قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
47.5K subscribers
618 photos
22 videos
151 files
612 links
القناة الرئيسية:
t.me/alkulife
قناة الدروس العلمية:
t.me/doros_alkulify

أسئلة عامة مع عبد الله الخليفي:
t.me/swteat_k
صوتيات الخليفي:
t.me/swteat_alkulife

تعزيز القناة : https://t.me/alkulife?boost
Download Telegram
الحمد لله

بما أنها قصة مشاهدة وصاحبها معروف وحي يرزق والشهود عليها أحياء فمجال التشكيك فيها ضعيف أو منعدم.

تأمَّل لو أن هذه القصة حصلت في زمن السلف ورويت لنا بالإسناد.

كم شخصا سيتشكك فيها؟

كم شخصًا سيقول إن المحدثين يروون الخرافات؟

كم شخصًا سيكون مؤمنًا بجوازها في العقل، فقدرة الله لا يحدها شيء، ولكنه سيتَّقي نشر مثل هذه الأمور لأنه اعتاد على مجادلة الزنادقة فصاروا يؤثِّرون عليه حتى في انتقاءاته العلمية التي يخاطِب بها أهل ملته، وهذا أثر خفي لكثرة الجدل مع القوم والتنزل معهم يخفى على كثيرين.

وللمعلومية هذا الحدث ليس مستحيلًا حتى على أصول كثير من الملاحدة، ولكنهم يعاندون ويُرجِعونه للصدفة، وكثير من الملاحدة الغربيين يقولون: لسنا متأكدين مائة بالمائة من عدم وجود إله (هذا كلام دوكنز أشهرهم، ولكنه يرجح عدم وجوده بظن أغلبي).

وعليه فهذا الحدث ليس مستحيلًا لأن الإله على أصولهم وجودُه ممكن، وعليه ففعله الخارق ممكن.

استجابةُ دعاء الملهوف في الأمور العظيمة من برء الأسقام والنجاة من الأمور العظيمة تذكيرٌ لأهل الإيمان بأعظم ما يسألونه ربَّ العالمين وهو مغفرته ورضاه.

وأحسب أن الشخص المذكور في هذه الحادثة قد كان عماه سببًا لتكفير ذنوبه، فلما كان الحج حصل به هذا المقصود ألهمه رب العالمين الدعاء ورفع البلاء.
سبق لي أن انتقدت جوردان بيترسون في مقال بعنوان: دين لا يمكن علمنته.

هنا خرج برسالة وجهها للمسلمين قال فيها -بنبرة الأبيض المسيطر-:

"ينبغي أن يتفق بعضكم مع بعض أولا يا سنة وشيعة، ومن ثم تمدوا يدكم للنصارى، وهل يمكن أن أقول اليهود كذلك؟".

واقترح أن يقفوا مع الاتفاق الإبراهيمي لكي تتفق كلمة أهل الكتاب.

وأنهم ينبغي أن يتناسوا العداء للنصارى واليهود ويركزوا على "الشيطان الحقيقي الذي في داخلنا".

وأن العدو هم أصحاب الأفكار الشيطانية (يقصد التيار اليساري) الذين بزعمه "يشكلون خطرًا على مجتمعاتكم".

أقول: هذا هو الخط التمييعي الجديد، محاربة التيار اليساري من خلال التسليم لهدف من أكبر أهدافه وهو إلغاء التمايز الديني العقائدي (الولاء والبراء).

هكذا يكون الأمر، نأتي لقيمة دينية متفق عليها وأمرُها عظيم ونعليها فوق العقائد في الله وكتبه ورسله ونقول إننا لا يمكن أن نحافظ عليها ما لم نتناسى الخلافيات مع مخالفينا في العقيدة الذين يوافقوننا في نصرة هذه القيمة.

هذا يشبه كثيرا الطرح الحركي الغالي عند أهل ملتنا ولكنهم في الغالب يحصرونه في أهل الملة لمصالح سياسية واقتصادية واجتماعية وخطوط عقدية عريضة مشتركة (مع تجاهل النزاعات العقدية العظيمة أو تمييع الخلاف فيها ما دام الأمر داخل المنتسبين للملة ممن يمكن أن يشاركوا في المشاريع).

