وكُلٌّ يَدَّعِي وَصْلَاً بِلَيْلَى... وَلَيْلَى...
نَعم، ولَيْلَى لا تُقِرُّ لهم بذاكَ. و"لَيْلَى" هُنا هِي أَرُومات الانتماء المدَّعَى، ومِن هذه الأَرُومات: الوَطن والدِّين والقِيم والحقيقة. فما أكثرَ مَن يَدَّعي الوطنية انتماءً وولاءً، إلا أنَّ "الوطنَ" وهُو هُنا "لَيْلَى" لا يتعرَّف على هذا المدَّعِي ويُبقِيه في ساحِ الكلامِ والأصوات، وهكذا الدِّين، وكذلكَ القِيم والحقيقة، ألا ما أكثرَ مَنْ يَدَّعِي، ومَا أَقلَّ مَنْ يَتحقَّق، ورَحِمَ اللهُ مَن قَال:
سُبحَانَ مَولايَ مَا أقوى تَسَرُّعنا للخَوْضِ فيما لَهُ الألبابُ تَرتَعِدُ
فَيا مَن يدَّعي الوصلَ بلَيْلَى، تَعَرَّف عَلى "لَيْلَى" قَبْلاً، وليَكُن ذاكَ التعرفُ وفقَ أدواتِ التَّعرف الحقيقية مِن توثيقٍ وتحقيقٍ وتدقيقٍ وبعدَها إن وجدتَ نفسَكَ قَادراً على تقديمِ ثمنِ الوصلِ فَهَيَّا إليه، وإلا فابقَ في سَاحةِ التَّمني، وعَسَى التَّمني يَغدُو يَوماً ما رَجاءً عَبْرَ سَبيلِ الصَّبرِ والصِّدقِ والتَّحمل، واللهُ مِن وَراءِ القَصد.
حلب
12/5/2024
الدكتور #محمود_عكام
#وكل_يدعي_وصلاً_بليلى
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5266/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
نَعم، ولَيْلَى لا تُقِرُّ لهم بذاكَ. و"لَيْلَى" هُنا هِي أَرُومات الانتماء المدَّعَى، ومِن هذه الأَرُومات: الوَطن والدِّين والقِيم والحقيقة. فما أكثرَ مَن يَدَّعي الوطنية انتماءً وولاءً، إلا أنَّ "الوطنَ" وهُو هُنا "لَيْلَى" لا يتعرَّف على هذا المدَّعِي ويُبقِيه في ساحِ الكلامِ والأصوات، وهكذا الدِّين، وكذلكَ القِيم والحقيقة، ألا ما أكثرَ مَنْ يَدَّعِي، ومَا أَقلَّ مَنْ يَتحقَّق، ورَحِمَ اللهُ مَن قَال:
سُبحَانَ مَولايَ مَا أقوى تَسَرُّعنا للخَوْضِ فيما لَهُ الألبابُ تَرتَعِدُ
فَيا مَن يدَّعي الوصلَ بلَيْلَى، تَعَرَّف عَلى "لَيْلَى" قَبْلاً، وليَكُن ذاكَ التعرفُ وفقَ أدواتِ التَّعرف الحقيقية مِن توثيقٍ وتحقيقٍ وتدقيقٍ وبعدَها إن وجدتَ نفسَكَ قَادراً على تقديمِ ثمنِ الوصلِ فَهَيَّا إليه، وإلا فابقَ في سَاحةِ التَّمني، وعَسَى التَّمني يَغدُو يَوماً ما رَجاءً عَبْرَ سَبيلِ الصَّبرِ والصِّدقِ والتَّحمل، واللهُ مِن وَراءِ القَصد.
حلب
12/5/2024
الدكتور #محمود_عكام
#وكل_يدعي_وصلاً_بليلى
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5266/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
طهارة اللسان والقلب
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
دَخَلَ وفدُ أهلِ الحجاز على سَيِّدنا عُمر بن عبد العزيز يُهنئونه بالخلافة، فتكلَّم باسمِ القوم غُلام لم يبلغ العاشرة بعد. فقال عُمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لهذا الغلام: أما وَجَدَ القومُ مَنْ هُو أسنُّ منك ليتكلم باسمهم ؟! فقال هذا الغلام: يا أميرَ المؤمنين، "إنَّما المرءُ بأَصغَريه: لسانه وقلبه، ولو كان الأمر بالسِّن لكان ههنا من هو أولى منك بمجلسك" لو كان الأمر بالسن لكان هذا الذي بجانبك وهو أكبر منك سِنَّاً أولى منك بالخلافة، بالمنصب. عندها وقفَ عُمر بن عبد العزيز ليقولَ بحاله:
تعلَّم فليسَ المرءُ يُولدُ عالماً وليسَ أخُو عِلمٍ كمن هو جاهلُ
وإنَّ كبيرَ القوم لا علمَ صَغيرٌ إذا التفَّت عليه الجحافلُ
وقفتُ عند قول هذا الغلام الحكيم: "إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه" أنتَ إنسان حريص على إنسانيتك إذاً مِعيارُ إنسانيتك يكمُن في لِسانك وقلبِك، إن كان لسانُك نظيفاً وقلبك طاهراً فأنت إنسان، وعندما نقول إنسان بالمطلق ينطبق على الفَردِ الكاملِ في جنسه، إذا كان لسانك نظيفاً وقلبك طاهراً فأنت إنسان، فإن كان العكسُ فالشكُّ جِدُّ كبير في إنسانيتك، أقول الشك، وإن كنت أميل إلى أن هذا الإنسان الذي امتلكَ لساناً غيرَ نظيف، وقلباً غيرَ طاهر استقالَ من إنسانيته، قدَّم الاستقالة من إنسانيته، لذلك أوصِي نفسي وإياكم قائلاً: نظِّفوا ألسِنتكم من الكذب، لأنَّ الكذب يهدي إلى الفُجور، والفُجور تهدي إلى النار، فلننظِّف ألسنتنا من الغِيبة، (ولا يغتَبْ بعضُكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحمَ أخيه مَيْتاً فكرهتموه)، لننظف ألسنتنا من النَّميمة: (لا يدخُلُ الجنةَ نمَّام)، وانظروا مجتمعَنا يكادُ يَعتاش على النمَّيمة، هذا ينقل عن هذا لهذا، وذاك ينقل عن ذاك لذاك، وهكذا دواليك، والوشائج تقطَّعت فيما بيننا، فلننظِّف ألسنتنا عن الطَّعن واللعن والفُحش، فـ: (ليسَ المؤمن بالطعَّان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)، فلننظِّف ألسنتنا عن البَذاءة، عن الكلام الذي يحمِلُ في طَيَّاته فُحشاً، ولننظف ألسنتنا عن السَّب وعن الشتم وعن الاتهام، انظر حديثك من الصباح إلى المساء يكاد لا يخلو من اتهامٍ وأنت تشعر أو لا تشعر، فإن كنتَ تشعر فتلك مصيبة، وإن كنتَ لا تشعر فالمصيبة أعظم، (ومَن يكسِب خَطيئةً أو إثما ثم يَرمِ به بريئاً فقد احتمل بُهتاناً وإثماً مُبيناً) كَم يَتَّهمُ بعضًنا بعضاً من أصغرِ تُهمة إلى أكبر تُهمة، لطالما اتَّهمتَ جارَك وجَارُك بريء، لطالما اتَّهمتَ مَسؤولاً، واليوم نظنُّ أن اتِّهام هذا الذي وُضِع مَوضع المسؤولية، كأنَّ هذا الاتِّهام لا غُبار عليه، تتَّهم الوزير الفلاني والمدير الفلاني والأستاذ الفلاني وأنت على أَشُدِّ الراحة والاطمئنان من أنك لا تتكلم إلا بالحق، بئس هذا الحق. نظِّفوا ألسنتكم، فلننظف ألسنتنا عن السَّبِّ، (سِبابُ المسلم فُسوق وقتاله كفر) فلننظف ألسنتنا عن الشَّتم، عن الاتِّهام من أجل أن نستوي على الإنسانية، من أجل أن نكون إنسانيين، من أجل أن يكون الواحد منا إنساناً، يحمل الأمانة بأمانة، يحمل الأمانة وهو يستشعر المسؤولية، ويستشعر رقابة الله جَلَّ شأنه، نظِّفوا ألسنتكم من الكذب، من الغيبة، من النميمة، من الطَّعن، من اللعن، من الفُحش، من البذاءة، من السَّب، من الشَّتم، من الاتِّهام.
