موقع الدكتور الشيخ محمود عكام
551 subscribers
501 photos
1 video
2 files
447 links
تتناول هذه القناة نشاطات وأخبار الدكتور الشيخ محمود عكام.
Download Telegram
عناوين المجتمع المنشود (الصَّالح الربَّاني)
أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:
قال لي حدَثتنا عن عناوين للمسلم تُعبِّر عنه، فالمسلم موضوعٌ يستأهل أن تكون له عناوين، فهلا حدثتنا عن عناوين لمجتمع هذا المسلم لأن المسلم لا يعيش منفرداً بل هو في مجتمع، فما عناوين المجتمع الذي ينبغي أن يكون فيه هذا المسلم، أو بالأحرى: ما عناوين المجتمع المنشود بالنسبة لنا والذي يستأهل أن يوصَفَ بالمجتمع الصَّالح (الصَّالح الربَّاني).
يا إخوتي: هَمُّنا في خطبة الجمعة أن نوصل أفكاراً لبناء التصور لديك، أيها الإنسان المسلم وبعد ذلك ما عليك إلا أن تُحوِّل هذا الذي تصوَّرتَه وجعلته في ذاكرتك وفي خَلَدك أن تحوله إلى واقع.
عناوين المجتمع المنشود (الصَّالح الربَّاني) إذا ما سُئلنا: ما عناوين المجتمع الذي تنشدونه الذي يُدعى بالصَّالح والربَّاني ؟ عناوين هذا المجتمع هي ما يلي:
أولاً: عُبودية لله صادقة، ثانياً: عِلمٌ ومعرفة، ثالثاً: فضيلة وخُلُق، رابعاً: حُرية ووَعي، خامساً: سلامٌ وأمان، سادساً: عَدالة وإنصاف، سابعاً: تكافل وتضامن.
ضعوا هذا في أذهانكم، وبالله عليكم إلا سَعيتم من أجل أن تكون الأمور المبنَّدة المفقَّرة قائمةً في أذهانكم، حتى إذا ما عملتم بناءً على هذا التصوُّر عرفتم نسبة ما طبَّقتم إلى ما يجب أن تُطبِّقوا. عناوين مجتمعنا المنشود الإسلامي الرباني سبعة أمور.
العنوان الأول والأساس: عُبودية لله صادقة: (يا أيها الناس اعبُدوا ربَّكم الذي خلَقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)، ما من نبيٍ أرسله الله عزَّ وجل إلا دعا قومه أن اعبدوا الله، (يا قومِ اعبُدوا الله) ما من نبي أرسله الله عز وجل إلا دعا قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد (فليعبُدوا ربَّ هذا البيت. الذي أطعمهم من جوعٍ. وآمنهم من خوف)، (لا إله إلا أنا فاعبدني وأقمِ الصَّلاة لذكري) والعبادة نوعان: عبادة صِرفة مَحضة خاصَّة وهي الصلاة والصيام والزكاة والحج، وعبادة عامة: وهي كلُّ عمل تقوم به تنفع من خلاله نفسك أو الآخرين وتؤسِّسه على نيةٍ خالصة لله عز وجل. أنت تدرس وتنوي أن تنفع بدراستك الناس، وتنوي أن يكون هذا النفع خالصاً لوجه الله فأنت في عبادة. أيُّ عملٍ تقوم به ينفع الناس وينفع الآخرين وينفع نفسك وتؤسسه على نية خالصة لله فأنت في عبادة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وفي بُضعِ أحدكم صدقة) أي في إتيان الرجل زوجته صدقة، (قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكونُ له فيها أجر ؟! قال: أرأيتم لو وَضعَها في الحَرام أكان عليه وِزر ؟! قالوا: نعم. قال: كذلكَ إذا وضعها في الحلال كان له بها أجر) العبادة نوعان: خاصة وعامة، ونحن ندعو أنفسنا وأبناءنا وجيلنا وأساتيذنا وطلابنا وتجارنا ومسؤولينا إلى أن يعبدوا الله العبادة الصِّرفة والعبادة العامة، أن يكون عملهم مهما كان وأينما كان يصبُّ في مَصَبِّ نفعِ الناس ثم يُؤسَّسُ على نيةٍ خالصة لله: (إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نَوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) ندعوكم - أيها الإخوة - أن تُحوِّلوا سُلوككم إلى عبادة وأن تتفحَّصوا هذا السُّلوك، أدعوكم من أجلِ أجرٍ تحوزونه، من أجلِ ثوابٍ تأخذونه، من أجل جَنةٍ عرضُها السَّموات والأرض تناولتها، من أجلِ مرضاة الرحمن تتنزَّل عليكم، أدعوكم وأنت تستمع إلى الخطبة أن تحولها إلى عبادة مقبولة تنوي وأنت تستمع الخطبة، تقول: اللهم إني أتعلَّم ما أتعلم مُبتَغياً وجهك الكريم يا ربَّ العالمين. أنت أيها الأب إذا دخلتَ بيتك وإلى أسرتك اسعَ من أجلِ أن تحوِّل عيشك في بيتك وطعامك في بيتك، ومُكثك مع أولادك، حاول أن تحوِّله إلى عبادة، فلتكُن كل أوقاتك عبادة، أنت تعمل وتضحك وتبتسم وتعمل وتتاجر، اسعَ من أجل أن يكون كل ذلك عبادةً لله عزَّ وجل وفي داخلك نية في أن يكون هذا العمل ينفع الناس وينفع نفسك، وفي أن يكون خالصاً لوجه الله عز وجل، ولذلك بناءً على الإخلاص قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم حينما سألَه أصحابه: من أسعدُ النَّاسِ بشفاعتك يوم القيامة يا رسول الله ؟ قال: (أسعدُ النَّاس بشفاعتي يوم القيامة مَنْ قالَ لا إله إلا الله خالصاً بها قلبه خالصاً بها نفسه).
