#القاضي_احمد_سيف_حاشد
اصحيح هذا؟
للحيلولة دون انجاز الحسابات الختامية للمجلس وإفشالا للجنة المشتركة في الاستمرار بانجاز مهامها المتعلقة بالحسابات الختامية منحت الأمانة العامة للمجلس إجازه مفتوحة لموظفي المجلس!!
اصحيح هذا؟
للحيلولة دون انجاز الحسابات الختامية للمجلس وإفشالا للجنة المشتركة في الاستمرار بانجاز مهامها المتعلقة بالحسابات الختامية منحت الأمانة العامة للمجلس إجازه مفتوحة لموظفي المجلس!!
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(6)
بين رهابي وجنوني..!!
رغم هذه المشاهد العاصفة التي أعيشها وتكتظ داخلي، إلا أنني كما أظن كنت حريصا على مصداقية ما أقول، وأن ما أقوله من وجع هو نابع من أعماق روحي التي تشتعل بضمير حي لا يهدأ ولا يستكين في مواجهة الظلم أيا كان، وتحت أي مسمى أو لباس أو عنوان.. أعبّر عن أوجاع الناس وأوجاعي بتلقائية بعيدا عن الحسابات السياسية التي لا تقول الحقيقة في أغلب الأحيان، أو تلك التي تعمد إلى استلاب الوعي، ومصادر الإرادة، والنيل من الحرية، والعمل على تدجين ما أمكن ضمن القطيع..
عندما أفترى عليّ نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن آنذاك في قاعة البرلمان برواية ملفقة وكاذبة؛ أقسمت في المجلس بشرفي أن هذا الوزير كاذب بعد أن أنتهى من سرد روايته الملفقة.. فطالب بعض النواب في الجلسة سحب كلامي، وتقديم الاعتذار لمعاليه، فيما هدد البعض مطالبا بسحب حصانتي البرلمانية لأنني أسأت لمعالي الوزير، والحقيقة أنني كنت صادقا جدا، وكان كاذبا جدا، بل ومتعمدا الكذب والافتراء والزور.. رفضت الاعتذار وكنت الجدار القصير لزملائي الوثابين في الانحياز للحكومة ومعالي الوزير..
كنت اغالب المشاعر والأحاسيس المحبطة وأسحق رهابي المكوم داخلي بمزيد من التحدّي والإرادة على الاستمرار بالمضي فيما أنا عليه من دفاع وانحياز لحقوق الشعب ولحقوقي النيابية المنتهكة، وبإدراك عميق أن هناك متسعا لأن أحوّل ما أعانيه من إعاقة نفسية اسمها "الرهاب" إلى قوة أكبر منها.. والأهم من المهم أن لا أذعن ولا أستسلم لهذه الإعاقة التي أشعر بها وهي تتغلغل إلى أعماق روحي التي تكره الظلم وتقاوم الظالمين أي كانوا وتحت أي شعار أو مقدّس..
كنتُ أضيق بمن يتصنعون الكلام أمام الشاشات لمغالطة مواطنيهم، والكذب عليهم، وتزييف وعيهم، وهم خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة يثقلون الشعب بكل ما هو ثقيل.. ينحرون حقوق المواطن، ويصنعون الظلم الكبير، أو يتواطؤون معه، أو يتآمرون مع الأشرار في صناعته وإخراجه على نحو فيه كثير من الخداع وتسويق الوهم وخيانة الضمير..
كان يستفزني أن يحدث هذا، ويستفزني أكثر من يحترفون ألحان الحجج لتبرير الظلم أو الكيد به كحق يراد به باطل، أو الذين يتواطؤون مع الظالمين بصمت الخيانة والعار.. من تتلاشى خطبهم الفجاج وتنتهي مواقفهم إلى عدم وسراب وأحمال كاذبة.. من يستلمون الرشوات بعد تمرير كل قانون أو اتفاقية مملوءة بالثقوب وأبواب الفساد المريع..
كنت ولازلت أضيق بمن يفتقدون للمصداقية والضمير أو يقفون على الضد من مصالح الفقراء المكدودين والمُعدمين وقضاياهم العادلة.. أتحدث غالبا بتلقائية لا تتقن ما يسمونه "فن الخطابة والكلام" وما يأتي في جله على حساب الوطن والعدالة، وأحلام الحالمين بمستقبل وطن كبير أكثر حُلما وفضلا..
وعندما وجدت البرلمان لا يتسع لما أحمله من قضايا ومظالم وهموم، بل وبعد قناعة أن ليس بمقدور هذا المجلس حتى رفع اليسير منها، وقد ضاق عن التعبير عما أريد التعبير عنه، وتيقنت أن كل مخاض فيه لا ينتهي إلى ولادة أو حتى إلى موقف واحد بإمكانه أن يقلب الطاولة أو يغير الحال أو ينتج تحول متواضع، اتجهت بحماس نحو الكتابة والنشر والعمل الاحتجاجي الميداني..
كتبت ونشرت عبر الصحف تقارير موازية لتقارير لجنة الحريات وحقوق الإنسان في المجلس.. كشفت كثير من الانتهاكات التي وجدتها من خلال نشاطي الإعلامي والحقوقي الذي أعتمد فيها على النفس الدؤوبة والباحثة عن العدالة، أو من خلال منظمة التغيير التي تشرفت برئاستها..
كشفت أيضا من خلال صحيفة "المستقلة" التي أملكها ما يتنامى إلى مسامعي مما هو غير معلن، وعمّا يجري خلف كوليس المجلس، وما يجري من حبكات وهمس ومواقف في الغرف المغلقة، وما يتم تمريره من جور عبر المجلس بحق الناس والوطن، بل وكشفت فيها عن موقف كل نائب وتصويته من قرارات المجلس في الشؤون العامة والهامة..
احتجيت واعتصمت وتمردت ونجحت في تجاوز كثير من خجلي ورهابي، اكتظت حياتي بالمحاولات دون يأس أو سقوط.. ازدحمت بالمواجهات والضجيج والتمرد والصخب.. وبقي الأهم هو أنني لا أستسلم ولا أستكين ولا أذعن لظلم..
كثير هي المواقف الاحتجاجية التي قمت بها في البرلمان وسحقت فيها كثير من خجلي ورهابي.. بدأت من الاعتصام إلى الإضراب عن الطعام لأكثر من مرة ومناسبة إلى الوقوف على الطاولة، إلى الجلوس وإدارة ظهري لوجه الرئاسة، إلى لف السلاسل والأقفال على عنقي وصدري وحتى خلس قميصي والمكوث دون قميص، بل وصل الحال حد محاولة اغلاق البرلمان مع الجرحى، والشروع في التعرّي أكثر من مرة في قاعة هذا المجلس المتعرّي جداً..
***
يتبع..
(6)
بين رهابي وجنوني..!!
رغم هذه المشاهد العاصفة التي أعيشها وتكتظ داخلي، إلا أنني كما أظن كنت حريصا على مصداقية ما أقول، وأن ما أقوله من وجع هو نابع من أعماق روحي التي تشتعل بضمير حي لا يهدأ ولا يستكين في مواجهة الظلم أيا كان، وتحت أي مسمى أو لباس أو عنوان.. أعبّر عن أوجاع الناس وأوجاعي بتلقائية بعيدا عن الحسابات السياسية التي لا تقول الحقيقة في أغلب الأحيان، أو تلك التي تعمد إلى استلاب الوعي، ومصادر الإرادة، والنيل من الحرية، والعمل على تدجين ما أمكن ضمن القطيع..
