمر محرج جداً لهن، قد تجد بديلاً عن اللحم في ظنها وقد تأكل اللحم سراً، ولكن ما البديل عن مستحضرات التجميل؟
جدل قتل الحيوانات هذا موجود منذ الزمن القديم، تراه في ردود الإسلاميين على البراهمة، ولكن هذه الحجة العصرية عجيبة!
أجلُّ حديث في تحبيب الفقراء للأغنياء...
ما يسمى بـ(الحقد الطبقي) من أهم المواضيع التي يقف معها المرء المهتم بصلاح قلوب الناس، وفي الإسلام لا يوجد حث على الصدقة فحسب، بل يوجد وضع تربة خصبة للصدقة (من محبة الغني للفقير واحتسابه في ذلك وحرصه على الإخفاء)، وإزالة للأعشاب الضارة (من المن والأذى).
ومن أعجب الأحاديث في هذا الباب ما روى البخاري في صحيحه: "1413- حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو عاصم النبيل، أخبرنا سعيد بن بشر، حدثنا أبو مجاهد، حدثنا محل بن خليفة الطائي، قال: سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه، يقول: كنت عند رسول الله ﷺ فجاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السبيل، فقال رسول الله ﷺ: «أما قطع السبيل: فإنه لا يأتي عليك إلا قليل، حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير، وأما العيلة: فإن الساعة لا تقوم، حتى يطوف أحدكم بصدقته، لا يجد من يقبلها منه، ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أوتك مالا؟ فليقولن: بلى، ثم ليقولن ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولن: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة»".
هذا الحديث رواه البخاري مرة واحدة بهذا التمام.
لاحظ أن النبي ﷺ ذكر أنه سيأتي زمان لا يوجد فيه من يقبل الصدقة، لعموم الغنى في الناس، ثم بيَّن النبي ﷺ الخسارة العظيمة في مثل هذا، حين ذكر أهمية الصدقة يوم القيامة وأن فيها النجاة.
إذا استوعب الغني هذا المعنى فإنه سينظر للفقير على أنه (مشروع نجاة في الآخرة)، فإنه عندئذٍ سيحب إعطاءه، ويعلم أنه متصدق على نفسه بصورة المتصدق على الغير.
ما يسمى بـ(الحقد الطبقي) من أهم المواضيع التي يقف معها المرء المهتم بصلاح قلوب الناس، وفي الإسلام لا يوجد حث على الصدقة فحسب، بل يوجد وضع تربة خصبة للصدقة (من محبة الغني للفقير واحتسابه في ذلك وحرصه على الإخفاء)، وإزالة للأعشاب الضارة (من المن والأذى).
ومن أعجب الأحاديث في هذا الباب ما روى البخاري في صحيحه: "1413- حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو عاصم النبيل، أخبرنا سعيد بن بشر، حدثنا أبو مجاهد، حدثنا محل بن خليفة الطائي، قال: سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه، يقول: كنت عند رسول الله ﷺ فجاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السبيل، فقال رسول الله ﷺ: «أما قطع السبيل: فإنه لا يأتي عليك إلا قليل، حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير، وأما العيلة: فإن الساعة لا تقوم، حتى يطوف أحدكم بصدقته، لا يجد من يقبلها منه، ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أوتك مالا؟ فليقولن: بلى، ثم ليقولن ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولن: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة»".
هذا الحديث رواه البخاري مرة واحدة بهذا التمام.
لاحظ أن النبي ﷺ ذكر أنه سيأتي زمان لا يوجد فيه من يقبل الصدقة، لعموم الغنى في الناس، ثم بيَّن النبي ﷺ الخسارة العظيمة في مثل هذا، حين ذكر أهمية الصدقة يوم القيامة وأن فيها النجاة.
إذا استوعب الغني هذا المعنى فإنه سينظر للفقير على أنه (مشروع نجاة في الآخرة)، فإنه عندئذٍ سيحب إعطاءه، ويعلم أنه متصدق على نفسه بصورة المتصدق على الغير.
خدعة البراندات: التجارة بأمراض الناس النفسية والاستثمار بفقر القلوب...
كثير من الناس رأوا ما أبرزته الصين في سياق الحرب الإعلامية مع الولايات المتحدة، من أن كثيراً من البراندات العالمية التي تكلف مئات آلاف الدولارات هي بضائع رخيصة التكلفة صنعت في الصين.
وجدت مقالاً مكتوباً قبل عام (في عام 2024) يكشف هذا الأمر، ولكن الكاتب ذكر أموراً كثيرة جيدة.
المقال لليونيداس رايسيني، رجل أعمال ومستثمر، عنوانه: العلامات التجارية الفاخرة مجرد احتيال: كيف علمتُ أنها تستهدف الفقراء؟
"لقد أتقنت العلامات التجارية الفاخرة فنَّ خلق الرغبة، إنها تستغل أشخاصاً مثلي، أولئك الذين يعتقدون أن قيمتهم الذاتية مرتبطة بالشعارات وبطاقات الأسعار ووهم الحصرية.