ثم نأتي إلى القلب لنقول: فلنطهِّر قلوبنا. من أيِّ شيء ؟ فلنطهر قلوبنا من الحسد، ما أكثر مَن يحسد، الحسد: أن تتمنَّى زَوال النِّعمة عن هذا الذي أمامك، (ومِن شَرِّ حاسدٍ إذا حسد) طَهِّروا قلوبكم من الحقد، والحقدُ إضمارُ الشَّر والتَّربص في أن يقع هذا الذي تحقد عليه في الأذى والضر والسوء والشر، طهِّروا قلوبكم من الحسد ومن الحقد، طهِّروا قلوبكم من البغضاء، من الشَّنآن، من العداوة، من كل ما يؤذي هذه القلوب الرقيقة التي خلقها الله للاطمئنان للحب للسَّعة، من أجل أن تكون هذه القلوب مُطمئِنَّة، طهِّروها من هذا الذي قلت لكم. (لا تَحاسدوا، ولا تَباغضوا، ولا تَدابروا، وكونوا عبادَ الله إخواناً، المسلمُ أخو المسلم، لا يَحقِره، ولا يَحسُده، ولا يَخذُله، بحسبِ امرئٍ من الشَّر أن يحقِر أخاه المسلم، كُلُّ المسلمِ على المسلم حرام)، هذا الحديث يكفي من أجل أن يكونَ منهاجاً لحياتنا في اجتنابِ ما يُؤذي إنسانيتنا، باجتنابِ ما يؤدِّي بإنسانيتنا إلى زوال، ليكون محلها لا إنسانية ووحشية.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
دَخَلَ وفدُ أهلِ الحجاز على سَيِّدنا عُمر بن عبد العزيز يُهنئونه بالخلافة، فتكلَّم باسمِ القوم غُلام لم يبلغ العاشرة بعد. فقال عُمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لهذا الغلام: أما وَجَدَ القومُ مَنْ هُو أسنُّ منك ليتكلم باسمهم ؟! فقال هذا الغلام: يا أميرَ المؤمنين، "إنَّما المرءُ بأَصغَريه: لسانه وقلبه، ولو كان الأمر بالسِّن لكان ههنا من هو أولى منك بمجلسك" لو كان الأمر بالسن لكان هذا الذي بجانبك وهو أكبر منك سِنَّاً أولى منك بالخلافة، بالمنصب. عندها وقفَ عُمر بن عبد العزيز ليقولَ بحاله:
تعلَّم فليسَ المرءُ يُولدُ عالماً وليسَ أخُو عِلمٍ كمن هو جاهلُ
وإنَّ كبيرَ القوم لا علمَ صَغيرٌ إذا التفَّت عليه الجحافلُ
وقفتُ عند قول هذا الغلام الحكيم: "إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه" أنتَ إنسان حريص على إنسانيتك إذاً مِعيارُ إنسانيتك يكمُن في لِسانك وقلبِك، إن كان لسانُك نظيفاً وقلبك طاهراً فأنت إنسان، وعندما نقول إنسان بالمطلق ينطبق على الفَردِ الكاملِ في جنسه، إذا كان لسانك نظيفاً وقلبك طاهراً فأنت إنسان، فإن كان العكسُ فالشكُّ جِدُّ كبير في إنسانيتك، أقول الشك، وإن كنت أميل إلى أن هذا الإنسان الذي امتلكَ لساناً غيرَ نظيف، وقلباً غيرَ طاهر استقالَ من إنسانيته، قدَّم الاستقالة من إنسانيته، لذلك أوصِي نفسي وإياكم قائلاً: نظِّفوا ألسِنتكم من الكذب، لأنَّ الكذب يهدي إلى الفُجور، والفُجور تهدي إلى النار، فلننظِّف ألسنتنا من الغِيبة، (ولا يغتَبْ بعضُكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحمَ أخيه مَيْتاً فكرهتموه)، لننظف ألسنتنا من النَّميمة: (لا يدخُلُ الجنةَ نمَّام)، وانظروا مجتمعَنا يكادُ يَعتاش على النمَّيمة، هذا ينقل عن هذا لهذا، وذاك ينقل عن ذاك لذاك، وهكذا دواليك، والوشائج تقطَّعت فيما بيننا، فلننظِّف ألسنتنا عن الطَّعن واللعن والفُحش، فـ: (ليسَ المؤمن بالطعَّان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)، فلننظِّف ألسنتنا عن البَذاءة، عن الكلام الذي يحمِلُ في طَيَّاته فُحشاً، ولننظف ألسنتنا عن السَّب وعن الشتم وعن الاتهام، انظر حديثك من الصباح إلى المساء يكاد لا يخلو من اتهامٍ وأنت تشعر أو لا تشعر، فإن كنتَ تشعر فتلك مصيبة، وإن كنتَ لا تشعر فالمصيبة أعظم، (ومَن يكسِب خَطيئةً أو إثما ثم يَرمِ به بريئاً فقد احتمل بُهتاناً وإثماً مُبيناً) كَم يَتَّهمُ بعضًنا بعضاً من أصغرِ تُهمة إلى أكبر تُهمة، لطالما اتَّهمتَ جارَك وجَارُك بريء، لطالما اتَّهمتَ مَسؤولاً، واليوم نظنُّ أن اتِّهام هذا الذي وُضِع مَوضع المسؤولية، كأنَّ هذا الاتِّهام لا غُبار عليه، تتَّهم الوزير الفلاني والمدير الفلاني والأستاذ الفلاني وأنت على أَشُدِّ الراحة والاطمئنان من أنك لا تتكلم إلا بالحق، بئس هذا الحق. نظِّفوا ألسنتكم، فلننظف ألسنتنا عن السَّبِّ، (سِبابُ المسلم فُسوق وقتاله كفر) فلننظف ألسنتنا عن الشَّتم، عن الاتِّهام من أجل أن نستوي على الإنسانية، من أجل أن نكون إنسانيين، من أجل أن يكون الواحد منا إنساناً، يحمل الأمانة بأمانة، يحمل الأمانة وهو يستشعر المسؤولية، ويستشعر رقابة الله جَلَّ شأنه، نظِّفوا ألسنتكم من الكذب، من الغيبة، من النميمة، من الطَّعن، من اللعن، من الفُحش، من البذاءة، من السَّب، من الشَّتم، من الاتِّهام.
ثم نأتي إلى القلب لنقول: فلنطهِّر قلوبنا. من أيِّ شيء ؟ فلنطهر قلوبنا من الحسد، ما أكثر مَن يحسد، الحسد: أن تتمنَّى زَوال النِّعمة عن هذا الذي أمامك، (ومِن شَرِّ حاسدٍ إذا حسد) طَهِّروا قلوبكم من الحقد، والحقدُ إضمارُ الشَّر والتَّربص في أن يقع هذا الذي تحقد عليه في الأذى والضر والسوء والشر، طهِّروا قلوبكم من الحسد ومن الحقد، طهِّروا قلوبكم من البغضاء، من الشَّنآن، من العداوة، من كل ما يؤذي هذه القلوب الرقيقة التي خلقها الله للاطمئنان للحب للسَّعة، من أجل أن تكون هذه القلوب مُطمئِنَّة، طهِّروها من هذا الذي قلت لكم. (لا تَحاسدوا، ولا تَباغضوا، ولا تَدابروا، وكونوا عبادَ الله إخواناً، المسلمُ أخو المسلم، لا يَحقِره، ولا يَحسُده، ولا يَخذُله، بحسبِ امرئٍ من الشَّر أن يحقِر أخاه المسلم، كُلُّ المسلمِ على المسلم حرام)، هذا الحديث يكفي من أجل أن يكونَ منهاجاً لحياتنا في اجتنابِ ما يُؤذي إنسانيتنا، باجتنابِ ما يؤدِّي بإنسانيتنا إلى زوال، ليكون محلها لا إنسانية ووحشية.
أيها الإخوة: اعلموا عِلمَ اليقين أنَّ أولئك الذين يُقاتَلون مِن قبل إخوانكم المجاهدين في فلسطين، أنَّ هؤلاء الصهاينة المجرمين ألسنتُهم لا تَمُتُّ إلى النظافة بصلة، ألسنتهم خبيثة، وقلوبهم خبيثة، فلا تكونوا مثلَهم من حيث هذا الشأن، لأننا أُمرنا أن نُقاتِلهم لأنهم كذلك، فإن غدوتم مثلهم بالاتِّصاف بخُبث اللسان، وخُبث القلب عندها لا يُمكن أن تنتصروا عليهم، هؤلاء الصهاينة من حيث الألسنة لا شكَّ في أنهم خُبثاء، ومن حيث القلوب لا ريبَ في أنهم أنجاس، لذلك أسأل الله عَزَّ وجَل من قلوبٍ طاهرةٍ مُؤمنة تعيشُ بيننا، ومن ألسنةٍ نظيفة تحرص كل الحرص علىأن تتوجَّه إلى ربها بخالص دعائها، أقول: اللهمَّ بِسِرِّ هذه القلوب الطاهرة، والألسُن النظيفة انصُر إخواننا المجاهدين في فلسطين على أعدائهم الصَّهاينة المجرمين، ومَنْ لَفَّ لَفَّهم في كل أصقاع العالم يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ رَبُّنا، ونِعْمَ النَّصيرُ إلهُنا، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 17/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/s80Mbrw9bo/
الدكتور #محمود_عكام
#طهارة_اللسان_والقلب
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5267/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 17/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/s80Mbrw9bo/
الدكتور #محمود_عكام
#طهارة_اللسان_والقلب
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5267/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
بيتٌ وحِكمة
١- يُخفي صنائعَه واللهُ يظهرها ..... إنَّ الجميلَ إذا أخفيتَه ظهرا
٢- ثبتت على حفظِ العُهود قلوبُنا ..... إنَّ الوفاءَ سَجِيَّة الأحرار
٣- قد زيَّنوا أحسابَهم بسماحهم ..... لا خيرَ في حَسَبٍ بغيرِ سَماحِ
٤- لعَمرُك ما ودُّ اللسانِ بنافعٍ ..... إذا لم يكن أصلُ المودَّة في الصدرِ
٥- عسى الكربُ الذي أمسيتَ فيه ..... يكونُ وراءَه فرَجٌ قريبُ
٦- وكفَى المرء رِفعةً أن يعادَى ..... في ميادين مجدِه ويُعادي
حلب
٢٠/٥/٢٠٢٤
الدكتور #محمود_عكام
١- يُخفي صنائعَه واللهُ يظهرها ..... إنَّ الجميلَ إذا أخفيتَه ظهرا
٢- ثبتت على حفظِ العُهود قلوبُنا ..... إنَّ الوفاءَ سَجِيَّة الأحرار
٣- قد زيَّنوا أحسابَهم بسماحهم ..... لا خيرَ في حَسَبٍ بغيرِ سَماحِ
٤- لعَمرُك ما ودُّ اللسانِ بنافعٍ ..... إذا لم يكن أصلُ المودَّة في الصدرِ
٥- عسى الكربُ الذي أمسيتَ فيه ..... يكونُ وراءَه فرَجٌ قريبُ
٦- وكفَى المرء رِفعةً أن يعادَى ..... في ميادين مجدِه ويُعادي
حلب
٢٠/٥/٢٠٢٤
الدكتور #محمود_عكام
مِنْ صُورِ التَّحريش
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
كُلَّما قرأتُ الحديث الشريف الذي سأتلوه استوقفتني أحوال المسلمين، ولعلي وأنا أتلوه عليكم يستوقفكم الذي استوقفني، الحديث يقول كما جاء في الصحيح: (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب) لا عبادة للشيطان في جزيرة العرب بعد الآن، (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب) ولكن ما الذي سيفعله الشيطان ? هل سيستسلمُ لليأس فلا عبادةَ له من قِبَلِ المصلين في جزيرة العرب أم سينتقل إلى خط آخر، وقد انتقل، أعيد الحديث: (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب)، لكنَّ الطريق الجديد للشيطان في جزيرة العرب وفي بلاد المسلمين (ولكن بالتَّحريشِ بينهم) يئس أن يُعبَد، ولكنه انتقل إلى التَّحريش، فهل نحن في جزيرة العرب وفي بلاد المسلمين أثَّر فينا هذا التحريش ? نعم، لقد أثَّر فينا هذا التحريش، وها نحن أولاءِ نعيشُه. الشيطان يُحرِّش بيننا ونحن نستجيب لهذا التحريش، ولئن سألتموني عن التَّحريش وصوره، أقول لكم:
أولاً: من صور التحريش الهجر: هجران المسلم أخاه المسلم، أليس هذا واقعاً، أليس بعضُ المسلمين يهجرون بعضَ المسلمين ؟ أليست بعضُ جماعات المسلمين تهجُر بعض جماعات المسلمين ؟ أليست بعضُ دول المسلمين تهجر بعضَ دول المسلمين ? والنبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام يقول: (لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يهجُر أخاه فوق ثلاثِ لَيال، يلتقيان فيُعرِضُ هذا ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأُ صاحبَه بالسَّلام) لا هجران بين البلاد الأوروبية، لكن بين البلاد الإسلامية ثمة هجران، لا هجران بين البلاد التي تدعم الصُّهيونية وهي آثمة فاجرة، أما البلاد التي تدعم الفلسطينيين، وهكذا يجب أن يكونوا، فالهجران مستحكم بينهم، وأنتم تعلمون أكثر مما أعلم. وفي حديثٍ آخر: (مَن هَجَر أخاه سَنةً فهو كسفكِ دمه)، كأنَّه قتله.