طرح بيترسون هو فرع عن التدين المصلحي، وهو فكرة الاستفادة من الدين لتحصيل مكاسب عليا وحرب ما يخالف الأخلاق والفطرة ولكن نلغي ما سوى ذلك.

كأننا نقول لليهودي والنصراني: ادخل النار من خلال يهوديتك ونصرانيتك ولكن لا تدخلها من خلال القيم اليسارية.

هذا الطرح يتجاهل أن في عقيدتنا هذه كلها طرق للنار وأن قضايانا أوسع وأشمل من نصرة قضايا فطرية لها متعلق اجتماعي مع أهميتها

وأننا نؤمن بأن الأديان المحرفة والعقائد الفاسدة لا تفلح بمواجهة الباطل إلا بشكل جزئي وإلا فهي تقويه من وجه وتضعفه من آخر لما فيها من التناقض والوهن.

والاستفادة من ردود بعض أهل الكتاب على دعاة الشذوذ والإلحاد لا يعني ترك الرد عليهم ودعوتهم للإسلام.

أخطر ما في القيم اليسارية إلغاء الولاء والبراء الديني وإلغاء تأثير الإيمان باليوم الآخر على المعاملات الدنيوية، لهذا يعترضون على الجهاد لداعي تمكين الدين وحد الردة وغيرها من الأحكام التي تفرق بين الناس على أساس عقدي، لهذا هذه دعوة يسارية على التحقيق لمحاربة اليسار المتطرف باعتناق اليسار المتوسط.
هذا قبل أربعة أيام

تسع نساء على الأقل تم تخديرهن واغتصابهن في حفل أقامته المستشارة ميركل لحزبها الحزب المسيحي الديمقراطي.

السعار الجنسي في تلك المجتمعات صار شيئا لا يمكن التستر عليه، فهؤلاء أغنياء وساسة وفي حفل فيه صبغة رسمية ومع ذلك ما أمسكوا أنفسهم عن مثل هذه الممارسات.

في الواقع العقلية المعاصرة تتعامل بتهاون شديد مع أمر الشهوة بين الجنسين مع انعدام الوازع الديني.

لهذا دائمًا تجد عشرات الحوادث لأناس مشاهير يتم اتهامهم بالاغتصاب والتحرش وتكون الحوادث المشار إليها مرَّ عليها سنوات طوال ولا شك أن كثيرًا منهم يفلت أو يموت.

وعدد منهم ينجو بتسوية مالية، وهذه من عجائب المجتمع الرأسمالي، الثري يغتصب ويدفع المال وينجو والفقير لا ينجو لأنه لا يمكنه دفع المال، إن كنت لا تصدقني فاقرأ أخبار مشاهير الأثرياء المغتصبين وتسوياتهم المالية.
تعليق على بحث نعمات الجعفري في أحاديث حق الزوج على زوجته 👇
نشر مدارا هذا على الفيس بوك وعلق عليه بقوله:

حقوق الذكر على الأنثى.. ولكن لحظة واحدة.. ليست بالسردية التقليدية أو الدينية التى عرفها وألفها البشر قبل الثورة الفرنسية.. بل في هيكلية جديدة "رأسمالية-حداثية".. حيث إن الناس تنتمي لمراتب "ليست اجتماعية-أسرية-دينية-قيمية" .. بل حصرًا المراتب الجديدة لا تضمن أي تكاليف أو التزامات اجتماعية سوى المنفعة المتبادلة "Mutual benefit" واللي بالطبع مادية صِرف..

أصحاب المراتب العُليا فقط هم من يُفرزهم السوق باعتبارهم أرباب العمل ولهم قوامة أشد من قوامة "الزوج العصري" على الإناث في المراتب الدُنيا..

تبقى أقذر وأحقر الأفكار هي الأفكار المُفككة لبنية التضامن الاجتماعي والأسرة النووية.. بدونها تبقى الفصائل الأصغر "الإناث-متحدي الإعاقة-أصحاب القدرات العقلية المنخفضة.. إلخ".. في عطش دائم للدعم والتشجيع والمؤازرة النفسية من جهة.. وعُرضة لتقلبات السوق من جهة أخرى..