تريد هذه العلامات التجارية أن تجعلك تعتقد أن منتجاتها متفوقة، وأن إتقانها في الصنع يبرر أسعارها الباهظة، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. لقد وقعتُ في هذا الوهم، كما وقع فيه كثيرون، لكنني أدركت منذ ذلك الحين أن العلامة التجارية الفاخرة ليست سوى واجهة -خدعة مصمَّمة للتلاعب والاستغلال.
نشأتُ في دبي، مدينة تزدهر بالثراء، وكنت محاطاً بسحر العلامات التجارية الغربية الفاخرة، كنت أعتقد أن شراء السيارات والملابس والإكسسوارات باهظة الثمن رمز للنجاح، ما لم أدركه حينها هو أن هذه العلامات التجارية تستغل انعدام الثقة بالنفس، مستغلةً الحاجة إلى التباهي، مع مرور الوقت اكتشفتُ أن العلامات التجارية الفاخرة لا تتعلق بالجودة أو الإتقان؛ بل بالربح والوهم.
لماذا تُعتبر العلامات التجارية الفاخرة خدعة؟
أتقنَت العلامات التجارية الفاخرة فنَّ الخداع، لكن خلف صورتها المصقولة يكمن واقعٌ أقل بريقاً بكثير، تُنتَج العديد من هذه السلع باهظة الثمن في نفس المصانع التي تُنتَج فيها منتجات أرخص بكثير، غالباً في دول مثل فيتنام وبنغلاديش والصين، حيث العمالة الرخيصة وظروف العمل السيئة، على الرغم من أسعارها الباهظة، فإن تكلفة إنتاج ما يسمى بـ"المنتجات الفاخرة" منخفضةٌ بشكل صادم.
تُلصِق علامات تجارية مثل ديور وبربري وأرماني ملصقاتها وتطالب بآلاف الدولارات مقابل منتجاتٍ لا تُكلف سوى جزءٍ ضئيلٍ من تكلفة إنتاجها. في الحقيقة لا يعكس السعر جودة المواد أو الحرفية، بل يعكس الملايين التي أُنفقت على التسويق، ورعاية المشاهير، والحفاظ على وهم الحصرية.
غالباً ما تكون ملصقات "صنع في إيطاليا" أو "صنع في فرنسا"، التي يُفترض أن تدل على الفخامة، مضلِّلة، قد تُصنع الحقيبة في إيطاليا، لكن معظم مكوناتها تُجمع وتُستورد في أماكن أخرى، في مصانع تعتمد على العمالة الرخيصة".
إلى أن قال في آخر مقاله: "تُصنع العديد من هذه السلع الفاخرة في نفس المصانع التي تُصنع فيها المنتجات الأقل جودة، الفرق ليس في الجودة، بل في الانطباع الذي تُقدمه العلامة التجارية بعناية، فالحقيبة التي تكلف 50 دولاراً تُباع بـ5000 دولار لمجرد أنها تحمل شعاراً مميزاً، هوامش الربح فلكية، وتبرر العلامات التجارية ذلك بخلق شعور زائف بالندرة والهيبة".
أقول: أعجبني عنوان مقاله حيث قال: "تستهدف الفقراء"، ولعله يقصد فقراء القلب، الناس المرضى بالخيلاء.
هنا نتذكر حديث النبي ﷺ: «إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب»، وفقر القلب: عدم الشبع، ومثل هذه الأحوال.
أتذكر قولهم: (إطعام جائع خير من بناء جامع) وهم يسكتون على مَن ينفق آلاف الدولارات على بضائع رديئة لمجرد مرض نفسي عنده، ما أكثر الأمور التي هي تجارة بأمراض قلوب الناس!
كثير من الناس رأوا ما أبرزته الصين في سياق الحرب الإعلامية مع الولايات المتحدة، من أن كثيراً من البراندات العالمية التي تكلف مئات آلاف الدولارات هي بضائع رخيصة التكلفة صنعت في الصين.
وجدت مقالاً مكتوباً قبل عام (في عام 2024) يكشف هذا الأمر، ولكن الكاتب ذكر أموراً كثيرة جيدة.
المقال لليونيداس رايسيني، رجل أعمال ومستثمر، عنوانه: العلامات التجارية الفاخرة مجرد احتيال: كيف علمتُ أنها تستهدف الفقراء؟
"لقد أتقنت العلامات التجارية الفاخرة فنَّ خلق الرغبة، إنها تستغل أشخاصاً مثلي، أولئك الذين يعتقدون أن قيمتهم الذاتية مرتبطة بالشعارات وبطاقات الأسعار ووهم الحصرية.
تريد هذه العلامات التجارية أن تجعلك تعتقد أن منتجاتها متفوقة، وأن إتقانها في الصنع يبرر أسعارها الباهظة، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. لقد وقعتُ في هذا الوهم، كما وقع فيه كثيرون، لكنني أدركت منذ ذلك الحين أن العلامة التجارية الفاخرة ليست سوى واجهة -خدعة مصمَّمة للتلاعب والاستغلال.
