السيرة النبوية 217
فتح مكة 7
الشيخ صالح الخليفة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الدرس السابع عشر بعد المائتين في سيرته صلى الله عليه وسلم.
وممن أهدر دمهم كذلك حين فتح مكة، عكرمة بن أبي جهل.. واسمه عكرمة بن عمرو بن هشام، وأبوه هو أبو جهل.. وقد أخذ الزعامة في قبيلته بني مخزوم بعد مقتل أبيه.. وكان سيدا مطاعا في قومه.. ولكنه كان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم.. فكان ممن أهدر دمهم.. فهرب يريد اليمن.. ذهب إلى جدة أو إلى تهامة ليركب السفينة ثم يهرب إلى اليمن..
فجاءت امرأته أم حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرته ماذا صنع، وطلبت أن يؤمنه، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم حرصا على أن يدخل في الإسلام. فخرجت تتبع زوجها، وتخبره بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم له..
وجاء عند بعض أهل السير أنه -أي عكرمة- ركب سفينة، فهاج البحر، فقال قبطانها: أخلص.. قال: وما هذا؟ قال: قل لا إله إلا الله.قال: إن كان لا ينفعني في البحر إلا هي، فإنه لا ينفعني في البر إلا هي. وما هربت من البر إلا من هذا.. ثم عاهد ربه إن أنجاه أن يأتي حتى يضع يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم.. فنجاه الله.. (1)
وجاء أن زوجته خرجت وأدركته وهو في السفينة، فنادته وأخبرته.. ثم عاد رضي الله عنه.. فقام النبي صلى الله عليه وسلم إليه فرحا.. ودخل عكرمة في الإسلام..(2) وحسن إسلامه رضي الله عنه وأرضاه.
وسبحان الله! أبوه فرعون هذه الأمة؛ أبو جهل.. وعكرمة بعد أن أسلم.. وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الشام مجاهدا، فلم يعد حتى قتل.. وقد قتل رضي الله عنه في معركة أجنادين، في خلافة أبي بكر.. وأصيب في اليرموك حتى ذهبت عينه.. (3)
وكان يقبل المصحف، ويبكي ويقول: كلام ربي كلام ربي. (4)
وأيضا، ممن هرب من مكة: صفوان بن أمية بن خلف، وأيضا أبوه من رؤوس الكفر؛ أمية بن خلف الذي كان يعذب بلالا..
سبحان الله! كان آباؤهم حربا على الإسلام.. ثم أدخل الله الإسلام قلوب أبنائهم.
صفوان.. ذكر أهل السير أن الذي أمنه عمير بن وهب الصحابي، وهو نفسه الذي اتفق معه صفوان قبل سنوات أن يذهب عمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقتله.. فذهب إليه -كما سبق معنا-، وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما دار بينه وبين صفوان.. فأسلم عمير.
فجاء عمير يطلب الأمان لصفوان، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأدركه في تهامة.. هرب خوفا على نفسه.. هرب من ماله ومن جاهه ومن زعامته.. فقال له: ابن عمك -يقصد النبي صلى الله عليه وسلم- عزه عزك، فعد إليه فأسلم.. فقال: يقتلني! قال: لا، فإنه أبر الناس وأرحم الناس -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-..
فعاد معه صفوان، حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إن هذا يزعم أنك أمنتني.. قال: نعم. قال: فأمهلني شهرين حتى أرى أمري. قال: بل أربعة.. (5) لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه حين يعلم صفوان معنى الإسلام والإيمان فلن يتأخر..
وكانت له مشاركة في غزوة حنين سنذكرها إن شاء الله في الدرس القادم.
هذه جملة أحداث مكة وفتحها، وكانت في شهر رمضان من العام الثامن للهجرة.
أسأل الله عز وجل أن يتقبل مني ومنكم صالح العمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
-----------
(1) البدر المنير، ابن الملقن، 9/ 153.
(2) المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، 5103.
(3) اختلفوا في يوم استشهاده، فقال بعضهم: استشهد يوم اليرموك؛ فوجدوا به بضعا وسبعين من طعنة ورمية وضربة.. وقال آخرون: قتل يوم أجنادين.. سير أعلام النبلاء، الذهبي، 1/ 324.
(4) إتحاف المهرة، ابن حجر، "وفيه انقطاع شديد". 11/ 283.
(5) السيرة النبوية، ابن هشام، 2/ 418.
#سلسلة_دروس_في_السيرة_النبوية
#الشيخ_صالح_الخليفة
#الحلقة_السابعة_عشرة_بعد_المائتين
#انتقاء_الإسلام_ديني
#تفريغ_منتدى_النجاح_والتميز
فتح مكة 7
الشيخ صالح الخليفة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الدرس السابع عشر بعد المائتين في سيرته صلى الله عليه وسلم.
