موقع الدكتور الشيخ محمود عكام
551 subscribers
499 photos
1 video
2 files
445 links
تتناول هذه القناة نشاطات وأخبار الدكتور الشيخ محمود عكام.
Download Telegram
إِنَّهُ الباحثُ العلَّامَة محمَّد قجَّة حَبيبُ حَلَب
فاللهمَّ ارحَمه وارْضَ عَنه
وهَا هُو ذا نَزَلَ بِساحةِ فَضلِك ضَيفاً فَأَكرِمْ نُزُلَه وأَحسِن وِفادَته يا ربَّ العَالمين، ونحنُ على خِدمةِ وَطَنه الغَالي وتَفانِيهِ في بِرِّه مِن الشَّاهِدين.
كَتبَ وبَحث ودَرَّس وتَكلَّم في الاجتماعِ والأدبِ وعُلومِ الإنسانِ ما يُمكِنُ أَن يُطلَقَ عليه "الجهدُ الكبير والعَملُ الجَليل" وإلى اللهِ الرَّحمن الرَّحيم نَكِلُ مَثوبَته عليه.
أيُّها المفضالُ في عَالَم العِلم والأدَب والتَّاريخ والأخلاق: شُكراً لكَ مِني ومِن كُلِّ أهلِ حَلَب الأوفياء البَرَرة صَغيرهم وكَبيرهم، وإنَّه لَفَخرٌ إِذ يُقال "محمَّد قجَّة" ابنُ حَلَب، فبأمثالِه قِيلَ عَن حَلَب "أُمُّ العِلم والأَدَب".
للهِ مَا أخَذَ، ولَهُ مَا أعطَى، وكُلُّ شيءٍ عندَه بمقدار، فَلتَصبِرُوا يا أَهلَه ويا أَقرِباءه ويا أَحبابه ويا أَصحابه ولْتَحتَسِبوا، وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ رَاجِعُون.
حلب
17 نيسان 2024
المحب
محمود عكام
الدكتور #محمود_عكام
#محمد_قجة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5259/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
يومُ الجَلاء يومُ عيدٍ
نعَم، إنَّه عيدٌ وطني بامتياز، فلقد تحقَّق فيه الاستقلالُ والاستقرار، وأيٍُ نِعمةٍ أعظم من هاتين النِّعمتين: أن يكون بلدك مستقلاً صاحبَ سيادة وقرار وحرية، يحكُم نفسَه بنفسِه بهديٍ من ربِّه جلَّ وعَلا، ومع الاستقلال استقرارٌ وأمان وطمأنينة في مختلف مَناحي الحياة: المادِّية والمعنوية والاقتصادية والسِّياسية والاجتماعية والأدبية والعلمية، كل ذلك برعايةِ إيمانٍ بالله مَتين، وعنايةٍ ربَّانية عظيمة تدفعُ الجميع للبِر والإحسان والبناء والإعمار.
فاللهمَّ سورية ثم سورية ثم سورية أسبِغ عليها نِعمك ظاهراً وباطناً، واجعلها في حِرزك وأمانك ولُطفك وجُودك واكفِها هَمَّها وغَمَّها وشَرَّ الأشرار وسُوء السيئين يا ربَّ العالمين.
