منطلقات الأمة الإسلامية
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
لعل الجميع يعلم بأن لكل جماعة ولكل حِزب ولكل شخصية اعتبارية مُنطلقات، وتَسمعون بهذه الكلمة، هنالك مُنطلَقات للجماعة الفلانية، وللحزب الفلاني، وللمؤسسة الفلانية، وللمنظومة البشرية الفكرية الفُلانية، هذه المنطلقات هي التي تَحكُم مَسَار هذه الجمعية أو هذا الحزب، والمنطلقاتُ بالنسبة للمجموعة، للجَماعة كالأساس بالنسبة للبناء، أساسُ البناء هي المنطلقات، وكالجذر بالنسبة للشجرة، فما منطلقات الأمة الإسلامية ؟ وأنا أخاطب بهذا شبابنا من أجل أن ترتكز في أذهانهم هذه المنطلقات، ومن أجل أن تكون على بَالِهم باستمرار، وإلا إن لم نتمكَّن من هذه المنطلقات، وإن لم تَتمكَّن مِنَّا هذه المنطلقات، فالبناء ضَعيف وهَزيل، والشَّجرة تتعرَّض لاجتياح من قبل أقلِّ الرياح. ما منطلقاتنا ؟ هي عشرة منطلقات.
المنطلق الأول: الله ربنا، الله جَلَّ جَلاله رَبُّنا، نعبُده، نُطيعه، نُكبِّره، نُهَلِّله، نقولُ له: لَبَّيك، نُحبُّك.
المنطلق الثاني: محمد صلى الله عليه وسلم رسولُ الله أُسوتنا، نُحبُّه، نَتعرَّفُ عليه، نَتَّبعه، نَفتَديه بأرواحنا، (لقد كانَ لكم في رسول الله أسوةٌ حَسَنة).
المنطلق الثالث: القرآنُ الكريم دُستورنا، مِنهاجنا، نَتلوه، نقرؤه، نَتدبَّره، ضَعُوا هذا في أذهانكم يا شبابَ دين الإسلام.
المنطلق الرابع: العِلمُ النَّافع فريضةُ الفرائض، لا صلاةَ من غير علم، ولا صِيامَ من غير علم، ولا جهاد من غير علم، (طَلَبُ العِلمِ فَريضةٌ على كُلِّ مُسلم).
المنطلق الخامس: العَملُ الصَّالح عُنوان حركتنا وحركاتنا وسلوكنا، (مَن عَمِلَ صَالحاً مِن ذَكَرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينَّه حَياةً طَيِّبة)، (اركعوا واسجُدوا واعبدوا ربَّكم وافعلوا الخيرَ لعلَّكم تفلحون)، (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
المنطلق السَّادس: ذِكرُ الله مَدَدُنا، يَنبغي أن يكونَ لَك مَدَدٌ، وهو ذِكرُ الله عَزَّ وجَل، (فاذكُروني أذكُركم واشكُروا لي ولا تكفرون)، (الذَّاكرينَ اللهَ كَثيراً والذَّاكرات)، قال أحدُ الصَّحابة للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: يا رسولَ الله إنَّ شرائعَ الإسلامِ كَثُرت عليَّ فأخبرني بشيءٍ أتشبَّثُ به ؟ قال: (لا يَزالُ لِسانُكَ رَطباً بِذكر الله) ألا أدُلُّك على كنزٍ من كنوز الجنة ? لا حول ولا قوة إلا بالله. فهل أنت تستمدُّ من الذِّكرِ المدَد، هل أنت صاحبُ ذكر، هل تذكر الله، هل تُسَبِّحُه، هل تُهلِّله، هل لكَ وِرد ? والوِرد هُو الذي يأتي بالوارد، فهيا إلى الذِّكر، لأنَّ الذِّكرَ مَددُنا.
المنطلق السابع: الموتُ على الإيمان والإسلام مُبتغانا، ما مبتغاك ? أن يَتوفَّاك رَبُّك وأنت على الإيمان والإسلام، اللهمَّ مَن أَحيَيْتَه مِنا فَأَحْيِهِ على الإسلام، ومَن تَوفَّيتَهُ مِنَّا فتوفَّه على الإيمان، (ولا تَموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون).
المنطلق الثامن: دُخولُ الجنة رَجاؤُنا، أنتَ تعملُ من أجل أن تدخل الجنة، "أن تُدخِلني ربي الجنة، هذا أقصى ما أتمنَّى"، (اُدخُلوها بسلامٍ آمنين) نحن نعيشُ هذه اللحظة، نَحياها، نَتخَيَّلُها، نحلُمُ بها، يومَ يُقال لنا في الحَشْرِ: (اُدخُلوها بسلامٍ) هل تخطُرُ على بَالِك الجنة وأنت في هذه الحياة أم أنك مُنشَدٌّ ومُتَثاقِل إلى هذه الدُّنيا، تطلبُ جَنَّتها قبلَ طلب جَنَّةِ الآخرة، أو بالأحرى ولا تطلبُ جَنَّةَ الآخرة، اللهمَّ أدخِلنا الجنة برحمتك، (لَن يُدخِلَ أَحدَكم الجنةَ عَمَلُه. قالوا: ولا أنتَ يا رسولَ الله ? قال: ولا أنا، إلا أن يَتغمَّدني الله برحمته)، (وجَزاهُم بما صَبَرُوا جنةً وحَريراً)، هَل تقرؤونَ القُرآن الكريم، هل تقرؤون هذه الآيات، هل تَمُرُّون على هذه الآيات وتقولون لربِّكم: الجنةَ الجنةَ يا رب، (وسِيقَ الذينَ اتَّقوا رَبَّهُم إلى الجنةِ زُمَراً) فَهَل تتصوَّر بأنك ستكونً واحداً منهم ? دخولُ الجنة رجاؤنا.
المنطلقُ التاسع: النَّظرُ إلى وجهِ الله الكريم في الجنة أسمى أمنياتنا، وأعظم طلباتنا، النَّظر إلى وجه الله الكريم في جنة الخلد إن شاء الله، هل تُفكِّرون بهذا ? وقد قالَ لكم نبيُّكم حديثاً ولعلَّ بعضكم سمعه ولعل الآخر لم يسمعه، يقولُ عليه الصَّلاة والسَّلام: (إذا دخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنةَ، يَقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: أَزيدُكُم ? فيقولُ أهلُ الجنة: يا رب ومَا تَزيدُنا ? ألم تُبيِّضْ وُجوهَنا، ألم تُدخلنا الجنة، ألم تُنجِّنا من النار ? فيُكشَفُ الحجاب، فما أُعطُوا - أهل الجنة - شيئاً أحبَّ إليهم من النظرِ إلى رَبِّهم، ثم تَلا قولَه تعالى: (للذين أحسنوا الحُسنى وزِيادة)، (وُجُوهٌ يومئذٍ ناضرة إلى رَبِّها ناظرة).
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
لعل الجميع يعلم بأن لكل جماعة ولكل حِزب ولكل شخصية اعتبارية مُنطلقات، وتَسمعون بهذه الكلمة، هنالك مُنطلَقات للجماعة الفلانية، وللحزب الفلاني، وللمؤسسة الفلانية، وللمنظومة البشرية الفكرية الفُلانية، هذه المنطلقات هي التي تَحكُم مَسَار هذه الجمعية أو هذا الحزب، والمنطلقاتُ بالنسبة للمجموعة، للجَماعة كالأساس بالنسبة للبناء، أساسُ البناء هي المنطلقات، وكالجذر بالنسبة للشجرة، فما منطلقات الأمة الإسلامية ؟ وأنا أخاطب بهذا شبابنا من أجل أن ترتكز في أذهانهم هذه المنطلقات، ومن أجل أن تكون على بَالِهم باستمرار، وإلا إن لم نتمكَّن من هذه المنطلقات، وإن لم تَتمكَّن مِنَّا هذه المنطلقات، فالبناء ضَعيف وهَزيل، والشَّجرة تتعرَّض لاجتياح من قبل أقلِّ الرياح. ما منطلقاتنا ؟ هي عشرة منطلقات.
المنطلق الأول: الله ربنا، الله جَلَّ جَلاله رَبُّنا، نعبُده، نُطيعه، نُكبِّره، نُهَلِّله، نقولُ له: لَبَّيك، نُحبُّك.
المنطلق الثاني: محمد صلى الله عليه وسلم رسولُ الله أُسوتنا، نُحبُّه، نَتعرَّفُ عليه، نَتَّبعه، نَفتَديه بأرواحنا، (لقد كانَ لكم في رسول الله أسوةٌ حَسَنة).
المنطلق الثالث: القرآنُ الكريم دُستورنا، مِنهاجنا، نَتلوه، نقرؤه، نَتدبَّره، ضَعُوا هذا في أذهانكم يا شبابَ دين الإسلام.
المنطلق الرابع: العِلمُ النَّافع فريضةُ الفرائض، لا صلاةَ من غير علم، ولا صِيامَ من غير علم، ولا جهاد من غير علم، (طَلَبُ العِلمِ فَريضةٌ على كُلِّ مُسلم).
المنطلق الخامس: العَملُ الصَّالح عُنوان حركتنا وحركاتنا وسلوكنا، (مَن عَمِلَ صَالحاً مِن ذَكَرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينَّه حَياةً طَيِّبة)، (اركعوا واسجُدوا واعبدوا ربَّكم وافعلوا الخيرَ لعلَّكم تفلحون)، (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
المنطلق السَّادس: ذِكرُ الله مَدَدُنا، يَنبغي أن يكونَ لَك مَدَدٌ، وهو ذِكرُ الله عَزَّ وجَل، (فاذكُروني أذكُركم واشكُروا لي ولا تكفرون)، (الذَّاكرينَ اللهَ كَثيراً والذَّاكرات)، قال أحدُ الصَّحابة للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: يا رسولَ الله إنَّ شرائعَ الإسلامِ كَثُرت عليَّ فأخبرني بشيءٍ أتشبَّثُ به ؟ قال: (لا يَزالُ لِسانُكَ رَطباً بِذكر الله) ألا أدُلُّك على كنزٍ من كنوز الجنة ? لا حول ولا قوة إلا بالله. فهل أنت تستمدُّ من الذِّكرِ المدَد، هل أنت صاحبُ ذكر، هل تذكر الله، هل تُسَبِّحُه، هل تُهلِّله، هل لكَ وِرد ? والوِرد هُو الذي يأتي بالوارد، فهيا إلى الذِّكر، لأنَّ الذِّكرَ مَددُنا.
المنطلق السابع: الموتُ على الإيمان والإسلام مُبتغانا، ما مبتغاك ? أن يَتوفَّاك رَبُّك وأنت على الإيمان والإسلام، اللهمَّ مَن أَحيَيْتَه مِنا فَأَحْيِهِ على الإسلام، ومَن تَوفَّيتَهُ مِنَّا فتوفَّه على الإيمان، (ولا تَموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون).
