اللهمَّ هَذا ذُلِّي بَين يَدَيك
فأَنزِل على ذُلِّي عِزَّاً، وعَلى فَقْري غِنىً، وعَلى عَجْزِي قُدرةً، وعَلى ضَعْفي قُوَّةً، وكُلُّ ذلكَ عَليْكَ هَيِّنٌ وعَليَّ عَظيمٌ وَفير.
اللهمَّ لا تَدَعْنَا في غَمْرَة، ولا تَأخُذنا عَلى غِرَّة، وكُن لَنا هَادِياً ومُعِيناً وكَافِياً وحَفيظاً.
دَعَوْناكَ يا رَبِّ ويَقينُنا بالإجابةِ حَق، فَأَرِنا عَجَائبَ فَضلِكَ وعَطائك في الإجابةِ على أكبرِ وأكثرِ ممَّا تَوقَّعنا ونَتوقَّعُ ونَأمَلُ ونُؤَمِّل.
اللهمَّ وما أدعُو به لِنفسي أدعُوه لِكُلِّ مَنْ حَولي ولِكُلِّ عِبادك كَافَّةً عَامَّةً، وكذلك للأماكنِ والبلادِ والأصقاعِ والأوطان، ووَسِيلتي في الدُّعاءِ أولياؤُك المصطَفون وعلى رَأسِهم سَيِّدُهم وقائدُهم وعظيمُهم وحَامي حِماهم المصطفى المجتبى مُحمَّد صَلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسَلَّم.
يا ربَّ العَالمين، يا مُجيبَ السَّائلين، يا كَافِيَ الأُمَم، يا مُسبِلَ النِّعم، يا رَحمنُ يا رَحيم.
حلب
20/2/2024
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
فأَنزِل على ذُلِّي عِزَّاً، وعَلى فَقْري غِنىً، وعَلى عَجْزِي قُدرةً، وعَلى ضَعْفي قُوَّةً، وكُلُّ ذلكَ عَليْكَ هَيِّنٌ وعَليَّ عَظيمٌ وَفير.
اللهمَّ لا تَدَعْنَا في غَمْرَة، ولا تَأخُذنا عَلى غِرَّة، وكُن لَنا هَادِياً ومُعِيناً وكَافِياً وحَفيظاً.
دَعَوْناكَ يا رَبِّ ويَقينُنا بالإجابةِ حَق، فَأَرِنا عَجَائبَ فَضلِكَ وعَطائك في الإجابةِ على أكبرِ وأكثرِ ممَّا تَوقَّعنا ونَتوقَّعُ ونَأمَلُ ونُؤَمِّل.
اللهمَّ وما أدعُو به لِنفسي أدعُوه لِكُلِّ مَنْ حَولي ولِكُلِّ عِبادك كَافَّةً عَامَّةً، وكذلك للأماكنِ والبلادِ والأصقاعِ والأوطان، ووَسِيلتي في الدُّعاءِ أولياؤُك المصطَفون وعلى رَأسِهم سَيِّدُهم وقائدُهم وعظيمُهم وحَامي حِماهم المصطفى المجتبى مُحمَّد صَلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسَلَّم.
يا ربَّ العَالمين، يا مُجيبَ السَّائلين، يا كَافِيَ الأُمَم، يا مُسبِلَ النِّعم، يا رَحمنُ يا رَحيم.
حلب
20/2/2024
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.
الإخلاصُ شَرْطُ قَبول الأعمال
أمَّا بعد، فيا أيها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
ها هو ذا شعبان يُظَلِّلنا، وها نحن أولاءِ نعيش في رحابه، وهو شهرٌ كما قال النبيُّ الأعظم عليه الصَّلاة والسَّلام (تُرفَع فيه الأعمال إلى الله عَزَّ وجَلَّ) أعمالُك تُرفَعُ في هذا الشَّهر المبارك، وبعدَ الرَّفع نسألُ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أن يَضَعَ عليها خَتْمَ القَبول من ربنا الرَّحمن الرَّحيم، وأُذكِّر نفسي وإيَّاكم بأنَّ خَتمَ القَبول يَشتَرِطُ الإخلاص، أنتَ عَمِلت عَمَلاً صالحاً، سَيُرفَعُ هذا العملُ ولكن من أجل أن يكونَ مقبولاً فتِّش هل كُنتَ مُخلِصاً في هذا العمل، وهل كانت نِيَّتك لله عَزَّ وجَلَّ ? (وما أُمِرُوا إلا ليَعبُدوا اللهَ مُخلِصين لَه الدِّين)، والنبيُّ الأعظم يقول: (إنَّ اللهَ لا يقبلُ من العمل إلا ما كان خالصاً له وابتُغيَ به وَجهُه)، الإخلاصُ شَرْطٌ أساسٌ لقَبول الأعمال بمنطوق القرآن الكريم ومفهومه، وبمنطوقِ الأحاديث الشريفة وبمفهومها. تكلَّم كثيرون عن الإخلاص، وكان للإخلاصِ أكثرُ من تعريف، سأذكر بعضاً منها من أجلِ أن تُراجِعَ نفسَك، وأن تقولَ لنفسِك: هل أنا مُخلِصٌ في صلاتي، في عبادتي، في بيعي، في شرائي، في تدريسي، في جهادي، في مقاتلتي. سَألَ الحَواريُّون سيِّدَنا عيسى عليه السلام فقالوا: ما الخالِصُ من الأعمال ؟ فقال: الخالِصُ من الأعمال أن تعملَ لله وأن تُحِبَّ ألا يَحمَدَكَ على العَملِ أحد. ويقولُ الجُنيدُ الصُّوفي، بل سَيِّدُ الصُّوفية رضي الله عنه، يقول: "إنَّ لله عباداً عَقَلُوا، فَلَمَّا عَقَلُوا عَمِلُوا، فلما عملوا أخلَصُوا، فاستدعاهُمُ الإخلاص إلى أبواب الخير والبِرِّ عَامَّة"، عَقِلتَ فعَمِلتَ فأخلَصتَ فوقَفتَ على أبوابِ البِرِّ والخيرِ كُلِّها. ويقول بعضهم: "الإخلاصُ دَوامُ المراقبة، ونِسيانُ الحظوظ" لا تُدخِل حَظَّ نفسِكَ، دَوَامُ المراقبة، ونِسيانُ الحظوظ، فاللهمَّ اجعلنا في أعمالنا مخلصين، وكذلك في أقوالِنا حتى يتمَّ القَبولُ منكَ يا ربَّ العالمين.
إن أخلصتَ أيها الإنسان المسلم المؤمن، فالنتيجةُ فَرَجٌ كَبير، أوَمَا سمعتَ تلكَ القِصَّة من فَمِ النبيِّ الأعظم عليه الصَّلاة والسَّلام عن الثلاثةِ الذين دَخَلُوا الغَارَ فوقعَت صَخرةٌ فَسَدَّت بابَ الغَار، انفرجت الصَّخرة ولا أريد أن أسوقَ الحديثَ كُلَّه، انزاحتِ الصَّخرة بِدُعائهم، إذ قالَ كُلُّ واحدٍ منهم عَمَلاً عَمِلَهُ في حياته، وأعقبَ هذا الحديثَ عن عَمَلِه بقوله: "اللهمَّ إن كنتُ قد فعلتُ هذا ابتغاءَ وَجهِك فافرُجْ عنا ما نحن فيه" فانزاحتِ الصَّخرة. الثلاثة كُلُّ واحدٍ منهم حَدَّثنا عن عَمَلٍ عَمله، ثم قال: اللهمَّ إن كنتُ قد فعلتُ هذا ابتغاءَ وجهك فَافْرُجْ عَنَّا ما نحنُ فيه. اللهم بِسِرِّ مَن عَمِلَ مِنَّا عَمَلاً ابتَغَى فيه وجهَك الكريم فَرِّج عَنَّا ما نحنُ فيه، اللهمَّ بِسِرِّ أولئك الذين يُقاتِلون ولا يبتغون في قِتالهم إلا وَجهَك الكريم فَرِّج عَنَّا وعنهُم ما هُم فيه، وما نحنُ فيه.
الإخلاصَ الإخلاصَ يا إخوتي، نتيجةُ الإخلاصِ فَرَج، الخَلاصُ يحتاجُ إلى إخلاص، (المخلصون) هكذا قالَ النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام: (المخلِصونَ أولئكَ مصابيحُ الهُدى، تَنجَلي عنهُم كُلُّ فتنةٍ عمياء) الإخلاصُ طريقُ الفَرج، والإخلاصُ طريقُ الاستظلال بِظِلِّ ربِّنا يومَ القِيامة كما وَرَدَ عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: (ورَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالياً ففاضَت عيناه) كانَ مُخلِصاً بينَه وبينَ رَبِّه، اللهمَّ اجعَلنا من أولئكَ الذينَ يُخلِصُون في الخَلَوات وفي الجَلَوات، اللهمَّ اجعلنا من المخلِصين في أعمالنا وأقوالنا ظاهراً وباطناً حيثُ كُنَّا يا ربَّ العالمين، لأنك أنت الرقيب علينا، ونحن نتوجَّهُ إليكَ بالعبادة، ولا نتوجَّه إلى سِواك، ومَنْ لم يُخلِص، يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في الحديث القدسي: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أشركَ فيه مَعِي غَيري تركتُه وشِركَه)، وفي روايةٍ: (فأنا بريءٌ منه)، مَحِصُّوا نِيَّاتكم، واجعَلُوها خالصةً لوجهِ الله، (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصدقةٍ فأخفاها) إخلاصا للهِ عَزَّ وجَلَّ (حتى لا تعلمَ شِمالُه ما أنفقت يمينه) أيها المزكون، أيها المتصَدِّقون، أيها المتكلمون: أخلِصُوا لربكم باللهِ عليكم وعلينا، من أجلِ أن يأتيَ الفرجُ ومن أجلِ أن لا نكون من أولئكَ الذين تَطحَنُهم الفِتن وتقضي عليهم، ومن أجلِ أن نَستظلَّ بِظِلِّ اللهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه، (تركتُه وشِركَه) وفي رواية: (فأنا بريءٌ منه).