نشأتُ في دبي، مدينة تزدهر بالثراء، وكنت محاطاً بسحر العلامات التجارية الغربية الفاخرة، كنت أعتقد أن شراء السيارات والملابس والإكسسوارات باهظة الثمن رمز للنجاح، ما لم أدركه حينها هو أن هذه العلامات التجارية تستغل انعدام الثقة بالنفس، مستغلةً الحاجة إلى التباهي، مع مرور الوقت اكتشفتُ أن العلامات التجارية الفاخرة لا تتعلق بالجودة أو الإتقان؛ بل بالربح والوهم.
لماذا تُعتبر العلامات التجارية الفاخرة خدعة؟
أتقنَت العلامات التجارية الفاخرة فنَّ الخداع، لكن خلف صورتها المصقولة يكمن واقعٌ أقل بريقاً بكثير، تُنتَج العديد من هذه السلع باهظة الثمن في نفس المصانع التي تُنتَج فيها منتجات أرخص بكثير، غالباً في دول مثل فيتنام وبنغلاديش والصين، حيث العمالة الرخيصة وظروف العمل السيئة، على الرغم من أسعارها الباهظة، فإن تكلفة إنتاج ما يسمى بـ"المنتجات الفاخرة" منخفضةٌ بشكل صادم.
تُلصِق علامات تجارية مثل ديور وبربري وأرماني ملصقاتها وتطالب بآلاف الدولارات مقابل منتجاتٍ لا تُكلف سوى جزءٍ ضئيلٍ من تكلفة إنتاجها. في الحقيقة لا يعكس السعر جودة المواد أو الحرفية، بل يعكس الملايين التي أُنفقت على التسويق، ورعاية المشاهير، والحفاظ على وهم الحصرية.
غالباً ما تكون ملصقات "صنع في إيطاليا" أو "صنع في فرنسا"، التي يُفترض أن تدل على الفخامة، مضلِّلة، قد تُصنع الحقيبة في إيطاليا، لكن معظم مكوناتها تُجمع وتُستورد في أماكن أخرى، في مصانع تعتمد على العمالة الرخيصة".
إلى أن قال في آخر مقاله: "تُصنع العديد من هذه السلع الفاخرة في نفس المصانع التي تُصنع فيها المنتجات الأقل جودة، الفرق ليس في الجودة، بل في الانطباع الذي تُقدمه العلامة التجارية بعناية، فالحقيبة التي تكلف 50 دولاراً تُباع بـ5000 دولار لمجرد أنها تحمل شعاراً مميزاً، هوامش الربح فلكية، وتبرر العلامات التجارية ذلك بخلق شعور زائف بالندرة والهيبة".
أقول: أعجبني عنوان مقاله حيث قال: "تستهدف الفقراء"، ولعله يقصد فقراء القلب، الناس المرضى بالخيلاء.
هنا نتذكر حديث النبي ﷺ: «إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب»، وفقر القلب: عدم الشبع، ومثل هذه الأحوال.
أتذكر قولهم: (إطعام جائع خير من بناء جامع) وهم يسكتون على مَن ينفق آلاف الدولارات على بضائع رديئة لمجرد مرض نفسي عنده، ما أكثر الأمور التي هي تجارة بأمراض قلوب الناس!
هذا التعليق على وفاة فرانسيس كبير النصارى هو عينة فقط.
وشخص آخر كتب: يا خسارة لم يكن له موقف مشرف من غزة.
وآخر كتب: بل موقف مشرف، ثم وضع صور بعض المشايخ وسبهم ومدحه.
وأخرى غاضبة ممن يقولون إنه ذاهب إلى جهنم، وهو لم يسبب لهم أذية مباشرة أو يقف ضد غزة.
حين وضعت في محرك البحث في موقع اكس اسمه، مباشرة ظهر لي اسمه وبجانبه كلمة (غزة).
مع الأسف الشديد رأيت كثيرين يترحمون عليه، جيد أن تتألم لإخوانك وتسعى لزوال ما بهم من بلاء بكل ما أوتيت من قوة، لكن تذكَّر أن الذي بينك وبينهم رابطة الإسلام فلا تصير عاطفتك تجاههم فوق الإسلام، فتحملك على الترحم على رأس من رؤوس الكفر، ممن عاش حياته ينصر المقالة التي قال فيها رب العالمين: {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، أن دعوا للرحمن ولداً} [مريم].