ثانياً: من صور التحريش الظن: مَن الذي خَلا من هذا الظن تجاه المسلمين تجاه بعضهم، الظن السيء، (إيَّاكم والظن، فإنَّ الظن أكذب الحديث)، (اجتنبوا كثيراً من الظنِّ) هكذا قال ربنا: (اجتنبوا كثيراً من الظنِّ إنَّ بعضَ الظنِّ إثم) جَنَّبكَ الكثير مع أن هذا الكثير فيه ليس بإثم، خشية الوقوع في بعضِه التي هو آثم، اجتنبِ الكثير ولو كانَ ظناً حسناً، اجتنبه ما دامَ قد يؤدِّي بك إلى الظن السيء، (إنَّ بعضَ الظن إثم) مَنْ مِنَ المسلمين الذي خلا من هذا الظنِّ السيِّء الذي هو إثم اللهمَّ إلا ما نَدَر، إلا ما رَحِمَ ربُّك، الكلُّ يظن السُّوء بالكل، من مظاهر التحريش الاتهام، كلنا يشير بأصابع الاتهام وليس بإصبع الاتهام إلى كلنا، وانظروا أحاديثكم، انظروا الأحاديث السِّياسية على وسائل التَّواصل الاجتماعي، المسلم يتهم المسلم ويصل ويصل الاتهام إلى حد التكفير كما أسلفنا في الخطبة السابقة، الجماعة المسلمة الفلانية تتهم الجماعة المسلمة الفلانية، ويصل الاتهام إلى الكفر، يتهمُ المسلمُ المسلمَ بالاثم والخطيئة، (ومَنْ يكسِب خطيئةً أو إثماً ثمَّ يَرمِ به بريئاً فقد احتَمَلَ بُهتاناً وإثماً مُبيناً)، نحن مجتمع مُتَّهِم، الاتهام المتبادل فعَّال في بيوتاتنا، في مدارسنا، وحتى في مساجدنا، يا أمة الإسلام، يا أمة سيد الأنام، الشيطان يَفعَلُ فعلته فينا، يئس من أن يُعبد، لكنه لم يَيْأس من التحريش، وها هو ذا يحرش ونحن نستجيب لهذا التحريش أيما استجابة.
ثالثاً: من مظاهر التَّحريش الشَّماتة: أليسَ من العار أن يَشمَتَ بعضُنا ببعض، وتعلمون ما الشماتة، الشماتة: هي السُّرور والفَرح بمصيبةِ غيرك، بِبَليَّة غيرك، نحن نفرحُ بمصيبة غيرِنا، نُحدَّث عن شخصٍ قد لا نحبه، هكذا تدعون، وما أدري لحبكم أو لعدم حبكم من معنى، تُحدَّثون عن بَلِيَّة وقعت بآخر أنتم تدعون بأنَّكم لا تحبونه تفرحون، وهذه هي الشَّماتة، الشماتة التي يرفضها الدِّين، ويرفضها الضَّمير، ويرفضها الإنسان العاقل، ويرفضها الإنسان الذي يتمتع بأقل نسبةٍ من إنسانية قبعت في إيهابه، وإلا فليس بإنسان، وليس بصاحبِ ضمير، وليس بصاحبِ دين. جاء في الأثر: "لا تُظهِر الشَّماتة لأخيك، فيرحمُه الله ويبتليك"، وأنا أقول لكلِّ شامت: أصلحكَ اللهُ أولاً، فإن لم تكُن قد مشيتَ على خَطِّ الصَّلاح والإصلاح أسألُ الله عَزَّ وجَل أن يُنزِلَ عليك الذي أنتَ تشمتُ به. إن لم نتكلم هذه اللغة فالمجتمع المسلم الذي نعيشه مُنساقٌ إلى الهاوية، شئتم أم أبيتم، مجتمعُ الشَّماتة مجتمعٌ هَالِك،
فَقُل للشَّامِتين بِنا أفيقوا سَيَلقَى الشَّامِتون كما لقينا
يُروَى عن الإمام الشَّافعي رضي الله عنه أنَّ أحدَهم كان يشمتُ به ويتمنَّى له الموت، فقال:
تَمنَّى أناسٌ أن أموتَ وإن أَمُت فَتِلكَ سَبيلٌ لستُ فيها بأوحدِ
فَقُل للذي يَبغِي غيرَ الذي مَضَى تَوقَّعْ لأخرى مثلها وكأن قَدِ
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
كُلَّما قرأتُ الحديث الشريف الذي سأتلوه استوقفتني أحوال المسلمين، ولعلي وأنا أتلوه عليكم يستوقفكم الذي استوقفني، الحديث يقول كما جاء في الصحيح: (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب) لا عبادة للشيطان في جزيرة العرب بعد الآن، (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب) ولكن ما الذي سيفعله الشيطان ? هل سيستسلمُ لليأس فلا عبادةَ له من قِبَلِ المصلين في جزيرة العرب أم سينتقل إلى خط آخر، وقد انتقل، أعيد الحديث: (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب)، لكنَّ الطريق الجديد للشيطان في جزيرة العرب وفي بلاد المسلمين (ولكن بالتَّحريشِ بينهم) يئس أن يُعبَد، ولكنه انتقل إلى التَّحريش، فهل نحن في جزيرة العرب وفي بلاد المسلمين أثَّر فينا هذا التحريش ? نعم، لقد أثَّر فينا هذا التحريش، وها نحن أولاءِ نعيشُه. الشيطان يُحرِّش بيننا ونحن نستجيب لهذا التحريش، ولئن سألتموني عن التَّحريش وصوره، أقول لكم:
أولاً: من صور التحريش الهجر: هجران المسلم أخاه المسلم، أليس هذا واقعاً، أليس بعضُ المسلمين يهجرون بعضَ المسلمين ؟ أليست بعضُ جماعات المسلمين تهجُر بعض جماعات المسلمين ؟ أليست بعضُ دول المسلمين تهجر بعضَ دول المسلمين ? والنبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام يقول: (لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يهجُر أخاه فوق ثلاثِ لَيال، يلتقيان فيُعرِضُ هذا ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأُ صاحبَه بالسَّلام) لا هجران بين البلاد الأوروبية، لكن بين البلاد الإسلامية ثمة هجران، لا هجران بين البلاد التي تدعم الصُّهيونية وهي آثمة فاجرة، أما البلاد التي تدعم الفلسطينيين، وهكذا يجب أن يكونوا، فالهجران مستحكم بينهم، وأنتم تعلمون أكثر مما أعلم. وفي حديثٍ آخر: (مَن هَجَر أخاه سَنةً فهو كسفكِ دمه)، كأنَّه قتله.
ثانياً: من صور التحريش الظن: مَن الذي خَلا من هذا الظن تجاه المسلمين تجاه بعضهم، الظن السيء، (إيَّاكم والظن، فإنَّ الظن أكذب الحديث)، (اجتنبوا كثيراً من الظنِّ) هكذا قال ربنا: (اجتنبوا كثيراً من الظنِّ إنَّ بعضَ الظنِّ إثم) جَنَّبكَ الكثير مع أن هذا الكثير فيه ليس بإثم، خشية الوقوع في بعضِه التي هو آثم، اجتنبِ الكثير ولو كانَ ظناً حسناً، اجتنبه ما دامَ قد يؤدِّي بك إلى الظن السيء، (إنَّ بعضَ الظن إثم) مَنْ مِنَ المسلمين الذي خلا من هذا الظنِّ السيِّء الذي هو إثم اللهمَّ إلا ما نَدَر، إلا ما رَحِمَ ربُّك، الكلُّ يظن السُّوء بالكل، من مظاهر التحريش الاتهام، كلنا يشير بأصابع الاتهام وليس بإصبع الاتهام إلى كلنا، وانظروا أحاديثكم، انظروا الأحاديث السِّياسية على وسائل التَّواصل الاجتماعي، المسلم يتهم المسلم ويصل ويصل الاتهام إلى حد التكفير كما أسلفنا في الخطبة السابقة، الجماعة المسلمة الفلانية تتهم الجماعة المسلمة الفلانية، ويصل الاتهام إلى الكفر، يتهمُ المسلمُ المسلمَ بالاثم والخطيئة، (ومَنْ يكسِب خطيئةً أو إثماً ثمَّ يَرمِ به بريئاً فقد احتَمَلَ بُهتاناً وإثماً مُبيناً)، نحن مجتمع مُتَّهِم، الاتهام المتبادل فعَّال في بيوتاتنا، في مدارسنا، وحتى في مساجدنا، يا أمة الإسلام، يا أمة سيد الأنام، الشيطان يَفعَلُ فعلته فينا، يئس من أن يُعبد، لكنه لم يَيْأس من التحريش، وها هو ذا يحرش ونحن نستجيب لهذا التحريش أيما استجابة.
