أحمد سيف حاشد
341 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
أخذوا كل شيء
ولم يبقوا لنا ما نحتفل به
عته الأولى لمرشحه الشيخ على عبد الجليل، إلا أن الشيخ أراد أن يحصل على دعم أكبر، واعتقد أنه يستطيع أن يضغط في خضم هذا التنافس للحصول على مثل هذا الدعم، عندما فاجأ محافظ محافظة لحج منصور عبد الجليل بمذكرة طلب فيها الانسحاب من الترشيح لظروف مرضية ولكبر سنة.. فوجد المؤتمر في المحافظة الفرصة التي كان يبحث عنها، وأحال المحافظ الطلب إلى نائب رئيس فرع المؤتمر الشيخ محمد هزاع..

الشيخ محمد هزاع والمحافظ، وعلى ضوء التواصل مع الجهات العليا تم تحرير مذكرة للجنة الإشراقية للانتخابات بالمحافظة بسحب مرشح المؤتمر ومذكرة للقيادة الانتخابية للمؤتمر بالدائرة بسحب مرشح المؤتمر بالدائرة واعتماد المرشح المستقل بدلا عنه، والعمل على إنجاحه، وابقاء كل فرق العمل الميدانية وتوجيهها بالعمل مع المرشح المستقل..

أما في صنعاء وربما على نحو شبه موازي، اُستدعاني بعد يوم من فوات ميعاد الانسحاب القانوني للمرشحين الأستاذ عبدالله عبدالولي ناشر مشرف حزب المؤتمر على انتخابات الدائرة طالبا مني اللقاء، وكنت قد أطمئنت لهذا اللقاء حيث يأتي بعد يوم من الموعد المقرر للانسحاب من الترشح، والتقينا بالفعل في مكتب الأستاذ أحمد ثابت مدير بنك اليمن الدولي، وسمعوا ما أدليه من مبررات الترشيح والاستحقاق وضمان الفوز، فأبلغني في اللقاء عبدالله عبد الولي المشرف الانتخابي للدائرة عن المؤتمر، إنه مقتنع بوجاهة ما أطرح، واتجه إلى منزل عبد الكريم الأرياني ليبلغني من منزله إن المؤتمر وافق على دعمي بصفتي “مرشح مستقل”.

أظن أن الدور المهم كان لتفهم قيادة المؤتمر للوضع الانتخابي الذي أتضح وجهته، وللشيخ محمد هزاع نائب رئيس فرع المؤتمر في محافظة لحج، ومحافظ المحافظة منصور عبد الجليل، ودرهم نعمان.. وما كان هذا متأتيا لولا سوء تقدير مرشح المؤتمر الشيخ علي عبدالجليل الذي قدم لقيادة الفرع سحب ترشيحه لأسباب لم يرد أن تفضي إلى ما أفضت إليه، وهكذا سارعت قيادة فرع المؤتمر في المحافظة بالرفع السريع، وقطع دابر التراجع عنه، وعندما أراد التراجع في اليوم التالي كان الأمر قد قضي وانتهى..

***
عدم الرد الكافي أو الإحجام عنه وخوض الحرب فيما هو محددا لك ومرسوم وعدم تجاوزه هو سبب استمرار هذه الحرب اللعينة واستمرار استهداف الأعراس والمنشاءات المدنية..
تعازينا .. ولعنتنا على من يطيل هذه الحرب ويحجم عن الرد الذي يوقف الحرب ويردع المعتدين..
اصداء من الوتس:
سردياتك أكثر من رائعة..
تكاد تكون الوحيد بين سياسيي اليمن الذي يكتب مذكراته السياسية بحرفية عالية وبمنتهى الروعة..
🌹🌴🌹🌴🌹🌴🌹
(13)
كيف صرت مرشحا مستقلا مدعوما من المؤتمر!!
أحمد سيف حاشد
لم يكن لدي دائرة نفوذ أو علاقة تدعمني لدى المؤتمر أو حتّى توصلني مباشرة بقيادته لطلب دعمي في الانتخابات البرلمانية، على أن يكون هذا الدعم بصفتي مرشحا مستقلا على وجه التحديد.. افتقد إلى الدليل الموثوق به، والمسموع كلمته، في لحظة رأيتها كثيفة الضبابية، وأكثر منها فترة تكثر وتروج فيها الأكاذيب.. أذكر مقولة لرجل دولة وسياسي تقول: "تكثر الأكاذيب قبل الانتخابات وأثناء الحرب وبعد الصيد."

راهن بعض أصدقائي على الشيخ محمد هزاع، فيما كنتُ أقلل من هذا الرهان، وأرتاب في إمكانية تحقيق النتيجة التي أرجوها، وهو ما دفعني للذهاب إلى القيادي في المؤتمر عزام صلاح، بمعية القاضي نبيل الشعبي، ومجيد سالم حسن، والذي سمعت عنه أنه كان مقربا من الدكتور عبد الكريم الارياني، ومن نجبائه، وكان القاضي نبيل تربطه صلة أو معرفة ما بعزام صلاح..

حصلت على ما يشبه الموافقة أو الضوء الأخضر، على أن أترشح باسم المؤتمر، فيما كان شرطي الأهم أن تكون صفة المستقل هي الصفة التي لا تنازل عنها، وهكذا أخفقتُ في الحصول على دعم المؤتمر، وأخفقتُ أيضا في الحصول على دعم الحزب الاشتراكي، ولم أتنازل عن شرط الاستقلال ولم أُساوم فيه..

أحسست بشقاء "الغير منتمي" في بلاد مثقلة بعصبيات القطيع من القبيلة إلى الحزب.. ظروف تراغمك لتشرب من وُحُولها، فيما أنت تريد أن تكون نبعا لوحدك.. ترفض أن تكون نعلا، بل تريد أن تكون أنت الساق والقدم.. تمعن في الإبحار ضد ظروفك لتكون الإنسان الذي تريده أنت لا الذي يريدونه هم.. تغامر لتتجاوز ما هو عصيا على المجاوزة..

لم أنسحب كالعنكبوت إلى الزوايا المظلمة.. لم أنعزل ولم أنكفئ في قوقعتي أو ألوذ بمخبئي.. قلت ما قالته الروائية والكاتبة غادة السمان: "لستُ جناحاً.. أنا التحليق!" قلتُ ما قاله القائل: "التمردُ وعدم الانصياع هو عِمادُ الحرية الحقيقي." أصرّيت على استقلاليتي، واعتبرتها معيارا، ومحك اختبار لتمسُّكي بما أخترت.. وقد أخترتُ حريتي التي أستحقها ولا أتنازل عنها.. قررتُ أن أخوض غمار المعترك، وأن أمضي ولا أعود أدراجي مهما كان الخذلان وخيماً، طالما هناك من لازال يحبك، ويستحق شرف أن تخوض المعركة لأجله، وهناك من لازال يراهن عليك، ومن لم يتخلِ عنك، بل ومن لازال يؤازرك في شِدّتك وأنت تخوض غمار المعركة ورحاها..

*

لم يدعمنِ حزب المؤتمر الشعبي العام ابتداء كمرشح مستقل، بل كان يعارض هذا الترشيح، ويقف ضده، ورشّح منافسا لي باسم المؤتمر، وهو شيخ مشايخ الأعبوس علي عبد الجليل، بل وبدأت صور الشيخ مرشح المؤتمر ترتفع على الصخور والأمكنة..

كان عرض الترغيب مبلغ مغر من المال لا أجيد عدُّه، ولا يصل خيالي حدُّه.. ثلاثة عشر مليون ريال مقابل انسحابي من الترشح لصالح مرشح المؤتمر.. رفضته ولم أقبل أي مساومة في هذا الاتجاه، بل أمعنت في الاستمرار بالترشح كمستقل، وإن بلغ الأمر أوجّه في الكلفة والتضحية..

