#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(4)
قرآن وخذلان
عندما صار دارنا الجديد ثلاث طباق، كنت أنام في الديوان مع أمي وأبي وأخوتي الصغار، وفي ليل شاتي وداجي استيقظت من النوم.. كان الليل حالكا والسواد شديدا، فيما السكون المحيط يُسمعك أنفاس من في الجوار، بل ويكاد يُسمعك دبيب النمل، وأنفاسه أيضا..
بعد وقت قصير، صرت اسمع حركة بقرتنا في أسفل الدار، والدجاج في قنوهن الصغير خارجه.. بدأت أسمع وقع خطوات ثقيلة على سقفنا الذي ننام تحته.. فتح الأبواب وغلقها.. صارت لديّ حدة في السمع، أو بالأحرى حدة في وقع الوهم على السمع.. هلوسة سمعية مشوبه برعب وخوف.. ظللت ما أسمعه يشتد ويزداد.. ما كان وقعه خافتا في البداية صار أكثر وضوحا على مسامعي، ومعه بالموازاة يتضاعف خوفي ورعبي كلما أزذاد ذلك الاشتداد الذي أسمعه..
بدأت أسمع كلام وأصوات تزداد وتتضح مع مرور الوقت، وذلك كلما استمريت في الترقب والإمعان في السماع.. أمي وأبي يغطون في النوم.. استغربت أنهم لا يسمعوا ما أسمعه، بعد أن صار أكثر وقعا ووضوحا وسماعا..
قرأت مع نفسي سورة الفاتحة التي أتعبني حفظها، ولم أحسن قراءتها.. وبقراءتي لها لم يتغير الحال.. ظننت إن عدم فاعلية سورة الفاتحة راجعا إلى كثرة أخطائي في قراءتها..
قرأت سور الناس والفلق والإخلاص، وهو كل ما بقي في جعبتي من حيلة ووسيلة، وفيها ما كنت أحفظه من القرآن لأحمي فيه نفسي الخائفة، وأطرد ما قد يعتريني من توهم أو وسوسة.. أريد بالقرآن أن أحرق الجن كما كان المعتقد يسود في ذهني، وهو ما سبق أن سمعته من أمي وأبي ذات يوم، ولكن دون جدوى أو فائدة.. لا صد ولا مانع عمّا أسمعه.. ظل أملي بمنقذ يتلاشى بمرور الوقت الذي كان يمر ثقيلا كسلحفة..
الأصوات تزداد وضوحا.. همهمه تتسع.. بكاء طفل.. صوت امرأة تصرخ في وجه بقرتنا الحلوبة.. صرير الأبواب فتحا وإغلاقا.. صرت كأنني في عالم آخر غير ذلك الذي كان قبل قليل مملوء بالسكينة والسكون..
بدا لا مجال أمامي لأنقذ نفسي مما أنا فيه غير أن أصرخ بكل صوتي، فصرخت مرعوبا ومذعورا، وشق صوتي الليل والمكان.. قفز أبي وأمي من نومهما العميق حتى كاد عقليهما يطير، وما أن شاهدتُ "تريك" أبي المنتفض يضيء بيده، شعرت بالنجاة وعودة النفَس، فيما كانت أمي تضمّني وتحتضنني بخوف وقلب هلوع..
أمي توغل في تعويذاتها من الشيطان الرجيم، وتسألني بقلق عمّا حدث، كانت تعتقد أن حلم مفزع أو كابوس ما قد داهم نومي، فيما أنا اجيبها بتقطع وتوتر عمّا سمعت، أما أبي فقد باشر بقراءة سورة الجن لحرق الجن الذي عجزتُ أنا عن إحراقهم..
كنت أرتجف رعبا وهلعا كأرنب صغير في وجه سكين.. أحاول أن أستعيد حالتي الطبيعية تدريجيا.. أحاول أن أخرج من روعي وأنا أسمع أبي يقرأ سورة الجن.. كنت أريد أن أسمع صراخ الجن وهم يتلاشون في حريق أشعلت آواره سورة الجن، ولكني لم أسمع شيئا مما كنت أعتقد!!
قامت أمي وأخرجت من صندوقها الحديدي حرز "السبعة العهود" وألبستي إياه.. نلبسه حرزا في الشأن الجلل والعظيم.. شعرت بالسكينة والاطمئنان، ولم ينام أبي وأمي ليلتها إلا بعد أن ولجت في النعاس ثانية بعد وقت أنقضى، ثم رحتُ أغط في نوم عميق..
وعندما صرتُ "أستاذا" قال لي أحدهم تعليقا على تلك القصة التي فرغتُ من سردها:
- لم يخذلك القرآن يا أستاذ أحمد، بل أنت من خذلت نفسك، واعلم إن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، أما حرز السبعة العهود فهو شرك وشعوذة، أسأل الله أن يردك إليه ردا جميلا..
فأجبت: ونعم بالله.. الحرز أيضا مترعا بذكر ربي، وآيات من الذكر الحكيم، ولن أعيد ما جاء في المثل الشعبي الموثّق عند كبارهم: "اقرأ ياسين وبيدك حجر"، ولكن أقول الذي خذلني هو مسيرة أنتحلت أسمه ومرّت جنازيرها الغليظة على جسدي المنهك وروحي النازفة، عندما خرجت أطالب برواتب أكثر من مليون ونصف المليون موظف ومتقاعد، تقطعت بهم السبل، وقُطعت عنهم مصادر العيش الكريم..
***
يتبع..
(4)
قرآن وخذلان
عندما صار دارنا الجديد ثلاث طباق، كنت أنام في الديوان مع أمي وأبي وأخوتي الصغار، وفي ليل شاتي وداجي استيقظت من النوم.. كان الليل حالكا والسواد شديدا، فيما السكون المحيط يُسمعك أنفاس من في الجوار، بل ويكاد يُسمعك دبيب النمل، وأنفاسه أيضا..
