📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
#دعـاء_السـفـر
أنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ ؛ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اسْتَوَى علَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ ، كَبَّرَ ثَلَاثًا ، ثُمَّ قالَ : سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا ، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ في الأهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأهْل ، وإذَا رَجَعَ قالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ : آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ.
#الراوي : عبدالله بن عمر
#المصدر : صحيح مسلم
🗓 #شـرح_الـحـديـث 🗓
▪️كانَ ابنُ عُمر رضِي اللهُ عنهما مِن أحرصِ الصَّحابة على تَعليمِ هَدي النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للنَّاسِ ، وتَحريضِهم على التَّمسُّكِ به.
👈 وفي هَذا الحَديثِ يُعلِّمُ ابنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهُما بعضَ أَصحابِه دُعاءَ السَّفرِ ، فقدْ كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إِذا استَوى ، أي : رَكِبَ واستَقرَّ عَلى ظهرِ بَعيرِه خارجًا من المَدينة إِلى سفرٍ ما ، كبَّر اللهَ ثَلاثًا ، فيَقولُ : اللهُ أَكبرُ ، ثَلاثَ مرَّاتٍ
▪️ثُمَّ يَقولُ : سُبحانَ الَّذي سخَّر لَنا هَذا فَجَعلَه مُنقادًا لنا (وَما كنَّا له مُقرَنينَ) ، فَما كنَّا نُطيقُ قَهرَه واستِعمالَه لولا تَسخيرُ الله سُبحانَه وَتعالى إيَّاه لنا ، (وَإنَّا إِلى ربِّنا لَمُنقلبونَ) ، فإنَّ الإِنسانَ لَمَّا رَكِب مُسافرًا على هذه الذَّلول كأنَّه يَتذكَّرُ السَّفرَ الأَخير مِن هَذه الدُّنيا وهو سَفرُ الإِنسان إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ إِذا مات ، وحَملتْه النَّاس على أَعناقِهم ، فَيتذكَّرُ وَيقولُ : وإنَّا إِلى ربِّنا لَمُنقلبونَ.
▪️ثُمَّ بَعدَ ذَلك أَثنَى عَلى اللهِ ودَعاهُ فقال : (اللَّهمَّ إِنَّا نَسألُك في سَفرِنا هَذا البِرَّ والتَّقوى) ، والبِرُّ ؛ أي : الطَّاعة والتَّقوى ، أي : عنِ المَعصيةِ فيَمتثلُ الأَوامرَ ويَجتنبُ النَّواهيَ ، ثُمَّ سَألَه منَ العَملِ ما يَرضَى بِه عنْه ثُمَّ سألَه تَهوينَ السَّفر وهوَ تَيسيرُه ، وأنْ يُقرِّبَ لَه مَسافةَ ذَلك السَّفر.
▪️ثُمَّ أَردف عَلى قِطعةٍ أُخرى في هَذا الذِّكر والدُّعاء فَقال : (أَنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخَليفَةُ في الأَهلِ) ، فالصَّاحبُ في السَّفرِ يَعني تَصحبُني في سَفري ، تُيسِّرُه عليَّ ، تُسهِّلُه عليَّ ، وأَنتَ الخَليفةُ في الأَهلِ مِن بَعدي تَحوطُهم بِرعايتِك وعِنايتِك ؛ فهوَ جلَّ وعَلا معَ الإِنسان في سَفرِه ، وخَليفتُه في أَهلِه ؛ لأنَّه جلَّ وعَلا بكُلِّ شيءٍ محيطٌ.
▪️ثُمَّ استَعاذَ مِن بعضِ ما يُصيبُ الإِنسانَ في السَّفرِ ، وَمِنها : "وَعثاءُ السَّفر" وهي شِدَّتُه ومَشقَّتُه وتَعبُه ، "وكآبةُ المَنظَر" وهيَ تَغيُّرُ الوجهِ كأنَّه مَرضٌ ، والنَّفسِ بالانكسارِ ممَّا يَعرِضُ لها فيما يُحبُّه ممَّا يُورِثُ الهَمَّ والحُزن ، وقيل : المُرادُ منه الاستِعاذة مِن كلِّ مَنظرٍ يَعقُب الكآبة عند النَّظرِ إِليه ، (وسوءِ المُنقلَبِ) في المال والأَهل ؛ وفي حديثٍ آخر : (سوءِ المَنظرِ) ، وذلك بأنْ يَرجع فَيرى في أَهلِه ومالِه ما يَسوءُه.