يا إخوتي: في كُلِّ أسبوعٍ معَ عُنوانٍ من عناوين المجتمع المنشود الرباني. عناوين المجتمع المنشود الرباني الصالح: عبودية لله صادقة، عِلمٌ ومعرفة، فضيلة وخلق، حرية ووعي، سلام وأمان، عدالة وإنصاف، تكافل وتضامن. اللهم هيِّئنا من أجلِ أن نتحقَّق بعناوين المسلم ومن أجل أن نسعى لنُحقِّق عناوين المجتمع وسِماته وصفاته يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَن يُسأل أنت، ونِعمَ النَّصير أنت، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.
أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليه السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 3/12/2021
الدكتور #محمود_عكام
# عناوين_المجتمع_المنشود
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/9Hp3td0WKP/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/4948/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
فلنتعاون جميعاً في مواجهة الغلاء
وليبذُل كل ما يستطيعه في سبيل تحطيم الغلاء الفاحش الذي ألمَّ ببلادنا العزيزة، ولا استثناء لأحد ولا يُعفى أحد من هذه المسؤولية إطلاقاً، سواء أكان سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو دينياً أو تربوياً أو ... أو ... ولعل الأمر الأول الذي يجب تحقيقه في هذه المواجهة هو: وضع المواطن بالتصور الصحيح الحقيق عما يجري، وعدم إخفاء الحقائق عنه، والأمر الثاني: محاسبة المفسدين والمقصِّرين والمستغلِّين محاسبة شديدة عادلة، ولتكن المحاسبة علنية أمام الناس كافة. والأمر الثالث: تطبيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين المواطنين، وهذا التكافل يعني أن يقوم الغني بواجباته نحو الفقراء وأن يستعفف الفقراء، وأن يصبر الجميع، وأن يكثروا من الدعاء والاستغفار، وأن يسعوا للحفاظ على وحدتهم وتماسكهم ورصِّ صفوفهم، فيدُ الله مع الجماعة، والله يتولى ويعطي ويفتح على المتباذلين المتناصرين المتعاونين، فيا أغنياء: ترفقوا وارفقوا، ويا فقراء: تعففوا، ويا أيها القائمون على الأمر: اعدلوا وارحموا واتقوا الله، واحسبوا حساباً لعاقبتكم ونهايتكم.
حلب
4/12/2021
الدكتور #محمود_عكام
# فلنتعاون_جميعاً_في_مواجهة-الغلاء
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/4949/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
عناوين المجتمع المنشود (الصَّالح الربَّاني) – 2-
أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:
تحدَّثنا وسنتابعُ الحديث عن سِمات وصفاتِ عناوين المجتمع الصَّالح المنشود. ما المجتمعُ الذي نريد أن يكون، ما صفاته ؟ قلنا في الأسبوع الفائت: صفات المجتمع الرباني الصَّالح المنشود هي:
عُبودية لله صادقة، عِلمٌ ومعرفة، فضيلة وخُلُق، حُرية ووَعي، سلامٌ وأمان، عَدالة وإنصاف، تكافل وتراحم. هذه هي الصفات التي نبتغيها محققة في مجتمعنا الصالح الرباني. شرحنا السِّمة الأولى في الأسبوع الفائت، وأَجِدُني اليومَ مضطراً لأن أشرح السمة الأخيرة لحاجتنا ولضرورة الحديث والشرح عنها، ولضرورة تأكيد تحقيقها في مجتمعنا اليوم ألا وهي التكافل والتراحم.