حلب
١٧ نيسان ٢٠٢٤
الدكتور محمود عكام
الدكتور #محمود_عكام
#يوم_الجلاء
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5260/
بَراهينُ الرِّضا بالله رَبَّاً
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
هناك عندَ الإنسان صفات، وهناك أحوال، أنتَ تتَّصفُ بصفات وتَعترضك أَحوال، أو تكون أنت صاحب حال، الصفاتُ الإيجابية كالصدق والأمانة والوفاء، والأحوالُ الإيجابية كالرِّضا والتَّسليم والاطمئنان، والصفات السَّلبية كالكذب والخيانة والغدر، والأحوال السَّلبية كالقَلق والاضطراب والضَّجَر والشَّكوى. ما يهمني من الصِّفات والأحوال حال ننشُدها، ما الحال التي تنشدها وتريد أن تكون متحلِّياً بها ? الرضا. وهل أحدٌ منكُم لا يُريدُ أن يكونَ راضياً ? لكنني إن سألتك الرِّضا بماذا، أنتَ تطلبُ الرِّضا، وتريدُ أن تكونَ راضياً لكن بماذا أنت ترضى ? أن تكونَ راضياً بالله رباً، يُربِّيك، يُدَبِّر أمرك، يُقَلِّبُك كيفَما شاء، يُثبتك على العبودية له، ولذلك جاءَ في الحديث الصَّحيح: (مَن رَضِيَ باللهِ رَباً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمدٍ نبياً ورَسولاً فقَد وَجَبت له الجنة)، وفي رواية: (مَن قال) وكانَ قولُه مُعبِّراً عن حال، (مَنْ قال: رضيتُ باللهِ رَبَّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ رَسولاً ونبياً فقد وَجَبت له الجنة)، وفي رواية: (مَن قالَ رَضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ رسولاً ونبياً فأنا الزعيم "أي أنا الكفيل" (فأنا الزَّعيمُ لآخُذنَّ بيده حتى أُدخِلَهُ الجنة)، والسُّؤال: هل أنت راضٍ بربك ? هل أنت راضٍ بالله يُدبِّر أمرك،
لَا تُدَبِّر لكَ أمراً فذووا التَّدبيرِ هَلْكى
اتركِ الأمرَ إلينا نَحنُ أولى بِكَ منك
خُذ الأسباب ثم قُل: اعتمدتُ عليكَ يا رب، توكَّلت عليك يا رب، لا تعتمد على الأسباب، اتخذ الأسباب وخذ بها واعتمد على رَبِّ الأسباب، لأن الذي يُنتج الأثر هو الله جَلَّت قُدرَتُه، هل أنت راضٍ ? ستقولُ لي نعم إن شاء الله. أقول لكَ ثمةَ بَراهين على أنك راضٍ.
البرهان الأول: الإيمان باللهِ عَزَّ وجَل، (يا أيُّها الذين آمَنُوا آمِنُوا بالله ورَسوله والكتابِ الذي نَزَلَ على رسوله) فَعِّلوا إيمانكم، أنت مؤمن تقول عن نفسك بأنك مؤمن، ولكن هل تُفَعِّل إيمانك ? وتفعيلُ الايمان يُنتِجُ أمرين لا ثالثَ لهما، يُنتِجُ صَبراً في الضَّراء، وشُكراً في السَّراء، فَحَالُك كُلُّها خير، (عَجَباً لأمرِ المؤمن، إنَّ أمرَه كُله له خير، إن أصابَتهُ سَرَّاء شَكَر فكانَ خَيراً له، وإن أصابَتهُ ضَرَّاء صَبَر فكانَ خَيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن). الإيمان بُرهان الرِّضا، تفعيلُ الإيمان، كُلنا مُؤمنون، بَيْدَ أنَّ إيمانَنا غَير مُفَعَّل كَمَثَلِ آلةٍ لم تُشَغِّلها، كَمَثَلِ سيارةٍ لم تجعَل فيها الوقود، ولم تُسَيِّرها، فَعِّلوا إيمانكم لِيُنتِجَ شُكراً وصَبراً ولا ثالثَ لهما، إما أن تكون صابراً وهذا حال، وإما أن تكون شاكراً وهذا حال، أما أن تكونَ ضَجِراً فمعنى ذلك أنَّ الإيمان لم يُفَعَّل وأنَّك في الإيمان مُدَّعٍ.
البُرهان الثاني: الطَّاعة، (ومَن يُطِعِ اللهَ والرَّسولَ فأولئكَ معَ الذينَ أنعمَ الله عليهِم من النَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصَّالحينَ وَحَسُنَ أولئك رَفيقاً)، هُناكَ قَيد للطَّاعة، الطَّاعة في المَنشَط والمكرَه، في العُسر واليسر، في الفَقر والغِنى، في الصِّحة والمرض، إن مرضتَ فأنتَ مُطيعٌ لله عَزَّ وجَل، ولذلك لما تُوِّفي إبراهيم ولدُ النَّبي المصطفى صلى الله عليه وعلى أبيه وسَلَّم، قال سيِّدُنا المصطفى: (إنَّ العينَ لتدمَع، وإنَّ القلبَ ليَحزَن، وإنَّا على فِراقك يا إبراهيمُ لمحزونون، ولا نقولُ إلا ما يُرضِي رَبَّنا، إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون) عليكَ أن تكونَ في المنشَطِ والمكره طائعاً للهِ عَزَّ وجَل. يحلو لِبعضنا أن يكونَ طائعاً لله في المنشَط دونَ المكرَه، في الغِنى دونَ الفقر، في الصِّحةِ دُونَ المرض، هذه طاعة مَشْلُولة، لا يُمكِن أن تُسمَّى طاعةً لأنها شَطْرُ طاعة، والشَّطرُ لا يُعطَى حُكمَ الكل.