فأين جلال الرحمن في قلوبنا؟
كثير من الناس يفهمون الإجرام المباشر من قتل وتدمير، ولكن لا يفهمون ما يفعله أمثال فرانسيس الذي كان من أركان البيت الإبراهيمي، ويدعو إلى وحدة الأديان ويزعم أن الخلاص ممكن حتى للملاحدة، فإن هذا هو التدمير الناعم الذي هو أخطر ألف مرة من الخشونة، حتى إنه كان يدخل معابد الوثنيين ويسجد لأوثانهم، مثل هذا الفكر التمييعي فشوّه بين المسلمين أخطر من الإبادة على عظيم بلائها، قال سبحانه: {والفتنة أشد من القتل} والفتنة: هي الشرك.
نحن لا يمكننا الترحم على أبي طالب الذي نصر النبي ﷺ، ولا على أبويه ﷺ، أفنترحم على داعية كفر!
وحتى التعزية إنما تنازع العلماء في تعزية المسلم بأبيه الكافر أو الجار الكافر بابنه أو أبيه، أما تعزية الكفار بكبير لهم فلا نزاع في المنع منها.
وفي «كشف القناع»: "(وتحرم تعزية الكافر) سواء كان الميت مسلماً أو كافراً، لأن فيها تعظيماً للكافر كبداءته بالسلام".
يعني لا تعزي الكافر بقريب له مسلم، وقد يظن بعض الناس في هذا شدة خارجة عن الحد، ولكن هذه رحمة لو تتأملون، إذ لو عظَّمت الكافر على كفره فقد أغريته بالبقاء على كفره، وهذا أشد الضرر عليه.
وشخص آخر كتب: يا خسارة لم يكن له موقف مشرف من غزة.
وآخر كتب: بل موقف مشرف، ثم وضع صور بعض المشايخ وسبهم ومدحه.
وأخرى غاضبة ممن يقولون إنه ذاهب إلى جهنم، وهو لم يسبب لهم أذية مباشرة أو يقف ضد غزة.
حين وضعت في محرك البحث في موقع اكس اسمه، مباشرة ظهر لي اسمه وبجانبه كلمة (غزة).
مع الأسف الشديد رأيت كثيرين يترحمون عليه، جيد أن تتألم لإخوانك وتسعى لزوال ما بهم من بلاء بكل ما أوتيت من قوة، لكن تذكَّر أن الذي بينك وبينهم رابطة الإسلام فلا تصير عاطفتك تجاههم فوق الإسلام، فتحملك على الترحم على رأس من رؤوس الكفر، ممن عاش حياته ينصر المقالة التي قال فيها رب العالمين: {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، أن دعوا للرحمن ولداً} [مريم].
فأين جلال الرحمن في قلوبنا؟
كثير من الناس يفهمون الإجرام المباشر من قتل وتدمير، ولكن لا يفهمون ما يفعله أمثال فرانسيس الذي كان من أركان البيت الإبراهيمي، ويدعو إلى وحدة الأديان ويزعم أن الخلاص ممكن حتى للملاحدة، فإن هذا هو التدمير الناعم الذي هو أخطر ألف مرة من الخشونة، حتى إنه كان يدخل معابد الوثنيين ويسجد لأوثانهم، مثل هذا الفكر التمييعي فشوّه بين المسلمين أخطر من الإبادة على عظيم بلائها، قال سبحانه: {والفتنة أشد من القتل} والفتنة: هي الشرك.
نحن لا يمكننا الترحم على أبي طالب الذي نصر النبي ﷺ، ولا على أبويه ﷺ، أفنترحم على داعية كفر!
وحتى التعزية إنما تنازع العلماء في تعزية المسلم بأبيه الكافر أو الجار الكافر بابنه أو أبيه، أما تعزية الكفار بكبير لهم فلا نزاع في المنع منها.
وفي «كشف القناع»: "(وتحرم تعزية الكافر) سواء كان الميت مسلماً أو كافراً، لأن فيها تعظيماً للكافر كبداءته بالسلام".
يعني لا تعزي الكافر بقريب له مسلم، وقد يظن بعض الناس في هذا شدة خارجة عن الحد، ولكن هذه رحمة لو تتأملون، إذ لو عظَّمت الكافر على كفره فقد أغريته بالبقاء على كفره، وهذا أشد الضرر عليه.
هذا منشور لجراح مصري كبير في السن، عبر فيه عن استرواحه للتعامل مع الفتيات، وكلامه كان شهوانياً محضاً.
ورأيت تعليقات أصحابه على المنشور لا تخلو من هذه الإيحاءات السيئة.
تعليق الأخ أعجبني جداً.
جزء كبير من خطاب (الشبهات حول المرأة) سببه أن الرأسمالية قررت أن تنتفع من خروج المرأة إلى سوق العمل، ومن ثم تكونت منظومة تعليمية وإعلامية مبنية على هذا الأساس وأن خروجها من الواجبات.
وصار كل ما يخالف هذه المنظومة في الشريعة شبهة تحتاج إلى جواب، وقضينا الأيام والليالي والسنين ندفع هذه الشبهات، ونثبِّت (المؤلفة قلوبهن) ممن يتهددن بترك الدين إذا لم يناسب أهواءهن.
ثم ما الخلاصة؟
أنها معركة بين رجل لئيم -مثل كاتب المنشور- ورجل كريم.