أشد النسويات في القرن الحادي والعشرين تُقر بهذه المقصوصة القوامية للذكر الغالب.. بل وتحث عليها في سبيل تحقيق الذات.. هذا لأن كُل منابت تلك الأفكار والمزابل الفكرية من المادة وإلى المادة وفي سبيل المادة..

أقول: لفهم المسألة أكثر تسمع هذه الصوتية:
وهم التحرر من السلطة الذكورية 👇

https://t.me/swteat_alkulife/3153
في رحاب رقة قلب النبي صلى الله عليه وسلم (بكاؤه لاشتداد المرض على أحد أصحابه)

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمر: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه وجده في غشية، فقال: «أقد قضى؟» قالوا: لا، يا رسول الله فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا، فقال: «ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم». (واللفظ لمسلم)

هذا حديث حفظه المصريون إذ أن مداره على عبد الله بن وهب وهو مصري والسند مصري حتى التابعي فإنه يعود مدنيًّا.

في هذا الحديث يمرض سعد بن عبادة سيد الأنصار فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في جمع من خيار أصحابه فيجده مغشيًّا عليه فيسأل أهله: هل مات؟ فيقولون له: لا لم يمت.

ومع ذلك رقَّ له النبي صلى الله عليه وسلم وبكى، فبكى الصحابة لبكائه.

نظرت في هذا الحديث متعجبًا، مع أنهم قالوا له (لم يمت) بكى لأجله رحمةً منه صلى الله عليه وسلم لصاحبه، وتلقَّى الصحابة هذا الدرس فبكوا.

علمًا أن سعدًا عاش إلى ما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا أنه ما كان يعلم الغيب.

ومع رقة قلبه وبكائه نبَّههم إلى النهي عن النياحة على الميت والجزع وفرَّق لهم بين البكاء رحمةً ورقةً والبكاء المصحوب بالسخط والجزع.

فظهر أن العاطفة لا تُكبت ولا يُطلق لها العنان حتى تخالف الشرع والإيمان.

سيد ولد آدم وكل من حوله يرونه خير البشر ومع ذلك يُظهِر رحمةً ورقةً وبكاءً على مصاب واحد من أصحابه.

ولا أدري ما كان من سعد حين استيقظ من غشيته وعلم أن خير خلق الله قد بكاه واشتاق لرؤيته في عافية، غير أن الأمر محل غبطة شديدة.
هذه الحادثة عجيبة من عدة نواحٍ.

شاب بالغ عمره ١٤ عامًا يغتصب طفلة عمرها أربع سنوات.

ولكن لأنه قاصر في نظر القانون فلن ينال عقوبة تليق بفعله مع أنه بالغ عاقل، وهذا مثال يُظهِر لك عوار هذه القوانين التي تكابر الفطرة والواقع البدني للبشر.

الشاب الذي يسمونه طفلًا مع أنه بالغ نصراني.

وهنا لم يُذكَر دينه ولا اتهام تربيته، وستكون حادثة مريض نفسي.

لو كان العكس لاستَحضَر السفلة مسألة زواج القواصر عند المسلمين مع أنه لا علاقة للأمر باغتصاب طفلة عمرها أربع سنوات.

لو رأيت تعليقات العالمانيين والنصارى على الحادثة لعلمت أنهم لا يفوِّتون فرصة للهجوم على المسلمين حتى لو كانت الحادثة من هذا النوع.
مفارقات العوام 👇
=
المشكلة لا تكمن في المنافع التي تحصلها من الطلاق بل المشكلة في سهولة الطلاق نفسه.

فقد تم تسهيل الأمر جدا، وتم اللعب بمنظومة الخلع، بحيث أنها ما صارت كما هي في كتب الفقهاء.

ومن هنا تعلم الحكمة الإلهية في جعل الطلاق بيد الرجل، فانظر لما جعل بأيدي النساء -عن طريق قوانين فاسدة- ما الذي حصل؟

ولا نعني عدم وجود نساء صالحات ولكن البحث في اللواتي يتشوفن لما اختص الله به بعض عباده دون بعض.