البُرهان الثالث: الحب، هل أنت تحبُّ ربك ؟ تقولُ بأنك راضٍ بالله رباً، برهان الرِّضا أن تكون مُحِبَّاً لربِّك، (قُل إن كانَ آباؤُكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجُكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشونَ كَسَادَها ومساكنُ تَرضونَها أحبَّ إليكم من اللهِ ورَسوله وجهادٍ في سبيله فتربَّصوا) والحُبُّ - كما قلتُ لكم في سالفِ الزَّمن - الحُبُّ حُبان: حُبٌ عَقلي وحُبٌّ قَلبي، الحُبُّ العَقلي يَدفَعُك للاقتداء، والحُبُّ القلبي يدفعك للافتداء، (إنَّ اللهَ اشترى من المؤمنينَ أنفُسَهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنة) تحبُّ الله، تقول نفسِي الفداءُ لربي عَزَّ وجَل، لشرعةِ ربي، حيث يأمُرني ربي، لَبَّيكَ اللهمَّ لَبَّيكَ، لَبَّيكَ لا شريكَ لكَ لَبَّيكَ، إن طُلِبَ مِنَّا أن نُقدِّم المهَج من أجل رَبِّنا عَزَّ وجَل فسنُرخِصُها، حُبُّ القلبِ يدفعك للافتداء، (أشدُّ أمتي حُبَّاً لي ناسٌ يأتونَ بعدي يَوَدُّ أحدهم لَو رآني بأهلِه ومَالِه) أَفتَدي رؤية رسول الله، أتمنى لو أني أرى رسولَ الله ولو ذهبَ أهلي ومالي، هذا هو الحب القلبي الذي يُنتِجُ فِداءً وتضحية في سبيِل المحبوب.
هذه هي براهينُ الرِّضا، فهل أنتَ راضٍ باللهِ ربَّاً ? انظُر البراهين، إن كنتَ قد أقمتَها أو حَقَّقتها أو تحقَّقَتْ بك فاعلم بأنَّ النبيَّ المصطفى صلَّى الله عليه وسلم سيأخذُ بيدك حتى يُدخِلك الجنة، وهذه أخبارٌ مَوثوقة صَحيحة، قُولُوا من قلوبكم: رَضِينا باللهِ رَباً، وبالإسلامِ دِيناً، وبالقرآنِ كتاباً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وتبرَّأنا من كل ما يُخالِفُ ذلك ظاهراً وباطناً، قولوا رضينا بالله رباً، ورضينا بأمرِ الله إذ أمرنا بالجهاد في سبيله، والجهاد في بيتِ المقدس في عصرنا الرَّاهن وليسَ في مكانٍ آخر، اللهمَّ بِسِرِّ الرَّاضين بِكَ رَباً، وبمحمدٍ نَبياً انصُر إخوتَنا في فلسطين على أعدائِهم أعداءِ الدِّين، وانصُرنا على كُلِّ مَن يَبغِي علينا يا ربَّ العَالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 19/4/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/ry3Dz2N1oJ/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
َراهينُ_الرِّضا_بالله_رَبَّاً
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5261/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
اللهمَّ أنتَ رَبِّي وأَنَا عَبدُك حَقَّاً وصِدقاً
اللهمَّ أنتَ خَالقي ورَازقي وأنَا المخلوقُ والمرزوق، خَلَقتني وأنعمتَ عَليَّ بذلك فلكَ الحمدُ والشُّكر والمنَّة والفضل، ورَزَقتني ومَنَنْتَ عَليَّ، وأعظمُ ما رَزَقتني إيَّاه إِيمانٌ بِك وتَصديقٌ بِرَسولك، بَلْ بِرُسلك عليهم الصَّلاةُ والسَّلام، وبعدَ الإيمانِ نِعمٌ ونِعمٌ لا تُعَدُّ ولا تُحصَى، بَل وأَنَّى لمثلي أَنْ يُحصِي ؟!!