الرسول صلى الله عليه وسلم وضع لنا ما يجب أن نكون عليه من حيث تطبيق هذه الصفة، ما أثر هذه الصفة، كيف يكون شكل المجتمع إذا طُبِّقت هذه الصفة في المجتمع. الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تَداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسَّهَر). والسؤال الآن وهو مطروحٌ عليكم: هل مجتمعنا اليوم هو على شاكلة هذه الصورة، هل مجتمعنا اليوم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ؟ أعتقد أننا لسنا على هذه الصيغة. كيف نحقق هذه الصيغة ؟ الكلام كثير، لكنني سأتطرق إلى شكلية، إلى تساؤل، إلى لَفْتٍ لنا، أن ألفِتَ نظري ونظركم إلى هذه السبيل التي يمكن من خلالها أن نحقق لمجتمعنا صفة التكافل والتراحم ونصل إلى الصورة المبتغاة التي وضعها أمامنا لوحةً رائعة سيد الناس محمد صلى الله عليه وسلم.
أريدُ منك يا أخي في المساء، في كل ليلة أن تحاسب نفسك، أن تحاسبها على نوعين من الواجبات: أن تحاسبها على الواجبات الشرعية الدينية، وأن تحاسبها على الواجبات الشرعية الاجتماعية، تقول لنفسك مساء: هل صليتُ، وهذه (واجبات شرعية دينية)، هل صُمت، هل قرأتُ القرآن، هل ذكرتُ الله عز وجل... لكن الأهمَّ اليوم أن تحاسبَ نفسك على الواجبات الشرعية الاجتماعية، تقول وتقف في خَلوةٍ صادقة فاحصة ممحصة، تقول لنفسك: هل نصرتُ مظلوماً اليوم، هل تصدقتُ اليوم، هل زرتُ مريضاً اليوم، هل أغثتُ لهفاناً اليوم، هل ذهبتُ إلى فقير من أجل أن أُعينه، هل تكلمتُ كلمة طيبة، هل نظرتُ إلى يتيمٍ نظرةَ حنان وعطف، هل تفقدتُ بيت عائلة وقَعَتْ في شَرك الجوع، هل وصلتُ رَحِمي، هل تفقدتُ أقربائي، هل أَمَطتُ الأذى عن الطريق، هل أعطيتُ مَنْ هو بجانبي نصيحةً شرعية حقيقية، وكان هدفي في هذه النصيحة ابتغاء وجه الله عز وجل دون غَرَضٍ آخر يَمتُّ إلى النفس بصلة، هل عطفتُ على صغير، هل احترمتُ كبيراً، هل قدَّرتُ رجلاً عالماً، هل، هل ... هنالك أسئلة اجتماعية عليك أن تسائل نفسك عنها، , أريدك يا أخي وأنت الذي تملك (الهاتف النقَّال) أو إن كنت لا تملكه وتملك قلماً وورقة، أريدك أن تسجل هذا لتعطي العلامة لنفسك في مدى سعيك لتطبيق وتحقيق ما أسمته أنا بسمات المجتمع الصالح، لماذا لا نحاسب أنفسنا على الواجبات الشرعية الاجتماعية، قد نحاسب أنفسنا على الواجبات الشرعية الدينية، أنا لا أشك في أنا قد نحاسب لكنني أعتقد ويعتقد كثير منكم معي أننا لا نحاسب أنفسنا إلا لماماً، إلا قليلاً، وقليلاً جداً على الواجبات الشرعية الاجتماعية، والصحابة الكرام الجيل الرائد كان يُحاسب نفسه على الواجبات الاجتماعية الشرعية، وكانوا إذا جلسوا أو سهروا يتدارسون فيما بينهم هذه التساؤلات، فيقول الواحد للآخر بلطف ورفق : هل فعلتَ كذا ؟ أعني هل تصدَّقت ؟ فيُجيبه الآخر: نعم، جزاك الله خيراً، أو جزاك الله خيراً ذكرتني فسأعوض في اليوم التالي عما قصرت فيه في يومي وهكذا دواليك.
أخي المسلم: هل تفعل هذا بالله عليك، إذاً كيف ترجو وتأمل أن نصل إلى ما رسمه لنا سيد الكائنات كالجسد الواحد وأنت لا تعرف الذي بجانبك، هل تفقَّدت جارك، هل سألتَ عن جارك: (والله لا يُؤمن، مَن بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم) ولا تقل لي: أنا لا أعلم، فعندما تريد أن تعلم ستعلم، وأنت تعلم بالقوة، هناك علمان: علم بالفعل وعلم بالقوة، والدليل على ذلك أنك تعرف دَخائل جارك، وتعرف عورات جارك، وتطلع على نقائص جارك لتمتلك مخزوناً يسمى المخزون الكيدي. لا يا إخوتي، أنا أضع هذا الأمر أمانة في عنقي وأمانة في أعناقكم، أنت لا تعرف الذي بجانبك وهو يصلي معك الصلوات الخمس، أنت لا تعرف، ولا تريد أن تعرف، لا سيما إذا وجدته بحاجة إليك: (من نفَّس عن مسلم كربة من كُرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) أضع هذا في أعناقكم مسؤولية، وعليكم وعليَّ أن أقوم بالتطبيق فكلامٌ وعلمٌ ومعرفةٌ من غير تطبيق ومن غير تحقيق على الأرض سيكون هذا العلم حجة علينا يوم القيامة.
اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد وأصحاب محمد وأتباع محمد أن توفقنا من أجل أن نتحقق بالتكافل والتراحم حقاً وصدقاً، وسعياً صادقاً لتحقيق ذلك، نِعْمَ مَن يُسأل أنت، ونِعمَ النَّصير أنت، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.
أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليها السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 10/12/2021
الدكتور #محمود_عكام
#عناوين_المجتمع_المنشود
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/9PnmKFk2ji/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/4950/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
أيُّها الفَاني البَاقي
أيها الإنسان أنتَ فَانٍ، وآيلٌ إلى الفناء، ولكنك إذ تُصمِّم فستبقى وستخلد، ولن يكون الفناء إلا لجسدك الذي ستستبدل به حاضناً لروحك هو أرقى منه تكويناً وتركيباً، لا يَعتريه الفناء ولا تُصيبه القدامة بمَسّ، وحين نعودُ إلى التَّصميم فموضوعه: اتصالٌ بالحيِّ الباقي، والاتِّصال وِصالٌ وزيادة، أما الوِصال فحُبٌّ وعُبودية وإقرار بالتَّوحيد مِزاجه رُبوبية، والزيادة إن هي إلا انتظار لقاء بل رؤية وكشف حجاب، وهل يُشاهِدُ ويشهدُ الباقي الأعظم إلا الباقي أيضاً، إذ لولا اتحاد السِّمة لما حصلَ الشُّهود والمشاهَدة. وبناءً عليه يصحُّ قولُ مَنْ قال: "كم مِن مائتٍ عائش، وكم مِن عائشٍ مائت"، وبالله عليكم هل الأولياءُ والأنبياءُ والصدِّيقيون يوصَمون بالفناء حتى ولو ماتوا ؟!! وهل مَن يقابلهم من الحمقى المعاندين والجاحدين والخائنين يُوسَمون بالبقاء حتى ولو عاشوا ؟!!
ويا أيها الإنسان هيا إذاً إلى البقاء.
حلب
12/12/2021
الدكتور محمود عكام
الدكتور #محمود_عكام
#أيُّها_الفَاني_البَاقي
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/4951/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
صَلَواتٌ مُختارة على النبيِّ مُحمَّد صَلَّى الله عليه وسلم
مُختارة ومأذونٌ بها
- اللهمَّ صلِّ على محمد بن عبد الله، القائم بأمرِ الله، ما ضاقت إلا وفرَّجها الله.
- اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآله، اللهمَّ يا ربِّ اجعل نوره مُحيطاً بذاتي، حارساً لي من جميع جِهاتي.
- اللهمَّ يا مَنْ جعلتَ الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم من القُرُبات فإني أتقربُ إليك بكل صلاةٍ صُلِّيت عليه من أوَّل النَّشأة إلى ما لا نهاية من الكمالات.
- اللهمَّ صلِّ على محمد صلاةً ندفعُ بها النِّقم، ونستجلبُ بها النِّعَم، ونُزيلُ بها هَمَّاً وغَمَّاً، ونستزيدُ بها خَيراً عَميماً جَمَّاً.
- اللهمَّ صلِّ على محمد نورِ الأنوار وسِرِّ الأسرار وصَفوةِ الأخيار وسَيدِ الأبرار صَلاةً ندفعُ بها عنَّا شرَّ الأشرار وكيدَ الفُجَّار.