ربما كان مثل هذا المبلغ مغريا جدا لشخص مُثقلا بالحاجة والعوز، ولكن كان ضميري يقول لي: "أنت لم تُخلق لمثل هذا؛ فحتّى الفشل هو أيضا محاولة أجل وأكبر من كل الملايين.." أخي عبد الكريم قال مازحا حال علمه بالخبر: "يعطوني مليون وأنا اجزّعه لكم من الحياة، مش بس من الانتخابات."

توقعتُ أن ترهيبا سيأتي بعد فشل الاستمالة وأساليب الترغيب.. وتحت دافع هذا الاحتمال وضغوطه، أغلقتُ تلفوني وغادرتُ منزل إقامتي، والاختباء خارجه، وذلك لتجنب احتمال اختطافي ومحاولات إرغامي على سحب طلب ترشيحي، ولاسيما في الـ 48 ساعة المتبقية لموعد اقفال انسحابات الترشح..

سبق وكنت أفاوض كلما سنحت لي الفرصة مع أي قيادي أصل إليه، بمنطقية لا تنال من موقفي الثابت في الاستقلال.. وأشرح في الوقت نفسه صواب وضمان الفوز والاستحقاق، وبعد يوم من موعد اقفال سحب الترشح، وهو موعد غير ما أتاحه القانون، تفاجأت بسحب المؤتمر لمرشحه، ولم أكن أعرف يومها ماذا الذي حدث ؟! ما هو سبب الانسحاب المفاجئ، وتحديدا إنه أتى بعد موعده القانوني بيوم..

*


الشيخ محمد هزاع نائب فرع المؤتمر بمحافظة لحج كان يرى أن الفرصة وممكنات الفوز واردة بالنسبة لي، بل وبقيتُ في حساباته الانتخابية الأوفر حظا إن سارت الأمور كما يرتجي، وعمد وفق هذا المُعطى معارضته أن يتم إنزال مرشحين مستقلين في السبعة المراكز التابعة لعزلة "القبيطة" حتّى لا يتم تشتيت الأصوات فيها، وبالتالي سأكون أنا في حكم الأكيد المرشح الفائز من وجهة نظره.. كانت حساباته الانتخابية أكثر مقاربة للواقع، ولِما أسفرت عنه الانتخابات لاحقا بالفعل..

غير أن فرض الشيخ علي عبد الجليل، كمرشح للمؤتمر بأوامر مؤتمرية عليا قد خيّب ظن نائب فرع المؤتمر في محافظة لحج الشيخ محمد هزاع وما كان يرجوه، أو يعمل لأجله ويخطط له.. وبالتالي صار الأمر أصعب على المؤتمر، وفرصة نجاح مرشحة تضاءلت إلى حد بعيد، وفي المقابل جعل الكفة لصالحي تميل وتزيد أكثر..
احتمالات الفوز باتت أكثر وأرجح.. وربما بدت لصديقي محمد هزاع على نحو ظاهر وغير ملتبس..

كان جميع المتنافسين من عزلة "الأعبوس"، فيما كنت أنا الوحيد من عزلة القبيطة، وهو ما أثار حميّة لا تخلوا من عصبية لدى كثير من الناخبين في القبيطة، لاسيما بعد ثلاث دورات متتالية كانوا يعطون أصواتهم لمرشح "الأعبوس" المستقل والمدعوم من الحزب الاشتراكي، بدافع حزبي أو حتّى مستقل، وقد باتت الدائرة لثلاث مرات متتالية محسومة لصالح الاشتراكي، أو باتت أشبه بالمغلقة لمرشحه..

حزب التجمع اليمني للإصلاح أعتقد أن منافستي للأستاذ طاهر سيعمل على انقسام الاشتراكي وبالتالي بدا أن فرصته سالكة وسانحه، وأن الانقسام الذي يبحث عنه قد حدث وتحقق بالفعل، فيما هو وأنصاره موحدين، والرهان على فوز مرشحه الدكتور عبد الودود بات معقودا بيقين على نحو أكيد.. هكذا بدت الأمور لحزب الإصلاح.. وبالتالي لم يكترث بنقضه لما تم الاتفاق عليه في "المشترك"، وذلك بجعل الدائرة من نصيب الاشتراكي الذي رشح الأستاذ طاهر، وبمباركة ودعم أحزاب "اللقاء المشترك" أيضا، غير أن الإصلاح نقض عقده وعهده بتهور وجُرأة، وصار "اللقاء المشترك" ينافس بعضه (الاشتراكي والإصلاح)..

الأستاذ طاهر ولثلاث دورات سابقة كان يترشح بصفة مستقل، وفي هذه الانتخابات ترشح باسم الاشتراكي، ودعم "المشترك"، وقد أطمئن طاهر والاشتراكي أن فرصته في الفوز باتت مؤكدة، وذلك قبل أن يشرب مقلب حزب تجمع الإصلاح الذي أنقلب عليه، وعلى نحو صارخ وغير متوقع..

جميع هؤلاء المرشحين كانوا من "الأعبوس"، وهو أيضا ما ترك لدىّ كثير من الناخبين في "القبيطة" غصة وأثرا في النفس، حيث بدا أن النفوذ في دوائر الأحزاب كانت لصالح عزلة الأعبوس، فيما تم استبعاد مرشحهم المستقل والوحيد، والذي وعد ناخبيه بالترشح لمرة واحدة، لكسر احتكار التمثيل لثلاث دورات انتخابية، فقرروا هذه المرّة أن يقلبوا الطاولة عليهم من خلال صناديق الانتخابات، أو هكذا سارت الأمور.. وهذا ما يفسر أيضا أن بعض أعضاء وأنصار "إصلاح" عزلة "القبيطة" تمردوا على حزبهم، ومنحوني أصواتهم، بل وأعلن بعضهم مساندتي على نحو غير متوقع..

وبحسب الرواية، تم تسليم المؤتمر دعمه في دفعته الأولى لمرشحه الشيخ على عبد الجليل، إلا أن الشيخ أراد أن يحصل على دعم أكبر، واعتقد أنه يستطيع أن يضغط في خضم هذا التنافس للحصول على مثل هذا الدعم، عندما فاجأ محافظ محافظة لحج منصور عبد الجليل بمذكرة طلب فيها الانسحاب من الترشيح لظروف مرضية ولكبر سنة.. فوجد المؤتمر في المحافظة الفرصة التي كان يبحث عنها، وأحال المحافظ الطلب إلى نائب رئيس فرع المؤتمر الشيخ محمد هزاع..

الشيخ محمد هزاع والمحافظ، وعلى ضوء التواصل مع الجهات العليا تم تحرير مذكرة للجنة الإشراقية للانتخابات بالمحافظة، ومذكرة أخرى للقيادة الانتخابية للمؤتمر بالدائرة بسحب مرشح المؤتمر واعتماد المرشح المستقل بدلا عنه، والعمل على إنجاحه، وابقاء كل فرق العمل الميدانية، وتوجيهها بالعمل مع المرشح المستقل..

وفي صنعاء وبعد فوات ميعاد الانسحاب القانوني للمرشحين استدعاني الدكتور عبدالله عبدالولي ناشر مشرف حزب المؤتمر على انتخابات الدائرة طالبا مني اللقاء، وكنت قد أطمئنت لهذا اللقاء حيث يأتي بعد يوم من الموعد المقرر للانسحاب من الترشح، والتقينا بالفعل في مكتب الأستاذ أحمد ثابت مدير بنك اليمن الدولي، وسمعوا ما أدليه من مبررات الترشيح والاستحقاق وضمان الفوز، فأبلغني في اللقاء الأستاذ عبدالله عبد الولي، إنه بات مقتنعا بوجاهة ما أطرحه، واتجه على الفور إلى منزل عبد الكريم الأرياني ليبلغني من هناك إن المؤتمر وافق على دعمي بصفتي “مرشح مستقل”.