عندما أفترى عليّ نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن آنذاك في قاعة البرلمان برواية ملفقة وكاذبة؛ أقسمت في المجلس بشرفي أن هذا الوزير كاذب بعد أن أنتهى من سرد روايته الملفقة.. فطالب بعض النواب في الجلسة سحب كلامي، وتقديم الاعتذار لمعاليه، فيما هدد البعض مطالبا بسحب حصانتي البرلمانية لأنني أسأت لمعالي الوزير، والحقيقة أنني كنت صادقا جدا، وكان كاذبا جدا، بل ومتعمدا الكذب والافتراء والزور.. رفضت الاعتذار وكنت الجدار القصير لزملائي الوثابين في الانحياز للحكومة ومعالي الوزير..
كنت اغالب المشاعر والأحاسيس المحبطة وأسحق رهابي المكوم داخلي بمزيد من التحدّي والإرادة على الاستمرار بالمضي فيما أنا عليه من دفاع وانحياز لحقوق الشعب ولحقوقي النيابية المنتهكة، وبإدراك عميق أن هناك متسعا لأن أحوّل ما أعانيه من إعاقة نفسية اسمها "الرهاب" إلى قوة أكبر منها.. والأهم من المهم أن لا أذعن ولا أستسلم لهذه الإعاقة التي أشعر بها وهي تتغلغل إلى أعماق روحي التي تكره الظلم وتقاوم الظالمين أي كانوا وتحت أي شعار أو مقدّس..
كنتُ أضيق بمن يتصنعون الكلام أمام الشاشات لمغالطة مواطنيهم، والكذب عليهم، وتزييف وعيهم، وهم خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة يثقلون الشعب بكل ما هو ثقيل.. ينحرون حقوق المواطن، ويصنعون الظلم الكبير، أو يتواطؤون معه، أو يتآمرون مع الأشرار في صناعته وإخراجه على نحو فيه كثير من الخداع وتسويق الوهم وخيانة الضمير..
كان يستفزني أن يحدث هذا، ويستفزني أكثر من يحترفون ألحان الحجج لتبرير الظلم أو الكيد به كحق يراد به باطل، أو الذين يتواطؤون مع الظالمين بصمت الخيانة والعار.. من تتلاشى خطبهم الفجاج وتنتهي مواقفهم إلى عدم وسراب وأحمال كاذبة.. من يستلمون الرشوات بعد تمرير كل قانون أو اتفاقية مملوءة بالثقوب وأبواب الفساد المريع..
كنت ولازلت أضيق بمن يفتقدون للمصداقية والضمير أو يقفون على الضد من مصالح الفقراء المكدودين والمُعدمين وقضاياهم العادلة.. أتحدث غالبا بتلقائية لا تتقن ما يسمونه "فن الخطابة والكلام" وما يأتي في جله على حساب الوطن والعدالة، وأحلام الحالمين بمستقبل وطن كبير أكثر حُلما وفضلا..
وعندما وجدت البرلمان لا يتسع لما أحمله من قضايا ومظالم وهموم، بل وبعد قناعة أن ليس بمقدور هذا المجلس حتى رفع اليسير منها، وقد ضاق عن التعبير عما أريد التعبير عنه، وتيقنت أن كل مخاض فيه لا ينتهي إلى ولادة أو حتى إلى موقف واحد بإمكانه أن يقلب الطاولة أو يغير الحال أو ينتج تحول متواضع، اتجهت بحماس نحو الكتابة والنشر والعمل الاحتجاجي الميداني..
كتبت ونشرت عبر الصحف تقارير موازية لتقارير لجنة الحريات وحقوق الإنسان في المجلس.. كشفت كثير من الانتهاكات التي وجدتها من خلال نشاطي الإعلامي والحقوقي الذي أعتمد فيها على النفس الدؤوبة والباحثة عن العدالة، أو من خلال منظمة التغيير التي تشرفت برئاستها..
كشفت أيضا من خلال صحيفة "المستقلة" التي أملكها ما يتنامى إلى مسامعي مما هو غير معلن، وعمّا يجري خلف كوليس المجلس، وما يجري من حبكات وهمس ومواقف في الغرف المغلقة، وما يتم تمريره من جور عبر المجلس بحق الناس والوطن، بل وكشفت فيها عن موقف كل نائب وتصويته من قرارات المجلس في الشؤون العامة والهامة..
احتجيت واعتصمت وتمردت ونجحت في تجاوز كثير من خجلي ورهابي، اكتظت حياتي بالمحاولات دون يأس أو سقوط.. ازدحمت بالمواجهات والضجيج والتمرد والصخب.. وبقي الأهم هو أنني لا أستسلم ولا أستكين ولا أذعن لظلم..
كثير هي المواقف الاحتجاجية التي قمت بها في البرلمان وسحقت فيها كثير من خجلي ورهابي.. بدأت من الاعتصام إلى الإضراب عن الطعام لأكثر من مرة ومناسبة إلى الوقوف على الطاولة، إلى الجلوس وإدارة ظهري لوجه الرئاسة، إلى لف السلاسل والأقفال على عنقي وصدري وحتى خلس قميصي والمكوث دون قميص، بل وصل الحال حد محاولة اغلاق البرلمان مع الجرحى، والشروع في التعرّي أكثر من مرة في قاعة هذا المجلس المتعرّي جداً..
***
يتبع..
#القاضي_احمد الخبي:
مجلس الفضاء بصنعاء يتحول عن وظيفته الاساسية ويعين نفسه شرطيا على وسائل التواصل الاجتماعي لمعاقبة كل حر شريف من القضاة بتهمة انهم يتصدون للانحرافات والفساد ، لم نسمع عبر التاريخ عن محاسبة اهل الصلاح الا في هذا الزمان الرديء ، نحذر من هذه السياسة الاستبدادية ونرفض ما صدر عن المجلس من قرارات تعسفية وليعلم الجميع انا لن نعود عبيدا ولن نساوم على حريتنا احدا وانما اصدره المجلس من قرارات لا تساوي الحبر الذي كتبت به ولسنا حريصين على القضاء فلم يكسبنا بيوتا ولا فللا ولا اراض ولا سيارات فارهة ولا شيء من زخرف الدنيا فحاسبوا واعزلوا وعذبوا وافعلوا ما تريدوا فلن نركع الا لله وحده والعاقبة للمتقين وصلى الله على محمد واله
مجلس الفضاء بصنعاء يتحول عن وظيفته الاساسية ويعين نفسه شرطيا على وسائل التواصل الاجتماعي لمعاقبة كل حر شريف من القضاة بتهمة انهم يتصدون للانحرافات والفساد ، لم نسمع عبر التاريخ عن محاسبة اهل الصلاح الا في هذا الزمان الرديء ، نحذر من هذه السياسة الاستبدادية ونرفض ما صدر عن المجلس من قرارات تعسفية وليعلم الجميع انا لن نعود عبيدا ولن نساوم على حريتنا احدا وانما اصدره المجلس من قرارات لا تساوي الحبر الذي كتبت به ولسنا حريصين على القضاء فلم يكسبنا بيوتا ولا فللا ولا اراض ولا سيارات فارهة ولا شيء من زخرف الدنيا فحاسبوا واعزلوا وعذبوا وافعلوا ما تريدوا فلن نركع الا لله وحده والعاقبة للمتقين وصلى الله على محمد واله
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
لازالت جولات الفساد رابحة..