حلب
14/12/2021
الدكتور محمود عكام
#اللهمَّ_صلِّ_على_محمدٍ_وآله
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/4952/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
عناوين المجتمع المنشود (الصَّالح الربَّاني) – 3-
أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:
لا زلنا نشرح تلك المعالم التي يمتاز بها المجتمع الرباني الصَّالح المنشود ألا وهي: عُبودية لله صادقة، العِلم والمعرفة، الفضيلة والخُلُق، الحُرية والوَعي، السلامٌ والأمان، العَدالة والإنصاف، التكافل والتراحم. شرحنا وبيَّنا المعنى الأول والأخير وها أنذا أبين السِّمة الثانية أو المعلَم الثاني: "العلم والمعرفة"، ولا أريدُ يا إخوتي في هذا الموقف أن أتكلَّم عن العلم في الإسلام، وعمَّا جاء به الإسلام في حق العلم بشكلٍ عام، لكنني ارتأيت أن أحدثكم بشكل عام عن ضرورة وفريضة طلب العلم عندكم لدِينكم. عن فريضة تعلُّمِكم دينكم، لأننا أهملنا هذه الفريضة، على كل واحد منا أن يتعلم دينة، أتُرانا نطبِّق هذه الفريضة فيتعلَّم كُلٌّ منا دينه ؟! تسألني أنت: وما الذي يجبُ أن أتعلَّمه من ديني وأنا لستُ طالب علم شرعي ! أنا مهندسٌ، طبيب، تاجر، عامل.... لا أَمُتُّ إلى العلمِ الشَّرعي بِصِلة. هذا صحيح ولكن الذي يجب أن تتعلمه من دينك وأنت لست طالباً شرعياً، لست طالباً للعلم الشرعي هو ما يلي:
أولاً: عليك أن تتعلم مبادئ أو أركان الإيمان، لأن الإيمان لن يكون كاملاً لديك، بل لن تتحقق بالإيمان إلا إذا آمنتَ بأركان الإيمان، ولن تؤمنَ بأركان الإيمان حقَّ الإيمان إلا إذا عَلِمتَ وتعلَّمت هذه الأركان.
ثانياً: الأخلاق: لأنه لا فرقَ بينك وبين هذا الطالب الذي يدرس في المدارس العلمية الشرعية من حيث وجوب التخلق بأخلاق الدين الحنيف، ولأننا لم نتعلم الأخلاق الإسلامية وجدتنا مُهمِلين للأخلاق تعلماً وبالتالي تطبيقاً، فأخلاقنا ليست على مستوى الأخلاق حتى في حَدِّها الذي يُسمَّى الحد الأدنى للنجاح.
ثالثاً: الأحكام الشرعية التي تلامس وتخصُّ وتتعلَّقُ بعملك، بالطب إذا كنت طبيباً، بالهندسة إن كنت مهندساً، بالتجارة إن كنت تاجراً، بالصِّناعة إن كنتَ صناعياً، بالزراعة إن كنت مزارعاً وهكذا دواليك. عليكَ أن تتعلَّم الأحكام الشرعية المتعلقة بالزوجية إن كنت زوجاً، بالأبوة إن كنت أباً، بالأمومة إن كنتِ أماً... وهكذا دواليك، لذلك ركزت على هذا الأمر لأننا اليوم لم نعتبر هذا العلم فريضة ولا واجباً، حتى ولا مندوباً، ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون: (طلبُ العلم فريضة على كل مسلم) هل تستشعر هذه الفرضية والفريضة وأنَّك أنت مخاطَبٌ بها ؟! أعتقد أن فترة زمنية طويلة مرَّت علينا لم نستشعر فيها هذه الفرضية ولم نستشعر بأننا مفروض علينا أن نتعلم. (على كل مسلم) والشُرَّاح يقولون ومسلمة، والرسول صلى الله عليه وسلم رغَّبك في العلم فقال: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) هل تبحث عن الجنة ؟ هناك طريق مُيسَّر ومُسهَّل ومُعبَّد، هيا فاسلكه، هو هذا العلم الذي هو فريضة عليك أيها الإنسان المسلم. الرسول صلى الله عليه وسلم شجَّع الصحابة على ذلك وقال: (إنه سيأتيكم بعدي أقوامٌ يطلبون العلم، رحِّبوا بهم وحَيُّوهم وعَلِّموهم) أقوام مختلفون في اختصاصاتهم وتوضُّعاتهم الاجتماعية، لكنهم يطلبون العلم، رحِّبوا بهم وحيُّوهم وعلِّموهم، لكننا أمة لا تقرأ ولا تكتب. جاءَ شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إني لأسمعُ منك الحديث فيُعجبني، ولعلَّ هذه الحالة تنطبق علينا جميعاً، لكننا لم نُطبِّق الحَلّ. يا رسول الله: إني لأسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه. هذا شأنُ الكثيرين، نأتي الخطبة نسمعها تُعجبك لا تحفظها. ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم ؟ هل قال له: إن حفظته فبِها ونِعمت، وإن لم تحفظه فلا يؤثر هذا الأمر، لا، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (استعِن بيمينك) وأومأ للخطِّ، يعني اكتب، سجِّل. منذ أكثر من أربعة عشر قرناً يحضُّنا النبيُّ الأعظم سيد العلماء والمتعلمين، سيد السادات، يعلمنا التوثيق، وثِّق، (استعن بيمينك) هذا القلم من أجل ماذا ؟ اليوم أصبحنا نعادي القلم. قل لنفسك: هل كتبتَ منذ يومين أو ثلاثة أو أربعة أيام، هل استخدمتَ القلم، واللهُ أقسم بالقلم (ن. والقلم وما يسطُرون) هل استخدمتَ القلم من أجل أن تثبِّت معلومة ؟! أنا لا أتَّهم أحداً ولكنَّني أصفُ واقعاً نعيش فيه، مَن منكم يوصِّف المعلومة ويوثِّقها ويثبتها ؟! هل تستعينون أيها الشباب يا أصحاب الهواتف النقَّالة، هل تستعينون بالتوثيق لمعلومة صحيحة سمعتموها، إن حال سماعها أو بعدَ أن تذهبوا إلى بيوتكم.