ثالثاً: من مظاهر التَّحريش الشَّماتة: أليسَ من العار أن يَشمَتَ بعضُنا ببعض، وتعلمون ما الشماتة، الشماتة: هي السُّرور والفَرح بمصيبةِ غيرك، بِبَليَّة غيرك، نحن نفرحُ بمصيبة غيرِنا، نُحدَّث عن شخصٍ قد لا نحبه، هكذا تدعون، وما أدري لحبكم أو لعدم حبكم من معنى، تُحدَّثون عن بَلِيَّة وقعت بآخر أنتم تدعون بأنَّكم لا تحبونه تفرحون، وهذه هي الشَّماتة، الشماتة التي يرفضها الدِّين، ويرفضها الضَّمير، ويرفضها الإنسان العاقل، ويرفضها الإنسان الذي يتمتع بأقل نسبةٍ من إنسانية قبعت في إيهابه، وإلا فليس بإنسان، وليس بصاحبِ ضمير، وليس بصاحبِ دين. جاء في الأثر: "لا تُظهِر الشَّماتة لأخيك، فيرحمُه الله ويبتليك"، وأنا أقول لكلِّ شامت: أصلحكَ اللهُ أولاً، فإن لم تكُن قد مشيتَ على خَطِّ الصَّلاح والإصلاح أسألُ الله عَزَّ وجَل أن يُنزِلَ عليك الذي أنتَ تشمتُ به. إن لم نتكلم هذه اللغة فالمجتمع المسلم الذي نعيشه مُنساقٌ إلى الهاوية، شئتم أم أبيتم، مجتمعُ الشَّماتة مجتمعٌ هَالِك،
فَقُل للشَّامِتين بِنا أفيقوا سَيَلقَى الشَّامِتون كما لقينا
يُروَى عن الإمام الشَّافعي رضي الله عنه أنَّ أحدَهم كان يشمتُ به ويتمنَّى له الموت، فقال:
تَمنَّى أناسٌ أن أموتَ وإن أَمُت فَتِلكَ سَبيلٌ لستُ فيها بأوحدِ
فَقُل للذي يَبغِي غيرَ الذي مَضَى تَوقَّعْ لأخرى مثلها وكأن قَدِ
سيقع بك مع هذا الذي كان موضوع الشماتة التي انطلقت منك. الشماتة من مظاهر التحريش يا من تسعى إلى مرضاتِ ربِّك، يا من تسعى إلى أن يكونَ الشَّيطانُ لك عدواً، (إنَّ الشَّيطانَ لكُم عدو فاتِّخذوه عدواً) فما بالكم تستمعون إليه وكأنه المدرس الوفي، يُدرِّسكم الدروسَ الشَّيطانية وأنتم تحفظونها وتُطبِّقونها، وتُعرِضون عن دروسِ الرحمن التي تنفعكم في دينكم ودنياكم وأخراكم، وتنفعكم في إنسانيتكم، والتي تجعلكم من خير الأمم، (كُنتم خيرَ أمةٍ أُخرِجَت للناس تأمرون بالمعروف وتَنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فما أعظمَ هذا الكلام، وما أروع هذا الكلام ! هيا إلى عهدٍ بينكم وبينَ رَبِّكم، قاطعوا الشَّيطان، وقاطعوا أولياء الشيطان، وقاطعوا كُلَّ ما يَمُتُّ إلى الشَّيطان بصلة، قاطعوا هذا الذي يتناسب ويُحبِّه الشيطان، قاطعوه إذا كان سلوكاً وإذا كانَ قولاً وإذا كان عملاً وإذا كان فعلاً وإذا كان إشارة، نظفُوا ألسنتكم، وطهِّروا قلوبكم، وصُونوا أعينكم، وصُونوا مجتمعاتكم، واعملوا عملاً صالحاً مِن أجلِ أجيالٍ قادمة، لا تورِّثوها هِجراناً، ولا تورثوها ظَناً آثماً سيئاً، ولا تورثوها اتهاما يثير البغضاء والشنآن، ولا تورثوها شماتةً، ورثوها صدقاً ووفاء، ورثوها عطاءً ينفع الإنسان، ورثوها أمانة، ورثوها حسن أخلاق، ورثوها أن الإنسان يريد الخيرَ لكل الناس على الإطلاق كما كان المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأختم حديثي بهذا الذي رُوي عنه صلى الله عليه وسلم وقد مَرَّت أمامه جنازةُ يهودي، فوقفَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام، وكان قاعداً ثم وقف، فقال له أصحابُه: يا رسول الله إنه يهودي ! وقد ماتَ هذا اليهودي، فقال: (أَوَليست نَفْساً ?!) ما أعظمك يا سيدي يا رسول الله ? أنت رحمةٌ للعالمين، ولكن أمتك اليوم تُعاني من ضَغينةٍ فيما بينها فكيف تكون رحمة لغيرها، وهي غيرُ رحمةٍ لنفسها ؟! اللهم إني أسألك بحقِّ محمد وآل محمد أن توفقنا من أجل أن نجعلَ الشَّيطانَ لنا عدواً، وأن نجعلَ الرَّحمنَ لنا صَديقاً وصاحباً وأن يكون هنالك ودٌّ بيننا وبين الرحمن، يا ربَّ العِباد، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 24/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/sgdbuBSRu1/
الدكتور #محمود_عكام
#مظاهر_التحريش
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5268/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 24/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/sgdbuBSRu1/
الدكتور #محمود_عكام
#مظاهر_التحريش
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5268/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
احفظ لسانك تكن كريماً نبيلاً
تَحَرَّ الصدق والحقَّ والخير وأنتَ تنطق، وجانِب الكذب والباطل والشَّر والإساءة، واعلم علمَ اليقين أنَّ الحسابَ على إنتاج اللسان شديد (وهل يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم) كما ورد عن سيد الأكابر والعِظام محمد عليه الصلاة والسلام، وإذ كنتُ أخاطبُ بصيغة الفرد فلأنَّ الفردَ هو الأصل، وأنتقلُ من الفردِ إلى المجموع، ويَستوي في المجموع "نحن وأنتم وهم" على مستوى الأزمنة كلها ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وإني على يقين أنَّ حفظ اللسان عُنصرٌ جِدُّ هام من عناصر الحضارة الإنسانية المنشودة، فـ: (لا خيرَ في كثيرٍ من نَجواهم إلا مَن أمرَ بصدقةٍ أو مَعروفٍ أو إصلاحٍ بينَ الناس ومَن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً). صدق الله العظيم.
حلب
28/5/2024
الدكتور #محمود_عكام
#احفظ_لسانك
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5269/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
تَحَرَّ الصدق والحقَّ والخير وأنتَ تنطق، وجانِب الكذب والباطل والشَّر والإساءة، واعلم علمَ اليقين أنَّ الحسابَ على إنتاج اللسان شديد (وهل يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم) كما ورد عن سيد الأكابر والعِظام محمد عليه الصلاة والسلام، وإذ كنتُ أخاطبُ بصيغة الفرد فلأنَّ الفردَ هو الأصل، وأنتقلُ من الفردِ إلى المجموع، ويَستوي في المجموع "نحن وأنتم وهم" على مستوى الأزمنة كلها ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وإني على يقين أنَّ حفظ اللسان عُنصرٌ جِدُّ هام من عناصر الحضارة الإنسانية المنشودة، فـ: (لا خيرَ في كثيرٍ من نَجواهم إلا مَن أمرَ بصدقةٍ أو مَعروفٍ أو إصلاحٍ بينَ الناس ومَن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً). صدق الله العظيم.
حلب
28/5/2024
الدكتور #محمود_عكام
#احفظ_لسانك
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5269/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
فريضة الوحدة
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
كثيراً ما أُسأَلُ عن حديثٍ نبوي شريف، ربما بدا للوهلة الأولى أنَّ فيه إشكالية، هذا الحديث اسمعوه، ولعلكم سترون فيه للوهلة الأولى كما بدا للكثير أن ثمة إشكالية فيه أو في فهم هذا الحديث الشريف، وهو حديثٌ صحيح يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (سألتُ رَبي ثلاثاً) ثلاث مسائل (فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألتُ ربي أن لا يُهلكَ أمتي بالسنة) أي بالقحط، بالجدب (فأعطانيها، وسألتُ ربي ألا يُهلك بالغرق فأعطانيها، وسألتُ ربي ألا يجعلَ بأسَهم بينهم فمنعنيها) الإشكال حسب الظاهر إذا كان اللهُ لم يعطِ نبيَّه الأكرم هذا الأمر أن لا يكون بأس الأمة فيما بينها شديداً، فلماذا العمل ولماذا السَّعي من أجل جمعِ كلمة الأمة، ولماذا هذه الخطب وهذه المؤتمرات وهذه اللقاءات، والله عز وجل لم يُعطِ المصطفى صلى الله عليه وسلم المسألةَ في أن لا يجعلَ بأسَهم بينهم ؟! الجوابُ: أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم طَلَبَ من ربه هذه الأمور الثلاثة: ألا يُهلك الأمة بالسَّنة فأعطاه الله ذلك تَفضُّلاً، وسأله ألا يُهلِك أُمَّته بالغرق فأعطاه ذلك تَفضُّلاً، وسأله ألا يجعلَ بأسَهم بينَهم فمنعنيها، أي لم يُعطِهِ هذه المسألة تفضُّلاً، وإنما قال له بلسان الحال: يا محمد سأجعلُ هذا الأمر تكليفاً، سأكلِّف أمَّتك بهذا الأمر تكليفاً، بن يكون مني تفضلاً وإلا لما كان هنالك جَدوى للسَّعي، أنت لا تسعى من أجل ألا تغرق الأمة بالماء، ولكنَّ الله تكفَّل بذلك بشكلٍ مُباشِر وبتدخل مباشِر وبفضلٍ منه جَلَّ وعَلَا، أما ألا يجعلَ بأسَهم بينهم فهذه أعطانا الله إيَّاها تكليفاً، قال تكفلتُ لكم ألا تهلكوا بالغرق وأن لا تهلكوا بالسنة لكن كلَّفتكم أن لا يكونَ بأسكم فيما بينكم شديداً، فهيا فاسعَوا من أجل تحقيق هذا الأمر من باب التكليف، وبناءً على ذلك، بما أنَّ الاجتماعَ والوحدة والاتحاد بين المسلمين جعَله اللهُ تَكليفاً، لذلك كان الاعتصامُ بحبلِ الله جَميعاً فَرضاً، فرض اللهُ عليكم الوحدة والاتحاد والتعاون، كلَّفكم بهذا وستُحاسَبون على هذا، وسيكونُ الحسابُ عَسيراً إن قَصَّرتم في هذا الأمر الذي لم يَكُن على التَّفضيل وإنما كان على التَّشريف، فهيا، جعلتُ الوحدة فيما بينكم والاتحاد جعلته فرضاً (واعتصموا بحبل الله جميعاً)، (وتَعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تَعاونوا على الإثم والعدوان)، (إنَّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)، (إنَّ الله يُحبُّ الذين يُقاتلون في سبيله صَفاً كأنَّهم بُنيانٌ مَرصوص) الوحدة القلبية والشكلية فرضٌ عليكم، فهيا من أجل أن تتحققوا بها، والفرقة والتَّنازع حَرام، افهموها يا أيها المسلمون، الفرقة والتَّنازع حَرام، نقولُ الصلاة فرض، وترك الصلاة حرام، الزكاة فرض وترك الزكاة حرام، الحج لمن استطاع إليه سبيلاً فرض وتركه