بعد وقت قصير، صرت اسمع حركة بقرتنا في أسفل الدار، والدجاج في قنوهن الصغير خارجه.. بدأت أسمع وقع خطوات ثقيلة على سقفنا الذي ننام تحته.. فتح الأبواب وغلقها.. صارت لديّ حدة في السمع، أو بالأحرى حدة في وقع الوهم على السمع.. هلوسة سمعية مشوبه برعب وخوف.. ظللت ما أسمعه يشتد ويزداد.. ما كان وقعه خافتا في البداية صار أكثر وضوحا على مسامعي، ومعه بالموازاة يتضاعف خوفي ورعبي كلما أزذاد ذلك الاشتداد الذي أسمعه..
بدأت أسمع كلام وأصوات تزداد وتتضح مع مرور الوقت، وذلك كلما استمريت في الترقب والإمعان في السماع.. أمي وأبي يغطون في النوم.. استغربت أنهم لا يسمعوا ما أسمعه، بعد أن صار أكثر وقعا ووضوحا وسماعا..
قرأت مع نفسي سورة الفاتحة التي أتعبني حفظها، ولم أحسن قراءتها.. وبقراءتي لها لم يتغير الحال.. ظننت إن عدم فاعلية سورة الفاتحة راجعا إلى كثرة أخطائي في قراءتها..
قرأت سور الناس والفلق والإخلاص، وهو كل ما بقي في جعبتي من حيلة ووسيلة، وفيها ما كنت أحفظه من القرآن لأحمي فيه نفسي الخائفة، وأطرد ما قد يعتريني من توهم أو وسوسة.. أريد بالقرآن أن أحرق الجن كما كان المعتقد يسود في ذهني، وهو ما سبق أن سمعته من أمي وأبي ذات يوم، ولكن دون جدوى أو فائدة.. لا صد ولا مانع عمّا أسمعه.. ظل أملي بمنقذ يتلاشى بمرور الوقت الذي كان يمر ثقيلا كسلحفة..
الأصوات تزداد وضوحا.. همهمه تتسع.. بكاء طفل.. صوت امرأة تصرخ في وجه بقرتنا الحلوبة.. صرير الأبواب فتحا وإغلاقا.. صرت كأنني في عالم آخر غير ذلك الذي كان قبل قليل مملوء بالسكينة والسكون..
بدا لا مجال أمامي لأنقذ نفسي مما أنا فيه غير أن أصرخ بكل صوتي، فصرخت مرعوبا ومذعورا، وشق صوتي الليل والمكان.. قفز أبي وأمي من نومهما العميق حتى كاد عقليهما يطير، وما أن شاهدتُ "تريك" أبي المنتفض يضيء بيده، شعرت بالنجاة وعودة النفَس، فيما كانت أمي تضمّني وتحتضنني بخوف وقلب هلوع..
أمي توغل في تعويذاتها من الشيطان الرجيم، وتسألني بقلق عمّا حدث، كانت تعتقد أن حلم مفزع أو كابوس ما قد داهم نومي، فيما أنا اجيبها بتقطع وتوتر عمّا سمعت، أما أبي فقد باشر بقراءة سورة الجن لحرق الجن الذي عجزتُ أنا عن إحراقهم..
كنت أرتجف رعبا وهلعا كأرنب صغير في وجه سكين.. أحاول أن أستعيد حالتي الطبيعية تدريجيا.. أحاول أن أخرج من روعي وأنا أسمع أبي يقرأ سورة الجن.. كنت أريد أن أسمع صراخ الجن وهم يتلاشون في حريق أشعلت آواره سورة الجن، ولكني لم أسمع شيئا مما كنت أعتقد!!
قامت أمي وأخرجت من صندوقها الحديدي حرز "السبعة العهود" وألبستي إياه.. نلبسه حرزا في الشأن الجلل والعظيم.. شعرت بالسكينة والاطمئنان، ولم ينام أبي وأمي ليلتها إلا بعد أن ولجت في النعاس ثانية بعد وقت أنقضى، ثم رحتُ أغط في نوم عميق..
وعندما صرتُ "أستاذا" قال لي أحدهم تعليقا على تلك القصة التي فرغتُ من سردها:
- لم يخذلك القرآن يا أستاذ أحمد، بل أنت من خذلت نفسك، واعلم إن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، أما حرز السبعة العهود فهو شرك وشعوذة، أسأل الله أن يردك إليه ردا جميلا..
فأجبت: ونعم بالله.. الحرز أيضا مترعا بذكر ربي، وآيات من الذكر الحكيم، ولن أعيد ما جاء في المثل الشعبي الموثّق عند كبارهم: "اقرأ ياسين وبيدك حجر"، ولكن أقول الذي خذلني هو مسيرة أنتحلت أسمه ومرّت جنازيرها الغليظة على جسدي المنهك وروحي النازفة، عندما خرجت أطالب برواتب أكثر من مليون ونصف المليون موظف ومتقاعد، تقطعت بهم السبل، وقُطعت عنهم مصادر العيش الكريم..
***
يتبع..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(5)
شبح يعترض طريقي
أحمد سيف حاشد
في نهاية سنة أولى على الأرجح من مرحلة الثانوية، سافرت من عدن عائدا إلى القرية عن طريق منطقة “شعب” التي كنّا نرخي فيها الرحال لبعض الوقت لنستريح حتى يأتي الغلس، ثم ننتقل منها إلى قريتنا البعيدة عبر طرق تحتال على نقاط أمن الشمال..
كانت هناك مزاعم قديمة في ذهني من أيام الطفولة الأولى تحكي أن المنطقة الخالية من السكان في “موجران” تحت الدار الأبيض من جهة الشرق، مسكونة بالأشباح والعفاريت، وقد كان لي في هذا المكان حكاية..
