((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
35.2K subscribers
19.2K photos
4K videos
3.16K files
13.8K links

نستقبل مشاركاتكم وملاحظاتكم وأسالتكم على البوت التالي ⬇️
@Sbqat23_bot
Download Telegram
المعنى.الصحيح.لمحبة.النبي.ﷺ.tt

2⃣

وقد انقسم الناس في فهمهم لهذه المحبة إلى ثلاثة أقسام هي :

القسم الأول : #أهل_الإفراط.

القسم الثاني : #أهل_التفريط.

القسم الثالث : الذين #توسطوا بين الإفراط والتفريط.

1⃣ أما.أصحاب.القسم.الأول.tt

فهم الذين #بالغوا في محبته #بابتداعهم أموراً لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ظناً منهم أن فعل هذه الأمور هو علامة المحبة وبرهانها.

⚠️ ومن تلك الأمور احتفالهم بمولده ، ومبالغتهم في مدحه , وإيصاله إلى أمور لا تنبغي إلا لله تعالى ومن ذلك قول قائلهم :

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث العمم

إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي
فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم

وقوله :

فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم

⁉️ فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن بعض علومه علم اللوح والقلم لأن (من) للتبعيض ، فماذا للخالق جل وعلا؟

⛔️ إضافة إلى صرف بعض أنواع العبادة له كالدعاء , والتوسل , والاستشفاع , والحلف به , والطواف , والتمسح بالحجرة التي فيها قبره صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من البدعيَّات والشركيَّات التي تفعل بدعوى المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي أمور لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم الذين عرفوا بإجلالهم وتقديرهم ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإضافة إلى ذلك فإن ما يقوم به هؤلاء هي أمور مخالفة لما جاء به الشارع ، بل هي أمور قد حذر الشارع من فعلها ، ولقد صار حظ أكثر أصحاب هذا القسم منه صلى الله عليه وسلم مدحه بالأشعار والقصائد المقترنة بالغلو والإطراء الزائد الذي حذر منه الشارع الكريم ، مع عصيانهم له في كثير من أمره ونهيه ، فتجد هذا النوع من أعصى الخلق له صلوات الله عليه وسلامه.

‼️فيا ترى أي محبة هذه التي يخالف أصحابها شرع نبيهم ، فيحلوا ما حرم الله , ويحرموا ما أحل الله ، فكرهوا ما أحب الله ورسوله ، وأحبوا ما كرهه الله ورسوله.

⁉️فكيف تكون لهؤلاء محبة وهم قد ابتدعوا ما ابتدعوه من أمور لم تشرع في الدين ، ونعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبرأ ممن ابتدع في هذا الدين فقال : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).

والذي يجب على أمثال هؤلاء أن يعلموا أن #محبة الرسول وتعظيمه إنما تكون #بتصديقه فيما أخبر به عن الله ، #وطاعته فيما أمر به، #ومتابعته ، ومحبته وموالاته ، لا بالتكذيب بما أرسل به ، والإشراك به والغلو فيه ، فهذا لا يعدو كونه كفراً به ، وطعناً فيما جاء به ومعاداة له.

👈 كما يجب عليهم أن يفرقوا بين الحقوق التي يختص بها الله وحده ، وبين الحقوق التي له ولرسله، والحقوق التي يختص بها الرسول ، فقد ميز سبحانه بين ذلك في مثل قوله : {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفتح: 9] ، فالتعزير والتوقير للرسول ، والتسبيح بكرة وأصيلاً لله ، وكما قال : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} ، فالطاعة لله ولرسوله ، والخشية والتقوى لله وحده وكما يقول المرسلون : {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ} [نوح: 3].

فعلى هؤلاء أن يعلموا أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تنال بدعائه والاستغاثة به ، فتلك أمور صرفها لغير الله يعد شركاً مع الله , فالله وحده هو الذي يدعى , ويستغاث به , فهو رب العالمين ، وخالق كل شيء ، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، وهو القريب الذي يجيب الداع إذا دعاه , وهو سميع الدعاء سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

#يتبع_هنا 👇

📚 #الموسوعـة_الـعـقـدية 📚

https://www.dorar.net/aqadia/372
المعنى.الصحيح.لمحبة.النبي.ﷺ.tt

4⃣

أما القسم الثالث :

فهم الذين #توسطوا بين الطرفين السابقين أهل الإفراط وأهل التفريط.

فأصحاب هذا القسم هم #السلف من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم , الذين آمنوا بوجوب هذه المحبة حكماً , وقاموا بمقتضاها اعتقاداً وقولاً وعملاً.

¤ فأحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فوق محبة النفس , والولد , والأهل , وجميع الخلق امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم , فجعلوه أولى بهم من أنفسهم تصديقاً لقوله تعالى : {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] ، وأيقنوا بوجوب أن يوقى بالأنفس والأموال طاعة لقوله تعالى : {مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ} [التوبة: 120].

¤ وقاموا بمقتضى هذه المحبة اعتقاداً وقولاً وعملاً بحسب ما أو جب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم من حقوق على القلب واللسان والجوارح من غير إفراط ولا تفريط.

¤ فآمنوا وصدقوا بنبوته ورسالته وما جاء به من ربه عز وجل.

¤ وقاموا- بحسب استطاعتهم- بما يلزم من طاعته , والانقياد لأمره , والتأسي بفعله , والاقتداء بسنته , إلى غير ذلك مما يعد من لوازم الإيمان برسالته.

قال تعالى : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]. 

¤ وامتثلوا لما أمر به سبحانه وتعالى من حقوق زائدة على مجرد التصديق بنبوَّته وما يدخل في لوازم رسالته.

¤ فمن ذلك امتثالهم لأمره سبحانه بالصلاة عليه والتسليم قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].

وما أمر به سبحانه من تعزيره وتوقيره قال تعالى : {وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ}.

#فتعزيره يكون بنصره , وتأييده , ومنعه من كل ما يؤذيه صلى الله عليه وسلم.

#وتوقيره : يكون بإجلاله وإكرامه , وأن يعامل بالتشريف , والتكريم , والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار.

ويدخل في ذلك :

¤ مخاطبته بما يليق قال تعالى : {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً}.

¤ وحرمة التقدم بين يديه بالكلام حتى يأذن ، وحرمة رفع الصوت فوق صوته وأن يجهر له بالكلام كما يجهر الرجل للرجل قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: 1-3].

👈 فقاموا بهذه الأمور امتثالاً وطاعة لأمر الله تبارك وتعالى , وأدوا ما فرض عليهم من الحقوق الأخرى التي يطول ذكرها .... وهم مع قيامهم بهذه الأمور لم يتجاوزوا ما أمروا به , فلم يغالوا ولم يبالغوا كما فعل أهل الإفراط الذين وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بأمور لا تنبغي لغير الله كعلم الغيب ، وصرفوا له أموراً لا يجوز صرفها لغير الله كدعائه , والسجود له , والاستغاثة به والطواف بقبره.

بل هم مؤمنون بأن ما أكرم الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من النبوة , والرسالة , والرفعة , وعظم القدر , وشرف المنزلة ، كل ذلك لا يوجب خروجه عن بشريته وعبوديته لله قال تعالى : {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً } [الإسراء: 93].

واعتقدوا أنه ليس من المحبة في شيء الغلو في حقه وقدره ووصفه بأمور قد اختص الله بها وحده ، بل علموا أن في هذا مخالفة ومضادة لتلك المحبة , ومناقضة لما أمر به سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقوله لأمته : {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [النمل: 65].

وقال تعالى : {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [الأعراف: 188].

#يتبع_هنا 👇

📚 #الموسوعـة_الـعـقـدية 📚

https://www.dorar.net/aqadia/372
تابع / المعنى.الصحيح.لمحبة.النبي.ﷺ.tt

2⃣

وقد انقسم الناس في فهمهم لهذه المحبة إلى #ثلاثة_أقسام هي :

القسم الأول : #أهل_الإفراط.

القسم الثاني : #أهل_التفريط.

القسم الثالث : الذين #توسطوا بين الإفراط والتفريط.

1⃣ أما.أصحاب.القسم.الأول.tt

فهم الذين #بالغوا في محبته #بابتداعهم أموراً لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ظنًّا منهم أن فعل هذه الأمور هو علامة المحبة وبرهانها.

⚠️ ومن تلك الأمور احتفالهم بمولده ، ومبالغتهم في مدحه , وإيصاله إلى أمور لا تنبغي إلا لله تعالى ومن ذلك قول قائلهم :

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث العمم

إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي
فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم

وقوله :

فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم

⁉️ فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن بعض علومه علم اللوح والقلم لأن (من) للتبعيض ، فماذا للخالق جل وعلا؟

⛔️ إضافة إلى صرف بعض أنواع العبادة له كالدعاء , والتوسل , والاستشفاع , والحلف به , والطواف , والتمسح بالحجرة التي فيها قبره صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من البدعيَّات والشركيَّات التي تفعل بدعوى المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي أمور لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم الذين عرفوا بإجلالهم وتقديرهم ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإضافة إلى ذلك فإن ما يقوم به هؤلاء هي أمور مخالفة لما جاء به الشارع ، بل هي أمور قد حذر الشارع من فعلها ، ولقد صار حظ أكثر أصحاب هذا القسم منه صلى الله عليه وسلم مدحه بالأشعار والقصائد المقترنة بالغلو والإطراء الزائد الذي حذر منه الشارع الكريم ، مع عصيانهم له في كثير من أمره ونهيه ، فتجد هذا النوع من أعصى الخلق له صلوات الله عليه وسلامه.

‼️فيا ترى أي محبة هذه التي يخالف أصحابها شرع نبيهم ، فيحلوا ما حرم الله , ويحرموا ما أحل الله ، فكرهوا ما أحب الله ورسوله ، وأحبوا ما كرهه الله ورسوله؟!!

⁉️فكيف تكون لهؤلاء محبة وهم قد ابتدعوا ما ابتدعوه من أمور لم تشرع في الدين ، ونعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبرأ ممن ابتدع في هذا الدين فقال : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).

والذي يجب على أمثال هؤلاء أن يعلموا أن #محبة الرسول وتعظيمه إنما تكون #بتصديقه فيما أخبر به عن الله ، #وطاعته فيما أمر به، #ومتابعته ، ومحبته وموالاته ، لا بالتكذيب بما أرسل به ، والإشراك به والغلو فيه ، فهذا لا يعدو كونه كفراً به ، وطعناً فيما جاء به ومعاداة له.

👈 كما يجب عليهم أن يفرقوا بين الحقوق التي يختص بها الله وحده ، وبين الحقوق التي له ولرسله ، والحقوق التي يختص بها الرسول ، فقد ميز سبحانه بين ذلك في مثل قوله : {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفتح: 9] ، فالتعزير والتوقير للرسول ، والتسبيح بكرة وأصيلاً لله ، وكما قال : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} ، فالطاعة لله ولرسوله ، والخشية والتقوى لله وحده وكما يقول المرسلون : {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ}  [نوح: 3].

فعلى هؤلاء أن يعلموا أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تنال بدعائه والاستغاثة به ، فتلك أمور صرفها لغير الله يعد شركاً مع الله , فالله وحده هو الذي يدعى , ويستغاث به , فهو رب العالمين ، وخالق كل شيء ، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، وهو القريب الذي يجيب الداع إذا دعاه , وهو سميع الدعاء سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

#يتبع_هنا 👇

📚 #الموسوعـة_الـعـقـدية 📚

https://www.dorar.net/aqadia/372
تابع / المعنى.الصحيح.لمحبة.النبي.ﷺ.tt

4⃣

أما #القسم_الثالث :

فهم الذين #توسطوا بين الطرفين السابقين أهل الإفراط وأهل التفريط.

فأصحاب هذا القسم هم #السلف من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم , الذين آمنوا بوجوب هذه المحبة حكماً , وقاموا بمقتضاها اعتقاداً وقولاً وعملاً.

¤ فأحبُّوا النبي صلى الله عليه وسلم فوق محبة النفس , والولد , والأهل , وجميع الخلق امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم , فجعلوه أولى بهم من أنفسهم تصديقاً لقوله تعالى : {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}  [الأحزاب: 6] ، وأيقنوا بوجوب أن يوقى بالأنفس والأموال طاعة لقوله تعالى : {مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ}  [التوبة: 120].

¤ وقاموا بمقتضى هذه المحبة اعتقاداً وقولاً وعملاً بحسب ما أو جب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم من حقوق على القلب واللسان والجوارح من غير إفراط ولا تفريط.

¤ فآمنوا وصدقوا بنبوته ورسالته وما جاء به من ربه عز وجل.

¤ وقاموا- بحسب استطاعتهم- بما يلزم من طاعته , والانقياد لأمره , والتأسي بفعله , والاقتداء بسنته , إلى غير ذلك مما يعد من لوازم الإيمان برسالته.

قال تعالى : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]. 

¤ وامتثلوا لما أمر به سبحانه وتعالى من حقوق زائدة على مجرد التصديق بنبوَّته وما يدخل في لوازم رسالته.

¤ فمن ذلك امتثالهم لأمره سبحانه بالصلاة عليه والتسليم قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}  [الأحزاب: 56].

وما أمر به سبحانه من تعزيره وتوقيره قال تعالى : {وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ}.

#فتعزيره يكون بنصره , وتأييده , ومنعه من كل ما يؤذيه صلى الله عليه وسلم.

#وتوقيره : يكون بإجلاله وإكرامه , وأن يعامل بالتشريف , والتكريم , والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار.

ويدخل في ذلك :

¤ مخاطبته بما يليق ، قال تعالى : {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً}.

¤ وحرمة التقدم بين يديه بالكلام حتى يأذن ، وحرمة رفع الصوت فوق صوته ، وأن يجهر له بالكلام كما يجهر الرجل للرجل ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}  [الحجرات: 1-3].

👈 فقاموا بهذه الأمور #امتثالاً وطاعة لأمر الله تبارك وتعالى , وأدوا ما فرض عليهم من الحقوق الأخرى التي يطول ذكرها ....

✔️ وهم مع قيامهم بهذه الأمور لم يتجاوزوا ما أمروا به , فلم يغالوا ولم يبالغوا كما فعل أهل الإفراط الذين وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بأمور لا تنبغي لغير الله كعلم الغيب ، وصرفوا له أموراً لا يجوز صرفها لغير الله كدعائه , والسجود له , والاستغاثة به والطواف بقبره.

بل هم مؤمنون بأن ما أكرم الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من النبوة , والرسالة , والرفعة , وعظم القدر , وشرف المنزلة ، كل ذلك لا يوجب خروجه عن بشريته وعبوديته لله قال تعالى : {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً } [الإسراء: 93].

واعتقدوا أنه ليس من المحبة في شيء الغلو في حقه وقدره ووصفه بأمور قد اختص الله بها وحده ، بل علموا أن في هذا مخالفة ومضادة لتلك المحبة , ومناقضة لما أمر به سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقوله لأمته : {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }  [النمل: 65].

وقال تعالى : {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}  [الأعراف: 188].

#يتبع_هنا 👇

📚 #الموسوعـة_الـعـقـدية 📚

https://www.dorar.net/aqadia/372