📑 وفي حديثٍ آخر : استَعاذَ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ ، يعني: منَ النُّقصان بعدَ الزِّيادةِ وتَغيُّرِ الحال منَ الطَّاعة إِلى المَعصية ، وتَعوَّذَ أَيضًا من دَعوةِ المَظلومِ ، أي : أَعوذُ بكَ منَ الظُّلم فإنَّه يَترتَّب عَليه دُعاءُ المَظلوم.
ما.يقال.عند.الرجوع.من.السفر.tt
▪️وكان إِذا رجع قال تلك الجُمل المَذكورة وَزادَ فيهنَّ ، فَقالَ بَعدَهنَّ : (آيبونَ) ، أي : نحنُ راجِعون مِن السَّفرِ بالسَّلامةِ ، (تائِبون) ، أي : منَ المَعصيةِ إِلى الطَّاعة ، (عابِدونَ لربِّنا حامِدون) ؛ فهوَ صلَّى الله عليه وسلَّم في كُلِّ حالِه يَتذكَّر العِبادة وأنَّه عبدٌ للهِ سُبحانه وتعالى ، وكان النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذا رجع مِن سَفرِه يبدأُ بأَهلِه.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/22006
===========
¤ #بوت_المنارة : لنشر شروح الأحاديث والدروس والفتاوى للقنوات المحافـظة والمجموعات ، للتواصل @Mnarah_bot
#دعـاء_السـفـر
أنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ ؛ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اسْتَوَى علَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ ، كَبَّرَ ثَلَاثًا ، ثُمَّ قالَ : سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا ، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ في الأهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأهْل ، وإذَا رَجَعَ قالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ : آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ.
#الراوي : عبدالله بن عمر
#المصدر : صحيح مسلم
🗓 #شـرح_الـحـديـث 🗓
▪️كانَ ابنُ عُمر رضِي اللهُ عنهما مِن أحرصِ الصَّحابة على تَعليمِ هَدي النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للنَّاسِ ، وتَحريضِهم على التَّمسُّكِ به.
👈 وفي هَذا الحَديثِ يُعلِّمُ ابنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهُما بعضَ أَصحابِه دُعاءَ السَّفرِ ، فقدْ كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إِذا استَوى ، أي : رَكِبَ واستَقرَّ عَلى ظهرِ بَعيرِه خارجًا من المَدينة إِلى سفرٍ ما ، كبَّر اللهَ ثَلاثًا ، فيَقولُ : اللهُ أَكبرُ ، ثَلاثَ مرَّاتٍ
▪️ثُمَّ يَقولُ : سُبحانَ الَّذي سخَّر لَنا هَذا فَجَعلَه مُنقادًا لنا (وَما كنَّا له مُقرَنينَ) ، فَما كنَّا نُطيقُ قَهرَه واستِعمالَه لولا تَسخيرُ الله سُبحانَه وَتعالى إيَّاه لنا ، (وَإنَّا إِلى ربِّنا لَمُنقلبونَ) ، فإنَّ الإِنسانَ لَمَّا رَكِب مُسافرًا على هذه الذَّلول كأنَّه يَتذكَّرُ السَّفرَ الأَخير مِن هَذه الدُّنيا وهو سَفرُ الإِنسان إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ إِذا مات ، وحَملتْه النَّاس على أَعناقِهم ، فَيتذكَّرُ وَيقولُ : وإنَّا إِلى ربِّنا لَمُنقلبونَ.
▪️ثُمَّ بَعدَ ذَلك أَثنَى عَلى اللهِ ودَعاهُ فقال : (اللَّهمَّ إِنَّا نَسألُك في سَفرِنا هَذا البِرَّ والتَّقوى) ، والبِرُّ ؛ أي : الطَّاعة والتَّقوى ، أي : عنِ المَعصيةِ فيَمتثلُ الأَوامرَ ويَجتنبُ النَّواهيَ ، ثُمَّ سَألَه منَ العَملِ ما يَرضَى بِه عنْه ثُمَّ سألَه تَهوينَ السَّفر وهوَ تَيسيرُه ، وأنْ يُقرِّبَ لَه مَسافةَ ذَلك السَّفر.
▪️ثُمَّ أَردف عَلى قِطعةٍ أُخرى في هَذا الذِّكر والدُّعاء فَقال : (أَنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخَليفَةُ في الأَهلِ) ، فالصَّاحبُ في السَّفرِ يَعني تَصحبُني في سَفري ، تُيسِّرُه عليَّ ، تُسهِّلُه عليَّ ، وأَنتَ الخَليفةُ في الأَهلِ مِن بَعدي تَحوطُهم بِرعايتِك وعِنايتِك ؛ فهوَ جلَّ وعَلا معَ الإِنسان في سَفرِه ، وخَليفتُه في أَهلِه ؛ لأنَّه جلَّ وعَلا بكُلِّ شيءٍ محيطٌ.