لازال مستصعبا الوقوف على الفساد ومحاسبة الفاسدين..
الفاسدون يلوذون بالعصبويات الحزبية والانتماءات السياسية للحيلولة دون كشفه ومحاسبة الفاسدين والضالعين فيه..
في مجلس النواب الفساد المتغول في كل الاطراف ينجح في هذه المرحلة بالهروب السياسي من الكشف والمحاسبة..
ست سنوات من الفساد المهيمن في مجلس نواب صنعاء مدعوم من سلطة الأمر الواقع في صنعاء ومباركتها..
اخر الجولات التي انتصر فيها هذا الفساد في سابقة له هو اعطى اجازة إجبارية مفتوحة لموظفي مجلس نواب صنعاء للحيلولة دون إنجاز الحسابات الختامية للمجلس وعدم محاسبة الفاسدين..
السلطة الداعمة للفساد وأطراف الفساد يقررون تسيس الفساد خدمة لاستمراره والهروب إلى الأمام في مواجهة الناقدين له والمطالبين بوقفه أو محاسبة الفاسدين حتى وإن دعاء الأمر الإغلاق والانقلاب على تلك المؤسسات أي كانت..
- الصورة من أمام مجلس النواب
لازالت جولات الفساد رابحة..
لازال مستصعبا الوقوف على الفساد ومحاسبة الفاسدين..
الفاسدون يلوذون بالعصبويات الحزبية والانتماءات السياسية للحيلولة دون كشفه ومحاسبة الفاسدين والضالعين فيه..
في مجلس النواب الفساد المتغول في كل الاطراف ينجح في هذه المرحلة بالهروب السياسي من الكشف والمحاسبة..
ست سنوات من الفساد المهيمن في مجلس نواب صنعاء مدعوم من سلطة الأمر الواقع في صنعاء ومباركتها..
اخر الجولات التي انتصر فيها هذا الفساد في سابقة له هو اعطى اجازة إجبارية مفتوحة لموظفي مجلس نواب صنعاء للحيلولة دون إنجاز الحسابات الختامية للمجلس وعدم محاسبة الفاسدين..
السلطة الداعمة للفساد وأطراف الفساد يقررون تسيس الفساد خدمة لاستمراره والهروب إلى الأمام في مواجهة الناقدين له والمطالبين بوقفه أو محاسبة الفاسدين حتى وإن دعاء الأمر الإغلاق والانقلاب على تلك المؤسسات أي كانت..
- الصورة من أمام مجلس النواب
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(7)
أسباب خجلي ورهابي
أحمد سيف حاشد
أشعر أن مرد هذا الخجل والرهاب يعود ابتدأ الى تنشئة أسرية خاطئة.. طفولتي أقل ما يمكنني أن أقول عنها إنها كانت تعيسة للغاية.. مثقلة بالقمع والقسوة، ومعتلة بالمعاناة والحرمان.. وقد تحدثت عنها وألمحت إليها في أكثر من موضع ومكان..
لقد كانت طفولة منهكة وحساسة ومثقلة بالألم .. يضاف إليها مشاكل أسرية جمة رافقت حياتي الأولى المتعبة، و قلق مساور في أغلب الأحيان.. كنتُ مطالبا بطاعة عمياء، وأي رفض لها، يتبعه دون مهل، العقاب القاسي والعجول، ومن دون سؤال..
عندما تُضرب أمام أقرانك، ومن هو في سنك، وتشعر إن العيون تأكل حشاشة قلبك يكون الوقع في النفس بالغا جدا لا يعرفه إلا من عاش التجربة لا من راءها.. عندما تُضرب أمام العامة يكون الإيلام أشد بل حتى التعاطف والشفقة تحس أنها تجرحك..
عندما تشعر بالإهانة يكون الإحساس قاتل.. عندما تريد أن تبلعك الأرض وأن لا يرى الناس المشهد الذي أنت فيه تتمنى فيه الموت المضاعف.. عندما يتم قمع سؤالك تعيش معركة السؤال ربما حتى آخر أيام حياتك..
كانت تثقل كاهلي سلطة أبوية صارمة وقاسية من عناوينها “اضرب ابنك واحسن أدبه، ما يموت إلا من وفاء سببه”.. “اضربه.. يقع رجال” .. "اضربوهم على .... " ثم يزيد الحمل على كاهلك الصغير و الغض، بسلطة أخرى، هي سلطة الأستاذ أو المعلم.. ويتواصل قمع السؤال من الأسرة إلى المدرسة..
يضربك الأستاذ لأقل وأتفه خطأ، بعصى أو خيزران، في صباح صقيع، على بطن وظهر كفك، وأحيانا يدعي أقرانك ليكبلوك، ويخمدوا قواك، بأيديهم وأرجلهم، ليفلك قاع قدميك، حتى يكاد الدم يتطاير من وجهك، وعروق عنقك، وقاع قدميك.. يضربك بقسوة تشبه الانتقام، بحضور ولائمي، و مشهد جماعي، دون أن يتفهم أسبابك، أو حتى يستمع لعذرك..
وقبل أن تتحرر من سلطة الأب وسلطة المعلم، تداهمك سلطة قامعة ثالثة، تقتل أهلك، وتفتش دارك، وأنت لا زلت طفلا، أو دون البلوغ .. ثم تراقبك وتلاحقك وتتربص فيك، و تقمعك بقية حياتك، من أجل احتوائك، أو تدجينك وجلبك إلى عالم الطاعة والخضوع..
طالني قمع كبير لوقت طويل، لإرغامي على الولاء والطاعة، ولأكون منقادا وتابعا ومطواعا “حسن السيرة و السلوك” .. بلا رأي ولا موقف ولا إرادة ولا حياة .. فيما كنت في المقابل، استميت في الاعتراض والرفض المقاوم المعلن أو غير المعلن، وتأكيد ذاتي واستقلالي الجموح.. صراع خضته باكرا و لم ينته إلى اليوم..
***
يتبع..
(7)
أسباب خجلي ورهابي
أحمد سيف حاشد
أشعر أن مرد هذا الخجل والرهاب يعود ابتدأ الى تنشئة أسرية خاطئة.. طفولتي أقل ما يمكنني أن أقول عنها إنها كانت تعيسة للغاية.. مثقلة بالقمع والقسوة، ومعتلة بالمعاناة والحرمان.. وقد تحدثت عنها وألمحت إليها في أكثر من موضع ومكان..
لقد كانت طفولة منهكة وحساسة ومثقلة بالألم .. يضاف إليها مشاكل أسرية جمة رافقت حياتي الأولى المتعبة، و قلق مساور في أغلب الأحيان.. كنتُ مطالبا بطاعة عمياء، وأي رفض لها، يتبعه دون مهل، العقاب القاسي والعجول، ومن دون سؤال..
عندما تُضرب أمام أقرانك، ومن هو في سنك، وتشعر إن العيون تأكل حشاشة قلبك يكون الوقع في النفس بالغا جدا لا يعرفه إلا من عاش التجربة لا من راءها.. عندما تُضرب أمام العامة يكون الإيلام أشد بل حتى التعاطف والشفقة تحس أنها تجرحك..
عندما تشعر بالإهانة يكون الإحساس قاتل.. عندما تريد أن تبلعك الأرض وأن لا يرى الناس المشهد الذي أنت فيه تتمنى فيه الموت المضاعف.. عندما يتم قمع سؤالك تعيش معركة السؤال ربما حتى آخر أيام حياتك..
كانت تثقل كاهلي سلطة أبوية صارمة وقاسية من عناوينها “اضرب ابنك واحسن أدبه، ما يموت إلا من وفاء سببه”.. “اضربه.. يقع رجال” .. "اضربوهم على .... " ثم يزيد الحمل على كاهلك الصغير و الغض، بسلطة أخرى، هي سلطة الأستاذ أو المعلم.. ويتواصل قمع السؤال من الأسرة إلى المدرسة..
يضربك الأستاذ لأقل وأتفه خطأ، بعصى أو خيزران، في صباح صقيع، على بطن وظهر كفك، وأحيانا يدعي أقرانك ليكبلوك، ويخمدوا قواك، بأيديهم وأرجلهم، ليفلك قاع قدميك، حتى يكاد الدم يتطاير من وجهك، وعروق عنقك، وقاع قدميك.. يضربك بقسوة تشبه الانتقام، بحضور ولائمي، و مشهد جماعي، دون أن يتفهم أسبابك، أو حتى يستمع لعذرك..
وقبل أن تتحرر من سلطة الأب وسلطة المعلم، تداهمك سلطة قامعة ثالثة، تقتل أهلك، وتفتش دارك، وأنت لا زلت طفلا، أو دون البلوغ .. ثم تراقبك وتلاحقك وتتربص فيك، و تقمعك بقية حياتك، من أجل احتوائك، أو تدجينك وجلبك إلى عالم الطاعة والخضوع..
طالني قمع كبير لوقت طويل، لإرغامي على الولاء والطاعة، ولأكون منقادا وتابعا ومطواعا “حسن السيرة و السلوك” .. بلا رأي ولا موقف ولا إرادة ولا حياة .. فيما كنت في المقابل، استميت في الاعتراض والرفض المقاوم المعلن أو غير المعلن، وتأكيد ذاتي واستقلالي الجموح.. صراع خضته باكرا و لم ينته إلى اليوم..
***
يتبع..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
يتبع .. أسباب خجلي ورهابي:
وفي سياق ضرب الأمثلة للمعاناة التي عشتها، وكان لها مدخلا على نحو أو آخر في خلق أو تعاظم ما أصابني من خجل ورهاب؛ أذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الوقائع التي لازالت حاضره بوجه ما في ذهني بعد الخمسين عام..
أثناء طفولتي في عدن تثير مخاوفي ممن تسمّيهم "الجبرت" للحيلولة دون أن أفكر في الخروج من بيتنا المُغلقة بقفل من خارجه.. أتحفّز للخروج من البيت لأرى الناس وما يجري خارج بيتنا من حياة وصخب، غير أن المنع هو السائد، وصرامته كانت من حديد، إلا ما ندر حال مرض أو زيارة أو يوم عيد، وما دون ذلك أشبه بالمستحيل.. وعند عودتنا إلى القرية كانت أمي لا تزل تحذرني وتثير مخاوفي من الذهاب بعيدا من البيت حتى لا أقع في يد "الجبرت"..
أمي كانت تخبرني أنهم يشممون الأطفال الذين يجدونهم في طريقهم عطر خاص، أو شيء من هذا القبيل، ثم ينقاد الطفل قفاهم كمسحور دون إدراك أو وعي منه.. ثم يأخذون أولئك الأطفال إلى بلاد الإنجليز، ويحبسونهم هناك، ويطعمونهم اللحم والفاكهة وأنواع الخضروات في عيش رغيد حتى يصيرون سمانا منبعجين، ومدفونين العيون بسمنتهم، ويصر دمهم كثير و وفير..
وبعدها يضربون في رؤوسهم المسامير، ويعلقونهم بأقدامهم إلى الأعلى، بحيث تتدلى رؤوسهم إلى الأسفل، ويضعون أوعية تحت رؤوسهم؛ فينسكب الدم الغزير منهم إلى الأوعية، وينزفون حتى الموت، ثم يستخدم "الجبرت" هذا الدم في صناعة الذهب والنقود المعدنية.. كانت هذه الحكاية تملأ مخيلتي بالخوف والرعب والهلع..
*
وفي القرية حالما كنت أشاغب ويريدون مني الهدوء أو الصمت أو النوم تؤشر أمي لعمتي "فنون" أخت أبي التي كانت تجمعنا معها نافذه صغيرة مشتركة في المسكن، فتغيّر وتحوّر صوتها من أسفل الحنجرة ليصير على نحو مفزع وغريب وهي تقول من خلف النافذه: "يا محوّل حوّل بأبن آكله" ثم يتم حثي من قبل أمي أو خالتي على السكون أو النوم.. تلك العبارة القصيره بصوتها المحوّر والمفزع كانت تثير فزعي وهلعي، فأهدأ أو أنام أو أكف عن الفوضى والشغب وألوذ بصمت هلع..
ظلت عقد الخوف والاضطراب والفزع تكبر معي، وما أن أتى دور المدرسة حتى وجدت خوفي يزداد من عقوبات الأستاذ كالضرب بالعصاء، والفلكة بالخيزرانة، والوقوف أمام الطلاب بساق واحدة.. وفي البيت أجد من أبي تعنيفا وتوبيخا جسديا ولفظيا، وربما ضرب أشد قساوة من قساوة الأستاذ في المدرسة.. والأهم أن هذا وذاك كان يحدث أمام أقراني، وأحيانا أمام الكبار حتى وجدت نفسي ورهابي وخوفي وخجلي يزداد ويكبر حتى صرتُ في تكويني النفسي من مخرجات تلك التربية القاسية والخاطئة والمشوّهة..
*
زجري من قبل أمي في صغري، وغضبها الهلع، ومنعي من الأسئلة التي تغضب الرب شارك أيضا في تعاظم رهابي.. وضاعف ذلك لاحقا زجري من قبل الأستاذ في المدرسة، وأنا أسأل عمّا يعني "البراز" الذي كان يتحدث عنه.. توتر الأستاذ من السؤال وغرق أقراني بالضحك من سؤالي ومن جواب الأستاذ حتى صرت أشعر بخجل ثقيل لا يُنسى، تبعه رهاب وخوف من الإفصاح عن كثير من الأسئلة التي تدور في خلدي، وأحجمُ عن البوح بها، غير أن هذا وذاك لم يمنع من تكاثر الأسئلة في عقلي الصغير الذي كان يريد ان يعرف كل شيء..
وفي مناسبة اخرى في الابتدائية الأولى، وفي سياق الإعداد لحفل استعراض مدرسي كان فريق عرضنا نحن المجموعة مكون من عشره طلاب.. أربعة طلاب أقويا يعتلي عليهم ثلاثة أخف وزنا منهم، ثم اثنين أقل وزنا، وكان يفترض وأنا الأصغر والأقل وزنا اعتلي الاثنين وأصير في قمة هرم الفريق، ولكنني فقدت توازني وحاولت أن أنجح مرة ثانية ولكن توازني خانني مرة أخرى وأختل أكثر، فتم استبعادي من الفريق واستبدالي بطالب آخر نجح في المهمة.. أحسست حينها بندبة أستمرت حيّة في دواخلي وخوالج نفسي، وشعرت بالخجل، وبضعف الثقة والمهارة، وكلها أسبابا لعبت دورا في تغليظ خجلي ورهابي..
*
خجل وانطواء وخوف واضطراب ورهاب تشاركوا ضدي وأثقلوا كاهل طفولتي، وربما أسباب أخرى تضافرت معهم ومنها وجود اختلال واعتلال ما في جهازي العصبي المركزي ومستقبلاتي وناقلاتي العصبية واضطراباتي النفسية وربما عيوب مسكونة في دماغي، وخلل جيني وراثي لابد منه كان النواة في رهابي..
أذكر أن أمي في بعض المواقف التي يعتجنها العجل في لحظات تستدعي المسارعة لفعل شيء، كانت ترتبك وتحشر الكلام في بعضه وتراكبه إلى الحد الذي لا ندري ماذا تقول، ولا تدري هي ماذا تقول، ولا هي في تلك اللحظة قادره أن توضح ما تريد..!!
كل ذلك ربما جعلني في يوما ما وأنا أشعر بكل هذا النقص والاعتلال أعتب حتّى على خالقي الذي كنت أشعر أنه لم يحسن تكويني على النحو الأمثل، أو الذي أرغب وأريد..
*
يتبع..
يتبع .. أسباب خجلي ورهابي:
وفي سياق ضرب الأمثلة للمعاناة التي عشتها، وكان لها مدخلا على نحو أو آخر في خلق أو تعاظم ما أصابني من خجل ورهاب؛ أذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الوقائع التي لازالت حاضره بوجه ما في ذهني بعد الخمسين عام..
أثناء طفولتي في عدن تثير مخاوفي ممن تسمّيهم "الجبرت" للحيلولة دون أن أفكر في الخروج من بيتنا المُغلقة بقفل من خارجه.. أتحفّز للخروج من البيت لأرى الناس وما يجري خارج بيتنا من حياة وصخب، غير أن المنع هو السائد، وصرامته كانت من حديد، إلا ما ندر حال مرض أو زيارة أو يوم عيد، وما دون ذلك أشبه بالمستحيل.. وعند عودتنا إلى القرية كانت أمي لا تزل تحذرني وتثير مخاوفي من الذهاب بعيدا من البيت حتى لا أقع في يد "الجبرت"..
أمي كانت تخبرني أنهم يشممون الأطفال الذين يجدونهم في طريقهم عطر خاص، أو شيء من هذا القبيل، ثم ينقاد الطفل قفاهم كمسحور دون إدراك أو وعي منه.. ثم يأخذون أولئك الأطفال إلى بلاد الإنجليز، ويحبسونهم هناك، ويطعمونهم اللحم والفاكهة وأنواع الخضروات في عيش رغيد حتى يصيرون سمانا منبعجين، ومدفونين العيون بسمنتهم، ويصر دمهم كثير و وفير..
وبعدها يضربون في رؤوسهم المسامير، ويعلقونهم بأقدامهم إلى الأعلى، بحيث تتدلى رؤوسهم إلى الأسفل، ويضعون أوعية تحت رؤوسهم؛ فينسكب الدم الغزير منهم إلى الأوعية، وينزفون حتى الموت، ثم يستخدم "الجبرت" هذا الدم في صناعة الذهب والنقود المعدنية.. كانت هذه الحكاية تملأ مخيلتي بالخوف والرعب والهلع..
*
وفي القرية حالما كنت أشاغب ويريدون مني الهدوء أو الصمت أو النوم تؤشر أمي لعمتي "فنون" أخت أبي التي كانت تجمعنا معها نافذه صغيرة مشتركة في المسكن، فتغيّر وتحوّر صوتها من أسفل الحنجرة ليصير على نحو مفزع وغريب وهي تقول من خلف النافذه: "يا محوّل حوّل بأبن آكله" ثم يتم حثي من قبل أمي أو خالتي على السكون أو النوم.. تلك العبارة القصيره بصوتها المحوّر والمفزع كانت تثير فزعي وهلعي، فأهدأ أو أنام أو أكف عن الفوضى والشغب وألوذ بصمت هلع..
ظلت عقد الخوف والاضطراب والفزع تكبر معي، وما أن أتى دور المدرسة حتى وجدت خوفي يزداد من عقوبات الأستاذ كالضرب بالعصاء، والفلكة بالخيزرانة، والوقوف أمام الطلاب بساق واحدة.. وفي البيت أجد من أبي تعنيفا وتوبيخا جسديا ولفظيا، وربما ضرب أشد قساوة من قساوة الأستاذ في المدرسة.. والأهم أن هذا وذاك كان يحدث أمام أقراني، وأحيانا أمام الكبار حتى وجدت نفسي ورهابي وخوفي وخجلي يزداد ويكبر حتى صرتُ في تكويني النفسي من مخرجات تلك التربية القاسية والخاطئة والمشوّهة..
*
زجري من قبل أمي في صغري، وغضبها الهلع، ومنعي من الأسئلة التي تغضب الرب شارك أيضا في تعاظم رهابي.. وضاعف ذلك لاحقا زجري من قبل الأستاذ في المدرسة، وأنا أسأل عمّا يعني "البراز" الذي كان يتحدث عنه.. توتر الأستاذ من السؤال وغرق أقراني بالضحك من سؤالي ومن جواب الأستاذ حتى صرت أشعر بخجل ثقيل لا يُنسى، تبعه رهاب وخوف من الإفصاح عن كثير من الأسئلة التي تدور في خلدي، وأحجمُ عن البوح بها، غير أن هذا وذاك لم يمنع من تكاثر الأسئلة في عقلي الصغير الذي كان يريد ان يعرف كل شيء..
وفي مناسبة اخرى في الابتدائية الأولى، وفي سياق الإعداد لحفل استعراض مدرسي كان فريق عرضنا نحن المجموعة مكون من عشره طلاب.. أربعة طلاب أقويا يعتلي عليهم ثلاثة أخف وزنا منهم، ثم اثنين أقل وزنا، وكان يفترض وأنا الأصغر والأقل وزنا اعتلي الاثنين وأصير في قمة هرم الفريق، ولكنني فقدت توازني وحاولت أن أنجح مرة ثانية ولكن توازني خانني مرة أخرى وأختل أكثر، فتم استبعادي من الفريق واستبدالي بطالب آخر نجح في المهمة.. أحسست حينها بندبة أستمرت حيّة في دواخلي وخوالج نفسي، وشعرت بالخجل، وبضعف الثقة والمهارة، وكلها أسبابا لعبت دورا في تغليظ خجلي ورهابي..
*
خجل وانطواء وخوف واضطراب ورهاب تشاركوا ضدي وأثقلوا كاهل طفولتي، وربما أسباب أخرى تضافرت معهم ومنها وجود اختلال واعتلال ما في جهازي العصبي المركزي ومستقبلاتي وناقلاتي العصبية واضطراباتي النفسية وربما عيوب مسكونة في دماغي، وخلل جيني وراثي لابد منه كان النواة في رهابي..
أذكر أن أمي في بعض المواقف التي يعتجنها العجل في لحظات تستدعي المسارعة لفعل شيء، كانت ترتبك وتحشر الكلام في بعضه وتراكبه إلى الحد الذي لا ندري ماذا تقول، ولا تدري هي ماذا تقول، ولا هي في تلك اللحظة قادره أن توضح ما تريد..!!
كل ذلك ربما جعلني في يوما ما وأنا أشعر بكل هذا النقص والاعتلال أعتب حتّى على خالقي الذي كنت أشعر أنه لم يحسن تكويني على النحو الأمثل، أو الذي أرغب وأريد..
*
يتبع..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
السلسلة العاشرة
حكايتي مع الأشباح بين الواقع والخيال
(1)
العجوز الشمطاء ..!!