ويسألني سائل ويقول لي: عمَّن آخذ العلم ؟ أقول ابحث عن الموثِّق المحقِّق المدقِّق، لأنَّ ابن سيرين كما روى مسلم، وابن سيرين من التابعين، قال: "إن هذا العلم دين، فانظروا عمَّن تأخذون دينكم" أما اليوم فدينكم يا شباب، أنا أعلم وهكذا أسمع وتُسمعونني، تأخذون دينكم من هذه الشَّبكة، من وسائل التَّواصل، يسألني أحدهم سؤالاً ثم يقول لي: ولقد قرأتُ في هذه الوسيلة من وسائل التواصل ما يخالف ذلك ! وهل أنت يا أخي - وبرجاء - ممن ينقُل، وهل عرفتَ هذا الذي نقلتَ عنه، وهل توثَّقتَ، وهل تأكَّدت ؟ أصبحَ هذا الهاتف مصدر معلوماتنا، أصبحت الشابكة أو الشبكة أو (النت) سموها كما شئتم، أصبحت المصدر الذي نتعلم منه بسهولة ويسر، فيكفي أن أكون حيثما أكون لأقوم بفتح هذه الشابكة وآخذ على حدِّ زعمكم لآخذ منه ما أريد: "إنَّ هذا العلم دين، فانظروا عمَّن تأخذون دينكم" عن موثق محقق مدقق، وهذه هي الشروط وليست الشروط أن تأخذها عمَّن تحب أو يتعلق به قلبك، خذ العلم عن موثق محقق مدقق.
يا إخوتي بلَّغتُكم فيما يخصُّ العلم، وما خطبة الجمعة بشكل عام إلا تجلٍّ من تجليات طلب العلم الشَّرعي الواجب عليكم وعلينا جميعاً، فإيانا وإياكم أن نستهين بخطبة الجمعة وأن نعُدَّها من الأشياء الثانوية، أو التي إن حضرناها فَبِهَا ونِعمَت، وإن لم نحضرها فالأمر لا يؤثر لأنها عبارة عن جلسة لا تعدو أن تكون جلسة تسلية في أحسن أحوالها ربما. أنا لآ أعمِّم، ولكن أصفُ بعض الحالات التي تعترفون وأعترفُ بوجودها. أسألُ العليَّ القدير الرحمن الرحيم أن يوفِّقنا للقيام بفرائض فرضها علينا جلَّ وعلا، نعم المولى هو ونعم النصير، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.
أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليها السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 17/12/2021
الدكتور #محمود_عكام
#عناوين_المجتمع_المنشود
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/9Yr2QG78Q7/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/4953/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
حِكَم
1- لا تستطيعُ أن تضيفَ وقتاً على حياتك، ولكنَّك تستطيعُ أن تضيفَ حياةً على وقتك.
2- أما والذي لا يملكُ الأمرَ غيرُه ............ ومَنْ هو بالسرِّ المكتَّم أعلمُ
لئن كان كتمانُ المصائب مؤلماً ............ لَأِعلانُها عندي أشدُّ وأعظمُ
3- كُن طالبَ علمٍ ولا تكن مَطلوبَه، وكُن مطلوبَ سُلطةٍ (منصب) ولا تكن طالبَها، فلا يمكن أن تطلبهما معاً ولا أن تكون مطلوبهما معاً.
4- ثلاثة من كُنَّ فيه فقد كَمُل: مَن إذا غَضِبَ لم يُخرجه الغضبُ من الحق، ومَن إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا قدر عفا.
5- قيل لأعرابي: ما السّقم الذي لا يبرأ والجرح الذي لا يندمل ؟ قال: حاجة الكريم إلى اللئيم.
6- إذا اصطنعتَ المعروف فاستُره، وإذا اصطُنعَ إليك فانشره.
7- ما تركت التقوى أحداً يشفي غليله.
8- قيل لعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام: ما سببُ موت فلان ؟ قال: حياته.