وممن أهدر دمهم كذلك حين فتح مكة، عكرمة بن أبي جهل.. واسمه عكرمة بن عمرو بن هشام، وأبوه هو أبو جهل.. وقد أخذ الزعامة في قبيلته بني مخزوم بعد مقتل أبيه.. وكان سيدا مطاعا في قومه.. ولكنه كان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم.. فكان ممن أهدر دمهم.. فهرب يريد اليمن.. ذهب إلى جدة أو إلى تهامة ليركب السفينة ثم يهرب إلى اليمن..
فجاءت امرأته أم حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرته ماذا صنع، وطلبت أن يؤمنه، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم حرصا على أن يدخل في الإسلام. فخرجت تتبع زوجها، وتخبره بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم له..
وجاء عند بعض أهل السير أنه -أي عكرمة- ركب سفينة، فهاج البحر، فقال قبطانها: أخلص.. قال: وما هذا؟ قال: قل لا إله إلا الله.قال: إن كان لا ينفعني في البحر إلا هي، فإنه لا ينفعني في البر إلا هي. وما هربت من البر إلا من هذا.. ثم عاهد ربه إن أنجاه أن يأتي حتى يضع يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم.. فنجاه الله.. (1)
وجاء أن زوجته خرجت وأدركته وهو في السفينة، فنادته وأخبرته.. ثم عاد رضي الله عنه.. فقام النبي صلى الله عليه وسلم إليه فرحا.. ودخل عكرمة في الإسلام..(2) وحسن إسلامه رضي الله عنه وأرضاه.
وسبحان الله! أبوه فرعون هذه الأمة؛ أبو جهل.. وعكرمة بعد أن أسلم.. وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الشام مجاهدا، فلم يعد حتى قتل.. وقد قتل رضي الله عنه في معركة أجنادين، في خلافة أبي بكر.. وأصيب في اليرموك حتى ذهبت عينه.. (3)
وكان يقبل المصحف، ويبكي ويقول: كلام ربي كلام ربي. (4)
وأيضا، ممن هرب من مكة: صفوان بن أمية بن خلف، وأيضا أبوه من رؤوس الكفر؛ أمية بن خلف الذي كان يعذب بلالا..
سبحان الله! كان آباؤهم حربا على الإسلام.. ثم أدخل الله الإسلام قلوب أبنائهم.
صفوان.. ذكر أهل السير أن الذي أمنه عمير بن وهب الصحابي، وهو نفسه الذي اتفق معه صفوان قبل سنوات أن يذهب عمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقتله.. فذهب إليه -كما سبق معنا-، وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما دار بينه وبين صفوان.. فأسلم عمير.
فجاء عمير يطلب الأمان لصفوان، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأدركه في تهامة.. هرب خوفا على نفسه.. هرب من ماله ومن جاهه ومن زعامته.. فقال له: ابن عمك -يقصد النبي صلى الله عليه وسلم- عزه عزك، فعد إليه فأسلم.. فقال: يقتلني! قال: لا، فإنه أبر الناس وأرحم الناس -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-..
فعاد معه صفوان، حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إن هذا يزعم أنك أمنتني.. قال: نعم. قال: فأمهلني شهرين حتى أرى أمري. قال: بل أربعة.. (5) لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه حين يعلم صفوان معنى الإسلام والإيمان فلن يتأخر..
وكانت له مشاركة في غزوة حنين سنذكرها إن شاء الله في الدرس القادم.
هذه جملة أحداث مكة وفتحها، وكانت في شهر رمضان من العام الثامن للهجرة.
أسأل الله عز وجل أن يتقبل مني ومنكم صالح العمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
-----------
(1) البدر المنير، ابن الملقن، 9/ 153.
(2) المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، 5103.
(3) اختلفوا في يوم استشهاده، فقال بعضهم: استشهد يوم اليرموك؛ فوجدوا به بضعا وسبعين من طعنة ورمية وضربة.. وقال آخرون: قتل يوم أجنادين.. سير أعلام النبلاء، الذهبي، 1/ 324.
(4) إتحاف المهرة، ابن حجر، "وفيه انقطاع شديد". 11/ 283.
(5) السيرة النبوية، ابن هشام، 2/ 418.
#سلسلة_دروس_في_السيرة_النبوية
#الشيخ_صالح_الخليفة
#الحلقة_السابعة_عشرة_بعد_المائتين
#انتقاء_الإسلام_ديني
#تفريغ_منتدى_النجاح_والتميز
السيرة النبوية 217
فتح مكة 7
الشيخ صالح الخليفة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الدرس السابع عشر بعد المائتين في سيرته صلى الله عليه وسلم.