أظن أن الدور المهم كان لتفهم قيادة المؤتمر للوضع الانتخابي الذي أتضحت وجهته، وللشيخ محمد هزاع نائب رئيس فرع المؤتمر في محافظة لحج الذي كان له دورا أساس في التهيئة وتقديره المقارب للواقع، ومحافظ المحافظة منصور عبد الجليل، وكذا درهم نعمان.. وما كان هذا متأتيا لولا سوء تقدير مرشح المؤتمر الشيخ علي عبدالجليل الذي قدم لقيادة الفرع سحب ترشيحه لأسباب لم يرد أن تفضي إلى ما أفضت إليه، وهكذا سارعت قيادة فرع المؤتمر في المحافظة بالرفع السريع، وقطع دابر التراجع عنه، وعندما أراد التراجع في اليوم التالي كان الأمر قد قضي وانتهى..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
ملاحقة ثور هائج تتسبب بمقتل اربعة مواطنين في عدن
الأحد - 03 يناير 2021
الوطن العدنية /عدن
أصدر إعلام القطاع الثامن بلاغ أمني أوضح فيه تفاصيل حادثة الثور الهائج أمام سوق عدن الدولي مما أدى إلى مقتل أربعة مواطنين.

وتنشر الوطن العدنية فيما يلي البلاغ الأمني الذي أصدره اعلام القطاع الثامن دون تعديل املائي او تدخل بالصياغة:

تقرير تفصيلي حول حادثة الثور الهائج أمام سوق عدن الدولي ووفاة اربعة مواطنين .

كتابة التقرير الساعه 9مساء
يوم الجمعه الموافق 2021/1/1.م

في فجر يومنا هذا الجمعه الموافق 2021/1/1.م وفي تمام الساعه 3صباحاً تم إبلاغ نقطة جولة القاهرة عن وجود ثور هائج من قبل المواطن /ماجد محمد حسين قائد يبلغ من العمر 33عاماً صاحب ملحمة (السعيدة) عن ثور هائج ممكن يعرض المواطنين للخطر وانه متجه إلى جولة القاهرة طالباً منهم الدعم والإسناد حتى لايسبب اي كوارث او اعمال عنف للمواطنين كونه قد وقعت حادثه وتسبب في قتل احد عمال الملحمة واسمه فهد خليل،،
وعند قدوم الثور الهائج إلى قرب النقطه في جولة القاهرة تم إبلاغنا بذالك وابلغناهم يتم التعامل معه بحذر.
وبعدها تم عمل طوق امني،،
وتم تحديد عدد 2من الافراد لكي يقومون بإطلاق النار على الثور الهائج وذلك بالقرب من جولة القاهرة ومسجد السلام،
حيث تم إطلاق النار علية في الرجل الأيسر واخترق الثور وقلت المواطن فضل عيسى من قبل الجندي صفوان ومن ثم اطلق عليه فواز طلقه في الرجل الأيمن واخترقت الثور وقتلت المواطن محمد عبدالقادر دهمس مما تسبب في سقوط الثور الهائج على الأرض،،
حيث عاد بعدها مرةً اخرى بالنهوض وتحرك باتجاه الحديقة وتم الرمي عليه طلقه اخرى وتحترق اذن الثور وتصيب المواطن محمد مختار عفيف وتم اسعافه الى اطباء بلا حدود ومازال في وضع الهيجان إلى تمكن للوصول إلى سوق عدن الدولي،

وعند الاقتراب منه قام الجندي صفوان باعباد العمال الذين كانو نائمين في ممرات السوق وعمل طوق امني على المربع،

حيث اقدم الجندي فواز بإطلاق طلقه واحده على الثور وتخترق الثور وتصيب مكيف جنرال داخل أحد المحلات وبعدها تم سقوطة على الأرض حينها كان المواطن محمد حميد سعيد بجانب الكشك تبع الشامي ليتفاجى بعدها باصابه المواطن محمد لكون الطلقه دخلت في الثور وإصابة المواطن محمد في الصدر وسكنت،
وجميع مقاطع الفيديو تثبت هذا،، وبعدها تم إسعاف المواطن إلى اطباء بلاء حدود،

وبعدها تم ابلاغنا بوفاة المواطن محمد حميد سعيد في اطباء بلاء حدود،
وبعدها تم إبلاغ قائد القطاع بوفاة اربعة اشخاص بغير عمد وتم توقيف الجندي فواز جمال أبوبكر علي والجندي صفوان باعباد
وصاحب الملحمة ماجد محمد حسين قائد وهو مالك الثور الهائج لتتم التحقيقات معهم والإطلاع على الكاميرات حيث تبين صحة ماشهد به الشهود في الواقعه

وسوف يتم ارسال المحاضر جمع واستدلال واقوال الشهود العاملين بسوق عدن،
ومن ثم تم نزول قائد القطاع الثامن إلى منازل المتوفين وكان في استقباله في المنزل الاول والد المواطن المقتول حميد سعيد ليقوم بواجب العزاء بوفاة ابنة وأوضح له ماشهد به َالشهود وتم وضع الشهاده لهم أمام الجميع، وبقية اهالي المتوفين لم يقبلوا اي حوارات للان.
وأيضاً بوجود صاحب الملحمة وهو صاحب الثور الهائج تم توضيح بما جراء بالحادثه وبشهادة الشهود،

حيث تفهم والد المواطن المقتول حميد سعيد بغير عمد بماسمعه وبعدها قام والد المقتول بالعفو لوجه الله تعالى أمام جميع الحاضرين،،
ومن ثم بالترتيب لنقل جثت حميد سعيد من مستشفى الصداقه وتسليمها إلى اهل المقتول بغير عمد،،
حيث ذهب بعدها قائد القطاع إلى مقبرة الرضوان لتجهيز مراسيم الدفن..
وبقية الجثث ما زالت في الثلاجة..
لكل الاطراف..
من يريد ان يحكم ويربح ليس كمن يريد ان يحرر وطن
الاول يضحي من اجل ان يحكم ويستفيد الغنيمة من السلطة او الحكم
أما الثاني فيضحّي من اجل ان يحرر وطن..
الفارق شتّى بين الاثنين..
الاول ربما يخسر ويضحي ولكن من اجل غنيمة الملك والاستقواء بالسلطة لصالحه وجماعته ضد شعبه ووطنه..
اما الثاني فيضحّي من اجل شعبه يحصل على وطن محرر مستقل ذو سياده لطالما حلم وتعلق به..
هذا اذا افترضنا ان الذي يشتهي السلطة غير مرتهن.. اما المرتهنين فإنهم مجرد بيادق ينفذون اجندات الغير ، وهؤلاء اكثر سوءا وسقوطا وانحطاطا وعبودية..
الأهم من المهم هو السؤال:
من الذي دفعها؟؟؟!!!
اظنه الشعب لا سواه..
شركة النفط : 10 مليار دولار الخسائر الاقتصادية بسبب القرصنة على سفن الوقود
(14)
إدارة التناقضات
أحمد سيف حاشد
كان الواقع الانتخابي معقدا للغاية، ومكتظا بالمتناقضات، وعليك العبور في طريق مزروعة بالألغام والأشراك والفخاخ.. تناقضات مناطقية، وأخرى عشائرية وقبلية، وبعضها متعلقة بمصالح أنانية مفرطة، وهناك تناقضات مردّها حزازات ماضوية، وبعضها حديثة العهد، وتناقضات أخرى لا تخلو من تعصبات قطيعيه.. تناقضات عصبوية ضيقة لا أنتمي لأحد منها، ولكن لا مناص أن تجدها في مواجهتك وجها لوجه، وربما بعضها يُهدد بالانفجار في وجهك، أو تنفجر بغتة تحت قدميك، إن لم تسوسها على نحو حكيم، أو تتجاوزها بحذر بالغ..