لا أتحدث عن امرأة ضحية.
كثيرات ممن يتحرش بهن هذا وأمثاله يتكتمن على الموضوع أشد التكتم، حتى لا توقظ الغيرة في قلوب الرجال.
وهنا نطبِّق قاعدة (الغنم بالغرم) التي لا نريد تطبيقها في علاقة المرأة مع زوجها.
غير اللواتي فكرن بالاستفادة من مثل هذا.
أما هذا فصرح، وأما غيره فيفعل دون تصريح.
ونحن نُخدع بخطابات مغلفة ومظلوميات فارغة.
ورأيت تعليقات أصحابه على المنشور لا تخلو من هذه الإيحاءات السيئة.
تعليق الأخ أعجبني جداً.
جزء كبير من خطاب (الشبهات حول المرأة) سببه أن الرأسمالية قررت أن تنتفع من خروج المرأة إلى سوق العمل، ومن ثم تكونت منظومة تعليمية وإعلامية مبنية على هذا الأساس وأن خروجها من الواجبات.
وصار كل ما يخالف هذه المنظومة في الشريعة شبهة تحتاج إلى جواب، وقضينا الأيام والليالي والسنين ندفع هذه الشبهات، ونثبِّت (المؤلفة قلوبهن) ممن يتهددن بترك الدين إذا لم يناسب أهواءهن.
ثم ما الخلاصة؟
أنها معركة بين رجل لئيم -مثل كاتب المنشور- ورجل كريم.
لا أتحدث عن امرأة ضحية.
كثيرات ممن يتحرش بهن هذا وأمثاله يتكتمن على الموضوع أشد التكتم، حتى لا توقظ الغيرة في قلوب الرجال.
وهنا نطبِّق قاعدة (الغنم بالغرم) التي لا نريد تطبيقها في علاقة المرأة مع زوجها.
غير اللواتي فكرن بالاستفادة من مثل هذا.
أما هذا فصرح، وأما غيره فيفعل دون تصريح.
ونحن نُخدع بخطابات مغلفة ومظلوميات فارغة.
هذا ما يجتهد الدكتور حاتم العوني في نشره بين العوام بحماس شديد يغلب على حماسه في حثهم على كتاب الله عز وجل.
كلام الشافعي يُجمع بعضه إلى بعض، ولا يختلف الشافعية في نسبته إلى تحريم الغناء بالمعازف.
قال الشافعي في «الأم» [6/226]: "في الرجل يغني فيتخذ الغناء صناعته يؤتى عليه ويأتي له، ويكون منسوبا إليه مشهورا به معروفا، والمرأة، لا تجوز شهادة واحد منهما؛ وذلك أنه من اللهو المكروه الذي يشبه الباطل، وأن من صنع هذا كان منسوبا إلى السفه وسقاطة المروءة، ومن رضي بهذا لنفسه كان مستخفا، وإن لم يكن محرما بيِّن التحريم، ولو كان لا ينسب نفسه إليه، وكان إنما يعرف بأنه يطرب في الحال فيترنم فيها، ولا يأتي لذلك، ولا يؤتى عليه، ولا يرضى به لم يسقط هذا شهادته، وكذلك المرأة.
قال الشافعي رحمه الله تعالى: في الرجل يتخذ الغلام والجارية المغنيين وكان يجمع عليهما، ويغشى لذلك فهذا سفه تُردُّ به شهادته، وهو في الجارية أكثر مِن قِبل أن فيه سفها ودياثة، وإن كان لا يجمع عليهما ولا يغشى لهما كرهت ذلك له، ولم يكن فيه ما تُردُّ به شهادته.
قال: وهكذا الرجل يغشى بيوت الغناء، ويغشاه المغنون إن كان لذلك مدمنا، وكان لذلك مستعلنا عليه مشهودا عليه فهي بمنزلة سفه ترد بها شهادته. وإن كان ذلك يَقِلُّ منه لم ترد به شهادته لما وصفت من أن ذلك ليس بحرام بيِّن.
استماع الحداء ونشيد الأعراب:
فأما استماع الحداء ونشيد الأعراب فلا بأس به قل أو كثر".
هذا كلامه وهو واضح في تحريم الغناء، بدليل إسقاط شهادة من اعتاده ومال إليه وعُرِف به وأكثر منه.
وأما الأمر اليسير بينه وبين نفسه فهذا أهون عنده.
وأما الخبر المذكور فتفسيره على التفريق بين السماع والاستماع.