أمَّا بعد، فيا أيها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
ها هو ذا شعبان يُظَلِّلنا، وها نحن أولاءِ نعيش في رحابه، وهو شهرٌ كما قال النبيُّ الأعظم عليه الصَّلاة والسَّلام (تُرفَع فيه الأعمال إلى الله عَزَّ وجَلَّ) أعمالُك تُرفَعُ في هذا الشَّهر المبارك، وبعدَ الرَّفع نسألُ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أن يَضَعَ عليها خَتْمَ القَبول من ربنا الرَّحمن الرَّحيم، وأُذكِّر نفسي وإيَّاكم بأنَّ خَتمَ القَبول يَشتَرِطُ الإخلاص، أنتَ عَمِلت عَمَلاً صالحاً، سَيُرفَعُ هذا العملُ ولكن من أجل أن يكونَ مقبولاً فتِّش هل كُنتَ مُخلِصاً في هذا العمل، وهل كانت نِيَّتك لله عَزَّ وجَلَّ ? (وما أُمِرُوا إلا ليَعبُدوا اللهَ مُخلِصين لَه الدِّين)، والنبيُّ الأعظم يقول: (إنَّ اللهَ لا يقبلُ من العمل إلا ما كان خالصاً له وابتُغيَ به وَجهُه)، الإخلاصُ شَرْطٌ أساسٌ لقَبول الأعمال بمنطوق القرآن الكريم ومفهومه، وبمنطوقِ الأحاديث الشريفة وبمفهومها. تكلَّم كثيرون عن الإخلاص، وكان للإخلاصِ أكثرُ من تعريف، سأذكر بعضاً منها من أجلِ أن تُراجِعَ نفسَك، وأن تقولَ لنفسِك: هل أنا مُخلِصٌ في صلاتي، في عبادتي، في بيعي، في شرائي، في تدريسي، في جهادي، في مقاتلتي. سَألَ الحَواريُّون سيِّدَنا عيسى عليه السلام فقالوا: ما الخالِصُ من الأعمال ؟ فقال: الخالِصُ من الأعمال أن تعملَ لله وأن تُحِبَّ ألا يَحمَدَكَ على العَملِ أحد. ويقولُ الجُنيدُ الصُّوفي، بل سَيِّدُ الصُّوفية رضي الله عنه، يقول: "إنَّ لله عباداً عَقَلُوا، فَلَمَّا عَقَلُوا عَمِلُوا، فلما عملوا أخلَصُوا، فاستدعاهُمُ الإخلاص إلى أبواب الخير والبِرِّ عَامَّة"، عَقِلتَ فعَمِلتَ فأخلَصتَ فوقَفتَ على أبوابِ البِرِّ والخيرِ كُلِّها. ويقول بعضهم: "الإخلاصُ دَوامُ المراقبة، ونِسيانُ الحظوظ" لا تُدخِل حَظَّ نفسِكَ، دَوَامُ المراقبة، ونِسيانُ الحظوظ، فاللهمَّ اجعلنا في أعمالنا مخلصين، وكذلك في أقوالِنا حتى يتمَّ القَبولُ منكَ يا ربَّ العالمين.
إن أخلصتَ أيها الإنسان المسلم المؤمن، فالنتيجةُ فَرَجٌ كَبير، أوَمَا سمعتَ تلكَ القِصَّة من فَمِ النبيِّ الأعظم عليه الصَّلاة والسَّلام عن الثلاثةِ الذين دَخَلُوا الغَارَ فوقعَت صَخرةٌ فَسَدَّت بابَ الغَار، انفرجت الصَّخرة ولا أريد أن أسوقَ الحديثَ كُلَّه، انزاحتِ الصَّخرة بِدُعائهم، إذ قالَ كُلُّ واحدٍ منهم عَمَلاً عَمِلَهُ في حياته، وأعقبَ هذا الحديثَ عن عَمَلِه بقوله: "اللهمَّ إن كنتُ قد فعلتُ هذا ابتغاءَ وَجهِك فافرُجْ عنا ما نحن فيه" فانزاحتِ الصَّخرة. الثلاثة كُلُّ واحدٍ منهم حَدَّثنا عن عَمَلٍ عَمله، ثم قال: اللهمَّ إن كنتُ قد فعلتُ هذا ابتغاءَ وجهك فَافْرُجْ عَنَّا ما نحنُ فيه. اللهم بِسِرِّ مَن عَمِلَ مِنَّا عَمَلاً ابتَغَى فيه وجهَك الكريم فَرِّج عَنَّا ما نحنُ فيه، اللهمَّ بِسِرِّ أولئك الذين يُقاتِلون ولا يبتغون في قِتالهم إلا وَجهَك الكريم فَرِّج عَنَّا وعنهُم ما هُم فيه، وما نحنُ فيه.
الإخلاصَ الإخلاصَ يا إخوتي، نتيجةُ الإخلاصِ فَرَج، الخَلاصُ يحتاجُ إلى إخلاص، (المخلصون) هكذا قالَ النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام: (المخلِصونَ أولئكَ مصابيحُ الهُدى، تَنجَلي عنهُم كُلُّ فتنةٍ عمياء) الإخلاصُ طريقُ الفَرج، والإخلاصُ طريقُ الاستظلال بِظِلِّ ربِّنا يومَ القِيامة كما وَرَدَ عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: (ورَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالياً ففاضَت عيناه) كانَ مُخلِصاً بينَه وبينَ رَبِّه، اللهمَّ اجعَلنا من أولئكَ الذينَ يُخلِصُون في الخَلَوات وفي الجَلَوات، اللهمَّ اجعلنا من المخلِصين في أعمالنا وأقوالنا ظاهراً وباطناً حيثُ كُنَّا يا ربَّ العالمين، لأنك أنت الرقيب علينا، ونحن نتوجَّهُ إليكَ بالعبادة، ولا نتوجَّه إلى سِواك، ومَنْ لم يُخلِص، يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في الحديث القدسي: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أشركَ فيه مَعِي غَيري تركتُه وشِركَه)، وفي روايةٍ: (فأنا بريءٌ منه)، مَحِصُّوا نِيَّاتكم، واجعَلُوها خالصةً لوجهِ الله، (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصدقةٍ فأخفاها) إخلاصا للهِ عَزَّ وجَلَّ (حتى لا تعلمَ شِمالُه ما أنفقت يمينه) أيها المزكون، أيها المتصَدِّقون، أيها المتكلمون: أخلِصُوا لربكم باللهِ عليكم وعلينا، من أجلِ أن يأتيَ الفرجُ ومن أجلِ أن لا نكون من أولئكَ الذين تَطحَنُهم الفِتن وتقضي عليهم، ومن أجلِ أن نَستظلَّ بِظِلِّ اللهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه، (تركتُه وشِركَه) وفي رواية: (فأنا بريءٌ منه).
أيها الاخوة: نحنُ في شعبان، وليلةُ النِّصفِ من شعبان بعدَ يوم، ليلةٌ أريدُ لنفسِي من خِلالِ هذه الليلة أن أجعَلَها ليلةً لتمحيصِ النية في كُلِّ أعمالي، لأنَّ اللهَ يَطَّلعُ في هذه الليلة كما جاءَ عن النبيِّ الأعظم: (إنَّ اللهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبان على جميعِ خَلقِه، فيَغفِرُ للمستغفرين، ويَرحَمُ المسترحمين)، فاللهمَّ اغفِر لنا أعمالاً كُنَّا غير فيها مُخلِصين، اللهمَّ تَقَبَّل أعمالَنا، وَحَوِّلنا من الرِّياء الى الإخلاص، من الشِّرك إلى الإخلاص، من النِّفاق إلى الإيمان، يقول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: (إنَّ اللهَ ليَطَّلعُ على جميعِ خَلْقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شَعبان، فيغفرُ لجميعِ خَلقِه إلا لِمُشَاحِن) إذا كانَ بينك وبين آخر شَحناء، فلَن يُغفَرَ لكَ في هذه الليلة، إلا إذا قلتَ: سامحَهُ الله مَن كان. اللهمَّ إني أُشهِدُك بأنَّني سامحتُ مَنْ أساءَ إليَّ ومَن لم يُسِئ إليَ، سامحنا كُلَّ أولئك حتى لا نكونَ من أهلِ الشَّحناء وحتى يُغفَرَ لنا في ليلةِ النِّصفِ من شعبان، في روايةٍ: (فيغفِرُ لجميعِ خَلقِه إلا لمشركٍ أو منافق) ذاك الذي يُحَسِّنُ ظاهِرَه، ويَبقى باطِنُه سَيِّئاً فاسداً، اللهمَّ أبعِدنا عن الشَّحناء والنِّفاق والبَغضاء، ونقول ما كانَ يُردِّدُ الشَّافعي رضيَ الله عنه:
مَنْ نَالَ مِنِّي أو عَلِقْتُ بِذِمَّتِه سَامحتُه للهِ رَاجِيَ مِنَّته
كَيْ لا أُعوِّقَ مُؤمِناً يومَ الجَزا ولا أسِيءَ مُحمَّداُ في أمَّته
أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 23/2/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5242/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
#الإخلاصُ_شَرْطُ_قَبول_الأعمال
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qogXkfMBcP/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
مَنْ نَالَ مِنِّي أو عَلِقْتُ بِذِمَّتِه سَامحتُه للهِ رَاجِيَ مِنَّته
كَيْ لا أُعوِّقَ مُؤمِناً يومَ الجَزا ولا أسِيءَ مُحمَّداُ في أمَّته
أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 23/2/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5242/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
#الإخلاصُ_شَرْطُ_قَبول_الأعمال
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qogXkfMBcP/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
اللهمَّ أنت مَلاذي ومَوئلي ومُعتَمدي
في شهرِ شَعبان المكرَّم أرفعُ إليك يا إلهي دُعائي، فيا ربَّ شعبان ويا ربَّ الأرباب افتح لنا بفاتحة الكتاب على الأمان والاطمئنان خيرَ باب، وافتح لنا بسورة الفتحِ على النَّصرِ والعزَّةِ والرِّفعة أفضل كتاب، تَوَلَّ أمرَنا واشرَح صدرنا وأَعِنَّا وكُنْ معنَا، واحفظنا بالإسلامِ قائمين وقاعدين وراقدين وعَادلين ولا تُشمتْ بنا أعداءً ولا حاسدين، فإنَّك أجَلُّ وأكبرُ مما نخاف ونحذر، وزُجَّنا في عينِ عِنايتك، وأدخِلنا في رُكنك المكين، وحِرزكَ المتين، يا عزيزُ يا رحمنُ يا رحيم.
اللهمَّ هيِّئ لنا من شعبان مَدخَلاً رشيداً لرمضان، واجعلنا في رمضان من عتقائك من النار يا غفور يا ستَّار. اللهمَّ أنت ربي ونِعمَ الربُّ ربِّي، وأنت حسبي وعليك اتِّكالي وإليك مآلي. لا إله إلا أنت، عَزَّ شأنُك، وجَلَّ جلالك.
حلب
26/2/2024
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
في شهرِ شَعبان المكرَّم أرفعُ إليك يا إلهي دُعائي، فيا ربَّ شعبان ويا ربَّ الأرباب افتح لنا بفاتحة الكتاب على الأمان والاطمئنان خيرَ باب، وافتح لنا بسورة الفتحِ على النَّصرِ والعزَّةِ والرِّفعة أفضل كتاب، تَوَلَّ أمرَنا واشرَح صدرنا وأَعِنَّا وكُنْ معنَا، واحفظنا بالإسلامِ قائمين وقاعدين وراقدين وعَادلين ولا تُشمتْ بنا أعداءً ولا حاسدين، فإنَّك أجَلُّ وأكبرُ مما نخاف ونحذر، وزُجَّنا في عينِ عِنايتك، وأدخِلنا في رُكنك المكين، وحِرزكَ المتين، يا عزيزُ يا رحمنُ يا رحيم.
اللهمَّ هيِّئ لنا من شعبان مَدخَلاً رشيداً لرمضان، واجعلنا في رمضان من عتقائك من النار يا غفور يا ستَّار. اللهمَّ أنت ربي ونِعمَ الربُّ ربِّي، وأنت حسبي وعليك اتِّكالي وإليك مآلي. لا إله إلا أنت، عَزَّ شأنُك، وجَلَّ جلالك.
حلب
26/2/2024
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.
الفَقيه الرَّشيد الدُّكتور الشّيخ عبد المجيد معاذ في ذِمَّة الله
هو عَالمٌ عَامل بامتياز، وفقيهٌ نَبيل رَشيد، أَكَبَّ على العلم بوفاء، ودرَّسَ بأمانةٍ وصدق وصفاء، يشهدُ له كُلُّ مَن عَرفه بالتَّحقيق والتَّدقيق والتَّوثيق، وإن أنسَ فلَن أنسَى سَاعاتٍ قَضيتُها معه نَتذاكرُ ونَتدارسُ وكانَت قَريحته الفقهية والأُصولية تَجُود وتَجُود، وتقدِّم النَّافع الماتع، كَما لَن أنسى تلكَ الرَّسائل المتبادلة بيني وبينه يومَ كانَ مُدرِّساً نَاجحاً ومُربِّياً نَاصحاً في المدينة المنورة على سَاكنها أفضلُ الصَّلوات والسَّلامات والتَّبريكات، وكذلك حين شُرفت به جامعة الكويت، وإن أنتَ عرَّجتَ على التقوى والصَّلاح فاذكُر الشيخ عبد المجيد في أنصعِ صَفحاتهما. فاللهمّ ارحمه وارضَ عنه وتقبَّله في عِليِّين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
18 شعبان 1445 هجرية
28 شباط 2024 ميلادية
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5244/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
هو عَالمٌ عَامل بامتياز، وفقيهٌ نَبيل رَشيد، أَكَبَّ على العلم بوفاء، ودرَّسَ بأمانةٍ وصدق وصفاء، يشهدُ له كُلُّ مَن عَرفه بالتَّحقيق والتَّدقيق والتَّوثيق، وإن أنسَ فلَن أنسَى سَاعاتٍ قَضيتُها معه نَتذاكرُ ونَتدارسُ وكانَت قَريحته الفقهية والأُصولية تَجُود وتَجُود، وتقدِّم النَّافع الماتع، كَما لَن أنسى تلكَ الرَّسائل المتبادلة بيني وبينه يومَ كانَ مُدرِّساً نَاجحاً ومُربِّياً نَاصحاً في المدينة المنورة على سَاكنها أفضلُ الصَّلوات والسَّلامات والتَّبريكات، وكذلك حين شُرفت به جامعة الكويت، وإن أنتَ عرَّجتَ على التقوى والصَّلاح فاذكُر الشيخ عبد المجيد في أنصعِ صَفحاتهما. فاللهمّ ارحمه وارضَ عنه وتقبَّله في عِليِّين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
18 شعبان 1445 هجرية
28 شباط 2024 ميلادية
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5244/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
مُقوِّمات الشَّخصيَّة
أمَّا بعد، فيا أيها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
للإنسانِ تَجلِّيان، تَجَلٍّ مادِّي يُسمَّى حِينها "شَخصاً"، وتجلٍّ معنوي يُسمَّى حِينها "شخصية"، الفرقُ بين الشخص والشخصية أنَّ الشَّخصَ هو التَّجلِّي المادِّي للإنسان، "فالشخص" مُقوِّماته: رأسٌ، أعضاء، أحشاء، جِذع إلى آخره، أما التَّجلِّي المعنوي، البعدُ للإنسان هو "الشخصية"، وكما أن للشَّخصِ مُقوِّمات، أيضاً للشَّخصية مُقوِّمات، فهل مقومات شخصيتك متكاملة فيك ؟ ستسألني وما هي هذه المقوِّمات والمكوِّنات والعناصر ؟ أقول لك: مُقوِّمات الشخصية، التي هي التجلِّي المعنوي للإنسان، مقومات الشَّخصية من خلال مَرصَد دِيننا أمور خمسة:
المقوِّم والمكون الأول: الإيمان بالله. فهل أنت مؤمن بالله ? إذاً أنت تمتلك مقوماً من مقومات الشخصية في نظر دينك الحنيف، هل أنت مؤمن بالله حقاً ? والإيمان يُورِّثُ الأمن، (الذين آمنوا ولم يَلبِسُوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)، الإيمان بالله (إنَّا آمنَّا بربِّنا ليغفرَ لنا خَطايانا وما أكرهتَنا عليه من السِّحر واللهُ خيرٌ وأبقى).
المقوِّم الثاني: العلمُ النَّاجح. انظُر نفسَك من أجل أن تتكاملَ شخصيتك، هل يمكن أن تُسمِّي نفسَك عالماً، أم أنَّك في جهل ? هل تُدعَى عالماً أم تدعى جاهلاً ? ولا أعني بالعلم ذاكَ الذي يُسمَّى به كبار العلماء، ولكن هل أنت تعلمُ العلمَ النَّافع الذي يفيدك في دينك، ويفيدك في دنياك، ويفيدك في أحوالك كُلِّها ؟ والعلمُ النَّافع يورثُ الحِكمة، فهل أنتَ حَكيم نتيجة العِلم ؟ (ومَن يُؤتَ الحِكمةَ فقد أوتيَ خَيراً كثيراً).
المقوِّم الثالث: العملُ الصَّالح، (هو أنشأكُم من الأرض واستعمركم فيها) العملُ الصَّالح يُورِّثُ عَمَارة الأرض، فهل أنت مِمَّن يعمُر الأرض أم من الذين يُخرِّبونها ؟ (لَعَنَ اللهُ مَن غيَّرَ مَنَارَاتِ الأرض) كَمَا قال عليه الصَّلاة والسلام، العملُ الصَّالح يُورِّثُ حياةً طيبةً هانئةً وعَمارةً للأرض، (مَنْ عَمِلَ صَالحاً مِن ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيِيَنَّه حياةً طَيِّبة) انظُر عَمَلك، هل هُو صالحٌ يَصُبُّ في مَصَبِّ الحياة الطيبة لكَ ولغيرك ؟ ليسَ لكَ فقط وإنما لغيرك أيضا، للنَّاسِ كافَّة، (أحَبُّ الخَلقِ إلى الله أنفعُهم لعياله)، (المؤمنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ على دمائهم وأموالهم) على أعراضهم.
المقوِّم الرابع: الخُلُقُ الحَميد. هل أنتَ صاحبُ خُلُق ? هل يُقالُ عنك بأنَّكَ ذُو أخلاق ? هل تَتمتَّعُ بالخُلُقِ الحَسن ? هل أنتَ من أولئك الذين يَصِفُهم المجتمع بذوي الأخلاقِ الحسنة ? هل أنتَ من أولئك الذين يَقتدُون بصاحبِ الخُلُق العظيم، (وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيم) الخُلُق الحَميد يُورِّثُ قَبولاً في السَّماء وفي الأرض، في الدُّنيا وفي الآخرة، (فَبِمَا رحمةٍ من اللهِ لِنْتَ لهم ولو كُنتَ فَظَّاً غَليظَ القلب لانفضُّوا مِن حولك) يقولُ عليه الصَّلاة والسلام: (إنَّكُم لا تَسَعُون الناسَ بأموالكم) أيها الغني: مَالُك لك، ولن تَسَعَ النَّاسَ بمالك حتى ولو أنفقتَه كُلَّه ما لم تَتَمتَّع بالخُلُق الحسن، (إنَّكم لا تسعونَ النَاس بأموالكم، فليسَعُهم منكم حُسنُ خُلُق وبَسْطُ وجه) لَن ينفَعَك مالُك حتى ولو أنفقتَته كله، (لو أنفقتَ ما في الأرضِ جَميعاً ما ألَّفتَ بين قلوبهم ولكنَّ اللهَ ألَّفَ بينهم) مِن خِلالك يا محمد، لأنَّكَ على خُلُقِ عَظيم، و (المؤمنُ آلِفٌ مألوف، ولا خَيْرَ في مَن لا يَألَفُ ولا يُؤلف)، (ليسَ المؤمنُ بالطَعَّانِ ولا اللعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيء) هكذا قال سيدُ الأخلاقِ الحميدة عليه الصلاة والسلام، اسمعوا يا أمةَ صاحبِ الخُلُق العظيم، اسمعوا هذه الأحاديث وطَبِّقوها بالله عليكم، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَا مِن شيءٍ أثقلُ في مِيزانِ العبدِ يومَ القِيامة مِن خُلُقٍ حَسَن) حتى ليَكادُ يَفوقُ دَرجةَ الصِّيام والقِيام، الخلق الحسن يورِّثُ قَبولاً عندَ الله وعندَ النَّاس، عند عُقلاء الناس، أما سفهاء الناس فلا نَسألُ عنهم، (وإذا خَاطَبهم الجاهلونَ قالوا سَلاماً).
أمَّا بعد، فيا أيها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
للإنسانِ تَجلِّيان، تَجَلٍّ مادِّي يُسمَّى حِينها "شَخصاً"، وتجلٍّ معنوي يُسمَّى حِينها "شخصية"، الفرقُ بين الشخص والشخصية أنَّ الشَّخصَ هو التَّجلِّي المادِّي للإنسان، "فالشخص" مُقوِّماته: رأسٌ، أعضاء، أحشاء، جِذع إلى آخره، أما التَّجلِّي المعنوي، البعدُ للإنسان هو "الشخصية"، وكما أن للشَّخصِ مُقوِّمات، أيضاً للشَّخصية مُقوِّمات، فهل مقومات شخصيتك متكاملة فيك ؟ ستسألني وما هي هذه المقوِّمات والمكوِّنات والعناصر ؟ أقول لك: مُقوِّمات الشخصية، التي هي التجلِّي المعنوي للإنسان، مقومات الشَّخصية من خلال مَرصَد دِيننا أمور خمسة:
المقوِّم والمكون الأول: الإيمان بالله. فهل أنت مؤمن بالله ? إذاً أنت تمتلك مقوماً من مقومات الشخصية في نظر دينك الحنيف، هل أنت مؤمن بالله حقاً ? والإيمان يُورِّثُ الأمن، (الذين آمنوا ولم يَلبِسُوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)، الإيمان بالله (إنَّا آمنَّا بربِّنا ليغفرَ لنا خَطايانا وما أكرهتَنا عليه من السِّحر واللهُ خيرٌ وأبقى).
المقوِّم الثاني: العلمُ النَّاجح. انظُر نفسَك من أجل أن تتكاملَ شخصيتك، هل يمكن أن تُسمِّي نفسَك عالماً، أم أنَّك في جهل ? هل تُدعَى عالماً أم تدعى جاهلاً ? ولا أعني بالعلم ذاكَ الذي يُسمَّى به كبار العلماء، ولكن هل أنت تعلمُ العلمَ النَّافع الذي يفيدك في دينك، ويفيدك في دنياك، ويفيدك في أحوالك كُلِّها ؟ والعلمُ النَّافع يورثُ الحِكمة، فهل أنتَ حَكيم نتيجة العِلم ؟ (ومَن يُؤتَ الحِكمةَ فقد أوتيَ خَيراً كثيراً).
المقوِّم الثالث: العملُ الصَّالح، (هو أنشأكُم من الأرض واستعمركم فيها) العملُ الصَّالح يُورِّثُ عَمَارة الأرض، فهل أنت مِمَّن يعمُر الأرض أم من الذين يُخرِّبونها ؟ (لَعَنَ اللهُ مَن غيَّرَ مَنَارَاتِ الأرض) كَمَا قال عليه الصَّلاة والسلام، العملُ الصَّالح يُورِّثُ حياةً طيبةً هانئةً وعَمارةً للأرض، (مَنْ عَمِلَ صَالحاً مِن ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيِيَنَّه حياةً طَيِّبة) انظُر عَمَلك، هل هُو صالحٌ يَصُبُّ في مَصَبِّ الحياة الطيبة لكَ ولغيرك ؟ ليسَ لكَ فقط وإنما لغيرك أيضا، للنَّاسِ كافَّة، (أحَبُّ الخَلقِ إلى الله أنفعُهم لعياله)، (المؤمنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ على دمائهم وأموالهم) على أعراضهم.
المقوِّم الرابع: الخُلُقُ الحَميد. هل أنتَ صاحبُ خُلُق ? هل يُقالُ عنك بأنَّكَ ذُو أخلاق ? هل تَتمتَّعُ بالخُلُقِ الحَسن ? هل أنتَ من أولئك الذين يَصِفُهم المجتمع بذوي الأخلاقِ الحسنة ? هل أنتَ من أولئك الذين يَقتدُون بصاحبِ الخُلُق العظيم، (وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيم) الخُلُق الحَميد يُورِّثُ قَبولاً في السَّماء وفي الأرض، في الدُّنيا وفي الآخرة، (فَبِمَا رحمةٍ من اللهِ لِنْتَ لهم ولو كُنتَ فَظَّاً غَليظَ القلب لانفضُّوا مِن حولك) يقولُ عليه الصَّلاة والسلام: (إنَّكُم لا تَسَعُون الناسَ بأموالكم) أيها الغني: مَالُك لك، ولن تَسَعَ النَّاسَ بمالك حتى ولو أنفقتَه كُلَّه ما لم تَتَمتَّع بالخُلُق الحسن، (إنَّكم لا تسعونَ النَاس بأموالكم، فليسَعُهم منكم حُسنُ خُلُق وبَسْطُ وجه) لَن ينفَعَك مالُك حتى ولو أنفقتَته كله، (لو أنفقتَ ما في الأرضِ جَميعاً ما ألَّفتَ بين قلوبهم ولكنَّ اللهَ ألَّفَ بينهم) مِن خِلالك يا محمد، لأنَّكَ على خُلُقِ عَظيم، و (المؤمنُ آلِفٌ مألوف، ولا خَيْرَ في مَن لا يَألَفُ ولا يُؤلف)، (ليسَ المؤمنُ بالطَعَّانِ ولا اللعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيء) هكذا قال سيدُ الأخلاقِ الحميدة عليه الصلاة والسلام، اسمعوا يا أمةَ صاحبِ الخُلُق العظيم، اسمعوا هذه الأحاديث وطَبِّقوها بالله عليكم، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَا مِن شيءٍ أثقلُ في مِيزانِ العبدِ يومَ القِيامة مِن خُلُقٍ حَسَن) حتى ليَكادُ يَفوقُ دَرجةَ الصِّيام والقِيام، الخلق الحسن يورِّثُ قَبولاً عندَ الله وعندَ النَّاس، عند عُقلاء الناس، أما سفهاء الناس فلا نَسألُ عنهم، (وإذا خَاطَبهم الجاهلونَ قالوا سَلاماً).
المقوِّم الخامس: الذكر. ذكر الله، فهل أنتَ تذكرُ الله ? (اذكُروا اللهَ كثيراً)، هل تذكر الله، هل تتذكَّرُ الله ? الذكرُ يفضي إلى التَّذكر، إن كُنتَ في عَملك فاذكُر الله من أجل أن تتذكَّر شرعه، وماذا يأمُرك في هذا العمل، وما المطلوبُ منك شرعاً في هذا العمل وفي هذا القول، وفي تلك الفِعلة، وفي تلك الحركة، وفي تلك البسَمة، وفي تلك الكلمة، وفي هذا الحرف الذي سيخرجُ مِن فَمك، اذكرِ اللهَ من أجلِ أن تتذكره، (واذكُر ربَّك إذا نسيتَ وقُل عَسى أن يهدينِ ربِّي لأقربَ من هذا رشداً)، يقولُ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: (ألا أنبِّئكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مَلِيكِكم، وأرفَعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكُم من إنفاقِ الذَّهب والوَرِق "والفضة"، وخيرٌ لكُم مِن أن تَلقَوا عَدوَّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ ألا أنبِّئكم بخيرٍ من هذا كُلِّه ? قالوا: بلى يا رسول الله. قالَ: ذِكرُ الله) اللهُ أنعمَ عليك، فاذكُر المنعِم في حِلِّك وترحالِك، في قيامك وقُعودِك، (يذكُرونَ اللهَ قِياماً وقُعودَاً وعلى جُنوبهم) الذكر للتذكر، وذكر الله يُورثُ الاطمئنان، (الذين آمنوا وتَطمئنُّ قُلوبُهم بذكر الله ألا بذكرِ اللهِ تَطمئنُّ القلوب) لعلَّ قلبَك قَلِق، لعلَّ قَلبَك مُضطَرب، لعلَّ قلبَك في تَحوُّلٍ وتَغَيُّر وتَبدُّل ؟ إن أردتَ أن يطمئنَّ قلبُك، وإن أردتَ أن يرتاحَ ضميرُك، وإن أردتَ أن يستقرَّ داخِلُه فقُل: (الله)، اذكُرِ اللهَ عَزَّ وجَل، يا رسولَ الله: إنَّ شَرائعَ الإسلامِ كَثُرت عَليَّ فمُرني بشيءٍ أتشَبَّثُ به ? قال: (لا يزالُ لِسانُكَ رَطباً بذكر الله)، اذكُروا الله، ليكُن لكم أورادٌ تذكرون اللهَ، تُسبِّحون الله، تَحمَدُون الله، تَشكُرونَ الله، تُكَبِّرون الله، إذا أويتَ إلى فِراشِك ليلاً فاذكر الله، وإن استيقظتَ صباحاَ فاذكُر الله، وإن ذهبتَ إلى عَملك أو دِراستك أو أيِّ شيءٍ كان، فاذكُر الله، وإن دخلتَ بيتَك فاذكُر الله، وإن تقدمتَ للطَّعام فاذكر الله، وإن نُصِّبتَ مُديراً أو وزيراً أو حَاكماً أو أو... فاذكُرِ الله، وقُل: الحمدُ لله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبر، نريدُ للأجواءِ أن تكونَ أجواءً مُنعِشة، وأن تكونَ أجواءً مُفيدة من خلالِ تَعبِئة الهواءِ بذكرِ الله عَزَّ وجَل، اللهمَّ اجعَلنا من الذَّاكرين كَثيراً والذَّاكرات. أَحفِظتُم يا إخوتي مُقوِّمات الشَّخصية والتجلي المعنوي للإنسان ؟ إيمانٌ بالله، عِلمٌ نافع، عَمَلٌ صالح، خُلُقٌ حَميد، ذِكرٌ للهِ عَزَّ وجَل، اللهمَّ اجعَل شَخصيَّتنا وِفقَ المعايير التي أتى بها حَبيبُك مُحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، نِعْمَ مَن يُسأَلُ أنت، ونَعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 1/3/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5245/
الدكتور #محمود_عكام
#مُقوِّمات_الشَّخصيَّة
#خطبة_الجمعة
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qxxi_G7OYR/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 1/3/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5245/
الدكتور #محمود_عكام
#مُقوِّمات_الشَّخصيَّة
#خطبة_الجمعة
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qxxi_G7OYR/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
القَلبُ السَّليم
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
قال لي أحدُ الشَّباب: عَلى مَاذا أُركِّز في رَمضان ? قلتُ له: رَكِّز في رَمَضان وفي غَيرِ رَمَضان على قَلبك. فالقلبُ أساسٌ لا شكَّ في ذلك ولا رَيب، (ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغة، إذا صَلُحَت صَلُحَ الجسدُ كُلُّه، وإذا فَسَدت فَسَدَ الجسدُ كُلُّه، ألا وهي القَلب) كما تُعنَى بِصِحَّةِ قلبِك المادِّي وتَعتَبرُ القلبَ مَدَارَ وأساسَ الصِّحة العامة الجسدية المادية، فالقلبُ أيضاً من حيثُ الصِّحة الإيمانية والصِّحة الجسدية أساس، (يَومَ لا يَنفعُ مَالٌ ولا بَنون. إلا مَن أتى اللهَ بِقَلبٍ سليم) القلبَ القلبَ يا أخي، اعتنِ به واجعله سَليماً مُنيباً مُطمئناً. القلبُ - يا سائلي - مَحَلُّ نَظَرِ الله عَزَّ وجَلَّ (إنَّ الله لا ينظر إلى صُوركم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظُر إلى قُلوبِكم) وأعمالكم التي تصدرُ عن قلوبكم، الأعمال الخالصة المخلصة (لأنَّ اللهَ لا يَقبلُ من العملِ إلا ما كانَ خَالصاً وابتُغِيَ به وجهُه)، القلبُ مَحَطُّ تَنزُّلاتِ المواهب الرحمانية، (نَزَلَ به الرُّوحُ الأمين. على قلبِكَ لتكونَ مِن المنذِرين. بلسانٍ عَربيٍّ مُبين) القلبُ مَقَرُّ الإخلاص، وعَمَلٌ من غيرِ إخلاص لا قِيمةَ له، القلبُ مُستودَع الإخلاص، ولذلكَ قالَ النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: (التَّقوى هَهنا، التَّقوى هَهنا) والتَّقوى هي الإخلاص، (أولئكَ الذينَ امتحنَ اللهُ قُلوبَهم للتَّقوى)، (التقوى هَهنا، بحسبِ امرئٍ من الشَّرِّ أن يَحقِرَ أخاهُ المسلم، كُلُّ المسلمِ على المسلمِ حرام) القلبُ المدارُ عليه وهو المعيار في القَبول وفي الرَّفض، (يَومَ لا يَنفعُ مَالٌ ولا بَنون. إلا مَن أتى اللهَ بِقَلبٍ سليم) من الضَّغائن، من الأحقاد، من الشَّحناء، من النِّفاق، من الرِّياء، من التَّطلُّع للناس، من التَّعلُّق بالدُّنيا، سليم وقَد مُلئَ رَغبةً ورَهبة، (يَدعُونَنا رَغَباً ورَهَباً وكانُوا لنا خَاشعين) هذا القلبُ مَملوءٌ بمحبةِ الله عَزَّ وجَل (يُحِبُّهُم ويُحبُّونه)، هذا القلب مَملوءٌ بالتَّوجه إلى الله عَزَّ وجَل، "إلهي أنتَ مَقصُودي، ورِضاكَ مَطلوبي"، (مَن عَمِلَ عَمَلاً أشركَ فيه مَعِي غَيري تَركتُه وشِركَه)، (ويُؤخِّر أهلَ الحِقدِ كما هم) كما قلنا في أحاديثِ شَعبان. القلبُ مِحور أساس، بل هو المحور الوحيد، (فإنَّها لا تَعمَى الأبصار ولكن تَعْمَى القلوبُ التي في الصُّدور)، انظُر قلبَك في بدايةِ رَمضان، وانظُر قلبَك في مُنتَصفِ رَمضان، وانظُر قلبَك في نهايةِ رمضان، هل تَحَسَّن قَلبُك من حيثُ الصَّفاء والنَّقاء والوَفاء والإخلاص والعَطاء ? هل تَحَسَّن قلبُك من حيثُ التَّوجُّهُ للهِ عَزَّ وجَل ? هل كانَ قلبُك ينبِضُ بـ: "لا إلهَ إلا الله حَقَّاً وصِدقاً، أم إنَّ قلبَك مُهمَلٌ مِن قِبلك، ولا تُعنَى إلا بالطُّقوسِ والشَّكليات ؟ تَصُومُ صِياماً تمتنعُ عن المفطِّرات الحِسِّية، ولا تَصومُ صَوماً تمتنعُ عن المفطِّراتِ المعنوية مِن كذبٍ وحَسَدٍ وحِقدٍ وغِيبةٍ ونَميمة ؟ انظر قلبك في أول رمضان، وفي مُنتصَف رمضان، وفي ليلةِ القدرِ من رمضان، وفي آخر رَمضان، فهل أنتَ صُمتَ رَمضان من خِلالِ قَلبك، أم صُمتَ رَمضان من خِلالِ جَسدك، (مَن صامَ رَمضان إيماناً واحتساباً) للهِ عَزَّ وجَلَّ، ليسَ من أجلِ الصِّحة، وليس من أجل العافية، وليسَ من أجل أن يُقالَ بأنَّني صائم، وليس من أجل أن أُحَسِّنَ وَضعي الصِّحي، وليسَ وليس... ولكنني أصوم لأنَّ الله الذي أُحبُّه وأعبُده وتعلَّقَ به قلبي قال لي صُم، فأنا أصومُ عُبوديةً لله، وأصومُ مَحبَّةً لله، وأصومُ طاعةً لله، (مَن صامَ رَمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذِنبه)، انظُر قَلبَك في كُلِّ ليلةٍ عند الإفطار وعندَ السُّحور، وعندما تأوي إلى الفِراش هَل قَلبُك مُعلَّقٌ بِربِّك ? هل قلبُك يقول: (الله) كما قال الإمام عبد القادر الجيلاني رَحمه الله ورضي الله عنه: "الإخلاص أن تقولَ (الله) وليسَ في قَلبِكَ سِواه". رَكِّز على قلبِك، وانظُر قلبَك، واشتغِل بقلبك، وعليكَ أن تتعلَّق وأن تنظُر إلى قلبك، "عَليكَ قَلبَك" أي الزَم قَلبَك من أجلِ أن يتحسَّنَ، لأنَّ القلبَ عليه المدار والاعتبار، لأنَّ القلب هو المقصودُ في النِّهاية من حيثُ الأمر والنَّهي الذي جاءَ من عندِ الله عَزَّ وجَل. قولوا جميعاً بقلوبٍ صادقة، وبقلوبٍ لا تعرفُ الرِّياء ولا تعرفُ الغَيرية، توجَّهوا إلى اللهِ عَزَّ وجَل وقولوا: اللهمَّ إنا نعوذُ بِكَ مِن قُلوبٍ لا تَخشع، ومن عَينٍ لا تَدمع، ومن عِبادةٍ ليسَ فيها إخلاص، توجَّهوا إلى الله عَزَّ وجَلَّ بالقلوب التي تَنشُدونها، بالقلوب التي تَبغُونها، ونحن نبغي قُلوباً مُطمئنَّة سَليمة رَاضية مُنيبة، ولا نَبغي، وحاشا لله، ولا نبغي قُلوباً سَوداء مُظلمة مَحشوَّة حِقداً وضغينة وعَداوة وبَغضاء.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
قال لي أحدُ الشَّباب: عَلى مَاذا أُركِّز في رَمضان ? قلتُ له: رَكِّز في رَمَضان وفي غَيرِ رَمَضان على قَلبك. فالقلبُ أساسٌ لا شكَّ في ذلك ولا رَيب، (ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغة، إذا صَلُحَت صَلُحَ الجسدُ كُلُّه، وإذا فَسَدت فَسَدَ الجسدُ كُلُّه، ألا وهي القَلب) كما تُعنَى بِصِحَّةِ قلبِك المادِّي وتَعتَبرُ القلبَ مَدَارَ وأساسَ الصِّحة العامة الجسدية المادية، فالقلبُ أيضاً من حيثُ الصِّحة الإيمانية والصِّحة الجسدية أساس، (يَومَ لا يَنفعُ مَالٌ ولا بَنون. إلا مَن أتى اللهَ بِقَلبٍ سليم) القلبَ القلبَ يا أخي، اعتنِ به واجعله سَليماً مُنيباً مُطمئناً. القلبُ - يا سائلي - مَحَلُّ نَظَرِ الله عَزَّ وجَلَّ (إنَّ الله لا ينظر إلى صُوركم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظُر إلى قُلوبِكم) وأعمالكم التي تصدرُ عن قلوبكم، الأعمال الخالصة المخلصة (لأنَّ اللهَ لا يَقبلُ من العملِ إلا ما كانَ خَالصاً وابتُغِيَ به وجهُه)، القلبُ مَحَطُّ تَنزُّلاتِ المواهب الرحمانية، (نَزَلَ به الرُّوحُ الأمين. على قلبِكَ لتكونَ مِن المنذِرين. بلسانٍ عَربيٍّ مُبين) القلبُ مَقَرُّ الإخلاص، وعَمَلٌ من غيرِ إخلاص لا قِيمةَ له، القلبُ مُستودَع الإخلاص، ولذلكَ قالَ النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: (التَّقوى هَهنا، التَّقوى هَهنا) والتَّقوى هي الإخلاص، (أولئكَ الذينَ امتحنَ اللهُ قُلوبَهم للتَّقوى)، (التقوى هَهنا، بحسبِ امرئٍ من الشَّرِّ أن يَحقِرَ أخاهُ المسلم، كُلُّ المسلمِ على المسلمِ حرام) القلبُ المدارُ عليه وهو المعيار في القَبول وفي الرَّفض، (يَومَ لا يَنفعُ مَالٌ ولا بَنون. إلا مَن أتى اللهَ بِقَلبٍ سليم) من الضَّغائن، من الأحقاد، من الشَّحناء، من النِّفاق، من الرِّياء، من التَّطلُّع للناس، من التَّعلُّق بالدُّنيا، سليم وقَد مُلئَ رَغبةً ورَهبة، (يَدعُونَنا رَغَباً ورَهَباً وكانُوا لنا خَاشعين) هذا القلبُ مَملوءٌ بمحبةِ الله عَزَّ وجَل (يُحِبُّهُم ويُحبُّونه)، هذا القلب مَملوءٌ بالتَّوجه إلى الله عَزَّ وجَل، "إلهي أنتَ مَقصُودي، ورِضاكَ مَطلوبي"، (مَن عَمِلَ عَمَلاً أشركَ فيه مَعِي غَيري تَركتُه وشِركَه)، (ويُؤخِّر أهلَ الحِقدِ كما هم) كما قلنا في أحاديثِ شَعبان. القلبُ مِحور أساس، بل هو المحور الوحيد، (فإنَّها لا تَعمَى الأبصار ولكن تَعْمَى القلوبُ التي في الصُّدور)، انظُر قلبَك في بدايةِ رَمضان، وانظُر قلبَك في مُنتَصفِ رَمضان، وانظُر قلبَك في نهايةِ رمضان، هل تَحَسَّن قَلبُك من حيثُ الصَّفاء والنَّقاء والوَفاء والإخلاص والعَطاء ? هل تَحَسَّن قلبُك من حيثُ التَّوجُّهُ للهِ عَزَّ وجَل ? هل كانَ قلبُك ينبِضُ بـ: "لا إلهَ إلا الله حَقَّاً وصِدقاً، أم إنَّ قلبَك مُهمَلٌ مِن قِبلك، ولا تُعنَى إلا بالطُّقوسِ والشَّكليات ؟ تَصُومُ صِياماً تمتنعُ عن المفطِّرات الحِسِّية، ولا تَصومُ صَوماً تمتنعُ عن المفطِّراتِ المعنوية مِن كذبٍ وحَسَدٍ وحِقدٍ وغِيبةٍ ونَميمة ؟ انظر قلبك في أول رمضان، وفي مُنتصَف رمضان، وفي ليلةِ القدرِ من رمضان، وفي آخر رَمضان، فهل أنتَ صُمتَ رَمضان من خِلالِ قَلبك، أم صُمتَ رَمضان من خِلالِ جَسدك، (مَن صامَ رَمضان إيماناً واحتساباً) للهِ عَزَّ وجَلَّ، ليسَ من أجلِ الصِّحة، وليس من أجل العافية، وليسَ من أجل أن يُقالَ بأنَّني صائم، وليس من أجل أن أُحَسِّنَ وَضعي الصِّحي، وليسَ وليس... ولكنني أصوم لأنَّ الله الذي أُحبُّه وأعبُده وتعلَّقَ به قلبي قال لي صُم، فأنا أصومُ عُبوديةً لله، وأصومُ مَحبَّةً لله، وأصومُ طاعةً لله، (مَن صامَ رَمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذِنبه)، انظُر قَلبَك في كُلِّ ليلةٍ عند الإفطار وعندَ السُّحور، وعندما تأوي إلى الفِراش هَل قَلبُك مُعلَّقٌ بِربِّك ? هل قلبُك يقول: (الله) كما قال الإمام عبد القادر الجيلاني رَحمه الله ورضي الله عنه: "الإخلاص أن تقولَ (الله) وليسَ في قَلبِكَ سِواه". رَكِّز على قلبِك، وانظُر قلبَك، واشتغِل بقلبك، وعليكَ أن تتعلَّق وأن تنظُر إلى قلبك، "عَليكَ قَلبَك" أي الزَم قَلبَك من أجلِ أن يتحسَّنَ، لأنَّ القلبَ عليه المدار والاعتبار، لأنَّ القلب هو المقصودُ في النِّهاية من حيثُ الأمر والنَّهي الذي جاءَ من عندِ الله عَزَّ وجَل. قولوا جميعاً بقلوبٍ صادقة، وبقلوبٍ لا تعرفُ الرِّياء ولا تعرفُ الغَيرية، توجَّهوا إلى اللهِ عَزَّ وجَل وقولوا: اللهمَّ إنا نعوذُ بِكَ مِن قُلوبٍ لا تَخشع، ومن عَينٍ لا تَدمع، ومن عِبادةٍ ليسَ فيها إخلاص، توجَّهوا إلى الله عَزَّ وجَلَّ بالقلوب التي تَنشُدونها، بالقلوب التي تَبغُونها، ونحن نبغي قُلوباً مُطمئنَّة سَليمة رَاضية مُنيبة، ولا نَبغي، وحاشا لله، ولا نبغي قُلوباً سَوداء مُظلمة مَحشوَّة حِقداً وضغينة وعَداوة وبَغضاء.
توجَّهُوا إلى الله بتلكَ القُلوب، وقولوا: اللهمَّ انصُر إخوتنا في فلسطين، يا نَاصِرَ المؤمنين انصُر إخوتَنا في فِلسطين. ومما يُساعدُ على جعلِ القلبِ سَليماً فريضةُ الصِّيام، لذلك قال الله عَزَّ وجَل في الحديث القدسي: (كُل عَملِ ابنِ آدمَ لَهُ إلا الصَّوم فإنَّه لي) لأنَّ الصومَ ليسَ له تَجَلٍّ ظاهر، أنت تُصلِّي، الصلاةُ لها تجلياتٌ ظَاهرة، تصلِّي الناسُ يرونك تصلي، أنت تحجُّ الناسُ يَرونك وأنت تحج، أنت تُزكِّي الناسُ يَرونك وأنت تُزكِّي وأنت تعطي، حتى ولو كان الذي يراك واحداً، أما الصَّوم فمَن الذي يَراك صائماً ? تمتنعُ سواءً أكان ذلك في رمضان أو في غير رمضان، تمتنعُ عن الطَّعام والشَّراب أمامي، لذلكَ قالَ اللهُ في الحديثِ القدسي: (إلا الصَّوم، فإنَّه لي وأنا أجزي به) الصِّيامُ يُعلِّمك الإخلاص، ويُعلمك أن يكون قَلبُك سَليماً بإذن الله عز وجل، ولهذا كانَ القلبُ المتَّقي غاية الصيام، (كُتِبَ عليكم الصِّيام كما كُتبَ على الذين من قبلكم لعلَّكم تتقون) والتَّقوى هي الإخلاص، والإخلاص مَقَرُّه ومُستودَعُه ومَحَلُّه القلب، اللهمَّ اجعَلنا في أعمالنا من المخلِصين، واجعل قُلوبنا سَليمة، وانصر المجاهدين في فلسطين وفي غيرِ فلسطين على أعداء الإنسانية يا ربَّ العَالمين، نِعْمَ مَن يُسأَلُ أنت، ونَعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 8/3/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5246/
الدكتور #محمود_عكام
#القَلبُ_السَّليم
#خطبة_الجمعة
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qGJxZqLmcz/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 8/3/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5246/
الدكتور #محمود_عكام
#القَلبُ_السَّليم
#خطبة_الجمعة
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qGJxZqLmcz/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
رَمَضان الأكرم مَرحباً بك
رَمَضَانُ أَيُّها الشَّهر الفَضيل حَيَّاك الله.
رَمَضَانُ أَيُّها الشَّهر الفَضيل دُمتَ سَاحةَ أمان ومَحَطَّة اطمئنان.
رَمَضَانُ أَيُّها الشَّهر الذي فَرَضَ عَلينا المولى جَلَّ وعَلا صِيامه وسَنَّ لنا المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم قِيامه، للهِ أنتَ ما أروعَ صِيامك وقِيامك، وما أعظمَ الإفطار والسَّحور وما ألذَّ المناجاة والدُّعاء بينهما وكَذلك طَلبُ الغُفران والإحسان مِن الغَفور الشَّكور الحَميد الصَّبور.
رَمَضَانُ يا شَهراً حَوَى الرَّحمةَ والمغفرةَ والعِتقَ من النَّار، ووَعَدَ مَن صَامَه وقَامَه بالجنة من بابِ الريَّان، وحَوَى ليلةً هي خيرٌ من ألفِ شَهر كما ذكر القرآن.
رَمَضَانُ نتوسَّلُ ونَتوجَّهُ إلى اللهِ جَلَّ وعَلا وأنتَ على الأبواب أن يُبلِّغنا ويتوبَ عَلينا ويَرحمنا ويَتولانا ويَشفينا ويعافينا ويحفظَ بلادنا من كُلِّ مَكروه وينصرَ إخوتنا في فلسطين ويُصلِحَ أحوالَ الدُّنيا كُلها لتكونَ مُصطبغةً بِعُبودية الواحد الأحَد الصَّمد ويَرُدَّنا إلى دِينه الحنيف رَدَّاً جَميلاً.
حلب
29 شعبان 1445
10 آذار 2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5247/
رَمَضَانُ أَيُّها الشَّهر الفَضيل حَيَّاك الله.
رَمَضَانُ أَيُّها الشَّهر الفَضيل دُمتَ سَاحةَ أمان ومَحَطَّة اطمئنان.
رَمَضَانُ أَيُّها الشَّهر الذي فَرَضَ عَلينا المولى جَلَّ وعَلا صِيامه وسَنَّ لنا المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم قِيامه، للهِ أنتَ ما أروعَ صِيامك وقِيامك، وما أعظمَ الإفطار والسَّحور وما ألذَّ المناجاة والدُّعاء بينهما وكَذلك طَلبُ الغُفران والإحسان مِن الغَفور الشَّكور الحَميد الصَّبور.
رَمَضَانُ يا شَهراً حَوَى الرَّحمةَ والمغفرةَ والعِتقَ من النَّار، ووَعَدَ مَن صَامَه وقَامَه بالجنة من بابِ الريَّان، وحَوَى ليلةً هي خيرٌ من ألفِ شَهر كما ذكر القرآن.
رَمَضَانُ نتوسَّلُ ونَتوجَّهُ إلى اللهِ جَلَّ وعَلا وأنتَ على الأبواب أن يُبلِّغنا ويتوبَ عَلينا ويَرحمنا ويَتولانا ويَشفينا ويعافينا ويحفظَ بلادنا من كُلِّ مَكروه وينصرَ إخوتنا في فلسطين ويُصلِحَ أحوالَ الدُّنيا كُلها لتكونَ مُصطبغةً بِعُبودية الواحد الأحَد الصَّمد ويَرُدَّنا إلى دِينه الحنيف رَدَّاً جَميلاً.
حلب
29 شعبان 1445
10 آذار 2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5247/
رمضان ثلاثي الأبعاد/ صحيفة الجماهير
نشرت صحيفة "الجماهير" على صفحتها على "الفيس بوك" بتاريخ 11/3/2024 مقالاً للدكتور الشيخ محمود عكام بعنوان: (رمضان ثلاثي الأبعاد)، وفيما يلي نص المقال:
رمضان ثلاثي الأبعاد
البعد الأول:
صِيامٌ يَعني امتناعاً عن الطَّعام والشَّراب، غايتُه التَّقوى التي تدلُّ على الامتناع عن كل ما يُؤذي إنسانيةَ الإنسان، والفرقُ بين الامتناعين أنَّ الأول ظرفُه نَهارات رمضان من الفجر وإلى المغرب، بينما ظرفُ الامتناع الثَّاني عُمُر وحياة الإنسان على الدوام. فهيا أيها الصَّائمون من أجل التَّحقُّق بالامتناع الثاني وحينها: تَمَّ أداء الفريضة على أكمل وجه، ولينتظر القائم بها توفيقاً في الدُّنيا وفوزاً عظيماً في الآخرة.
البعد الثاني:
قِيامٌ يَعني شُكراً، ولطالما كانت الدلالة كذلك، فمن قامَ لفلان فقدْ عَبَّر عن شُكره له، فها هو ذا بينَ الصَّبر في النَّهار والشُّكر في الليل، وطوبى للصَّابر الشاكر بل نِعمَّا ذَيَّاك العبد المتقلِّبُ في الصَّبر والشُّكر مع المعبود القَيُّوم، والقِيامُ - أيضاً - يَعني المتابعة والمثابرة مع إرادة تحسين العمل المثابَر عليه، ففلانٌ قائمٌ على عَمله يَعني إحسانه فيه: (فإذا فَرَغتَ فانصَبْ وإلى رَبِّك فارغَب).
البعد الثالث:
قُرآنٌ وجِهاد، وأهمُّ جِهاد جهادٌ بالقرآن: (وجَاهِدهم به جِهاداً كبيراً)، وإذا لم يكن الجهاد بالقرآن، ومِن القرآن، ومن أجل القرآن فليسَ بجِهاد بل هُو فتنة، والجهادُ بالقرآن يعني الدعوة إلى مُحكماته والتحقق بها بالحكمة والموعظة الحسنة، والجهاد من القرآن: أي حسب مواصفات القرآن، فالمجاهد رحيم كريم عفيف يجدُّ للقضاء على الفساد دون المفسدين، وعلى الضَّلال دون الضَّالين وهكذا دواليك، وأما الجهادُ من أجل القرآن، أي من أجل أن يَسُودَ العدل والشِّفاء والرَّحمة والحب: (وَنُنزِّلُ من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة) فهو رحمة للناس عامة، فاليوم يوم المرحمة كما أعلنَ سَيِّدُ النَّاس صلى الله عليه وآله وسلم في مثل هذه الأيام منذ خمسةَ عشرَ قَرناً.
الدكتور محمود عكام – مفتي حلب
الدكتور #محمود_عكام
#رمضان_ثلاثي_الأبعاد
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
https://www.facebook.com/jamaheeraleppo
http://www.akkam.org/topics/5248/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
نشرت صحيفة "الجماهير" على صفحتها على "الفيس بوك" بتاريخ 11/3/2024 مقالاً للدكتور الشيخ محمود عكام بعنوان: (رمضان ثلاثي الأبعاد)، وفيما يلي نص المقال:
رمضان ثلاثي الأبعاد
البعد الأول:
صِيامٌ يَعني امتناعاً عن الطَّعام والشَّراب، غايتُه التَّقوى التي تدلُّ على الامتناع عن كل ما يُؤذي إنسانيةَ الإنسان، والفرقُ بين الامتناعين أنَّ الأول ظرفُه نَهارات رمضان من الفجر وإلى المغرب، بينما ظرفُ الامتناع الثَّاني عُمُر وحياة الإنسان على الدوام. فهيا أيها الصَّائمون من أجل التَّحقُّق بالامتناع الثاني وحينها: تَمَّ أداء الفريضة على أكمل وجه، ولينتظر القائم بها توفيقاً في الدُّنيا وفوزاً عظيماً في الآخرة.
البعد الثاني:
قِيامٌ يَعني شُكراً، ولطالما كانت الدلالة كذلك، فمن قامَ لفلان فقدْ عَبَّر عن شُكره له، فها هو ذا بينَ الصَّبر في النَّهار والشُّكر في الليل، وطوبى للصَّابر الشاكر بل نِعمَّا ذَيَّاك العبد المتقلِّبُ في الصَّبر والشُّكر مع المعبود القَيُّوم، والقِيامُ - أيضاً - يَعني المتابعة والمثابرة مع إرادة تحسين العمل المثابَر عليه، ففلانٌ قائمٌ على عَمله يَعني إحسانه فيه: (فإذا فَرَغتَ فانصَبْ وإلى رَبِّك فارغَب).
البعد الثالث:
قُرآنٌ وجِهاد، وأهمُّ جِهاد جهادٌ بالقرآن: (وجَاهِدهم به جِهاداً كبيراً)، وإذا لم يكن الجهاد بالقرآن، ومِن القرآن، ومن أجل القرآن فليسَ بجِهاد بل هُو فتنة، والجهادُ بالقرآن يعني الدعوة إلى مُحكماته والتحقق بها بالحكمة والموعظة الحسنة، والجهاد من القرآن: أي حسب مواصفات القرآن، فالمجاهد رحيم كريم عفيف يجدُّ للقضاء على الفساد دون المفسدين، وعلى الضَّلال دون الضَّالين وهكذا دواليك، وأما الجهادُ من أجل القرآن، أي من أجل أن يَسُودَ العدل والشِّفاء والرَّحمة والحب: (وَنُنزِّلُ من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة) فهو رحمة للناس عامة، فاليوم يوم المرحمة كما أعلنَ سَيِّدُ النَّاس صلى الله عليه وآله وسلم في مثل هذه الأيام منذ خمسةَ عشرَ قَرناً.
الدكتور محمود عكام – مفتي حلب
الدكتور #محمود_عكام
#رمضان_ثلاثي_الأبعاد
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
https://www.facebook.com/jamaheeraleppo
http://www.akkam.org/topics/5248/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.
التَّديُّن الوَاعي
وبلا شَكّ ثمة تَدَيُّن لا واعي، والفرقُ بينَهما أنَّ الواعي يُطبِّقُ الدِّين كُلَّه لا يُفرِّقُ بينَ جُزءٍ وجُزء من هذا الدِّين بحُسن التَّطبيق، يُعنَى بالصَّلاةِ كما يُعنَى بالصَّوم، ويُعنَى بالقَولِ الحَسَن والخُلُق الحَميد عِنايته بالصَّلاة والصِّيام، يبذلُ المالَ بأَريحيته كما يبذلُ الجهد العَضَلي ولا يضنُّ بالصَّدقات، بل عَلى العَكس رُبَّما شَعَرَ بلذَّة وهو يَتصَدَّق أقوى من تلكَ التي يشعرُ بها وهو يَصُوم. فالعِبادات المتعدِّية، أي التي تَطولُ الآخر من حيثُ أثرُها كالزَّكاة والصَّدقات والأخلاق والصِّفات الجَميلة ذات الصِّلة بالآخرين هي عنده آكدُ من تلك التي تُدعَى بالعِبادات اللازمة والتي لا ترتبطُ بالآخر.
وبكلمةٍ مُختَصرة موجزة نُريدُ تَوازناً في تطبيقِ دِيننا حِيالَ كُلِّ مُفردَاته وأركانه وصِيغه، وكَما نَسعَى لأن يكونَ المسجدُ مُكتَظَّاً فإننا نسعَى من أجلِ التَّزاحم على أبوابِ الفُقراء من قِبل الأغنياء، وعلى أبوابِ المستشفيات من أجلِ عِيادة المرضى ومساعدتهم مادةً ومَعنى، وعلى أبواب المدارس والجامعات والمصانع والمعامل و... لغايةِ بناءِ حياةٍ مُتكاملة وفقَ مَعايير القرآن، وسوفَ نُسمِّي هذه الحياة "حياة القرآن".
حلب في
12/3/2024
الدكتور محمود عكام
الدكتور #محمود_عكام
#التَّديُّن_الوَاعي
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5249/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
وبلا شَكّ ثمة تَدَيُّن لا واعي، والفرقُ بينَهما أنَّ الواعي يُطبِّقُ الدِّين كُلَّه لا يُفرِّقُ بينَ جُزءٍ وجُزء من هذا الدِّين بحُسن التَّطبيق، يُعنَى بالصَّلاةِ كما يُعنَى بالصَّوم، ويُعنَى بالقَولِ الحَسَن والخُلُق الحَميد عِنايته بالصَّلاة والصِّيام، يبذلُ المالَ بأَريحيته كما يبذلُ الجهد العَضَلي ولا يضنُّ بالصَّدقات، بل عَلى العَكس رُبَّما شَعَرَ بلذَّة وهو يَتصَدَّق أقوى من تلكَ التي يشعرُ بها وهو يَصُوم. فالعِبادات المتعدِّية، أي التي تَطولُ الآخر من حيثُ أثرُها كالزَّكاة والصَّدقات والأخلاق والصِّفات الجَميلة ذات الصِّلة بالآخرين هي عنده آكدُ من تلك التي تُدعَى بالعِبادات اللازمة والتي لا ترتبطُ بالآخر.
وبكلمةٍ مُختَصرة موجزة نُريدُ تَوازناً في تطبيقِ دِيننا حِيالَ كُلِّ مُفردَاته وأركانه وصِيغه، وكَما نَسعَى لأن يكونَ المسجدُ مُكتَظَّاً فإننا نسعَى من أجلِ التَّزاحم على أبوابِ الفُقراء من قِبل الأغنياء، وعلى أبوابِ المستشفيات من أجلِ عِيادة المرضى ومساعدتهم مادةً ومَعنى، وعلى أبواب المدارس والجامعات والمصانع والمعامل و... لغايةِ بناءِ حياةٍ مُتكاملة وفقَ مَعايير القرآن، وسوفَ نُسمِّي هذه الحياة "حياة القرآن".
حلب في
12/3/2024
الدكتور محمود عكام
الدكتور #محمود_عكام
#التَّديُّن_الوَاعي
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5249/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
المفطرات في رمضان وأصحاب الاعذار/ صحيفة الجماهير
• الدكتور الشيخ محمود عكام – مفتي حلب
الصوم طاعة لله ينال بها العبد رضى مولاه، والصوم يعلم الصبر، وهو وسيلة ناجعة لتقوية الإرادة والعزيمة، والصوم تدريب عملي على مراقبة الله سبحانه في السر والعلن، والصوم يبعث على الرحمة والتعاون والبر، والصوم نظام وانضباط.
والمفطّرات ثلاثة: الأكل والشرب والجماع. وثمة أعذار مبيحه للإفطار وهي: السفر والمرض والإرضاع وكل مشقة تفضي إلى الشدة (وما جعل عليكم في الدين من حَرَج ) الحج 78 . وهناك أعذار موجبة للفطر: الحيض والنفاس.
وأصحاب الأعذار جميعاً يفطرون ثم يقضون الأيام التي أفطروها، وأما أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن العاجزون عن الصيام فيفطرون ويدفعون فدية عن كل يوم أفطروه، ومقدار الفدية ( 2 ) كغ من الطحين أو قيمة ذلك عند الدفع .
و – وفيما يلي بعض الفروع التي يكثر السؤال عنها.
• قطرة العين: لا تفطر، وكذا الاكتحال ولو وجد طعم ذلك في حلقه، والغبار وما شابهه بغير تعمد الابتلاع لا يفطر.
• قطرة الأذن والأنف: لا تفطر إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ منهما إلى الحلق، وكذا شم العطر لا يفُطر .
• مداوة السن وحفره وقلعه وتنظيف الأسنان بالسواك والمعجون: لا يفطر مالم يدخل شيء إلى الحلق ويُبتلع .
• المراهم والحقن الجلدية والعضلية والوريدية: لا تفطر، والاغتسال والسباحة لا تفطر، التبرع بالدم: لا يفطر.
• القيء المتعمد: إن كان ملء الفم: يفطر، والدواء عبر الفم يفطر، الحقنه الشرجية تفطر .
• الدكتور الشيخ محمود عكام – مفتي حلب
الصوم طاعة لله ينال بها العبد رضى مولاه، والصوم يعلم الصبر، وهو وسيلة ناجعة لتقوية الإرادة والعزيمة، والصوم تدريب عملي على مراقبة الله سبحانه في السر والعلن، والصوم يبعث على الرحمة والتعاون والبر، والصوم نظام وانضباط.
والمفطّرات ثلاثة: الأكل والشرب والجماع. وثمة أعذار مبيحه للإفطار وهي: السفر والمرض والإرضاع وكل مشقة تفضي إلى الشدة (وما جعل عليكم في الدين من حَرَج ) الحج 78 . وهناك أعذار موجبة للفطر: الحيض والنفاس.
وأصحاب الأعذار جميعاً يفطرون ثم يقضون الأيام التي أفطروها، وأما أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن العاجزون عن الصيام فيفطرون ويدفعون فدية عن كل يوم أفطروه، ومقدار الفدية ( 2 ) كغ من الطحين أو قيمة ذلك عند الدفع .
و – وفيما يلي بعض الفروع التي يكثر السؤال عنها.
• قطرة العين: لا تفطر، وكذا الاكتحال ولو وجد طعم ذلك في حلقه، والغبار وما شابهه بغير تعمد الابتلاع لا يفطر.
• قطرة الأذن والأنف: لا تفطر إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ منهما إلى الحلق، وكذا شم العطر لا يفُطر .
• مداوة السن وحفره وقلعه وتنظيف الأسنان بالسواك والمعجون: لا يفطر مالم يدخل شيء إلى الحلق ويُبتلع .
• المراهم والحقن الجلدية والعضلية والوريدية: لا تفطر، والاغتسال والسباحة لا تفطر، التبرع بالدم: لا يفطر.
• القيء المتعمد: إن كان ملء الفم: يفطر، والدواء عبر الفم يفطر، الحقنه الشرجية تفطر .
اغتنم فرصة رمضان
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون الصَّائمون إنْ شَاءَ الله:
الذَّكي مَن اغتنمَ الفُرص، والنَّبيه مَن لم يَترك فُرصةً إيجابية مَعنوية إلا واغتَنمها بكُلِّ ما يملكُ من طَاقة، ورمضانُ هذا الذي نعيشُ في رِحابه هذه الأيام فرصةٌ من أجل أن تُجمِّع الحسنات، وأن يكون لك فيه رَصيدٌ كبيرٌ من الأفعال الخيِّرة، ومن الأعمال الصالحة، وهو فرصةٌ، لأنَّ الله عز وجل عَزَلَ فيه الشياطين ومَرَدة الجنِّ عن الوسوسة، ففي هذا الشهر أنتَ تمتلكُ فُرصةً لأنَّ الشيطانَ صُفِّد وغُلِّل بالأصفاد ومَرَدَة الجِن، فلم يبقَ لك حُجة في أن تقول وَسوس إليَّ الشيطان. يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شهر رمضان صُفِّدت الشَّياطين ومَرَدَة الجن، وغُلِّقت أبوابُ جَهنَّم فلم يُفتَح منها باب، وفُتِّحت أبوابُ الجنة فلم يُغلَق منها باب، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويا باغيَ الشَّرِ أَقصِرْ، ولله عُتقاء من النار في كل ليلة).
الفرصة أيضاً تتجلَّى بالثواب الكبير والأجر العظيم والعطاء الرحماني لمن صامَ وقامَ وأنفق، ثوابٌ كبير وثوابٌ عَظيم، فإن أنتَ صُمت فاسمع هذا الثواب وهذا الجزاء: (مَن صامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه)، ويقولُ عليه الصَّلاة والسلام: (ما مِن مُسلم يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعدَ اللهُ يومَ القيامةِ وجهَه عن النَّار سَبعينَ خَريفاً) أرأيتَ إلى الثواب الذي يفوق العملَ آلاف المرات والأضعاف، وأما بالنسبة للقيام فالثوابُ عظيم وكبيرٌ جِداً جِداً، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن قامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه) أتريدون فُرصة أعظمَ من هذه الفرصة ? الخاسر من ضيَّع هذه الفرصة، ولذلك وَرَدَ في الحديث (بَعُدَ) وفي رواياتٍ كثيرة ولكن بنفس المعنى: (بَعُدَ مَن أدركَ رمضان فلم يُغفَر له) بَعُدَ عن رحمةِ الله مَن أدركَ رَمضان ولم يُغفَر له.
أما النَّفقة فهيا للإنفاق فالنفقة في رمضان لها ثواب أكبر من ذاك الثواب الذي تُحصِّله عندما تُنفق في غير رمضان، يقول عليه الصلاة والسلام: (أفضل الصَّدقة صدقة في رمضان) والنبي عليه الصلاة والسلام كان أجودَ الناسِ، ولكنه كانَ أجودَ ما يكون في رمضان، فيا أمة محمد: هل تَجُودون على خَطِّ من اتَّبعتم وآمنتم به رسولاً من عند الله مُصدَّقاً وصَدوقاً، (مَن فَطَّر صائماً كانَ له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً). أتريدون كلاماً يَصُبُّ في مَصلحتكم في هذا الشهر أكثر من هذا الذي قلنا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيا إخوتي هيا إلى الصيام الذي يؤدِّي إلى الصوم، والصوم امتناع عن المفطِّرات المعنوية، ينبغي أن نُسَيِّجَ الصِّيام الذي هو امتناعٌ عن المفطرات الحسية بالصَّوم الذي هو امتناعٌ عن المفطِّرات المعنوية، وإذا لم نُسيِّج الصيام بالصوم فلا قيمةَ لصيامنا، (وكم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا التعب والسهر)، (مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليسَ لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه).
أنت صُمتَ صياماً وصُمت صوماً، وأنت قُمت قياماً بخشوع، وأنتَ أنفقتَ في سبيل الله عز وجل في رمضان، النتيجة والجائزة: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دَعوتُهم) شريطة أن تتحقق بهذا الذي قلنا، (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم) هذه جائزتك في الدنيا، وأنت تفطر ادعُ اللهَ عَزَّ وجل فاللهُ لن يَرُدَّ لك دعوة، واذكر وأنت تدعو إخواننا في فلسطين، وإخواننا المجاهدين، وإخواننا حيث كانوا، وقل قبل أن تدعو لنفسك، ادعُ للمسلمين وقل: اللهمَّ انصُر المسلمين الحقيقيين على أعدائهم أعداءِ الدِّين يا رَبَّ العالمين، اللهمَّ انصُر إخوتنا في فلسطين، اللهم انصر إخوتنا المجاهدين، اللهم ارفع الغلاء والبلاء والوباء عن بلادنا، اللهم ارزقنا الأمن والأمان والطمأنينة في بلادنا يا أكرم الاكرمين. هذه جائزة، والجائزة الأخرى في الآخرة: (إنَّ في الجنة باباً) هكذا يقول عليه الصلاة والسلام: (إن في الجنة باباً يُقال له الريَّان يدخل منه الصَّائمون يوم القيامة، لا يدخل أحد منه غيرهم) أنت تحرِصُ على الجنة أليس كذلك، أم أنك تدعي هذا ادِّعاءً ? إذا كنت تحرص على الجنة فعلاً فهيا إلى الصيام والصوم وإلى القيام وإلى الخشوع وإلى الخضوع وإلى الإنفاق من أجل أن تنال هذه الجائزة، ولا تحتجَّ بالشيطان فالشيطان صفد، ومردة الجن صفدوا، فاللهم إنا نسألك في هذا الشهر المبارك أن نكون من أولئك الذين يغتنمون حقَّ الاغتنام إنك على ما تشاء قدير، نعم المولى أنت ونعم النصير، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 15/3/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qPVBWVFozZ/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا: http://www.akkam.org/topics/5251/
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون الصَّائمون إنْ شَاءَ الله:
الذَّكي مَن اغتنمَ الفُرص، والنَّبيه مَن لم يَترك فُرصةً إيجابية مَعنوية إلا واغتَنمها بكُلِّ ما يملكُ من طَاقة، ورمضانُ هذا الذي نعيشُ في رِحابه هذه الأيام فرصةٌ من أجل أن تُجمِّع الحسنات، وأن يكون لك فيه رَصيدٌ كبيرٌ من الأفعال الخيِّرة، ومن الأعمال الصالحة، وهو فرصةٌ، لأنَّ الله عز وجل عَزَلَ فيه الشياطين ومَرَدة الجنِّ عن الوسوسة، ففي هذا الشهر أنتَ تمتلكُ فُرصةً لأنَّ الشيطانَ صُفِّد وغُلِّل بالأصفاد ومَرَدَة الجِن، فلم يبقَ لك حُجة في أن تقول وَسوس إليَّ الشيطان. يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شهر رمضان صُفِّدت الشَّياطين ومَرَدَة الجن، وغُلِّقت أبوابُ جَهنَّم فلم يُفتَح منها باب، وفُتِّحت أبوابُ الجنة فلم يُغلَق منها باب، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويا باغيَ الشَّرِ أَقصِرْ، ولله عُتقاء من النار في كل ليلة).
الفرصة أيضاً تتجلَّى بالثواب الكبير والأجر العظيم والعطاء الرحماني لمن صامَ وقامَ وأنفق، ثوابٌ كبير وثوابٌ عَظيم، فإن أنتَ صُمت فاسمع هذا الثواب وهذا الجزاء: (مَن صامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه)، ويقولُ عليه الصَّلاة والسلام: (ما مِن مُسلم يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعدَ اللهُ يومَ القيامةِ وجهَه عن النَّار سَبعينَ خَريفاً) أرأيتَ إلى الثواب الذي يفوق العملَ آلاف المرات والأضعاف، وأما بالنسبة للقيام فالثوابُ عظيم وكبيرٌ جِداً جِداً، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن قامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه) أتريدون فُرصة أعظمَ من هذه الفرصة ? الخاسر من ضيَّع هذه الفرصة، ولذلك وَرَدَ في الحديث (بَعُدَ) وفي رواياتٍ كثيرة ولكن بنفس المعنى: (بَعُدَ مَن أدركَ رمضان فلم يُغفَر له) بَعُدَ عن رحمةِ الله مَن أدركَ رَمضان ولم يُغفَر له.
أما النَّفقة فهيا للإنفاق فالنفقة في رمضان لها ثواب أكبر من ذاك الثواب الذي تُحصِّله عندما تُنفق في غير رمضان، يقول عليه الصلاة والسلام: (أفضل الصَّدقة صدقة في رمضان) والنبي عليه الصلاة والسلام كان أجودَ الناسِ، ولكنه كانَ أجودَ ما يكون في رمضان، فيا أمة محمد: هل تَجُودون على خَطِّ من اتَّبعتم وآمنتم به رسولاً من عند الله مُصدَّقاً وصَدوقاً، (مَن فَطَّر صائماً كانَ له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً). أتريدون كلاماً يَصُبُّ في مَصلحتكم في هذا الشهر أكثر من هذا الذي قلنا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيا إخوتي هيا إلى الصيام الذي يؤدِّي إلى الصوم، والصوم امتناع عن المفطِّرات المعنوية، ينبغي أن نُسَيِّجَ الصِّيام الذي هو امتناعٌ عن المفطرات الحسية بالصَّوم الذي هو امتناعٌ عن المفطِّرات المعنوية، وإذا لم نُسيِّج الصيام بالصوم فلا قيمةَ لصيامنا، (وكم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا التعب والسهر)، (مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليسَ لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه).
أنت صُمتَ صياماً وصُمت صوماً، وأنت قُمت قياماً بخشوع، وأنتَ أنفقتَ في سبيل الله عز وجل في رمضان، النتيجة والجائزة: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دَعوتُهم) شريطة أن تتحقق بهذا الذي قلنا، (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم) هذه جائزتك في الدنيا، وأنت تفطر ادعُ اللهَ عَزَّ وجل فاللهُ لن يَرُدَّ لك دعوة، واذكر وأنت تدعو إخواننا في فلسطين، وإخواننا المجاهدين، وإخواننا حيث كانوا، وقل قبل أن تدعو لنفسك، ادعُ للمسلمين وقل: اللهمَّ انصُر المسلمين الحقيقيين على أعدائهم أعداءِ الدِّين يا رَبَّ العالمين، اللهمَّ انصُر إخوتنا في فلسطين، اللهم انصر إخوتنا المجاهدين، اللهم ارفع الغلاء والبلاء والوباء عن بلادنا، اللهم ارزقنا الأمن والأمان والطمأنينة في بلادنا يا أكرم الاكرمين. هذه جائزة، والجائزة الأخرى في الآخرة: (إنَّ في الجنة باباً) هكذا يقول عليه الصلاة والسلام: (إن في الجنة باباً يُقال له الريَّان يدخل منه الصَّائمون يوم القيامة، لا يدخل أحد منه غيرهم) أنت تحرِصُ على الجنة أليس كذلك، أم أنك تدعي هذا ادِّعاءً ? إذا كنت تحرص على الجنة فعلاً فهيا إلى الصيام والصوم وإلى القيام وإلى الخشوع وإلى الخضوع وإلى الإنفاق من أجل أن تنال هذه الجائزة، ولا تحتجَّ بالشيطان فالشيطان صفد، ومردة الجن صفدوا، فاللهم إنا نسألك في هذا الشهر المبارك أن نكون من أولئك الذين يغتنمون حقَّ الاغتنام إنك على ما تشاء قدير، نعم المولى أنت ونعم النصير، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 15/3/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qPVBWVFozZ/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا: http://www.akkam.org/topics/5251/