Forwarded from التاريخ الإسلامي (أبو سليمان)
أرسل “شاه رخ” ابن تيمور لنك الرافضي إلى سلطان مصر الاشرف #سيف_الدين_برسباي عام 832هـ وفداً يطلب منه السماح له بكسوة الكعبة، وإرسال بعض الكتب مثل: فتح الباري لابن حجر، وتاريخ المقريزي.
لم يعطه الأشرف برسباي جواباً، فأعاد “شاه رخ” الطلب في العام نفسه، ولم يحظ بجواب. وفي عام 839هـ طلب “شاه رخ” السماح له بزيارة القدس، وجدد الطلب في العام التالي (840) ولم يتلق في الطلبين أي ردّ.
وظل يلح بالطلب فخشن له الأشرف الجواب . وترددت الرسل بينهما مراراً، واحتج شاه رخ أنه نذر أن يكسو البيت الشريف، فلم يلتفت الأشرف إلى كلامه، ورد وفده إليه بالخيبة.
ثم أرسل بعد ذلك “شاه رخ” بجماعة أخرى وزعم أنهم أشراف، وعلى يدهم خلعة (رداء) للملك الأشرف برسباي، فجلس الأشرف مجلساً عاماً للحكم بالإصطبل السلطاني على عادة الملوك، ثم طلب الوفد المبعوث ، فحضروا ومعهم الخلعة، فأمر بها الأشرف فمزقت شذرمذر، ثم أمر بضرب حاملها، فضرب بين يدي السلطان ضرباً مبرحاً أشرف منه على الهلاك، ثم ضرب الباقين، ثم أمر بهم فألقوا في فسقية ماء بالإصطبل السلطاني منكوسين، رءوسهم إلى أسفل وأرجلهم إلى فوق، والجنود تمسكهم بأرجلهم، واستمروا يغمسونهم في الماء حتى أشرفوا على الهلاك، ولا يستجرئ أحد من الأمراء يشفع فيهم ولا يتكلم لشدة غضب السلطان في أمرهم بكلمة واحدة
ثم طلب الوفد إلى بين يديه وقال لهم أن قولوا لشاه رخ الكلام الكثير ما يصلح إلا من النساء، وأما الرجال فإن كلامهم فعل لا سيما الملوك، وها أنا قد أبدعت فيكم كسراً لحرمة شاه رخ، فإن كان له مادة وقوة فيتقدم ويسير إلى نحوي، وأنا ألقاه حيث شاء، وإن كان بعد ذلك ما ينتج منه أمر فكلامه كله فشار، وهو أفشر من كلامه
فلما بلغ الخان شاه رخ ما فعل الأشرف بوفده ، ما زاده ذلك إلا رعباً، وسكت عن كسوة الكعبة، ولم يذكرها بعد ذلك إلى أن مات الملك الأشرف.
المصدر
المنهل الصافي والمستوفي بعد الكافي لابن تغري بردي
#اقرؤا_التاريخ
#الدولة_المملوكية
لم يعطه الأشرف برسباي جواباً، فأعاد “شاه رخ” الطلب في العام نفسه، ولم يحظ بجواب. وفي عام 839هـ طلب “شاه رخ” السماح له بزيارة القدس، وجدد الطلب في العام التالي (840) ولم يتلق في الطلبين أي ردّ.
وظل يلح بالطلب فخشن له الأشرف الجواب . وترددت الرسل بينهما مراراً، واحتج شاه رخ أنه نذر أن يكسو البيت الشريف، فلم يلتفت الأشرف إلى كلامه، ورد وفده إليه بالخيبة.
ثم أرسل بعد ذلك “شاه رخ” بجماعة أخرى وزعم أنهم أشراف، وعلى يدهم خلعة (رداء) للملك الأشرف برسباي، فجلس الأشرف مجلساً عاماً للحكم بالإصطبل السلطاني على عادة الملوك، ثم طلب الوفد المبعوث ، فحضروا ومعهم الخلعة، فأمر بها الأشرف فمزقت شذرمذر، ثم أمر بضرب حاملها، فضرب بين يدي السلطان ضرباً مبرحاً أشرف منه على الهلاك، ثم ضرب الباقين، ثم أمر بهم فألقوا في فسقية ماء بالإصطبل السلطاني منكوسين، رءوسهم إلى أسفل وأرجلهم إلى فوق، والجنود تمسكهم بأرجلهم، واستمروا يغمسونهم في الماء حتى أشرفوا على الهلاك، ولا يستجرئ أحد من الأمراء يشفع فيهم ولا يتكلم لشدة غضب السلطان في أمرهم بكلمة واحدة
ثم طلب الوفد إلى بين يديه وقال لهم أن قولوا لشاه رخ الكلام الكثير ما يصلح إلا من النساء، وأما الرجال فإن كلامهم فعل لا سيما الملوك، وها أنا قد أبدعت فيكم كسراً لحرمة شاه رخ، فإن كان له مادة وقوة فيتقدم ويسير إلى نحوي، وأنا ألقاه حيث شاء، وإن كان بعد ذلك ما ينتج منه أمر فكلامه كله فشار، وهو أفشر من كلامه
فلما بلغ الخان شاه رخ ما فعل الأشرف بوفده ، ما زاده ذلك إلا رعباً، وسكت عن كسوة الكعبة، ولم يذكرها بعد ذلك إلى أن مات الملك الأشرف.
المصدر
المنهل الصافي والمستوفي بعد الكافي لابن تغري بردي
#اقرؤا_التاريخ
#الدولة_المملوكية