قال ابن القيم في كتابه «مسألة السماع»: "ونظير هذا احتجاجكم بغناء الجويريتين في بيت النبي ﷺ وأنَّه سمعه ولم ينكره، فأخطأتم في النظر، ولم تفرقوا بين فعل النبي ﷺ وفعلكم، ولا بين فعل نافع وفعلكم، فأنتم تقصدون الاستماعَ، والسماع غير الاستماع، وكذلك فرق الفقهاء في سجود التلاوة بين السامع والمستمع، فاستحبوه للمستمع، ومنهم من أوجبه عليه، بخلاف السامع. والسامع هو الذي يصل الصوت إلى مسامعه من دون قصدٍ إليه، والمستمع المصغِي بسمعه إليه، والأول غير مذموم فيما يذم استماعه، ولا ممدوح فيما يمدح استماعه، وقد قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} [القصص: 55]، فمدحهم على الإعراض عنه، ولم يذمَّهم على سماعه إذا كان عن غير قصد منهم".
فالخلاصة أن من وقع له سماع الغناء دون قصد لا يلزمه أن يضع أصبعيه في أذنيه، ويستحب له فعل ذلك.
وأما الاستماع بقصد فهو خارج عن هذا.
قال العمراني الشافعي في «البيان»: "فإن قصد إلى استماع المنكر أثم بذلك. وإن لم يقصد إلى استماعه، بل سمعه من غير قصد لم يأثم بذلك؛ لما روى نافع -رضي الله عنه- قال: (كنت أسير مع ابن عمر -رضي الله عنهما وأرضاهما-، فسمع زمارة راع، فوضع إصبعيه في أذنيه، ثم عدل عن الطريق، فلم يزل يقول: أتسمع يا نافع؟ حتى قلت: لا، فأخرج إصبعيه من أذنيه، ثم رجع إلى الطريق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ صنع).
فموضع الدليل: أن ابن عمر -رضي الله عنهما وأرضاهما- لم ينكر على نافع سماعه. ولأن رجلًا لو كان له جار وفي داره منكر ولا يقدر على إزالته فإنه لا يلزمه التحول من داره لأجل المنكر".
وفي «نهاية المحتاج» من كتب الشافعية: "والخبر المروي في شبابة الراعي منكر، وبتقدير صحته فهو دليل التحريم لأن ابن عمر سد أذنيه عن سماعها ناقلا له عن النبي ﷺ ثم استخبر من نافع هل يسمعها فيستديم سد أذنيه، فلما لم يسمعها أخبره فترك سدهما، فهو لم يأمره بالإصغاء إليها بدليل قوله له أتسمع ولم يقل له استمع، ولقد أطنب خطيب الشام الدولعي في تحريمها وتقرير أدلته ونسب من قال بحلها إلى الغلط وأنه ليس معدودا من المذهب، ونقل ابن الصلاح أنها إذا اجتمعت مع الدف حرما بالإجماع ممن يعتد به".
وما أكثر ما يهجون السلفيين بترك التمذهب ثم تراهم يتلمَّسون الرخص خارج كتب المذاهب وداخلها، فعُلِم أن بلاءهم مع السلفية لا من خلاف منهجي، بل نزاع هوى.
كلام الشافعي يُجمع بعضه إلى بعض، ولا يختلف الشافعية في نسبته إلى تحريم الغناء بالمعازف.
قال الشافعي في «الأم» [6/226]: "في الرجل يغني فيتخذ الغناء صناعته يؤتى عليه ويأتي له، ويكون منسوبا إليه مشهورا به معروفا، والمرأة، لا تجوز شهادة واحد منهما؛ وذلك أنه من اللهو المكروه الذي يشبه الباطل، وأن من صنع هذا كان منسوبا إلى السفه وسقاطة المروءة، ومن رضي بهذا لنفسه كان مستخفا، وإن لم يكن محرما بيِّن التحريم، ولو كان لا ينسب نفسه إليه، وكان إنما يعرف بأنه يطرب في الحال فيترنم فيها، ولا يأتي لذلك، ولا يؤتى عليه، ولا يرضى به لم يسقط هذا شهادته، وكذلك المرأة.
قال الشافعي رحمه الله تعالى: في الرجل يتخذ الغلام والجارية المغنيين وكان يجمع عليهما، ويغشى لذلك فهذا سفه تُردُّ به شهادته، وهو في الجارية أكثر مِن قِبل أن فيه سفها ودياثة، وإن كان لا يجمع عليهما ولا يغشى لهما كرهت ذلك له، ولم يكن فيه ما تُردُّ به شهادته.
قال: وهكذا الرجل يغشى بيوت الغناء، ويغشاه المغنون إن كان لذلك مدمنا، وكان لذلك مستعلنا عليه مشهودا عليه فهي بمنزلة سفه ترد بها شهادته. وإن كان ذلك يَقِلُّ منه لم ترد به شهادته لما وصفت من أن ذلك ليس بحرام بيِّن.
استماع الحداء ونشيد الأعراب:
فأما استماع الحداء ونشيد الأعراب فلا بأس به قل أو كثر".
هذا كلامه وهو واضح في تحريم الغناء، بدليل إسقاط شهادة من اعتاده ومال إليه وعُرِف به وأكثر منه.
وأما الأمر اليسير بينه وبين نفسه فهذا أهون عنده.
وأما الخبر المذكور فتفسيره على التفريق بين السماع والاستماع.
