((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
35.2K subscribers
19.2K photos
4K videos
3.16K files
13.8K links

نستقبل مشاركاتكم وملاحظاتكم وأسالتكم على البوت التالي ⬇️
@Sbqat23_bot
Download Telegram
حكم مرتكب الكبيرة في الإسلام

📮 #السؤال :

ارتكاب بعض المعاصي -سماحة الشيخ- ولاسيما الكبائر ، هل تؤثر على هذا الركن من أركان الإسلام؟

📋 #الجواب :

نعم ، ارتكاب الكبائر كالزنا وشرب الخمر وقتل النفس بغير حق وأكل الربا والغيبة والنميمة وما أشبه هذا من المعاصي والكبائر #تؤثر في توحيد الله وفي الإيمان بالله #وتضعفه ، يعني : يكون #ضعيف الإيمان ، لكن ما يكفر ، كما تقول الخوارج ، لا ، الخوارج تكفره.. تجعله كافراً إذا زنى أو سرق أو عق والديه أو أكل الربا تجعله كافراً وإن لم يستحل ذلك ، وهذا #غلط من الخوارج.

👈 أهل السنة والجماعة يقولون : لا. هو عاصي وهو ضعيف الإيمان وناقص الإيمان وناقص التوحيد ، وهذا يضعف شهادته ويضعف إيمانه لكن لا يكفر كفراً أكبر ، بل يكون فيه نقص ، فيه ضعف ، ولهذا شرع الله في الزاني حداً إذا كان بكر يجلد مائة ويغرب عاماً ، ولو كان الزنا ردة كان قتل ، فدل على أنه ليس بردة ، والسارق ما يقتل يقطع تقطع يده ، فدل ذلك على أن هذه المعاصي ليست ردة ، ولكنها ضعف في الإيمان ونقص في الإيمان فلهذا شرع الله تأديبهم وتعزيرهم بهذه الحدود ليتوبوا ويرجعوا إلى ربهم ، ويرتدعوا عما حرم الله عليهم ربهم سبحانه وتعالى.

⚠️ وقالت المعتزلة : إنه في منزلة بين المنزلتين ولكن يخلد في النار إذا مات عليها ، فخالفوا أهل السنة في تخليد العاصي في النار ، ووافقوا الخوارج في ذلك ، والخوارج قالوا : يكفر ويخلد في النار جميعاً ، وطائفة يقال لها : المعتزلة هؤلاء قالوا : يخلد في النار ولكن لا نسميه كافراً ، يعني : كفر أكبر ، وكلاهما ، وكلتا الطائفتين قد #ضلتا عن السبيل.

✔️ والصواب قول أهل السنة والجماعة : أنه لا يكون كافراً يعني : كفر أكبر ، ولكن يكون عاصياً ، ويكون ضعيف الإيمان ، ناقص الإيمان ، على خطر عظيم من الكفر ولكن ليس بكافر إذا كان ما استحل ذلك ، إذا لم يستحل هذه المعصية بل فعلها وهو يعلم أنها معصية يدري أنها معصية ولكن حمله عليها الشيطان والهوى والنفس الأمارة بالسوء ، فهذا هو قول أهل الحق.

فيكون إيمانه ضعيفاً ويكون توحيده ضعيفاً ولكن لا يكون كافراً الكفر الأكبر الذي هو الردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك ، ولا يخلد في النار أيضاً لو مات عليها ، إذا مات الزاني على الزنا ما تاب أو على السرقة ما تاب أو على الربا ما تاب وهو يعلم أنه محرم فهذا يكون تحت مشيئة الله ، إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه على قدر معاصيه سبحانه وتعالى ، العذاب الذي تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى ، ثم بعد مضي ما حكم الله عليه به يخرجه الله من النار إلى الجنة.

فهذا قول أهل الحق ، وهذا الذي تواترت به الأخبار عن رسول الله ﷺ خلافاً للخوارج والمعتزلة ، والله يقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}  [النساء :48] ، فعلق ما دون الشرك بمشيئته سبحانه وتعالى.

أما من مات على الشرك فإنه لا يغفر له أبداً والجنة عليه #حرام نعوذ بالله من ذلك ، وهو #مخلد في النار أبد الآباد ، أما #العاصي فإن دخل النار فإنه لا يخلد أبد الآباد بل يبقى فيها ما شاء الله ، وقد تطول مدته ويكون هذا خلوداً لكنه خلود مؤقت ليس مثل خلود الكفار ، كما قال في آية الفرقان لما ذكر المشرك والقاتل والزاني قال : {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}  [الفرقان :69] ، فهو خلود مؤقت له نهاية ، يعني : طويل نسأل الله... ، أما المشرك فلا ، المشرك خلوده دائم نعوذ بالله أبد الآباد ، ولهذا قال سبحانه في المشركين : {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}  [البقرة :167] ، هكذا في سورة البقرة ، وقال في سورة المائدة في حق الكفرة : {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}  [المائدة :37] ، نسأل الله العافية. نعم.

#المقدم : بارك الله فيكم.

🎙فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز

https://binbaz.org.sa/fatwas/6838/حكم-مرتكب-الكبيرة-في-الإسلام