أحمد سيف حاشد
341 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
هكذا ربما فكرت يوما.. لم يكن لي خيار حتى في أن أختار عيوني أو وجهي أو شيئا مما يخصني في بدني.. أبسط الأشياء الخاصة بي لم تكن طوع يداي.. ولم يكن لي فيها مدخلا أو خيارا.. لم أقررها ولم يتشاور من خلقني كيف يمكن أن تكون.. إنها أمر كان بكامله خارج رغبتي وإرادتي..

وعندما كبرت قليلا كنت أسأل نفسي: هل سترضى بي من أحبها أن تتزوجني، رغم تلك البشاعة التي خلقها الله في عيوني، وحرمني من وسامة ما كان ينبغي أن يحرمني الله منها؟!

وفي مرحلة لاحقة ربما بديت في مخيالي أمام نفسي أشبه بالجاحظ في جحوظ عينيه.. الجحوظ الذي غلب على اسم صاحبه.. عرفه الناس باسم الجاحظ أكثر من عمرو بن بحر.. قيل أن لقب الجاحظ كان غير مرغوب لديه، بل ويكرهه إلا أنه في سنّ شيخوخته أعتاده وأُشتهر به..
يبد أن هذا الجحوظ هو الذي جعل صاحبه يبدو دميم الوجه، حتى روى إن إمرة طلبت منه أن يرافقها إلى الصائغ لينقش لها صورة شيطان على الخاتم يشبهه، لظنها إنه يشبه الشيطان.

وجدتُ نفسي لست وحدي من ناله القبح واحتج عليه، بل أن الشاعر الحطيئة هجاء وجهه بقوله:
"أَرَى لِي وَجْهًا قَبَّحَ اللَّهُ خَلْقَهُ * * * فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهُ"

عندما ترشحت لعضوية مجلس النواب ألصق فريق حملتي الانتخابية صور في إحدى مناطق دائرتي الانتخابية، وعند مروري فيها، لاحظت بعض الصور قد تم تشويهها بخرف عيونها، وترك باقيها كما هو من دون عيون.. فاستيقظ احتجاجي، ودفعني هذا إلى بذل نشاط مضاعف، وإصرار عنيد على انتزاع النجاح، ردا على ممارسة القبح الذي وجدته يُصبَ على عيوني المتعبة والمعذّبة..

أما اليوم وبسبب حساسية في عيوني باتت مزمنة، مضافا إليها كثرة السهر وقلة النوم، بات الاحمرار شديدا وملازما لها، ولكن من يحملون القبح في عيونهم وعقولهم ، ينسبون لي تهمة "اللبقة"، وقصدهم أنني سكرانا طوال الليل والنهار، وهو جزء من الكيد السياسي الذي يستخدمه هنا بعض الخصوم السياسيين في الجماعات الدينية للنيل والتشويه من صاحبه أمام العامة الذين يشنّعون على شارب الخمر أكثر من تشنيعهم على القتلة والنهابة والفاسدين والمحتالين..

تذكرتُ هنا ما قرأته من طرائف الجاحظ؛ حيث يُحكى عنه أنه توجه إلى اليمن، ودخل أسواقها وتجول في كثير من أحيائها، ولكنه وجد الناس ينفرون منه لبشاعة شكله، ولم يستضيفه أحد، وفي طريق عودته إلى البصرة، قابل أحد رفاقه، فسأله: كيف حال اليمن وأهلها؟
فأجاب:
منذ أن أتيت اليمنا لم أر وجها حسنا
قبــــح الله بــــلـدة أجمل من فيها أنا

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
يوم تغوطتُ ثعبانا
أحمد سيف حاشد
قرانا كانت تفتقر للكثير مما نحتاجه أو نلجأ إليه.. لا توجد مستوصفات صحية ولا مرافق طبية.. لا توجد مختبرات يمكنها كشف عللنا وتشخيص أمراضنا حتى اليسيرة منها.. لا يوجد شيء اسمه وعي صحي، ولا شيء لدينا اسمه إرشادات طبيب.. كان غالبا التوكل في الصحة على الله، وكثيرا ما كانت تتدهور الصحة ويهتد حيلنا من المرض.. كان الممكن قليل وغير متسع، أو هو في حكم ما قل وندر لمن لديه بعض من فسحة ومقدرة..

كانت العلاجات المتوفرة في "الدكاكين" لا تزيد أسماءها عن عدد أصابع اليد الواحدة؛ وهي "الأسبرو" و "الأسبرين" و "أبو فاس" و "المستليتم" و "شربة سنة" هذا كل ما نعرفه عن العلاج الذي يباع ومتعارفا عليه في تلك الأيام.. هذه كانت كل صيدليتنا التي نلوذ بها ونلجأ إليها كلما داهمنا الرشح أو الزكام أو الحمى أو وجع الرأس أو ألم المفاصل وصرير العظام..