عليك أن تحسن التصرف، وأن لا تقع في الخطأ الذي يمكن أن يحدث في لحظة شديدة الحساسية تدفع ثمنها غاليا، وتحصد الفشل المرير.. عليك أن تسوسها باقتدار، وعلى نحو حكيم وواعي، وأن لا تنزلق إلى إحداها، أو تلوذ بها، أو تتحوّل معها إلى عصبوي صغير.. عليك أن تكبر بنفسك قدر ما تستطيع..

يجب أن تسير إلى نهاية الحبل المشدود، وأن لا تفقد توازنك مع أي ميل أو اهتزاز أو لحظة اختلال.. عليك أن تتجاوز عثرات الطريق وأن تستعد لمواجهة كل الاحتمالات السيئة لتصل إلى نهاية الطريق دون كلفة، أو بكلفة أقل إن باتت ضرورية أو مفروضة بأمر واقع أكبر منك.. كل هذا كان حاضرا في البال، وأنا أخوض غمار المعركة الانتخابية مستعينا بالعقلاء الذين يؤازروني، ودونهم ما كنت..

لقد كانت تلك العصبويات تؤلم مشاعري، في واقع وجدته أكثر تعقيدا وانتاجا لها، فيما كان الواجب يحتم تجاوزها، وأن لا أخسر نفسي فيها، وفي احتدامها الذي يحدث هنا أو هناك، وأن لا أفقد صوابي أو توازني في لحظة ضعف، ولا أتخلى عمّا أحمله من مبادئ وقيم واخلاق، وكل ما لا يقبل التنازل..

كان هناك اشتراكيين لا يطيقون المؤتمر، وهناك مؤتمرين لا يطيقون الاشتراكي.. هناك من يحاول أن يستفز الاشتراكي بشعار "الحصان" بدلا من الشريم، وهناك من يناهضه بحسم وقوة.. هناك صور صالح التي تستفز بعضهم، وهناك من يستغل فتاح ويوظف هتافه في إفساد ما تعمله.. هناك من يقذفك بتوصيفاته المُغرضة، وهناك من يلقي بوجهك الاتهامات الجائرة، وأنت بريء من هذه وتلك..

عصبويات مناطقية وقبلية.. أعبوس وقبيطة.. نجارين وفقرة.. عصبيات كثيرة أصغر منها.. حزازات الماضي يتم توظيفها والاستفادة منها، ولا تخلوا المعركة أيضا من الأنانية والحسد.. شخصيات قيادية ووجهات اجتماعية بأنانية مفرطة، تحسب الأمور من منظورها ومصالحها الذاتية، وبحسابات ما ستجنيه من هنا، وما ستربحه من هناك.. إنه المجتمع بكل ما فيه..

***

كان لدي فريقان انتخابيان ليسا على وفاق مع بعضهما، وربما لا يتوفر بينهما الحد الأدنى من الانسجام والتفاهم.. الفريق الانتخابي المكون من الاشتراكيين والمستقلين وفيهم المتمردين على أحزابهم، والفريق الانتخابي الآخر المكون من المؤتمر الشعبي العام.. توحيد الفريقين في فريق واحد كان يعني تفجير مكون الفريق الجديد من داخله..

ولهذا كان الاتفاق أن يبقى كل فريق مستقل عن الآخر، على أن يتم سياسة الفريقين بطريقة، أتجنب من خلالها صنع الأسباب التي يمكنها أن تؤدي إلى الاحتكاك والاصطدام بينهما.. ومع ذلك كادت بعض الاحتكاكات أن تفسد أو تنسف جل ما هو صالح أو بعضه..

كان كل فريق يعمل وفق خطته الخاصة في الحملة الانتخابية، مع مراعاة محاذير ومخاوف الطرفين، وكان لوجود الدكتور عبدالله عبدالولي ناشر، والشيخ محمد هزاع من المؤتمر، وعبده فريد حاشد، وأنوار هزاع وعبد الفتاح العبسي "الأسود" ومحمد علوان ثابت ومحمد فريد ونصر عبدالجليل ومانع على مانع وغيرهم في فريقي الانتخابي دورا مهما في المشورة والمساندة، بل واحتوى الخلافات، وحل المشكلات الناشئة، ونزع فتيل بعض النزاعات والتوترات التي كادت أن تتحول في بعضها إلى مواجهة أو صراع محتدم..

في المهرجان الذي أقمته في منطقة "ظبي" في "الأعبوس"، كاد الخلاف أن يفسد هذا المهرجان، وهو المهرجان الثالث الذي أقمته في إطار حملتي الانتخابية.. وصلنا في الموعد المحدد للمهرجان في مدرسة الارشاد بظبي، وكان يفترض أن تسير الأمور على ما يرام إلا أنني تفاجأت بوجود اشكاليات حول فقرات المهرجان، وبجهود العقلاء تم التغلب عليها وحلها باتفاق على حذف بعضها، واضافة فقرة بديلة.. كما كانت هناك خلافات حول شعار المؤتمر وصور الرئيس صالح، تم حلها أيضا، وتم نزع الفتيل الذي كاد ينسف هذا المهرجان من أساسه.. مع ملاحظة ان ما حدث في "ظبي" لم يحدث في مكان اخر.

كان لوجود أنور هزاع والدكتور عبدالله عبدالولي وآخرين دورا مهما في تجاوز تلك الفخاخ والمصائد التي استهدفت إفساد ذلك المهرجان.. لقد نجح مهرجان "الرماء – قبيطة" لوجود التفاهم المطلوب، ونجحنا في مهرجان "الرام – أعبوس" الذي تم تحت رعاية رجل الأعمال المحترم علي درهم العبسي وتنظيم وولاء وانضباط رجاله هناك..
فأرادوا تفخيخ وإفساد المهرجان الثالث المقرر أن يكون في "ظبي" أعبوس، ولكننا نزعنا الألغام وتجاوزنا ما يفسد، ونجح المهرجان على من حاول تفخيخه..

القى في المهرجان الدكتور عبد الله عبد الولي ناشر كلمته، استغلها أحد الذي كانوا ضمن فريقي الانتخابي، وقد صار مواليا لمنافس آخر، محاولا إفساد هذا المهرجان مع مجموعته الصغيرة الذين حاولوا أن يثيرون الهرج والمرج في المهرجان..

لقد كان هذا "الواحد" ضمن فريقنا، واستلم دعمه منّا، فيما أنقلب علينا إن لم يكن قد خطط لهذا الانقلاب ابتداء.. كان بإمكانه أن يوجه طعناته من الأمام، ولكن راق له الطعن من خلف ظهورنا.. كان بإمكانه أن يقيم مهرجانا موازيا، ولكنه فضّل أن يتسلل ويخاتل إلى مهرجاننا ليثير فيه الفوضى ومحاولة إفساد ما نصنعه.. ننسى ونتسامح مع صاحب الطعنات التي تأتينا من الأمام، ولكن نسامح ولا ننسى طعنات الغدر التي تأتينا من خلف ظهورنا.. نحترم الاعتراك بنبل وأخلاق الفرسان ولا نحب ما دونها..

شكك بصفتي المستقلة، وانتمائي "اللامنتمي".. استخدم ومجموعته بسابق تدبير هتاف في غير محله "حزبك باقي يا فتاح .. حزب العامل والفلاح".. متناسيا أنني منتميا إلى هذه الطبقات التي تحدث عنها، ومخلصا لقضاياها وقضايا الفقراء من أي طبقة أو شريحة كانت، دون أن أغرق في التنظير أو أتعسف النظرية والتطبيق..

انتهت المحاولة بالفشل وتصدىّ فريقي في الأعبوس والمنتمي للحزب الاشتراكي لهذه المحاولة باقتدار بعد ملاسنة، ولكن المفارقة أن هذا المركز الذي كان في الدورات الانتخابية السابقة أحمرا بامتياز قد حصد حزب الإصلاح معظم الأصوات فيه..

وفي المقابل وهي المفارقة الثانية أن معقل الإخوان وحزب الإصلاح في "ثوجان" عاصمة مديرية القبيطة، وهي مسقط رأس مرشد الإخوان المسلمين ياسين عبد العزيز، ولأول مرة في تاريخها الانتخابي، ومعها المركز المجاور في منطقة "الرمأ – قبيطة" جاءت النتيجة وبسابقة غير معهودة من قبل، خسر فيهما "الإصلاح"، وصرت صاحب المرتبة الأولى فيهما، وبفارق مئات الأصوات، وهو ما كان صادما له؛ لأنه لم يكن يتوقع هكذا نتيجة، لاسيما في هاذين المركزين اللذين أعتبرهما معقلا له ..

*

كثيرون هم الذي ساعدوني وكان لبعضهم باع وخبرة في الشأن الانتخابي وحل المنازعات، وكان لوجودهم معي دورا في جعل الأمور المُهددة تتحول إلى وفاق وسلاسة.. تجاوزت العوائق والكوابح التي كانت تنشأ هنا أو هناك وتعترض مساري الانتخابي.. وفي المحصلة تظافرت كل الجهود لتحقق النجاح بفارق إجمالي بلغ أكثر من ألفي صوت مع منافسي الأول وهو مرشح حزب الإصلاح الدكتور عبدالودود هزاع..

لقد لعب عقلاء الفريقين دورا مهما في تجاوز ما يطرأ وينشأ من خلافات، فيما كنت أشبه بمن يسير على الحبل، وبيده عصا لعبوا دورها أولئك العقلاء، ومن خلالها تم ضبط توازني حتى وصلت نهاية الحبل المشدود الذي أسير عليه، ودونهم ما كنتُ وصلت..

كان لهؤلاء العقلاء دورا مهما فيما تم تحقيقه من نجاح، بل وأيضا في فرملة حماس واندفاع بعض الشباب قليلي الخبرة في الشأن الانتخابي، فالجهل أيضا عدو صاحبه.. ترافق كل هذا مع العمل الدؤوب على تقليل الاحتكاكات، وإزالة أي التباس، أو سوء تفاهم، ينشأ هنا أو هناك، حتى أنتهى الأمر إلى خير أروم..

لم ينحصر التناقض بين فريقي المؤتمر وفريقي الانتخابي، بل كان هناك تناقض حتى في إطار الفريق الواحد، حيث وجدتُ أن في كل فريق أيضا لا يخلوا من تناقضاته، وفي كل حال كانت تجري الحلول بعيدا عن الطيش والانفعال وردود الفعل.

كنت أسوس كثير من التناقضات بمعاونة العقلاء في واقع معقد ومفخخ أيضا.. ليس سهلا أن تدير التناقضات التي يهمك أمرها، وعلى نحو يجعلك تحول دون اصطدامها بك، وتتجاوزها باقتدار، فيما تجد من يوتر ويشحن تلك التناقضات، أو يفخخها لتنفجر في وجهك، خدمة لهذا الطرف أو ذاك، أو حتّى بقصد افشالك لمصلحة أصغر، أو حتى ثارا وانتقاما منك..

الحقيقة أنني لم أكن أجيد دور المهرج، أو رجل السرك المتمرس على اجادة دوره الذي أحترفه، لنيل اعجاب الجمهور، بل كنت أقرب إلى رجل نزع الألغام الذي يسير في طريق ملغومة ومفخخة، وعليه أن يتوخى كل المحاذير، ويبذل الحذر الأقصى، ويلتزم دقة العمل، في لحظة ضيق، ربما الخطأ فيها يكلفك كل شيء.. لحظة ضاغطة ربما لا تتيح لك هامشا لنزع الفتيل، أو مساحة من الحيز تنجد بها نفسك..

*

يتبع..
يعض من تفاصيل حياتي
العالم بحاجة
لنظام دولي جديد
اصداء..
محمد اللوزي:
هكذا انت تنتصر من بين كل الفرقاء المؤتلف والمختلف وتصيغ عنوانك بدراية وبوصلتك تحددها جيدا وعلى ضؤها تخطو في الإتجاه المعبر عن الإنسان الرافض للتاطير وما لا بد منه يضعه في حسبانه لكنه يفلت بمسئولية حين تكون الفرصة سانحة. كأن هذه الانتخابات كانت سؤال موجع لك تحديدا كيف تكون أنت ومن انت؟ وماذا تريد
المتابع للمتتالي من الاحداث تشده بصيرتك النافذه وقدرتك على استجماع قواك في حالة الوهن لتنهض من جديد وتصل ماانقطع وتبني صداقات عميقة ومخلصة وواعية لمجريات الأمور وماذا بعد؟ يشدني اسلوبك السردي للأحداث واجدك هنا كاتبا مرموقا وشخصية يسكنها الإنساني وهذا المهم. غزير ورائع انت
ما حدث في أمريكا
لن ينتهي عند هذا الحال
حتّى وإن بدى لنا إنها منتهية الأن
حتى وإن تمت صفقة
بين ترمب وبايدن
فلن تطوي ما حدث
(15)
دعمي المالي وفقري المستبد
أحمد سيف حاشد
أكتبُ هنا عن الفقراء ذو الدخل المحدود، الذين أبتلتهم أقدارهم بفقر يدوم يعيق وصولهم، ويحول دون تحقيق أمنياتهم السياسية؟! كيف للفقير أن يعبر إلى ما يريد، وأمامه ألف مانع وألف جدار؟! الحظ لا يخدم منهم إلا ما هو في حكم النادر، و"النادر لا حكم له"..

الفقراء محكومين بواقعهم الذي يمنع عليهم تجاوزه.. محكومين بأقدارهم التعسة إلا من ندرت حالته.. ربما يكتفي الناجح فيهم بتحسين معيشته ومعيشة أسرته، وإن ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، يكون في الغالب معرّضا للاستقطاب والاحتواء، أو الوقوع في شباك السلطة المُفسدة، أو أرباب العمل الفاسدين..

هذا الذي نجح في العبور وتجاوز واقعه، غالبا ما تفسده السلطة.. تجده وقد تعالى وتنكر لطبقته الاجتماعية المسحوقة بالفقر، وأنتقل منها إلى غيرها أو أنقلب ضدها.. ربما تجده قد تحول إلى فاسد أو جلاد أو ظالم مستبد.. يتخلّى عن ماضيه وعن رفقة طفولته.. يخون طبقته ويتخلى عنها ويبدّل جِلده إن أستطاع.. ينسلخ منها ليلتحق بموكب التافهين والفاسدين والمستبدين..

كيف للفقير أن يتجاوز قدره الذي لا يتزحزح عن كاهله؟! كيف يخترق الممنوع بواقعه؛ ليصل إلى البرلمان ليدافع عن الفقراء، و" يُمثّلهم لا يمثّل بهم"، ويدافع عن حقوقهم المنتهكة والمستلبة، ويتصدّى لبشاعة السلطة التي تُتخم وتتربح بمزيد من إفقارهم؟! السلطة التي تسرق شعبها ليلا ونهارا، وفي كل آن وحين، وتمعن في سطوها ولصوصيتها.. كيف للفقير أن يصل وهو لا يملك قوت يومه أو ما يستعين به على مشقّة العيش؟! كيف له أن يتخطّى أقداره، ويتجاوز واقعه وهو غارق في تفاصيل حياته الصغيرة، وهمّه اليومي المزدحم؟!!

كثيرون هم الفقراء الذين يشغلون وظائف الدخل المحدود.. جميعهم يحصلون على مرتب شهري، ولكن هذا الراتب بالكاد يكفي صاحبه شهرا لإعاشته هو وأسرته، وربما لا يكفيه إلا بجلد وعصامية فذة..

كيف له أن يصل هذا العامل أو الموظف إلى طموحه السياسي المشروع، وسط زحام التفاهة التي تكتظ أمامه؟!! كيف يمكن أن يعبر وسط هذا الزحام من الانتهازيين والوصوليين ونخاسي الإنسانية والضمير..؟!! إنها دون شك مشقّة بالغة إن لم تكن مستحيلة..

***
كان مرتبي الذي أستلمه نهاية الشهر بالكاد يكفي أسدد به دين الشهر الذي فات، وأن بقي منه فهو لا يكفي أن أعيش منه أسبوعين من الشهر الجديد، ثم تبدأ الأيام تطول وتتطاول بشدّتها ووطأتها الثقيلة، ويبدو بقية الشهر بمدى أطول مما هو عليه، ولا أصل إلى نهايته قبل أن يبلغ "قلبي الحنجرة".. ثم يأتي راتبي نهاية الشهر، فأتنفس الصعداء، وأقضي ديوني التي على كاهلي من الشهر الذي فات.. وبعد مرور نصف الشهر الجديد أبدأ بالاستدانة من جديد.. رحلة مكدوده وعذاب مستمر..

لقد رسمت كثير من المقولات المشهورة الواقع الذي يعيشه الموظف الفقير، والمحكوم بقوانين ثقيلة وصارمه وممنوعة التجاوز.. لا أحد أصبح غنيا كما قال أحدهم بالعمل من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء.. وتسأل أخر وهو يعاني: "لماذا يتبقى دائما الكثير من الشهر؟!!.. فيما قال روبرت أشتون: مهما كان المبلغ الذي تجنيه، فإنه لا يبدو كافياً بالمرة لاستكمال الشهر حتى آخره، وقليلون للغاية هم من يمتلكون كل ما يحتاجون إليه من المال."

الفقير إن وجد الوظيفة، وهي ربما أقصى أمنياته بعد التعليم، يتقاضى مقابلها مرتبا شهريا، ثم تزداد حاجة الموظف، فيما يبدأ مرتبه بالانقراض شيئا فشيئا، وحتى لو كبر قليلا ببطيء "السلحفه" فإنه يكبر على نحو غير موازي لتراجع القدرة الشرائية لمرتبه، فيزداد صاحبه حاجة وعوزا وفقرا..

إنه العيش المُر، الذي عبّر عنه أحدهم بقوله: "عندما بدأت العمل، كنت أحلم باليوم الذي أتقاضى فيه الراتب الذي لا يسد احتياجي الآن" وربما أصاب "العالم المجنون" نيكولا تسلا في وصف الحال بمرارة أشد وهو يقول: بعد نفاد النقود دائماً الـ 29 يوماً الأخيرة من الشهر هي الأصعب.

رجال السلطة يشرعون قوانينهم ليطبقوها وينفذونها عليك فقط، فيما هم بمنأى عن التطبيق بحماية السلطة وصولجانها.. قوانين تمنعك من اختراق جدارهم السميك وموانعهم الحصينة.. ينهبون الوطن طولا وعرضا، ويستلمون المال من كل اتجاه لهم ولأحزابهم وجماعاتهم، فيما أنت أن فعلت لغرض شريف يهددونك بقطع يدك.. يمارسون التكسب والتربح بحماية السلطة وقوانينها، فيما أنت يسنون لك القوانين التي تشبه قبح وجوههم الدميمة..

هذه القوانين تنطبق في وجه ما مع من شبّهها بـ "بيوت العنكبوت التي بإمكانها إمساك الذباب الصغير ولكنها تسمح للدبابير بالمرور".. وفي وجه آخر ينطبق عليها ذلك الذي وصفها بأنها تسحقُ الفقراء فيما الأغنياء هم من يسودون القانون، أو كما عبر عنها جلال عامر "سيف على رقاب الغلابة ومُداس في أقدام الأثرياء".
يشرعون قوانينهم التي تحصن الفاسدين وتحميهم، وتعقّد سبل مقاضاتهم ومسائلاتهم، وتحمي ثراءهم الغير المشروع، حتّى وإن كان هذا يتم على حساب الوطن واستقلاله وسيادته أو على حساب المال العام وحقوق المجتمع..

إنهم بشعون ومستعدون أن يستلمون المال حتى من خازن نار جهنم إن أتاهم بالمال.. ثم يحرصون على إقامة الصلوات في مواقيتها.. أما أنت فمُهددا بقطع يدك بقوانينهم العوراء، حتى وإن كان هذا المال تستخدمه في كشف الفساد ومقاومته، وكشف الانتهاكات اليومية بحق شعبهم.. هكذا نجد الاختلال والاعتلال يحاصرك من كل اتجاه، وتفقد العدالة معهم معناها ومرماها وجوهرها ومسمّاها..

أنت لا ظهير لك ولا سند إلا إذا سقطت في أوحالهم القذرة التي يريدون أن تغرق فيها حتى تصير بعض منها، أما أنك تتجاوزهم وتنحاز إلى الفقراء والبسطاء والوطن فذلك ممنوعا عليك، وقنصك مشروع أو ضرورة، من حصونهم المحصنة وأبراجهم العالية، وأنت أعزل دون ترس ولا سهم ولا رُمح ولا متراس..

*

إذا فكرت أن تعبُر بطموحك المتواضع أول درجة في السلّم السياسي في حدود الوجاهة لا أكثر تجد نفسك محكوما بمجتمعك المُثقل بأعرافه وتقاليده وشروطه، يجب عليك أن تملك ديوانا مفروشا، وإن كان في بيت إيجار، وعندما يُستصعب أن تفعل هذا، تستعيض عنه لتحقيق رغبتك بشراء هذا المفرش بالتقسيط الغير مريح.. عليك أن تعاني كثيرا وأن تقضي عاما كاملا حتى تسدد دينك أقساطا على حساب قوتك وأولوياتك، بإجمالي يزيد عن الدفع العاجل بمبلغ الربع أو الثلث.. لن تتنفس الصعداء إلا بعد سداد الأقساط، وبالسداد فقط تزيح عنك همّا أثقل من الدين الذي كان يثقل كاهلك..

ومن أجل أن تكسر عزلتك وتكون اجتماعيا في مجتمع القات عليك أيضا أن تتعاطي القات حتّى وإن كنت لا تطيقه؛ وذلك للحيلولة دون أن تصير منبوذا وحيدا تعيش عزلتك بمعاناة أشد.. عليك أن تخصص في ميزانيتك الشهرية المحدودة ميزانية غير هيّنة مقابل تعاطيك للقات..

وعندما تحاول أن تجمع مشايخك في مجلسك الجديد، تجد المشايخ في مجلس مقيلك يتقاذفون بمنافض السجائر.. وكل قد صار يعتب عليك لأن ما حدث قد حدث كما يقولوا "تحت خشبتك".. وستسمع كثيرا: "والله إنها فعله".. "والله إنها كبيرة".. ولن تستطع أن تقول لهم: اذهبوا إلى مركز الشرطة أو المحكمة، وسأكون شاهدا على ما حدث..

وعندما تحاول أن تصلح ما فسد تجد في شروط أحدهم فُرقة الأبد "أما وأما".. عندما تريد أن تسلي وترضي أحدهم، لا يمانع، ولكن يشترط عليك أن تقطع صلتك بالآخر قطع الأبد، عليك أن ترمي بمدينتك خلف ظهرك، وتشعر بحاجتك إلى عشرين "كُورس" لتتعلم "القبيله"..