حالما كان عمري بحدود الخمس سنوات كانت أمي تحذّرني، بل و تقمعني أحيانا للحيلولة دون المكوث طويلا أمام المرآة، ربما هذا القمع هو من دفع طفولتي إلى الفضول، وحب الاستكشاف والاستمتاع بما أجهله، وكأن طفولتي كانت تريد أن تعرف تفاصيل نفسها في المرآة التي ربما تبدو لي عالما قائما بذاته؛ عالم المرآة يثير العجب والأسئلة!! وأنا أريد أن اكتشف عوالمي من خلال هذه المرآة التي صارت في متناول يدي؟!
كيف يبدو وجهي أمام الناس؟!! أريد من المرآة أن تحكي ذلك بوضوح وبأدق التفاصيل.. الآن لا يوجد أحد في حضرتي غير المرآة، وخلوتي التي تحيط بي من كل اتجاه.. يجب اغتنام هذه الفرصة، وأن لا أهدر لحظة منها.. الفضول هو شغف المعرفة، والمنع يمنح المعرفة قيمة ومهابة، واستحثاث لحوح نحو مزيد من الاكتشاف والمعرفة..
اليوم وعمري يشارف الستين أحاول أن أمنطق وجها من طفولتي التي كانت لازالت في حدود عمر الخمس أو الست سنين.. وبين هذا العمر وذاك عوالم وأحداث وتفاصيل أشعر أنها من الكثرة لا تتسع لها مجرّة.. وبين الطفولة والكهولة التي أقتربُ منها رويدا، مدى كثيف قطعته كالمسافة من السديم إلى الوجود الكثيف، وإن بديت اليوم في وجه ما متجها نحو الكهولة والتلاشي..
كنت أحملق في وجهي بالمرآة.. أريد أن أحفظ تفاصيل وجهي عن ظهر قلب، وعلى نحو أستطيع أن أراه في أي وقت أريد، وفي أي حال وهيئة أكون فيها.. أريد أن أطيل النظر العميق لأرى شيئا لا أستطيع رؤيته إلا في المرآة، وقد تمنيت يومها أن تكون المرآة قد خلقها رب الخلائق عينا ثالثة بمكان ما في أجسادنا، نستطيع من خلالها في أي وقت أن نرى وجوهنا وكل الجسد بيسر وسهولة..
*
عندما وجدت الخلوة والفراغ والوقت الكافي لإشباع رغبتي وفضولي، حدث لي شيئا غريبا لازلتُ أذكره إلى اليوم.. كنتُ في الحجرة العليا بدارنا القديم، والذي صار اليوم عنّي بعيد ومهجور.. كانت الحجرة مسقوف نصفها، و نصفها بدون سقف.. تلك الحجرة نسميها “البرادة”، كان مفرج الدار يتكئ في أحدى زواياها في نصفها المكشوف.. وتبدو تلك الحجرة مؤنسه، وتمنح بعض الشعور بالراحة، أكثر من أي مكان آخر في الدار.
أذكر أن تلك المرآة كانت بمساحة وجهي، أو أكبر من مساحته بقليل.. مستطيلة الشكل في إطار أنيق.. بدت لي الخلوة مع المرآة ستكون ممتعة وسعيدة.. لا أحد معي في الحجرة غيرها.. نحن بقلّتنا كثير.. عوالمي التي تخصّني كثيرة، والمرآة عالم قائم بذاته.. لا أذكر تحديدا أين كانت أمي وخالتي وقاطني الدار.. أغلب الظن أنهم كانوا منشغلين في أماكن أخرى من الدار أو خارجه.. الأكيد أنني استغليت غفلة أهلي واستفردت بنفسي مع المرآة.. أريد ضمن ما أريده أن استمتع بخلوتي وبالمرآة التي بحوزتي أكثر وقت متاح وممكن..
كنت أشاهد صورتي في المرآة، وأقلّد حركات الوجوه.. أتجهّم، وأتصنع الضحك والبكاء والغضب.. أزُم شفتاي و أرخيها.. أغلظها وأخفي نصفها.. أقطب جبيني و أرخيه، واستعجب!! أخرج لساني إلى الأمام كمستفز محاسد، وأقلّبها في كل اتجاه.. أقطب حواجبي وأعقد شفتاي نحو اليمين ونحو اليسار.. أغمز وأحملق.. أفغر فاهي وأغلقه.. أجحض العينين وأضيّقها، وأحدج بها في كل اتجاه.. أهرّج مع نفسي أكثر من مهرّج.. أحاول اكتشف تفاصيل وجهي.. لو رأني أحدهم أو وقف على ما أفعله لأنفجر ضاحكا، و فجر بالضحك طابق الدار الذي كنت أختلي فيه..
بغته ومن غير مقدمات صدمني ما شاهدته في المرآة.. بدا وجهي قد اختطف واستبدل بوجه آخر.. لم يعد الذي في المرآة وجهي الذي أشاهده.. شاهدت وجه غير وجهي يملأ وجه المرآة .. وجه شديد القبح لعجوز شمطاء، بتجاعيد عميقة وكثيرة، كخريطة طبوغرافية معقدة التضاريس وشديدة الانحدارات.. وجه ألقى في نفسي الرعب والزلزلة، و حفر في ذاكرتي تفاصيله إلى اليوم.. لا استطيع نسيانه ما حييت.. وجه مدرجا بالتجاعيد العميقة والمتزاحمة وعلى نحو أشد وأكثف من مدرجات الجبل.. وجه صارم وجهوم ومخيف يصعقك بالصدمة والفزع والرعب..
كدت أصرخ.. رميت من يدي المرآة بسرعة مذعور.. خرجت مرعوبا من الحجرة إلى السطح المكشوف المجاور.. خرجت إلى جوار “غرب” الماء المقطرن.. كاد قلبي يقفز بهلع من قفصي الصدري.. انتابني هلع شديد، كدت معه أفقد عقلي.. أستدعت ذاكرتي إثر المشاهدة تحذيرات أمي التي كانت تنصحني على عدم إطالة مشاهدة صورتي في المرآة..
*
الحقيقة لا أدري من أين جاءت أمي بهذه النصيحة..؟! لعلها سمعت بحدوث أشياء مشابهة لما حدث لي؛ كأنها أخبرتني عن فتاة حدث لها مثل هذا الذي حدث لي ولم أكترث.. كنت محظوظا، فيما الفتاة كما قيل لي أن عقلها طار.. لعل نصيحتها جاء على هكذا مبنى أو سماع .. تجربة بالنسبة لي أقل ما يمكن أن توصف بالمخيفة..
السلسلة العاشرة
حكايتي مع الأشباح بين الواقع والخيال
(1)
العجوز الشمطاء ..!!
حالما كان عمري بحدود الخمس سنوات كانت أمي تحذّرني، بل و تقمعني أحيانا للحيلولة دون المكوث طويلا أمام المرآة، ربما هذا القمع هو من دفع طفولتي إلى الفضول، وحب الاستكشاف والاستمتاع بما أجهله، وكأن طفولتي كانت تريد أن تعرف تفاصيل نفسها في المرآة التي ربما تبدو لي عالما قائما بذاته؛ عالم المرآة يثير العجب والأسئلة!! وأنا أريد أن اكتشف عوالمي من خلال هذه المرآة التي صارت في متناول يدي؟!
كيف يبدو وجهي أمام الناس؟!! أريد من المرآة أن تحكي ذلك بوضوح وبأدق التفاصيل.. الآن لا يوجد أحد في حضرتي غير المرآة، وخلوتي التي تحيط بي من كل اتجاه.. يجب اغتنام هذه الفرصة، وأن لا أهدر لحظة منها.. الفضول هو شغف المعرفة، والمنع يمنح المعرفة قيمة ومهابة، واستحثاث لحوح نحو مزيد من الاكتشاف والمعرفة..
اليوم وعمري يشارف الستين أحاول أن أمنطق وجها من طفولتي التي كانت لازالت في حدود عمر الخمس أو الست سنين.. وبين هذا العمر وذاك عوالم وأحداث وتفاصيل أشعر أنها من الكثرة لا تتسع لها مجرّة.. وبين الطفولة والكهولة التي أقتربُ منها رويدا، مدى كثيف قطعته كالمسافة من السديم إلى الوجود الكثيف، وإن بديت اليوم في وجه ما متجها نحو الكهولة والتلاشي..
كنت أحملق في وجهي بالمرآة.. أريد أن أحفظ تفاصيل وجهي عن ظهر قلب، وعلى نحو أستطيع أن أراه في أي وقت أريد، وفي أي حال وهيئة أكون فيها.. أريد أن أطيل النظر العميق لأرى شيئا لا أستطيع رؤيته إلا في المرآة، وقد تمنيت يومها أن تكون المرآة قد خلقها رب الخلائق عينا ثالثة بمكان ما في أجسادنا، نستطيع من خلالها في أي وقت أن نرى وجوهنا وكل الجسد بيسر وسهولة..
*
عندما وجدت الخلوة والفراغ والوقت الكافي لإشباع رغبتي وفضولي، حدث لي شيئا غريبا لازلتُ أذكره إلى اليوم.. كنتُ في الحجرة العليا بدارنا القديم، والذي صار اليوم عنّي بعيد ومهجور.. كانت الحجرة مسقوف نصفها، و نصفها بدون سقف.. تلك الحجرة نسميها “البرادة”، كان مفرج الدار يتكئ في أحدى زواياها في نصفها المكشوف.. وتبدو تلك الحجرة مؤنسه، وتمنح بعض الشعور بالراحة، أكثر من أي مكان آخر في الدار.
أذكر أن تلك المرآة كانت بمساحة وجهي، أو أكبر من مساحته بقليل.. مستطيلة الشكل في إطار أنيق.. بدت لي الخلوة مع المرآة ستكون ممتعة وسعيدة.. لا أحد معي في الحجرة غيرها.. نحن بقلّتنا كثير.. عوالمي التي تخصّني كثيرة، والمرآة عالم قائم بذاته.. لا أذكر تحديدا أين كانت أمي وخالتي وقاطني الدار.. أغلب الظن أنهم كانوا منشغلين في أماكن أخرى من الدار أو خارجه.. الأكيد أنني استغليت غفلة أهلي واستفردت بنفسي مع المرآة.. أريد ضمن ما أريده أن استمتع بخلوتي وبالمرآة التي بحوزتي أكثر وقت متاح وممكن..
كنت أشاهد صورتي في المرآة، وأقلّد حركات الوجوه.. أتجهّم، وأتصنع الضحك والبكاء والغضب.. أزُم شفتاي و أرخيها.. أغلظها وأخفي نصفها.. أقطب جبيني و أرخيه، واستعجب!! أخرج لساني إلى الأمام كمستفز محاسد، وأقلّبها في كل اتجاه.. أقطب حواجبي وأعقد شفتاي نحو اليمين ونحو اليسار.. أغمز وأحملق.. أفغر فاهي وأغلقه.. أجحض العينين وأضيّقها، وأحدج بها في كل اتجاه.. أهرّج مع نفسي أكثر من مهرّج.. أحاول اكتشف تفاصيل وجهي.. لو رأني أحدهم أو وقف على ما أفعله لأنفجر ضاحكا، و فجر بالضحك طابق الدار الذي كنت أختلي فيه..
بغته ومن غير مقدمات صدمني ما شاهدته في المرآة.. بدا وجهي قد اختطف واستبدل بوجه آخر.. لم يعد الذي في المرآة وجهي الذي أشاهده.. شاهدت وجه غير وجهي يملأ وجه المرآة .. وجه شديد القبح لعجوز شمطاء، بتجاعيد عميقة وكثيرة، كخريطة طبوغرافية معقدة التضاريس وشديدة الانحدارات.. وجه ألقى في نفسي الرعب والزلزلة، و حفر في ذاكرتي تفاصيله إلى اليوم.. لا استطيع نسيانه ما حييت.. وجه مدرجا بالتجاعيد العميقة والمتزاحمة وعلى نحو أشد وأكثف من مدرجات الجبل.. وجه صارم وجهوم ومخيف يصعقك بالصدمة والفزع والرعب..
كدت أصرخ.. رميت من يدي المرآة بسرعة مذعور.. خرجت مرعوبا من الحجرة إلى السطح المكشوف المجاور.. خرجت إلى جوار “غرب” الماء المقطرن.. كاد قلبي يقفز بهلع من قفصي الصدري.. انتابني هلع شديد، كدت معه أفقد عقلي.. أستدعت ذاكرتي إثر المشاهدة تحذيرات أمي التي كانت تنصحني على عدم إطالة مشاهدة صورتي في المرآة..
*
الحقيقة لا أدري من أين جاءت أمي بهذه النصيحة..؟! لعلها سمعت بحدوث أشياء مشابهة لما حدث لي؛ كأنها أخبرتني عن فتاة حدث لها مثل هذا الذي حدث لي ولم أكترث.. كنت محظوظا، فيما الفتاة كما قيل لي أن عقلها طار.. لعل نصيحتها جاء على هكذا مبنى أو سماع .. تجربة بالنسبة لي أقل ما يمكن أن توصف بالمخيفة..
أخبرتني أمي إن ما شاهدته في المرآة هي جنّية، وكدت أجن مما حدث، وكان الجنون أكيد إن أطلت المشاهدة برهة زمن.. وبعد أيام من القطيعة مع المرآة، وبدافع الفضول والتأكد عمّا إذا كنت أستطيع أن أشاهد صورتي في المرآة مرة أخرى أم ستكون القطيعة مع المرآة إلى الأبد.. عدت لأشاهد صورتي بحضور أمي، وكنت أختلس النظر إلى المرآة خلسة وبحذر شديد، لأشاهد ملمح صورتي فيها، فوجدتها أنها صورتي بالفعل، وليست صورة العجوز، أطمأنت إنني بخير، وإن الدنيا وأنا لا زالنا بسلام..
***
يتبع..
***
يتبع..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
يتبع.. حكايتي مع المرآة.. عجوز شمطاء..
وفي محاولة لتفسير أو فهم ما مررت به قرأت أن "جيوفاني كابوتو" الباحث الايطالي في البصريات من جامعة "أوربينو" في إيطاليا، قام بدراسة عام 2010 وأجراء تجربة شارك فيها خمسون متطوعا، طُلب منهم تركيز النظر على مرآة موضوعة داخل حجرة ذات اضاءة خافتة لمدة عشر دقائق، وكتب النَّتائج في ورقةٍ بعنوان "وجهٌ غريب في المِرآة".
كشفت النتيجة أن نسبة كبيرة من المتطوعين شاهدوا حدوث تغيرات وتشوهات في وجوههم بالمرآة، وتلاهم من شاهدوا وجوه أشخاص غرباء أو أقارب متوفين، وتلاهم قلة شاهدوا حيوانات كالقطط والخنازير..
وتنصب أهم النتائج التي وصل إليها البحث أو خلصت إليها الدراسة، أن ما حدث كان بسبب فشل الدماغ في تحليل البيانات التي نقلتها العين؟! تقصير وظيفي في الدماغ بسبب تركيزه على جزئية من الصورة واهماله لبقية الصورة أدى لتلاشي اطراف الوجه أو انبعاجه وتلاشيه؟! خلل عقلي أعطا اشارات غير صحيحة للبصر..
هذا العلم لازال في بدايته، ويحتاج لكثير من الأبحاث العلمية، ولازالت الاحتمالات والفرضيات كثيرة، ربما تتراوح بين الوهم، والهلوسات البصرية، وتظليل العقل، والاحتيال على الدماغ، أو الخطأ من قبل الدماغ في تحليل ما تنقله الحواس، والإيحاءات، ومخزون الخيال، والعوامل النفسية والوجدانية، والمؤثرات الخارجية، والاختلالات الدماغية والعصبية..
لازالت الأسرار الكثيرة التي يكتنزها الوعي وما يسمى أيضا اللاوعي غير معروفة، ولم يدركها العلم بعد، ولازالت جل قدرات الوعي عصيّة على العلم إلى اليوم.. لازال العلم لم يستطع الكشف عن كثير من أسرار الدماغ، وسبر كثير من دهاليزه وأغواره وقدراته..
عدم القدرة على تفسير ما هو غامض يجب أن لا يدفعنا إلى الوقوع فريسة في شباك الخرافة، ومحاولات العلم في البحث والكشف أقرب للحقيقة من الاتكاء على السذاجة والعجز والخرافة..
الذود بالغيب هو عجز معرفي قبل أي شيء آخر، وما يعجز العلم عنه اليوم حتما سيدركه غدا بعد عهد أو ردح من الزمن.. المستقبل عمره مديد لا ينتهي بألف أو ألفين عام.. العلم يبدد الخرافة وينتصر عليها على نحو مستمر.. المستقبل يكسب الرهان، والعلم ينتصر كل يوم.. وأن أخفق العلم مرة يعاود الكرة حتى ينتصر..
***
يتبع..
يتبع.. حكايتي مع المرآة.. عجوز شمطاء..
وفي محاولة لتفسير أو فهم ما مررت به قرأت أن "جيوفاني كابوتو" الباحث الايطالي في البصريات من جامعة "أوربينو" في إيطاليا، قام بدراسة عام 2010 وأجراء تجربة شارك فيها خمسون متطوعا، طُلب منهم تركيز النظر على مرآة موضوعة داخل حجرة ذات اضاءة خافتة لمدة عشر دقائق، وكتب النَّتائج في ورقةٍ بعنوان "وجهٌ غريب في المِرآة".
كشفت النتيجة أن نسبة كبيرة من المتطوعين شاهدوا حدوث تغيرات وتشوهات في وجوههم بالمرآة، وتلاهم من شاهدوا وجوه أشخاص غرباء أو أقارب متوفين، وتلاهم قلة شاهدوا حيوانات كالقطط والخنازير..
وتنصب أهم النتائج التي وصل إليها البحث أو خلصت إليها الدراسة، أن ما حدث كان بسبب فشل الدماغ في تحليل البيانات التي نقلتها العين؟! تقصير وظيفي في الدماغ بسبب تركيزه على جزئية من الصورة واهماله لبقية الصورة أدى لتلاشي اطراف الوجه أو انبعاجه وتلاشيه؟! خلل عقلي أعطا اشارات غير صحيحة للبصر..
هذا العلم لازال في بدايته، ويحتاج لكثير من الأبحاث العلمية، ولازالت الاحتمالات والفرضيات كثيرة، ربما تتراوح بين الوهم، والهلوسات البصرية، وتظليل العقل، والاحتيال على الدماغ، أو الخطأ من قبل الدماغ في تحليل ما تنقله الحواس، والإيحاءات، ومخزون الخيال، والعوامل النفسية والوجدانية، والمؤثرات الخارجية، والاختلالات الدماغية والعصبية..
لازالت الأسرار الكثيرة التي يكتنزها الوعي وما يسمى أيضا اللاوعي غير معروفة، ولم يدركها العلم بعد، ولازالت جل قدرات الوعي عصيّة على العلم إلى اليوم.. لازال العلم لم يستطع الكشف عن كثير من أسرار الدماغ، وسبر كثير من دهاليزه وأغواره وقدراته..
عدم القدرة على تفسير ما هو غامض يجب أن لا يدفعنا إلى الوقوع فريسة في شباك الخرافة، ومحاولات العلم في البحث والكشف أقرب للحقيقة من الاتكاء على السذاجة والعجز والخرافة..
الذود بالغيب هو عجز معرفي قبل أي شيء آخر، وما يعجز العلم عنه اليوم حتما سيدركه غدا بعد عهد أو ردح من الزمن.. المستقبل عمره مديد لا ينتهي بألف أو ألفين عام.. العلم يبدد الخرافة وينتصر عليها على نحو مستمر.. المستقبل يكسب الرهان، والعلم ينتصر كل يوم.. وأن أخفق العلم مرة يعاود الكرة حتى ينتصر..
***
يتبع..
حتى لا نفقد انسانيتنا
عبد الباري طاهر
تقبع الفنانة انتصار الحمادي في السجن منذ بضعة اشهر في ظل اجراءات غاية في القسوة تفتقر لابسط معاني القيم الاخلاقية الدينية والانسانية
انتصار الحمادي السجينة تموت في السحن من الجوع والقهر 4والظلم
وتموت امها من الفاقةحيث لامورد لهما
ان الشرك الحقيقي هو الظلم ان الشرك لظلم عظيم الاية لقمان 13
عبد الباري طاهر
تقبع الفنانة انتصار الحمادي في السجن منذ بضعة اشهر في ظل اجراءات غاية في القسوة تفتقر لابسط معاني القيم الاخلاقية الدينية والانسانية
انتصار الحمادي السجينة تموت في السحن من الجوع والقهر 4والظلم
وتموت امها من الفاقةحيث لامورد لهما
ان الشرك الحقيقي هو الظلم ان الشرك لظلم عظيم الاية لقمان 13
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
اعندما يسود الفساد يكون هذا هو الحال.. اسمعوا وقارنوا.. اننا نسير بنفس الاتجاه بل إن لم نكن قد تفوقنا عليهم..
اعندما يسود الفساد يكون هذا هو الحال.. اسمعوا وقارنوا.. اننا نسير بنفس الاتجاه بل إن لم نكن قد تفوقنا عليهم..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
هم لا يقتلون "الحو..ثي"
هم يجعلونه قويا اكثر
هم يقتلون شعبنا حصارا وتجويعا وقصفا..
هم لا يقتلون "الحو..ثي"
هم يجعلونه قويا اكثر
هم يقتلون شعبنا حصارا وتجويعا وقصفا..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
هم لا يحاربون الفساد
هم يرعون الفساد والحرب والحصار والجوع والموت
بقصد وإمعان وإصرار
هم لا يحاربون الفساد
هم يرعون الفساد والحرب والحصار والجوع والموت
بقصد وإمعان وإصرار
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
بعضهم اصابهم العمى
لم يعد يفرق في حربه وحصاره بين "الحو..ثي" وسكان صنعاء..
ولا بين شعبنا و"الحو..ثي"
بعضهم اصابهم العمى
لم يعد يفرق في حربه وحصاره بين "الحو..ثي" وسكان صنعاء..
ولا بين شعبنا و"الحو..ثي"