أما الكي أو ما نسميه بـ"المياسم" فيستخدم لمعالجة بعض الأمراض التي لم تستجب للعلاج المعتاد، أو كانت مستعصية على ذلك الزمان والمكان.. إذا عجز المريض من الحصول على الطبيب والتطبيب المناسب؛ فالكي آخر العلاج، وربما ليس بآخره، وهناك من فضّله.. وربما تتعدد وتتنقل "المياسم" في الجسد الواحد بحثا عن الشفاء حتى وإن تركت تشوهات في الجسد ترافق أصحابها حتى آخر العمر.. وبالكي على المريض أن يشفى، أو يصبر ويبحث عن البديل، أو ينتظر موت العليل..

أما ما نسميه "الصفار" ويسمى اليرقان فكان يتم قطع أحد الأوعية الدموية تحت اللسان.. أما الجراح فكنّا نستخدم الأشجار لتلتئم من خلال مادة صمغية توجد في شجرة "الأبكي".. وهناك بعض النبات والأشجار الأخرى يمكن أن يتم اللجوء إليها لأمراض أخرى أعتاد عليها الناس كـ "القُطِّبة" مثلا لتفتيت أو وقف نمو حصوات الكلى أو مساعدتها على الخروج.

المصل أو التطعيم لم نعرفه غير مرة وصل إلينا عبر المدرسة، وكان ضد مرض الجدري.. لازلت أحمل "مشلاه" على ساعدي إلى اليوم.. كنا نشعر إننا نعيش في مكان قصي من هذا العالم العصي حتى على مخيلتنا في تلك الأيام..

الطبيب والذي كان أبي يسميه "الحكيم" لا يوجد إلا في منطقة بعيدة لم نلجأ إليه إلا إذا بلغ المرض مبلغه، وصارت الأعرض شديدة تكبنا إليه كبّا.. ولكن لا نلجأ إليه في الغالب إلا إذا كان الحال يسمح والمرض قد أصابنا بمكين.. كنّا نقاوم أمراضنا أو نتعايش في الغالب معها حتى تهدّنا أو تدفعنا الضرورة إن كان في الأمر متسع للذهاب إلى الطبيب الذي يبعد عنّا أميالا وفراسخا..

المرّتين اللاتي أسعفت فيهما إلى الطبيب في القرية؛ كانت الأولى إلى منطقة "ثباب" والثانية إلى عيادة في منطقة شعب جنوب اليمن.. كان هذا عندما داهمني انقطاع النفس فجأة في ساعة متأخرة من الليل في حالة تشبه "الربو" أو هي كذلك.. وفي الحالتين كان اسعافي قد تم على ظهر حمار..

كنّا في قرانا نتعايش مع أمراضنا أو هي تتعايش معنا، وحالما يهدّنا المرض يمكن أن نبحث عن حيلة أو طبيب، أو نقصد المدينة لمن له قدرة وسعة.. أغلب الناس كانوا لا يصلوا إلى طبيب أو مدينة.. كنا نتعايش مع "المخافات" كلها.. كان الفقر والمرض يتكالبان علينا، وينالان منّا كل منال..

***

ذهبنا إلى سوق الخميس أنا وابن عمي سالم.. عزمنا على الهروب، وهربنا بالفعل إلى منطقة "الرما" لنلجأ إلى بعض أقاربه هناك.. كان فعلنا أشبه بلجوء إنساني ننشده.. وفي طريق هروبنا في "العتبة" شاهدتُ الجبال تسير بسرعة.. حاولت دعك عينيى وإمعان النظر فيما أراه فوجدته يبدو مؤكدا، بل رأيتها تركض بسرعة مذهلة..

سألت رفيقي سالم، الهارب معي، هل يرى ما أراه؛ فأجابني أنه أيضا يشاهد ما أشاهده والجبال حولنا كلها تسير مسرعة.. تحدثنا واتفقنا أن ما نشاهده حقيقة لا خيال.. بدا لنا الأمر وكأن إلهاما سماويا وكشفا عظيما خصنا الله به.. ظننا إننا اكتشفنا قانون دوران الأرض وسير الجبال، والحقيقة هي إن كلانا كانا دائخين ونعيش لحظات دوار.. وصلنا إلى "الرما" استقبلونا بعض من أهله بفزع ومخاوف من ردود فعل أهلنا.. استضافونا ساعة زمن، ثم أعادونا إلى أهلنا بعجل..

عانيت في طفولتي من الدوخة والأعياء وفقدان الشهية.. عانيت من ضعف وإنهاك وإرهاق وسوء تغذية.. آلام في البطن تشتد بعض الأحيان، ومغص وبعض اضطرابات معوية تنتابني بين حين وآخر..