قال تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}

وقد قال علي: "ما طلق أحد طلاق السنة فندم".

وهذا في الرجل الذي ثبت شرعا وواقعا أنه أميل لعدم الطلاق، وأبعد عن اتخاذ هذه الخطوة، أنه غالبا إذا طلق طلاقا بدعيا يندم فما بالك بالنساء.

غير أن المشكلة في طلاق المحاكم الذي يكون من جهة النساء أن المطلق غير الذي يتخذ قرار الزواج، فالمرأة تنفصل عن الرجل، وإن أرادت مراجعته وندمت فإن ذلك يكون عسيرا عليها إما حياءً أو كبرا أو خوفا من كلام الناس، أو لأن الرجل لا يقبل بعد الذي حصل، وهذا الغالب.

وعجيب حال المسلم العصري زواجه أعسر وأعظم تكلفة من زواج المسلمين في العصور السابقة، وطلاقه الذي لا يكون بإرادته أهون من طلاقهم، والتخبيب ليس فعلا فرديا بل هو مؤسساتي.

حتى أن عددا من المحامين الذين تخصصوا بخراب البيوت كرسوا حساباتهم في مواقع التواصل للتخبيب من باب صنع الفرص لزيادة الدخل.
بين صكوك الغفران واستغاثات القبورية..

رأيت مرة لقاءً لمنصِّر سابق أسلم، وحديثه كان عن مرحلةٍ كان فيها شماسًا.

وأنه سأل الرجل الذي يعترف عنده (يعني يأخذ منه صك الغفران): أنت إذا أذنبت أين تعترف؟

فقال له: عند فلان (رتبة كنسية) أعلى.

فرد صاحبنا الذي أسلم وسأله عن الرتبة الأعلى أين يذهب يعترف، حتى وصل إلى أعلى رتبة في الكنيسة فاحتار المسؤول بماذا يجيبه.

هذا الحوار سيعجب عامة المنتسبين للملة ولكن لا يفطنون إلى تقاطع طقس الاعتراف وصكوك الغفران مع استغاثات القبورية.

فأنت لو سألت أحدهم: الجيلاني والرفاعي حين كانوا أحياء بمن كانوا يستغيثون، وهم ليسوا خيرًا من الأنبياء الذين قال فيهم رب العالمين: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}؟

وقد قلت مرة لبعض الأخوة مازحًا وأنا أذكر لهم استغاثات الإمام أحمد لما كان يُجلَد: عامة الأقطاب والأغواث لم يكونوا ولدوا لهذا استغاث الإمام بالله!

بعضهم يجيب بأن هؤلاء أولياء لهذا يسألون الله عز وجل ونحن مقصِّرون فنسألهم وهم يسألون الله.

وهذا يصلح أن يجيب به النصراني في صك الغفران فيقول إن صاحب الرتبة الأعلى بالكنيسة يصلح أن يسأل الله مباشرة ونحن لا يصلح لنا هذا.

وجواب الفريقين أن الغريق لا يغيث الغريق، والله أرحم بك من كل مخلوق، وقد أمرك أن تدعوه على كل حال.

فإن تفذلك وقال: ألست أطلب الدعاء من غيري؟

فيُقال له: هذا كقول النصراني في صك الغفران ألست أطلب من غيري الاستغفار.

وكل عاقل يعرف الفرقَ بين (استغفر لي الله) و (اغفر لي) ففي الثانية يسأل المخلوق كما يسأل الخالق لهذا لا يذكر الله البتة في الثانية، والفرقَ بين قولك (ادع الله لي يا أخي) للحي القادر وقولك (أغثني يا ولي الله).

وأنت إن سألت غيرك الدعاء لك فأنت تدعو له أيضًا، بل كل مسلم يدعو للمسلمين، وتدعو الله لا يمنعك دعاء غيرك لك من هذا.

وأما الاستغاثة بالمخلوق فأنت تنتظر منه فعلًا كما تنتظره من رب العالمين.

وهم أنفسهم يدركون الفرق، فتجده يرجو فضل دعاء أي مسلم له، ولكنه إن استغاث انتقى كبار الأولياء من الموتى.

فحتى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نسألها رب العالمين له (آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته) حتى لا يتخذها البعض ذريعة لتبرير التعلق التام بالمخلوق وإنزاله منزلة لا تنبغي إلا لرب العالمين.

أنت تسبح الله وتحمد الله وتكبر الله حتى إذا جاء الدعاء والاستغاثة استغثت بغيره!

هل رأيت أحدًا يقول: سبحان عبد القادر والحمد للرفاعي، ثم يقول بعدها: هذا مجاز عقلي والقصد سبحان خالق عبد القادر والحمد لله على نعمة الرفاعي؟

لو قالها شخص لم يشك مسلم بشركه وتلاعبه.
مفارقة الجمع بين حسد الأقران وتقديس الشيوخ..

قال تعالى: {وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إذ قرَّبا قربانًا فتُقُبِّل من أحدهما ولم يُتَقَبَّل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة]

هذه القصة لا تعد في قصص الأنبياء مع أقوامهم ولكنها تمهد لك فهم الآفات النفسية التي منعت الناس من قبول النبوة.

فكثير من أقوام الأنبياء منعهم من اتباع الأنبياء أنهم لم يفهموا أن الله أعلم حيث يجعل رسالته.

فنظروا للرسالة من جهة أن معناها أن الله فضَّل إنسانًا عليهم فاختصه بالنبوة فكرهوا ذلك، كما كره ابن آدم أن يتقبل الله من أخيه ولا يتقبل منه فمعناه أنه أنزل منه.

قال تعالى: {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزَل ملائكةً ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين} [المؤمنون]

ومنهم من كانت مشكلته مع من سبقه إلى الهدى فرأى أنهم سيكونون سابقين عليه في اتباع الهدى لذا هم أفضل منه فكَرِه ذلك.

قال تعالى: {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرًا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} [هود]

وقال تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرًا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفكٌ قديم} [الأحقاف]

ومنهم من يرى أنه سيفقد مكانةً دنيويةً باتباع الحق.

وهذا ليس مختصًّا في رد أصل الرسالة بل في رد كل حق، حتى في النزاعات بين المسلمين كثيرون يحملهم على رد الحق أنه جاء من قرين لهم ينافسونه ويُضمِرون له حسدًا.

أو يخشى أن يظهر في صورة التابع، أو تعجَّل في رد هذا الحق فلمَّا تبين له أنه حق استحيا من الاعتذار، أو رأى شبابًا صغارًا سبقوه إلى هذا الحق فاستثقل أن يكونوا سابقين له في هذا فآثر احتقارهم على أن يعترف.

ومنهم من يبغض القوم الذين جاء منهم الحق ويريد الحق في قومه كشأن اليهود.

والعجيب أنك تجد عامة الحاسدين الدافعين للحق بداعي الحسد لا يخلون من تقديس لمعظَّميهم خارج عن الحد.

كما كان أقوام المشركين يعبدون الأصنام فيجعلون لها صفات الألوهية ويحسدون بشرًا أن يبعثه الله بالنبوة، فجرَّدوا مستحقًّا من صفته ورفعوا غير مستحق إلى مقام الألوهية.

وقد يظن المرء التناقض بين السلوكين وليس كذلك، فكلاهما عدم اتزان في العاطفة، فهذا مبالغة في المدح وهذا مبالغة في القدح.

روى البخاري في الأدب المفرد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا". فقلت ( أسلم، راوي الخبر ) كيف ذاك؟ قال: "إذا أحببت كلفت كلف الصبي وإذا أبغضت أحببت لصاحبك التلف".

بل غالبًا ما يستر الحاسد حسده بإظهار التقديس لمعظَّم يزعم أن المحسود غمطه حقه، وقد يقع حقًّا من بعض الناس غمط حقوق الأفاضل غير أن المراد التنبيه على هذه الآفات التي تفشو بين المنتسبين للعلم.

وعلى المربي أن ينتبه من كون الطالب حبه كلفًا وبغضه تلفًا ويسعى إلى أن يربيه على ضبط نفسه.
الكاشف للشهوة والعاطفة 👇