غَمَرتَني بأَلطافِك وكَرَمِك وإِحسانك فالشُّكرُ مِني حَالٌ لا أَنفَكُّ عَنها ولا تَنفَكُّ عَنِّي، فِبِحَقِّ ذَيَّاكَ الشُّكر الذي وَفَّقتني إليه أَفِضْ عَلَيَّ مِن بَرَكَاتِ عِنايتك ولَطائفِ رِعايتك بمثلِ ما مَتَّعتَ أولياءَكَ وأَصفياءَك، وأَلحِقني بِركبِهم يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا بديعَ السَّمواتِ والأرض، يَا مَالك الملكِ، يا مُؤنِسَ كُلِّ وَحيد ويَا صَاحِبَ كُلِّ فَريد، ويَا قَريباً غيرَ بَعيد، لَكَ تَخَضُّعي وسُؤالي، وإليكَ تَضَرُّعِي وابتِهَالي.
حلب
23/4/2024
الدكتور #محمود_عكام
#اللهمَّ_أنتَ_رَبِّي_وأَنَا_عَبدُك
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5262/
تتشرف كلية الشريعة بجامعة حلب باستضافة سماحة مفتي حلب الدكتور الشيخ محمود عكام في فعالية ثقافية بعنوان: "التنمية بدءاً من الإنسان في ظلال الإسلام" يوم الاثنين ٢٩/ ٤/ ٢٠٢٤م الساعة الواحدة ظهراً ضمن فعاليات ملتقى كلية الشريعة للثقافة والبحث العلمي في قاعة المناقشات في كلية الشريعة.
الدكتور #محمود_عكام
#كلية_الشريعة
كَفُّ اللسان
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
سُئل أحد الحكماء عن العاقل فقال: العَاقل مَنْ ضَبَطَ لِسانه. تذكَّرتُ وأنا أقرأُ هذه الحكمة أو هذا التعريف، تذكَّرتُ حَديثاً عن المصطفى صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم، ولو سَألني إنسان: مَن المؤمن ؟ لقلتُ له: المؤمن مَنْ رَبَطَ لِسانَه، ودَليلي على ذلك هذا الحديث الذي تَذكَّرتُه، يقول فيه صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم: (لا يَستقيمُ إيمانُ عبدٍ حَتى يَستقيمَ قلبُه، ولا يستقيمُ قَلبُه حتى يستقيمَ لِسانه)، فالمؤمنُ من ضبط لسانه، وبِضبطِهِ لِسانَه ينضبطُ قَلبُه، وبِضبطهِ قلبَه ينضبطُ إيمانه، لذلكَ تَعلمون حديثَ مُعاذ رضي الله عنه عندما سَألَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم عَمَّا يُدخِلُ الإنسان الجنةَ وعَمَّا يُدخِلُه النَّار، وسَأَله عَن عَمودِ الإسلام، وعن رأسِ الأمر، وعن ذِروة سنامِه وأجابه النبي صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم. بعدَما سألَ مُعاذُ كُلَّ هذه الأسئلة، قالَ لهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم، وأنتُم قرأتُم هذا الحديث، (يا مُعاذ، ألا أُخبِرك) بعدَمَا سألتني كُلَّ هذه الأسئلة، (ألا أُخبِرك بمِلاكِ ذلك كُلِّه ?) أي بما يُمكن أن تَتمَّ من خلاله الصَّلاة والجهاد والصِّيام والصَّدقة وفعل الخير، هذه الأمور لا تَتِمُّ ولا تكمُل إلا بشيءٍ سَأُخبِرك عنه، (ألا أُخبرك بمِلاك ذلك كُلِّه ?) بما يمكن أن يجعل هذه الأمور مُنضبطةً مَقبولة ؟! (قلتُ بَلَى يا رسولَ الله. فأخَذَ بِلسانه وقال: كُفَّ عَليكَ هذا. فقالَ مُعاذ: وَإنَّا لَمُؤاخذون بما نتكلَّم به ?! قال: ثَكِلَتْكَ أُمُّك يا مُعاذ، وهَل يَكُبُّ الناسَ على وُجوهِهم أو على مَناخِرهم إلا حَصائدُ ألسنتهم ؟!) أي وهل يكونُ سَبب أنَّ الناس يكبُّون في النارِ على وُجوههم إلا الحصاد السَّلبي السَّيء، هو الذي جعل الناس، هو الذي جعل هؤلاء يكُبُّون في النارِ على وُجوههم أو على مناخرهم.