أحيانا أعاني من القيء والإسهال وانتفاخ البطن.. أحيانا أشعر بحاجتي للتبرز وقتا طويلا أو معاودة التبرز بعد وقت قصير، ثم لا أرى إلا شيء قليل من الخراج الذي ينز نزا فيه سيلان وقليل من البراز الذي يبدو متعفنا ومخاطيط ورائح كريهة ونافذة، وكنّا نسمي تلك الحالة بـ"أُزه"، ولطالما عانيت منها، كما كنت أعاني من حكة حول المستقيم وفتحة الشرج، ولطالما وجدت ديدان تسعى على الحافة.
كنت أبدو منهكا وأعاني من أمراضي وأحاول التعايش معها، وكان يرجع جلّها إلى عدم توفر الأكل الصحي وقبله الماء النظيف.. في مواسم النزاف ولاسيما الشديد منه كان الغالب على الماء الذي نجلبه من الآبار ونشربه متكدرا ورائحته كريهة، ولا بديل لنا ولا مناص من أن نشربه..

لقد كنّا نعيش صراع من أجل الحياة والبقاء، وكان بعض مما يبقينا على الحياة هو في الوقت نفسه جالبا للمرض أو مسببا له.. أقدار فرضت علينا مشيئتها دون سؤال، وعيش اضطراري مرغمين عليه، وغياب البديل.. "مكرها أخاك لا بطل".

فقر الدم كان ملازما لطفولتي، أو هذا ما عرفته لاحقا.. وأكثر منه كنّا مستوطنات لكائنات تعيش فينا رغما عنّا.. كنت أشعر أن بطني وأمعائي قد تحولت إلى مستوطنة للديدان كثيره ومتنوعة.. كنت أشاهد الديدان في برازي أكثر من نوع وفيصل، غير أن في إحدى المرات كانت المفاجأة كبيرة فاقت تصوّري وتحمّلي، بل وخيالي أيضا.

***

كان أبي يبتل بمدرج في الجبل، وعمتي أم عبده فريد في مكان غير بعيد، وكنت أنا أقضي حاجتي في مكان قريب منهما.. ذهبت لأتبرز وبدلا من البراز شاهدت شيء يخرج من أمعائي عبر فتحة الشرج.. كائن أبيض يشبه الثعبان.. سألت نفسي في لحظة اضطراب وإرباك: ثعبان يعيش في بطني.. ماذا يفعل وكيف يعيش؟! أنا الأن في لحظة معرّضا للدغه.. لقد عشت لحظات إرباك تفوق خيالي!! جالدتُ نفسي، وحاول حيائي أن يعينني على الصبر.. ولكن ما حدث كان أكبر مني ومن خيالي!

عشت لحظات من المحنة والحيرة والهلع الكبير.. استمريت بزحاري لأخرجه ولكن بدا لي الثعبان يطول، وصبري كان ينفذ، فيما ذلك الكائن العالق مستمرا بالتمدد.. وصل طرفه الأرض وهو لازال متدليا من فتحة الشرج يتمدد ويطول، ولا أدري طرفه الأخر إلى أين يمتد.. تخيلت أنه أكبر من أمعائي.. أعتراني مزيدا من الخوف والهلع والاضطراب..

حاولت أن أتحمل الأمر لعله يكتمل خروج هذا الكائن الغريب ومن دون أن يحدث ما بدا لي أشبه بالفضيحة.. إن صرخت وعرف الناس قصتي ربما تظل تلاحقني بقية عمري، غالبتُ نفسي وكابد حيائي الأمر للحظات فيما لازال هذا الكائن متدليا من فتحة الشرج دون أن ينتهي ودون أن أعرف منتهاه!!

نفذ صبري وفاق الأمر تحملي وخيالي وتجربة طفل لا زال منعدم المعرفة بحالة كتلك، بل لم أعرف أمرا من هذا قد أصاب غيري كبيرا كان أو صغيرا.. لم أمر من قبل بتجربة مماثلة وعلى هذا النحو من الجسامة التي بدت أكبر منّي.. كانت التجربة واللحظات المربكة فظيعة على طفل مثلي..

انطلقت بهلع يسبق الصوت.. أنطلقتُ وأنا أصرخ صرخا متطايرا في كل اتجاه "حنش.. حنش.. حنش..." والهلع يجتاحني من رأسي حتى أخمس قدماي.. صراخي يسبق ركضي بمدى الصوت..

هرعت عمتي بعجل نحوي، وحاولت تستكشف الأمر، وما لبثت أن عرفت قصتي، فسحبت ذلك الكائن إلى الخارج وهي تقول "قلاليط.. قلاليط" لم أكن أعلم بهذا الاسم.. أول مرة اسمع به وبدا لي من تصرفها وهي تهدي من روعي إنه معروف لديها ومخبور.. أستمرت تهدّي من فزعي وهلعي وتهدهد خجلي وحيائي الكبير الذي أستبد بي وكان يشتد مع لحظاتي التي تمر..

