((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
35.3K subscribers
19.3K photos
4K videos
3.17K files
13.8K links

نستقبل مشاركاتكم وملاحظاتكم وأسالتكم على البوت التالي ⬇️
@Sbqat23_bot
Download Telegram
السيرة النبوية 211
فتح مكة (1)
الشيخ صالح الخليفة

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الدرس الحادي عشر بعد المائتين في سيرته صلى الله عليه وسلم.

في العام الثامن من الهجرة بدأ فتح مكة؛ هذا الفتح العظيم الذي سماه الله عز وجل فتحا عظيما.

فتح مكة التي بدأ الإسلام منها، وخرج نبينا صلوات الله وسلامه عليه منها.. فعادته العرب، وآذوا أصحابه وآذوه.. وخرج منها مهاجرا إلى المدينة.

مضت سنة الله، ودارت الأيام، فعاد صلى الله عليه وسلم إليها بجيش يقارب العشرة آلاف.

وكان حين خرج منها صلى الله عليه وسلم.. خرج مع أبي بكر وعبد الله بن أريقط الدليل خائفين. ووضعت قريش -كما سبق معنا- مائة ناقة لمن يأتي بهما.. والآن سيأتينا كيف دخلها صلى الله عليه وسلم..

هذه سنة الله في خلقه.. سنة الله في عباده المؤمنين؛ {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون} (1)، {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (2).

عاد مع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف.. عشرة آلاف من المؤمنين الصادقين الصابرين، من المهاجرين والأنصار وبقية العرب..

الإرهاصات التي بدأ بها فتح مكة هي -كما سبق معنا- أن خزاعة دخلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، وبنو بكر دخلوا في عهد قريش.. وخزاعة كانت تقيم بجوار بني بكر.. وكان العهد الذي بينهم أن من دخل في حلف النبي صلى الله عليه وسلم فهو معه؛ ما أصابه يصيبهم، وما أصابهم يصيبه، وكذلك دخلت بنو بكر مع قريش؛ فما أصاب بني بكر يصيب قريشا.. وعلى هذا كان الاتفاق والعهد..

بنو بكر أرادوا أن يأخذوا ثأرهم من خزاعة، لكن صلح الحديبية أوقفهم.. ولما أراد الله فتح مكة لنبيه صلى الله عليه وسلم، نوت بنو بكر على خزاعة، فاستعانوا ببعض رجالات قريش، فأعانهم مجموعة منهم: صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وغيرهما.

أمدوهم بالدروع وأمدوهم بالسيوف وقاتل بعضهم مع بني بكر ضد خزاعة.. وجاءوا -كما ذكر أهل السير- إلى ماء من مياه خزاعة يقال له "الوتير"..

فقامت بنو بكر -وخزاعة في ذلك الوقت قد أمنت، ولم يستعدوا لقتال؛ لأن بينهم وبين بني بكر هذا العهد الذي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش- فقتلوا فيهم مقتلة.. حتى إن رجلا من بني بكر كان يلحق رجلا من خزاعة، فهرب الخزاعي حتى دخل الحرم -حرم مكة-، فلما دخله قال رجل مع هذا البكري: قد صرنا في الحرم. قال: لا حرم اليوم. فقتله..

لما كان هذا، انطلق رجل من بني خزاعة، يقال له عمرو بن سالم الخزاعي.. ركب ناقته وانطلق إلى المدينة.. لماذا؟ ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا نقض صريح وواضح للعهد والصلح الذي كان في الحديبية.

وقد جاء أنه دخل إلى المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم قد صلى الفجر بالمسلمين، ولا زال في مسجده، فدخل عليه في المسجد، ثم أنشد يقول:

يا رب إني ناشد محمدا
حلف أبينا وأبيه الأتلدا

فانصر هداك الله نصرا أيدا
وادع عباد الله يأتوا مددا

إن قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا

هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعا وسجدا

وزعموا أن لست أدعو أحدا
وهم أذل وأقل عددا (3)

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (نصرت يا عمرو بن سالم). (4)

----------
(1) سورة الصافات، الآيات 171-173.
(2) سورة السجدة، الآية 24.
(3) السيرة النبوية، ابن هشام، 2/394.
(4) ضعفه الألباني، تخريج أحاديث فقه السيرة، 373.


#سلسلة_دروس_في_السيرة_النبوية
#الشيخ_صالح_الخليفة
#الحلقة_الحادية_عشرة_بعد_المائتين
#انتقاء_الإسلام_ديني
#تفريغ_منتدى_النجاح_والتميز
السيرة النبوية 211
فتح مكة (1)
الشيخ صالح الخليفة


بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يجهز جيشه ويعد العدة..

قريش لما أصبحت وعلمت بالخبر اجتمع سادتها، فعلموا أنهم قد نقضوا العهد، وأن قريشا قد أمدت بني بكر.. ولو أن بني بكر وحدهم قاتلوا لكان العهد منقوضا لأنهم تابعون لهم في هذا العهد.. فرأوا أن يرسلوا أبا سفيان ليجدد العهد ويمدده إن استطاع.

ذكر أهل السير أن أبا سفيان ذهب إلى المدينة ليطلب تمديد العهد، فذهب إلى أبي بكر وطلب منه أن يشفع عند النبي صلى الله عليه وسلم فأبى، وطلب من عمر فرده وأغلظ، وقال: أنا أشفع لكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله لو لم أجد إلا كذا وكذا لقاتلتكم به، ثم ذهب إلى علي بن أبي طالب، فقال له علي كما قال أبو بكر وعمر، ورده.. حتى طلب من فاطمة أن يشفع الحسن، وكان غلاما صغيرا، فقالت: ابني هذا لم يبلغ أن يجير في مثل هذا..

ولما دخل على ابنته أم حبيبة أم المؤمنين، كان في بيتها فراش النبي صلى الله عليه وسلم فطوته عنه، فقال: يا بنية، والله لا أدري: أرغبت بهذا الفراش عني، أم رغبت بي عنه!؟ قالت: إنك مشرك؛ وإنك نجس، وإنه فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا بنية، والله لقد أصابك بعدي شر عظيم..(5) -وهكذا كان يرى الأمر-..

ثم دخل إلى المسجد، فقال له علي بن أبي طالب: ولكن أرى أن تدخل، فأنت سيد قريش، فتجير أمام الناس..

وهذا من استخفاف علي رضي الله عنه به.. وإلا فكيف يجير ولا يقبل جواره وهو سيد مكة!

ففعل هذا، ثم عاد.. وعلمت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم سيقصدهم نصرة لحلفائه خزاعة.

نقف على هذا، ونكمل إن شاء الله في الدرس القادم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

---------
(5) قال الألباني: 'ضعيف، رواه ابن إسحاق بدون إسناد". تخريج أحاديث فقه السيرة، 373.


#سلسلة_دروس_في_السيرة_النبوية
#الشيخ_صالح_الخليفة
#الحلقة_الحادية_عشرة_بعد_المائتين
#انتقاء_الإسلام_ديني
#تفريغ_منتدى_النجاح_والتميز