كان الغلس قد دخل أوجه، وكنت حينها أحمل بيدي مسدسا نوع “تاتا” روسي الصنع، معمرا وجاهزا لإطلاق النار، والتعامل مع أي مفاجأة أو طارئ قد يعترض طريقي في ذلك المكان أو في غيره من أمكنة الطريق.. كان المسدس يعطيني شعورا بقدر من الأمان والثقة الكبيرة بالنفس حتى مع الأشباح التي بات اعتقادي بوجودها يتضاءل، أو صارت معتقداتي بها أقل حدة بكثير من تلك التي كانت تعيش في ذهني أيام طفولتي الأولى..
فجأة وفي المكان الخالي والتي تكثر فيه مزاعم الأشباح والعفاريت، شاهدت شيئا أسودا.. مميزا يشبه الشبح ظل يكبر.. شبح أكثر سوادا مما حوله.. بدأ لي جسما ضخما يقارب حجم الفيل.. يتوسط الطريق وكأنه جاهز لاعتراض طريقي، بل أحسست أني وطريقي بتنا مُستهدفين منه..
أردت أن أنحو نحو اليمين بعيدا عن هذا الذي أشاهده وسط الطريق ملتبسا في الظلام، متجنبا الصدام معه على افتراض وجوده.. تنحيتُ يمينا في محاذاة الجبل، ولكني شاهدته ينحو معي نحو اليمين، عدت المحاولة على نحو معاكس، في الاتجاه الآخر نحو اليسار، فوجدته أيضا ينحو معي في المقابل نحو اليسار.. إنه يعترض طريقي أينما ملت..
توجست أكثر وقلت لنفسي: يبدو هذا الشبح الضخم لا يريد لي المرور من ذلك المكان، ولكن لا طريق سواه.. لا معبر الآن غيره ممكن ومتاح.. التقهقر والعودة إلى الوراء من حيث أتيت عار وعيب إلى آخر العمر وبعده.. ماذا أقول لمن أعود إليهم؟! هل أقول عفريتا أعترض طريقي؟! هل أقول لهم شبح ردّني من وسط الطريق؟! هل أقول لهم إنني رعديد، أو صرت خائفا وجبانا؟! ثم حتى إن عدتُ لأبحث عن مسلك آخر بعيد، أظل أمام نفسي جبانا ورعديد.. وأجيب على نفسي بحزم وتحدّي: لن أعود مهما بلغت كلفة المرور..
ثم أن خزنة المسدس محشوة بالرصاص، ورصاصة واحدة قادرة أن تقتل فيل أو على الأقل أن تعوقه.. فما البال والمسدس في خزنته ثمان طلقات، والتاسعة في بطن المسدس، جاهزات للانطلاق، تنتظر ضغطة بسيطة على الزناد، ومتابعة الاطلاق..
يجب أن أتقدم إلى الأمام ويكون ما يكون.. لا خيار لي إلا التقدم في مواجهة هذا الشبح المريب في مقصده.. أخذت أتقدم نحوه مع وضع من الانحناء والجاهزية لإطلاق الرصاص.. أتقدم رويدا رويدا.. لا تخلوا خطواتي من بعض المخاتلة، ولكن مع التقدم إلى الأمام نحو الذي كان قد تبدّى ضخما ومرعبا..
سبابتي معقوفة بجاهزية تامة على الزناد.. بدت لي مشحونة بإرادة الضغط في حالة اصطدامي بأي هول أو مفاجأة.. أرسل وعيي إشاراته إلى أعصابي كلها، بما فيها يدي وسبابتي الجاهزة للضغط على “المقص”..
برمجتي العصبية باتت تسري في كل أوصالي، وبثقة إنها لن تخذلني مهما كان هول المفاجأة.. صرت جاهزا واوثقا من مسدسي وبرمجتي العصبية التي تسكن مربض سهامها في أصبعي المعقوفة على الزناد، والجاهزة لإطلاق النار على الفور.
تقدمت إلى الأمام في وضعية منحنية ومتسللا نحو ذلك الشيء الملتبس لاكتشف ماهيته.. أصبعي على الزناد تتحين لحظة الضغط، والمسدس المسدد إلى الشبح في وضعية الجاهزية الكاملة لإطلاق الرصاص في أي لحظة..
تقدمت أكثر وأكثر.. اقتربت ودنيت من الشبح، وعندما صرت قريبا منه، وعلى شفق خفيف تفاجأت على نحو غير ما توقعت.. اكتشفت إنها نخلة متوسطة الحجم، وريح خفيفة تحرك سعفها، وبالتباسها بالظلام وبقايا الوهم القديم الذي سمعته عن المكان بدت لي كشبح يميل يمينا ويسارا حتى توهمت أنه قاصدا اعتراض طريقي ومنعي من المرور، أو تحمل النتائج في حال اصراري على هذا المرور..
أنكشف كل شيء وتبدد كل وهم، وأولهما وهمي ومخاوفي.. تنفست الصعداء وأنا أضحك من نفسي على نفسي.. ونصحت من حكيت لهم قصتي أن يتغلبوا على خوفهم ووهمهم، ويتغلبوا على الأشباح التي تعترض طريقهم حيث وبمقدورهم أن يهزمون كل الأشباح حتى بدون مسدس أو سلاح.. بإمكاننا الاطاحة بكل سلطة مستبدة مهما بدت قوية إذا ما تغلّبنا أولا على أوهامنا وسحقنا مخاوفنا وعزمنا على إسقاطها..
***
يتبع..
(5)
شبح يعترض طريقي
أحمد سيف حاشد
في نهاية سنة أولى على الأرجح من مرحلة الثانوية، سافرت من عدن عائدا إلى القرية عن طريق منطقة “شعب” التي كنّا نرخي فيها الرحال لبعض الوقت لنستريح حتى يأتي الغلس، ثم ننتقل منها إلى قريتنا البعيدة عبر طرق تحتال على نقاط أمن الشمال..
كانت هناك مزاعم قديمة في ذهني من أيام الطفولة الأولى تحكي أن المنطقة الخالية من السكان في “موجران” تحت الدار الأبيض من جهة الشرق، مسكونة بالأشباح والعفاريت، وقد كان لي في هذا المكان حكاية..