شاهدتُ الدودة من قامتي وهي كثعبان على الأرض، ربما يتنفس أو يبدي حركات خفيفة، هدأ روعي وفي المقابل أشتد خجلي من نفسي بما لا سابق له.. أحسست إن خجلي يبتلعني.. تمنيت لحظتها أن تبتلعني الأرض التي أقف عليها حتى لا يراني أحد، وعرفت أنه كان يلزمني قليل من الصبر لأتمكن من التخلص من ذلك الكائن الذي أصابني بالهلع، ثم أسأل عنه وعمّا حدث لي، وأعرف كل شيء بجواب سؤال..

ما حدث فاق سني وتجربتي، وكانت المرة الأولى التي وقعت فيها على ذلك النحو الذي أخزاني وأحسست إن الجبل رصد كل ما حدث لي ورأه بأم عيناه، فيما أبي عرف الأمر وكان يقهقه بصوت زادني خزي وحرج أشد.. إن هلعي وروعي الذي بلغ ذروته تحول إلى لحظات خزي تشبه الفضيحة..

لحسن حظي أن أقراني الأطفال لم يعلموا بقصتي وإلا لكانت فضيحتي على كل لسان، وربما دفعتني للانتحار أو للهروب بعيدا عن قريتي إلى مكان قصي أعيش فيه بعيدا عما عشته ورأيته.. ولكن عندما كبرتُ ووعيت وخبرتُ الحياة بدا لي الأمر عاديا جدا، بل وبأمكاني أحكيه وأكتبه وأسخر منه، وأكثر من هذا تيقنت أن حجم الوعي أو تناميه يمكنه أن يبدِّل نظرتنا لكثير من الأشياء والمفاهيم بما فيها "العيب" الذي لطالما عشناه..

كانت تلك الديدان المتنوعة صغيرها وكبيرها تقتات على غذائي وما في معدتي.. تقاسمني حقي في العيش والحياة، بل وشعرت إنها كانت تقتاتني.. عندما كبرت وقرأت عرفت أن ذلك الثعبان إنما هو دودة "الأسكارس" ويطلق عليها أيضا اسم "ثعبان البطن"، حيث يبلغ طوله تقريباً ٢٧ سم، وتتراوح ذروة الحياة بالنسبة له من عامين إلى ستة أعوام.. أما الساسة الديدان فيطول عمرهم ، وتكون بهم نهاية الوطن كارثية وفادحة..

يتبع..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(7)
ذبح الأرنب
عندما صرت طفلا قادرا على التمييز، وبوسعه إدراك أبجديات معنى الحياة والموت، أو بديهية الفرق بين البقاء والرحيل.. مررت بمشاهد لا تنساها الذاكرة مهما تقادمت عليها الأيام والسنون.. خمسون عاما خلت، وربما أكثر منها بقليل، ولازالت حية في الذاكرة، وعصية على الطي، ولا غالب لها بنسيان.. شاهدتهم يذبحوا ارنبا، لازال صوته الصارخ يفجر ذاكرتي بالوجع، كلما استجريته بمناسبة، أو ذكّرني إليه مشهد من اليوم..

أتذكر صراخه الفاجع قبل الذبح ببرهة، وكأن طفل قد تلبسه، وصار يصرخ بصوته المفجوع والمنفجر.. أتذكر وضع السكين على حنجرته المحشرجة باحتجاج على إعدامه دون ذنب غير رغبة من يشتهي أكله، فيما خفقات قلبه التي تشبه في خفقانها أمواج البحر المتلاطمة بحواف الجبل، وأنفاسه التي تشبه أنفاس المشاركون في سباق الضاحية، وجسده المهتاج بالحمى التي تعتريه وتداهمه..

وعند الشروع بذبحه، أتذكر اليد الثقيلة المطبقة على فمه، وهي تحاول تخنق صوته وعبرته، وتخمد أنفاسه، فيما كان بعض من صوته المصعوق يتطاير كالشرر، من بين أصابع اليد المطبقة على فمه.. وكأنه صوت احتجاج وجودي مقاوم لواقع مرعب وبشع في تفاصيله..

لطالما تذكرت هذا المشهد المؤلم كما هو، وكأنه وقع اليوم، وأنا أقارنه بمشاهد مؤلمة، مرت أو لازلت تمر إلى اليوم.. أتذكره وأنا أرى خنق أي صوت يريد أن يبوح بأوجاعه أو بأوجاع الناس، أو يريد الاحتجاج على الظلم الذي ينيخ بثقله على الكواهل، والقلب النازف، والمكروب من السلطة والمنكوب بالغلبة، والقلم الذي يريدون إعدامه، وربما بلغوا في المطالبة بإعدام صاحبه معه..

يريدون كتم أنفاس الناس، وإخراس أصواتهم المذبوحة حتى لا يسمعها أحد.. يستخدمون يد السلطة والغلبة الثقيلة لقهرهم وإخمادهم إلى الأبد.. يريدون إغلال أيدي الناس إلى أعناقهم، وكسر مقاومتهم، وإعدام صوت المستغيث، ولا مغيث غير الاجل..

إعدام معنوي يمارسونه بحق مواطنيهم لصالح طغيانهم.. يريدونهم منقادين لهم كالقطعان.. مستكينين ومستسلمين لهم كالعبيد.. لا يريدون من أحد أن يبدي احتجاجا أو اعتراضا أو موقفا أو رأيا تمارس فيه حتى الحد الأدنى من وجودك وإنسانيتك..

يريدونك أن تكون هم لا أنت.. فبذلت ما في الوسع لأن أكون حيث أريد.. أشعر أنني أمارس وجودي حينما أسعى وأبحث عن الحرية التي أتوق إليها، وأمارس إرادتي في وجه من يريد استلابها.. أجد بعضي في مقولة الفيلسوفٌ والشاعر الأمريكي رالف والدو إمرسون "أفضل إنجاز هو أن تكون الشخص الذي تريد في عالم يحاول جعلك الشخص الذي لا تريد".

هنا يريدون أن يقلعون لسانك من الجذور.. يريدون استلاب عقلك، وانتعال حريتك، واستباحة استقلاليتك، وإفساد ضميرك حتى آخره .. يريدون الإيغال في ممارسة القتل والفساد والاستبداد والطغيان دون أي اعتراض أو معترض..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
إذا أردتُ أن أتنحوي أقول:
"المرتب لا يقوتني"
والذي بدون مرتب ماذا يقول؟!
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
"يخلق من الشبه اربعين"..
عثمان ابو بكر وزير الإعلام الصومالي
يشبه إلى حد كبير الفنان الراحل محمد مرشد ناجي
كأنه توأمه وإن أختلفت الأعمار..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
بلاغ إلى النائب العام
بلاغ للأجهزة الأمنية
بلاغ لاتحاد البرلمان الدولي
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(8)
خصي كبش العيد واغتيال فحولة الرجال
أحمد سيف حاشد
لازلت أتذكر وهم يخصون كبش العيد.. شاهدتهم بكثرتهم وهم ينزلون عليه بكل قواهم وأثقالهم.. يأخذونه بقوائمه ورأسه ومؤخرته، ويمددونه على الارض، ويفتحون رجليه، فيما يحاول هو الركل والمقاومة بددا..

وضعوا حجرا أملسا صلدا قرب فخضا رجليه، ووضعوا خصيتيه على تلك الحجر، ثم شرعوا بضرب الخصيتين وأعقابها، بمطرقة من حديد، فيما كان هو يتألم ويقاوم دون جدوى أو خلاص تحت طائل كثرة وقوة نازلة عليه كالقدر، ولمّا أتموا ما يريدونه حتى النهاية، اطلقوا سراحه بعد أن قتلوا فحولته بمطرقة من حديد..

كنت غارقا في ذهول.. لا أعرف ماذا يفعلون!! لم يقولوا لي شيئا من قبل، أو عمّا ينتوون فعله، أو ما سيقدمون عليه.. كنت متحيرا لماذا يفعلوا ما يفعلون!! لماذا يضربوا خصيتيه بالمطرقة؟!! ماذا فعلت بهم الخصيتين؟! كنت الوحيد من الموجودين الذي أعيش جحيم اللحظة، وأشارك كبشي في الألم ..

كنت الوحيد الغارق في الذهول حيال ما يحدث!! والوحيد الذي يجوس في أعماقه السؤال!! فيما الآخرين لم يكترثون بي، ولم يكن بيدي سلطة أو قرار يمنعهم عن فعلهم بالغ القسوة والتعدّى..

فضولي الذي ظل حبيسا داخلي لم يستطع الاعتراض، ولكن أستطاع سؤال أمي بعد أن أنتهى كل شيء.. ماذا فعلتم ولماذا؟! فكانت إجابة أمي: من أجل أن يكبر بسرعة، ويطيب لحمه وشحمه في العيد.. الحقيقة لم تكن الإجابة تفِ برضاي!! فما علاقة خصيتيه بما زعمه الجواب.. والشيء بالشيء يذكر، فعندما كبرت تذكرت ما قالته أمي مع ما قرأته عن عذر خصي المطربين لتجميل أصواتهم.

*

عندما كبرت قرأت أيضا ما هو أكثر غرابة وذهول.. قرأت رأي فقهي يقول بضرورة خصي الفنان حتى لا يغوي النساء.. وقد روي أن الخليفة عبد الملك بن مروان بسبب أن جاريته صبت الماء بعيدا عن يديه لسماعها صوت احد المغنّيين وهو يترنم من بعيد، أمر بخصيه مخافةً على نساء المسلمين. وأن الخليفة سليمان بن عبد الملك حالما كان في نزهة أمر بخصى أحد المغنّين حينما سمع صوته الرخيم، وأعتقد أنه يشكل خطرا على عفاف النساء.