لمن استطاع إليه سبيلاً حرام، الوحدةُ والاتِّحادُ والتَّعاون والأخوة فرض، والتَّفرقة والتَّنازع (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) حرام ولربما وقعنا في الحرام من حيث لا ندري، لأننا لم نتصور أنَّ الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً فرض كفريضة الزكاة والصيام والصلاة، هيا فاجتمعوا (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، (عليكم بالجماعة) هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإنَّ الشَّيطان مع الواحد) إذا كنت أنت واحداً افترقتَ عن الأمة، فإن الشيطانَ معك، (فإن الشيطانَ مع الواحد، ومن الاثنين أبعد) فإذا كنتما اثنين فالشيطان سيبتعدُ عنكما، لأنكما أصبحتما اثنين، مشيتما في طريق الجماعة (ومَن أراد بَحبوحة الجنةَ فليلزمِ الجَماعة) أرادَ بَحبوحة أو بُحبوحة وكلا اللفظين جائزان، (ومَن أراد بُحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)، (وكونوا عبادَ الله إخواناً) فريضة، (لا تَدَابروا ولا تَحاسدوا لا تَباغضوا) نَهيٌ، حَرام، التباعد والتباغض والتشرذم حَرامٌ كحُرمة الخمر، كحرمة الزنا، كحرمة ترك الصلاة، كحرمة ترك الصيام، كحرمة الإمعان في ترك الصَّلاة والإمعان في تركِ الصيام والإمعان في ترك الزكاة، روي عن الإمام عليٍّ رضيَ الله عنه أنه قال: "عليكم بالجماعة فإنها رحمة، وإياكم والفرقة فإنها شَقاء" يا أمة الإسلام، ويقولُ ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه وأرضاه، واسمعوا إلى ساداتكم، إلى ساداتنا، عَليٌّ من ساداتنا، ابن مسعود من ساداتنا، أبو بكر من ساداتنا، عمر بن الخطاب من ساداتنا، يقولون لكم اجتمعوا ولا تتفرقوا، يقول ابن مسعود: "إنَّ ما تكرهون في الجماعة خيرٌ مما تُحبُّون في الفُرقة"، ونحن نعيشُ هذه الأيام أيام الحج، يجتمع الملايين يجتمعون بحسبِ الصُّورة مُوحَّدين، لباسُ الإحرام واحد، القِبلةُ واحدة، الطَّواف واحد، السَّعيُ بين الصفا والمروة واحد، الوقوف في عرفات واحد، رمي الجمار، رمي الشيطان واحد، ترمون الشيطان وتقولون:
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
كثيراً ما أُسأَلُ عن حديثٍ نبوي شريف، ربما بدا للوهلة الأولى أنَّ فيه إشكالية، هذا الحديث اسمعوه، ولعلكم سترون فيه للوهلة الأولى كما بدا للكثير أن ثمة إشكالية فيه أو في فهم هذا الحديث الشريف، وهو حديثٌ صحيح يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (سألتُ رَبي ثلاثاً) ثلاث مسائل (فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألتُ ربي أن لا يُهلكَ أمتي بالسنة) أي بالقحط، بالجدب (فأعطانيها، وسألتُ ربي ألا يُهلك بالغرق فأعطانيها، وسألتُ ربي ألا يجعلَ بأسَهم بينهم فمنعنيها) الإشكال حسب الظاهر إذا كان اللهُ لم يعطِ نبيَّه الأكرم هذا الأمر أن لا يكون بأس الأمة فيما بينها شديداً، فلماذا العمل ولماذا السَّعي من أجل جمعِ كلمة الأمة، ولماذا هذه الخطب وهذه المؤتمرات وهذه اللقاءات، والله عز وجل لم يُعطِ المصطفى صلى الله عليه وسلم المسألةَ في أن لا يجعلَ بأسَهم بينهم ؟! الجوابُ: أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم طَلَبَ من ربه هذه الأمور الثلاثة: ألا يُهلك الأمة بالسَّنة فأعطاه الله ذلك تَفضُّلاً، وسأله ألا يُهلِك أُمَّته بالغرق فأعطاه ذلك تَفضُّلاً، وسأله ألا يجعلَ بأسَهم بينَهم فمنعنيها، أي لم يُعطِهِ هذه المسألة تفضُّلاً، وإنما قال له بلسان الحال: يا محمد سأجعلُ هذا الأمر تكليفاً، سأكلِّف أمَّتك بهذا الأمر تكليفاً، بن يكون مني تفضلاً وإلا لما كان هنالك جَدوى للسَّعي، أنت لا تسعى من أجل ألا تغرق الأمة بالماء، ولكنَّ الله تكفَّل بذلك بشكلٍ مُباشِر وبتدخل مباشِر وبفضلٍ منه جَلَّ وعَلَا، أما ألا يجعلَ بأسَهم بينهم فهذه أعطانا الله إيَّاها تكليفاً، قال تكفلتُ لكم ألا تهلكوا بالغرق وأن لا تهلكوا بالسنة لكن كلَّفتكم أن لا يكونَ بأسكم فيما بينكم شديداً، فهيا فاسعَوا من أجل تحقيق هذا الأمر من باب التكليف، وبناءً على ذلك، بما أنَّ الاجتماعَ والوحدة والاتحاد بين المسلمين جعَله اللهُ تَكليفاً، لذلك كان الاعتصامُ بحبلِ الله جَميعاً فَرضاً، فرض اللهُ عليكم الوحدة والاتحاد والتعاون، كلَّفكم بهذا وستُحاسَبون على هذا، وسيكونُ الحسابُ عَسيراً إن قَصَّرتم في هذا الأمر الذي لم يَكُن على التَّفضيل وإنما كان على التَّشريف، فهيا، جعلتُ الوحدة فيما بينكم والاتحاد جعلته فرضاً (واعتصموا بحبل الله جميعاً)، (وتَعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تَعاونوا على الإثم والعدوان)، (إنَّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)، (إنَّ الله يُحبُّ الذين يُقاتلون في سبيله صَفاً كأنَّهم بُنيانٌ مَرصوص) الوحدة القلبية والشكلية فرضٌ عليكم، فهيا من أجل أن تتحققوا بها، والفرقة والتَّنازع حَرام، افهموها يا أيها المسلمون، الفرقة والتَّنازع حَرام، نقولُ الصلاة فرض، وترك الصلاة حرام، الزكاة فرض وترك الزكاة حرام، الحج لمن استطاع إليه سبيلاً فرض وتركه لمن استطاع إليه سبيلاً حرام، الوحدةُ والاتِّحادُ والتَّعاون والأخوة فرض، والتَّفرقة والتَّنازع (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) حرام ولربما وقعنا في الحرام من حيث لا ندري، لأننا لم نتصور أنَّ الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً فرض كفريضة الزكاة والصيام والصلاة، هيا فاجتمعوا (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، (عليكم بالجماعة) هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإنَّ الشَّيطان مع الواحد) إذا كنت أنت واحداً افترقتَ عن الأمة، فإن الشيطانَ معك، (فإن الشيطانَ مع الواحد، ومن الاثنين أبعد) فإذا كنتما اثنين فالشيطان سيبتعدُ عنكما، لأنكما أصبحتما اثنين، مشيتما في طريق الجماعة (ومَن أراد بَحبوحة الجنةَ فليلزمِ الجَماعة) أرادَ بَحبوحة أو بُحبوحة وكلا اللفظين جائزان، (ومَن أراد بُحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)، (وكونوا عبادَ الله إخواناً) فريضة، (لا تَدَابروا ولا تَحاسدوا لا تَباغضوا) نَهيٌ، حَرام، التباعد والتباغض والتشرذم حَرامٌ كحُرمة الخمر، كحرمة الزنا، كحرمة ترك الصلاة، كحرمة ترك الصيام، كحرمة الإمعان في ترك الصَّلاة والإمعان في تركِ الصيام والإمعان في ترك الزكاة، روي عن الإمام عليٍّ رضيَ الله عنه أنه قال: "عليكم بالجماعة فإنها رحمة، وإياكم والفرقة فإنها شَقاء" يا أمة الإسلام، ويقولُ ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه وأرضاه، واسمعوا إلى ساداتكم، إلى ساداتنا، عَليٌّ من ساداتنا، ابن مسعود من ساداتنا، أبو بكر من ساداتنا، عمر بن الخطاب من ساداتنا، يقولون لكم اجتمعوا ولا تتفرقوا، يقول ابن مسعود: "إنَّ ما تكرهون في الجماعة خيرٌ مما تُحبُّون في الفُرقة"، ونحن نعيشُ هذه الأيام أيام الحج، يجتمع الملايين يجتمعون بحسبِ الصُّورة مُوحَّدين، لباسُ الإحرام واحد، القِبلةُ واحدة، الطَّواف واحد، السَّعيُ بين الصفا والمروة واحد، الوقوف في عرفات واحد، رمي الجمار، رمي الشيطان واحد، ترمون الشيطان وتقولون:
إرضاءً للرحمن ثم بعد ذلك تكونون بعدَ الحج مع الشيطان من خلال الفرقة والتنازع والبغضاء والشنآن والتحاسد والتحاقد، الحجُّ من حِكَمه، بل من أولويات حِكمه أنه يقدم صُورة الوحدة، فما لكم يا أيها الإخوة المسلمون، يا أيها الحجاج، ويا أيها الذين لم تَحُجُّوا، لباسكم واحد، طوافكم واحد، كعبتكم واحدة، عرفاتكم واحدة، مِنى واحدة، مزدلفة واحدة، زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم واحدة، كلكم يَزورُ هذا النبيَّ الأكرم ويصلي عليه، فماذا تقولون لربكم إن كانت كل هذه الأشكال مُوحَّدة إلا أن قلوبكم ليست واحدة، فقد أتيتم اللهَ بصورةٍ لا حقيقةَ لها، ومن أتى بالصورة لم يأتِ بشيءٍ، (إنَّ الله لا ينظرُ إلى أجسامكم ولا إلى أموالكم) أين ينظر ربكم ؟ إلى قلوبكم (وإنما ينظر إلى قلوبكم) فيا أيها الحجاج، وأنتم يا أيها الذين لم يُقسَم لهم ولم يُقدَّر عليهم أن يحجوا: فلتَتَّحد قلوبُكم، وليدعُ بعضُكم لبعضٍ، أيها الحجاج حول الكعبة وأنتم تطوفون ستَدعُون، ادعُوا للمسلمين جميعاً أن يجمع الله بينهم، أن يؤلذِف اللهُ بين قلوبهم، أن يجعلهم يداً واحدة على أعدائهم، أن يجعلَهم أمةً واحدة تتحقَّق بقول الله عز وجل: (إن هذه أمتكم أمة واحدة)، لكننا اليوم لسنا أمة واحدة، وإنما أمم كثيرة، ولهذا سهُل على أعدائنا أن يأتونا فرقةً فرقة، وجماعةً جماعة، وفرداً فرداً، (ولينزعنَّ اللهُ المهابةَ منكم من قلوب أعدائكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهن) قالوا: وما الوهنُ يا رسول الله ? قال: (حُبُّ الدُّنيا وكَراهيةُ الموت) أمِن قِلةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسول الله ?! لا، المسلمون يَعدُّون الآن مليار ونصف مسلم، أَمِن قلةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسول الله ?! (لا، إنكم يومئذٍ كثير، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاء السَّيل) لا قيمة لكم، ولن تعودَ لكم القيمة، والمكانة إلا إذا اتَّحدتم بقلوبكم وأجسادكم، وكنتم أمةً واحدة كما أرادكم القرآن الكريم.