كان الغلس قد دخل أوجه، وكنت حينها أحمل بيدي مسدسا نوع “تاتا” روسي الصنع، معمرا وجاهزا لإطلاق النار، والتعامل مع أي مفاجأة أو طارئ قد يعترض طريقي في ذلك المكان أو في غيره من أمكنة الطريق.. كان المسدس يعطيني شعورا بقدر من الأمان والثقة الكبيرة بالنفس حتى مع الأشباح التي بات اعتقادي بوجودها يتضاءل، أو صارت معتقداتي بها أقل حدة بكثير من تلك التي كانت تعيش في ذهني أيام طفولتي الأولى..
فجأة وفي المكان الخالي والتي تكثر فيه مزاعم الأشباح والعفاريت، شاهدت شيئا أسودا.. مميزا يشبه الشبح ظل يكبر.. شبح أكثر سوادا مما حوله.. بدأ لي جسما ضخما يقارب حجم الفيل.. يتوسط الطريق وكأنه جاهز لاعتراض طريقي، بل أحسست أني وطريقي بتنا مُستهدفين منه..
أردت أن أنحو نحو اليمين بعيدا عن هذا الذي أشاهده وسط الطريق ملتبسا في الظلام، متجنبا الصدام معه على افتراض وجوده.. تنحيتُ يمينا في محاذاة الجبل، ولكني شاهدته ينحو معي نحو اليمين، عدت المحاولة على نحو معاكس، في الاتجاه الآخر نحو اليسار، فوجدته أيضا ينحو معي في المقابل نحو اليسار.. إنه يعترض طريقي أينما ملت..
توجست أكثر وقلت لنفسي: يبدو هذا الشبح الضخم لا يريد لي المرور من ذلك المكان، ولكن لا طريق سواه.. لا معبر الآن غيره ممكن ومتاح.. التقهقر والعودة إلى الوراء من حيث أتيت عار وعيب إلى آخر العمر وبعده.. ماذا أقول لمن أعود إليهم؟! هل أقول عفريتا أعترض طريقي؟! هل أقول لهم شبح ردّني من وسط الطريق؟! هل أقول لهم إنني رعديد، أو صرت خائفا وجبانا؟! ثم حتى إن عدتُ لأبحث عن مسلك آخر بعيد، أظل أمام نفسي جبانا ورعديد.. وأجيب على نفسي بحزم وتحدّي: لن أعود مهما بلغت كلفة المرور..
ثم أن خزنة المسدس محشوة بالرصاص، ورصاصة واحدة قادرة أن تقتل فيل أو على الأقل أن تعوقه.. فما البال والمسدس في خزنته ثمان طلقات، والتاسعة في بطن المسدس، جاهزات للانطلاق، تنتظر ضغطة بسيطة على الزناد، ومتابعة الاطلاق..
يجب أن أتقدم إلى الأمام ويكون ما يكون.. لا خيار لي إلا التقدم في مواجهة هذا الشبح المريب في مقصده.. أخذت أتقدم نحوه مع وضع من الانحناء والجاهزية لإطلاق الرصاص.. أتقدم رويدا رويدا.. لا تخلوا خطواتي من بعض المخاتلة، ولكن مع التقدم إلى الأمام نحو الذي كان قد تبدّى ضخما ومرعبا..
سبابتي معقوفة بجاهزية تامة على الزناد.. بدت لي مشحونة بإرادة الضغط في حالة اصطدامي بأي هول أو مفاجأة.. أرسل وعيي إشاراته إلى أعصابي كلها، بما فيها يدي وسبابتي الجاهزة للضغط على “المقص”..
برمجتي العصبية باتت تسري في كل أوصالي، وبثقة إنها لن تخذلني مهما كان هول المفاجأة.. صرت جاهزا واوثقا من مسدسي وبرمجتي العصبية التي تسكن مربض سهامها في أصبعي المعقوفة على الزناد، والجاهزة لإطلاق النار على الفور.
تقدمت إلى الأمام في وضعية منحنية ومتسللا نحو ذلك الشيء الملتبس لاكتشف ماهيته.. أصبعي على الزناد تتحين لحظة الضغط، والمسدس المسدد إلى الشبح في وضعية الجاهزية الكاملة لإطلاق الرصاص في أي لحظة..
تقدمت أكثر وأكثر.. اقتربت ودنيت من الشبح، وعندما صرت قريبا منه، وعلى شفق خفيف تفاجأت على نحو غير ما توقعت.. اكتشفت إنها نخلة متوسطة الحجم، وريح خفيفة تحرك سعفها، وبالتباسها بالظلام وبقايا الوهم القديم الذي سمعته عن المكان بدت لي كشبح يميل يمينا ويسارا حتى توهمت أنه قاصدا اعتراض طريقي ومنعي من المرور، أو تحمل النتائج في حال اصراري على هذا المرور..
أنكشف كل شيء وتبدد كل وهم، وأولهما وهمي ومخاوفي.. تنفست الصعداء وأنا أضحك من نفسي على نفسي.. ونصحت من حكيت لهم قصتي أن يتغلبوا على خوفهم ووهمهم، ويتغلبوا على الأشباح التي تعترض طريقهم حيث وبمقدورهم أن يهزمون كل الأشباح حتى بدون مسدس أو سلاح.. بإمكاننا الاطاحة بكل سلطة مستبدة مهما بدت قوية إذا ما تغلّبنا أولا على أوهامنا وسحقنا مخاوفنا وعزمنا على إسقاطها..
***
يتبع..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
الشبح الأبيض وسواد المكر الخبيث
(6)
كانت النقاط الأمنية التي تم نشرها على الأرجح في مستهل الثمانينات من القرن المنصرم في مناطقنا النائية، ترغمنا على تجاوزها من خلال الالتفاف عليها، وسلك طرق غير سالكة، وعبور أكثر من منحدر، وتسلق الوعر منها؛ لتجنب الاحتكاك بتلك النقاط أو الاصطدام بها..