وأكثر من هذا ما رواه الأصفهاني أن ذبابة أدت إلى خصي المطربين في "المدينة" عندما أمر أحد خلفاء بني أمية والي "المدينة" بـ "إحصاء" المطربين، وأن الوالي رأى نقطة على الحاء تركتها ذبابة لتتحول الكلمة إلى «إخصاء» بدلاً من «إحصاء»، فأمر الوالي بإخصائهم جميعاً، وكان «الدّلال» - وهو من أشهر مطربي "المدينة" وأكثرهم ظرافة وجمالا وحسن بيان - ضمن قائمة المخصيّين..

وكان يجري أيضا خصي الإرقّاء الذين يعملون داخل قصور السلاطين ودور النساء للحيلولة دون ممارسة الجنس مع النساء فيها.. وكانوا أيضا يخصون أطفال وصبيان الأعداء الذي يجري استرقاقهم، رغبة في قطع نسلهم، وكبت الشعور الجنسي لديهم.

*


وفي عهد الأئمة في اليمن، لاسيما في عهد الإمام يحيى حمید الدین قرأت في "الرهينة" لزيد مطيع دماج إن السياسة المتبعة لديهم في إخضاع القبائل، وضمان ولاؤهم، وعدم الانقلاب عليهم هو نظام الرهائن المتبع، حيث يأخذ الإمام أبناء الشيوخ، ورؤساء القبائل رهائن لديه، ومن يحاول الهروب ويتم القبض عليه يكبلوه بالقيود الحديدية في قلعة القاهرة مدى الحياة.
وكان يتم اختيار صبيان من الرهائن ممن لا تتعدى أعمارهم سن الحلم لخدمة حرم الإمام وخاصته، وبعض نوابه وأمرائه، فإن بلغوا سن الحلم يتم إعادتهم إلى القلعة، أو يتم خصيهم إن تم إلحاقهم في خدمة القصور، وذلك لكي لا يمارسوا عملا جنسيا مشينا، وكان يطلق عليهم اسم الـ "دویدار" وهم من يقومون بعمل العبید المخصيين..

ويحكي زيد مطيع دماج في "الرهينة" أن من مارسوا أعمال "الدویدار" وعادوا إلى قلعة القاھرة مرة أخرى، كانوا يحكون أشياء غريبة وعجيبة.. ويقول: كنت ألاحظ أن معظم العائدين منهم إلى القلعة قد تغيرت ملامحهم , حيث غدوا مصفري الوجوه، ونعومة شاملة في أجسامهم مع شيء من الترھل والذبول في غیر أوانه." ولاحظ أيضا اهتمام حرس القلعة بهؤلاء ناعمي الملمس رقيقي الأصوات، بملابسهم النظيفة المرسلة حتى الأرض، و"الكوافي" المزركشة التي حاكتها نساء القصور، لتخفي شعرهم المجعد الممشط، الذي تفوح منه رائحة الدهون المعطرة التي يستنشقها بلذة أفراد الحرس ..

كانوا يصونون عفاف نسائهم بخصي أولئك الصبية بإكراه وإرغام.. يعالجون نقصهم بنقص أشد.. مثقلين بعقد وعاهات لا شفاء لها.. أما اليوم فقد صار أسوأ وأوجع من أمسه، حيث نشاهد الخصي قد صار أكثر انتشارا واتساعا وبشاعة، حيث تُخصى العقول والأصوات والأقلام والأفعال.. أنه خصي أشد وأوجع..

عرفتُ اليوم كيف تمارس السلطة خصي الرجال، وكيف تستلب مستقبل لطالما رُمناه.. عرفتُ كيف يتم تحويل الرجال من أندادا وأفذاذا إلى حملة مباخر، واتباع خاضعين ومستلبين الإرادة والفعل، لا حولا لهم ولا قوة..
عرفتُ كيف تمارس السلطة والمال نفوذهما على كثير من المثقفين، وحملة الشهادات العليا، والأكاديميين، وكيف يتم تحويل الرجال إلى أبواق بلا إرادة ولا موقف ولا ضمير.. عرفت خواء المثقف والإعلامي الذي يزيف الوعي، وينقاد وراء السياسي مثل رُمّة أو نعجة تجر للسلخ ولا تنطح.. عرفت الكثير من المخصيين، وعرفت أكثر دمامة السلطة التي تمارس الخصي والنذالة..