إنها نفثة مصدور يرى أمته تَعُدُّ الكثير لكن لا يرى إنجازا يمكن أن يُنسَب إلى أقل من هذه الأمة عَدداً، نحنُ في صِراعٍ مع هذا العدو اللعين، مع هذا الكيان الغاصب، ولو أنَّ المسلمين طبَّقوا فريضة الوحدة، ثِقوا أنَّ هذا العدو لن يستمرَّ يوماً واحداً، وسيُغلَب في ساعةٍ واحدة، بل في ثانيةٍ من الزمن، بل في لحظةٍ، واللحظة يُمكن أن تكونَ أقلَّ من ثانية، أقل مما تتوقَّع،
ما بينَ طَرفةِ عَينٍ وانتِباهَتِها يُغيِّر اللهُ مِن حَالٍ إلى حالِ
أسألُ الله عز وجل أن يجمع قلوبنا على ما يُرضيه، وأن يَحولَ بيننا وبين مَعاصيه، وأن يوفقنا من أجل أن يدعو بعضُنا لبعض في ظهر الغيب، ماذا عليك أيها الإنسان المسلم لو أنك في صلاتك اليوم، في صلاة السُّنة، سجدتَ فقلتَ: اللهمَّ وفِّق هؤلاء، رُوَّاد جَامع السَّيدة نفيسة، اللهمَّ أنزل عليهم رِضاك، اللهمَّ اجعلهم في مَأمنٍ من كل مكروه، اللهم أيِّدهم، اللهم ثَبِّتهم، فَضلاً عن أن تدعو لإخوانك في فلسطين، وفي كل أصقاعِ العالم، تقول: اللهمَّ رُدَّهم إلى دِينك رداً جميلاً، اللهمَّ رُدَّنا إلى دينك رَدَّاً جَميلا، ورُدَّنا إلى الأُخُوَّة التي أمرتَنا أن نكونَ عليها، وأن تكونَ دِثارَنا وشِعارَنا، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 31/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/spqjbGmtIR/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5270/
الدكتور #محمود_عكام
#فريضة_الوحدة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
إنها نفثة مصدور يرى أمته تَعُدُّ الكثير لكن لا يرى إنجازا يمكن أن يُنسَب إلى أقل من هذه الأمة عَدداً، نحنُ في صِراعٍ مع هذا العدو اللعين، مع هذا الكيان الغاصب، ولو أنَّ المسلمين طبَّقوا فريضة الوحدة، ثِقوا أنَّ هذا العدو لن يستمرَّ يوماً واحداً، وسيُغلَب في ساعةٍ واحدة، بل في ثانيةٍ من الزمن، بل في لحظةٍ، واللحظة يُمكن أن تكونَ أقلَّ من ثانية، أقل مما تتوقَّع،
ما بينَ طَرفةِ عَينٍ وانتِباهَتِها يُغيِّر اللهُ مِن حَالٍ إلى حالِ
أسألُ الله عز وجل أن يجمع قلوبنا على ما يُرضيه، وأن يَحولَ بيننا وبين مَعاصيه، وأن يوفقنا من أجل أن يدعو بعضُنا لبعض في ظهر الغيب، ماذا عليك أيها الإنسان المسلم لو أنك في صلاتك اليوم، في صلاة السُّنة، سجدتَ فقلتَ: اللهمَّ وفِّق هؤلاء، رُوَّاد جَامع السَّيدة نفيسة، اللهمَّ أنزل عليهم رِضاك، اللهمَّ اجعلهم في مَأمنٍ من كل مكروه، اللهم أيِّدهم، اللهم ثَبِّتهم، فَضلاً عن أن تدعو لإخوانك في فلسطين، وفي كل أصقاعِ العالم، تقول: اللهمَّ رُدَّهم إلى دِينك رداً جميلاً، اللهمَّ رُدَّنا إلى دينك رَدَّاً جَميلا، ورُدَّنا إلى الأُخُوَّة التي أمرتَنا أن نكونَ عليها، وأن تكونَ دِثارَنا وشِعارَنا، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 31/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/spqjbGmtIR/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5270/
الدكتور #محمود_عكام
#فريضة_الوحدة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
هيهات منا الذِّلة
نعم وليسمع العالم كله هيهات من المجاهدين في فلسطين الذلة والاستسلام، فالمقاومة مستمرة حتى النصر بإذن الله، ونحن على مقارعة عدو الإنسانية والحق صامدون ثابتون لا تأخذنا في الله لومة لائم، وليدعم أعداءَنا من يدعمه من كبريات قوى الظلم والشر والفساد، فداعمنا ونصيرنا الله جلَّ شأنه الأقوى والأعدل والأعظم والأكبر ونحن به مستجيرون وبحِماه لائذون وعليه معتمدون وإليه منيبون شاء من شاء وأبى من أبى، ولقد وُعدنا إحدى الحُسنيين وما ثمَّة لهما ثالثة
ويا غارةَ الله جُدِّي السير مسرعةً ..... في حَلِّ عُقدتنا يا غارةَ الله. والغادرون تحطَّمت أهواؤُهم ..... ذهبت جُفاءً نفثة الثُّعبانِ
قُم يا صلاحَ الدِّين عادَ عدوُّنا ..... عادَت جَحافِله بلونٍ ثاني
حلب
٣/٦/٢٠٢٤
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5271/
الدكتور #محمود_عكام
#هيهات_منا_الذِّلة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
نعم وليسمع العالم كله هيهات من المجاهدين في فلسطين الذلة والاستسلام، فالمقاومة مستمرة حتى النصر بإذن الله، ونحن على مقارعة عدو الإنسانية والحق صامدون ثابتون لا تأخذنا في الله لومة لائم، وليدعم أعداءَنا من يدعمه من كبريات قوى الظلم والشر والفساد، فداعمنا ونصيرنا الله جلَّ شأنه الأقوى والأعدل والأعظم والأكبر ونحن به مستجيرون وبحِماه لائذون وعليه معتمدون وإليه منيبون شاء من شاء وأبى من أبى، ولقد وُعدنا إحدى الحُسنيين وما ثمَّة لهما ثالثة
ويا غارةَ الله جُدِّي السير مسرعةً ..... في حَلِّ عُقدتنا يا غارةَ الله. والغادرون تحطَّمت أهواؤُهم ..... ذهبت جُفاءً نفثة الثُّعبانِ
قُم يا صلاحَ الدِّين عادَ عدوُّنا ..... عادَت جَحافِله بلونٍ ثاني
حلب
٣/٦/٢٠٢٤
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5271/
الدكتور #محمود_عكام
#هيهات_منا_الذِّلة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
الفريضة الخامسة
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
ها نحن أولاء نعيش في رحاب أيام الركن الخامس من أركان الإسلام، في رحاب أيام الحج، الفريضة الأكيدة، فيا أيها المسلم: إما أن تكون مُستطيعاً ونويتَ الحجَّ وعَزَمتَ عليه وشرعت به، كما هو الحال لكثيرٍ من حُجَّاجنا السُّوريين، عندَها أقول لك: تقبَّل الله منك، وغفرَ ذنبك، وزوَّدك اللهُ بالتقوى، ووجهك للخير حيثما توجَّهت، وإما أن تكونَ غير مُستطيع، ولكنك تُريد وترغب وتنوي، فأنا أقول لك هذه النية القوية مع عدم الاستطاعة، أسألُ اللهَ أن يكتُبَ بهذه النية لكَ حَجَّاً وأجرَ حَج إن شاء الله، لأنَّ النيةَ الأكيدةَ والقوية مع عدمِ الاستطاعة والإمكانية هَذا يَجعَلُك في مَصَافِّ مَن حَجَّ وعَزَم وشرع، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد من غزوة تَبوك، وقد وَصَل مَشارف المدينة قال لمن حوله: (إنَّ بالمدينة أقواماً ما سِرنا مَسيراً ولا قطعنا وادياً إلا وكانوا معنا) فقال الصحابة الذين مع النبي: كانوا معنا وهم في المدينة ؟! قال: (نَعَمْ، حَبَسهمُ العُذر) ولو لم يكن هذا العذر لكانوا معنا، فنيَّتهم قوية في أن يكونوا معنا فلم يستطيعوا، لأنَّ عُذراً قاهراً حَبَسه. وهذا الذي نوى الحج، ولم يستطع ولم يكن في مُكْنَته أن يَحُج سواء أكان ذلك من حيث المادة أو من حيث الصحة، فأقول له: طِبتَ وأنت في مكانك ولك أجر الحج إن شاء الله، وأما النوعُ الثالث: فذاكَ الذي استطاع ولم يَحُجَّ، أقول له: لا اتهمك بالإثم، ولكنني أقول لك: إنَّك مُقصِّر، ما دُمتَ تستطيعُ مادةً وصحة، تمتلكُ ما يُوصلك إلى أداءِ هذه الفريضة فلم تفعَل فأنتَ مُقَصِّر، وبالتالي ما عليكَ إلا أن تُعاهِدَ نفسَك الآن، تقولُ: يا رب، إِن تَيسَّر لي الحج هذا العام مع الصُّعوبات التي نعلمها جميعاً، لكن في مُعاهدتك ربك عليك أن تقول هذا: يا رب إن تيسَّر لي هذا العام الحج فسأحج، وإن لم يَتَيسَّر فأعاهدك إن أبقيتني على قيد الحياة لأؤدينَّ هذه الفريضة العامَ القادم، وأسألُ الله بهذا العهد أن تكونَ عند الله من المقبولين وأن تتلافى التقصير وأن يُرفَعَ عنك ما سَمَّاه بعضُهم، ولا أسميه أنا، ما سَمَّاه بعضهم إثماً وذنباً، ورُبَّما وصفه بعضٌ آخر بالإثم الكبير والذنب الفظيع، هذا بالنسبة لأولئك الذين استطاعوا ولم يحجوا.