في إحدى المرات سلكت طريق التفافي في جبل محاذي لـ "سوق الخميس" وكانت الساعة بحدود الواحدة بعد منتصف الليل.. القمر يتوارى خلف الجبال العالية، وضوؤه الشاحب يتلاشى نحو الزوال، والظلمة تقتفي أثره وتزحف باتساع.. شاهدت كتلة بيضاء تتحرك.. انزويت في مكان لأرقب الأمر بحذر..
أقترب الشبح الأبيض منّي أكثر دون أن يشعر بوجودي.. كان يلبس قميصا أبيضا، ومعمّما، وحازما عمامته وصدغيه بقطعة قماش أبيض.. ربما بدا لي في هيئة أشبه بولي من أولياء الله، أو رجل من عباده الصالحين المصطفين الذين يظهرون نادرا على بعض أبناء البشر، ويجلبون لهم الحظ والسعادة، أو يبعثون في نفوسهم من الفأل والأمل احسنه..
داهمتني الأسئلة والاحتمالات: ربما يكون الخضر!! ولكن لماذا الخضر عليه السلام يترك الطريق السالكة، ويجلب لنفسه العناء والمشقّة، ويتسلق الوعورة والجدران؟!! أنا أفعل ما أفعله، وأعبر طريق غير سالكة، لأنني أتحاشى الاصطدام بنقطة الحراسة، ولكن لماذا هو يفعل هذا طالما أنه ولي الله أو نبيه؟!!
نسمة عطر فواحة تسللت نحوي وهي تسبق صاحبها الذي بدى ملهوفا.. أحسست بانتعاش روحي التي أنهكها السفر والاحتيال على نقاط الحراسة والتفتيش.. صار الشبح الأبيض يقترب منّي أكثر وهو يتسلق الجدار الذي يؤدي إلى حيز المكان الذي أنا كامنا فيه.. لم يعد هناك متسعا لأتجنب الاصطدام به، فيما هو لا يشعر بوجودي.. أسأل نفسي بسرّي وأتعجب: ما أسمعه هو أن الخضر يتجلى بهيئة رجل رضي أو شيخ بثياب بيضاء أو خضراء، ولكني لم اسمع أنه يتعطر بعد منتصف الليل؟!!
هل هو جني؟! الجن ربما يتسلقون الجدران، ولكن لا أظنهم يلبسون ملابس التقى والورع، ولا أظنهم يتعطرون إلا إذا كانت "جنية" تريد إغواء الرجال، أما هذا الشبح الأبيض فهو بخلاف ما هو مسموع ومروي عن الجن! وأما لو كان الخضر أو أحد من أولياء الله الصالحين لكان حري به أن يدرك أن في طريقه فتى يده على المقبض وسبابته على الزناد، من المحتمل أن يطلق الرصاص عليه في أي لحظة! لم أسمع يوما أن رجال التقى والورع يتسلقون الجدران في هزيع الليل، وينثرون عطرا يهبل النساء في لجته!! أشتد عجبي وارتيابي وشكوكي في الأمر من أوله إلى آخره..
بعد لحظات وجدت نفسي بمواجهته تماما، لا تفصل بيننا إلا مسافة في حدود المترين.. لا محالة سيصطدم بي قبل أن يبدأ بتسلق الجدار المسنود ظهري إليه..
الاصطدام وشيك.. انتفضت من مكمني مباغته، وهجمت عليه واضعا فوهة بندقيتي الآلية بين جنبيه، وأنا أباشره بالسؤال: من؟! من معي؟! كانت المفاجئة له صادمة وصاعقة.. تكاد أصبعي تضغط على الزناد واطلاق النار وشيك في حال أبدى أي حركة مريبة أو مقاومة منه، وحتما سينتهي الأمر هنا بقتيل مجهول قاتله.. غير أن ردة فعله كانت مملؤة بالجزع والارتباك، وأجابني بصوته الهلوع: عمّك "فلان.." عمّك "فلان.." عمّك "فلان..".. أحسست أن قلبه يكاد يقفز من بين ضلعيه.. كدت أسمع خفقات قلبه.. الخوف يجتاح جسده، والهلع ينتشر في أوصاله كطوفان..
أنزحت عنه وتركته يمضي، وتمنيت أن يكون هذا العاشق أغلب الظن قد أحتال عليّ وقال لي "أنا وليكم الخضر" لو فعلها وأحتال وبرر لاختلفت الحكاية هنا، ولا أدري ما كنت سأنتهي إليه.. لو قالها وأستطاع تبديد شكوكي والإجابة على أسئلتي لربما كانت القصة أكثر تشويقا مما هي عليه الآن.. لو تطفّلت عليه، وكشف لي عن سره، وباح لي عن تفاصيل عشقه وحبيبته، لكانت قصته اليوم مع قصتي أشوق وأمتع مما هي عليه الآن..
لقد نجح كثير من القتلة والمحتالين والانتهازين واللصوص والفاسدين على التغرير بنا وخِداعنا، بل وخداع شعوبهم معنا بمكر وخبث وتقية حالما زعموا أنهم في مقام الخضر والأولياء بل والملائكة، فوثقنا بهم، وإذ بنا نكتشف بعد حين بكلفة باهضه إن لم يكن بكلفة وطن انهم الشر والخبث والمكر كله..
الشبح الأبيض وسواد المكر الخبيث
(6)
كانت النقاط الأمنية التي تم نشرها على الأرجح في مستهل الثمانينات من القرن المنصرم في مناطقنا النائية، ترغمنا على تجاوزها من خلال الالتفاف عليها، وسلك طرق غير سالكة، وعبور أكثر من منحدر، وتسلق الوعر منها؛ لتجنب الاحتكاك بتلك النقاط أو الاصطدام بها..