عرفت هشاشة المثقف الذي يبيع ضميره من أول عرض.. الهشاشة التي تنهار من أول ضربة مطرقة تنزل على الرأس أو على الخصيتين.. المثقف الذي بات تابعا يدور في مدار صنمه وطمطمه، فاقدا لضميره ووجوده.. عرفت أتباعا بلا عقل ولا مبدأ ولا قيم، ورجالا بلا رجولة ولا فحولة ولا وجود..

وفي المقابل عرفت أناسا أفذاذ بقامة النخيل، وصمود الجبال الرواسي.. أحرارا ميامين يأثرون التضحية على الاستسلام، والمقاومة على الخضوع، والشجاعة على الخوف.. ضميرهم القلق واليقظ دوما لا يبيع ولا يساوم، وإن عرضوا لأصحابه مال الأرض، ونجوم السماء، ووعدوهم أيضا بالدار الثانية، ولم يستطع جحيم الأرض أن يكرههم على الاستكانة والخضوع للطغاة وأرباب الحكم المُغتصب..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
لا أثير موضوع من شهر وهو حق لا أتنازل عنه، بل وعاده صباح اليوم يكتب لي "كعلة أمك"
يحدث هذا لأنه لم يجد الردع ولا التحقيق ولا حتى السؤال من أي جهة رغم أنني أبلغت برقمه إلى جهة معنية بالتتبع والتحقيق.. بل ما ننشره يعتبر بلاغ لكل الجهات المعنية وأولها الأمنية..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
عندما يتم التخلي عن وظائف الدولة، بل وأيضا عن الشعور بالمسؤولية، وفي صدارتها المسؤولية الأخلاقية حيال المجتمع تكون هذه هي النتيجة.

#نور_الصباحي_:
اتصلت بأخت وزميله لي لأطمئن عليها فانفجرت تبكي بحرقة تقول والله أنها تذهب إلى المدرسة بدون صبوح وتستعير جزمة جارتها يوميا.
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
إلى أين؟!

خالد علي:
إعلان هااااااام ....
انا المدرس خالد الشرماني اعلن عن بيع احدي كليتي .. حتي لا تتوقف حياة اولادي فمن يجد الرغبه في ذالك انا مستعد ... قده الضروره
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(9)
ذبح ودم وحروب!!
أحمد سيف حاشد
خروف العيد الذي رعيته واعتنيت به، وعشت معه يوما بيوم، وصار رفيقاً حميما، لماذا يذبحونه؟! كنت أشاهده يوم العيد متوترا ومتسمرا في مكانه، رافضا مغادرة حظيرته ومفارقة عائلته، التي بدت لي على درجة عالية من الترقّب والانتباه، وكأنها تشعر أنه سيقع حدثا ما لا تحبذ وقوعه، فيما أنا كنت مسحوقا بالألم ومخنوقا بالاحتجاج أكثر منه..

شاهدتهم وهم يكبوّنه ويرغمونه على السير كُرها وعنوة، وكأنه كان يدرك أنه ذاهب للذبح والسلخ.. كنت أشاهدهُ مملوء بالفزع والخوف.. عيوني ترصد الموقف، وهي تعتب وتحتج بصمت يكاد ينفجر، وعبرات في الحلق تعترض على واقع الحال، وأنا أمارس ضدها ما استطعت من القمع الكتوم..

عيناه هلعه ومرعوبة وهي ترى السكين.. تبوّل مرتين في فترة وجيزة وكأن مثانته أيضا تمارس الاحتجاج!! كان يدور في نفس المكان بقلق ورعب وحيرة، وكأنه يبحث عن قدر ينجيه، ولا نجاة من السكين في يوم عيد المسلمين!! مناسبات الذبح لديهم كثيرة بعضها لا مناص منها بل و واجبة، وبعضها من باب الجواز.. السكين هنا لا تخون ولا تنقلب، ولا آية في الأفق ولا معجزة.. الحقيقة بأتت تؤكد نفسها، لا مناص ولا هروب..

لا أدري أي إحساس داهم كبشنا، وكيف عرف إن السكين مُعدّة لذبحه، وإنه المستهدف منها، رغم أنه لم يسبق أن رأى يوما سكينا أو نصله سكين.. لازال السؤال عالق في ذهني كخشبة.. كيف عرف أنه ذاهب للذبح أو الموت؟!! حال من الرعب والهلع تماثل هلع ذلك الأرنب الذي ذُبح ذات يوم!! كم هو هذا العالم مثقل بالقسوة والألم؟!

كانوا يقدموا للخروف الماء ليشرب قبل الذبح، فيما هو يرفض، وكأنه يحتج على أقدار ونواميس هذا الكون.. كنت أتابع تفاصيل حركاته وأنفاسه.. كان مرعوبا يرتعش فزعا وخوفا وهلعا.. يعيش اللحظة كثيفة كما هي.. كنتُ عاجزا عن إنقاذه.. كان الأمر للكبار حصرا، ولم يكن لي فيه حيلة أو قرار..