أردتُ أن يكون مجلسي عامرا بالمحبة وجامعا لهم، فوجدت نفسي قد فقدت نصفهم بـ "أما وأما".. هكذا كانت قصتي مع أول مجلس أردتُ أن أبدأ منه..

لتكون وجيها من المهم أن تملك سيارة، وهي ما لم تكن بحلمي، لأنها كانت لديّ أكبر من مستحيل.. ولكن بعد أن صرت قاضيا وبعد أن أنقضت فترة في عملي بسلك القضاء العسكري تم منح كل قاضي مبلغ سبعمائة ألف ريال، اشتريت سيارة صغيرة مستخدمة.. ولتكون وجيها عليك أن تملك تلفون.. أنا يومها لم أكن أملك قيمة تلفون.. أستاذي محمد عبد الرب ناجي هو من أهداني تلفون سيار أظنه نوع "موتريلا". عبء إضافي مقدورا عليه، إن جعلت استخدامه لما هو ضروري وهام..

*
وبعد أن بدأت تراودني فكرة الترشح لمجلس النواب، كان أشد ما يحبطني هو توفير المال.. ما أحتاجه لا أملك لا كثيره ولا قليله.. لطالما شعرت أنني غني بأشياء كثيرة إلا المال كان عقبتي الكأداء في طريقي ولا زال، ولكني لا أتنازل عن مبادئي مقابله مهما اشتدت ضرورته.. لقد كنت قنوعا وغير مباليا بالمال، ولكن فكرة الترشح لمجلس النواب فكرة هائلة ومجنونة، ويعوزها الكثير من المال، وأنا صفر اليدين، وخالي الوفاض، وجيبي عامرا بقصاصات الورق..

المال وسيلة لا غنى عنها في هكذا فكرة.. يا إلهي .. حتى الجنون يحتاج إلى ضمار.. احتاج إلى مستحيل.. يا إلهي كيف أسجل اختراقا في هذا الغير ممكن؟!! كيف أتجاوز هذا المستحيل الذي يصدَّني بقوة سيل جارف عرمرم؟! كيف أعبُر إليه؟! أنا الذي أموت عزيزا وخجلا دون أن أتجاسر من ذكر المال، فكيف لي أن أطلبه؟!!

كنت كلما ذكرتُ فكرة الترشح لمجلس النواب في عسري هذا تذكرتُ المال، وتذكرتُ قصيدة لنزار قباني غنّاها عبدالحليم حافظ وقيلت على لسان قارئة الفنجان أختار منها:
بصّرت ونجّمت كثيراً
لكني لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبه فنجانك
بصّرت ونجّمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك
.....
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان

***
يجب أن لا أسقط بسبب المال لأن الساقط لا يعود.. يجب أن اتماسك أكثر من المستحيل.. يجب إن أفكر بما هو ممكنا ومشروعا ولا يعافه ضميري.. وجدت في أصدقائي الثلاثة مجيد ونبيل وأحمد محمد سيف الشعبي تشجيعا لي بإزاحة خجلي قليلا، وأن أجعل من غيري يطرق باب التبرّع..
ولكن أنا الفقير بالمال لا تربطني مودّة أو علاقة برجال المال، وفضلا عن هذا، كيف يمكنني أحملهم على أن يستحسنوا فكرتي في الترشح، وأكثر منه أن يتحمسوا لها، فيما أنا أعيش خارج دائرة الرأسمال، وخارج دائرة مصالحهم إن لم أكن أنا في بعضي ضد بعض قيمهم، وقيم وسياسات السوق أيضا، ومنها الجشع والاحتكار وحياة الغاب..

وفضلا عن هذا وذاك لا تربطني صلة أو علاقة برجل مال وأعمال كبير أو شهير بإمكانه أن يتكفل بمساعدتي في أمر كهذا، وزائد عليه وما أعرفه عن رأس المال إنه جبان في مواجهة السلطة، وأكثر من هذا فإن مصالح أصحاب المال وأصحاب السلطة متبادلة في وجه منها، فيما أنا لا تربطني ولا تجمعني بأحّدهم أي مصالح من أي نوع كانت..

إن راس المال لن يكون معي إلا إذا كانت السلطة معي، وراضية عنّي، وفي حالة امتلاك صاحب رأس المال لبعض الشجاعة بسبب أن السلطة لم تختار مرشحها بعد، فإنها تظل شجاعة يلازمها الحذر البالغ، فإن تأكد إن السلطة ستكون ضدّي أو حتى غير راضية عنّي؛ سينقلب الخال ضدي بحسب رغبة وإرادة السلطة.. سينتقل من جبهتي إلى جبهة منافسي ربما بأدنى إشارة منها، وينقلب من كنت أعتقد أنه مصدر دعمي وقوّتي إلى قوة ضدي لصالح منافسي.. هكذا كنت أفكّر..

لقد بدت طريقي ليست شاقة فحسب، بل وبنهاية مسدوده أيضا، وفشل محسوم، إلا أن هذا لا يمنع إرادتي من المحاولة.. رأيت في المحاولة بحد ذاتها شرف وانتصار حتّى وإن خابت نتيجتها.. تعلمتُ إنه لابد من المحاولة بدلا من أن أبقى أندب حظي وألعن خيبتي.. يجب أن أحاول تحويل المستحيل إلى ممكن.. لا زال الوقت متاحا لأغتنم بعض الوقت قبل فواته.. هكذا كنت أحدّث نفسي..

لابد أن استفيد من فرصة هذا الغياب، بل وفرض وجودي في الواقع لأكون أنا أيضا أحد خيارات دعم حزب السلطة، ولكن دون أن أتنازل عن برنامجي الانتخابي، واستقلاليتي، وصفتي التي سأترشح بها وهي مرشح مستقل.. وربما مثل هذا الدعم يوفر لي الأمان أيضا من احتمال تزوير النتائج.. هكذا كانت تجوس الأفكار داخلي..

*

أشار أصدقائي "الثلاثي" إلى الأستاذ محمد عبد الرب ناجي المدير الإداري لشركة "تيلمن" ورئيس الجمعية التي أشغل أمينها العام ورئيس تحرير لسان حالها.. وأيضا أشاروا لي بصديقه عبدالباقي ناشر، فيما أشارني عبدالله عبد الإله بمنير عبده ثابت صاحب صيدلية الشروق، وعبدالرحيم حسن سعيد نائب مدير بنك اليمن الدولي.. وبادر هذا الأخير باستضافة اللقاء في منزلة..

هؤلاء الطيبين هم عصبة المال لدي، فأنا لا أعرف أكبر منهم، وحتى هؤلاء اتعامل معهم في المال بحياء وحذر بالغ.. ولكن وجدت لديهم الحماس الكافي لأن أبدأ منهم.. إنه اللقاء الذي كان بالنسبة لي قد صنع من المستحيل ممكنا.. وكانت التبرعات فيه كالتالي:

1- محمد عبد الرب ناجي مأتي ألف ريال
2- منير عبده ثابت مأتي ألف ريال
3- عبد الرحيم حسن مائة ألف ريال
4- عبد الباقي ناشر مائة ألف ريال
5- عبده فريد حاشد مائة ألف ريال
6- عبدالله عبدالإله خمسون ألف ريال
7- السفير محمد سعد القباطي عشرون ألف ريال
8- على فضل طه عشرون ألف ريال
9- حسن على راجح عشرون ألف ريال

هكذا تجاوز المبلغ الثمانمائة ألف ريال وهو يومها بالنسبة لي يعد رقما قياسيا غير متوقعا، وأكثر من هذا ربما كنت لا أحسن العد إليه.. إنه أكبر مبلغ يدخل ذمتي وتحت تصرفي في ملك أو تبرّع.. مبلغ رأيته مشجعا ويفتح لي بابا واسعا للدخول في منافسة "الكبار" أو هكذا بدت الأمور.. ولكن هذا المبلغ رغم أنه كان أكثر مما أتوقعه إلا أن المعركة الانتخابية تظل تحتاج منّي أكثر من هذا بأضعاف مضاعفة..

كانت صوري في مستهل الحملة الانتخابية بالأسود والأبيض، ثم صارت ملونة بدعم الأستاذ القدير محمد عبد الرب ناجي، الذي ظل يدعمني كلما اشتدت حاجتي للمال.. كان إنقاذي في اللحظات الحرجة دوما تأتي من لديه..

الأستاذ أمين أحمد قاسم دعمني بثلاثين ألف ريال، وتجار آخرون قليلون لا تحضرني أسماؤهم الآن دعموني أيضا بمثل هذا المبلغ أو دونه..

وبعد أن صرتُ مرشحا مستقلا مدعوما من المؤتمر تكفل الأخ منير عبده ثابت بكثير مما أحتاجه في مركزه الانتخابي بسوق الخميس.. كما ساهم أيضا في حملة الدعاية الانتخابية في المركز ذاته..

رجل المال والأعمال علي درهم العبسي أيضا بعد دعم المؤتمر تكفل بكل ما يلزم في مركزه الانتخابي في "رام الأعبوس"..

حزب المؤتمر تكفل بدعم فريقه المساند لحملتي الانتخابية بحسب اتفاقي معه، ودعمني أيضا بمبلغ مليون ومئتين ألف ريال في حملتي الانتخابية استلمتها من مشرف المؤتمر على الدائرة الدكتور عبدالله عبدالولي ناشر..

ورغم كل هذا وذاك خرجت من هذه المعركة الانتخابية مثقلا بالديون.. وعرفت أن السباق الانتخابي معلول ومخلول ولا توجد فيه مساواة في تكافؤ فرص المتنافسين..

*
فريقي المكون من الاشتراكيين والمستقلين والمتمردين على أحزابهم كان يعاني من ضيق الحال، وقلة الإمكانات، ولكنه كان متفان ودؤوب ومُنجِز في العمل، وعلى درجة ممتازة من الوعي، والشعور بجسامة التحدّي..

كنت أدبِّر الحد الأدنى من المصروف اليومي لفريقي، وفي حدود ما هو متاح وممكن.. فيما كان فريق المؤتمر أفضل حالا، وامكاناته المادية عامرة أو ميسورة إذا ما قارنّاها بحالنا السيء..
كان اتفاقي مع المؤتمر أن يدعم المؤتمر فريقه ويلبي احتياجاته اللازمة للحملة الانتخابية، فيما أنا أتولّي شؤون فريقي واحتياجاته اللازمة للحملة..

فريقي الانتخابي لم يكن يحصل على مصروف جيب، كما هو الحال لدى كثير من المرشحين الآخرين، بل أن بعضهم كان يصرف من جيبه الخاص، وبعضهم يستعين بصديق ليصرف معه، وبعضهم يريد مساعدتي، ولكنه كان يعاني من وطأة فقره، ويعف عن طلب المال.

كنّا وفريقي نخرج الصباح ولا نعود في أغلب الأحوال إلا في وقت متأخر من الليل في أوج وذروة الحملة الانتخابية.. أذكر إننا كنا نتغدّى “سفري” روتي و بصل وساردين “جيشا”.. كنّا عندما نجوع في الظهيرة أو بعدها نحط الرحال، ونتناول وجبة الغداء على عجل.. كانت كثرتنا وجوعنا تجعل تلك الوجبة شهية ولذيذة.. وفي الليل وبعد أن نفرغ مما كنّا بصدده، نعود لنتعشى في وقت متأخر من الليل، في منزل أخي عبد الكريم الذي أفقرناه، وأضعنا ضماره ورأس مال دكانه..

في احدى المرات توقفنا “رأس نقيل ثوجان” لتناول الوجبة السفري، وتصادف مرور فريق المؤتمر وأذكر من ضمنهم الشيخ فاروق الحنبجي من مركز "الرمأ"، عزمناهم على الغداء، نزلوا ليأكلوا معنا، لكنهم تفاجئوا بوجبتنا الداعية للشفقة، فتناولوا بعض منها بحرج و حياء، ثم غادروا إلى “الراهده” لتناول وجبة الغداء..

كان مقر الفريق الانتخابي الذي يعمل معي، جزء من دكان عبد الكريم، وهو عبارة عن مخزن فارغ تابعا للدكان، وكان لديه فيه ثلاجة فيها دجاج نفذت بعد اسبوع، ونفذ أيضا "الديلسي" والبسكويت والساردين والبصل قبل أن تنتهي حملة الدعاية الانتخابية.

وفي تجوالنا في المراكز الانتخابية، وحضور المهرجانات، واللقاء بالناخبين كنّا نستخدم سيارة أخي عبد الكريم نوع شاص، وسيارة عبده فريد نوع “سوزكي” واخرى صالون نستأجرها من صديقنا عبد الله علي علوان، ظللت أسدد أجرتها تقسيطا بعد الفوز لعدة أشهر.. فيما سداد اقساط الديون المالية النقدية لزمها وقت أطول، و لم أنتهِ من سدادها إلا بعد سنوات من عضويتي في مجلس النواب.

أحيانا كانت تزدحم المهام التي يتعين إنجازها، فينقسم الفريق إلى عدة فرق صغيرة، وكل فريق مصغر، يتجه إلى وجهته لإنجاز مهمته، وفق الخطة التي يتم الاتفاق عليها مسبقا..

كنّا نعاني كثيرا وعلى نحو متتابع أحيانا من نفاذ وسائل ومواد الدعاية الانتخابية، وعدم قدرتنا على توفيرها لمن يعملون معنا في المراكز الانتخابية الـ 14، ولكن كنا نجد مبادرات وتفاعل عفوي من الناس في حملة الدعاية الانتخابية..

ففي "ثوجان" مثلا كان عبد الرؤوف محمد مقبل يعمل مدّرسا، نحت الشعار على أوراق مقوى لطبعه على الجدران، واعطانا عدة نماذج لنوزعها على المراكز الانتخابية.. وفي منطقة “النويحة” تفاجئنا بمبادرة بعض المواطنين في المشاركة بالدعاية الانتخابية والكتابة على الصخور، وجوانب الطرقات، فيما بعض سيارات المواطنين كانوا يضعوا “الشريم” في مقدمة السيارات، كنوع من الدعاية الانتخابية، وشاهدت سيارات في "الرمأ" و"المداكشة" تفعل ذلك أيضا..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
محمد اللوزي:
العدوان الداخلي أشد فتكا من الخارجي. وهو يسلبك قوت يومك ويتبختر بفساده ويتسلط عليك يستلبك آدميتك حين يسلبك القدرة على الانتاج وعلى الحياة ليبقى هو الآمر الناهي المتسلط بكل أدواته المتسخة بالحرام.

العدوان الداخلي أشد قساوة من الخارجي لأنه قريب منك يناور ويخادع ويكذب ويلفق تهما ويشعل حربا على الطيبين ليبقى متربعا على مقدرات وطن ومتربصا بأي تحول نحو البناء والتنمية.

العدوان الداخلي له أزلامه وقواه الشيطانية التي تدينك وتتهمك بالمنافق لأنك تجهر بالحق وتنهى عن المنكر فأما أن تصمت أو يلحق بك الأذى وليس من أذى أكبر ممانحن فيه من ضياع وفوضى ونهب حقوق وتهميش واقصاء وسوق سوداء وفساد مالي وإداري وعصابات تتشكل باتجاه محاربة أي صوت خير. لسنا مع العدوان الخارجي ولا ينبغي منافقة العدوان الداخلي كلاهما ألعن من الثاني.