في إحدى المرات سلكت طريق التفافي في جبل محاذي لـ "سوق الخميس" وكانت الساعة بحدود الواحدة بعد منتصف الليل.. القمر يتوارى خلف الجبال العالية، وضوؤه الشاحب يتلاشى نحو الزوال، والظلمة تقتفي أثره وتزحف باتساع.. شاهدت كتلة بيضاء تتحرك.. انزويت في مكان لأرقب الأمر بحذر..
أقترب الشبح الأبيض منّي أكثر دون أن يشعر بوجودي.. كان يلبس قميصا أبيضا، ومعمّما، وحازما عمامته وصدغيه بقطعة قماش أبيض.. ربما بدا لي في هيئة أشبه بولي من أولياء الله، أو رجل من عباده الصالحين المصطفين الذين يظهرون نادرا على بعض أبناء البشر، ويجلبون لهم الحظ والسعادة، أو يبعثون في نفوسهم من الفأل والأمل احسنه..
داهمتني الأسئلة والاحتمالات: ربما يكون الخضر!! ولكن لماذا الخضر عليه السلام يترك الطريق السالكة، ويجلب لنفسه العناء والمشقّة، ويتسلق الوعورة والجدران؟!! أنا أفعل ما أفعله، وأعبر طريق غير سالكة، لأنني أتحاشى الاصطدام بنقطة الحراسة، ولكن لماذا هو يفعل هذا طالما أنه ولي الله أو نبيه؟!!
نسمة عطر فواحة تسللت نحوي وهي تسبق صاحبها الذي بدى ملهوفا.. أحسست بانتعاش روحي التي أنهكها السفر والاحتيال على نقاط الحراسة والتفتيش.. صار الشبح الأبيض يقترب منّي أكثر وهو يتسلق الجدار الذي يؤدي إلى حيز المكان الذي أنا كامنا فيه.. لم يعد هناك متسعا لأتجنب الاصطدام به، فيما هو لا يشعر بوجودي.. أسأل نفسي بسرّي وأتعجب: ما أسمعه هو أن الخضر يتجلى بهيئة رجل رضي أو شيخ بثياب بيضاء أو خضراء، ولكني لم اسمع أنه يتعطر بعد منتصف الليل؟!!
هل هو جني؟! الجن ربما يتسلقون الجدران، ولكن لا أظنهم يلبسون ملابس التقى والورع، ولا أظنهم يتعطرون إلا إذا كانت "جنية" تريد إغواء الرجال، أما هذا الشبح الأبيض فهو بخلاف ما هو مسموع ومروي عن الجن! وأما لو كان الخضر أو أحد من أولياء الله الصالحين لكان حري به أن يدرك أن في طريقه فتى يده على المقبض وسبابته على الزناد، من المحتمل أن يطلق الرصاص عليه في أي لحظة! لم أسمع يوما أن رجال التقى والورع يتسلقون الجدران في هزيع الليل، وينثرون عطرا يهبل النساء في لجته!! أشتد عجبي وارتيابي وشكوكي في الأمر من أوله إلى آخره..
بعد لحظات وجدت نفسي بمواجهته تماما، لا تفصل بيننا إلا مسافة في حدود المترين.. لا محالة سيصطدم بي قبل أن يبدأ بتسلق الجدار المسنود ظهري إليه..
الاصطدام وشيك.. انتفضت من مكمني مباغته، وهجمت عليه واضعا فوهة بندقيتي الآلية بين جنبيه، وأنا أباشره بالسؤال: من؟! من معي؟! كانت المفاجئة له صادمة وصاعقة.. تكاد أصبعي تضغط على الزناد واطلاق النار وشيك في حال أبدى أي حركة مريبة أو مقاومة منه، وحتما سينتهي الأمر هنا بقتيل مجهول قاتله.. غير أن ردة فعله كانت مملؤة بالجزع والارتباك، وأجابني بصوته الهلوع: عمّك "فلان.." عمّك "فلان.." عمّك "فلان..".. أحسست أن قلبه يكاد يقفز من بين ضلعيه.. كدت أسمع خفقات قلبه.. الخوف يجتاح جسده، والهلع ينتشر في أوصاله كطوفان..
أنزحت عنه وتركته يمضي، وتمنيت أن يكون هذا العاشق أغلب الظن قد أحتال عليّ وقال لي "أنا وليكم الخضر" لو فعلها وأحتال وبرر لاختلفت الحكاية هنا، ولا أدري ما كنت سأنتهي إليه.. لو قالها وأستطاع تبديد شكوكي والإجابة على أسئلتي لربما كانت القصة أكثر تشويقا مما هي عليه الآن.. لو تطفّلت عليه، وكشف لي عن سره، وباح لي عن تفاصيل عشقه وحبيبته، لكانت قصته اليوم مع قصتي أشوق وأمتع مما هي عليه الآن..
لقد نجح كثير من القتلة والمحتالين والانتهازين واللصوص والفاسدين على التغرير بنا وخِداعنا، بل وخداع شعوبهم معنا بمكر وخبث وتقية حالما زعموا أنهم في مقام الخضر والأولياء بل والملائكة، فوثقنا بهم، وإذ بنا نكتشف بعد حين بكلفة باهضه إن لم يكن بكلفة وطن انهم الشر والخبث والمكر كله..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
للدكتور محمد شحرور:
الفرق بين الباحث عن الخمر والجنس في الحياة الدنيا والباحث عنها في الآخرة هو فرق في التوقيت فقط وليس في الأخلاق..
للدكتور محمد شحرور:
الفرق بين الباحث عن الخمر والجنس في الحياة الدنيا والباحث عنها في الآخرة هو فرق في التوقيت فقط وليس في الأخلاق..
(3) الإرغام والإكراه..! أحمد سيف حاشد
(3)
الإرغام والإكراه !