قال ابن القيم في كتابه «مسألة السماع»: "ونظير هذا احتجاجكم بغناء الجويريتين في بيت النبي ﷺ وأنَّه سمعه ولم ينكره، فأخطأتم في النظر، ولم تفرقوا بين فعل النبي ﷺ وفعلكم، ولا بين فعل نافع وفعلكم، فأنتم تقصدون الاستماعَ، والسماع غير الاستماع، وكذلك فرق الفقهاء في سجود التلاوة بين السامع والمستمع، فاستحبوه للمستمع، ومنهم من أوجبه عليه، بخلاف السامع. والسامع هو الذي يصل الصوت إلى مسامعه من دون قصدٍ إليه، والمستمع المصغِي بسمعه إليه، والأول غير مذموم فيما يذم استماعه، ولا ممدوح فيما يمدح استماعه، وقد قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} [القصص: 55]، فمدحهم على الإعراض عنه، ولم يذمَّهم على سماعه إذا كان عن غير قصد منهم".
فالخلاصة أن من وقع له سماع الغناء دون قصد لا يلزمه أن يضع أصبعيه في أذنيه، ويستحب له فعل ذلك.
وأما الاستماع بقصد فهو خارج عن هذا.
قال العمراني الشافعي في «البيان»: "فإن قصد إلى استماع المنكر أثم بذلك. وإن لم يقصد إلى استماعه، بل سمعه من غير قصد لم يأثم بذلك؛ لما روى نافع -رضي الله عنه- قال: (كنت أسير مع ابن عمر -رضي الله عنهما وأرضاهما-، فسمع زمارة راع، فوضع إصبعيه في أذنيه، ثم عدل عن الطريق، فلم يزل يقول: أتسمع يا نافع؟ حتى قلت: لا، فأخرج إصبعيه من أذنيه، ثم رجع إلى الطريق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ صنع).
فموضع الدليل: أن ابن عمر -رضي الله عنهما وأرضاهما- لم ينكر على نافع سماعه. ولأن رجلًا لو كان له جار وفي داره منكر ولا يقدر على إزالته فإنه لا يلزمه التحول من داره لأجل المنكر".
وفي «نهاية المحتاج» من كتب الشافعية: "والخبر المروي في شبابة الراعي منكر، وبتقدير صحته فهو دليل التحريم لأن ابن عمر سد أذنيه عن سماعها ناقلا له عن النبي ﷺ ثم استخبر من نافع هل يسمعها فيستديم سد أذنيه، فلما لم يسمعها أخبره فترك سدهما، فهو لم يأمره بالإصغاء إليها بدليل قوله له أتسمع ولم يقل له استمع، ولقد أطنب خطيب الشام الدولعي في تحريمها وتقرير أدلته ونسب من قال بحلها إلى الغلط وأنه ليس معدودا من المذهب، ونقل ابن الصلاح أنها إذا اجتمعت مع الدف حرما بالإجماع ممن يعتد به".
وما أكثر ما يهجون السلفيين بترك التمذهب ثم تراهم يتلمَّسون الرخص خارج كتب المذاهب وداخلها، فعُلِم أن بلاءهم مع السلفية لا من خلاف منهجي، بل نزاع هوى.
أبحث هذه الأيام في موضوع (ملاحة النجوم)، وهذا موضوع مطروق في المقالات العلمية الغربية، أمامك واحد منها.
تقول الكاتبة: "لطالما أولى البشر أهمية كبيرة للاتجاه والملاحة، واعتمدوا منذ زمن طويل على الشمس والقمر والأبراج لإرشادهم عبر سطح الكوكب، وبمساعدة هذه التقنيات الملاحية المبكرة تمكن الناس من الوصول إلى مصادر الغذاء والماء، والهروب من التضاريس الوعرة كالتلال والجبال، وقطع مسافات شاسعة.
مع مرور الوقت تطورت أساليب الملاحة وأصبحت أكثر تعقيداً، فبالإضافة إلى ملاحظة مواقع النجوم وأنماطها التي تشكلت في السماء، استخدم البحارة الأوائل معالم كالجبال والغابات لتوجيه سفنهم. وتُعد الملاحة السماوية -التي تتضمن استخدام مواقع النجوم لتحديد موقع المرء على الأرض- من أكثر أساليب الملاحة دقة التي ابتكرها الناس مع تعلمهم المزيد عن النجوم وحركاتها".
إلى أن قالت: "استخدم البحارة المصريون القدماء النجوم والعلامات لرسم خريطة لمجرى النيل المائي، وهو من أقدم نماذج الملاحة، ومن خلال مراقبة الأبراج وتحديد مواقعها في السماء. استخدم المصريون الملاحة السماوية لتحديد مواقعهم على النهر.
أبحر البحارة في اليونان القديمة في بحر إيجة باستخدام الأبراج. اشتهر هيبارخوس -العالم اليوناني- بعمله في الخرائط السماوية ووضعه لمفهومي خطوط العرض والطول.
حسبوا خطوط العرض باستخدام نجم الشمال، واستخدموا الربع الدائري لحساب الزاوية بين السماء والجسم الذي يشاهدونه. اشتهر الملاحون البرتغاليون بشكل رئيسي ببراعتهم في الإبحار، وقد مكَّنتهم معرفتهم بالبحر من اكتشاف دول جديدة وطرق تجارية.
تُعد رحلة كريستوفر كولومبوس، التي بدأت في إسبانيا عام 1492 للوصول إلى آسيا، واحدة من أشهر المآثر البحرية في التاريخ".
أقول: هنا نتذكر قوله تعالى: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين} [الأنعام].
وقوله تعالى: {وعلامات وبالنجم هم يهتدون} [النحل].
الفرق بين الفائدة التي تأخذها من الآيات والفائدة التي تأخذها من المقال العلمي كما بين السماء والأرض.
فالآية تبيِّن لك أصل القصة وأنها منحة إلهية للبشر استفادوا منها، وتربط لك هذه المنحة بأصول وجودك وبمصيرك في الآخرة، هل تشكر أم تكفر.
أما المقال العلمي فيحكي لك تاريخاً أو يفسر لك واقعاً مشاهداً، وقد تنتفع به ولكنك تبقى محجوباً عن الفائدة الأعظم، فتأمل هذا.
الدين لا يمنعك من الانتفاع بالموارد، فهي منن إلهية، ولكن يمنعها من أن تكون حجاباً يحجبك عن منة المنعم، ومن فهم هذا فُتح له بابٌ في الانتفاع من كتاب الله عز وجل، خصوصاً من له طرف معرفة بالتجريبيات.
تقول الكاتبة: "لطالما أولى البشر أهمية كبيرة للاتجاه والملاحة، واعتمدوا منذ زمن طويل على الشمس والقمر والأبراج لإرشادهم عبر سطح الكوكب، وبمساعدة هذه التقنيات الملاحية المبكرة تمكن الناس من الوصول إلى مصادر الغذاء والماء، والهروب من التضاريس الوعرة كالتلال والجبال، وقطع مسافات شاسعة.
مع مرور الوقت تطورت أساليب الملاحة وأصبحت أكثر تعقيداً، فبالإضافة إلى ملاحظة مواقع النجوم وأنماطها التي تشكلت في السماء، استخدم البحارة الأوائل معالم كالجبال والغابات لتوجيه سفنهم. وتُعد الملاحة السماوية -التي تتضمن استخدام مواقع النجوم لتحديد موقع المرء على الأرض- من أكثر أساليب الملاحة دقة التي ابتكرها الناس مع تعلمهم المزيد عن النجوم وحركاتها".
إلى أن قالت: "استخدم البحارة المصريون القدماء النجوم والعلامات لرسم خريطة لمجرى النيل المائي، وهو من أقدم نماذج الملاحة، ومن خلال مراقبة الأبراج وتحديد مواقعها في السماء. استخدم المصريون الملاحة السماوية لتحديد مواقعهم على النهر.
أبحر البحارة في اليونان القديمة في بحر إيجة باستخدام الأبراج. اشتهر هيبارخوس -العالم اليوناني- بعمله في الخرائط السماوية ووضعه لمفهومي خطوط العرض والطول.
حسبوا خطوط العرض باستخدام نجم الشمال، واستخدموا الربع الدائري لحساب الزاوية بين السماء والجسم الذي يشاهدونه. اشتهر الملاحون البرتغاليون بشكل رئيسي ببراعتهم في الإبحار، وقد مكَّنتهم معرفتهم بالبحر من اكتشاف دول جديدة وطرق تجارية.
تُعد رحلة كريستوفر كولومبوس، التي بدأت في إسبانيا عام 1492 للوصول إلى آسيا، واحدة من أشهر المآثر البحرية في التاريخ".
أقول: هنا نتذكر قوله تعالى: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين} [الأنعام].
وقوله تعالى: {وعلامات وبالنجم هم يهتدون} [النحل].
الفرق بين الفائدة التي تأخذها من الآيات والفائدة التي تأخذها من المقال العلمي كما بين السماء والأرض.
فالآية تبيِّن لك أصل القصة وأنها منحة إلهية للبشر استفادوا منها، وتربط لك هذه المنحة بأصول وجودك وبمصيرك في الآخرة، هل تشكر أم تكفر.
أما المقال العلمي فيحكي لك تاريخاً أو يفسر لك واقعاً مشاهداً، وقد تنتفع به ولكنك تبقى محجوباً عن الفائدة الأعظم، فتأمل هذا.
الدين لا يمنعك من الانتفاع بالموارد، فهي منن إلهية، ولكن يمنعها من أن تكون حجاباً يحجبك عن منة المنعم، ومن فهم هذا فُتح له بابٌ في الانتفاع من كتاب الله عز وجل، خصوصاً من له طرف معرفة بالتجريبيات.