▪️ثُمَّ استَعاذَ مِن بعضِ ما يُصيبُ الإِنسانَ في السَّفرِ ، وَمِنها : "وَعثاءُ السَّفر" وهي شِدَّتُه ومَشقَّتُه وتَعبُه ، "وكآبةُ المَنظَر" وهيَ تَغيُّرُ الوجهِ كأنَّه مَرضٌ ، والنَّفسِ بالانكسارِ ممَّا يَعرِضُ لها فيما يُحبُّه ممَّا يُورِثُ الهَمَّ والحُزن ، وقيل : المُرادُ منه الاستِعاذة مِن كلِّ مَنظرٍ يَعقُب الكآبة عند النَّظرِ إِليه ، (وسوءِ المُنقلَبِ) في المال والأَهل ؛ وفي حديثٍ آخر : (سوءِ المَنظرِ) ، وذلك بأنْ يَرجع فَيرى في أَهلِه ومالِه ما يَسوءُه.
📑 وفي حديثٍ آخر : استَعاذَ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ ، يعني: منَ النُّقصان بعدَ الزِّيادةِ وتَغيُّرِ الحال منَ الطَّاعة إِلى المَعصية ، وتَعوَّذَ أَيضًا من دَعوةِ المَظلومِ ، أي : أَعوذُ بكَ منَ الظُّلم فإنَّه يَترتَّب عَليه دُعاءُ المَظلوم.
ما.يقال.عند.الرجوع.من.السفر.tt
▪️وكان إِذا رجع قال تلك الجُمل المَذكورة وَزادَ فيهنَّ ، فَقالَ بَعدَهنَّ : (آيبونَ) ، أي : نحنُ راجِعون مِن السَّفرِ بالسَّلامةِ ، (تائِبون) ، أي : منَ المَعصيةِ إِلى الطَّاعة ، (عابِدونَ لربِّنا حامِدون) ؛ فهوَ صلَّى الله عليه وسلَّم في كُلِّ حالِه يَتذكَّر العِبادة وأنَّه عبدٌ للهِ سُبحانه وتعالى ، وكان النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذا رجع مِن سَفرِه يبدأُ بأَهلِه.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/22006
===========
¤ #بوت_المنارة : لنشر شروح الأحاديث والدروس والفتاوى للقنوات المحافـظة والمجموعات ، للتواصل @Mnarah_bot
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
#دعـاء_السـفـر
أنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ ؛ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اسْتَوَى علَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ ، كَبَّرَ ثَلَاثًا ، ثُمَّ قالَ : ((سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا ، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ في الأهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأهْل)) ، وإذَا رَجَعَ قالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ : ((آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ)).
#الراوي : عبد الله بن عمر
#المصدر : صحيح مسلم
🗓 #شـرح_الـحـديـث 🖋
▪️كانَ ابنُ عُمر رضِي اللهُ عنهما مِن أحرصِ الصَّحابة على تَعليمِ هَدي النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للنَّاسِ ، وتَحريضِهم على التَّمسُّكِ به.
وفي هَذا الحَديثِ يُعلِّمُ ابنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهُما بعضَ أَصحابِه دُعاءَ السَّفرِ ، فقدْ كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إِذا استَوى ، أي : رَكِبَ واستَقرَّ عَلى ظهرِ بَعيرِه خارجًا من المَدينة إِلى سفرٍ ما ، كبَّر اللهَ ثَلاثًا ، فيَقولُ : اللهُ أَكبرُ ، ثَلاثَ مرَّاتٍ
● ثُمَّ يَقولُ : "سُبحانَ الَّذي سخَّر لَنا هَذا" فَجَعلَه مُنقادًا لنا.
● "وَما كنَّا له مُقرَنينَ" ، فَما كنَّا نُطيقُ قَهرَه واستِعمالَه لولا تَسخيرُ الله سُبحانَه وَتعالى إيَّاه لنا.
● "وَإنَّا إِلى ربِّنا لَمُنقلبونَ" ، فإنَّ الإِنسانَ لَمَّا رَكِب مُسافرًا على هذه الذَّلول كأنَّه يَتذكَّرُ السَّفرَ الأَخير مِن هَذه الدُّنيا وهو سَفرُ الإِنسان إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ إِذا مات ، وحَملتْه النَّاس على أَعناقِهم ، فَيتذكَّرُ وَيقولُ : وإنَّا إِلى ربِّنا لَمُنقلبونَ.