المنطلق الثامن: دُخولُ الجنة رَجاؤُنا، أنتَ تعملُ من أجل أن تدخل الجنة، "أن تُدخِلني ربي الجنة، هذا أقصى ما أتمنَّى"، (اُدخُلوها بسلامٍ آمنين) نحن نعيشُ هذه اللحظة، نَحياها، نَتخَيَّلُها، نحلُمُ بها، يومَ يُقال لنا في الحَشْرِ: (اُدخُلوها بسلامٍ) هل تخطُرُ على بَالِك الجنة وأنت في هذه الحياة أم أنك مُنشَدٌّ ومُتَثاقِل إلى هذه الدُّنيا، تطلبُ جَنَّتها قبلَ طلب جَنَّةِ الآخرة، أو بالأحرى ولا تطلبُ جَنَّةَ الآخرة، اللهمَّ أدخِلنا الجنة برحمتك، (لَن يُدخِلَ أَحدَكم الجنةَ عَمَلُه. قالوا: ولا أنتَ يا رسولَ الله ? قال: ولا أنا، إلا أن يَتغمَّدني الله برحمته)، (وجَزاهُم بما صَبَرُوا جنةً وحَريراً)، هَل تقرؤونَ القُرآن الكريم، هل تقرؤون هذه الآيات، هل تَمُرُّون على هذه الآيات وتقولون لربِّكم: الجنةَ الجنةَ يا رب، (وسِيقَ الذينَ اتَّقوا رَبَّهُم إلى الجنةِ زُمَراً) فَهَل تتصوَّر بأنك ستكونً واحداً منهم ? دخولُ الجنة رجاؤنا.
المنطلقُ التاسع: النَّظرُ إلى وجهِ الله الكريم في الجنة أسمى أمنياتنا، وأعظم طلباتنا، النَّظر إلى وجه الله الكريم في جنة الخلد إن شاء الله، هل تُفكِّرون بهذا ? وقد قالَ لكم نبيُّكم حديثاً ولعلَّ بعضكم سمعه ولعل الآخر لم يسمعه، يقولُ عليه الصَّلاة والسَّلام: (إذا دخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنةَ، يَقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: أَزيدُكُم ? فيقولُ أهلُ الجنة: يا رب ومَا تَزيدُنا ? ألم تُبيِّضْ وُجوهَنا، ألم تُدخلنا الجنة، ألم تُنجِّنا من النار ? فيُكشَفُ الحجاب، فما أُعطُوا - أهل الجنة - شيئاً أحبَّ إليهم من النظرِ إلى رَبِّهم، ثم تَلا قولَه تعالى: (للذين أحسنوا الحُسنى وزِيادة)، (وُجُوهٌ يومئذٍ ناضرة إلى رَبِّها ناظرة).
المنطلق العاشر: الجهاد في سبيل الله وَسيلتنا للدفاع عن مُنطلقاتنا، هذه هل تعرفُ المنطلقات ? إذاً دافِع عَنها عبرَ وسيلة الجهاد المشروع المقَنَّن في كتابِ الله وفي سُنَّةِ نبيِّنا محمد صَلَّى الله عليه وسَلَّم، (فاعتَدُوا عليه بمثل ما اعتَدَى عليكم)، (وقاتلوا المشركينَ كافَّةً كما يُقاتلونكم كافَّة)، الجهادُ وَسيلتنا للدِّفاع عن مُنطلقاتنا، وللدِّفاع عن تَبشيرنا ودَعوتنا الناسَ لهذه المنطلقات، لا أريد أن أفصِّل في المنطلقات كثيراً ولكنني أريد أن تكون هذه المنطلقات مَركوزةً في أذهانكم، احفظوها كما تَحفظونَ هُويَّتكم الشَّخصية، والمنطلقاتُ أؤكد، هي كالجذر بالنسبة للشجرة، وكالأساس بالنسبة للبناء، اللهُ رَبُّنا جَلَّ جَلاله، مُحمَّد رَسولُ الله أسوتنا، القرآنُ شِرعتنا ودستورنا ومنهاجنا، العلمُ النَّافع فَريضةُ الفرائض، العملُ الصَّالح عُنوان حَركاتنا، الذِّكرُ مَددُنا، الموتُ على الإسلام والإيمان مُبتغانا، دُخولُ الجنة رَجاؤُنا، النَّظرُ إلى وجهِ اللهِ الكريم أسمَى أُمنياتنا، والجهادُ في سبيلِ الله وَسيلتُنا للدِّفاع عن هذه المنطلقات، في أنفسنا، وإذ ننشرها وندعو الناس إليها، لأنَّها دعوةُ رحمة، ودعوةُ نَجاح وفَلاح، اللهم وفِّقنا من أجل أن تكونَ المنطلقات هذه مَركوزةً في قلوبنا وعقولنا وأفئدتنا، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 3/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/rQYlwjz68P/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
#منطلقات_الأمة_الإسلامية
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5264/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 3/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/rQYlwjz68P/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
#منطلقات_الأمة_الإسلامية
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5264/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
من نواقض الإيمان
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
يُقالُ عن الإنسان بأنه جُملة عُقُود وعُهود، فأنت إذ تقول كلمةً ما فالكلمةُ عقد، وهذا العقد وهذا العمل إما أن يكونَ مع جَارك فهو عَقد جِوار، مع زوجتك فهو عقد زواج، مع وَطنك فهو عَقدُ مواطنة، وهكذا... مع الله فهو عقد إيمان، ولكلِّ عَقدٍ شُروطه وقواعده ونواقضه ومُبطلاته. هنالك قواعد لكلِّ عقد، عقدك مع الله الإيمان بالله، لهذا الإيمان قواعد وأركان ومُبطلات، نواقض، وربما وقعتَ فيما ينقُضُ إيمانك من غيرِ ما دراية، من غير ما شعور، لذلك قلت في نفسي: لأحدثنَّ إخواني عن نواقض الإيمان لعلها تَرسَخُ في الذهن، فنسعى لاجتنابها، ونسعى لعدم الوقوع فيها.
وأول هذه النواقض التوكُّل على غير الله عز وجل: التوكُّل القلبي، أن تشعر من قلبك بأنَّ غير الله فاعلٌ بشكلٍ مُطلَق، ويؤثِّر بذاته، التوكُّل على الله الحقيقي: أن تعتقدَ اعتقاداً جازماً أنه لا يَضرُّ ولا ينفع حَقاً، ولا يُعطي ولا يَمنع، ولا يُفرِّق ولا يَجمع إلا الله، (وعلى الله فتوكَّلوا إن كنتم مؤمنين)، فإن كُنتم غيرَ مؤمنين فتوكَّلوا على غير الله، (الذينَ قالَ لهمُ النَّاسُ إنَّ الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبُنا الله ونعم الوكيل. فانقلبُوا بِنعمةٍ من اللهِ وفَضلٍ لم يَمسَسْهُم سوء واتَّبعوا رِضوان الله).
ثاني هذه النواقض أن تُعطِيَ حَقَّ التَّحليل والتَّحريم لغير الله: المحرِّم هو الله، والمحلِّلُ هو الله، ولا تحريمَ إلا بِنصٍّ، ولا حُكمَ تكليفياً إلا بنصٍّ من الله عزَّ وجل، (ألا لَهُ الخَلقُ والأمر)، (فلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنون حتى يُحَكِّموكَ فِيما شَجَرَ بينهم ثُمَّ لا يَجِدُوا في أنفسهم حَرَجَاً مما قضيتَ ويُسلِّموا تسليماً) حَقُّ التحليل والتَّحريم للهِ عَزَّ وجل، فإن أعطيتَ هذا الحق لغيره فقد نقضتَ إيمانك، (ولا تقولوا لما تَصِفُ ألسنتكم الكذب) كَمْ مِنَّا مَن يُحرِّم ويُحلِّل على هواه، (ولا تقولوا لِمَا تَصِفُ ألسنتكم الكذب هذا حَلالٌ وهذا حَرامٌ لِتَفتَرُوا على الله الكذب إنَّ الذين يَفترونَ على اللهِ الكذبَ لا يُفلحون) من يُحلِّل ويحرم الله وليس الشيخ، الشيخُ ينقل، وبالتالي يجب أن يُوثِّق النَّقلَ وأن يُحقِّقه وأن يدققه.
ثالث هذه النواقض الاستهزاء بالقرآن وبالإسلام وبالرسول: إن استهزأتَ بالقرآن أو بالرسول عليه الصلاة والسلام أو بالإسلام، بأحكامه الثابتة فقد نقضتَ إيمانك، (قُل أباللهِ وآياتِه ورَسوله كُنتم تستهزؤون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) رُبَّما صَدَرَ عنك استهزاء من غيرِ قَصد فانتبه، فغيرُ القصد يتحوَّل إن أدمنتَه إلى قصد، ولا تحقرنَّ هذا الأمر ولا تستصغره، وانتبه، لئلا تقعَ فيما يَنقُضُ إيمانك، كراهية الإسلام تنقض الإيمان، (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كَسَادَها ومساكن ترضونها أحبَّ إليكم من اللهِ ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا) إن كان حُبُّ المال أحبَّ إليك من الله، تحب الله، لكنك تحب المـَسْكَنَ أكثر تربَّص، فما بالك إن كرهتَ الله، إن كرهتَ القرآن، إن كرهتَ الإسلام، كراهية الإسلام، ووازدراء الإسلام، وازدراء القرآن كُفرٌ لا شكَّ في ذلك، ناقض لإيمانك.
الناقض الرابع تكفير المسلم: والآن إذا أخذتم هذه النواقض مَعايير وطَبَّقتموها على بعضٍ منا أو على كثيرٍ منا فستجدون بأنَّ الأمر خَطيرٌ جِداً، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يَرمي رجلُ رجلاً بالفُسوق) ولا يرمي أي لا النافية، (لا يَرمي رَجلٌ رجلاً بالفُسوق، ولا يرميه بالكُفر إلا ارتدَّت عليه)، (من دعَى رجلاً بالكُفر، أو قال يا عدوَّ الله إلا حَارَت عليه) رجعت عليه، فكان هو الكافر. انتبهوا إلى هذه القضية كَم تَصدُر عنا من كلماتٍ ولكننا لا نُراقبها، ولا نُسلِّط عليها ضوء المراقبة، لذلك رُبَّما وقعنا فيما ينقض إيماننا، وخرجنا عن الإيمان، بل والأشد من هذا حَسِبْنَا أنَّنا على خيرٍ كبير، وحَسِبْنَا أنَّنا نُحسِنُ صُنعاً.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
يُقالُ عن الإنسان بأنه جُملة عُقُود وعُهود، فأنت إذ تقول كلمةً ما فالكلمةُ عقد، وهذا العقد وهذا العمل إما أن يكونَ مع جَارك فهو عَقد جِوار، مع زوجتك فهو عقد زواج، مع وَطنك فهو عَقدُ مواطنة، وهكذا... مع الله فهو عقد إيمان، ولكلِّ عَقدٍ شُروطه وقواعده ونواقضه ومُبطلاته. هنالك قواعد لكلِّ عقد، عقدك مع الله الإيمان بالله، لهذا الإيمان قواعد وأركان ومُبطلات، نواقض، وربما وقعتَ فيما ينقُضُ إيمانك من غيرِ ما دراية، من غير ما شعور، لذلك قلت في نفسي: لأحدثنَّ إخواني عن نواقض الإيمان لعلها تَرسَخُ في الذهن، فنسعى لاجتنابها، ونسعى لعدم الوقوع فيها.