حلب
23/12/2021
الدكتور #محمود_عكام
ِكَم
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/4954/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
عناوين المجتمع المنشود (الصَّالح الربَّاني) –4-
أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:
لا زلنا نشرح ما أسميناه بسِمات المجتمع الرباني الصَّالح المنشود وهي: عُبودية خالصة لله، العِلم والمعرفة، الفضيلة والخُلُق، الحُرية والوَعي، السَّلام والأمان، العَدالة والإنصاف، التكافل والتراحم. شرحنا العبودية وشرحنا التراحم والتكافل، وشرحنا العلم في خاصية من خواصه، واليوم وأنا أتحدث عن الفضيلة والخلق، قلت بيني وبين نفسي: الحديث عن الفضيلة والخلق حديث طويلٌ طويل، لذلك فكَّرت وفكرت وقدَّرت وقلت لعلي وعساي أن أتكلم عن خلق، عن فضيلة تكون هذه الفضيلة هي أُسُّ وأهم الفضائل، بحثت في قائمة الأخلاق والفضائل فما وجدت فضيلة تشكل أساً مهماً لسائر الفضائل وما وجدت خلقاً يشكل بنية تحتية لسائر الفضائل أقوى وأهم من الأمانة. إن تحلَّيتَ بها فقد قمت ببناء الأساس وإن تخليت عنها فبُنيانك مهما كان في الظاهر عالياً فهو على جُرُفٍ هار وسينهار. الأمانة هي مُهمِّة الإنسان الأولى، لماذا ؟ لأن الله ائتمنك على حياة، هذه الحياة هي قيمة عظيمة، ائتمنك على حياتك وعلى وجودك، وهل هنالك قيمة بالنسبة لك ولغيرك أغلى وأعلى وأقوى من قيمة الحياة التي أنت الآن تتقلب على لوائحها وصفحاتها وفي رحابها، ائتمنك فأعطاك الحياة، فهل تضيع حياتك التي أعطاك الله إياها العزيز الحكيم الكريم وائتمنك عليها، هل تضيعها بما لا يعدلها ؟ هي قيمةٌ عظمى فهل تحافظ عليها بشروط مَن ائتمنك عليها ؟ أعطاك الحياة وقال: هي عندك أمانة فحافظ عليها بشروطي أنا من ائتمنت، وأنتَ قبلت وتمتَّعت وعِشت ورضيت، فالأمانة هي أعظم الفضائل لأنها تتعلق بالقيمة العظمى، هي الحياة التي ائتمنك الله عليها، فهيا إلى استعمالها بشروط المؤتمِن وهيا إلى عدم تضييعها بما لا يَعدلها ويُعادلها. وهذا ينطبق أيضاً على كل مُفردات الحياة من مالٍ ومهنةٍ وطعامٍ وأولادٍ وَسَكنٍ وبيت ووظيفة وعلم و.... كل الأشياء التي خصَّك الله عز وجل بها. الأمانة – إذاً – هي المهمة الأولى لك والمحافظة عليها ورَدُّها وعدم تضييعها فرضٌ رباني وفرض إنساني وفرض وجداني، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَدِّ الأمانة إلى من ائتمنك) سترد الأمانة أنت، ستسلم روحك إلى بارئك بقدر محتوم محدود، بموعد محدد، ستسلم هذه الأمانة لربك فهل ستسلمه هذه الحياة وكأن الحياة صفحة، هل ستُسلمه إياها وقد مُلئت أشياء إيجابية: نوراً وروائع، أم ستُسلمه إياها ملوثة مبعثرة لا تَمتُّ إلى النظافة ولا إلى الطهارة بصلة، ستسلم الأمانة إلى من ائتمنك وقد أشبعتَها أشياء لا تليق بها، أو وقد ضيَّعتها، أو وقد عفَّرتها بالأسوء وبما لا يليق، وبأشياء لا تمتُّ إلى إنسانيتك بصلة: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) لكنه ارتدَّ إلى أسفلِ سافلين فسلَّم الأمانة التي استلمها على أحسن تقوبم، سلَّمها في أسفل سافلين، فخانَ الله ورسوله ونفسه والإنسانية ووجدانه وضميره (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك).