● ثُمَّ بَعدَ ذَلك أَثنَى عَلى اللهِ ودَعاهُ فقال : (اللَّهمَّ إِنَّا نَسألُك في سَفرِنا هَذا البِرَّ والتَّقوى) ، والبِرُّ ؛ أي : الطَّاعة والتَّقوى ، أي : عنِ المَعصيةِ فيَمتثلُ الأَوامرَ ويَجتنبُ النَّواهيَ ، ثُمَّ سَألَه منَ العَملِ ما يَرضَى بِه عنْه ثُمَّ سألَه تَهوينَ السَّفر وهوَ تَيسيرُه ، وأنْ يُقرِّبَ لَه مَسافةَ ذَلك السَّفر.
● ثُمَّ أَردف عَلى قِطعةٍ أُخرى في هَذا الذِّكر والدُّعاء فَقال : (أَنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخَليفَةُ في الأَهلِ) ، فالصَّاحبُ في السَّفرِ يَعني تَصحبُني في سَفري ، تُيسِّرُه عليَّ ، تُسهِّلُه عليَّ ، وأَنتَ الخَليفةُ في الأَهلِ مِن بَعدي تَحوطُهم بِرعايتِك وعِنايتِك ؛ فهوَ جلَّ وعَلا معَ الإِنسان في سَفرِه ، وخَليفتُه في أَهلِه ؛ لأنَّه جلَّ وعَلا بكُلِّ شيءٍ محيطٌ.
● ثُمَّ استَعاذَ مِن بعضِ ما يُصيبُ الإِنسانَ في السَّفرِ ، وَمِنها : "وَعثاءُ السَّفر" وهي شِدَّتُه ومَشقَّتُه وتَعبُه.
● "وكآبةُ المَنظَر" وهيَ تَغيُّرُ الوجهِ كأنَّه مَرضٌ ، والنَّفسِ بالانكسارِ ممَّا يَعرِضُ لها فيما يُحبُّه ممَّا يُورِثُ الهَمَّ والحُزن ، وقيل : المُرادُ منه الاستِعاذة مِن كلِّ مَنظرٍ يَعقُب الكآبة عند النَّظرِ إِليه.
● "وسوءِ المُنقلَبِ في المال والأَهل" ؛ وفي حديثٍ آخر : (سوءِ المَنظرِ) ، وذلك بأنْ يَرجع فَيرى في أَهلِه ومالِه ما يَسوءُه.
📑 وفي حديثٍ آخر : استَعاذَ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ ، يعني : منَ النُّقصان بعدَ الزِّيادةِ وتَغيُّرِ الحال منَ الطَّاعة إِلى المَعصية ، وتَعوَّذَ أَيضًا من دَعوةِ المَظلومِ ، أي : أَعوذُ بكَ منَ الظُّلم فإنَّه يَترتَّب عَليه دُعاءُ المَظلوم.
ما.يقال.بعد.الرجوع.من.السفر.tt
▪️وكان إِذا رجع قال تلك الجُمل المَذكورة وَزادَ فيهنَّ ، فَقالَ بَعدَهنَّ : (آيبونَ) ، أي : نحنُ راجِعون مِن السَّفرِ بالسَّلامةِ ، (تائِبون) ، أي : منَ المَعصيةِ إِلى الطَّاعة ، (عابِدونَ لربِّنا حامِدون) ؛ فهوَ صلَّى الله عليه وسلَّم في كُلِّ حالِه يَتذكَّر العِبادة وأنَّه عبدٌ للهِ سُبحانه وتعالى ، وكان النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذا رجع مِن سَفرِه يبدأُ بأَهلِه.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/22006
#دعـاء_السـفـر
أنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ ؛ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اسْتَوَى علَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ ، كَبَّرَ ثَلَاثًا ، ثُمَّ قالَ : ((سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا ، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ في الأهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأهْل)) ، وإذَا رَجَعَ قالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ : ((آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ)).
#الراوي : عبد الله بن عمر
#المصدر : صحيح مسلم
🗓 #شـرح_الـحـديـث 🖋
▪️كانَ ابنُ عُمر رضِي اللهُ عنهما مِن أحرصِ الصَّحابة على تَعليمِ هَدي النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للنَّاسِ ، وتَحريضِهم على التَّمسُّكِ به.
وفي هَذا الحَديثِ يُعلِّمُ ابنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهُما بعضَ أَصحابِه دُعاءَ السَّفرِ ، فقدْ كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إِذا استَوى ، أي : رَكِبَ واستَقرَّ عَلى ظهرِ بَعيرِه خارجًا من المَدينة إِلى سفرٍ ما ، كبَّر اللهَ ثَلاثًا ، فيَقولُ : اللهُ أَكبرُ ، ثَلاثَ مرَّاتٍ
● ثُمَّ يَقولُ : "سُبحانَ الَّذي سخَّر لَنا هَذا" فَجَعلَه مُنقادًا لنا.