وأول هذه النواقض التوكُّل على غير الله عز وجل: التوكُّل القلبي، أن تشعر من قلبك بأنَّ غير الله فاعلٌ بشكلٍ مُطلَق، ويؤثِّر بذاته، التوكُّل على الله الحقيقي: أن تعتقدَ اعتقاداً جازماً أنه لا يَضرُّ ولا ينفع حَقاً، ولا يُعطي ولا يَمنع، ولا يُفرِّق ولا يَجمع إلا الله، (وعلى الله فتوكَّلوا إن كنتم مؤمنين)، فإن كُنتم غيرَ مؤمنين فتوكَّلوا على غير الله، (الذينَ قالَ لهمُ النَّاسُ إنَّ الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبُنا الله ونعم الوكيل. فانقلبُوا بِنعمةٍ من اللهِ وفَضلٍ لم يَمسَسْهُم سوء واتَّبعوا رِضوان الله).
ثاني هذه النواقض أن تُعطِيَ حَقَّ التَّحليل والتَّحريم لغير الله: المحرِّم هو الله، والمحلِّلُ هو الله، ولا تحريمَ إلا بِنصٍّ، ولا حُكمَ تكليفياً إلا بنصٍّ من الله عزَّ وجل، (ألا لَهُ الخَلقُ والأمر)، (فلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنون حتى يُحَكِّموكَ فِيما شَجَرَ بينهم ثُمَّ لا يَجِدُوا في أنفسهم حَرَجَاً مما قضيتَ ويُسلِّموا تسليماً) حَقُّ التحليل والتَّحريم للهِ عَزَّ وجل، فإن أعطيتَ هذا الحق لغيره فقد نقضتَ إيمانك، (ولا تقولوا لما تَصِفُ ألسنتكم الكذب) كَمْ مِنَّا مَن يُحرِّم ويُحلِّل على هواه، (ولا تقولوا لِمَا تَصِفُ ألسنتكم الكذب هذا حَلالٌ وهذا حَرامٌ لِتَفتَرُوا على الله الكذب إنَّ الذين يَفترونَ على اللهِ الكذبَ لا يُفلحون) من يُحلِّل ويحرم الله وليس الشيخ، الشيخُ ينقل، وبالتالي يجب أن يُوثِّق النَّقلَ وأن يُحقِّقه وأن يدققه.
ثالث هذه النواقض الاستهزاء بالقرآن وبالإسلام وبالرسول: إن استهزأتَ بالقرآن أو بالرسول عليه الصلاة والسلام أو بالإسلام، بأحكامه الثابتة فقد نقضتَ إيمانك، (قُل أباللهِ وآياتِه ورَسوله كُنتم تستهزؤون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) رُبَّما صَدَرَ عنك استهزاء من غيرِ قَصد فانتبه، فغيرُ القصد يتحوَّل إن أدمنتَه إلى قصد، ولا تحقرنَّ هذا الأمر ولا تستصغره، وانتبه، لئلا تقعَ فيما يَنقُضُ إيمانك، كراهية الإسلام تنقض الإيمان، (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كَسَادَها ومساكن ترضونها أحبَّ إليكم من اللهِ ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا) إن كان حُبُّ المال أحبَّ إليك من الله، تحب الله، لكنك تحب المـَسْكَنَ أكثر تربَّص، فما بالك إن كرهتَ الله، إن كرهتَ القرآن، إن كرهتَ الإسلام، كراهية الإسلام، ووازدراء الإسلام، وازدراء القرآن كُفرٌ لا شكَّ في ذلك، ناقض لإيمانك.
الناقض الرابع تكفير المسلم: والآن إذا أخذتم هذه النواقض مَعايير وطَبَّقتموها على بعضٍ منا أو على كثيرٍ منا فستجدون بأنَّ الأمر خَطيرٌ جِداً، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يَرمي رجلُ رجلاً بالفُسوق) ولا يرمي أي لا النافية، (لا يَرمي رَجلٌ رجلاً بالفُسوق، ولا يرميه بالكُفر إلا ارتدَّت عليه)، (من دعَى رجلاً بالكُفر، أو قال يا عدوَّ الله إلا حَارَت عليه) رجعت عليه، فكان هو الكافر. انتبهوا إلى هذه القضية كَم تَصدُر عنا من كلماتٍ ولكننا لا نُراقبها، ولا نُسلِّط عليها ضوء المراقبة، لذلك رُبَّما وقعنا فيما ينقض إيماننا، وخرجنا عن الإيمان، بل والأشد من هذا حَسِبْنَا أنَّنا على خيرٍ كبير، وحَسِبْنَا أنَّنا نُحسِنُ صُنعاً.
الناقض الأخير للإيمان: اتِّخاذُ الشيطانِ وَلياً: (إنَّ الشيطانَ لكُم عدوٌّ فاتِّخذوه عدواً إنما يدعو حِزبَه ليكونوا من أصحاب السَّعير) اتخاذ الشيطان عدواً، واليوم أريد أن أُسقط الشَّيطان على وقتنا الحاضر، الشَّيطان في عصرنا هو هذا الكِيان الغاصب بكل تأكيد، وإياكم يا إخوتي أن تُسقطوا الشَّيطان على غيرِ هذا، فإني أخشى أن تُسقِطوا الشَّيطان على مسلم، فتعودُوا إلى ما ذكرنا من النقض من حيث التكفير، الكيانُ الغاصب "إسرائيل" هو الشَّيطان، فمن اتَّخذه ولياً فقد نَقَضَ إيمانه، الله عَزَّ وجَل يقول: (إنَّا جَعَلنا الشياطين أولياءَ للذين لا يُؤمنون) أريد أن تنظر نفسَك، أن تتأكَّد من نفسك، هل اتخذتً الشيطان، من الشيطان ؟ الشيطان الذي يأمرك بالمنكر، الشيطان الذي يقول لك هذا أخوك هو عدوك وليس أخاك، هذا الذي يُصلِّي بجانبك وهو على الرغم من قوله لا إله إلا الله، إلا أنَّ هذا الشيطان يقول لك وإن قال لا إله إلا الله وهو ليس بمسلم، الشيطان هو ذاك الذي يُقتِّل أبناءكم في فلسطين، هذا هو الشيطان، فمن اتَّخذه ولياً نقضَ إيمانه، (إنَّا جعلنا الشَّياطين أولياءَ للذين لا يُؤمنون) مَن هَرْولَ إلى الشَّيطان، أنا لا أحكم عليه بالكفر بحسب الظاهر، لكني أقول له: قاربتَ الكفر يا أخي، إن اتَّخذتَ إسرائيل صَديقاً وَدوداً وَلياً، فأنتَ واليتَ الشَّيطان، وبالتالي نقضتَ إيمانك، وأنتَ أدرى بنفسك، وأنا لا أحكم عليك، ولا أحكم على شخص، ولا أتكلم عن شخصٍ معين، وإنما أضع القاعدة، فمن رأى نفسَه على هذه القاعدة فقد انطبقَت عليه، لا أكثرَ ولا أقل. اتخاذ الشيطان ولياً من نواقض الإيمان فانتبهوا، لذلك تُراني عندما أبتدئ الخطبة أقول: أيها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله، فإني أخشى على نفسي، لذلك دائماً أراقب نفسي، وعلى كل من أريد له الخير ألا يتسلَّل الشيطان إليه أو أن لا تتسلل إلى قلبه نواقض الإيمان من حيث يشعر أو لا يشعر، انتبهوا للشَّيطان ومَداخله، انتبهوا للشَّيطان ومَشاربه، جَدِّدوا إيمانكم في كل يوم، وقولوا كما قلتُ لكم منذ أسبوعين، قولوا بقَلبكم وبلسانكم: (رَضِيتُ باللهِ رباً، وبالإسلامِ ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبمحمدٍ صلَّى الله عليه وسلم نبياً ورَسولاً) فمن قال هذا من قلبه وبلسانه، يقولُ عليه الصلاة والسلام: (فأنا الزَّعيم - الكفيلُ - لآخُذَنَّ بِيدِه حتى أُدخِلَه الجنة)، اللهمَّ ثَبِّتنا على الإيمان، وثَبِّت الإيمان في قلوبنا، واجعلنا من أولئك الذين يَتوجَّهون إليك بقلوبهم وأفئدتهم وألسنتهم وأجسامهم وأجسادهم، مَتِّعْ ألسِنتنا بذكرك، وعُقولَنا بمعرفتك، وقُلوبَنا بمحبتك، وجَوارحنا بطاعتك، وأجسادنا وأجسامنا بعافيةٍ منك يا ربَّ العَالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ رَبُّنا، ونِعْمَ النَّصيرُ إلهُنا، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 10/5/2024
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
#من_نواقض_الإيمان
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5265/
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/r_cUg5pDC7/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 10/5/2024
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
#من_نواقض_الإيمان
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5265/
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/r_cUg5pDC7/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
وكُلٌّ يَدَّعِي وَصْلَاً بِلَيْلَى... وَلَيْلَى...
نَعم، ولَيْلَى لا تُقِرُّ لهم بذاكَ. و"لَيْلَى" هُنا هِي أَرُومات الانتماء المدَّعَى، ومِن هذه الأَرُومات: الوَطن والدِّين والقِيم والحقيقة. فما أكثرَ مَن يَدَّعي الوطنية انتماءً وولاءً، إلا أنَّ "الوطنَ" وهُو هُنا "لَيْلَى" لا يتعرَّف على هذا المدَّعِي ويُبقِيه في ساحِ الكلامِ والأصوات، وهكذا الدِّين، وكذلكَ القِيم والحقيقة، ألا ما أكثرَ مَنْ يَدَّعِي، ومَا أَقلَّ مَنْ يَتحقَّق، ورَحِمَ اللهُ مَن قَال:
سُبحَانَ مَولايَ مَا أقوى تَسَرُّعنا للخَوْضِ فيما لَهُ الألبابُ تَرتَعِدُ
فَيا مَن يدَّعي الوصلَ بلَيْلَى، تَعَرَّف عَلى "لَيْلَى" قَبْلاً، وليَكُن ذاكَ التعرفُ وفقَ أدواتِ التَّعرف الحقيقية مِن توثيقٍ وتحقيقٍ وتدقيقٍ وبعدَها إن وجدتَ نفسَكَ قَادراً على تقديمِ ثمنِ الوصلِ فَهَيَّا إليه، وإلا فابقَ في سَاحةِ التَّمني، وعَسَى التَّمني يَغدُو يَوماً ما رَجاءً عَبْرَ سَبيلِ الصَّبرِ والصِّدقِ والتَّحمل، واللهُ مِن وَراءِ القَصد.
حلب
12/5/2024
الدكتور #محمود_عكام
#وكل_يدعي_وصلاً_بليلى
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5266/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
نَعم، ولَيْلَى لا تُقِرُّ لهم بذاكَ. و"لَيْلَى" هُنا هِي أَرُومات الانتماء المدَّعَى، ومِن هذه الأَرُومات: الوَطن والدِّين والقِيم والحقيقة. فما أكثرَ مَن يَدَّعي الوطنية انتماءً وولاءً، إلا أنَّ "الوطنَ" وهُو هُنا "لَيْلَى" لا يتعرَّف على هذا المدَّعِي ويُبقِيه في ساحِ الكلامِ والأصوات، وهكذا الدِّين، وكذلكَ القِيم والحقيقة، ألا ما أكثرَ مَنْ يَدَّعِي، ومَا أَقلَّ مَنْ يَتحقَّق، ورَحِمَ اللهُ مَن قَال:
سُبحَانَ مَولايَ مَا أقوى تَسَرُّعنا للخَوْضِ فيما لَهُ الألبابُ تَرتَعِدُ
فَيا مَن يدَّعي الوصلَ بلَيْلَى، تَعَرَّف عَلى "لَيْلَى" قَبْلاً، وليَكُن ذاكَ التعرفُ وفقَ أدواتِ التَّعرف الحقيقية مِن توثيقٍ وتحقيقٍ وتدقيقٍ وبعدَها إن وجدتَ نفسَكَ قَادراً على تقديمِ ثمنِ الوصلِ فَهَيَّا إليه، وإلا فابقَ في سَاحةِ التَّمني، وعَسَى التَّمني يَغدُو يَوماً ما رَجاءً عَبْرَ سَبيلِ الصَّبرِ والصِّدقِ والتَّحمل، واللهُ مِن وَراءِ القَصد.
حلب
12/5/2024
الدكتور #محمود_عكام
#وكل_يدعي_وصلاً_بليلى
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5266/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
طهارة اللسان والقلب
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
دَخَلَ وفدُ أهلِ الحجاز على سَيِّدنا عُمر بن عبد العزيز يُهنئونه بالخلافة، فتكلَّم باسمِ القوم غُلام لم يبلغ العاشرة بعد. فقال عُمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لهذا الغلام: أما وَجَدَ القومُ مَنْ هُو أسنُّ منك ليتكلم باسمهم ؟! فقال هذا الغلام: يا أميرَ المؤمنين، "إنَّما المرءُ بأَصغَريه: لسانه وقلبه، ولو كان الأمر بالسِّن لكان ههنا من هو أولى منك بمجلسك" لو كان الأمر بالسن لكان هذا الذي بجانبك وهو أكبر منك سِنَّاً أولى منك بالخلافة، بالمنصب. عندها وقفَ عُمر بن عبد العزيز ليقولَ بحاله:
تعلَّم فليسَ المرءُ يُولدُ عالماً وليسَ أخُو عِلمٍ كمن هو جاهلُ
وإنَّ كبيرَ القوم لا علمَ صَغيرٌ إذا التفَّت عليه الجحافلُ
وقفتُ عند قول هذا الغلام الحكيم: "إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه" أنتَ إنسان حريص على إنسانيتك إذاً مِعيارُ إنسانيتك يكمُن في لِسانك وقلبِك، إن كان لسانُك نظيفاً وقلبك طاهراً فأنت إنسان، وعندما نقول إنسان بالمطلق ينطبق على الفَردِ الكاملِ في جنسه، إذا كان لسانك نظيفاً وقلبك طاهراً فأنت إنسان، فإن كان العكسُ فالشكُّ جِدُّ كبير في إنسانيتك، أقول الشك، وإن كنت أميل إلى أن هذا الإنسان الذي امتلكَ لساناً غيرَ نظيف، وقلباً غيرَ طاهر استقالَ من إنسانيته، قدَّم الاستقالة من إنسانيته، لذلك أوصِي نفسي وإياكم قائلاً: نظِّفوا ألسِنتكم من الكذب، لأنَّ الكذب يهدي إلى الفُجور، والفُجور تهدي إلى النار، فلننظِّف ألسنتنا من الغِيبة، (ولا يغتَبْ بعضُكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحمَ أخيه مَيْتاً فكرهتموه)، لننظف ألسنتنا من النَّميمة: (لا يدخُلُ الجنةَ نمَّام)، وانظروا مجتمعَنا يكادُ يَعتاش على النمَّيمة، هذا ينقل عن هذا لهذا، وذاك ينقل عن ذاك لذاك، وهكذا دواليك، والوشائج تقطَّعت فيما بيننا، فلننظِّف ألسنتنا عن الطَّعن واللعن والفُحش، فـ: (ليسَ المؤمن بالطعَّان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)، فلننظِّف ألسنتنا عن البَذاءة، عن الكلام الذي يحمِلُ في طَيَّاته فُحشاً، ولننظف ألسنتنا عن السَّب وعن الشتم وعن الاتهام، انظر حديثك من الصباح إلى المساء يكاد لا يخلو من اتهامٍ وأنت تشعر أو لا تشعر، فإن كنتَ تشعر فتلك مصيبة، وإن كنتَ لا تشعر فالمصيبة أعظم، (ومَن يكسِب خَطيئةً أو إثما ثم يَرمِ به بريئاً فقد احتمل بُهتاناً وإثماً مُبيناً) كَم يَتَّهمُ بعضًنا بعضاً من أصغرِ تُهمة إلى أكبر تُهمة، لطالما اتَّهمتَ جارَك وجَارُك بريء، لطالما اتَّهمتَ مَسؤولاً، واليوم نظنُّ أن اتِّهام هذا الذي وُضِع مَوضع المسؤولية، كأنَّ هذا الاتِّهام لا غُبار عليه، تتَّهم الوزير الفلاني والمدير الفلاني والأستاذ الفلاني وأنت على أَشُدِّ الراحة والاطمئنان من أنك لا تتكلم إلا بالحق، بئس هذا الحق. نظِّفوا ألسنتكم، فلننظف ألسنتنا عن السَّبِّ، (سِبابُ المسلم فُسوق وقتاله كفر) فلننظف ألسنتنا عن الشَّتم، عن الاتِّهام من أجل أن نستوي على الإنسانية، من أجل أن نكون إنسانيين، من أجل أن يكون الواحد منا إنساناً، يحمل الأمانة بأمانة، يحمل الأمانة وهو يستشعر المسؤولية، ويستشعر رقابة الله جَلَّ شأنه، نظِّفوا ألسنتكم من الكذب، من الغيبة، من النميمة، من الطَّعن، من اللعن، من الفُحش، من البذاءة، من السَّب، من الشَّتم، من الاتِّهام.
ثم نأتي إلى القلب لنقول: فلنطهِّر قلوبنا. من أيِّ شيء ؟ فلنطهر قلوبنا من الحسد، ما أكثر مَن يحسد، الحسد: أن تتمنَّى زَوال النِّعمة عن هذا الذي أمامك، (ومِن شَرِّ حاسدٍ إذا حسد) طَهِّروا قلوبكم من الحقد، والحقدُ إضمارُ الشَّر والتَّربص في أن يقع هذا الذي تحقد عليه في الأذى والضر والسوء والشر، طهِّروا قلوبكم من الحسد ومن الحقد، طهِّروا قلوبكم من البغضاء، من الشَّنآن، من العداوة، من كل ما يؤذي هذه القلوب الرقيقة التي خلقها الله للاطمئنان للحب للسَّعة، من أجل أن تكون هذه القلوب مُطمئِنَّة، طهِّروها من هذا الذي قلت لكم. (لا تَحاسدوا، ولا تَباغضوا، ولا تَدابروا، وكونوا عبادَ الله إخواناً، المسلمُ أخو المسلم، لا يَحقِره، ولا يَحسُده، ولا يَخذُله، بحسبِ امرئٍ من الشَّر أن يحقِر أخاه المسلم، كُلُّ المسلمِ على المسلم حرام)، هذا الحديث يكفي من أجل أن يكونَ منهاجاً لحياتنا في اجتنابِ ما يُؤذي إنسانيتنا، باجتنابِ ما يؤدِّي بإنسانيتنا إلى زوال، ليكون محلها لا إنسانية ووحشية.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
دَخَلَ وفدُ أهلِ الحجاز على سَيِّدنا عُمر بن عبد العزيز يُهنئونه بالخلافة، فتكلَّم باسمِ القوم غُلام لم يبلغ العاشرة بعد. فقال عُمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لهذا الغلام: أما وَجَدَ القومُ مَنْ هُو أسنُّ منك ليتكلم باسمهم ؟! فقال هذا الغلام: يا أميرَ المؤمنين، "إنَّما المرءُ بأَصغَريه: لسانه وقلبه، ولو كان الأمر بالسِّن لكان ههنا من هو أولى منك بمجلسك" لو كان الأمر بالسن لكان هذا الذي بجانبك وهو أكبر منك سِنَّاً أولى منك بالخلافة، بالمنصب. عندها وقفَ عُمر بن عبد العزيز ليقولَ بحاله:
تعلَّم فليسَ المرءُ يُولدُ عالماً وليسَ أخُو عِلمٍ كمن هو جاهلُ
وإنَّ كبيرَ القوم لا علمَ صَغيرٌ إذا التفَّت عليه الجحافلُ
وقفتُ عند قول هذا الغلام الحكيم: "إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه" أنتَ إنسان حريص على إنسانيتك إذاً مِعيارُ إنسانيتك يكمُن في لِسانك وقلبِك، إن كان لسانُك نظيفاً وقلبك طاهراً فأنت إنسان، وعندما نقول إنسان بالمطلق ينطبق على الفَردِ الكاملِ في جنسه، إذا كان لسانك نظيفاً وقلبك طاهراً فأنت إنسان، فإن كان العكسُ فالشكُّ جِدُّ كبير في إنسانيتك، أقول الشك، وإن كنت أميل إلى أن هذا الإنسان الذي امتلكَ لساناً غيرَ نظيف، وقلباً غيرَ طاهر استقالَ من إنسانيته، قدَّم الاستقالة من إنسانيته، لذلك أوصِي نفسي وإياكم قائلاً: نظِّفوا ألسِنتكم من الكذب، لأنَّ الكذب يهدي إلى الفُجور، والفُجور تهدي إلى النار، فلننظِّف ألسنتنا من الغِيبة، (ولا يغتَبْ بعضُكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحمَ أخيه مَيْتاً فكرهتموه)، لننظف ألسنتنا من النَّميمة: (لا يدخُلُ الجنةَ نمَّام)، وانظروا مجتمعَنا يكادُ يَعتاش على النمَّيمة، هذا ينقل عن هذا لهذا، وذاك ينقل عن ذاك لذاك، وهكذا دواليك، والوشائج تقطَّعت فيما بيننا، فلننظِّف ألسنتنا عن الطَّعن واللعن والفُحش، فـ: (ليسَ المؤمن بالطعَّان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)، فلننظِّف ألسنتنا عن البَذاءة، عن الكلام الذي يحمِلُ في طَيَّاته فُحشاً، ولننظف ألسنتنا عن السَّب وعن الشتم وعن الاتهام، انظر حديثك من الصباح إلى المساء يكاد لا يخلو من اتهامٍ وأنت تشعر أو لا تشعر، فإن كنتَ تشعر فتلك مصيبة، وإن كنتَ لا تشعر فالمصيبة أعظم، (ومَن يكسِب خَطيئةً أو إثما ثم يَرمِ به بريئاً فقد احتمل بُهتاناً وإثماً مُبيناً) كَم يَتَّهمُ بعضًنا بعضاً من أصغرِ تُهمة إلى أكبر تُهمة، لطالما اتَّهمتَ جارَك وجَارُك بريء، لطالما اتَّهمتَ مَسؤولاً، واليوم نظنُّ أن اتِّهام هذا الذي وُضِع مَوضع المسؤولية، كأنَّ هذا الاتِّهام لا غُبار عليه، تتَّهم الوزير الفلاني والمدير الفلاني والأستاذ الفلاني وأنت على أَشُدِّ الراحة والاطمئنان من أنك لا تتكلم إلا بالحق، بئس هذا الحق. نظِّفوا ألسنتكم، فلننظف ألسنتنا عن السَّبِّ، (سِبابُ المسلم فُسوق وقتاله كفر) فلننظف ألسنتنا عن الشَّتم، عن الاتِّهام من أجل أن نستوي على الإنسانية، من أجل أن نكون إنسانيين، من أجل أن يكون الواحد منا إنساناً، يحمل الأمانة بأمانة، يحمل الأمانة وهو يستشعر المسؤولية، ويستشعر رقابة الله جَلَّ شأنه، نظِّفوا ألسنتكم من الكذب، من الغيبة، من النميمة، من الطَّعن، من اللعن، من الفُحش، من البذاءة، من السَّب، من الشَّتم، من الاتِّهام.