أما ذاك الذي توجَّه للحج ووصل إلى هناك نقول له: تذكَّر بأنَّ هذه الفريضة تُعلِّمك أول ما تعلمك الإخلاص، وبعدَ الإخلاص تُعلِّمك أن تقول في كُل حياتك لربك: لَبَّيك اللهم لبيك، لبيكَ لا شريكَ لك لبيك، إنَّ الحمدَ والنِّعمة لك والملك، لا شريك لك، شِعارُ هذه الفريضة التلبية، أن تقول لبيك من أجل أن تكون هذه التلبية عُنوانا سلوكك في حياتك، فأنت في صلاتك تقول لبيك اللهم لبيك، وفي دراستك تقول لبيك اللهم لبيك، وفي دائرتك تقول لبيك اللهم لبيك، أي لبيك من أجل أن أفعل ما أمرتني به حيث أنا، وأن أجتنبَ ما نهيتني عنه. أيها الحاج لتكن التلبية عنوان فريضتك التي أنت فيها والتي تقوم بأدائها والتي تستشعر عظمتها وأنت تُؤدِّيها.
أنت أيها الحاج ستخلع لباسك فتذكر التَّجرد لله عز وجل، تذكَّر بهذا الذي تلبسه، لباس الإحرام، بأن هذا اللباس الموحَّد ينبغي أن يكون عنواناً لتجرُّدِك عن الدنيا، ولربط نفسك وقلبك بالآخرة، من أجل أن يكون هذا اللباس عُنواناً لزُهدٍ في الدنيا، (ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس).
بعد الإحرام ستطوفُ حولَ الكعبة، والطواف حَركةٌ تُخفي وراءها مَعانٍ ومَعان، تخفي وَراءَها دِلالات رائعة، الطَّواف سبعة أشواط أنك مُلتزم ومُلازم، الطواف يعني الملازمة والالتزام، أنت تلتزم بيتَ الله، وتلتزم أوامر الله، وتلتزم عبادة الله، وأنت تعاهد الله على الالتزام والملازمة، الطواف مُلازمة والتزام.
السَّعي بعد الطواف تَبليغٌ ونَشاط بالحال قبل القال، تذهبُ من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا من أجل أن تذهب إلى الشرق والغرب في بيتك، في بلدك، في عالَمك، عليك أن تُحيط عِلماً بشرقك وغربك لتُبلِّغه رسالةَ الإسلام، لتبلغه هذه الرسالة التي أكرمك الله عز وجل بها، وليكن التبليغ بالحال، كُن داعياً إلى الله بحالك، بحركاتك، بسكناتك.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
ها نحن أولاء نعيش في رحاب أيام الركن الخامس من أركان الإسلام، في رحاب أيام الحج، الفريضة الأكيدة، فيا أيها المسلم: إما أن تكون مُستطيعاً ونويتَ الحجَّ وعَزَمتَ عليه وشرعت به، كما هو الحال لكثيرٍ من حُجَّاجنا السُّوريين، عندَها أقول لك: تقبَّل الله منك، وغفرَ ذنبك، وزوَّدك اللهُ بالتقوى، ووجهك للخير حيثما توجَّهت، وإما أن تكونَ غير مُستطيع، ولكنك تُريد وترغب وتنوي، فأنا أقول لك هذه النية القوية مع عدم الاستطاعة، أسألُ اللهَ أن يكتُبَ بهذه النية لكَ حَجَّاً وأجرَ حَج إن شاء الله، لأنَّ النيةَ الأكيدةَ والقوية مع عدمِ الاستطاعة والإمكانية هَذا يَجعَلُك في مَصَافِّ مَن حَجَّ وعَزَم وشرع، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد من غزوة تَبوك، وقد وَصَل مَشارف المدينة قال لمن حوله: (إنَّ بالمدينة أقواماً ما سِرنا مَسيراً ولا قطعنا وادياً إلا وكانوا معنا) فقال الصحابة الذين مع النبي: كانوا معنا وهم في المدينة ؟! قال: (نَعَمْ، حَبَسهمُ العُذر) ولو لم يكن هذا العذر لكانوا معنا، فنيَّتهم قوية في أن يكونوا معنا فلم يستطيعوا، لأنَّ عُذراً قاهراً حَبَسه. وهذا الذي نوى الحج، ولم يستطع ولم يكن في مُكْنَته أن يَحُج سواء أكان ذلك من حيث المادة أو من حيث الصحة، فأقول له: طِبتَ وأنت في مكانك ولك أجر الحج إن شاء الله، وأما النوعُ الثالث: فذاكَ الذي استطاع ولم يَحُجَّ، أقول له: لا اتهمك بالإثم، ولكنني أقول لك: إنَّك مُقصِّر، ما دُمتَ تستطيعُ مادةً وصحة، تمتلكُ ما يُوصلك إلى أداءِ هذه الفريضة فلم تفعَل فأنتَ مُقَصِّر، وبالتالي ما عليكَ إلا أن تُعاهِدَ نفسَك الآن، تقولُ: يا رب، إِن تَيسَّر لي الحج هذا العام مع الصُّعوبات التي نعلمها جميعاً، لكن في مُعاهدتك ربك عليك أن تقول هذا: يا رب إن تيسَّر لي هذا العام الحج فسأحج، وإن لم يَتَيسَّر فأعاهدك إن أبقيتني على قيد الحياة لأؤدينَّ هذه الفريضة العامَ القادم، وأسألُ الله بهذا العهد أن تكونَ عند الله من المقبولين وأن تتلافى التقصير وأن يُرفَعَ عنك ما سَمَّاه بعضُهم، ولا أسميه أنا، ما سَمَّاه بعضهم إثماً وذنباً، ورُبَّما وصفه بعضٌ آخر بالإثم الكبير والذنب الفظيع، هذا بالنسبة لأولئك الذين استطاعوا ولم يحجوا.
أما ذاك الذي توجَّه للحج ووصل إلى هناك نقول له: تذكَّر بأنَّ هذه الفريضة تُعلِّمك أول ما تعلمك الإخلاص، وبعدَ الإخلاص تُعلِّمك أن تقول في كُل حياتك لربك: لَبَّيك اللهم لبيك، لبيكَ لا شريكَ لك لبيك، إنَّ الحمدَ والنِّعمة لك والملك، لا شريك لك، شِعارُ هذه الفريضة التلبية، أن تقول لبيك من أجل أن تكون هذه التلبية عُنوانا سلوكك في حياتك، فأنت في صلاتك تقول لبيك اللهم لبيك، وفي دراستك تقول لبيك اللهم لبيك، وفي دائرتك تقول لبيك اللهم لبيك، أي لبيك من أجل أن أفعل ما أمرتني به حيث أنا، وأن أجتنبَ ما نهيتني عنه. أيها الحاج لتكن التلبية عنوان فريضتك التي أنت فيها والتي تقوم بأدائها والتي تستشعر عظمتها وأنت تُؤدِّيها.
أنت أيها الحاج ستخلع لباسك فتذكر التَّجرد لله عز وجل، تذكَّر بهذا الذي تلبسه، لباس الإحرام، بأن هذا اللباس الموحَّد ينبغي أن يكون عنواناً لتجرُّدِك عن الدنيا، ولربط نفسك وقلبك بالآخرة، من أجل أن يكون هذا اللباس عُنواناً لزُهدٍ في الدنيا، (ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس).
بعد الإحرام ستطوفُ حولَ الكعبة، والطواف حَركةٌ تُخفي وراءها مَعانٍ ومَعان، تخفي وَراءَها دِلالات رائعة، الطَّواف سبعة أشواط أنك مُلتزم ومُلازم، الطواف يعني الملازمة والالتزام، أنت تلتزم بيتَ الله، وتلتزم أوامر الله، وتلتزم عبادة الله، وأنت تعاهد الله على الالتزام والملازمة، الطواف مُلازمة والتزام.
السَّعي بعد الطواف تَبليغٌ ونَشاط بالحال قبل القال، تذهبُ من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا من أجل أن تذهب إلى الشرق والغرب في بيتك، في بلدك، في عالَمك، عليك أن تُحيط عِلماً بشرقك وغربك لتُبلِّغه رسالةَ الإسلام، لتبلغه هذه الرسالة التي أكرمك الله عز وجل بها، وليكن التبليغ بالحال، كُن داعياً إلى الله بحالك، بحركاتك، بسكناتك.
وبعد السَّعي تذهب من أجل أن تؤدِّي الركنَ الأعظم من أركان الحج، تذهب إلى عرفات، وعرفات وما أدراك ما عرفات ! عرفات موقفٌ عليك أن تخرج منه وأن تنتهي منه وقد استقرَّ في داخلك بأنك خُلقت للعِبادة وللمعرفة، هنا يتبيَّن لك عِلَّة خَلقك، لماذا خُلقت وأنتَ واقفٌ على هذا الصَّعيد الكبير العظيم المعظّم، أنت في عرفة فاعرف ربَّك أيها الإنسان الحاج، اعرف ربَّك واعلم بأن ربَّك خلقك وهو يقول: (وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدون) (ومَن عرفَ نفسَه عرفَ ربَّه) هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، أنت مخلوق وأنت ضعيف وأنت وأنت.... إلى آخره، لكنك تقوى بربك من خلال عُبوديةٍ صادقة، ولكنك تكون وتصبح كبيراً حينما تلتجئ إلى ربك، حينما يُحبُّك ربك، (فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يَسمعُ به، وبَصَره الذي يُبصِرُ به، ويده التي يَبطِش بها، ورجله التي يمشي بها).