يا إلهي.. لماذا هذه العالم يفترس بعضه بعضا، حتى وإن اختلفت صيغة هذا الافتراس؟!! هل بالضرورة أن يكون القتل والدم والذبح قانون وجوديا لابد منه ولا خيار أرحم أو أقل ألما منه؟!! لماذا هذه الحياة كاسرة ومسفوكة الدم وتٌزهق فيها النفوس..؟!

كل حيوان له نفس مثلنا، ولكن تبدو الحياة قاسية وعبثة ومُهدرة.. ربما الجميع ضحايا لقوانين أكبر منّا.. حيوانات الغابة تفترس بعضها البعض، بدافع الغريزة والجوع، أو الضرورة الملجئه؟! ولكن نحن البشر يمكن أن نقتل بعضنا بدوافع غير ضرورية.. نقتل بعضنا حمقا أو طمعا أو بدافع الانتقام.. وفوق قتل بعضنا، نقتل المخلوقات دوننا، لنأكل لحومها..

كطفل بدا لي الأمر موجوع بالسؤال، وببراءة غير ملوثة، رأيت العالم مؤلم جدا، وكل فوضى في هذا العالم المفترس تحتاج إلى بحث أو إعادة نظر.. الحياة ستكون أفضل بدون قتل ودون دم وإزهاق للنفوس.. لندع المهمة إلى عزرائيل يتولاها، ولكن دون ألم ودم.. وفي كل حال الرحيل حزين، يعاني منه الأحياء أكثر من الراحلين، ولحظات الفراق ربما هي الأشد ألما وحزنا وتعاسة..

ربما وأنا طفل أردت أن أقول كل هذا وغيره على لسان محامي عنّا وعن المخلوقات دوننا.. ولكن لا محامي للنفوس المظلومة، وكبش العيد بات أضحية في تاريخنا كله، قدر لابد منه، من يوم فُدى اسماعيل ابن نبي الله إبراهيم.. وعندما كبرت عرفت أشياء كثيرة، ووجدت ما هو أكبر وأكثر..

كنت أتمزق من الألم والحزن وكبشنا يُذبح، بل شعرتُ أني أنا من يُذبح أكثر منه.. ثم ألوذ بالهرب وهم يذبحونه، وأنا مسكونا بالرفض والامتعاض المُر، من أن يكون العالم بشع بذلك القدر..

كنت طفلا، وما كنت أظن أن عمري سيمتد إلى الستين، وأشاهد ما هو أكثر من بشع ومرعب.. حروب وإرهاب وناس يجزون رؤوس ناس تقربا إلى الله، وطلبا لغفرانه ورضوانه.. ناس يرتكبون كل حماقات الدنيا وفظائعها من أجل دخول الجنة ومضاجعة حور العين.. حروب وقتل وظلم فادح لا تحتمله الجبال الضاربة رواسيها في العميق .. سفه ما بعده سفه.. مجرمون يستهوون القتل، ويمعنون فيه حد الغرق في الدم، دون أن يشعرون بذنب أو تأنيب ضمير..

ما كنت أدرك أن أرباب المال في العالم، وتجار الحروب والحرائق يصنعون كل تلك البشاعات التي فاقت كل مرعب ومهول.. ما كنت أظن إن جوع الجنس أكبر من كل جوع.. ماكنت أدري إن هناك اكتظاظا على أبواب الجنة من أجل الحور العين، والجنس الذي يمتد ويعمّر إلى الأبد، دون انتقاص أو ضعف انتصاب.. ما كنت أظن أن مستقبلنا سيُخطف ويُغتصب، وأن أحلامنا ستصلب بهذا القدر من الجُرأة والبشاعة والدموية المُغرقة..

لم أكن أعرف أن أوطاننا سَتَعلَق وتغرق بكل هذه الدماء، وأن حضارة وعمران أكثر من خمسة آلاف سنة سيطوله كل هذا الدمار والخراب، وأن الموت سيعبث فينا بهذا القدر من الجنون، ويُعاث في الأرض بكل هذا الفساد القادم من البشر لا من الشياطين..
ما كنت أظن أننا سنشهد حروب مثل هذه الحروب القذرة التي تشهدها اليمن اليوم، وإنني سأعيش وأرى كل هذا الموت والدمار والخراب يقتات منه حفنة من المجرمين.. أرباب العالم وتجار الحروب وصناع مآسي هذا العالم المثقل بهم..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
#طلال_البحري:
- وعد آبي احمد انصاره بدفن العدو... وثمة من يعتقد ان الحرب قد تنتهي بدفن وحدة اثيوبيا...
- تحورات المنظومة السياسية في اليمن تشبه تحورات كورونا... تفاجئك دائما بما هو أسوأ واخطر...
- اليمن... ذهب القضاء وبقي القدر...
- يفر اليمنيين من بلادهم كما يفر الاسرى من معتقل الموعودين بالاعدام...