((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
33K subscribers
18.5K photos
3.9K videos
3.04K files
13.2K links

نستقبل مشاركاتكم وملاحظاتكم وأسالتكم على البوت التالي ⬇️
@Sbqat23_bot
Download Telegram
..

#ثالثا: أن تكوني سرا من أسرار العظمة:
أصدقك القول؟!..
إن كثيرا من طاقات الأمة قُتلت في مهدها بأيدي أمهات جاهلات بحقيقة الإبداع والعظمة المخبوءتين في نفوس أطفالهن، بل إن رؤية الأم للحياة تتحكم كثيرا في مستقبل الطفل بعد تقدير الله تعالى، وهذا نابليون القائد التاريخي الذي مرت به ملايين الهامات يقول: «مستقبل الولد هو من صنع أمه».
وقد بهرني الكاتب المبدع علي بن جابر الفيفي حين قال في مطلع كتابه الشجي: (سوار أمِّي): «أما أمي فلم تكن صاحبة مال؛ حتى تحقق أحلامي! ولكنها كانت صاحبة قلب عظيم، لما عجزت عن تحقيق أحلامي.. جعلتني حلمها، وسعت في تحقيقي " !!

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

#هذا_الإمام المبجل أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري خلقه، صاحب أبي حنيفة ، يحكي أمره مع أمه فيقول: «توفي أبي إبراهيم بن حبيب وخلفني صغيرًا في حجر أمي فأسلمتني إلى قصار [خياط] أخدمه، فكنت أدع القصار وأمر إلى حلقة أبي حنيفة فأجلس أستمع، فكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة فتأخذ بيدي وتذهب بي إلى القصار، وكان أبو حنيفة يُعنى بي، لما يرى من حضوري وحرصي على التعلم، فلما كثر ذلك على أمي وطال هربي، قالت لأبي حنيفة: ما لهذا الصبي فساد غيرك، هذا صبي يتيم لا مال له، وإنما أطعمه من مغزلي، وآمل أن يكسب دانقا يعود به على نفسه، قال شوقي:
وإذا الناءُ نَشَانَ في أُنيَّة
رَضَعَ الرِجالُ جَهالَةً وَهُولا
فقال لها أبو حنيفة : هو ذا يتعلم أكل (الفالوذج) بدهن الفستق، فانصرفت عنه وقالت له : أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك. قال أبو يوسف: ثم لزمت أبا حنيفة، وكان يتعاهدني بماله فما ترك لي خلة، فنفعني الله بالعلم ورفعني حتى تقلدت القضاء، وكنتُ أجالس هارون الرشيد وآكل م معه على مائدته، فلما كان في بعض الأيام قدم إلى هارون الرشيد (فالوذج) فقال لي هارون يا يعقوب، كل منه؛ فليس يعمل لنا مثله كل يوم. فقلت: وما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذا فالوذج بدهن الفستق. فضحكت فقال: مم ضحكت؟ فقلت خيرًا.. أبقى الله أمير المؤمنين. قال: تخبرني، ألح عليَّ. فأخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها، فعجب من
ذلك، وقال: لعمري.. إن العلم ليرفع وينفع دينًا ودنيا، وترحم على أبي حنيفة ، وقال : كان ينظر بعين عقله ما لا يراه بعين رأسه" .

#أمامك مثال حي وعليك أن تختاري.. أن تكوني أنت وراء عظمة ولدك، أو قد يحظى بهذا الشرف الرفيع غيرك.

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
#قراءة_في_كتاب
#اصنعيني_يا_أماه
تأليف:
د خالد سعود الحليبي
سلسلة من القصص والوقائع والنماذج العليا تقربنا ممن نحب وتضيف إلى أهدافنا في تربية أولادنا أهدافاً عليا أخرى، وتجعل ما كنا نراه تاريخاً أو خيالاً واقعاً ملموساً يمكننا الوصول إليه.

https://t.me/algwere
..
#وراء_كل_عظيم_أم_عظيمة
يقول بيتشر: قلب الأم مدرسة الطفل».
سنأخذ ـ معنا ـ هذه الحكمة الغربية ونرحل إلى المدينة؛ حيث نشأ إمام دار الهجرة مالك بن أنس له تعالى في بيت علم ودين فكان أبوه من رواة الحديث، وكان جده لأبيه من كبار التابعين، كما أن جد أبيه صحابي جليل، وكانت أمه من خيار الأمهات، ولذا اجتهدت في حثه على تحصيل العلم الشرعي، وتوصيته بالتعبد والسمت الحسن يقول مالك: «قلت لأمي أذهب فأكتب العلم؟ فقالت: تعال فالبس ثياب العلم، فألبستني ثيابا مشمّرة وعممتني، ثم قالت اذهب فاكتب الآن، قال مالك: كانت أمي تُعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه

ليسَ الجَمالُ بِأَثواب تُزَيَّتُنَا
إِنَّ الجَمالَ جَمالُ العَقلِ وَالْأَدَبِ

ليس اليتيم الذي قد مات والده
إِنَّ اليَنيم يُنيمُ العِلمِ وَالأَدَبِ
.