أفضنا الليلة مِن عرفة وكُلٌّ رَبَّه عَرفه
وسِرنا نحو مُزدلفة وفاضَت أبحرُ الكَرمِ
وبعد عرفة تأتي مِنى، وأنت في مِنى تقوم برجم الشيطان، وهناك حركة رمزية، تمسِكُ الحَصى وتقول: مَرضاةً للرحمن، ورجماً للشيطان، وتذكَّر يا أخي الذي لم تحج بأن الحاج يفعلُ هذا، فما عليك إلا أن تتصوَّر موقفاً وأن تقول حيث أنت، في هذا المسجد، في بيتك، في مسجد آخر: اللهمَّ مَرضاةً وإرضاءً لك، ورجماً للشيطان، (إنَّ الشيطانَ لكُم عَدوٌّ فاتِّخذوه عدواً) لقد رَجَمه أولئك الذين حَجُّوا ورَجَمته أنت إذ حَجَجْت، وسترجُمه حينما تحج، فآمل ألا تتخذَ هذا المرجومَ الرَّجيم صديقاً لك بعد الرجم، أو بعد هذه الفِعلة المعبِّرة، إياك أن تعودَ لمصادقته أو للتَّحالف معه بعد هذه الشَّعيرة.
بعد رَجم الشيطان تعودُ من أجل أن تطوفَ حولَ البيت، حول الكعبة المشرفة، وها أنذا أقول لك أخيراً، والحديث يطول إن أردنا التفصيل، حيثما كنت أيها الحاج، وحيثما كنت أنت يا مَن تشتهي وتنوي وترغب في أن تكون مع الحجاج: لا تنسَ أن تدعو بما يلي: أيها الحاجُّ بالدَّرجة الأولى، وأيها الإنسان هنا في هذه الأيام الفضيلة: أكثر من التهليل والتكبير والتلبية، وقل وأنت تدعو الله: اللهمَّ ألِّف بينَ قلوب المسلمين، اللهم اجمع كلمةَ المسلمين، اللهم اجعل المسلمين أمةً واحدة على مَن عَداهم، ادعُ للمسلمين من أجل أن يكونوا صَفَّاً واحداً، كلمةً واحدة، أمةً واحدة، هذا واجب في عنقك أيها الحاج وأيها الإنسان الذي أنتَ هُنا، في هذه الأيام الفَضيلة، ومع هذا الدُّعاء دُعاءٌ آخر تقول: اللهمَّ انصر إخوتنا في فلسطين على أعداء الدِّين. لا تنسَ هذا الدعاء، فاليوم نحن على المحكِّ، إن انتصرت إسرائيل لا سمحَ الله ولن تنتصر، إن انتصَر هذا الكيان فسَلامٌ على المسلمين مَن كانوا سواء أكانوا صوفية أم سلفية، شيعةً أم سُنَّة، حنفياً كان أو شافعياً، وإذا انتصر المسلمون وسينتصرون بفضل الله، سينتصرون، فاعلم بأنَّ النصر لن يُنسَبَ لمسلمٍ دون مسلم، سَيُنسَبُ للمسلمين كافة، لأنهم تضامنوا وتعاونوا ودعا بعضُهم لبعض، وجَهَّزَ بعضُهم بعضاً، وأعانَ بعضُهم بعضاً، وكان بعضُهم لبعض ظهيراً، سيُنسَبُ النَّصرُ للمسلمينَ كافة، وذلك بفضلٍ من الله عَزَّ وجَل، فاللهمَّ انصُرنا على أعداءِ الإنسانية أينما كانوا وحيثما حَلُّوا يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 7/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/syJf52fdlr/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5272/
الدكتور #محمود_عكام
#الفريضة_الخامسة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
أفضنا الليلة مِن عرفة وكُلٌّ رَبَّه عَرفه
وسِرنا نحو مُزدلفة وفاضَت أبحرُ الكَرمِ
وبعد عرفة تأتي مِنى، وأنت في مِنى تقوم برجم الشيطان، وهناك حركة رمزية، تمسِكُ الحَصى وتقول: مَرضاةً للرحمن، ورجماً للشيطان، وتذكَّر يا أخي الذي لم تحج بأن الحاج يفعلُ هذا، فما عليك إلا أن تتصوَّر موقفاً وأن تقول حيث أنت، في هذا المسجد، في بيتك، في مسجد آخر: اللهمَّ مَرضاةً وإرضاءً لك، ورجماً للشيطان، (إنَّ الشيطانَ لكُم عَدوٌّ فاتِّخذوه عدواً) لقد رَجَمه أولئك الذين حَجُّوا ورَجَمته أنت إذ حَجَجْت، وسترجُمه حينما تحج، فآمل ألا تتخذَ هذا المرجومَ الرَّجيم صديقاً لك بعد الرجم، أو بعد هذه الفِعلة المعبِّرة، إياك أن تعودَ لمصادقته أو للتَّحالف معه بعد هذه الشَّعيرة.
بعد رَجم الشيطان تعودُ من أجل أن تطوفَ حولَ البيت، حول الكعبة المشرفة، وها أنذا أقول لك أخيراً، والحديث يطول إن أردنا التفصيل، حيثما كنت أيها الحاج، وحيثما كنت أنت يا مَن تشتهي وتنوي وترغب في أن تكون مع الحجاج: لا تنسَ أن تدعو بما يلي: أيها الحاجُّ بالدَّرجة الأولى، وأيها الإنسان هنا في هذه الأيام الفضيلة: أكثر من التهليل والتكبير والتلبية، وقل وأنت تدعو الله: اللهمَّ ألِّف بينَ قلوب المسلمين، اللهم اجمع كلمةَ المسلمين، اللهم اجعل المسلمين أمةً واحدة على مَن عَداهم، ادعُ للمسلمين من أجل أن يكونوا صَفَّاً واحداً، كلمةً واحدة، أمةً واحدة، هذا واجب في عنقك أيها الحاج وأيها الإنسان الذي أنتَ هُنا، في هذه الأيام الفَضيلة، ومع هذا الدُّعاء دُعاءٌ آخر تقول: اللهمَّ انصر إخوتنا في فلسطين على أعداء الدِّين. لا تنسَ هذا الدعاء، فاليوم نحن على المحكِّ، إن انتصرت إسرائيل لا سمحَ الله ولن تنتصر، إن انتصَر هذا الكيان فسَلامٌ على المسلمين مَن كانوا سواء أكانوا صوفية أم سلفية، شيعةً أم سُنَّة، حنفياً كان أو شافعياً، وإذا انتصر المسلمون وسينتصرون بفضل الله، سينتصرون، فاعلم بأنَّ النصر لن يُنسَبَ لمسلمٍ دون مسلم، سَيُنسَبُ للمسلمين كافة، لأنهم تضامنوا وتعاونوا ودعا بعضُهم لبعض، وجَهَّزَ بعضُهم بعضاً، وأعانَ بعضُهم بعضاً، وكان بعضُهم لبعض ظهيراً، سيُنسَبُ النَّصرُ للمسلمينَ كافة، وذلك بفضلٍ من الله عَزَّ وجَل، فاللهمَّ انصُرنا على أعداءِ الإنسانية أينما كانوا وحيثما حَلُّوا يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 7/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/syJf52fdlr/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5272/
الدكتور #محمود_عكام
#الفريضة_الخامسة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
يا حُجَّاج بيت الله جَلَّ شأنه
يا مَن قَصدتم البيتَ العَتيق وهو أول بيتٍ وُضع للناس، إذاً فطوفوا حوله وأعلنوا – وأنتم تطوفون – الولاء لربِّ البيت، ومع الولاء ثبات واستمرار، وبعد الطواف اسعَوا بين الصَّفا والمروة سعيَ المحِبِّ الصادق لإعلامِ الدنيا كلها بهذا الذي أُكرمتم به، فقد جعلكم رب البيت جل شأنه مسلمين له مؤمنين به على طريق أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السَّلام وطريق مَنْ بعدَه من الأنبياء عليهم صلوات الله وسلاماته لتصلوا إلى خاتمهم وسيدهم وحامل لوائهم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، فإن أنتم أعلمتم الدنيا شرقاً وغرباً بذلك فتوجهوا بعدها إلى "عرفات" الصعيد الطاهر وهناك تحققوا بالعرفان، ومَن اعترف اغترف، ومَن اغترف سَعِد وأَسعَد، ثم أفيضوا منها مغفوراً لكم ولمن شفعتم له، وحين الوصول إلى "مِنى" أعلنوا المفاصلة والبراء من الشيطان من خلال جمرة العقبة الكبرى والوسطى والصغرى، ولتقل ألسنتكم بعد قلوبكم: "إرضاءً للرحمن ورجماً للشيطان".
وأخيراً: فزتم ورب الكعبة، فقد أضحيتم كيوم ولدتكم أمهاتكم أنقياء أصفياء، فاللهم اقبلهم وثبتهم.
حلب
9/6/2024
الدكتور محمود عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5273/
الدكتور #محمود_عكام
#ياحجاج_بيت_الله
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
يا مَن قَصدتم البيتَ العَتيق وهو أول بيتٍ وُضع للناس، إذاً فطوفوا حوله وأعلنوا – وأنتم تطوفون – الولاء لربِّ البيت، ومع الولاء ثبات واستمرار، وبعد الطواف اسعَوا بين الصَّفا والمروة سعيَ المحِبِّ الصادق لإعلامِ الدنيا كلها بهذا الذي أُكرمتم به، فقد جعلكم رب البيت جل شأنه مسلمين له مؤمنين به على طريق أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السَّلام وطريق مَنْ بعدَه من الأنبياء عليهم صلوات الله وسلاماته لتصلوا إلى خاتمهم وسيدهم وحامل لوائهم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، فإن أنتم أعلمتم الدنيا شرقاً وغرباً بذلك فتوجهوا بعدها إلى "عرفات" الصعيد الطاهر وهناك تحققوا بالعرفان، ومَن اعترف اغترف، ومَن اغترف سَعِد وأَسعَد، ثم أفيضوا منها مغفوراً لكم ولمن شفعتم له، وحين الوصول إلى "مِنى" أعلنوا المفاصلة والبراء من الشيطان من خلال جمرة العقبة الكبرى والوسطى والصغرى، ولتقل ألسنتكم بعد قلوبكم: "إرضاءً للرحمن ورجماً للشيطان".
وأخيراً: فزتم ورب الكعبة، فقد أضحيتم كيوم ولدتكم أمهاتكم أنقياء أصفياء، فاللهم اقبلهم وثبتهم.
حلب
9/6/2024
الدكتور محمود عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5273/
الدكتور #محمود_عكام
#ياحجاج_بيت_الله
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx