يا حُجَّاج بيت الله جَلَّ شأنه
يا مَن قَصدتم البيتَ العَتيق وهو أول بيتٍ وُضع للناس، إذاً فطوفوا حوله وأعلنوا – وأنتم تطوفون – الولاء لربِّ البيت، ومع الولاء ثبات واستمرار، وبعد الطواف اسعَوا بين الصَّفا والمروة سعيَ المحِبِّ الصادق لإعلامِ الدنيا كلها بهذا الذي أُكرمتم به، فقد جعلكم رب البيت جل شأنه مسلمين له مؤمنين به على طريق أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السَّلام وطريق مَنْ بعدَه من الأنبياء عليهم صلوات الله وسلاماته لتصلوا إلى خاتمهم وسيدهم وحامل لوائهم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، فإن أنتم أعلمتم الدنيا شرقاً وغرباً بذلك فتوجهوا بعدها إلى "عرفات" الصعيد الطاهر وهناك تحققوا بالعرفان، ومَن اعترف اغترف، ومَن اغترف سَعِد وأَسعَد، ثم أفيضوا منها مغفوراً لكم ولمن شفعتم له، وحين الوصول إلى "مِنى" أعلنوا المفاصلة والبراء من الشيطان من خلال جمرة العقبة الكبرى والوسطى والصغرى، ولتقل ألسنتكم بعد قلوبكم: "إرضاءً للرحمن ورجماً للشيطان".
وأخيراً: فزتم ورب الكعبة، فقد أضحيتم كيوم ولدتكم أمهاتكم أنقياء أصفياء، فاللهم اقبلهم وثبتهم.
حلب
9/6/2024
الدكتور محمود عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5273/
الدكتور #محمود_عكام
#ياحجاج_بيت_الله
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
يا مَن قَصدتم البيتَ العَتيق وهو أول بيتٍ وُضع للناس، إذاً فطوفوا حوله وأعلنوا – وأنتم تطوفون – الولاء لربِّ البيت، ومع الولاء ثبات واستمرار، وبعد الطواف اسعَوا بين الصَّفا والمروة سعيَ المحِبِّ الصادق لإعلامِ الدنيا كلها بهذا الذي أُكرمتم به، فقد جعلكم رب البيت جل شأنه مسلمين له مؤمنين به على طريق أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السَّلام وطريق مَنْ بعدَه من الأنبياء عليهم صلوات الله وسلاماته لتصلوا إلى خاتمهم وسيدهم وحامل لوائهم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، فإن أنتم أعلمتم الدنيا شرقاً وغرباً بذلك فتوجهوا بعدها إلى "عرفات" الصعيد الطاهر وهناك تحققوا بالعرفان، ومَن اعترف اغترف، ومَن اغترف سَعِد وأَسعَد، ثم أفيضوا منها مغفوراً لكم ولمن شفعتم له، وحين الوصول إلى "مِنى" أعلنوا المفاصلة والبراء من الشيطان من خلال جمرة العقبة الكبرى والوسطى والصغرى، ولتقل ألسنتكم بعد قلوبكم: "إرضاءً للرحمن ورجماً للشيطان".
وأخيراً: فزتم ورب الكعبة، فقد أضحيتم كيوم ولدتكم أمهاتكم أنقياء أصفياء، فاللهم اقبلهم وثبتهم.
حلب
9/6/2024
الدكتور محمود عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5273/
الدكتور #محمود_عكام
#ياحجاج_بيت_الله
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
دِلالاتُ زِيارة النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
تحدثنا في الأسبوع الفائت عن أعمال فريضة الحج وعن مَعانيها ودلالاتها، وقلتُ في نفسي: لأحدِّثنَّ إخوتي اليومَ عن الزيارة الشريفة لسيدنا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ حَجٌّ مِن غيرِ زيارة حَجٌّ ربَّما كان فيه كَبيرٌ أو كثيرٌ من التقصير. زِيارةُ النبي صلى الله عليه وسلم ليسَت ركُناً من أركان الحج لكنها مِفتاحُ الحج، فإذ تزوره قبلاً فمن أجل الاستئذان
فأنتَ بَابُ اللهِ وأيُّ امرئٍ أتاه من غيرك لا يدخلُ
حين تبتدئ الحجَّ بالزيارة فمن أجل الاستئذان، وكأنَّك تطلبُ من سيد الكائنات الإذن من أجل أن تحُج، وها هو ذا الحبيبُ المصطفى صلَّى الله عليه وسلم يُعطيكَ هذا الإذن ويقول لك أذنتُ لك، فإن أنت زُرتَه بعدَ أعمال الحَجِّ فمن أجل الإجازة والخَتم، ختمنا على حجك، ختمنا على هذا الذي فعلت، وأسأل الله أن يكونَ ختم النبي يعني القبول، ختم على حجك وعلى أعمال حجك والنبي صلى الله عليه وسلم أن يكون هذا الختم خَتمُ القبول. هذه أول دلالات الزيارة.
الدِّلالة الثانية: أنت تُسلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم أمام الواجهة الشريفة، تقف أمام حضرته وتسلِّم عليه، وتنقلُ سلاماتِ وتحيات أولئك الذين حَمَّلوك هذا السلام وهذه التحيات، تقفُ أمام حضرته الشريفة لتقول: "الصَّلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ الله، الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيد البشرية، يا مُعلِّم الناس الخير، الصلاة والسلام عليك يا قائدي يا أسوتي، والرسول عليه السَّلام يُردُّ عليك: (ما مِن مُسلمٍ يُسلِّم عليَّ إلا رَدَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السَّلام)، (مَن صَلَّى عَليَّ مِن قَريبٍ سَمعتُه، ومِن بِعيدٍ أُبلِغته)، فصَلُّوا على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم، وقولوا لإخوانكم الزَّائرين هُناك: سَلِّموا لنا على هذا النبيِّ الأعظم عليه الصَّلاة والسَّلام.
الدِّلالة الثالثة إذ تقفُ أمام حضرةِ النبيِّ الأعظم: فمن أجل طلبِ الشَّفاعة، (ولو أنَّهم إذ ظَلَمُوا أنفُسَهُم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسولُ لوجدوا اللهَ تواباً رَحيماً) يا رسولَ الله الشَّفاعة، وأنت واقف أمام الواجِهة قل: الشفاعةَ الشَّفاعة يا صاحبَ الشَّفاعة العُظمى، يا سيدَ الكائنات، يقول عليه الصَّلاة والسلام: (لِكُلِّ نبيٍّ دَعوةٌ مُستجابة دَعَاها لِقومه في حَياته، وإني اختبأتُ دَعوتي شَفاعةً لأمتي يوم القيامة، فهي نَائلةٌ مَنْ ماتَ منهم لا يُشركُ بالله شيئاً) الشفاعةَ الشفاعةَ يا رسولَ الله، وثَمة حديثٌ آخر، أيها العُصاة التائبون إليكم البِشارة، يقولُ عليه الصَّلاة والسَّلام: (خُيِّرتُ بين أن يَدخُلَ نِصفُ أمتي الجنة، وبينَ الشَّفاعة، فاخترتُ الشَّفاعة، أترونها للطَّائعين ? إنها للخطائين المذنبين) إذا تابوا، فلنتُب أيها الإخوة هنا حيثُ نحنُ في مَسجدنا هذا، في شَوارعنا، في بُيوتاتنا، اللهم إنا تُبنا إليك من كُلِّ ما صَدَرَ عَنَّا، مِن سوءٍ يا ربَّ العالمين.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
تحدثنا في الأسبوع الفائت عن أعمال فريضة الحج وعن مَعانيها ودلالاتها، وقلتُ في نفسي: لأحدِّثنَّ إخوتي اليومَ عن الزيارة الشريفة لسيدنا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ حَجٌّ مِن غيرِ زيارة حَجٌّ ربَّما كان فيه كَبيرٌ أو كثيرٌ من التقصير. زِيارةُ النبي صلى الله عليه وسلم ليسَت ركُناً من أركان الحج لكنها مِفتاحُ الحج، فإذ تزوره قبلاً فمن أجل الاستئذان
فأنتَ بَابُ اللهِ وأيُّ امرئٍ أتاه من غيرك لا يدخلُ
حين تبتدئ الحجَّ بالزيارة فمن أجل الاستئذان، وكأنَّك تطلبُ من سيد الكائنات الإذن من أجل أن تحُج، وها هو ذا الحبيبُ المصطفى صلَّى الله عليه وسلم يُعطيكَ هذا الإذن ويقول لك أذنتُ لك، فإن أنت زُرتَه بعدَ أعمال الحَجِّ فمن أجل الإجازة والخَتم، ختمنا على حجك، ختمنا على هذا الذي فعلت، وأسأل الله أن يكونَ ختم النبي يعني القبول، ختم على حجك وعلى أعمال حجك والنبي صلى الله عليه وسلم أن يكون هذا الختم خَتمُ القبول. هذه أول دلالات الزيارة.
الدِّلالة الثانية: أنت تُسلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم أمام الواجهة الشريفة، تقف أمام حضرته وتسلِّم عليه، وتنقلُ سلاماتِ وتحيات أولئك الذين حَمَّلوك هذا السلام وهذه التحيات، تقفُ أمام حضرته الشريفة لتقول: "الصَّلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ الله، الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيد البشرية، يا مُعلِّم الناس الخير، الصلاة والسلام عليك يا قائدي يا أسوتي، والرسول عليه السَّلام يُردُّ عليك: (ما مِن مُسلمٍ يُسلِّم عليَّ إلا رَدَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السَّلام)، (مَن صَلَّى عَليَّ مِن قَريبٍ سَمعتُه، ومِن بِعيدٍ أُبلِغته)، فصَلُّوا على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم، وقولوا لإخوانكم الزَّائرين هُناك: سَلِّموا لنا على هذا النبيِّ الأعظم عليه الصَّلاة والسَّلام.
الدِّلالة الثالثة إذ تقفُ أمام حضرةِ النبيِّ الأعظم: فمن أجل طلبِ الشَّفاعة، (ولو أنَّهم إذ ظَلَمُوا أنفُسَهُم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسولُ لوجدوا اللهَ تواباً رَحيماً) يا رسولَ الله الشَّفاعة، وأنت واقف أمام الواجِهة قل: الشفاعةَ الشَّفاعة يا صاحبَ الشَّفاعة العُظمى، يا سيدَ الكائنات، يقول عليه الصَّلاة والسلام: (لِكُلِّ نبيٍّ دَعوةٌ مُستجابة دَعَاها لِقومه في حَياته، وإني اختبأتُ دَعوتي شَفاعةً لأمتي يوم القيامة، فهي نَائلةٌ مَنْ ماتَ منهم لا يُشركُ بالله شيئاً) الشفاعةَ الشفاعةَ يا رسولَ الله، وثَمة حديثٌ آخر، أيها العُصاة التائبون إليكم البِشارة، يقولُ عليه الصَّلاة والسَّلام: (خُيِّرتُ بين أن يَدخُلَ نِصفُ أمتي الجنة، وبينَ الشَّفاعة، فاخترتُ الشَّفاعة، أترونها للطَّائعين ? إنها للخطائين المذنبين) إذا تابوا، فلنتُب أيها الإخوة هنا حيثُ نحنُ في مَسجدنا هذا، في شَوارعنا، في بُيوتاتنا، اللهم إنا تُبنا إليك من كُلِّ ما صَدَرَ عَنَّا، مِن سوءٍ يا ربَّ العالمين.
الدِّلالة الرابعة للزيارة: هي المعاهدة، عليك أن تُعاهد هذا النبيَّ الأكرم لتقول: عهداً يا أيُّها النبيُّ الكريم الأمِّي، يا أيها الرسول الأعظم، يا سيدَ الكائنات: عَهداً أن أتبعك في حالي وقالي وسلوكي، عهداً أن أكونَ وَفيَّاً لِشرعتك التي أتيتَنا بها من عند الله عز وجل، عهداً أن يكونَ هَواي تَبَعاً لما جئتَ به، عهداً يا رسولَ الله أن أرعى هذا الدِّين الحنيف في عملي، في حياتي، في بيتي، في كُلِّ مكان أكون فيه، عهداً يا رسولَ الله أن أسالِم مَن تُسالِم وأن أُحارِبَ مَن تُحارب، عهداً يا رسولَ الله أن أكون مع إخوتي المجاهدين في فلسطين، في بيتِ المقدس، أن أدعمَهم بكلِّ ما أوتيت، أن أدعُو لهم، أن أُجَهِّز ما استطعتُ تجهيزه، أن أكونَ في صفهم، أن أكون في صفِّ داعميهم، أن أكون معهم ضد أعداء الله، ضد أعداء الإنسانية، ضد أعداء البشرية، ضد أعداء الصِّدق والأمانة. عليكَ أن تقف أمام حضرة النبيِّ لتُعاهده، ومعاهدتك إياه عهدٌ أسأل الله عز وجل أن يوفقك للقيام به، ونحن هنا من هذا المكان نُردِّد ما يُردِّده إخواننا وهم في المدينة المنورة، أمام حضرةِ النبيِّ لنقولَ للرسول الأعظم: نعاهدك يا سيدي يا رسول الله على المضيِّ في تطبيق شَرعك الحنيف، على المضيِّ من أجل أن نكون خيرَ خَلَفٍ لخيرِ سلَف، نُعاهدك على أن نُربي أولادنا على الخُلق القويم والصِّراط المستقيم، نعاهدك على أن يكونَ القرآنُ منهاجَنا، على أن يكونَ القرآنُ كتابنَا، على أن يكونَ القرآنُ الكريم شعارَنا ودِثارَنا، عاهدوا رسول الله أنتم أيها الإخوة هنا في هذا المكان وفي كل مكان، وحينَها سيكونُ الرسول الأعظم راضياً عنا، وإذا رضيَ عنَّا النبيُّ الأكرم عليه الصَّلاة والسَّلام فذلكَ مِن مَرضاةِ الله عَزَّ وجل، اللهمَّ إني أسألك بحقِّ نبيك المصطفى، وبحقِّ نبيك المجتبى، وبحقِّ الصَّحابة الأكارم، بحقِّ أولئك الذين هم بجانبك، بحقِّ أبي بكر وعمر، بحقِّ عثمان وعلي، بحقِّ أولئك الذين صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عليه، أسألُك يا ربِّ أن ترفعَ عنا كُلَّ ضُر، أن تشفيَ مَرضانا، وأن تُعافي مُبتلانا، وأن ترفعَ عنا الغلاء والبلاء والوباء يا ربَّ العالمين، أسألك بِسِرِّ يومِ عرفة، وسيكون يومَ عرفة يوم الغد، اللهمَّ بِسِرِّ هذا اليوم الأفضل أسألك أن ترفعَ عنا كُلَّ ضُرٍّ يا ربَّ العالمين، أسألك أن نكون من أولئك الذين قُلتَ عنهم في حديثِك القدسي: (أَفيضُوا عبادي مَغفوراً لكم ولمن شفعتم له) ولا شكَّ في أن لكم حُجَّاجاً سيقفون غداً في عرفات، فقولوا لهم أن يَدعُوا لكم على هذا الصَّعيد الطَّيبِ الطَّاهر، (أفيضُوا عِبادي مَغفوراً لكم ولمن شفعتم له) واللهُ عَزَّ وجَلَّ يُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماء في يوم عرفة، يقول لملائكته: (انظروا عبادي جَاؤوني شُعثاً غُبراً، أُشهِدُكم أني قد غفرتُ لهم)، اغفِر لنا يا غَفَّار، استُرنا يا سِتِّير يا سَتَّار، اجعلنا يا ربّ في عَينِ عنايتك، اجعل بلدنا هذا في عينِ رعايتك يا أكرمَ الأكرمين، يا أرحمَ الرَّاحمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 14/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/sHWtTUPKPQ/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5274/
الدكتور #محمود_عكام
#دلالات_زيارة_النبي
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 14/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/sHWtTUPKPQ/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5274/
الدكتور #محمود_عكام
#دلالات_زيارة_النبي
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
اللهمَّ أنتَ رَبِّي وأَنا عَبدُك
أنتَ يا ربَّ العِباد لَطيفٌ حَقاً وصِدقاً، فالطُفْ بِنا بِسِرِّ اسمِك اللطيف، وأنتَ يا إلهَ الأكوانِ عَليمٌ حَكيم، فَبِحقِّ عِلمك وحِكمتك مَتِّع عُقولَنا بعِلمٍ نَافع وحِكمة خَيِّرة.
وأنتَ يا قَيُّوم السَّموات والأرض خَبير بما في السِّر والعَلانية، وبما في الظَّاهر والبَاطن، أسألُك بمعَاقِد اسمِك الخَبير أنْ تُصلِحَ سَرائرنا وعَلانياتنا وظَواهرنا وكَذا البَواطن مِنَّا يا لطيفُ يا عليمُ يا خَبير.
يا مَنْ له الإطلاق في الصِّفات والأسماء، ويا مَنْ دَعَا عِباده إلى التَّخلق بأخلاقه على سَبيل الاستظلالِ الإنساني بِظلِّ النِّعمة الرَّبانية هَيِّئ لنا منكَ مَا به تَرضى عَلينا، واجعَلنا بِفضلك وإحسانك آمنين مُطمئنِّين، سِلماً لأوليائك، حَرباً على أعدائك.
حلب
18/6/2024
الدكتور محمود عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5275/
الدكتور #محمود_عكام
#اللهمَّ_أنتَ_رَبِّي_وأَنا_عَبدُك
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
أنتَ يا ربَّ العِباد لَطيفٌ حَقاً وصِدقاً، فالطُفْ بِنا بِسِرِّ اسمِك اللطيف، وأنتَ يا إلهَ الأكوانِ عَليمٌ حَكيم، فَبِحقِّ عِلمك وحِكمتك مَتِّع عُقولَنا بعِلمٍ نَافع وحِكمة خَيِّرة.
وأنتَ يا قَيُّوم السَّموات والأرض خَبير بما في السِّر والعَلانية، وبما في الظَّاهر والبَاطن، أسألُك بمعَاقِد اسمِك الخَبير أنْ تُصلِحَ سَرائرنا وعَلانياتنا وظَواهرنا وكَذا البَواطن مِنَّا يا لطيفُ يا عليمُ يا خَبير.
يا مَنْ له الإطلاق في الصِّفات والأسماء، ويا مَنْ دَعَا عِباده إلى التَّخلق بأخلاقه على سَبيل الاستظلالِ الإنساني بِظلِّ النِّعمة الرَّبانية هَيِّئ لنا منكَ مَا به تَرضى عَلينا، واجعَلنا بِفضلك وإحسانك آمنين مُطمئنِّين، سِلماً لأوليائك، حَرباً على أعدائك.
حلب
18/6/2024
الدكتور محمود عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5275/
الدكتور #محمود_عكام
#اللهمَّ_أنتَ_رَبِّي_وأَنا_عَبدُك
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
أَركَانُ السَّعادة
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
مُنذُ زَمنٍ غيرِ قَريب سُئلتُ عن السَّعادة بأنها مَطلبٌ جَميل، السَّعادة مَطلب مَنشود بالنسبةِ لك وبالنسبة لمن تُحب من ذُريتك وأَصدقائك وأَحبابك، فهَا أنتَ ذا تدعو لولدك دَائماً وأَبداً قَائلاً: أَسعَدَك الله، وتَدعُو لمن تُحب هذا الدُّعاء فتقول: أسعَدك الله، فما السَّعادة تلك التي تُريدها لنفسك وتُريدها لغيرك ؟ السَّعادة تقومُ على رُكنين، فإذا توافَّر هذان الرُّكنان حَصَلت السَّعادة، وإلا فلا سَعادة من غير هذين الركنين، السَّعادة: استقرارٌ في الدَّاخل، طُمأنينةٌ في الداخل، وتَنظيمٌ في الظَّاهر، إن استقرَّ واطمأنَّ داخلك ونظَّمتَ ظاهرك وحَياتك وعلاقاتك فأنت سَعيد، فإذا لم يكن داخلك مُطمئناً وإذا لم يكن داخلك مُستَقراً فلن تَكونَ سَعيداً حتى ولو ادَّعيت السَّعادة، وإذا لم يكن ظاهرك وعلاقاتك مُنظَّمة مُرتَّبة فلن تَكونَ سَعيداً حتى ولو ادَّعيتها وأقسمتَ علي ذلك. كيف يَستقر دَاخلك ؟ يَستقِرُّ داخلك ويَطمئنُّ داخلك بالإيمان بالله، عندما تُؤمِن بالله يَطمئنُّ داخلك، (الذين آمنوا وتَطمئنُّ قُلوبُهم بذكر الله ألا بذكرِ الله تَطمئنُّ القلوب) لا يَطمئنُّ قَلبُك ولا دَاخلك إلا بالإيمانِ بالله، الإيمانِ الحَق، عندما تُؤمن بأنَّه لا يُعطي ولا يَمنع، ولا يُفرِّق ولا يَجمع، ولا يَخفِضُ ولا يَرفَع إلا الله، عِندما تُؤمن وتَقفُ ليلاً قائلاً: "اللهمَّ إني عبدك، وابنُ عبدِك وأمتك، ناصِيتي في يدك"، إذا اعتقدتَ اعتقاداً كاملاً تاماً بأنَّ نَاصِيتك بيدِ اللهِ عَزَّ وجَل سَيَطمئنُّ دَاخِلك، "ناصيتي بِيدك، مَاضٍ فيَّ حُكمك، عَدْلٌ فيَّ قَضاؤك، أسألكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لك، أنزلتَهُ في كِتابِك، أو عَلَّمتَهُ أحداً مِن خَلقك، أو استأثرتَ به في عِلمِ الغَيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي"، ها هو ذا المؤمنُ الأول الأعظم عليه الصَّلاة والسَّلام يقفُ ليلاً وقَلبُه مَطمئنٌّ أيَّما اطمئنان، يُسبِّحُ الله ويَحمده، يشكره ويهلله ، يقول له: "أنتَ الذي سَجَدَ لكَ سَوادُ الليلِ وضَوْءُ النَّهار وشُعاعُ الشَّمس وحَفيف الشَّجر، ودَوِيُّ الماء، ونُورُ القمر، اللهمَّ يا مُؤنِسَ كُلِّ وحيد، ويا صاحبَ كُلِّ فريد، ويا قَريباً غيرَ بعيد" لن يَستقرَّ قلبك إلا إذا آمنتَ بالله ونَاجَيته ودَعوتَه وكَبَّرتَه وهَلَّلته، هؤلاء هُم السَّحرة سَحرة فرعون لم يكُن دَاخِلُهم مُطمئنَّاً قبل أن يُؤمنوا، ولكن الإيمان إذ لامسَ قلوبهم، اطمئنُّوا ولم يَعُودُوا يَخافون تَرهيباً ولا تَهديداً، آمَنوا بالله، فاستقرَّت قُلوبُهم، قال له فرعون مُهدِّداً ومُتوعِّداً: (آمَنتم لهُ قبلَ أَن آذَنَ لكُم إنَّه لَكَبيركُم الذي عَلَّمكم السِّحر فلأُقطِّعنَّ أيديكم وأرجُلَكم مِن خِلافٍ ولَأُصَلِّبنَّكُم في جُذوع النَّخل ولَتَعلَمُنَّ أيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وأبقى) أجابَه السَّحرة فقَد غَدَوا مُؤمنين مُطمئنةً قُلوبهم، أجابَه السَّحرة قائلين: (لَن نُؤثِركَ على مَا جَاءنا من البيِّنات والذي فَطَرنا فاقضِ مَا أنتَ قَاض إنَّما تقضي هذه الحياةَ الدُّنيا إنا آمنَّا بربنا ليغفرَ لنا خَطايانا وما أَكْرَهْتَنا عليه من السِّحر والله خَيرٌ وأبقى) إذا أردتَ أن تكونَ سعيداً فاجعل قَلبَك مع الخير والأبقى، واللهُ خَيرٌ وأبقى، إذا أردتم السَّعادة فابحثوا عَن طُمأنينة القلب من خِلال تَثبيت الإيمان، ويَثبتُ الإيمان بالذِّكر، بلقاءِ المؤمنين، بالإيمان وتداوله بينك وبين إخوتك، بقراءة القرآن، (واذا تُلِيت عليهم آياتُه زَادتهم إيماناً وعلى ربِّهم يتوكلون)، هذا ما يتعلق بالركن الأول للسَّعادة، وهو طُمأنينة الدَّاخل.
أما تنظيمُ الظَّاهر، فلن ينظم ظاهرك إلا الذي خلقك، (ألا يَعلمُ مَن خَلَقك وهو اللطيف الخبير) استَعِن بالله من أجل تَنظيم ظاهرك، استعن بشريعتك، استَعن بإسلامك، استَعن بالأحكام الشرعية الإسلامية، فهي كَفيلةٌ بتنظيم حَياتك، هي تُنظِّم حياتك، تُنظِّم علاقاتك، تنظم دُخولك إلى الحمام، وتُنظِّم خُروجك من الحمام، وتُنظِّم دُخولك إلى المسجد، وتُنظِّم خروجك من المسجد، تُنظِّم عَلاقتك مع الجار، تُنظِّم علاقَتك مع زوجك، تُنظِّم عَلاقتك مع أولادك، تُنظِّم عَلاقتك مع لِباسك، تُنظِّم عَلاقتك مع أرضك، تنظم مع وَطنك، تُنظِّمُ عَلاقتك مع كُلِّ شيء، ومع كل إنسان، مع الناس، مع الأشجار، مع الأحجار، مع الجَماد، مع الكون كُلِّه، إنه الإسلام الذي قالَ عنه مُنزِّله: (اليومَ أَكملتُ لكُم دِينكم وأتممتُ عَليكم نِعمتي ورَضِيتُ لكم الإسلامَ دِيناً) تُنظِّم ظاهرك باتِّباعك النبيَّ الأعظم عليه الصَّلاة والسلام في السُّلوك والحال والقال والحركات والسَّكنات.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
مُنذُ زَمنٍ غيرِ قَريب سُئلتُ عن السَّعادة بأنها مَطلبٌ جَميل، السَّعادة مَطلب مَنشود بالنسبةِ لك وبالنسبة لمن تُحب من ذُريتك وأَصدقائك وأَحبابك، فهَا أنتَ ذا تدعو لولدك دَائماً وأَبداً قَائلاً: أَسعَدَك الله، وتَدعُو لمن تُحب هذا الدُّعاء فتقول: أسعَدك الله، فما السَّعادة تلك التي تُريدها لنفسك وتُريدها لغيرك ؟ السَّعادة تقومُ على رُكنين، فإذا توافَّر هذان الرُّكنان حَصَلت السَّعادة، وإلا فلا سَعادة من غير هذين الركنين، السَّعادة: استقرارٌ في الدَّاخل، طُمأنينةٌ في الداخل، وتَنظيمٌ في الظَّاهر، إن استقرَّ واطمأنَّ داخلك ونظَّمتَ ظاهرك وحَياتك وعلاقاتك فأنت سَعيد، فإذا لم يكن داخلك مُطمئناً وإذا لم يكن داخلك مُستَقراً فلن تَكونَ سَعيداً حتى ولو ادَّعيت السَّعادة، وإذا لم يكن ظاهرك وعلاقاتك مُنظَّمة مُرتَّبة فلن تَكونَ سَعيداً حتى ولو ادَّعيتها وأقسمتَ علي ذلك. كيف يَستقر دَاخلك ؟ يَستقِرُّ داخلك ويَطمئنُّ داخلك بالإيمان بالله، عندما تُؤمِن بالله يَطمئنُّ داخلك، (الذين آمنوا وتَطمئنُّ قُلوبُهم بذكر الله ألا بذكرِ الله تَطمئنُّ القلوب) لا يَطمئنُّ قَلبُك ولا دَاخلك إلا بالإيمانِ بالله، الإيمانِ الحَق، عندما تُؤمن بأنَّه لا يُعطي ولا يَمنع، ولا يُفرِّق ولا يَجمع، ولا يَخفِضُ ولا يَرفَع إلا الله، عِندما تُؤمن وتَقفُ ليلاً قائلاً: "اللهمَّ إني عبدك، وابنُ عبدِك وأمتك، ناصِيتي في يدك"، إذا اعتقدتَ اعتقاداً كاملاً تاماً بأنَّ نَاصِيتك بيدِ اللهِ عَزَّ وجَل سَيَطمئنُّ دَاخِلك، "ناصيتي بِيدك، مَاضٍ فيَّ حُكمك، عَدْلٌ فيَّ قَضاؤك، أسألكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لك، أنزلتَهُ في كِتابِك، أو عَلَّمتَهُ أحداً مِن خَلقك، أو استأثرتَ به في عِلمِ الغَيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي"، ها هو ذا المؤمنُ الأول الأعظم عليه الصَّلاة والسَّلام يقفُ ليلاً وقَلبُه مَطمئنٌّ أيَّما اطمئنان، يُسبِّحُ الله ويَحمده، يشكره ويهلله ، يقول له: "أنتَ الذي سَجَدَ لكَ سَوادُ الليلِ وضَوْءُ النَّهار وشُعاعُ الشَّمس وحَفيف الشَّجر، ودَوِيُّ الماء، ونُورُ القمر، اللهمَّ يا مُؤنِسَ كُلِّ وحيد، ويا صاحبَ كُلِّ فريد، ويا قَريباً غيرَ بعيد" لن يَستقرَّ قلبك إلا إذا آمنتَ بالله ونَاجَيته ودَعوتَه وكَبَّرتَه وهَلَّلته، هؤلاء هُم السَّحرة سَحرة فرعون لم يكُن دَاخِلُهم مُطمئنَّاً قبل أن يُؤمنوا، ولكن الإيمان إذ لامسَ قلوبهم، اطمئنُّوا ولم يَعُودُوا يَخافون تَرهيباً ولا تَهديداً، آمَنوا بالله، فاستقرَّت قُلوبُهم، قال له فرعون مُهدِّداً ومُتوعِّداً: (آمَنتم لهُ قبلَ أَن آذَنَ لكُم إنَّه لَكَبيركُم الذي عَلَّمكم السِّحر فلأُقطِّعنَّ أيديكم وأرجُلَكم مِن خِلافٍ ولَأُصَلِّبنَّكُم في جُذوع النَّخل ولَتَعلَمُنَّ أيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وأبقى) أجابَه السَّحرة فقَد غَدَوا مُؤمنين مُطمئنةً قُلوبهم، أجابَه السَّحرة قائلين: (لَن نُؤثِركَ على مَا جَاءنا من البيِّنات والذي فَطَرنا فاقضِ مَا أنتَ قَاض إنَّما تقضي هذه الحياةَ الدُّنيا إنا آمنَّا بربنا ليغفرَ لنا خَطايانا وما أَكْرَهْتَنا عليه من السِّحر والله خَيرٌ وأبقى) إذا أردتَ أن تكونَ سعيداً فاجعل قَلبَك مع الخير والأبقى، واللهُ خَيرٌ وأبقى، إذا أردتم السَّعادة فابحثوا عَن طُمأنينة القلب من خِلال تَثبيت الإيمان، ويَثبتُ الإيمان بالذِّكر، بلقاءِ المؤمنين، بالإيمان وتداوله بينك وبين إخوتك، بقراءة القرآن، (واذا تُلِيت عليهم آياتُه زَادتهم إيماناً وعلى ربِّهم يتوكلون)، هذا ما يتعلق بالركن الأول للسَّعادة، وهو طُمأنينة الدَّاخل.
أما تنظيمُ الظَّاهر، فلن ينظم ظاهرك إلا الذي خلقك، (ألا يَعلمُ مَن خَلَقك وهو اللطيف الخبير) استَعِن بالله من أجل تَنظيم ظاهرك، استعن بشريعتك، استَعن بإسلامك، استَعن بالأحكام الشرعية الإسلامية، فهي كَفيلةٌ بتنظيم حَياتك، هي تُنظِّم حياتك، تُنظِّم علاقاتك، تنظم دُخولك إلى الحمام، وتُنظِّم خُروجك من الحمام، وتُنظِّم دُخولك إلى المسجد، وتُنظِّم خروجك من المسجد، تُنظِّم عَلاقتك مع الجار، تُنظِّم علاقَتك مع زوجك، تُنظِّم عَلاقتك مع أولادك، تُنظِّم عَلاقتك مع لِباسك، تُنظِّم عَلاقتك مع أرضك، تنظم مع وَطنك، تُنظِّمُ عَلاقتك مع كُلِّ شيء، ومع كل إنسان، مع الناس، مع الأشجار، مع الأحجار، مع الجَماد، مع الكون كُلِّه، إنه الإسلام الذي قالَ عنه مُنزِّله: (اليومَ أَكملتُ لكُم دِينكم وأتممتُ عَليكم نِعمتي ورَضِيتُ لكم الإسلامَ دِيناً) تُنظِّم ظاهرك باتِّباعك النبيَّ الأعظم عليه الصَّلاة والسلام في السُّلوك والحال والقال والحركات والسَّكنات.
السَّعادة في أمرين اثنين: في الإيمان والإسلام، ومن ابتغى السَّعادة في غيرِ ذلك فهو يبحثُ في ،تيه وهو في تيه، وهو في ضَلال، (وجدك ضَالَّاً فهَدى. ووَجَدك عَائلاً فأغنى) ولذلك جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قائلاً يا رسولَ الله: قُل لي في الإسلامِ قولاً لا أسألُ عنهُ أحداً بعدَك ؟ أعطني الخلاصة، وكأنَّه يطلبُ منه صلى الله عليه وسلم أن يُعطِيه وَصفةَ السَّعادة، ليكونَ سَعيداً بِغَضِّ النَّظر عن الناس، قل لي في الإسلامِ قولاً لا أسألُ عنه أحداً بعدَك ؟ فقال له النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: (قُل آمنتُ باللهِ) أجل أن يطمئنَّ دَاخلك، (قل آمنتُ بالله ثم استقم) في ظاهرك استقم على هذه الشريعة، كن مُنَظَّماً وفق معايير شريعة الله عز وجل، (آمنتُ بالله ثم استقم)، ونحنُ نُكرِّرُ في نِهاية الخطبة في كل أسبوع قولَ الله عَزَّ وجَل: (والعَصرِ إنَّ الإنسانَ لَفي خُسر. إلا الذين آمنوا) فاستَقَرَّت دَواخلهم (وعَمِلُوا الصَّالحات) مُطَبِّقين شَريعةَ الله لِتَنظِيمِ ظَواهرهم، (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). إنني لأقول لكم وبكل وضوح: إن إخوتنا المجاهدين في فلسطين وهم يُقاتِلون ويُستَشهدون، لكنَّهم وأيمُ الحقِّ سُعداء، لأنهم آمنوا بالله وأسلموا ناصيتهم لربهم، ونظَّموا علاقاتهم مع عدوهم وفقَ معيار الجهاد المشروع، هناك يكون الجهاد، لذلك لا تنظر إليهم على أنهم في شقاوة، ولكنهم وأيم الحق سعداء، فهم مؤمنون، وهم على الحقيقة واقفون وصامدون، وبهدي الرحمن مُهتَدون، وهم يُنظِّمون تلكَ العَلاقة مع أولئك الأوغاد عَبر قناة الجهاد في سبيل الله، فهم يجاهدون وأمامهم إحدى الحسنيين، إما النَّصر وإما الشَّهادة، والنَّصر سَعادة، والشَّهادة سَعادة، اللهم إنا نسألك السَّعادة بالإيمان والإسلام، يتوجهما الإحسان يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 21/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/sR8AVvOMth/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5276/
الدكتور #محمود_عكام
#أركان_السعادة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 21/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/sR8AVvOMth/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5276/
الدكتور #محمود_عكام
#أركان_السعادة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
واعتصموا بحبل الله جميعاً أيها المسلمون
سِرُّ نصركم على عدوكم وحدتُكم واعتصامكم بكتاب الله المجيد، وإني على يقين أنه سِرُّ الأسرار، وإلا فأنتم تنفذون مرادات عدوكم منكم لأنه يريد فرقتكم وعداوة ما بينكم وتقسيمكم إلى طرائق متناحرة ومتعادية وإلى مذاهب متشاكسة، فلا تدعوه يرتاح بهذا الذي يصبو إلى تحقيقه، وفوِّتوا فرص التفرقة عليه، وتذكروا دائماً منطلقاتكم المشتركة، وأهمها: الله جل شأنه ربنا، ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولنا، والقرآن الكريم دستورنا ومنهاجنا، وحسبنا هذا من أجل أن نكون إخوة متعاونين متضامنين متباذلين صامدين في وجه العدو الصهيوني ومَن لفَّ لفه من الغرب والشرق، فهو الذي يسعى إلى إذلالنا وإضعافنا وكسر شوكتنا، فاللهَ اللهَ يا مسلمون، يا مَن قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله بلسانه وصدقها قلبه.
حلب
25/6/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5277/
الدكتور #محمود_عكام
#واعتصموا_بحبل_الله_جميعاً
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
سِرُّ نصركم على عدوكم وحدتُكم واعتصامكم بكتاب الله المجيد، وإني على يقين أنه سِرُّ الأسرار، وإلا فأنتم تنفذون مرادات عدوكم منكم لأنه يريد فرقتكم وعداوة ما بينكم وتقسيمكم إلى طرائق متناحرة ومتعادية وإلى مذاهب متشاكسة، فلا تدعوه يرتاح بهذا الذي يصبو إلى تحقيقه، وفوِّتوا فرص التفرقة عليه، وتذكروا دائماً منطلقاتكم المشتركة، وأهمها: الله جل شأنه ربنا، ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولنا، والقرآن الكريم دستورنا ومنهاجنا، وحسبنا هذا من أجل أن نكون إخوة متعاونين متضامنين متباذلين صامدين في وجه العدو الصهيوني ومَن لفَّ لفه من الغرب والشرق، فهو الذي يسعى إلى إذلالنا وإضعافنا وكسر شوكتنا، فاللهَ اللهَ يا مسلمون، يا مَن قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله بلسانه وصدقها قلبه.
حلب
25/6/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5277/
الدكتور #محمود_عكام
#واعتصموا_بحبل_الله_جميعاً
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
أَهْلُ القُرآن هم أَهْلُ الله وخَاصَّته
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
لطالما سمعتم حينما يُقابِل إنسانٌ إنساناً على سبيل التعرف، يسألُه عن عَمله فيجيب بأنه تاجر أو صِناعي أو طالب أو طبيب أو مهندس أو... الخ، ثم يسأل هذا الإنسان الذي يبغي التعرف والتعريف بهذا الشخص يسأله سؤالاً آخر، يقولُ له: هل لك مِن هواية ? يقول: نعم، وهوايتي السِّباحة، الرياضة، المطالعة. فيقول السَّائل ونعمت الهواية. الهواية هي: أمرٌ تُمارسه بِشَغَف خارجَ عَملك، خارج الخطِّ العَمَلي الذي ارتضيتَه لنفسك في حياتك، تمارسُه بشغف، تمارسه بِوُلُوع، وأنت هنا أعتقد أنك قابل لأن تُسأَل هذا السؤال ما هوايتك ? فماذا سيكون الجواب منك ? قلت هذا كله من أجل أن أقول لشبابنا الذين دخلوا الآن مرحلة العُطلة الصيفية، أقول لهؤلاء: هيا فمارسوا هواياتكم في هذه العطلة، وممارسة الهواية تدفعكم من أجل أن تكونوا أكثر نشاطاً في عملكم في السنة القادمة، سواء أكنتم طلاباً أو معلمين أو مدرسين أو... الخ. لكن هل فكرت أيها الإنسان المسلم، أيها الطالب بشكلٍ خاص، هل فَكَّرت في أن تقول يوماً ما حينما تُسأل عن هوايتك أن تقول: هوايتي مُطالعة القرآن الكريم، انظروا كم نحن بعيدون عن القرآن الكريم، هل خَطَرَ ببالك حينما تُسأل هذا السؤال أن تقول: هوايتي القرآن الكريم، هوايتي هذا الكتاب العظيم، أقرأُه، أتدبَّرُه، أُطبِّقُه، أعيشُ معه، يُرافقني في سفري وفي حضري، في حِلِّي وترحالي، هذا القرآن عليك أن تجعله هوايتك أيها المسلم، هذا القرآن الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إذا ما أردتَ الرفعة: (إنَّ اللهَ يَرفعُ بهذا الكتاب أقواماً ويَضَعُ به آخرين) فإن كُنتَ تُريد الرِّفعة الحقيقية الواعية فعليكَ بالقرآن، عليك بالقرآن هواية، أي عليك بالقرآن شَغَفاً وولوعاً، وأن تكونَ معه ليلَ نهار، ويقول النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن، فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، ويقول يَحضُّنا على أن يكونَ القرآنُ دَيْدَننا، (من قرأَ حَرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنةُ بعشر أمثالها، لا أقول (ألم) ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)، اقرؤوا القرآن.
ولعلاقتك مع القرآن مَراتب، هنالك مَرتبةٌ دُنيا، هي مَرتبة مُتَتَعْتِع، تقرأ وتتعثَّر، والرسول عليه الصلاة والسلام قال عن هذه المرتبة، عن هذه القراءة: (الذي يقرأُ القرآن وهو يتَتَعْتِعُ فيه، وهو عليه شاق فله أجران) هل أنت متتعتع في القرآن ? أراك إذ تكون مع القرآن متتعتعاً تترك القرآن، وأنت تَتتَعْتِعُ فيه ويصعُب عليك، تصعب عليك قراءته وتلاوته لك أجران، مَارس هذه الهواية ولو بصعوبة، لك أجران.
مرتبة ثانية: ماهر بالقرآن: تقرأ القرآن بمهارة، (الذي يقرأُ القرآن وهُو مَاهِرٌ به مع السَّفرة الكِرام البَررة) مع الملائكة، ألا تريد أن تمارس هوايةً لتكون من خلال هذه الهواية مع الملائكة، مع الكرام، مع السَّفَرة البررة، الملائكة الكرام.
مرتبة ثالثة: الصَّاحب، هَيَّا وصاحبِ القرآن، والصَّاحِب ساحب، وسَيَسْحَبُك القرآنُ إلى آفاق رفيعة، إلى مَنازل رائعة في الدنيا وفي الآخرة، كُن صاحباً للقرآن الكريم في سَفَرك، في مَكتبك، في مَكانك، في بيتك، في منزلك، في ليلك، في نهارك، (يُقالُ لصَاحبِ القرآن يومَ القِيامة: اقرأ وارقَ ورَتِّل كَما كُنتَ تُرتِّل في الدُّنيا، فإن مَنزِلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها)، الصَّاحب يَعرِفُ صاحبه، والفرقُ بينَ الصَّاحب والماهر أنَّ كليهما ماهر، لكنَّ الماهر يقف عند المهارة، وأما الصَّاحب فيتجاوزُ المهارة ليَعرِفَ عن صاحبه شيئاً كثيراً، ألكَ صَاحب ? لن يكونَ هذا الصَّاحبُ لكَ صَاحباً إلا إذا عرفتَه وعرفَك، إلا إذا صَحِبتَه وصحبك، إلا إذا سافرتَ معه وسافر معك، إلا إذا اطَّلعتَ على بعضِ خَفاياه واطَّلعَ على بعضِ خفاياك، مُتتعتع، مَاهر، صاحب، المرتبة الأعلى الأهل، قال عليه الصَّلاة والسلام: (إنَّ لله أهلينَ من الناس، قالوا: مَن هم يا رسولَ الله ? قال: هم أهلُ القرآن، أهلُ القرآن هم أهلُ الله وخَاصَّته) أهل القرآن، والفرقُ بين الصَّاحب والأهل أن الأهل تَعرِفُهم أكثر مما تعرفُ صَاحبك، وتُلازِمُهم أكثر مما تنادي صاحبك، وتسكنُ مَعَهُم، ويَسكُنون معك، وتأكلونَ سَوِيَّةً، وتَنامون معاً، ويَضُمُّكم سقفٌ واحد، وتَحتويكم ساحةٌ واحدة، فهل أنتَ مع القرآن أهل ? يا إخوتي: القضيةُ قضيةُ فَيْصَل، إما أن نكون مسلمين حَدَّدنا مسارنا، وحَدَّدنا هوايتنا، أن تكونَ مُمارساً للرياضة، فهذا أمر جيد، وأن تكونَ مُمارساً للمُطالعة فهذا أمر أجود، ولكن ما ينقصك في الأمرين أن تُتَوِّجَ هذه الممارسات بممارسة هواية القرآن، فإما أن تكون متتعتعاً، وإما أن تكونَ ماهراً، وإما أنَ تكونَ صَاحِباً، وإما أن تكونَ أهلاً، فاختر المرتبة التي تَسعى من أجل التَّحقق بها.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
لطالما سمعتم حينما يُقابِل إنسانٌ إنساناً على سبيل التعرف، يسألُه عن عَمله فيجيب بأنه تاجر أو صِناعي أو طالب أو طبيب أو مهندس أو... الخ، ثم يسأل هذا الإنسان الذي يبغي التعرف والتعريف بهذا الشخص يسأله سؤالاً آخر، يقولُ له: هل لك مِن هواية ? يقول: نعم، وهوايتي السِّباحة، الرياضة، المطالعة. فيقول السَّائل ونعمت الهواية. الهواية هي: أمرٌ تُمارسه بِشَغَف خارجَ عَملك، خارج الخطِّ العَمَلي الذي ارتضيتَه لنفسك في حياتك، تمارسُه بشغف، تمارسه بِوُلُوع، وأنت هنا أعتقد أنك قابل لأن تُسأَل هذا السؤال ما هوايتك ? فماذا سيكون الجواب منك ? قلت هذا كله من أجل أن أقول لشبابنا الذين دخلوا الآن مرحلة العُطلة الصيفية، أقول لهؤلاء: هيا فمارسوا هواياتكم في هذه العطلة، وممارسة الهواية تدفعكم من أجل أن تكونوا أكثر نشاطاً في عملكم في السنة القادمة، سواء أكنتم طلاباً أو معلمين أو مدرسين أو... الخ. لكن هل فكرت أيها الإنسان المسلم، أيها الطالب بشكلٍ خاص، هل فَكَّرت في أن تقول يوماً ما حينما تُسأل عن هوايتك أن تقول: هوايتي مُطالعة القرآن الكريم، انظروا كم نحن بعيدون عن القرآن الكريم، هل خَطَرَ ببالك حينما تُسأل هذا السؤال أن تقول: هوايتي القرآن الكريم، هوايتي هذا الكتاب العظيم، أقرأُه، أتدبَّرُه، أُطبِّقُه، أعيشُ معه، يُرافقني في سفري وفي حضري، في حِلِّي وترحالي، هذا القرآن عليك أن تجعله هوايتك أيها المسلم، هذا القرآن الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إذا ما أردتَ الرفعة: (إنَّ اللهَ يَرفعُ بهذا الكتاب أقواماً ويَضَعُ به آخرين) فإن كُنتَ تُريد الرِّفعة الحقيقية الواعية فعليكَ بالقرآن، عليك بالقرآن هواية، أي عليك بالقرآن شَغَفاً وولوعاً، وأن تكونَ معه ليلَ نهار، ويقول النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن، فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، ويقول يَحضُّنا على أن يكونَ القرآنُ دَيْدَننا، (من قرأَ حَرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنةُ بعشر أمثالها، لا أقول (ألم) ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)، اقرؤوا القرآن.
ولعلاقتك مع القرآن مَراتب، هنالك مَرتبةٌ دُنيا، هي مَرتبة مُتَتَعْتِع، تقرأ وتتعثَّر، والرسول عليه الصلاة والسلام قال عن هذه المرتبة، عن هذه القراءة: (الذي يقرأُ القرآن وهو يتَتَعْتِعُ فيه، وهو عليه شاق فله أجران) هل أنت متتعتع في القرآن ? أراك إذ تكون مع القرآن متتعتعاً تترك القرآن، وأنت تَتتَعْتِعُ فيه ويصعُب عليك، تصعب عليك قراءته وتلاوته لك أجران، مَارس هذه الهواية ولو بصعوبة، لك أجران.
مرتبة ثانية: ماهر بالقرآن: تقرأ القرآن بمهارة، (الذي يقرأُ القرآن وهُو مَاهِرٌ به مع السَّفرة الكِرام البَررة) مع الملائكة، ألا تريد أن تمارس هوايةً لتكون من خلال هذه الهواية مع الملائكة، مع الكرام، مع السَّفَرة البررة، الملائكة الكرام.
مرتبة ثالثة: الصَّاحب، هَيَّا وصاحبِ القرآن، والصَّاحِب ساحب، وسَيَسْحَبُك القرآنُ إلى آفاق رفيعة، إلى مَنازل رائعة في الدنيا وفي الآخرة، كُن صاحباً للقرآن الكريم في سَفَرك، في مَكتبك، في مَكانك، في بيتك، في منزلك، في ليلك، في نهارك، (يُقالُ لصَاحبِ القرآن يومَ القِيامة: اقرأ وارقَ ورَتِّل كَما كُنتَ تُرتِّل في الدُّنيا، فإن مَنزِلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها)، الصَّاحب يَعرِفُ صاحبه، والفرقُ بينَ الصَّاحب والماهر أنَّ كليهما ماهر، لكنَّ الماهر يقف عند المهارة، وأما الصَّاحب فيتجاوزُ المهارة ليَعرِفَ عن صاحبه شيئاً كثيراً، ألكَ صَاحب ? لن يكونَ هذا الصَّاحبُ لكَ صَاحباً إلا إذا عرفتَه وعرفَك، إلا إذا صَحِبتَه وصحبك، إلا إذا سافرتَ معه وسافر معك، إلا إذا اطَّلعتَ على بعضِ خَفاياه واطَّلعَ على بعضِ خفاياك، مُتتعتع، مَاهر، صاحب، المرتبة الأعلى الأهل، قال عليه الصَّلاة والسلام: (إنَّ لله أهلينَ من الناس، قالوا: مَن هم يا رسولَ الله ? قال: هم أهلُ القرآن، أهلُ القرآن هم أهلُ الله وخَاصَّته) أهل القرآن، والفرقُ بين الصَّاحب والأهل أن الأهل تَعرِفُهم أكثر مما تعرفُ صَاحبك، وتُلازِمُهم أكثر مما تنادي صاحبك، وتسكنُ مَعَهُم، ويَسكُنون معك، وتأكلونَ سَوِيَّةً، وتَنامون معاً، ويَضُمُّكم سقفٌ واحد، وتَحتويكم ساحةٌ واحدة، فهل أنتَ مع القرآن أهل ? يا إخوتي: القضيةُ قضيةُ فَيْصَل، إما أن نكون مسلمين حَدَّدنا مسارنا، وحَدَّدنا هوايتنا، أن تكونَ مُمارساً للرياضة، فهذا أمر جيد، وأن تكونَ مُمارساً للمُطالعة فهذا أمر أجود، ولكن ما ينقصك في الأمرين أن تُتَوِّجَ هذه الممارسات بممارسة هواية القرآن، فإما أن تكون متتعتعاً، وإما أن تكونَ ماهراً، وإما أنَ تكونَ صَاحِباً، وإما أن تكونَ أهلاً، فاختر المرتبة التي تَسعى من أجل التَّحقق بها.
أيها الإخوة: أتدرون سِر الصُّمود لإخوانكم في فلسطين ؟! من أسرار الصُّمود، هذا الصُّمود الذي غَدَا اليومَ أُسطُورة يتحدَّث عنه في الشَّرق والغرب، أتدرون ما سِرُّ هذا الصمود ? سِرُّ الصمود القرآن الكريم، إن كُنتَ للقرآنِ أهلاً فقَد رَفَعكَ اللهُ عَزَّ وجَل كما قُلنا آنفاً: (إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكِتاب أقواماً) إن كُنتَ للقرآنِ أهلاً فأنت أهلُ الله، وحَاشا أَن يُضيِّعَ اللهُ أهلَه، أتُضيِّعُ أهلَكَ أنت ؟ إن كُنتَ أنتَ لا تُضيِّعُ أهلك فكيفَ يُضيِّعُ اللهُ أهله، وكيف يَهمِلُ الله أهله ? إنَّ لله أهلين من الناس. مَنْ هُم يا رسولَ الله ? هم أهل القرآن، أهلُ الله وخَاصَّتُه، سِرُ صُمود إخوتنا في فلسطين، في غَزَّة هو القرآن الكريم، القرآن رفعهم، وسر عدم نجاحنا، عدم نجاح المسلمين في بقية العالم هو القرآن الكريم، أي إهمال هذا القرآن، عدم تبني هذا القرآن الكريم، (وَيَضَع به آخرين) عندما نحاول أن نُبرِّر من القرآن ما يدفعني من أجل أن أقتل مسلماً فاللهُ عند ذلك لن يَرفعني، وإنَّما سيجعلني في الحضيض، ويَخفِضُ به آخرين، ويحطُّ به آخرين، هيا إلى القرآن يا أبناءنا، ولا سيما الطلاب، اجعلوا القرآنَ صَاحبكم، واجعلوا القرآنَ أهلكم، وليكن المصحف الشريف بجانبكم باستمرار، في سَفركم، إن أردتم النُزهةً إلى مزرعة ما فاصحبوا القرآن، وإن أردتم نزهة إلى بلد ما اذهبوا، ولكن اصحبوا القرآن الكريم، وكما تجلسون وتقعدون لتناول الأكل والطعام، فاجلسوا دقائق، أنت مع أسرتك لتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ولا يستحينَّ أحدٌ لأنَّه لا يعرف، فالذي يقرأُ وهو يتعثر، فله أجران، يا شباب، يا أمة القرآن، يا أمة محمد له أجران، الذي يقرأُ القرآن متعثراً وهو عليه شاق له أجران، اللهم هل بلَّغت ? اللهم إنَّ القرآنَ قرآنك، به نَحفظُ أنفسنا، لقد حفظتَه يا ربّ، وتكفَّلتَ بحفظه فقلت: (إنَّا نحن نَزَّلنا الذِّكر وإنا له لحافظون) فمن أرادَ منكم أن يَحفظَ نفسَه فليتَمسَّك بالمحفوظ، ومَن تَمسَّك بالمحفوظ حُفِظ، احفَظنا يا رب، واحفظ بلادنا بالقرآن الكريم، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ رَبُّنا، ونِعْمَ النَّصيرُ إلهُنا، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 28/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/s_I0d9EO6B/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5278/
الدكتور #محمود_عكام
#أهل_القرآن_أهل_الله_وخاصته
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 28/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/s_I0d9EO6B/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5278/
الدكتور #محمود_عكام
#أهل_القرآن_أهل_الله_وخاصته
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx
موعظتان من ذكرى الهجرة
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
ها نحن في اليوم ما قبل الأخير من سنةٍ هجرية أسأل الله أن تكونَ مُباركة، وبعدَ يَومين سنستقبلُ سَنةً جديدة أسأل العليَّ القدير أن تكونَ سَنةَ خيرٍ ونَصر وازدهار وعطاء وأمن وأمان.
ها هي ذي صفحة هذه السنة تطوى لتفتح صفحةٌ جديدة، فبالله عليك قبل أن تُطوى هذه الصفحة انظر إليها، انظر ما كتبتَ فيها وما أودعته فيها، هل أنت راضٍ عمَّا أودعت في هذه الصفحة التي تُمثِّل مرحلةً من مراحل عمرك، هل أنتَ راضٍ عمَّا أودعته في هذه الصفحة التي ستقلبها بعد يومين لتفتحَ صفحةً جديدة ? هل أودعت في هذه الصفحة التي ستكونُ بعدَ يومين صفحةً ماضية، هل أودعتها إسلاماً وإيماناً وإحساناً ؟ هل أودعتَها عملاً صالحاً ? هل أودعتَها ذُخراً طيِّباً تلقاه يومَ القيامة يستقبلك ليكونَ سبباً في دُخولك الجنة ؟ لا تنسَ يا أخي المسلم أنك ستُسألُ يومَ تُغادر هذه الحياة، ستُسأل عن أربع: عن عُمرك فيما أفنيتَه، عن هذه السنة التي مضت كيف قضيتَها وما فعلتَ فيها، وما قدَّمتَ فيها، لذلك دعني أحدِّثك في هذا اليوم عن مَوعظتين تتعلَّقان بمرور الأيام، تتعلَّقان بالذكريات، تتعلَّقان بالعُمر الذي يمشي الهُنيهة، يمشي بمسافةٍ يوم، وبمسافة دقيقة، وبمسافة ساعة، وبمسافة أسبوع، وبمسافة شهر، وبمسافة سنة. ما أريد أن أحدثك عنه في هذه اللحظات أمران اثنان:
الأمر الأول: نحن الآن نستقبل ذكرى الهجرة، هذه السَّنة سنةٌ هِجرية، فهل تذكرونها ? أم إنكم في غيابٍ عنها ? هذه الذكرى ينبغي أن تكونَ في ذاكرتنا، لذلك قلتُ سابقاً: ثمة ذاكرة وذكرى، ومن خلال ذكرياتك التي أودعتها في ذاكرتك أستطيع أن أحكم عليك، قل لي ما ذكرياتك التي في ذاكرتك أقل لك مَن أنت. أصبحت ذكرياتنا التي تقبعُ في ذاكرتنا تَدور في فلكنا، ذكرياتك غدت ذكريات شخصية، أنت أودعتَ ذاكرتك ذكرياتك التي تتعلق بأحسن أحوالك، في انتقالك من بيتٍ لبيت، في انتقالك من صف لصف، في انتقالك من محلٍ إلى محل، من مَسكن إلى مسكن، من دكان إلى دكان، من مَتجر إلى متجر، من سَفر إلى سفر، هذه ذكرياتك، والأصلُ وباعتبارك مسلماً مؤمناً مُحسناً المفروض أن تكونَ ذكرياتك التي تقبعُ في ذاكرتك هي الذكريات المتعلقة بمبدئك، هي الذكريات المتعلقة بدينك، هي الذكريات المتعلقة بأسوتك، بمحمدٍ عليه الصلاة والسلام، فهل ذكريات مُتعلِّقةُ بالنبي الأعظم هي التي تقبع في ذاكرتك، وبالتالي إذا كانت هذه الذكريات تقبعُ في ذاكرتك، ذكرياتٌ مُرتبطة بالنبي محمد عندهَا ستوجهك ذاكرتك نحو سُلوك رفيع جيد ممتاز، لكنَّ الحال ليسَ هذا. سلوكُك ليسَ بجيد بشكلٍ عام، لأنَّ الذكريات التي أودعتَها ذاكرتك ليست تلك الذكريات التي ينبغي أن تكون. ولعلي إذا سألتُ واحداً منا عن السنة الهجرية والذكريات المرتبطة بها، والتي يجب أن تكون في ذاكرتنا، أعتقدُ أنَّ الإجابات ستكونُ مُتفاوتة من حيث الضعف، ومن حيث عدم التذكُّر كما ينبغي. سَنتنا الهجرية مليئةٌ بالذكريات المتعلقة بالنبيِّ الأعظم عليه الصلاة والسلام، نبتدئ بذكرى الهجرة، نبتدئ بذكرى المولد، أو نمرُّ على ذكرى المولد الشريف، نَمُرُّ على ذكرى الإسراء والمعراج، نَمُرُّ على ذكرى غزوة بدر، نَمُرُّ على ذكرى غزوة الفتح، نَمُرُّ على ذكرى الحج، نَمُرُّ على ذكرى الصيام، نَمُرُّ على ذكرى ليلة القدر، نَمُرُّ على ذكرى شعبان، نَمُرُّ على ذكرى عظيمة ترتبط بتلك الأيام التي تُشكِّل السَّنة الهجرية. مَن مِنا عَلى وَعيٍ حِفظي على الأقل، على وعي حفظي لِسَنته الهجرية ? تصوَّروا لو أنني سألتُ خَمسينَ شاباً، طالباً أو طالبة عن السَّنة الهجرية، وعن أشهرها، وعن ذكرياتها، وعن رزنامتها، أي عن الذكريات المرتبطة بها، أعتقد أن كثيراً من هؤلاء المسؤولين لن يستطيعوا الإجابة، لذلك قُل لي ما ذِكرياتك، أقل لك مَن أنت. تذكَّروا الذكريات وضَعُوها في ذَاكرتكم، ولتكن الدَّافع لكم من أجل سُلوك نبيل صحيح قويم، وهذا ما نريد أن نعيشه ونحن في رحاب سنةٍ هجرية ماضية، وفي رحابِ سنةٍ هجرية قادمة.
الأمر الثاني: المحاسبة والمعاهدة، يقولُ سيدنا عمر رضي الله عنه كما يروي الترمذي وسواه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وَزِنُوا أعمالكم قبل أن تُوزَن عليكم، إنَّما يُخفَّفُ الحسابُ عن العبدِ يومَ القيامة إذا حاسب نفسه في الدنيا"، الآن أنت في نهايةِ السَّنة الهجرية التي ستمضي، والتي ستولي، فهل ستحاسب نفسك كما بدأتُ الحديث ? هل ستقفُ أمام هذه الأيام التي مَرَّت لتتذكر ما فعلتَه من خير فتحمد الله، ولتتذكر ما فعلتَه من غير ذلك لتستغفر الله عز وجل، ولتتوب إليه توبة نصوحاً.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
ها نحن في اليوم ما قبل الأخير من سنةٍ هجرية أسأل الله أن تكونَ مُباركة، وبعدَ يَومين سنستقبلُ سَنةً جديدة أسأل العليَّ القدير أن تكونَ سَنةَ خيرٍ ونَصر وازدهار وعطاء وأمن وأمان.
ها هي ذي صفحة هذه السنة تطوى لتفتح صفحةٌ جديدة، فبالله عليك قبل أن تُطوى هذه الصفحة انظر إليها، انظر ما كتبتَ فيها وما أودعته فيها، هل أنت راضٍ عمَّا أودعت في هذه الصفحة التي تُمثِّل مرحلةً من مراحل عمرك، هل أنتَ راضٍ عمَّا أودعته في هذه الصفحة التي ستقلبها بعد يومين لتفتحَ صفحةً جديدة ? هل أودعت في هذه الصفحة التي ستكونُ بعدَ يومين صفحةً ماضية، هل أودعتها إسلاماً وإيماناً وإحساناً ؟ هل أودعتَها عملاً صالحاً ? هل أودعتَها ذُخراً طيِّباً تلقاه يومَ القيامة يستقبلك ليكونَ سبباً في دُخولك الجنة ؟ لا تنسَ يا أخي المسلم أنك ستُسألُ يومَ تُغادر هذه الحياة، ستُسأل عن أربع: عن عُمرك فيما أفنيتَه، عن هذه السنة التي مضت كيف قضيتَها وما فعلتَ فيها، وما قدَّمتَ فيها، لذلك دعني أحدِّثك في هذا اليوم عن مَوعظتين تتعلَّقان بمرور الأيام، تتعلَّقان بالذكريات، تتعلَّقان بالعُمر الذي يمشي الهُنيهة، يمشي بمسافةٍ يوم، وبمسافة دقيقة، وبمسافة ساعة، وبمسافة أسبوع، وبمسافة شهر، وبمسافة سنة. ما أريد أن أحدثك عنه في هذه اللحظات أمران اثنان:
الأمر الأول: نحن الآن نستقبل ذكرى الهجرة، هذه السَّنة سنةٌ هِجرية، فهل تذكرونها ? أم إنكم في غيابٍ عنها ? هذه الذكرى ينبغي أن تكونَ في ذاكرتنا، لذلك قلتُ سابقاً: ثمة ذاكرة وذكرى، ومن خلال ذكرياتك التي أودعتها في ذاكرتك أستطيع أن أحكم عليك، قل لي ما ذكرياتك التي في ذاكرتك أقل لك مَن أنت. أصبحت ذكرياتنا التي تقبعُ في ذاكرتنا تَدور في فلكنا، ذكرياتك غدت ذكريات شخصية، أنت أودعتَ ذاكرتك ذكرياتك التي تتعلق بأحسن أحوالك، في انتقالك من بيتٍ لبيت، في انتقالك من صف لصف، في انتقالك من محلٍ إلى محل، من مَسكن إلى مسكن، من دكان إلى دكان، من مَتجر إلى متجر، من سَفر إلى سفر، هذه ذكرياتك، والأصلُ وباعتبارك مسلماً مؤمناً مُحسناً المفروض أن تكونَ ذكرياتك التي تقبعُ في ذاكرتك هي الذكريات المتعلقة بمبدئك، هي الذكريات المتعلقة بدينك، هي الذكريات المتعلقة بأسوتك، بمحمدٍ عليه الصلاة والسلام، فهل ذكريات مُتعلِّقةُ بالنبي الأعظم هي التي تقبع في ذاكرتك، وبالتالي إذا كانت هذه الذكريات تقبعُ في ذاكرتك، ذكرياتٌ مُرتبطة بالنبي محمد عندهَا ستوجهك ذاكرتك نحو سُلوك رفيع جيد ممتاز، لكنَّ الحال ليسَ هذا. سلوكُك ليسَ بجيد بشكلٍ عام، لأنَّ الذكريات التي أودعتَها ذاكرتك ليست تلك الذكريات التي ينبغي أن تكون. ولعلي إذا سألتُ واحداً منا عن السنة الهجرية والذكريات المرتبطة بها، والتي يجب أن تكون في ذاكرتنا، أعتقدُ أنَّ الإجابات ستكونُ مُتفاوتة من حيث الضعف، ومن حيث عدم التذكُّر كما ينبغي. سَنتنا الهجرية مليئةٌ بالذكريات المتعلقة بالنبيِّ الأعظم عليه الصلاة والسلام، نبتدئ بذكرى الهجرة، نبتدئ بذكرى المولد، أو نمرُّ على ذكرى المولد الشريف، نَمُرُّ على ذكرى الإسراء والمعراج، نَمُرُّ على ذكرى غزوة بدر، نَمُرُّ على ذكرى غزوة الفتح، نَمُرُّ على ذكرى الحج، نَمُرُّ على ذكرى الصيام، نَمُرُّ على ذكرى ليلة القدر، نَمُرُّ على ذكرى شعبان، نَمُرُّ على ذكرى عظيمة ترتبط بتلك الأيام التي تُشكِّل السَّنة الهجرية. مَن مِنا عَلى وَعيٍ حِفظي على الأقل، على وعي حفظي لِسَنته الهجرية ? تصوَّروا لو أنني سألتُ خَمسينَ شاباً، طالباً أو طالبة عن السَّنة الهجرية، وعن أشهرها، وعن ذكرياتها، وعن رزنامتها، أي عن الذكريات المرتبطة بها، أعتقد أن كثيراً من هؤلاء المسؤولين لن يستطيعوا الإجابة، لذلك قُل لي ما ذِكرياتك، أقل لك مَن أنت. تذكَّروا الذكريات وضَعُوها في ذَاكرتكم، ولتكن الدَّافع لكم من أجل سُلوك نبيل صحيح قويم، وهذا ما نريد أن نعيشه ونحن في رحاب سنةٍ هجرية ماضية، وفي رحابِ سنةٍ هجرية قادمة.
الأمر الثاني: المحاسبة والمعاهدة، يقولُ سيدنا عمر رضي الله عنه كما يروي الترمذي وسواه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وَزِنُوا أعمالكم قبل أن تُوزَن عليكم، إنَّما يُخفَّفُ الحسابُ عن العبدِ يومَ القيامة إذا حاسب نفسه في الدنيا"، الآن أنت في نهايةِ السَّنة الهجرية التي ستمضي، والتي ستولي، فهل ستحاسب نفسك كما بدأتُ الحديث ? هل ستقفُ أمام هذه الأيام التي مَرَّت لتتذكر ما فعلتَه من خير فتحمد الله، ولتتذكر ما فعلتَه من غير ذلك لتستغفر الله عز وجل، ولتتوب إليه توبة نصوحاً.
هيا أيها الإنسان قِف مع نفسك ساعةً من زمن في هذه الليلة، في الليلة القادمة، قِف بينك وبين نفسك ساعة، وحاسبها واستعرض تلك الأيام التي مَرَّت منذ المحرم من السنة التي ستفوت، وإلى نهاية ذي الحجة من هذه السنة التي ستفوت، استعرِضها، ولعلَّ ذلك يُساعدك أيضاً على أن تكون ذا ذاكرةٍ قوية، على أن تكون صاحبَ ذاكرة قوية، استعرض وحاسِب نفسك، فمن وجدَ خيراً فليحمدِ الله، ومن وجدَ غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه. وأما المعاهدة: فعاهِد ربَّك، وعاهد نبيك عليه الصلاة والسلام على أن تكون مسلماً مؤمناً مهاجراً، لأن الهجرة من حيثُ هجرة المكان انتهت، أما الهجرة كحركة سلوكية لم تنتهِ، لذلك قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام يوماً لأصحابه: أتدرون من المسلم ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: المسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده". فهل كنت أنت في السنة الفائتة التي ستفوتُ مسلماً سَلِم المسلمون من لسانك ويدك، أم كنتَ غيرَ مسلم ? عاهِد ربك على أن تكون مسلماً في السنة القادمة يسلمُ الناس والمسلمون من لسانك ويدك. "قالوا: فمَن المؤمن ؟ قال: مَن أمِنه الناس على أنفسهم وأموالهم". فهل كنتَ في السَّنة التي ستفوت مُؤمناً يأمنك الناس على دمائهم وأموالهم ? عاهِد ربك على أن تكون في السنة القادمة مؤمناً يأمنك الناس على دمائهم وأموالهم. "قالوا: فمَن المهاجر ؟ قال: من هَجَر السُّوء فاجتنبه" وفي رواية: "مَن هَجر الخطايا"، وفي رواية: "من هَجر الذنوب"، وفي رواية: "من هَجر السيئات"، وفي رواية: "من هَجر ما نهى الله عنه" فهل أنت من المهاجرين في السنة التي ستفوت هجرتَ السيئات وهجرت الذنوب وهجرت الخطايا وهجرت المعاصي، وستعاهد ربك على أن تهجر في السنة القادمة الخطايا والذنوب والمعاصي والسوء وما نهى الله عنه ؟ عاهد ربك في نهاية هذه السنة الجارية التي نعيش أيامها الأخيرة عاهد ربك على أن تكون في السنة القادمة مسلماً حقاً مؤمناً حقاً مهاجراً حقا، وعاهد ربك على أن تنصر المسلمين المؤمنين المهاجرين المجاهدين حقاً، عاهد ربك على أن تكون دَاعماً لإخوانك الذين يُقاتلون في فلسطين عدوَّ الإنسانية على الإطلاق، العدو الحقيقي للمسلمين وللإنسانية، عاهد ربك على أن تكون رَديفاً لهؤلاء الذين يبذلون أرواحهم من أجل نصرة دين الله عز وجل، ومن أجل رفعِ كلمة الله، ومن أجل أن يكون الحقُّ هو الذي يصدع في سماء الدنيا كلها، عاهد ربك من هذه اللحظة التي أنت فيها، (وأوفوا بالعهود)، اللهمَّ إنا نسألك يا ربَّ العالمين التوبةَ النَّصوح من كل ما صَدر عنا في السنة الفائتة، ونسألك أمناً وأماناً وازدهاراً ونصراً وعِزَّاً وشفاء وعافية، ورفعَ بَلاء ورفعَ وباء عن بلادنا كلها، يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 5/7/2024
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 5/7/2024
رِسالةٌ إلى المرشَّحين لمجلسِ الشَّعب "حزبيِّين ومُستقلِّين"
إنَّها أمانةٌ ومَسؤولية، فأنتم ممثِّلو الشَّعب تتكلَّمون باسمه وتتحدثون بلسانه، ولن تكونوا كذلك إلا إذا عَرفتم الشَّعب الذي تُمثِّلونه أمامَ الحُكومة (السُّلطة التنفيذية)، ولن تعرفوا الشعب إلا إذا خالطتموه مُخالطةً واعية مَسؤولة. فهيا إلى تَحسُّس آلامِه وأوجاعه في مختلف المجالات: الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والتربوية، فإن وجدتم في أنفسكم القدرة على التحمّل والأداء بأمانة ووفاء وعلم وحكمة وشجاعة ونزاهة، إذاً تابعوا والله معكم ويتولاكم، وإلا فارجعوا واعدلوا وانسحبوا، وليعُد كل منكم إلى عمله ووظيفته، وقولوا: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا...).
لقد قالوا قديماً:
قَدِّر لرِجلِك قَبل الخطوِ مَوضِعَها فمَن عَلا مَوضِعاً عَن غِرَّةٍ زَلَقا
حلب
10/7/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5280/
الدكتور #محمود_عكام
#رسالة_إلى_المرشحين_لمجلس_الشعب
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
إنَّها أمانةٌ ومَسؤولية، فأنتم ممثِّلو الشَّعب تتكلَّمون باسمه وتتحدثون بلسانه، ولن تكونوا كذلك إلا إذا عَرفتم الشَّعب الذي تُمثِّلونه أمامَ الحُكومة (السُّلطة التنفيذية)، ولن تعرفوا الشعب إلا إذا خالطتموه مُخالطةً واعية مَسؤولة. فهيا إلى تَحسُّس آلامِه وأوجاعه في مختلف المجالات: الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والتربوية، فإن وجدتم في أنفسكم القدرة على التحمّل والأداء بأمانة ووفاء وعلم وحكمة وشجاعة ونزاهة، إذاً تابعوا والله معكم ويتولاكم، وإلا فارجعوا واعدلوا وانسحبوا، وليعُد كل منكم إلى عمله ووظيفته، وقولوا: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا...).
لقد قالوا قديماً:
قَدِّر لرِجلِك قَبل الخطوِ مَوضِعَها فمَن عَلا مَوضِعاً عَن غِرَّةٍ زَلَقا
حلب
10/7/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5280/
الدكتور #محمود_عكام
#رسالة_إلى_المرشحين_لمجلس_الشعب
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
أنواع الصَّبر - 1
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
جاء الإسلام بالأخلاق، والأخلاق ركن من أركان الإسلام، لأن الإسلام يعني عقيدة وشريعة وخُلُقاً، والأخلاق نوعان: نوع يتعلق بالذات، ونوع يتعلق بالعلاقات. هنالك خُلُق يُحسِّن ذاتك، يبني ذاتك، يُقوِّي ذاتك، يجعل منك ذاتيةً قوية خيرة، هذه الأخلاق التي ترتبط بالذات تقويةً وتحسيناً تُسمَّى الأخلاق السيادية، وهناك أخلاق ترتبط بالعلاقات، تُحسِّن علاقاتك مع الآخرين. الأخلاق التي ترتبط بالذات تبني ذاتك وتحسنها وتجودها مثالها مثال: الصدق، الصدق خلقٌ ذاتي يقوي ذاتك يبني ذاتك، الصبر، الإخلاص، هذه أخلاق ذاتية، بالصبر بالإخلاص بالصِّدق تبني ذاتك، تكونُ ذاتُك قوية، والأخلاق التي تتعلَّق بالعلاقات مع الآخرين كالتسامح، خُلُقٌ جميل، لكن يتعلق بعلاقتك مع الآخرين التسامح، التعاون، العفو، الكرم... ما يهمني أن أتحدث عن الأخلاق السِّيادية التي تتعلق بذاتك، أريد أن تقف أمام المرآة يوماً لتقوم لتسألَ نفسك: هل أنت صادق ؟ إذا أردت أن تحكم على نفسك بأمانة، هل أنت صادق ؟ هل أنت صابر ؟ إذا ذُكر الصَّابرون فهل أنت صابر ؟ هل أنت مخلص ؟ وهكذا، سأقف اليوم عند الصَّبر، وقد كاد أن يَجُرَّ أذياله من بيننا، فلا يمكن لأحد منا، اللهمَّ إلا ما نَدَر، أن يقول عن نفسه بأنه صابر، ولا أريد أن أستدلَّ على ذلك، لكنني أقول: (اصبِروا وصابروا) ابحثوا عن خُلُق الصَّبر من أجل أن تتحلَّوا به، الصَّبر خُلُق يتعلَّق بذاتك، أراك تضجر من أول مسألة، أراك تضجر إن أنت جلستَ عشرَ دقائق من غير وسيلة ترفيه، أراك تتذمَّر عندما تدخُل بيتك لترى زوجتك والطعام لم ينضج بعد، أراك في كثيرٍ من الأحيان لا تمتُّ إلى الصَّبر بصلة، ومع كل هذا تدَّعي بأنك صابر، لا أريد أن أُسهب وأن أسترسل في هذه القضية، لكنني أقول لكم: الصبر خُلُق ذاتي سِيادي، لأن الله مع الصابرين، (إنَّ الله مع الصَّابرين) لأنَّ اللهَ بشَّر الصَّابرين، لأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: (ما أُعطي أحد خيراً وأوسع من الصبر)، والصبر على أنواع: الصَّبر على فعل الطاعات، والصَّبر على ترك المعاصي والآثام، والصَّبر على أذى الآخرين، والصبر على البلاء والمصائب. هذه أنواع الصبر.
الصَّبر على فعل الطاعات: (واستَعينُوا بالصَّبر والصَّلاة)، فعل الطاعات يحتاج إلى صبر فهل أنت صابر على فعل الطاعات ؟ هل تحبس نفسك على الطاعات على الرغم من أن نفسك تقول لك بلسان حالها تريد أن تتحرر من هذا، تريد أن تنهزم وأن تفر من هذا الذي تجبرها عليه، (واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)، (حُفَّت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات) من أجل الجنة تحتاج إلى صبر على الطاعات، فهل أنت تصبر على الطاعات ؟ يقول عليه الصلاة والسلام أيضاً: (من خاف أدلج) من خاف ربه أدلج أي قام الليل، جعل ليله مضاءً بأنوار الصلاة والذكر، جعل ليله مضيئاً ومضاءاً، (ومن أدلج بلغ المنزل) المنزل المرتضى، بلغ الجنة، (ألا إن سلعة الله غالية) تحتاج إلى صبر على الطاعة، (ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة)، الصبر على فعل الطاعات نوع من أنواع الصبر.
والصبر على ترك المعاصي، وهذا ما أقوله لنفسي ولشبابنا اليوم: (وأما مَن خاف مقامَ ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) الصبر على ترك المعاصي، المعاصي اليوم كثيرة، وأبوابها مفتوحة مشرعة، وهي سهلة المتناول لكل من يريد، لكن هل أنت قادر على تركها إذاً فأنت صابر، (وغَلَّقت الأبواب وقالت هيت لك) هكذا صبر يوسف فنال نتيجة الصبر أعلى المنازل في الدنيا والآخرة، (وغلَّقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) الصبر ترك المعاصي، (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) من جملتهم: (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ربَّ العالمين) هيا الى بناء الذات من خلال الأخلاق الذاتية السيادية، من خلال الصدق، من خلال الإخلاص، الصبر على ترك المعاصي، ذكرتُ لكم فيما مضى قصة ذلك الغلام الراعي مع ابن عمر رضي الله عنهما، يقول ابن الجوزي في كتابه "صفة الصفوة" عن نافع تلميذ ابن عمر رضي الله عنه قال: خرجت مع عبد الله بن عمر إلى نواحي المدينة للتنزه، لقضاء بعض الوقت، خرجنا ووضعنا السُّفرة، وكان ثمة راعٍ يرعى الغنم، فاستدعاه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال إني صائم، استدعاه إلى الطعام، فقال إني صائم. قال: أفي هذه الأيام شديدة الحر ؟ قال: إني أصوم ليومٍ أحر من هذه الأيام. قال: يا غلام أعطِنا شاة نجتزرها، نذبحها، ونأكلها. فقال: ليست الشياه لي وإنما هي لسيدي وأنا أرعاها له. قال له: حسنا بعنا شاة. قال الغلام: سيدي لم يفوضني ببيع شاة من هذه الشياه. قال له ابن عمر رضي الله عنه: إذاً حسناً أعطنا شاة وخذ ثمنها، فان سألك سيدك فقل: أكلها الذئب أو لا يصدقك ؟ التفت هذا الراعي الغلام وقال: يصدقني، ولكن أين الله ؟ قل مثل ما قال هذا الراعي.
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
جاء الإسلام بالأخلاق، والأخلاق ركن من أركان الإسلام، لأن الإسلام يعني عقيدة وشريعة وخُلُقاً، والأخلاق نوعان: نوع يتعلق بالذات، ونوع يتعلق بالعلاقات. هنالك خُلُق يُحسِّن ذاتك، يبني ذاتك، يُقوِّي ذاتك، يجعل منك ذاتيةً قوية خيرة، هذه الأخلاق التي ترتبط بالذات تقويةً وتحسيناً تُسمَّى الأخلاق السيادية، وهناك أخلاق ترتبط بالعلاقات، تُحسِّن علاقاتك مع الآخرين. الأخلاق التي ترتبط بالذات تبني ذاتك وتحسنها وتجودها مثالها مثال: الصدق، الصدق خلقٌ ذاتي يقوي ذاتك يبني ذاتك، الصبر، الإخلاص، هذه أخلاق ذاتية، بالصبر بالإخلاص بالصِّدق تبني ذاتك، تكونُ ذاتُك قوية، والأخلاق التي تتعلَّق بالعلاقات مع الآخرين كالتسامح، خُلُقٌ جميل، لكن يتعلق بعلاقتك مع الآخرين التسامح، التعاون، العفو، الكرم... ما يهمني أن أتحدث عن الأخلاق السِّيادية التي تتعلق بذاتك، أريد أن تقف أمام المرآة يوماً لتقوم لتسألَ نفسك: هل أنت صادق ؟ إذا أردت أن تحكم على نفسك بأمانة، هل أنت صادق ؟ هل أنت صابر ؟ إذا ذُكر الصَّابرون فهل أنت صابر ؟ هل أنت مخلص ؟ وهكذا، سأقف اليوم عند الصَّبر، وقد كاد أن يَجُرَّ أذياله من بيننا، فلا يمكن لأحد منا، اللهمَّ إلا ما نَدَر، أن يقول عن نفسه بأنه صابر، ولا أريد أن أستدلَّ على ذلك، لكنني أقول: (اصبِروا وصابروا) ابحثوا عن خُلُق الصَّبر من أجل أن تتحلَّوا به، الصَّبر خُلُق يتعلَّق بذاتك، أراك تضجر من أول مسألة، أراك تضجر إن أنت جلستَ عشرَ دقائق من غير وسيلة ترفيه، أراك تتذمَّر عندما تدخُل بيتك لترى زوجتك والطعام لم ينضج بعد، أراك في كثيرٍ من الأحيان لا تمتُّ إلى الصَّبر بصلة، ومع كل هذا تدَّعي بأنك صابر، لا أريد أن أُسهب وأن أسترسل في هذه القضية، لكنني أقول لكم: الصبر خُلُق ذاتي سِيادي، لأن الله مع الصابرين، (إنَّ الله مع الصَّابرين) لأنَّ اللهَ بشَّر الصَّابرين، لأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: (ما أُعطي أحد خيراً وأوسع من الصبر)، والصبر على أنواع: الصَّبر على فعل الطاعات، والصَّبر على ترك المعاصي والآثام، والصَّبر على أذى الآخرين، والصبر على البلاء والمصائب. هذه أنواع الصبر.
الصَّبر على فعل الطاعات: (واستَعينُوا بالصَّبر والصَّلاة)، فعل الطاعات يحتاج إلى صبر فهل أنت صابر على فعل الطاعات ؟ هل تحبس نفسك على الطاعات على الرغم من أن نفسك تقول لك بلسان حالها تريد أن تتحرر من هذا، تريد أن تنهزم وأن تفر من هذا الذي تجبرها عليه، (واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)، (حُفَّت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات) من أجل الجنة تحتاج إلى صبر على الطاعات، فهل أنت تصبر على الطاعات ؟ يقول عليه الصلاة والسلام أيضاً: (من خاف أدلج) من خاف ربه أدلج أي قام الليل، جعل ليله مضاءً بأنوار الصلاة والذكر، جعل ليله مضيئاً ومضاءاً، (ومن أدلج بلغ المنزل) المنزل المرتضى، بلغ الجنة، (ألا إن سلعة الله غالية) تحتاج إلى صبر على الطاعة، (ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة)، الصبر على فعل الطاعات نوع من أنواع الصبر.
والصبر على ترك المعاصي، وهذا ما أقوله لنفسي ولشبابنا اليوم: (وأما مَن خاف مقامَ ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) الصبر على ترك المعاصي، المعاصي اليوم كثيرة، وأبوابها مفتوحة مشرعة، وهي سهلة المتناول لكل من يريد، لكن هل أنت قادر على تركها إذاً فأنت صابر، (وغَلَّقت الأبواب وقالت هيت لك) هكذا صبر يوسف فنال نتيجة الصبر أعلى المنازل في الدنيا والآخرة، (وغلَّقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) الصبر ترك المعاصي، (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) من جملتهم: (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ربَّ العالمين) هيا الى بناء الذات من خلال الأخلاق الذاتية السيادية، من خلال الصدق، من خلال الإخلاص، الصبر على ترك المعاصي، ذكرتُ لكم فيما مضى قصة ذلك الغلام الراعي مع ابن عمر رضي الله عنهما، يقول ابن الجوزي في كتابه "صفة الصفوة" عن نافع تلميذ ابن عمر رضي الله عنه قال: خرجت مع عبد الله بن عمر إلى نواحي المدينة للتنزه، لقضاء بعض الوقت، خرجنا ووضعنا السُّفرة، وكان ثمة راعٍ يرعى الغنم، فاستدعاه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال إني صائم، استدعاه إلى الطعام، فقال إني صائم. قال: أفي هذه الأيام شديدة الحر ؟ قال: إني أصوم ليومٍ أحر من هذه الأيام. قال: يا غلام أعطِنا شاة نجتزرها، نذبحها، ونأكلها. فقال: ليست الشياه لي وإنما هي لسيدي وأنا أرعاها له. قال له: حسنا بعنا شاة. قال الغلام: سيدي لم يفوضني ببيع شاة من هذه الشياه. قال له ابن عمر رضي الله عنه: إذاً حسناً أعطنا شاة وخذ ثمنها، فان سألك سيدك فقل: أكلها الذئب أو لا يصدقك ؟ التفت هذا الراعي الغلام وقال: يصدقني، ولكن أين الله ؟ قل مثل ما قال هذا الراعي.
وذهب ابن عمر إلى سيد هذا الراعي فاشترى الراعي، الغلامَ من سيده وأعتقه واشترى الغنم وأعطاها لهذا الراعي. (وبشر الصابرين) صبر على ترك المعاصي، هل أنت ممن يردد بينك وبين نفسك أين الله ؟ الله شاهدي الله ناظري، الله معي، يا هؤلاء الصَّبرَ الصَّبرَ كما يصبر إخوانكم في فلسطين، يصبرون على الجهاد يصبرون على ترك الشهوات، يصبرون على مُقارعة العدو اللدود، يصبرون على طغاة العالم، اصبروا وصابروا ورابطوا، سنتحدث عن النوعين الآخرين للصبر في الأسبوع القادم إن شاء الله، اللهم تقبل منا ما كان صالحاً، وأصلح منا ما كان فاسداً وأصلحنا ظاهراً وباطناً،
نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ ربنا، ونِعْمَ النَّصيرُ إلهنا، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 12/7/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/tgRbLKSelV/
الدكتور #محمود_عكام
#أنواع_الصبر
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ ربنا، ونِعْمَ النَّصيرُ إلهنا، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 12/7/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/tgRbLKSelV/
الدكتور #محمود_عكام
#أنواع_الصبر
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.