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

نعم الأدب قبل العلم يا أماه، فبالأدب نحصل على العلم، وبدونه لا سبيل إليه. وهكذا فليكن وعي الأمهات، ورؤيتهن للمستقبل، لقد صبغت هذه الكلمة حياة هذا الفتى حقيقة لا قولا، وواقعا لا خيالا،
فغدا مدرسة في الأدب ينهل طلابه من هيئته وسمته، وتقتبس الأمة من سيرته، بل حملها رسالة في حياته لتلاميذه من بعده فقال يوما لفتى من قريش: «يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم". صدقت فلا خير في علم امرئ لم يكسبه أدبا ويُهذبه خلق. وإذا حدثت الجفوة بين العلم والأدب فإنها تفرز أعرافا مرضيّة، منها: التهجم على العلماء، والتطاول على الفضلاء، وسوء الأخلاق، وشذوذ السلوك، وعقوق الوالدين، والتقليد الأعمى، ونزع البركة من العلم ذاته، يقول العَلَّامَةُ الأَدِيبُ مُحَمَّدُ البَشِيرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِبْرَاهِيمِيُّ تَعَالَى -: «العِلمُ الخَالي مِنَ التَّرْبِيَةِ ضَرَرُهُ أَكثَرُ مِن نَفْعِهِ، وَمَا أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ فِي عِزَّتِهِم إِلَّا يَومَ فَارَقَتِ التَّربِيَّةُ الصَّالِحَةُ العِلمَ، وَكَم شَقِيَ أَصْحَابُ العِلمِ الْمُجَرَّدِ بِالعِلم وَأَشْقَوا وَأَشْقَوا أَلَمَهُم؟، وَالسَّعَادَةُ غَايَةٌ لَا يُسلَكُ إِلَيْهَا طَرِيقُ العِلمِ وَحدَهُ مِن غَيرِ أَن تُصَاحِبَهُ التَّربِيةُ، وَأَنَّ الجَمعَ بَينَ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ هُوَ وَظِيفَةُ النُّبُوَّةِ الَّتِي بَيْنَهَا الوَحْيُ فِي آية: ﴿وَيُزَكِيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكَتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : ١٥١]

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

إنها أم لا كالأمهات أم عرفت أن ابنها مشروع علمي، ومورد عذب، وذكاء نادر، فجعلته همها الأهم، فأحسنت تربيته، ووفقت في تنشأته، ملتفتة إلى أعظم علماء عصره، فكان ربيعة الرأي؛ علمت هذه الأم وهي: عالية بنت شريك الأزدية) أن ابنها ليس أقل من هذا العالم العظيم ربيعة لو أنه وجد منها ومن مجتمعها العناية الكافية.

إذا ما عُدَّتِ العلماء يومــــا
فـــمالك في العلــــوم هـو الـضـيـــاءُ

تبوأ ذروة العلـــــاء قــــــوم
فهم كالأرض وهو لهـم ســــاءُ

لقد صدقت يا شاعر النيل حين باهيت بالأم فقلت:
الأُم مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتها
أعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراق

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بـــالري أُورَقَ أَيــــا إيـــــــراق

الأُمُّ أُســــــاذُ الأَســـــاتِـدَةِ الأُلى
شغَلَت مَآثِرُهُم مَـــدى الآفاقِ

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..
#وهكذا تربية النساء الجليلات، فقد نشأ الإمام العظيم أحمد بن حنبل في حضن أمه ( صفية بنت ميمونة الشيبانية) بعد وفاة أبيه؛ فأصبح إماما من أئمة الدنيا؛ يقول : حفظتني أمي القرآن وكان عمري عشرا، وكانت توقظني قبل الفجر، فتدفئ لي الماء إذا كان الجو باردا، ثم نصلي ما شاء الله لنا أن نصلي، ثم ننطلق إلى المسجد وهي مختمرة لتصلي معي في المسجد، فلما بلغت السادسة عشر، قالت: يا بني سافر لطلب الحديث؛ فإن طلبه هجرة في سبيل الله .
أنا وهي فلَرُبَّما اشتاقت كلُّ أم تسمعني أن يكون ابنها عالما كبيرا، أو طبيبًا حاذقا، أو داعيةً محبوبًا، أو مخترعا مبدعًا، ولكنها قد صنفت ابنها أنه دونذلك، فليس من بادرة تدل على ذكائه وإبداعه، وإنما هو مشاغب متعب، ومزعج لعاب، لا يرتاح ولا يريح فتظن أنه غبي قاصر، وربما كان عبقريا عظيما، ولكنها تقمعه وتكرهه على الهدوء والاستكانة، وبين جنبيه طاقة خلاقة متوثبة، تحتاج إلى توجيه لا إلى كبت، إلى تبصير لا إلى تجهيل،
إلى عناية وتشجيع، لا إلى تثبيط وتهوين من العزيمة الناشئة الطموح
#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

. إن «الأم الطموح تلقي في لا وعي أطفالها بذرة الأمل والحلم» هكذا يقول الخبراء المجربون وليس لذلك علاقة بالعصر والمصر، وإنما الأمر متعلق بالأم وحدها، وقد اعترف آباء كُثر بأن سر نجاح أولادهم كان بسبب أمهاتهم وليس بسببهم، مع أن بعضهم معدود من الأعلام الناجحين، وقد رصدت عددا من هؤلاء، منهم الشاعر الحجازي الرقيق يحيى توفيق في حوار أجرته معه المجلة العربية، فكان مما سألته: قدمت أحدَ دواوينك بإهداء رقيق هو (إلى أم الدكاترة)، وهذا يدفعني إلى السؤال عن دور الأسرة في حياة الشاعر ؟ فأجاب: بالنسبة لزوجتي شفاها الله - فقد كانت أما صالحة، وقد ربَّت أبناءها وبناتها تربية صالحة، فأنا . عندي ابنتان وابنان ثلاثة منهم دكاترة وواحد مهندس، وهذا طبعا يعود إلى فضل (الأم) بالدرجة الأولى، والطموح لدى الأبناء والبنات بالدرجة الثانية، ولولا طموحهم ولولا حرص أمهم لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه، فابني الكبير يوسف استشاري بالأمراض الجلدية، وابنتي الدكتورة حنان، وابنتي الدكتورة نادية، جميعهم ـ والله الحمد - ناجحون في أعمالهم وتخصصاتهم، وابني المهندس محمد ـ تبارك الله ـ ناجح، ويسير في حياته كما ينبغي والله الحمد والشكر». ثم أضاف يؤكد هذا الدور الفاعل

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..
«ولاشك أن للأم دورًاكبيرًا جدًّا في توجيه الأبناء وتربيتهم، ولها أيضًا دور مهم في تهيئة الجوالمناسب للشاعر لكي يمارس إبداعه .
ولا أكاد أعثر على شهادة من الولد المبدع لأمه أكثر تكرارا فيما رأيت واطلعت وبحثت من أنها كانت امرأة صالحة، وما أجمل هذه الرسالة من أمّ الحسن البصري إلى كل امرأة: قال الحسن: «سألتني أمي: أتدري ياحسن لماذا أنت حسن؟ قلت لماذا ؟ قالت والله ما أرضعتك إلا وأنا متوضئة».
(الأم) هي ! الكلمة الوحيدة التي عبرت القارات، واتحدت فيها اللغات ونبتت على الشفاه الغضة كما تنبت الزهرات البرية بكل عفوية، كلمة تتورد بالطهر، وتتفجر بالحب، وتتدثر بالحنان، صدرها أوسع مما بين المشرقين والمغربيين وهي تضم إليه طفلها، فيبدو وقد أصبح قطعة من جسدها، تتلاشى كل المسافات، وتمحي كل المساحات.
لا تقدم الحليب إلا وروحها مغموسة فيه، فتحيا به تلك النسمة الطاهرة، وتورق فيها رياض العلوم النافعة، والأخلاق الرفيعة، حتى - لربما اهتزت يوما بغيث هنان فربت وأنبتت من كل زوج بهيج.

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
...

الأم المربية: رائحتها تربي في طفلها الذوق، ونظراتها تزرع فيه الأمل، وقبلاتها شفاه باسمة ناطقة بلا ،صوت، تهتف بلغة لا يعرفها سوى ولدها: إني أحبك.
كل ذلك.. لا يقل أهمية عن المعلومة التي تقدمها له؛ ليكون بها عالما، مخترعا، مبدعًا، خطيبًا، مهندسًا، إعلاميًا، معلما مربيا، سياسيًا صادقًا، تاجرا ناجحًا...


#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني