برنامج تكرار لحفظ القرآن وإتقانه
72.6K subscribers
161 photos
11 videos
50 files
54 links
Download Telegram
وقفة تدبرية
عند قوله تعالى: (سَنُرِیهِمۡ ءَایَـٰتِنَا فِی ٱلۡـَٔافَاقِ وَفِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ یَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ) [فصلت 53].
كل ما يجري حولنا من أحداث وتغيرات، بل ما يحصل في العبد من تغيرات ونكبات في حاله أو بدنه إنما هو آيات ورسائل؛ لتكون محطة تأمل، ومراجعة حسابات فتتحول مادة خصبة للتربية الروحية وصبغة تجديدية لتحقيق ألوان العبودية لله، والخروج من أنواع الرق الخفي.
فالموفق من أحسن استقبالها وفهم المراد منها، فقرأها وقرأتْ فيه قراءة التصحيح والعافية، وتجلى له بها من وحدانية الله وقدرته وقهره ما يظهر له ضعفه وعجزه وتقصيره وفساد حاله أمامها.
وأن من أقبل على القرآن مستهديا؛ أُلهم حسن استقبال هذه النذر، وفَهِمَ رسائل الله في آياته المتلوة وآياته المنظورة؛ فاستدل بها على معرفة الله وربطها كلها بالله، وفَهِمَ حكمة الإرسال حتى يصير المنع نوع من العطاء، والعطاء نوع من المنع؛ لأن التعرف على الله ورسالاته من خلال كلامه قراءة وتلاوة وتدبرا؛ سينعكس عليه من آثار أسماء الله وصفاته في الكون والنفس والمخلوقات؛ فيستلهم منها؛ ليقرأ التغيرات والأحداث في نفسه أو الكون بنور القرآن (وَیُرِیكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ فَأَیَّ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ)[غافر 81]؛ فينتج عنه تغيير وتصحيح بإيمان وإخبات ويقين ينسف عنه وابل الهلع والخوف والقلق وأنواع التعلقات (وَلِیَعۡلَمَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَیُؤۡمِنُوا۟ بِهِۦ فَتُخۡبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهَادِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ) [الحج 54] فينقلب حاله إلى أمن ورخاء وسلام واستسلام ورضى يظهر في السلوك والمعاملة.

#وقفة_تدبرية
الحسن البصري يَصِفُ حفّاظا للقرآن


قال الحسن البصري -رحمه الله- :
(إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا عِلْمَ لهم بتأويله، ولم يأتوا الأمر من قِبَلِ أوَّله، وقال الله عز وجل : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
☜ وما تدُّبر آياته إلا اتِّباعه، أما -والله- ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده،
• حتى إن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أُسْقِط منه حرفًا واحدًا، وقد والله أسقطه كله، ما يرى له القرآن في خُلقٍ ولا عَمل!
• وحتى إن أحدهم ليقول : والله إني لأقرأ السورة في نَفَس، لا والله ما هؤلاء بالقُرَّاء ولا بالعلماء ولا الحكماء ولا الورعة، ومتى كانت القراءة هكذا لا أكْثَرَ الله في الناس مثل هؤلاء).

📚 الزهد لابن المبارك (٢٧٤)

#وقفة_تدبرية
وقفة تدبرية

﴿كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ مُبارَكٌ﴾ [ص: ٢٩]
عندما نتحدّث عن القرآن، نحنُ نتحدث عن كتابٍ عظيم، كتابٍ مبارك بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى.
فهو كتابٌ عظيم و كلّ ما يتعلّق به عظيم،
من جبريل عليه السلام؛ الملَك الذي نزل به،
لرمضان؛ الشهر الذي أنزل فيه،
لليلة القدر؛ الليلة التي نزل فيها،
للنبيّ محمد صلى الله عليه وسلم؛ الرسول الذي أنزل عليه.
فما بالك بحافظه و معلمه، لا شكّ أن ذلك أمرٌ عظيمٌ جدًا.
وحينما نتفكرّ و نتأمل فيما ورد لنا في القرآن و السنّة عن فضل هذا الكتاب وفضل حفظه حقّ التأمل، لا أعتقد أنه ستبقى فرصةٌ للانتظار، و سنهرول مسرعين لننهل من عذب فضائله، ولندخل في سلك العظماء حين نتلوه حق تلاوته.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن العالِمِين به، العاملين بما فيه.

#وقفة_تدبرية