احفظ لسانَك أيُّها الإنسانُ لا يَلْدَغَنَّكَ إنه ثُعبانُ
وأنا أقول لكم: انظُروا مجتمعَنا، وانظُروا ألسنتنا فإني أراها غير مَكفوفة كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم: (كُفَّ عليكَ هذا) ولعلَّك تَسألني عَمَّا أكُفُّ عليه لساني ؟ أقول لك أشياء كثيرة، لكن سأقتصرُ على ثلاثة أشياء هذا اليوم:
الأمر الأول: كُفَّ لِسانَك عَن الكَذِب، رَاقِب نفسَكَ مِن الصَّباح إلى المساء، هل تكذب ولو كُنتَ مَازِحاً، هل تكذب ولو كُنتَ مُداعباً، هل تكذب ولو كُنتَ كما - تَدَّعي - تريد أن تُدخِلَ السُّرور على قلبِ مًسلم، إياكَ والكذبَ في كُلِّ أحوالِه، (إنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفُجور، وإنَّ الفُجور يَهدي إلى النَّار، وما يزال الرجلُ يَكذبُ ويَتَحرَّى الكذب حتى يُكتبَ عِند الله كَذَّاباً)، (إنَّما يفتري الكذبَ الذين لا يُؤمنون) إياكم والكذب، عَلِّموا أطفالَكم الصِّدق، وإيَّاهم وإيَّاكم وإيَّانا والكذب.
الأمر الثاني: كُفَّ لِسانَك عن الغِيبة وَتَتبُّع عَوراتِ النَّاس، أتريدون أن نكون مُتصالحين فيما بيننا، مُجتمعنا مجتمعٌ الكذبُ فيه مُتَفَشٍّ، والغِيبة فيه مُتَفَشِّية، وتَتَبُّع العَورات والسَّقطات مُتفشِّية أيضاً، وانظروا أنفسكم، ولن نَنظرَ أَنفُسَ غيرنا، وهذا ما يُمكن أن نتحدَّث عنه بيقين، (ولا يَغتَبْ بَعضُكم بَعْضَاً أَيُحِبُّ أحدُكم أن يَأكُلَ لحمَ أخيهِ مَيْتاً فَكَرهتموه)، الغِيبة وتَتبُّع عَوراتِ المسلمين، يا أيها الذين أسلموا بلسانهم، هكذا قالَ النبيُّ عليه الصَّلاة والسلام: (يَا مَنْ أسلمَ بلسانه، ولم يَدخُل الإيمانُ قلبَه: لا تَغتابوا المسلمين ولا تَتَبعوا عوراتهم، فمَن تَتَبَّعَ عَورةَ أخيه تَتَبَّعَ اللهُ عَورتَه، ومن تتبعَ اللهُ عَورتَه يفضحه ولَو في جَوْفِ بيتِه)، أيها المتتبعُ لعوراتِ المسلمين: تَنبَّه، فالجزاءُ مِن جِنسِ العَمل، سيفضَحُك اللهُ ولَو في جَوف بيتك، ولو في جَوفِ رَحلك، في جوف سَيارتك.