أحمد سيف حاشد
كان هنالك حرصاً من قبل القائمين على الكلية العسكرية ووزارة الدفاع على ضمان توفير الحد الأدنى من تمثيل المحافظات في صفوف الملتحقين بالكلية، وكان أبناء عدن تحديدا أكثر من يحجمون عن الالتحاق بها، إلاّ في حدود ضئيلة، ربما بسبب مزاجهم المدني الذي لا يميل للسلك العسكري، أو لأن…
https://yemeni-mp.com/archives/3046
(3)
الإرغام والإكراه !
أحمد سيف حاشد
كان هنالك حرصاً من قبل القائمين على الكلية العسكرية ووزارة الدفاع على ضمان توفير الحد الأدنى من تمثيل المحافظات في صفوف الملتحقين بالكلية، وكان أبناء عدن تحديدا أكثر من يحجمون عن الالتحاق بها، إلاّ في حدود ضئيلة، ربما بسبب مزاجهم المدني الذي لا يميل للسلك العسكري، أو لأن…
https://yemeni-mp.com/archives/3046
(4) استجداد وتعرّي !.. أحمد سيف حاشد
(4)
استجداد وتعرّي!
أحمد سيف حاشد
كانت فترة (الإستجداد) خمسة وأربعين يوما، يبدأ احتسابها من يوم الالتحاق بالكلية، وهي فترة ثقيلة وشديدة على الطالب، ويعطي عبورها مؤشرا أوليا على قدرة الطالب، واستعداده اللاحق على تجاوز ما بعدها من مراحل.. كان عدد غير قليل من الطلاب، يتسربون أو يهربون خلال فترة الاستجداد، عندما لا يستطيعون اتمامها…
https://yemeni-mp.com/archives/3065
(4)
استجداد وتعرّي!
أحمد سيف حاشد
كانت فترة (الإستجداد) خمسة وأربعين يوما، يبدأ احتسابها من يوم الالتحاق بالكلية، وهي فترة ثقيلة وشديدة على الطالب، ويعطي عبورها مؤشرا أوليا على قدرة الطالب، واستعداده اللاحق على تجاوز ما بعدها من مراحل.. كان عدد غير قليل من الطلاب، يتسربون أو يهربون خلال فترة الاستجداد، عندما لا يستطيعون اتمامها…
https://yemeni-mp.com/archives/3065
لماذا تتعمد الأنظمة امتهان شعوبها، وتتلذذ بإهانتها؟؟ – صالح هبرة
صالح هبرة
لماذا تتعمد الأنظمة امتهان شعوبها، وتتلذذ بإهانتها؟؟
بدلًا من خدمتها ورعايتها؛ كونها من أوصلت تلك الأنظمة إلى سدة الحكم على أساس أن تُغيِّر واقعها وترعى حقوقها المشروعة.
لماذا تصرّ الأنظمة في المماطلة عن توفير ذلك الاستحقاق، وتمارس عكس ما يجب عليها من امتهان الشعوب وتضييع حقوقها، وتقبل لنفسها بذلك، مع أنه يكلفها خسائر…
https://yemeni-mp.com/archives/3073
صالح هبرة
لماذا تتعمد الأنظمة امتهان شعوبها، وتتلذذ بإهانتها؟؟
بدلًا من خدمتها ورعايتها؛ كونها من أوصلت تلك الأنظمة إلى سدة الحكم على أساس أن تُغيِّر واقعها وترعى حقوقها المشروعة.
لماذا تصرّ الأنظمة في المماطلة عن توفير ذلك الاستحقاق، وتمارس عكس ما يجب عليها من امتهان الشعوب وتضييع حقوقها، وتقبل لنفسها بذلك، مع أنه يكلفها خسائر…
https://yemeni-mp.com/archives/3073
لماذا تتعمد الأنظمة امتهان شعوبها، وتتلذذ بإهانتها؟؟ – صالح هبرة
صالح هبرة
لماذا تتعمد الأنظمة امتهان شعوبها، وتتلذذ بإهانتها؟؟
بدلًا من خدمتها ورعايتها؛ كونها من أوصلت تلك الأنظمة إلى سدة الحكم على أساس أن تُغيِّر واقعها وترعى حقوقها المشروعة.
لماذا تصرّ الأنظمة في المماطلة عن توفير ذلك الاستحقاق، وتمارس عكس ما يجب عليها من امتهان الشعوب وتضييع حقوقها، وتقبل لنفسها بذلك، مع أنه يكلفها…
https://yemeni-mp.com/archives/3073
صالح هبرة
لماذا تتعمد الأنظمة امتهان شعوبها، وتتلذذ بإهانتها؟؟
بدلًا من خدمتها ورعايتها؛ كونها من أوصلت تلك الأنظمة إلى سدة الحكم على أساس أن تُغيِّر واقعها وترعى حقوقها المشروعة.
لماذا تصرّ الأنظمة في المماطلة عن توفير ذلك الاستحقاق، وتمارس عكس ما يجب عليها من امتهان الشعوب وتضييع حقوقها، وتقبل لنفسها بذلك، مع أنه يكلفها…
https://yemeni-mp.com/archives/3073
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
ما يحدث هو :
حروب تحت السيطرة..
تضمن مصالح الكبار..
واستمرار استنزاف ثروات شعوب المتحاربين..
وعدم تهديد أمن العالم المتوحش..
ما يحدث هو :
حروب تحت السيطرة..
تضمن مصالح الكبار..
واستمرار استنزاف ثروات شعوب المتحاربين..
وعدم تهديد أمن العالم المتوحش..
(5) عقوبات ونفذ ثم ناقش !.. أحمد سيف حاشد
(5)
عقوبات ونفذ ثم ناقش !
أحمد سيف حاشد
كان أي ضابط مناوب أو حتى ضابط عابر في ساحة وحرم الكلية، يمكنه أن يوقع عليك العقوبة التي يريدها، ومنها تلك التي كانت شاقة على نفوسنا.. كان أي ضابط مُصدّقا علينا ولا يُرد له قول، بل حتى الطالب من الدفعة السابقة، والتي لم تتخرج بعد، يمكنه…
https://yemeni-mp.com/archives/3083
(5)
عقوبات ونفذ ثم ناقش !
