((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
34.6K subscribers
19K photos
3.97K videos
3.12K files
13.6K links

نستقبل مشاركاتكم وملاحظاتكم وأسالتكم على البوت التالي ⬇️
@Sbqat23_bot
Download Telegram
#تأمل

💡#معرفة الحق والاهتداء به ليس بطول التجربة
ولا بطول الأعمار، ففتية الكهف شباب آمنوا،
وفي قومهم مسنون ومع ذلك لم يهتدوا!

#الشيخ_ابن_جبرين_رحمه_الله

"#المقدمة

فإن الله هو الحق، ويدعو إلى الحق، ومنه الحق جل وعلا.
ومعرفة الحق واجب عظيم، فكيف نُميّز الحق؟ كيف نعرفه؟ ما هي الدلائل الدالة عليه؟ ما هي أماراته؟ ما هي صفاته؟ ما هي طريقة الوصول إليه؟ ما هي الصوارف عنه؟ كيف نتعامل معها؟ من هم أعدائه؟ وكيف نواجههم؟
هذه بصائر عظيمة، ينبغي على المسلم؛ وخصوصا في هذا الزمان أن يحرص عليها.
الحق شيء كبير، الحق قامت به السموات والأرض، الحق في خِضَمِّ هذه الشُّبهات، والانحرافات كثيرة، أين الحق في غمرة الأطراف المتصارعة، وأين هو الحق اليوم في غمرة الأطروحات والنظريات؟
كيف نعرف الحق الآن في ظل هذا الزخم الكبير الهائم، التي تبثه القنوات، وتزخر فيه المقالات، وهذه المنشورات على الشاشات، كيف تعرف الحق؟
الله  أخرجنا من بطون أمهاتنا على الفطرة السليمة، فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم: 30]، وأقسم تعالى بذلك فقال: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [الشمس: 7]، أي: وما خلقها.
وقد خلقها سويةً مستقيمةً على الفطرة القويمة، فطر الله الناس على معرفته، وعلى توحيده، وأن الحق لو عرض عليهم بدون موانع وصوارف سيقبلونه.
جعل الله في النفوس استعدادات للتعرف على الحق، والإحساس به وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى[الأعراف: 172].
الحق الذي لأجله خلق الله الخلق، وحقُ الله على العباد أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا [رواه البخاري: 2856، ومسلم: 152]، ولا بد من التعرف على الحق، ومعرفة مصادره، وكذلك فإن معرفة الحق من أشرف العلوم التي ينبغي تعلمها."

#معرفة_الحق
#صالح_المنجد
"

#أهمية_معرفة_الحق
#اولا
وهذا الحق من أسمائه، وأفعاله حق، وصفاته حق، وكل شيء يُنسب إليه تعالى فهو حق، والموضوع متعلق باسمه ، وشرف كل علم بشرف المعلوم؛ وهذا المعلوم له تعلّق باسم من أسمائه تعالى، وهو "الحق".
وقوله حقٌ، وفعله حقٌ، ووعده حقٌ، ولقائه حق، ورسله حق، وكتُبه حقٌ، ودار كرامته حقٌ، ودارُ عذابه حقٌ .
فإذاً، معرفة الحق من الفطرة.
#ثانيا: معرفة الحق من أشرف العلوم.
#ثالثا: معرفة الحق للتميز بينه وبين الباطل، وضبط الأمور؛ حتى لا يقع الزيغ، فإن للحق أمارات وعلامات نصبها الله تعالى.
والتمييز بين الحق والباطل أمرٌ مهم جداً.
#رابعاً: معرفة الحق لاتخاذ الموقف من الحق بالتأييد، ومن ضد الحق –الباطل- للمواجهة.
#خامساً: معرفة الحق تجعلك تؤيد أنصار الحق.
#سادساً: مواجهة أعداء الحق.
وإذا عرفنا الصوارف عن الحق عرفنا كيف نواجهها، قال حذيفة : "كان الناس يسألون الني ﷺ عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر؛ مخافة أن يدركني" [رواه البخاري: 3605، ومسلم: 4890].

#ما_معنى: الحق واحد ولا يتعدد؟ ما معنى: الحق أبلج، والباطل لجلج؟ ما معنى: الحق له علامات، وأمارات.
سابعا: معرفة الحق تعين على الثبات عليه، والقين به؛ خصوصا في عصر الفتن من الشهوات والشبهات؛ خصوصا في عصر انتفاش الباطل، وهيمنته، وكثرته، وتغلبه المادي.
المسلم الذي يعرف الحق ثابت الجَنان، قوي الحُجّة، مطمئن في مسيره.
ثامناً: معرفة الحق تعين في الحكم على الأشخاص، والأعمال، والمواقف، والأحداث؛ لأنه لا يجوز الحكم على هذه الأشياء بالظن والتخرُّص، ولا الرجم بالغيب، ولا بالهوى والتشهي، ولا بالعصبية."

#معرفة_الحق
#محمد_صالح_المنجد


#معنى_الحق:
الحق في اللغة: كلمة تدل على "إحكام الشيء وصحته" [معجم مقاييس اللغة: 2/15].
الحق في كتب اللغة وصفوه بالعدل، ووصفوه بالثبات، ووصفوه بالوجوب، ووصفوه باليقين، ووصفوه بالصدق، ووصفوه بأنه ضد الباطل.
إذاً
الحق: الإحكام، والصحة، والإصابة، والوجود، والثبات، والصدق، والعدل.
ما معنى: الله هو
الحق؟ أي: حقٌ في وجوده، فلا يمكن لأحد أن يجحده ويكون مسلماً، حقٌ  في أفعاله، حقٌ في قضائه وقدره، حقٌ في ذاته وصفاته، حقٌ في ألوهيته، فلا يستحق أحد العبادة إلا هو.
فقوله حق، وفعله حق، ورسله حق، وكتبه حق، ودينه حق، الله  هو
الحق المطلق، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ[الحج: 6]، كل الناس، كل البشر، كل المخلوقات تفنى إلا الله، فإنه باق، يبقى، لأنه وجوده حق سبحان.

"لكن وجودنا نحن، نأتي ونذهب، كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ۝ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ [الرحمن: 26 - 27]، أسمائه سبحان وتعالى وصفاته حق، فلا يوجد في أسمائه مدح زائد، ولا يوجد في أسمائه شيء لا يستحقه
#معرفة_الحق
#محمد_صالح_المنجد

وكذلك فإن شرعه حق، وشرع يره فيه الخطأ والصواب، وفيه الباطل والانحراف، وفيه النقص، وفيه الظلم، أما شرعه حق، عدل، كمال، شمول.
وكذلك فإن قوله  حق، ليس فيه كذبٌ، ولا نقصٌ، ولا خلل، قال: فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ [ص: 84]، وتقيم المفعول وَالْحَقَّ أَقُولُ، وأصل الجملة: أقول الحقَ، فتقديم المفعول يفيد الحصر، يعني: لا أقول إلا الحق.
قال : وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ، نحن نقول حق وباطل، والبشر يخطئون ويصيبون، الله قول حق دائما. وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا[الأنعام: 115]، لا كذبَ، ولا ظلمَ، لا في شرعِه، ولا في قدَره، وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ [الأحزاب: 4]، سبحانه، يهدي إلى سبيل الحق، والناس كثيرون، منهم يهدون إلى سبيل الباطل، وكل ما سوى الله باطل، يهدي إلى باطل، إلا من دعا إلى سبيل الله، واستمدّ من الله، فيكون على الحق.
والناس لا يُعرفون في الحق إلا بنسبة إصابتهم من الحق الصادر عن الله.
وكذلك فإن وعده  حق لا يخلف، ولا يتخلف وعده أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [يونس: 55] وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ [إبراهيم: 22].
."
#معرفة_الحق
#محمد_صالح_المنجد


يقول ابن القيم -رحمه الله-: "فكما أن ذاته الحق، فقوله الحق، ووعده الحق، وأمره الحق، وأفعاله كلها حق، وجزاءه المستلزم لشرعه ودينه ولليوم الآخر حق، فمن أنكر شيء من ذلك فما وصف الله بأنه الحق المطلق من وجه، وبكل اعتبار، فكونه حقا يستلزم أن شرعه ودينه وثوابه وعقابه" [بدائع الفوائد: 4/972].
فكيف كلها حق، وأيضا فإن ملك الله حق، قال تعالى: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ [الفرقان: 26].
فلا يبقى لأحد من المخلوقين لا ملِك ولا ملَك، لا يبقى له شيء.
ولقائه  حق، فالبعث حقٌ لا شك فيه، ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ[الأنعام: 62]، وحسابه حقٌ لا ظلم فيه، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ [النور : 25].
فإذاً، نجد أن كلمة الحق في القرآن والسنة كلمة متكررة، لها وزن كبير، ولها مدلولات عميقة، والقضية تستحق أن نبحث عنها، ونتعرف عليها، وأن نعتمدها، وندافع عنها، ونتبنّاها


#معرفة_الحق
#محمد_صالح_المنجد


"#صفات_الحق
بعد أن عرفنا تعريف الحق، وارتباط الحق بالله ، ومن أسمائه "الحق"، فلنتعرف على صفات الحق.
لما الله خلق السموات والأرض، خلقهما بالحق، وأخبر أنه الحق، وأن شرعه حق، وأنه دعا العباد إلى سبيل الحق، ويريد الله للحق أن يَحِق، فإن من رحمة الله أن جعل للحق علامات، ولم يترك البشر يضطربون في معرفة الحق، أو تركهم في حيرة، بل نصب الله للحق علامات.
فهذه الكتب التي أنزلها، وهذه الرسل التي بعثها، وهؤلاء الدعاة الصادقين الذين قيّضهم، وهذه الأدلة التي ركزها في الفطرة، وفي القرآن، وفي الواقع؛ للدلالة على الحق، حتى لا يكون لأحد حجة يقول: ما علمتُ، ما دريتُ.
فالحق له صفات، وصفات الحق جميلة، وتميزه عن الباطل، ولن يشتبه الحق بالباطل عند مَن يريد معرفة الحق، ويستمدُ من الله العون والتوفيق، ويسلك السُّبل التي أرشده الله إليها في معرفة الحق.
أما مَن أغمض عينه، وأصم أذنه، فلن تملك له من الله شيئا، والشمس ساطعة في وضح النهار، لكن من تعامى عنها وأغلق عينيه لن يراها، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ[البقرة: 171]، أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا[الأنعام: 122]."

#معرفة_الحق
#محمد_صالح_المنجد