ثم نأتي إلى القلب لنقول: فلنطهِّر قلوبنا. من أيِّ شيء ؟ فلنطهر قلوبنا من الحسد، ما أكثر مَن يحسد، الحسد: أن تتمنَّى زَوال النِّعمة عن هذا الذي أمامك، (ومِن شَرِّ حاسدٍ إذا حسد) طَهِّروا قلوبكم من الحقد، والحقدُ إضمارُ الشَّر والتَّربص في أن يقع هذا الذي تحقد عليه في الأذى والضر والسوء والشر، طهِّروا قلوبكم من الحسد ومن الحقد، طهِّروا قلوبكم من البغضاء، من الشَّنآن، من العداوة، من كل ما يؤذي هذه القلوب الرقيقة التي خلقها الله للاطمئنان للحب للسَّعة، من أجل أن تكون هذه القلوب مُطمئِنَّة، طهِّروها من هذا الذي قلت لكم. (لا تَحاسدوا، ولا تَباغضوا، ولا تَدابروا، وكونوا عبادَ الله إخواناً، المسلمُ أخو المسلم، لا يَحقِره، ولا يَحسُده، ولا يَخذُله، بحسبِ امرئٍ من الشَّر أن يحقِر أخاه المسلم، كُلُّ المسلمِ على المسلم حرام)، هذا الحديث يكفي من أجل أن يكونَ منهاجاً لحياتنا في اجتنابِ ما يُؤذي إنسانيتنا، باجتنابِ ما يؤدِّي بإنسانيتنا إلى زوال، ليكون محلها لا إنسانية ووحشية.
أيها الإخوة: اعلموا عِلمَ اليقين أنَّ أولئك الذين يُقاتَلون مِن قبل إخوانكم المجاهدين في فلسطين، أنَّ هؤلاء الصهاينة المجرمين ألسنتُهم لا تَمُتُّ إلى النظافة بصلة، ألسنتهم خبيثة، وقلوبهم خبيثة، فلا تكونوا مثلَهم من حيث هذا الشأن، لأننا أُمرنا أن نُقاتِلهم لأنهم كذلك، فإن غدوتم مثلهم بالاتِّصاف بخُبث اللسان، وخُبث القلب عندها لا يُمكن أن تنتصروا عليهم، هؤلاء الصهاينة من حيث الألسنة لا شكَّ في أنهم خُبثاء، ومن حيث القلوب لا ريبَ في أنهم أنجاس، لذلك أسأل الله عَزَّ وجَل من قلوبٍ طاهرةٍ مُؤمنة تعيشُ بيننا، ومن ألسنةٍ نظيفة تحرص كل الحرص علىأن تتوجَّه إلى ربها بخالص دعائها، أقول: اللهمَّ بِسِرِّ هذه القلوب الطاهرة، والألسُن النظيفة انصُر إخواننا المجاهدين في فلسطين على أعدائهم الصَّهاينة المجرمين، ومَنْ لَفَّ لَفَّهم في كل أصقاع العالم يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ رَبُّنا، ونِعْمَ النَّصيرُ إلهُنا، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 17/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/s80Mbrw9bo/
الدكتور #محمود_عكام
#طهارة_اللسان_والقلب
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5267/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 17/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/s80Mbrw9bo/
الدكتور #محمود_عكام
#طهارة_اللسان_والقلب
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5267/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
بيتٌ وحِكمة
١- يُخفي صنائعَه واللهُ يظهرها ..... إنَّ الجميلَ إذا أخفيتَه ظهرا
٢- ثبتت على حفظِ العُهود قلوبُنا ..... إنَّ الوفاءَ سَجِيَّة الأحرار
٣- قد زيَّنوا أحسابَهم بسماحهم ..... لا خيرَ في حَسَبٍ بغيرِ سَماحِ
٤- لعَمرُك ما ودُّ اللسانِ بنافعٍ ..... إذا لم يكن أصلُ المودَّة في الصدرِ
٥- عسى الكربُ الذي أمسيتَ فيه ..... يكونُ وراءَه فرَجٌ قريبُ
٦- وكفَى المرء رِفعةً أن يعادَى ..... في ميادين مجدِه ويُعادي
حلب
٢٠/٥/٢٠٢٤
الدكتور #محمود_عكام
١- يُخفي صنائعَه واللهُ يظهرها ..... إنَّ الجميلَ إذا أخفيتَه ظهرا
٢- ثبتت على حفظِ العُهود قلوبُنا ..... إنَّ الوفاءَ سَجِيَّة الأحرار
٣- قد زيَّنوا أحسابَهم بسماحهم ..... لا خيرَ في حَسَبٍ بغيرِ سَماحِ
٤- لعَمرُك ما ودُّ اللسانِ بنافعٍ ..... إذا لم يكن أصلُ المودَّة في الصدرِ
٥- عسى الكربُ الذي أمسيتَ فيه ..... يكونُ وراءَه فرَجٌ قريبُ
٦- وكفَى المرء رِفعةً أن يعادَى ..... في ميادين مجدِه ويُعادي
حلب
٢٠/٥/٢٠٢٤
الدكتور #محمود_عكام
مِنْ صُورِ التَّحريش
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
كُلَّما قرأتُ الحديث الشريف الذي سأتلوه استوقفتني أحوال المسلمين، ولعلي وأنا أتلوه عليكم يستوقفكم الذي استوقفني، الحديث يقول كما جاء في الصحيح: (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب) لا عبادة للشيطان في جزيرة العرب بعد الآن، (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب) ولكن ما الذي سيفعله الشيطان ? هل سيستسلمُ لليأس فلا عبادةَ له من قِبَلِ المصلين في جزيرة العرب أم سينتقل إلى خط آخر، وقد انتقل، أعيد الحديث: (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب)، لكنَّ الطريق الجديد للشيطان في جزيرة العرب وفي بلاد المسلمين (ولكن بالتَّحريشِ بينهم) يئس أن يُعبَد، ولكنه انتقل إلى التَّحريش، فهل نحن في جزيرة العرب وفي بلاد المسلمين أثَّر فينا هذا التحريش ? نعم، لقد أثَّر فينا هذا التحريش، وها نحن أولاءِ نعيشُه. الشيطان يُحرِّش بيننا ونحن نستجيب لهذا التحريش، ولئن سألتموني عن التَّحريش وصوره، أقول لكم:
أولاً: من صور التحريش الهجر: هجران المسلم أخاه المسلم، أليس هذا واقعاً، أليس بعضُ المسلمين يهجرون بعضَ المسلمين ؟ أليست بعضُ جماعات المسلمين تهجُر بعض جماعات المسلمين ؟ أليست بعضُ دول المسلمين تهجر بعضَ دول المسلمين ? والنبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام يقول: (لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يهجُر أخاه فوق ثلاثِ لَيال، يلتقيان فيُعرِضُ هذا ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأُ صاحبَه بالسَّلام) لا هجران بين البلاد الأوروبية، لكن بين البلاد الإسلامية ثمة هجران، لا هجران بين البلاد التي تدعم الصُّهيونية وهي آثمة فاجرة، أما البلاد التي تدعم الفلسطينيين، وهكذا يجب أن يكونوا، فالهجران مستحكم بينهم، وأنتم تعلمون أكثر مما أعلم. وفي حديثٍ آخر: (مَن هَجَر أخاه سَنةً فهو كسفكِ دمه)، كأنَّه قتله.
ثانياً: من صور التحريش الظن: مَن الذي خَلا من هذا الظن تجاه المسلمين تجاه بعضهم، الظن السيء، (إيَّاكم والظن، فإنَّ الظن أكذب الحديث)، (اجتنبوا كثيراً من الظنِّ) هكذا قال ربنا: (اجتنبوا كثيراً من الظنِّ إنَّ بعضَ الظنِّ إثم) جَنَّبكَ الكثير مع أن هذا الكثير فيه ليس بإثم، خشية الوقوع في بعضِه التي هو آثم، اجتنبِ الكثير ولو كانَ ظناً حسناً، اجتنبه ما دامَ قد يؤدِّي بك إلى الظن السيء، (إنَّ بعضَ الظن إثم) مَنْ مِنَ المسلمين الذي خلا من هذا الظنِّ السيِّء الذي هو إثم اللهمَّ إلا ما نَدَر، إلا ما رَحِمَ ربُّك، الكلُّ يظن السُّوء بالكل، من مظاهر التحريش الاتهام، كلنا يشير بأصابع الاتهام وليس بإصبع الاتهام إلى كلنا، وانظروا أحاديثكم، انظروا الأحاديث السِّياسية على وسائل التَّواصل الاجتماعي، المسلم يتهم المسلم ويصل ويصل الاتهام إلى حد التكفير كما أسلفنا في الخطبة السابقة، الجماعة المسلمة الفلانية تتهم الجماعة المسلمة الفلانية، ويصل الاتهام إلى الكفر، يتهمُ المسلمُ المسلمَ بالاثم والخطيئة، (ومَنْ يكسِب خطيئةً أو إثماً ثمَّ يَرمِ به بريئاً فقد احتَمَلَ بُهتاناً وإثماً مُبيناً)، نحن مجتمع مُتَّهِم، الاتهام المتبادل فعَّال في بيوتاتنا، في مدارسنا، وحتى في مساجدنا، يا أمة الإسلام، يا أمة سيد الأنام، الشيطان يَفعَلُ فعلته فينا، يئس من أن يُعبد، لكنه لم يَيْأس من التحريش، وها هو ذا يحرش ونحن نستجيب لهذا التحريش أيما استجابة.