ثانياً: أنت مؤمن، ولذلك قال لي بعض الإخوة الأكارم أنت تقول: أيها المسلمون المؤمنون إن شاء الله، مسلمون أكيد، لكن هل هم مؤمنون ؟ نسأل الله أن يكونوا وأن نكون كذلك. أتريد أن تعرف فيما إذا كنت مؤمناً ؟ أتريد أن تتعرف على معيار إيمانك ؟ من خلال الأمانة، إن كنت أميناً فأنت مؤمن، من خلال أمانتك، هل أدَّيت الأمانة بأمانة، هل أديت الأمانة بشروطها، هل كنت أميناً عل تلك الأمانة التي أودعت عندك ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) إذا كنت أميناً فأنت مؤمن، جرِّب وافحص ومحِّص نفسك، هل أنت أمين لأمانة الله عندك ؟ هل أنت أمين مع أمانة العباد عندك ؟ هل أنت أمين في درسك، وفي تجارتك، ومع سِنيِّ حياتك، وفي صلاتك، ومع جارك، ومع عقلك ؟ العقل أمانة عندك فهل أدَّيت الأمانة حقها، وهل حفظت أمانة العقل وأمانة الجسد فأطعمته وسقيته، أو ربما خُنته من خلال إعطائه ما لا يصلحه فأنت خائن للأمانة، هل أشبعتَ عقلك بغذائه المناسب: بالعلم والمعرفة والاطلاع والعبادة والعبودية: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) هل تريد أن تعرف بأنك مؤمن، هيا إلى الأمانة حيثما كنت. هل أنت أمين على رعيتك، في وزارتك، في مديريتك، في أذانك، في جامعك، في إمامتك، وتؤدي الأمانة بشروطها أو على الأقل هل أنت تقوم بالأمانة فإذا ما أخطأت أو قصرت استغفرت وتُبت وتراجعت: (إن الذين اتقوا إذا مَسَّهم طائفٌ من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) لم يقُل الله عز وجل لا يمسهم طائف، قال إذا مسهم، ولكن تذكروا، تابوا وأنابوا ورجعوا (فإذا هم مبصرون).
من مفردات الأمانة التي استودعها الله عندك وعند هذا الذي بجانبك الأخوة، قال لكم: (إنما المؤمنون إخوة) وهذه أمانة أودعتها عندكم، حافظوا عليها، قوموا بشروطها، نفِّذوا أبعادها ودلالاتها، حافظوا وصونوا حرمتها، فهل أنت ممن يصون أمانة الأخوة: (المؤمن أخو المؤمن، يَكُفُّ ضَيعَته ويَحُوطُه مِن وَرائه) فهَل أنت تحافظ على أمانة الأخوة بهذا ؟ تَكُفُّ ضَيْعَة أخيك، أي إذا ما خسر أو ضاع منه شيء تُلملم له مصيبته، تسعى بكل قواك من أجل أن تُلملم مصيبته، لأنه أخوك، وليس هذا الذي يشترك معك في النسب فقط، بل أخوك في الإيمان، يحاول أن يرأبَ صدعه ويكشف عنه ضُره وأن يطمئنه، (ويحوطه من ورائه) يحفظه في غيبته. انظروا مجالسنا ولقاءاتنا، هذا كلام ليس من أجل الإنشاء ولا من أجل التعبير، بل من أجل المعالجة، نُشخِّص من أجل أن نعالج وأن نتحقق وإلا سيكون هذا الكلام وَبالاً علينا. انظروا مجالسنا، هل نحن نحوط إخوتنا في غيبتهم أم لم تعد في نظرنا أي حرمة لغَيبة الإنسان المسلم الذي غاب عنا شخصه، ولما حضر توليناه بالنفاق والمنافقة، توليناه بالكلام المعسول الذي لا نتكلم معشاره في غَيبته بل على العكس نتكلم عكس الكلام الذي نتكلمه في وجهه. من مفردات الأمانة الأخوة. انظروا أخوتنا فيما بيننا، هل نحن نحفظ هذه الأمانة ؟
مفرداتٌ أخرى لن أتكلم عنها في هذه الخطبة، سأرجئها إلى خطبة لاحقة، وكلي أمل ونحن ننتظر الأسبوع القادم أن يبحث كل إنسان منا في سلوكه وفي حياته عن القيام بالأمانة، ولا سيما تلك التي تتعلق بحياته، وبمكوناته، بأمانة القلب والعقل والروح والحياة قبلاً وبعداً، ابحثوا فإن كنتم مقصرين فتوبوا إلى الله، ولنتُب جميعاً إلى الله، وإن لم نكن مقصرين – وما أعتقد ذلك – وليس هذا من باب التشاؤم بل من باب التوصيف، ولا أعتقد كذلك فلنحمد الله ونشكره، ولنزدد إحساناً بقيامنا بهذه الأمانات التي أودعت لدينا وعندنا، اللهم إنا نسألك أن نكون من أهل الأمانة، من أولئك الذين يؤدون الأمانة إلى من ائتمنهم بشروطها وأبعادها وضوابطها ودلالاتها يا ربَّ العالمين، نعم من يسأل أنت، ونعم النصير أنت، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.
أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليها السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 24/12/2021
الدكتور #محمود_عكام
#عناوين_المجتمع_المنشود
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/a8qq4uzDwr/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/4955/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/