الأمر الثالث الذي يجب أن تَكُفَّ عنه لِسانك: السِّباب والتَّكفير: انظُروا شَوارعنا، فالسِّباب فيها كَبير، وانظُروا بِيئاتنا ومَجامِعنا التكفير فيها وفير، (سِبابُ المسلم فُسُوق، وقِتالُه كُفر)، (المسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلمون) على الأقل يا أخي في رواية: (مَنْ سَلِمَ المسلمون) هذه نعتمدها فليسلم المسلمون، ولن نقول لك الرواية الأخرى: (مَن سَلِمَ النَّاسُ مِن لسانه ويده)، (المسلمُ مَن سَلِمَ المسلمون مِن لسانه ويده) فهل سلم المسلمون من لسانك ويدك إذا أنت مسلم، فإن لم يسلم المسلمون من لسانك ويدك فلستَ بمسلم بقاعدةِ المصطفى صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم، هكذا قالَ نبيُّنا الأعظم عليه الصلاة والسلام، فاسمَعوا كلامَ نبيِّكم، ومَن قال لأخيه يا كافر حَارَت عليه، أي عادت عليه، (لا يَرمي رجلٌ رجلاً بالكفر إلا رجعت عليه) وما أكثر ما نقول هذه الكلمة، وما اكثر ما نَتَّهِم الآخرين بالكفر، وما أكثر ما نَسُبُّ ونشتم، احفظوا ألسنتكم أيها المسلمون إن كنتم تُريدون أن تكونوا منالعقلاء، وإن كنتم تريدون أن تكونوا من المسلمين، اسمعوها ثانية وثالثة: (لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه، ولا يَستقيمُ قلبُه حتى يَستقيمَ لسانه) إيانا والكذبَ والغيبةَ، إيَّانا وتتبع عورات المسلمين، إيَّانا والسِّباب، إيانا والتكفير فذاك خَطَرٌ كَبير جَسيم على إيمانكم إن كنتم تحرصون على أن تكونوا مؤمنين، اللهمَّ إنا نسألك أن توفِّقنا لنحفظ ألسنتنا من كل سوء، ولِنجعلَ ألسنتنا تتكلَّم وتنطِقُ في مَرضاتك يا رَبَّنا يا نِعمَ المولى ويا نِعمَ النَّصير، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 26/4/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/rHuANZQx7-/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
َفُّ_اللسان
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5263/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ضمن فعاليات ملتقى كلية الشريعة للثقافة والبحث العلمي استضافت كلية الشريعة بجامعة حلب سماحة مفتي حلب الدكتور الشيخ محمود عكام
في محاضرة بعنوان: "التنمية بدءاً من الإنسان في ظلال الإسلام" بحضور الدكتورة انشراح سويد عميدة كلية الشريعة.
افتتح الملتقى بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الوطن وشهداء القضية الفلسطينية ثم ترديد النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية ثم
افتتحت الدكتورة انشراح سويد الملتقى بالتعريف بضيف الملتقى وأهمية موضوع المحاضرة في بناء الإنسان.
ثم تحدّث سماحة الدكتور محمود عكام عن مجالات التنمية الإنسانية وصفات الإنسان المنشود من التنمية الشاملة فبين أن المطلوب من الإنسان تحقيق الأمور الآتية:
- إزالة التناقضات الجذرية في المعطيات المعرفية.
- التعامل مع السُّنن الإلهية المتعلقة بالإنسان بجدية.
- تعميق فكرة ضرورة أداء الواجب قبل المطالبة بالحقوق.
- تنقية المجتمع من الأنانية للانتقال إلى مجتمع الاخوة.
- الوفاء بالعقود الاجتماعية وأهمها عقد المواطنة.
- يجب على الإنسان أن ينشغل بمشروع عظيم، لأن قيمة الإنسان من قيمة المشروع الذي يشغله.
- تعميق الوعي بأهمية القرآن من حيث أنه الدليل الإرشادي الذي فيه توصيف الإنسان وتوظيفه.
- التركيز على الجوهر وعدم الانشغال عنه بالمظهر.
- التركيز على الاعتدال وبيان صلته بتحقيق العدل.
حضر الملتقى ممثلون من مديرية الاوقاف ومركز إرشاد التأهيلي التخصصي، وعدد كبير من أعضاء الهيئة التعليمية في كلية الشريعة والكليات الأخرى التابعة لجامعة حلب.
إضافة إلى عدد كبير من طلاب كلية الشريعة.
اختتم الملتقى بالحوار والإجابة على تساؤلات الحضور حول مضمون المحاضرة.