ثالثاً: من مظاهر التَّحريش الشَّماتة: أليسَ من العار أن يَشمَتَ بعضُنا ببعض، وتعلمون ما الشماتة، الشماتة: هي السُّرور والفَرح بمصيبةِ غيرك، بِبَليَّة غيرك، نحن نفرحُ بمصيبة غيرِنا، نُحدَّث عن شخصٍ قد لا نحبه، هكذا تدعون، وما أدري لحبكم أو لعدم حبكم من معنى، تُحدَّثون عن بَلِيَّة وقعت بآخر أنتم تدعون بأنَّكم لا تحبونه تفرحون، وهذه هي الشَّماتة، الشماتة التي يرفضها الدِّين، ويرفضها الضَّمير، ويرفضها الإنسان العاقل، ويرفضها الإنسان الذي يتمتع بأقل نسبةٍ من إنسانية قبعت في إيهابه، وإلا فليس بإنسان، وليس بصاحبِ ضمير، وليس بصاحبِ دين. جاء في الأثر: "لا تُظهِر الشَّماتة لأخيك، فيرحمُه الله ويبتليك"، وأنا أقول لكلِّ شامت: أصلحكَ اللهُ أولاً، فإن لم تكُن قد مشيتَ على خَطِّ الصَّلاح والإصلاح أسألُ الله عَزَّ وجَل أن يُنزِلَ عليك الذي أنتَ تشمتُ به. إن لم نتكلم هذه اللغة فالمجتمع المسلم الذي نعيشه مُنساقٌ إلى الهاوية، شئتم أم أبيتم، مجتمعُ الشَّماتة مجتمعٌ هَالِك،
فَقُل للشَّامِتين بِنا أفيقوا سَيَلقَى الشَّامِتون كما لقينا
يُروَى عن الإمام الشَّافعي رضي الله عنه أنَّ أحدَهم كان يشمتُ به ويتمنَّى له الموت، فقال:
تَمنَّى أناسٌ أن أموتَ وإن أَمُت فَتِلكَ سَبيلٌ لستُ فيها بأوحدِ
فَقُل للذي يَبغِي غيرَ الذي مَضَى تَوقَّعْ لأخرى مثلها وكأن قَدِ
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
كُلَّما قرأتُ الحديث الشريف الذي سأتلوه استوقفتني أحوال المسلمين، ولعلي وأنا أتلوه عليكم يستوقفكم الذي استوقفني، الحديث يقول كما جاء في الصحيح: (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب) لا عبادة للشيطان في جزيرة العرب بعد الآن، (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب) ولكن ما الذي سيفعله الشيطان ? هل سيستسلمُ لليأس فلا عبادةَ له من قِبَلِ المصلين في جزيرة العرب أم سينتقل إلى خط آخر، وقد انتقل، أعيد الحديث: (إنَّ الشيطان قد يَئِسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب)، لكنَّ الطريق الجديد للشيطان في جزيرة العرب وفي بلاد المسلمين (ولكن بالتَّحريشِ بينهم) يئس أن يُعبَد، ولكنه انتقل إلى التَّحريش، فهل نحن في جزيرة العرب وفي بلاد المسلمين أثَّر فينا هذا التحريش ? نعم، لقد أثَّر فينا هذا التحريش، وها نحن أولاءِ نعيشُه. الشيطان يُحرِّش بيننا ونحن نستجيب لهذا التحريش، ولئن سألتموني عن التَّحريش وصوره، أقول لكم:
أولاً: من صور التحريش الهجر: هجران المسلم أخاه المسلم، أليس هذا واقعاً، أليس بعضُ المسلمين يهجرون بعضَ المسلمين ؟ أليست بعضُ جماعات المسلمين تهجُر بعض جماعات المسلمين ؟ أليست بعضُ دول المسلمين تهجر بعضَ دول المسلمين ? والنبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام يقول: (لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يهجُر أخاه فوق ثلاثِ لَيال، يلتقيان فيُعرِضُ هذا ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأُ صاحبَه بالسَّلام) لا هجران بين البلاد الأوروبية، لكن بين البلاد الإسلامية ثمة هجران، لا هجران بين البلاد التي تدعم الصُّهيونية وهي آثمة فاجرة، أما البلاد التي تدعم الفلسطينيين، وهكذا يجب أن يكونوا، فالهجران مستحكم بينهم، وأنتم تعلمون أكثر مما أعلم. وفي حديثٍ آخر: (مَن هَجَر أخاه سَنةً فهو كسفكِ دمه)، كأنَّه قتله.
ثانياً: من صور التحريش الظن: مَن الذي خَلا من هذا الظن تجاه المسلمين تجاه بعضهم، الظن السيء، (إيَّاكم والظن، فإنَّ الظن أكذب الحديث)، (اجتنبوا كثيراً من الظنِّ) هكذا قال ربنا: (اجتنبوا كثيراً من الظنِّ إنَّ بعضَ الظنِّ إثم) جَنَّبكَ الكثير مع أن هذا الكثير فيه ليس بإثم، خشية الوقوع في بعضِه التي هو آثم، اجتنبِ الكثير ولو كانَ ظناً حسناً، اجتنبه ما دامَ قد يؤدِّي بك إلى الظن السيء، (إنَّ بعضَ الظن إثم) مَنْ مِنَ المسلمين الذي خلا من هذا الظنِّ السيِّء الذي هو إثم اللهمَّ إلا ما نَدَر، إلا ما رَحِمَ ربُّك، الكلُّ يظن السُّوء بالكل، من مظاهر التحريش الاتهام، كلنا يشير بأصابع الاتهام وليس بإصبع الاتهام إلى كلنا، وانظروا أحاديثكم، انظروا الأحاديث السِّياسية على وسائل التَّواصل الاجتماعي، المسلم يتهم المسلم ويصل ويصل الاتهام إلى حد التكفير كما أسلفنا في الخطبة السابقة، الجماعة المسلمة الفلانية تتهم الجماعة المسلمة الفلانية، ويصل الاتهام إلى الكفر، يتهمُ المسلمُ المسلمَ بالاثم والخطيئة، (ومَنْ يكسِب خطيئةً أو إثماً ثمَّ يَرمِ به بريئاً فقد احتَمَلَ بُهتاناً وإثماً مُبيناً)، نحن مجتمع مُتَّهِم، الاتهام المتبادل فعَّال في بيوتاتنا، في مدارسنا، وحتى في مساجدنا، يا أمة الإسلام، يا أمة سيد الأنام، الشيطان يَفعَلُ فعلته فينا، يئس من أن يُعبد، لكنه لم يَيْأس من التحريش، وها هو ذا يحرش ونحن نستجيب لهذا التحريش أيما استجابة.
ثالثاً: من مظاهر التَّحريش الشَّماتة: أليسَ من العار أن يَشمَتَ بعضُنا ببعض، وتعلمون ما الشماتة، الشماتة: هي السُّرور والفَرح بمصيبةِ غيرك، بِبَليَّة غيرك، نحن نفرحُ بمصيبة غيرِنا، نُحدَّث عن شخصٍ قد لا نحبه، هكذا تدعون، وما أدري لحبكم أو لعدم حبكم من معنى، تُحدَّثون عن بَلِيَّة وقعت بآخر أنتم تدعون بأنَّكم لا تحبونه تفرحون، وهذه هي الشَّماتة، الشماتة التي يرفضها الدِّين، ويرفضها الضَّمير، ويرفضها الإنسان العاقل، ويرفضها الإنسان الذي يتمتع بأقل نسبةٍ من إنسانية قبعت في إيهابه، وإلا فليس بإنسان، وليس بصاحبِ ضمير، وليس بصاحبِ دين. جاء في الأثر: "لا تُظهِر الشَّماتة لأخيك، فيرحمُه الله ويبتليك"، وأنا أقول لكلِّ شامت: أصلحكَ اللهُ أولاً، فإن لم تكُن قد مشيتَ على خَطِّ الصَّلاح والإصلاح أسألُ الله عَزَّ وجَل أن يُنزِلَ عليك الذي أنتَ تشمتُ به. إن لم نتكلم هذه اللغة فالمجتمع المسلم الذي نعيشه مُنساقٌ إلى الهاوية، شئتم أم أبيتم، مجتمعُ الشَّماتة مجتمعٌ هَالِك،
فَقُل للشَّامِتين بِنا أفيقوا سَيَلقَى الشَّامِتون كما لقينا
يُروَى عن الإمام الشَّافعي رضي الله عنه أنَّ أحدَهم كان يشمتُ به ويتمنَّى له الموت، فقال:
تَمنَّى أناسٌ أن أموتَ وإن أَمُت فَتِلكَ سَبيلٌ لستُ فيها بأوحدِ
فَقُل للذي يَبغِي غيرَ الذي مَضَى تَوقَّعْ لأخرى مثلها وكأن قَدِ
سيقع بك مع هذا الذي كان موضوع الشماتة التي انطلقت منك. الشماتة من مظاهر التحريش يا من تسعى إلى مرضاتِ ربِّك، يا من تسعى إلى أن يكونَ الشَّيطانُ لك عدواً، (إنَّ الشَّيطانَ لكُم عدو فاتِّخذوه عدواً) فما بالكم تستمعون إليه وكأنه المدرس الوفي، يُدرِّسكم الدروسَ الشَّيطانية وأنتم تحفظونها وتُطبِّقونها، وتُعرِضون عن دروسِ الرحمن التي تنفعكم في دينكم ودنياكم وأخراكم، وتنفعكم في إنسانيتكم، والتي تجعلكم من خير الأمم، (كُنتم خيرَ أمةٍ أُخرِجَت للناس تأمرون بالمعروف وتَنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فما أعظمَ هذا الكلام، وما أروع هذا الكلام ! هيا إلى عهدٍ بينكم وبينَ رَبِّكم، قاطعوا الشَّيطان، وقاطعوا أولياء الشيطان، وقاطعوا كُلَّ ما يَمُتُّ إلى الشَّيطان بصلة، قاطعوا هذا الذي يتناسب ويُحبِّه الشيطان، قاطعوه إذا كان سلوكاً وإذا كانَ قولاً وإذا كان عملاً وإذا كان فعلاً وإذا كان إشارة، نظفُوا ألسنتكم، وطهِّروا قلوبكم، وصُونوا أعينكم، وصُونوا مجتمعاتكم، واعملوا عملاً صالحاً مِن أجلِ أجيالٍ قادمة، لا تورِّثوها هِجراناً، ولا تورثوها ظَناً آثماً سيئاً، ولا تورثوها اتهاما يثير البغضاء والشنآن، ولا تورثوها شماتةً، ورثوها صدقاً ووفاء، ورثوها عطاءً ينفع الإنسان، ورثوها أمانة، ورثوها حسن أخلاق، ورثوها أن الإنسان يريد الخيرَ لكل الناس على الإطلاق كما كان المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأختم حديثي بهذا الذي رُوي عنه صلى الله عليه وسلم وقد مَرَّت أمامه جنازةُ يهودي، فوقفَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام، وكان قاعداً ثم وقف، فقال له أصحابُه: يا رسول الله إنه يهودي ! وقد ماتَ هذا اليهودي، فقال: (أَوَليست نَفْساً ?!) ما أعظمك يا سيدي يا رسول الله ? أنت رحمةٌ للعالمين، ولكن أمتك اليوم تُعاني من ضَغينةٍ فيما بينها فكيف تكون رحمة لغيرها، وهي غيرُ رحمةٍ لنفسها ؟! اللهم إني أسألك بحقِّ محمد وآل محمد أن توفقنا من أجل أن نجعلَ الشَّيطانَ لنا عدواً، وأن نجعلَ الرَّحمنَ لنا صَديقاً وصاحباً وأن يكون هنالك ودٌّ بيننا وبين الرحمن، يا ربَّ العِباد، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 24/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/sgdbuBSRu1/
الدكتور #محمود_عكام
#مظاهر_التحريش
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5268/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 24/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/sgdbuBSRu1/
الدكتور #محمود_عكام
#مظاهر_التحريش
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5268/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
احفظ لسانك تكن كريماً نبيلاً
تَحَرَّ الصدق والحقَّ والخير وأنتَ تنطق، وجانِب الكذب والباطل والشَّر والإساءة، واعلم علمَ اليقين أنَّ الحسابَ على إنتاج اللسان شديد (وهل يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم) كما ورد عن سيد الأكابر والعِظام محمد عليه الصلاة والسلام، وإذ كنتُ أخاطبُ بصيغة الفرد فلأنَّ الفردَ هو الأصل، وأنتقلُ من الفردِ إلى المجموع، ويَستوي في المجموع "نحن وأنتم وهم" على مستوى الأزمنة كلها ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وإني على يقين أنَّ حفظ اللسان عُنصرٌ جِدُّ هام من عناصر الحضارة الإنسانية المنشودة، فـ: (لا خيرَ في كثيرٍ من نَجواهم إلا مَن أمرَ بصدقةٍ أو مَعروفٍ أو إصلاحٍ بينَ الناس ومَن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً). صدق الله العظيم.