وممن أهدر دمهم كذلك حين فتح مكة، عكرمة بن أبي جهل.. واسمه عكرمة بن عمرو بن هشام، وأبوه هو أبو جهل.. وقد أخذ الزعامة في قبيلته بني مخزوم بعد مقتل أبيه.. وكان سيدا مطاعا في قومه.. ولكنه كان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم.. فكان ممن أهدر دمهم.. فهرب يريد اليمن.. ذهب إلى جدة أو إلى تهامة ليركب السفينة ثم يهرب إلى اليمن..
فجاءت امرأته أم حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرته ماذا صنع، وطلبت أن يؤمنه، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم حرصا على أن يدخل في الإسلام. فخرجت تتبع زوجها، وتخبره بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم له..
وجاء عند بعض أهل السير أنه -أي عكرمة- ركب سفينة، فهاج البحر، فقال قبطانها: أخلص.. قال: وما هذا؟ قال: قل لا إله إلا الله.قال: إن كان لا ينفعني في البحر إلا هي، فإنه لا ينفعني في البر إلا هي. وما هربت من البر إلا من هذا.. ثم عاهد ربه إن أنجاه أن يأتي حتى يضع يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم.. فنجاه الله.. (1)
وجاء أن زوجته خرجت وأدركته وهو في السفينة، فنادته وأخبرته.. ثم عاد رضي الله عنه.. فقام النبي صلى الله عليه وسلم إليه فرحا.. ودخل عكرمة في الإسلام..(2) وحسن إسلامه رضي الله عنه وأرضاه.
وسبحان الله! أبوه فرعون هذه الأمة؛ أبو جهل.. وعكرمة بعد أن أسلم.. وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الشام مجاهدا، فلم يعد حتى قتل.. وقد قتل رضي الله عنه في معركة أجنادين، في خلافة أبي بكر.. وأصيب في اليرموك حتى ذهبت عينه.. (3)
وكان يقبل المصحف، ويبكي ويقول: كلام ربي كلام ربي. (4)
وأيضا، ممن هرب من مكة: صفوان بن أمية بن خلف، وأيضا أبوه من رؤوس الكفر؛ أمية بن خلف الذي كان يعذب بلالا..
سبحان الله! كان آباؤهم حربا على الإسلام.. ثم أدخل الله الإسلام قلوب أبنائهم.
صفوان.. ذكر أهل السير أن الذي أمنه عمير بن وهب الصحابي، وهو نفسه الذي اتفق معه صفوان قبل سنوات أن يذهب عمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقتله.. فذهب إليه -كما سبق معنا-، وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما دار بينه وبين صفوان.. فأسلم عمير.
فجاء عمير يطلب الأمان لصفوان، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأدركه في تهامة.. هرب خوفا على نفسه.. هرب من ماله ومن جاهه ومن زعامته.. فقال له: ابن عمك -يقصد النبي صلى الله عليه وسلم- عزه عزك، فعد إليه فأسلم.. فقال: يقتلني! قال: لا، فإنه أبر الناس وأرحم الناس -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-..
فعاد معه صفوان، حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إن هذا يزعم أنك أمنتني.. قال: نعم. قال: فأمهلني شهرين حتى أرى أمري. قال: بل أربعة.. (5) لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه حين يعلم صفوان معنى الإسلام والإيمان فلن يتأخر..
وكانت له مشاركة في غزوة حنين سنذكرها إن شاء الله في الدرس القادم.
هذه جملة أحداث مكة وفتحها، وكانت في شهر رمضان من العام الثامن للهجرة.
أسأل الله عز وجل أن يتقبل مني ومنكم صالح العمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
-----------
(1) البدر المنير، ابن الملقن، 9/ 153.
(2) المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، 5103.
(3) اختلفوا في يوم استشهاده، فقال بعضهم: استشهد يوم اليرموك؛ فوجدوا به بضعا وسبعين من طعنة ورمية وضربة.. وقال آخرون: قتل يوم أجنادين.. سير أعلام النبلاء، الذهبي، 1/ 324.
(4) إتحاف المهرة، ابن حجر، "وفيه انقطاع شديد". 11/ 283.
(5) السيرة النبوية، ابن هشام، 2/ 418.
#سلسلة_دروس_في_السيرة_النبوية
#الشيخ_صالح_الخليفة
#الحلقة_السابعة_عشرة_بعد_المائتين
#انتقاء_الإسلام_ديني
#تفريغ_منتدى_النجاح_والتميز
فتح مكة 7
الشيخ صالح الخليفة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الدرس السابع عشر بعد المائتين في سيرته صلى الله عليه وسلم.
وممن أهدر دمهم كذلك حين فتح مكة، عكرمة بن أبي جهل.. واسمه عكرمة بن عمرو بن هشام، وأبوه هو أبو جهل.. وقد أخذ الزعامة في قبيلته بني مخزوم بعد مقتل أبيه.. وكان سيدا مطاعا في قومه.. ولكنه كان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم.. فكان ممن أهدر دمهم.. فهرب يريد اليمن.. ذهب إلى جدة أو إلى تهامة ليركب السفينة ثم يهرب إلى اليمن..
فجاءت امرأته أم حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرته ماذا صنع، وطلبت أن يؤمنه، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم حرصا على أن يدخل في الإسلام. فخرجت تتبع زوجها، وتخبره بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم له..
وجاء عند بعض أهل السير أنه -أي عكرمة- ركب سفينة، فهاج البحر، فقال قبطانها: أخلص.. قال: وما هذا؟ قال: قل لا إله إلا الله.قال: إن كان لا ينفعني في البحر إلا هي، فإنه لا ينفعني في البر إلا هي. وما هربت من البر إلا من هذا.. ثم عاهد ربه إن أنجاه أن يأتي حتى يضع يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم.. فنجاه الله.. (1)
وجاء أن زوجته خرجت وأدركته وهو في السفينة، فنادته وأخبرته.. ثم عاد رضي الله عنه.. فقام النبي صلى الله عليه وسلم إليه فرحا.. ودخل عكرمة في الإسلام..(2) وحسن إسلامه رضي الله عنه وأرضاه.
وسبحان الله! أبوه فرعون هذه الأمة؛ أبو جهل.. وعكرمة بعد أن أسلم.. وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الشام مجاهدا، فلم يعد حتى قتل.. وقد قتل رضي الله عنه في معركة أجنادين، في خلافة أبي بكر.. وأصيب في اليرموك حتى ذهبت عينه.. (3)
وكان يقبل المصحف، ويبكي ويقول: كلام ربي كلام ربي. (4)
وأيضا، ممن هرب من مكة: صفوان بن أمية بن خلف، وأيضا أبوه من رؤوس الكفر؛ أمية بن خلف الذي كان يعذب بلالا..
سبحان الله! كان آباؤهم حربا على الإسلام.. ثم أدخل الله الإسلام قلوب أبنائهم.
صفوان.. ذكر أهل السير أن الذي أمنه عمير بن وهب الصحابي، وهو نفسه الذي اتفق معه صفوان قبل سنوات أن يذهب عمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقتله.. فذهب إليه -كما سبق معنا-، وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما دار بينه وبين صفوان.. فأسلم عمير.
فجاء عمير يطلب الأمان لصفوان، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأدركه في تهامة.. هرب خوفا على نفسه.. هرب من ماله ومن جاهه ومن زعامته.. فقال له: ابن عمك -يقصد النبي صلى الله عليه وسلم- عزه عزك، فعد إليه فأسلم.. فقال: يقتلني! قال: لا، فإنه أبر الناس وأرحم الناس -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-..
فعاد معه صفوان، حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إن هذا يزعم أنك أمنتني.. قال: نعم. قال: فأمهلني شهرين حتى أرى أمري. قال: بل أربعة.. (5) لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه حين يعلم صفوان معنى الإسلام والإيمان فلن يتأخر..
وكانت له مشاركة في غزوة حنين سنذكرها إن شاء الله في الدرس القادم.
هذه جملة أحداث مكة وفتحها، وكانت في شهر رمضان من العام الثامن للهجرة.
أسأل الله عز وجل أن يتقبل مني ومنكم صالح العمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
-----------
(1) البدر المنير، ابن الملقن، 9/ 153.
(2) المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، 5103.
(3) اختلفوا في يوم استشهاده، فقال بعضهم: استشهد يوم اليرموك؛ فوجدوا به بضعا وسبعين من طعنة ورمية وضربة.. وقال آخرون: قتل يوم أجنادين.. سير أعلام النبلاء، الذهبي، 1/ 324.
(4) إتحاف المهرة، ابن حجر، "وفيه انقطاع شديد". 11/ 283.
(5) السيرة النبوية، ابن هشام، 2/ 418.
#سلسلة_دروس_في_السيرة_النبوية
#الشيخ_صالح_الخليفة
#الحلقة_السابعة_عشرة_بعد_المائتين
#انتقاء_الإسلام_ديني
#تفريغ_منتدى_النجاح_والتميز