أحمد سيف حاشد
كان أي ضابط مناوب أو حتى ضابط عابر في ساحة وحرم الكلية، يمكنه أن يوقع عليك العقوبة التي يريدها، ومنها تلك التي كانت شاقة على نفوسنا.. كان أي ضابط مُصدّقا علينا ولا يُرد له قول، بل حتى الطالب من الدفعة السابقة، والتي لم تتخرج بعد، يمكنه…
https://yemeni-mp.com/archives/3083
(5) عقوبات ونفذ ثم ناقش !.. أحمد سيف حاشد
(5)
عقوبات ونفذ ثم ناقش !
أحمد سيف حاشد
كان أي ضابط مناوب أو حتى ضابط عابر في ساحة وحرم الكلية، يمكنه أن يوقع عليك العقوبة التي يريدها، ومنها تلك التي كانت شاقة على نفوسنا.. كان أي ضابط مُصدّقا علينا ولا يُرد له قول، بل حتى الطالب من الدفعة السابقة، والتي لم تتخرج بعد، يمكنه…
https://yemeni-mp.com/archives/3083
(5)
عقوبات ونفذ ثم ناقش !
أحمد سيف حاشد
كان أي ضابط مناوب أو حتى ضابط عابر في ساحة وحرم الكلية، يمكنه أن يوقع عليك العقوبة التي يريدها، ومنها تلك التي كانت شاقة على نفوسنا.. كان أي ضابط مُصدّقا علينا ولا يُرد له قول، بل حتى الطالب من الدفعة السابقة، والتي لم تتخرج بعد، يمكنه…
https://yemeni-mp.com/archives/3083
My memoirs.. from the details of my life.. Part one – under review – .. Ahmed Seif Hashed
My memoirs..
What was written here is still under review.. under correction, deletion, modification and addition.. and it was published to document the intellectual right only.
part One
Ahmed Seif Hashed
Dedication:
I dedicate what I wrote to the tired, tired, thirsty for freedom.
And those who belong to the future we seek.
Some details…
https://yemeni-mp.com/en/archives/2859
My memoirs..
What was written here is still under review.. under correction, deletion, modification and addition.. and it was published to document the intellectual right only.
part One
Ahmed Seif Hashed
Dedication:
I dedicate what I wrote to the tired, tired, thirsty for freedom.
And those who belong to the future we seek.
Some details…
https://yemeni-mp.com/en/archives/2859
The eighth series – episodes 1 – 8 High School of the Proletariat.. Ahmed Seif Hashed
The eighth series – episodes 1 – 8
High School of the Proletariat
Ahmed Seif Hashed
(1)
A general idea and a comparative gesture
The “Proletariat” school was a school for the sons of the nomads. It was established during the era of President Salmeen, who was concerned with educating the sons of the nomads,…
https://yemeni-mp.com/en/archives/3136
The eighth series – episodes 1 – 8
High School of the Proletariat
Ahmed Seif Hashed
(1)
A general idea and a comparative gesture
The “Proletariat” school was a school for the sons of the nomads. It was established during the era of President Salmeen, who was concerned with educating the sons of the nomads,…
https://yemeni-mp.com/en/archives/3136
Shy and phobic (1) Alienation, shyness and turmoil.. Ahmed Seif Hashed
ninth series
Shy and terrified
Ahmed Seif Hashed
(1)
Alienation, shyness and turmoil
I was very shy, and very introverted.. I suffer from social phobia in a terrible and terrifying way.. That is how I knew myself at the beginning of my awareness of it.. It is true that in my first birth I did…
https://yemeni-mp.com/en/archives/3144
ninth series
Shy and terrified
Ahmed Seif Hashed
(1)
Alienation, shyness and turmoil
I was very shy, and very introverted.. I suffer from social phobia in a terrible and terrifying way.. That is how I knew myself at the beginning of my awareness of it.. It is true that in my first birth I did…
https://yemeni-mp.com/en/archives/3144
(6) تعلُّم وتغيير واكتساب صفات.. أحمد سيف حاشد
(6)
تعلُّم وتغيير واكتساب صفات
أحمد سيف حاشد
كانت الحركة النظامية في العام الأول مكثفة وأبذل فيها جهد ومشقة، ولاسيما في فترة الإستجداد، حيث تم تخصيص وقتا أطول لها في جدول الحصص، يزيد عما تم تخصيصه لأهم المساقات الدراسية مثل مساق التكتيك أو التدريب الناري..
خلال عامها الأول، لم أسترح لها، ولم تطب نفسي…
https://yemeni-mp.com/archives/3154
(6)
تعلُّم وتغيير واكتساب صفات
أحمد سيف حاشد
كانت الحركة النظامية في العام الأول مكثفة وأبذل فيها جهد ومشقة، ولاسيما في فترة الإستجداد، حيث تم تخصيص وقتا أطول لها في جدول الحصص، يزيد عما تم تخصيصه لأهم المساقات الدراسية مثل مساق التكتيك أو التدريب الناري..
خلال عامها الأول، لم أسترح لها، ولم تطب نفسي…
https://yemeni-mp.com/archives/3154
(2) Pee and prayer..a phobia similar to suicide.. Ahmed Seif Hashed
(2)
Pee and prayer..a phobia similar to suicide
Ahmed Seif Hashed
Rhabi would silence my voice, slay it, and lay dust on it.. rip it and scatter it until it vanishes like jelly.. choke it with an iron fist before it climbed into my mouth.. swallowing my tongue from its root embedded in my throat…
https://yemeni-mp.com/en/archives/3148
(2)
Pee and prayer..a phobia similar to suicide
Ahmed Seif Hashed
Rhabi would silence my voice, slay it, and lay dust on it.. rip it and scatter it until it vanishes like jelly.. choke it with an iron fist before it climbed into my mouth.. swallowing my tongue from its root embedded in my throat…
https://yemeni-mp.com/en/archives/3148