حلب
28/5/2024
الدكتور #محمود_عكام
#احفظ_لسانك
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5269/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
تَحَرَّ الصدق والحقَّ والخير وأنتَ تنطق، وجانِب الكذب والباطل والشَّر والإساءة، واعلم علمَ اليقين أنَّ الحسابَ على إنتاج اللسان شديد (وهل يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم) كما ورد عن سيد الأكابر والعِظام محمد عليه الصلاة والسلام، وإذ كنتُ أخاطبُ بصيغة الفرد فلأنَّ الفردَ هو الأصل، وأنتقلُ من الفردِ إلى المجموع، ويَستوي في المجموع "نحن وأنتم وهم" على مستوى الأزمنة كلها ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وإني على يقين أنَّ حفظ اللسان عُنصرٌ جِدُّ هام من عناصر الحضارة الإنسانية المنشودة، فـ: (لا خيرَ في كثيرٍ من نَجواهم إلا مَن أمرَ بصدقةٍ أو مَعروفٍ أو إصلاحٍ بينَ الناس ومَن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً). صدق الله العظيم.
حلب
28/5/2024
الدكتور #محمود_عكام
#احفظ_لسانك
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5269/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
فريضة الوحدة
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
كثيراً ما أُسأَلُ عن حديثٍ نبوي شريف، ربما بدا للوهلة الأولى أنَّ فيه إشكالية، هذا الحديث اسمعوه، ولعلكم سترون فيه للوهلة الأولى كما بدا للكثير أن ثمة إشكالية فيه أو في فهم هذا الحديث الشريف، وهو حديثٌ صحيح يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (سألتُ رَبي ثلاثاً) ثلاث مسائل (فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألتُ ربي أن لا يُهلكَ أمتي بالسنة) أي بالقحط، بالجدب (فأعطانيها، وسألتُ ربي ألا يُهلك بالغرق فأعطانيها، وسألتُ ربي ألا يجعلَ بأسَهم بينهم فمنعنيها) الإشكال حسب الظاهر إذا كان اللهُ لم يعطِ نبيَّه الأكرم هذا الأمر أن لا يكون بأس الأمة فيما بينها شديداً، فلماذا العمل ولماذا السَّعي من أجل جمعِ كلمة الأمة، ولماذا هذه الخطب وهذه المؤتمرات وهذه اللقاءات، والله عز وجل لم يُعطِ المصطفى صلى الله عليه وسلم المسألةَ في أن لا يجعلَ بأسَهم بينهم ؟! الجوابُ: أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم طَلَبَ من ربه هذه الأمور الثلاثة: ألا يُهلك الأمة بالسَّنة فأعطاه الله ذلك تَفضُّلاً، وسأله ألا يُهلِك أُمَّته بالغرق فأعطاه ذلك تَفضُّلاً، وسأله ألا يجعلَ بأسَهم بينَهم فمنعنيها، أي لم يُعطِهِ هذه المسألة تفضُّلاً، وإنما قال له بلسان الحال: يا محمد سأجعلُ هذا الأمر تكليفاً، سأكلِّف أمَّتك بهذا الأمر تكليفاً، بن يكون مني تفضلاً وإلا لما كان هنالك جَدوى للسَّعي، أنت لا تسعى من أجل ألا تغرق الأمة بالماء، ولكنَّ الله تكفَّل بذلك بشكلٍ مُباشِر وبتدخل مباشِر وبفضلٍ منه جَلَّ وعَلَا، أما ألا يجعلَ بأسَهم بينهم فهذه أعطانا الله إيَّاها تكليفاً، قال تكفلتُ لكم ألا تهلكوا بالغرق وأن لا تهلكوا بالسنة لكن كلَّفتكم أن لا يكونَ بأسكم فيما بينكم شديداً، فهيا فاسعَوا من أجل تحقيق هذا الأمر من باب التكليف، وبناءً على ذلك، بما أنَّ الاجتماعَ والوحدة والاتحاد بين المسلمين جعَله اللهُ تَكليفاً، لذلك كان الاعتصامُ بحبلِ الله جَميعاً فَرضاً، فرض اللهُ عليكم الوحدة والاتحاد والتعاون، كلَّفكم بهذا وستُحاسَبون على هذا، وسيكونُ الحسابُ عَسيراً إن قَصَّرتم في هذا الأمر الذي لم يَكُن على التَّفضيل وإنما كان على التَّشريف، فهيا، جعلتُ الوحدة فيما بينكم والاتحاد جعلته فرضاً (واعتصموا بحبل الله جميعاً)، (وتَعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تَعاونوا على الإثم والعدوان)، (إنَّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)، (إنَّ الله يُحبُّ الذين يُقاتلون في سبيله صَفاً كأنَّهم بُنيانٌ مَرصوص) الوحدة القلبية والشكلية فرضٌ عليكم، فهيا من أجل أن تتحققوا بها، والفرقة والتَّنازع حَرام، افهموها يا أيها المسلمون، الفرقة والتَّنازع حَرام، نقولُ الصلاة فرض، وترك الصلاة حرام، الزكاة فرض وترك الزكاة حرام، الحج لمن استطاع إليه سبيلاً فرض وتركه لمن استطاع إليه سبيلاً حرام، الوحدةُ والاتِّحادُ والتَّعاون والأخوة فرض، والتَّفرقة والتَّنازع (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) حرام ولربما وقعنا في الحرام من حيث لا ندري، لأننا لم نتصور أنَّ الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً فرض كفريضة الزكاة والصيام والصلاة، هيا فاجتمعوا (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، (عليكم بالجماعة) هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإنَّ الشَّيطان مع الواحد) إذا كنت أنت واحداً افترقتَ عن الأمة، فإن الشيطانَ معك، (فإن الشيطانَ مع الواحد، ومن الاثنين أبعد) فإذا كنتما اثنين فالشيطان سيبتعدُ عنكما، لأنكما أصبحتما اثنين، مشيتما في طريق الجماعة (ومَن أراد بَحبوحة الجنةَ فليلزمِ الجَماعة) أرادَ بَحبوحة أو بُحبوحة وكلا اللفظين جائزان، (ومَن أراد بُحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)، (وكونوا عبادَ الله إخواناً) فريضة، (لا تَدَابروا ولا تَحاسدوا لا تَباغضوا) نَهيٌ، حَرام، التباعد والتباغض والتشرذم حَرامٌ كحُرمة الخمر، كحرمة الزنا، كحرمة ترك الصلاة، كحرمة ترك الصيام، كحرمة الإمعان في ترك الصَّلاة والإمعان في تركِ الصيام والإمعان في ترك الزكاة، روي عن الإمام عليٍّ رضيَ الله عنه أنه قال: "عليكم بالجماعة فإنها رحمة، وإياكم والفرقة فإنها شَقاء" يا أمة الإسلام، ويقولُ ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه وأرضاه، واسمعوا إلى ساداتكم، إلى ساداتنا، عَليٌّ من ساداتنا، ابن مسعود من ساداتنا، أبو بكر من ساداتنا، عمر بن الخطاب من ساداتنا، يقولون لكم اجتمعوا ولا تتفرقوا، يقول ابن مسعود: "إنَّ ما تكرهون في الجماعة خيرٌ مما تُحبُّون في الفُرقة"، ونحن نعيشُ هذه الأيام أيام الحج، يجتمع الملايين يجتمعون بحسبِ الصُّورة مُوحَّدين، لباسُ الإحرام واحد، القِبلةُ واحدة، الطَّواف واحد، السَّعيُ بين الصفا والمروة واحد، الوقوف في عرفات واحد، رمي الجمار، رمي الشيطان واحد، ترمون الشيطان وتقولون:
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
كثيراً ما أُسأَلُ عن حديثٍ نبوي شريف، ربما بدا للوهلة الأولى أنَّ فيه إشكالية، هذا الحديث اسمعوه، ولعلكم سترون فيه للوهلة الأولى كما بدا للكثير أن ثمة إشكالية فيه أو في فهم هذا الحديث الشريف، وهو حديثٌ صحيح يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (سألتُ رَبي ثلاثاً) ثلاث مسائل (فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألتُ ربي أن لا يُهلكَ أمتي بالسنة) أي بالقحط، بالجدب (فأعطانيها، وسألتُ ربي ألا يُهلك بالغرق فأعطانيها، وسألتُ ربي ألا يجعلَ بأسَهم بينهم فمنعنيها) الإشكال حسب الظاهر إذا كان اللهُ لم يعطِ نبيَّه الأكرم هذا الأمر أن لا يكون بأس الأمة فيما بينها شديداً، فلماذا العمل ولماذا السَّعي من أجل جمعِ كلمة الأمة، ولماذا هذه الخطب وهذه المؤتمرات وهذه اللقاءات، والله عز وجل لم يُعطِ المصطفى صلى الله عليه وسلم المسألةَ في أن لا يجعلَ بأسَهم بينهم ؟! الجوابُ: أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم طَلَبَ من ربه هذه الأمور الثلاثة: ألا يُهلك الأمة بالسَّنة فأعطاه الله ذلك تَفضُّلاً، وسأله ألا يُهلِك أُمَّته بالغرق فأعطاه ذلك تَفضُّلاً، وسأله ألا يجعلَ بأسَهم بينَهم فمنعنيها، أي لم يُعطِهِ هذه المسألة تفضُّلاً، وإنما قال له بلسان الحال: يا محمد سأجعلُ هذا الأمر تكليفاً، سأكلِّف أمَّتك بهذا الأمر تكليفاً، بن يكون مني تفضلاً وإلا لما كان هنالك جَدوى للسَّعي، أنت لا تسعى من أجل ألا تغرق الأمة بالماء، ولكنَّ الله تكفَّل بذلك بشكلٍ مُباشِر وبتدخل مباشِر وبفضلٍ منه جَلَّ وعَلَا، أما ألا يجعلَ بأسَهم بينهم فهذه أعطانا الله إيَّاها تكليفاً، قال تكفلتُ لكم ألا تهلكوا بالغرق وأن لا تهلكوا بالسنة لكن كلَّفتكم أن لا يكونَ بأسكم فيما بينكم شديداً، فهيا فاسعَوا من أجل تحقيق هذا الأمر من باب التكليف، وبناءً على ذلك، بما أنَّ الاجتماعَ والوحدة والاتحاد بين المسلمين جعَله اللهُ تَكليفاً، لذلك كان الاعتصامُ بحبلِ الله جَميعاً فَرضاً، فرض اللهُ عليكم الوحدة والاتحاد والتعاون، كلَّفكم بهذا وستُحاسَبون على هذا، وسيكونُ الحسابُ عَسيراً إن قَصَّرتم في هذا الأمر الذي لم يَكُن على التَّفضيل وإنما كان على التَّشريف، فهيا، جعلتُ الوحدة فيما بينكم والاتحاد جعلته فرضاً (واعتصموا بحبل الله جميعاً)، (وتَعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تَعاونوا على الإثم والعدوان)، (إنَّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)، (إنَّ الله يُحبُّ الذين يُقاتلون في سبيله صَفاً كأنَّهم بُنيانٌ مَرصوص) الوحدة القلبية والشكلية فرضٌ عليكم، فهيا من أجل أن تتحققوا بها، والفرقة والتَّنازع حَرام، افهموها يا أيها المسلمون، الفرقة والتَّنازع حَرام، نقولُ الصلاة فرض، وترك الصلاة حرام، الزكاة فرض وترك الزكاة حرام، الحج لمن استطاع إليه سبيلاً فرض وتركه لمن استطاع إليه سبيلاً حرام، الوحدةُ والاتِّحادُ والتَّعاون والأخوة فرض، والتَّفرقة والتَّنازع (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) حرام ولربما وقعنا في الحرام من حيث لا ندري، لأننا لم نتصور أنَّ الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً فرض كفريضة الزكاة والصيام والصلاة، هيا فاجتمعوا (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، (عليكم بالجماعة) هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإنَّ الشَّيطان مع الواحد) إذا كنت أنت واحداً افترقتَ عن الأمة، فإن الشيطانَ معك، (فإن الشيطانَ مع الواحد، ومن الاثنين أبعد) فإذا كنتما اثنين فالشيطان سيبتعدُ عنكما، لأنكما أصبحتما اثنين، مشيتما في طريق الجماعة (ومَن أراد بَحبوحة الجنةَ فليلزمِ الجَماعة) أرادَ بَحبوحة أو بُحبوحة وكلا اللفظين جائزان، (ومَن أراد بُحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)، (وكونوا عبادَ الله إخواناً) فريضة، (لا تَدَابروا ولا تَحاسدوا لا تَباغضوا) نَهيٌ، حَرام، التباعد والتباغض والتشرذم حَرامٌ كحُرمة الخمر، كحرمة الزنا، كحرمة ترك الصلاة، كحرمة ترك الصيام، كحرمة الإمعان في ترك الصَّلاة والإمعان في تركِ الصيام والإمعان في ترك الزكاة، روي عن الإمام عليٍّ رضيَ الله عنه أنه قال: "عليكم بالجماعة فإنها رحمة، وإياكم والفرقة فإنها شَقاء" يا أمة الإسلام، ويقولُ ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه وأرضاه، واسمعوا إلى ساداتكم، إلى ساداتنا، عَليٌّ من ساداتنا، ابن مسعود من ساداتنا، أبو بكر من ساداتنا، عمر بن الخطاب من ساداتنا، يقولون لكم اجتمعوا ولا تتفرقوا، يقول ابن مسعود: "إنَّ ما تكرهون في الجماعة خيرٌ مما تُحبُّون في الفُرقة"، ونحن نعيشُ هذه الأيام أيام الحج، يجتمع الملايين يجتمعون بحسبِ الصُّورة مُوحَّدين، لباسُ الإحرام واحد، القِبلةُ واحدة، الطَّواف واحد، السَّعيُ بين الصفا والمروة واحد، الوقوف في عرفات واحد، رمي الجمار، رمي الشيطان واحد، ترمون الشيطان وتقولون:
إرضاءً للرحمن ثم بعد ذلك تكونون بعدَ الحج مع الشيطان من خلال الفرقة والتنازع والبغضاء والشنآن والتحاسد والتحاقد، الحجُّ من حِكَمه، بل من أولويات حِكمه أنه يقدم صُورة الوحدة، فما لكم يا أيها الإخوة المسلمون، يا أيها الحجاج، ويا أيها الذين لم تَحُجُّوا، لباسكم واحد، طوافكم واحد، كعبتكم واحدة، عرفاتكم واحدة، مِنى واحدة، مزدلفة واحدة، زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم واحدة، كلكم يَزورُ هذا النبيَّ الأكرم ويصلي عليه، فماذا تقولون لربكم إن كانت كل هذه الأشكال مُوحَّدة إلا أن قلوبكم ليست واحدة، فقد أتيتم اللهَ بصورةٍ لا حقيقةَ لها، ومن أتى بالصورة لم يأتِ بشيءٍ، (إنَّ الله لا ينظرُ إلى أجسامكم ولا إلى أموالكم) أين ينظر ربكم ؟ إلى قلوبكم (وإنما ينظر إلى قلوبكم) فيا أيها الحجاج، وأنتم يا أيها الذين لم يُقسَم لهم ولم يُقدَّر عليهم أن يحجوا: فلتَتَّحد قلوبُكم، وليدعُ بعضُكم لبعضٍ، أيها الحجاج حول الكعبة وأنتم تطوفون ستَدعُون، ادعُوا للمسلمين جميعاً أن يجمع الله بينهم، أن يؤلذِف اللهُ بين قلوبهم، أن يجعلهم يداً واحدة على أعدائهم، أن يجعلَهم أمةً واحدة تتحقَّق بقول الله عز وجل: (إن هذه أمتكم أمة واحدة)، لكننا اليوم لسنا أمة واحدة، وإنما أمم كثيرة، ولهذا سهُل على أعدائنا أن يأتونا فرقةً فرقة، وجماعةً جماعة، وفرداً فرداً، (ولينزعنَّ اللهُ المهابةَ منكم من قلوب أعدائكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهن) قالوا: وما الوهنُ يا رسول الله ? قال: (حُبُّ الدُّنيا وكَراهيةُ الموت) أمِن قِلةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسول الله ?! لا، المسلمون يَعدُّون الآن مليار ونصف مسلم، أَمِن قلةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسول الله ?! (لا، إنكم يومئذٍ كثير، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاء السَّيل) لا قيمة لكم، ولن تعودَ لكم القيمة، والمكانة إلا إذا اتَّحدتم بقلوبكم وأجسادكم، وكنتم أمةً واحدة كما أرادكم القرآن الكريم.
إنها نفثة مصدور يرى أمته تَعُدُّ الكثير لكن لا يرى إنجازا يمكن أن يُنسَب إلى أقل من هذه الأمة عَدداً، نحنُ في صِراعٍ مع هذا العدو اللعين، مع هذا الكيان الغاصب، ولو أنَّ المسلمين طبَّقوا فريضة الوحدة، ثِقوا أنَّ هذا العدو لن يستمرَّ يوماً واحداً، وسيُغلَب في ساعةٍ واحدة، بل في ثانيةٍ من الزمن، بل في لحظةٍ، واللحظة يُمكن أن تكونَ أقلَّ من ثانية، أقل مما تتوقَّع،
ما بينَ طَرفةِ عَينٍ وانتِباهَتِها يُغيِّر اللهُ مِن حَالٍ إلى حالِ
أسألُ الله عز وجل أن يجمع قلوبنا على ما يُرضيه، وأن يَحولَ بيننا وبين مَعاصيه، وأن يوفقنا من أجل أن يدعو بعضُنا لبعض في ظهر الغيب، ماذا عليك أيها الإنسان المسلم لو أنك في صلاتك اليوم، في صلاة السُّنة، سجدتَ فقلتَ: اللهمَّ وفِّق هؤلاء، رُوَّاد جَامع السَّيدة نفيسة، اللهمَّ أنزل عليهم رِضاك، اللهمَّ اجعلهم في مَأمنٍ من كل مكروه، اللهم أيِّدهم، اللهم ثَبِّتهم، فَضلاً عن أن تدعو لإخوانك في فلسطين، وفي كل أصقاعِ العالم، تقول: اللهمَّ رُدَّهم إلى دِينك رداً جميلاً، اللهمَّ رُدَّنا إلى دينك رَدَّاً جَميلا، ورُدَّنا إلى الأُخُوَّة التي أمرتَنا أن نكونَ عليها، وأن تكونَ دِثارَنا وشِعارَنا، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 31/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/spqjbGmtIR/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5270/
الدكتور #محمود_عكام
#فريضة_الوحدة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
إنها نفثة مصدور يرى أمته تَعُدُّ الكثير لكن لا يرى إنجازا يمكن أن يُنسَب إلى أقل من هذه الأمة عَدداً، نحنُ في صِراعٍ مع هذا العدو اللعين، مع هذا الكيان الغاصب، ولو أنَّ المسلمين طبَّقوا فريضة الوحدة، ثِقوا أنَّ هذا العدو لن يستمرَّ يوماً واحداً، وسيُغلَب في ساعةٍ واحدة، بل في ثانيةٍ من الزمن، بل في لحظةٍ، واللحظة يُمكن أن تكونَ أقلَّ من ثانية، أقل مما تتوقَّع،
ما بينَ طَرفةِ عَينٍ وانتِباهَتِها يُغيِّر اللهُ مِن حَالٍ إلى حالِ
أسألُ الله عز وجل أن يجمع قلوبنا على ما يُرضيه، وأن يَحولَ بيننا وبين مَعاصيه، وأن يوفقنا من أجل أن يدعو بعضُنا لبعض في ظهر الغيب، ماذا عليك أيها الإنسان المسلم لو أنك في صلاتك اليوم، في صلاة السُّنة، سجدتَ فقلتَ: اللهمَّ وفِّق هؤلاء، رُوَّاد جَامع السَّيدة نفيسة، اللهمَّ أنزل عليهم رِضاك، اللهمَّ اجعلهم في مَأمنٍ من كل مكروه، اللهم أيِّدهم، اللهم ثَبِّتهم، فَضلاً عن أن تدعو لإخوانك في فلسطين، وفي كل أصقاعِ العالم، تقول: اللهمَّ رُدَّهم إلى دِينك رداً جميلاً، اللهمَّ رُدَّنا إلى دينك رَدَّاً جَميلا، ورُدَّنا إلى الأُخُوَّة التي أمرتَنا أن نكونَ عليها، وأن تكونَ دِثارَنا وشِعارَنا، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 31/5/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/spqjbGmtIR/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5270/
الدكتور #محمود_عكام
#فريضة_الوحدة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx