قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
47.5K subscribers
618 photos
22 videos
151 files
612 links
القناة الرئيسية:
t.me/alkulife
قناة الدروس العلمية:
t.me/doros_alkulify

أسئلة عامة مع عبد الله الخليفي:
t.me/swteat_k
صوتيات الخليفي:
t.me/swteat_alkulife

تعزيز القناة : https://t.me/alkulife?boost
Download Telegram
آية في حجية السنة يغفل عنها كثيرون

مما يعجبني على كلام الشافعي تكراره لكلمة (بيان) في الموطن الذي يعبر فيه المتأخرون بكلمة (شرح)، وأحسن ذاك قوله (بيان السنة) في بعض المواطن التي فصلت فيها السنة مجمل القرآن أو خصصت عمومه.

فتجده يقول في الرسالة: "وغَسَلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الوضوء المرفقين والكعبين، وكانت الآية محتملة أن يكونا مغسولين، وأن يكون مغسولًا إليهما، ولا يكونان - مغسولين، ولعلهم حَكَؤا الحديث إبانة لهذا أيضًا.
وأشْبَهُ الأمرين بظاهر الآية أن يكونا مغسولين، وهذا بيان السنة مع بيان".

وقد كان أبو عوانة في مسنده يستخدم هذا التركيب.

ثم ظهر لي أن هذا التعبير هو أقرب لِلَفظ القرآن، فقد قال تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه • فإذا قرأناه فاتبع قرآنه • ثم إن علينا بيانه} [القيامة]

قوله سبحانه {ثم إن علينا بيانه} فيه الإشارة لبيان السنة إذ أن إنزال القرآن وجمعه قد ذكر في الآيات السابقة فما بقي سوى تفسير القرآن وبيان مجملاته.

قال المعلمي في الأنوار الكاشفة: "فأما السنة فقد تكفل الله بحفظها أيضا، لأن تكفله بحفظ القرآن يستلزم تكفله بحفظ بيانه وهو السنة، وحفظ لسانه وهو العربية، إذ المقصود بقاء الحجة قائمة والهداية باقية بحيث ينالها من يطلبها، لأن محمدًا خاتم الأنبياء وشريعته خاتمة الشرائع. بل دل على ذلك قوله (ثم إن علينا بيانه)، فحفظ الله السنة في صدور الصحابة والتابعين حتى كتبت ودونت كما يأتي".

وقال أبو لبابة بن الطاهر في كتابه [السنة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم]: "قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:16-19].
فالله يطمئن رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه الآيات ويعده -ووعده الحق- بأنّه سيجمع القرآن في صدره فيحفظه دون أن يتفلّت منه شيء ويردّده متى شاء بكلّ يسر وسيعلّمه قراءته كما نزل، وقطع سبحانه بأنه المتكفّل ببيانه، ويفسّر ابن عباس قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} بقوله: "علينا أن نبيّنه بلسانك" وفي رواية: "على لسانك".
وعبارة "بيانه" في قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} جنس مضاف، فيعمّ جميع أصناف البيان المتعلّقة بالقرآن الكريم من إظهاره وتبيين أحكامه وما يتعلّق بها من تخصيص وتقييد ونسخ وغير ذلك. ونظرًا إلى أنّ السنة هي التي بيّنت الغامض وفصّلت المجمل ووضّحت المشكل وفسّرت المبهم وقيّدت المطلق وخصّصت العام وحدّدت المنسوخ فهي المراد بقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} فهي وحي من الله".

وقال الحسين بن محمد آيت سعيد في كتابه [السنة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم] (عنوانه مطابق للرسالة السابقة ولعلها ندوة جمعت المؤلفين): "قال ابن حزم -معلقا على هاتين الآيتين-: "فأخبر تعالى كما قدمنا، أن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كله وحي، والوحي كله محفوظ بحفظ الله عزّ وجل، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء؛ إذ ما حفظ الله تعالى بلا خلاف ذكْر، والذكر محفوظ بنص القرآن، فصح بذلك أن كلامه صلى الله عليه وسلم كله محفوظ بحفظ الله عزّوجل، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء؛ إذ ما حفظ الله تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيع منه شيء، فهو منقول إلينا كله، فلله الحجة علينا أبدا " ...
قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:18-19]. ووجه الدلالة من الآيتين، أن الله تعالى أمر نبيه باتباع قراءة جبريل، والإنصاتِ لها، ثم بعدها تكفل الله له أن يبين له معاني ما قرأ وسمع. والبيانُ إنما وقع بالسنة، فدل ذلك على أن السنة من عند الله، كالقرآن سواء، لأن الله تعالى أضاف البيان لنفسه، فأفاد ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يتلقاه منه.
قال ابن حزم: "فأخبر تعالى أن بيان القرآن عليه عز وجل، وإذا كان عليه، فبيانه من عنده تعالى، والوحي كله -متلوُّه وغير متلوه- فهو من عند الله عز وجل".

وقد أقر هذا الاستدلال غير واحد وشرحه.

وقد قال عبد الله بن عباس: "من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب، قوله: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب} فكان الرجم مما أخفوا" رواه النسائي في الكبرى والطبري في تفسيره بسند قوي.

فكيف بمن كفر بالرجم وكل السنة، فهذا كافر بالقرآن وإن سمى نفسه قرآنيًّا، فإن القرآن دله على بيان السنة، ولهذا ما صدر من بعض المشايخ من تكفير القوم هو حق وهو المستفاد من صنيع الصحابة وعليه عامة علماء الأمة.
عبد الله بن أبي زكريا والعاطفة الصادقة

قال أبو نعيم في حلية الأولياء: "حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا جعفر بن أحمد، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا مهدي بن جعفر، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أن عبد الله بن أبي زكريا، كان يقول: «لو خيرت بين أن أعمر مائة سنة من ذي قبل في طاعة الله، أو أن أقبض في يومي هذا، أو في ساعتي هذه، لاخترت أن أقبض في يومي هذا، أو في ساعتي هذه، تشوقا إلى الله ورسوله، والصالحين من عباده»".

أقول: عبد الله بن أبي زكريا تابعي شامي، عابد مشهور بعبادته وحسن خلقه حتى أنه كان لا يتكلم إلا للحاجة، ولا يدع أحداً يغتاب في مجلسه مع كثرة تبسمه في وجوه الناس، وقد فضله الأوزاعي على أهل طبقته، وفضائله عجيبة من قرأ ترجمته قرت عينه بما يرى.

هذا الرجل يذكر شوقه لله ورسوله وعباد الله الصالحين، وأنه إذا تذكر أنه إذا مات رآهم تشوق للموت، وعادة الناس الخوف من الموت.

هذا الرجل ما روي عنه إنشاد الأشعار التي تحمل الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تمسح بقبره، ولا قبر رجل صالح، ولا استغاث بأحد منهم، ولا توسل به في أدعيته.

ولا زعم أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ولا صنع لنفسه زاوية يجمع فيها المريدين على الرقص وإنشاد القصائد في حب الحبيب صلى الله عليه وسلم.

ولما مات ما جعل أصحابه على قبره ضريحاً.

كان الأمر بعيداً عن كل هذا التكلف ومع ذلك لا يشك أحد عرفه بأن كلامه الذي يقوله صدق، لأنه كل حياته وهو مظهر للتقوى في مظاهر يعجز عنها كبار العباد.

وكثير من المتأخرين لما عجزوا عن المحبة الصادقة والاتباع الحق استحدثوا محبة زائفة ملؤها البدع والغلو، وصاروا يتهمون من لا يوافقهم عليها بأنه لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن تيمية في الرد على الأخنائي: "وما ذكره هذا من فضائله فبعض ما يستحقه صلى الله عليه وسلم، والأمر فوق ما ذكره أضعافًا مضاعفة، لكن هذا يوجب إيماننا به وطاعتنا له واتباع سنته والتأسي به والاقتداء ومحبتنا له وتعظيمنا له وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه ومتابعة سنته، فإن هذا هو طريق النجاة والسعادة وهو سبيل الخلق ووسيلتهم إلى لله تعالى. ليس في هذا ما يوجب معصيته ومخالفة أمره والشرك بالله واتباع غير سبيل المؤمنين السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان. وهو قد قال (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) وقال (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا) وقال (لا تتخذوا قبري عيدًا، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني) وقال: (خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) رواه مسلم. وقال: (إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) رواه أهل السنن. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، إلى غير ذلك من الأدلة التي بين أن الحجاج إلى القبور هم من المخالفين للرسول صلى الله عليه وسلم الخارجين عن شريعته وسنته، لا من الموافقين له المطيعين له كما بسط في غير هذا الموضع".

ما كان الشيخ يريد شرحه هو أن الاتباع هو عنوان المحبة الصادقة، وهذا ما وصل إليه عبد الله بن أبي زكريا وأضرابه، وحرم منه كثير من المتأخرين ممن زعموا لأنفسهم من المراتب ما لم يزعمه عامة الأولياء في زمن السلف لأنفسهم ولا نصيفه.
مواقف مشكلة للإمام أحمد 👇
قال ابن تيمية في الرد على الأخنائي: "وأما الذين يزورون القبور -أي الزيارة البدعية أو الشركية- فيفعلون عندها من أنواع المنكرات ما لا يضبط، كما يفعل المشركون والنصارى وأهل البدع عند قبر من يعظمونه من أنواع الشرك والغلو، وبحسبك أنه ﷺ لعن اليهود والنصارى لأجل اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد، فإذا اتخذ القبر مسجدا فقد لعن صاحبه".

أقول: الساكتون عن هذه المنكرات أنواع:

منهم من لا يريد الاعتراف لأناس خارج مؤسسته التي يبالغ في تعظميها بأنهم كان لهم قصب السبق في إنكار هذه البلايا، فهو لا يريد الاعتراف بفضيلة لمن يسميهم وهابية أو نابتة، وهم أنشط الناس في التحذير من هذه البلايا وأنقذ الله بهم خلقا عظيما منها.

فهو بمجرد إنكاره سيعيد كلاما اعتاد الناس سماعه منهم واشتهروا به ومشاركة غيرهم لهم لا تقارن بما يصنعون كما هو الشأن في كثير من المنكرات.

وهناك صنف انطلت عليه حيل المدافعين عن هذه البلايا.

فمنهم من يترك هذه الممارسات التي لا يقرها متشرع ويبحث في بعض الأمور التي افتتن بها خلق من المتأخرين مثل دعاء الله عند القبور أو التوسل وغيرها من البدع أو الشرك الصراح من الاستغاثة بغير الله والتي وقع فيها أناس من المنتسبين للعلم وأنكر عليهم غيرهم..

ثم يعزف على وتر الطعن في العلماء ومخالفة المذاهب (ويعني بذلك مخالفة كلام بعض المتأخرين من المنتسبين للمذاهب).

ثم يثبط عن إنكار هذه الأفعال التي ينكرها حتى من تلبس بتلك البلايا التي فشت بين المتأخرين (ولو لم يكن في ممارسات المتأخرين سوى فتح الباب لهذا الغلو العظيم لكفى به شرا، كيف والأمر في نفسه بدعة وضلالة ومنه ما هو شرك).

ومنهم من تأثر بالنفَس الإنسانوي وظنَّ أن إنكار هذه الشركيات سيؤدي إلى الغلو، فحتى إن أنكرها لا يقول هذا شرك.

وهكذا يسكت عن بيان التوحيد وحق رب العالمين من أجل (فوبيا الغلو والتطرف).

وصار الكثير يفضل الحديث عن التعنيف الأسري ومشاكل الأزواج والتنمر على الحديث عن التوحيد، وربما يتكلم فيها كلها ولكن النصيب الأوفر من الحرارة للقضايا المجتمعية.

وقد قال النبي ﷺ: "أجعلتني لله ندّا" فيما هو أهون من هذا بكثير.

وقال لأصحابه: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي كافر بالكوكب ومؤمن بالكوكب كافر بي" في أمر أهون من هذه الممارسات بكثير.

وبدلا من إنكار هذه الأمور تجدهم يصورون عند بعض القبور وكأنهم يقولون للعوام اثبتوا على ما أنتم فيه من خطل.
تعلم أين المفارقة؟

أن هذا وغيره يحرصون على الزي الأزهري والموالد والتوسل وشد الرحال للقبور بل وتسويغ الاستغاثة وحلق اللحية وغيرها من الأمور التي مَن يرى حرصهم عليها يظن أن فيها فضائل مروية في الصحيحين.

وغاية دفاعهم عن هذه الأمور أن يثبتوا أن فيها خلافًا ويركبون لذلك الصعب والذلول.

وأما السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي قال بوجوبها أو تأكيد استحبابها عامة أهل العلم فتجدهم يسخرون من الذي يحرص عليها ويزعمون أنه يهتم بالقشور، وكأنَّ بدعهم وضلالاتهم ورسومهم من اللب!

فميزان الحسنات يوم القيامة يوزن فيه كل طاعة نوى فيها المرء التقرب.

ففي الواقع الكل حريص على مظاهر تدين، ولكن شتان بين من يحرص على السنن ومن يحرص على البدع.

فخادم الحديث النبوي يسخر من الاهتمام بالسنن الثابتة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجده حريصًا على دعوة الناس إلى تعظيم قبر البدوي.

فمن دعا للتوحيد اتُّهِم بالتطرف، ومن دعا للسنن سخر منه العشماوي، ومن حارب الأفكار الوافدة اتُّهِم بالرجعية وقالوا ينقض الوحدة الوطنية أو هو معادٍ للنساء.
علامات استفهام وعلامات تعجب حول قائمة المنقولات الزوجية 👇