● "وَما كنَّا له مُقرَنينَ" ، فَما كنَّا نُطيقُ قَهرَه واستِعمالَه لولا تَسخيرُ الله سُبحانَه وَتعالى إيَّاه لنا.
● "وَإنَّا إِلى ربِّنا لَمُنقلبونَ" ، فإنَّ الإِنسانَ لَمَّا رَكِب مُسافرًا على هذه الذَّلول كأنَّه يَتذكَّرُ السَّفرَ الأَخير مِن هَذه الدُّنيا وهو سَفرُ الإِنسان إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ إِذا مات ، وحَملتْه النَّاس على أَعناقِهم ، فَيتذكَّرُ وَيقولُ : وإنَّا إِلى ربِّنا لَمُنقلبونَ.
● ثُمَّ بَعدَ ذَلك أَثنَى عَلى اللهِ ودَعاهُ فقال : (اللَّهمَّ إِنَّا نَسألُك في سَفرِنا هَذا البِرَّ والتَّقوى) ، والبِرُّ ؛ أي : الطَّاعة والتَّقوى ، أي : عنِ المَعصيةِ فيَمتثلُ الأَوامرَ ويَجتنبُ النَّواهيَ ، ثُمَّ سَألَه منَ العَملِ ما يَرضَى بِه عنْه ثُمَّ سألَه تَهوينَ السَّفر وهوَ تَيسيرُه ، وأنْ يُقرِّبَ لَه مَسافةَ ذَلك السَّفر.
● ثُمَّ أَردف عَلى قِطعةٍ أُخرى في هَذا الذِّكر والدُّعاء فَقال : (أَنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخَليفَةُ في الأَهلِ) ، فالصَّاحبُ في السَّفرِ يَعني تَصحبُني في سَفري ، تُيسِّرُه عليَّ ، تُسهِّلُه عليَّ ، وأَنتَ الخَليفةُ في الأَهلِ مِن بَعدي تَحوطُهم بِرعايتِك وعِنايتِك ؛ فهوَ جلَّ وعَلا معَ الإِنسان في سَفرِه ، وخَليفتُه في أَهلِه ؛ لأنَّه جلَّ وعَلا بكُلِّ شيءٍ محيطٌ.
● ثُمَّ استَعاذَ مِن بعضِ ما يُصيبُ الإِنسانَ في السَّفرِ ، وَمِنها : "وَعثاءُ السَّفر" وهي شِدَّتُه ومَشقَّتُه وتَعبُه.
● "وكآبةُ المَنظَر" وهيَ تَغيُّرُ الوجهِ كأنَّه مَرضٌ ، والنَّفسِ بالانكسارِ ممَّا يَعرِضُ لها فيما يُحبُّه ممَّا يُورِثُ الهَمَّ والحُزن ، وقيل : المُرادُ منه الاستِعاذة مِن كلِّ مَنظرٍ يَعقُب الكآبة عند النَّظرِ إِليه.
● "وسوءِ المُنقلَبِ في المال والأَهل" ؛ وفي حديثٍ آخر : (سوءِ المَنظرِ) ، وذلك بأنْ يَرجع فَيرى في أَهلِه ومالِه ما يَسوءُه.
📑 وفي حديثٍ آخر : استَعاذَ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ ، يعني : منَ النُّقصان بعدَ الزِّيادةِ وتَغيُّرِ الحال منَ الطَّاعة إِلى المَعصية ، وتَعوَّذَ أَيضًا من دَعوةِ المَظلومِ ، أي : أَعوذُ بكَ منَ الظُّلم فإنَّه يَترتَّب عَليه دُعاءُ المَظلوم.
ما.يقال.بعد.الرجوع.من.السفر.tt
▪️وكان إِذا رجع قال تلك الجُمل المَذكورة وَزادَ فيهنَّ ، فَقالَ بَعدَهنَّ : (آيبونَ) ، أي : نحنُ راجِعون مِن السَّفرِ بالسَّلامةِ ، (تائِبون) ، أي : منَ المَعصيةِ إِلى الطَّاعة ، (عابِدونَ لربِّنا حامِدون) ؛ فهوَ صلَّى الله عليه وسلَّم في كُلِّ حالِه يَتذكَّر العِبادة وأنَّه عبدٌ للهِ سُبحانه وتعالى ، وكان النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذا رجع مِن سَفرِه يبدأُ بأَهلِه.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/22006