أحمد سيف حاشد
342 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
(6)
بين رهابي وجنوني..!!
ورغم هذه المشاهد العاصفة التي أعيشها وتكتظ داخلي، إلا أنني كما أظن كنت حريصا على مصداقية ما أقول، وأن ما أقوله من وجع هو نابع من أعماق روحي التي تشتعل بضمير حي لا يهدأ ولا يستكين في مواجهة الظلم أي كان، وتحت أي مسمى أو لباس أو عنوان.. أعبّر عن أوجاع الناس وأوجاعي بتلقائية بعيدا عن الحسابات السياسية التي لا تقول الحقيقة في أغلب الأحيان، أو تلك التي تعمد إلى استلاب الوعي، ومصادر الإرادة، والنيل من الحرية، والعمل على تدجين ما أمكن ضمن القطيع..

عندما أفترى عليّ نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن آنذاك في قاعة البرلمان برواية ملفقة وكاذبة؛ أقسمت في المجلس بشرفي أن هذا الوزير كاذب بعد أن أنتهى من سرد روايته الملفقة.. فطالب بعض النواب في الجلسة سحب كلامي، وتقديم الاعتذار لمعاليه، فيما هدد البعض وطالب البعض بسحب حصانتي لأنني أسأت لمعالي الوزير، والحقيقة أنني كنت صادقا جدا، وكان كاذبا جدا، بل ومتعمدا الكذب والافتراء والزور.. رفضت الاعتذار وكنت الجدار القصير لزملائي الوثابين في الانحياز للحكومة ومعالي الوزير..

كنت اغالب المشاعر والأحاسيس المحبطة وأسحق رهابي المكوم داخلي بمزيد من التحدّي والإرادة على الاستمرار بالمضي فيما أنا عليه من دفاع وانحياز لحقوق الشعب ولحقوقي النيابية المنتهكة، وبإدراك عميق أن هناك متسعا لأن أحوّل ما أعانيه من إعاقة نفسية اسمها "الرهاب" إلى قوة أكبر منها.. والأهم من المهم أن لا أذعن ولا أستسلم لهذه الإعاقة التي أشعر بها وهي تتغلغل إلى أعماق روحي التي تكره الظلم وتقاوم الظالمين أي كانوا وتحت أي شعار أو مقدّس..

كنت أضيق بمن يتصنعون الكلام أمام الشاشات لمغالطة مواطنيهم، والكذب عليهم، وتزييف وعيهم، وهم خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة يثقلون الشعب بكل ما هو ثقيل.. ينحرون حقوق المواطن، ويصنعون الظلم الكبير، أو يتواطؤون معه، أو يتآمرون مع الأشرار في صناعته وإخراجه على نحو فيه كثير من الخداع وتسويق الوهم وخيانة الضمير..

كان يستفزني أن يحدث هذا، ويستفزني أكثر من يحترفون ألحان الحجج لتبرير الظلم أو الكيد به كحق يراد به باطل، أو الذين يتواطؤون مع الظالمين بصمت الخيانة والعار.. من تتلاشى خطبهم الفجاج وتنتهي مواقفهم إلى عدم وسراب وأحمال كاذبة.. من يستلمون الرشوات بعد تمرير كل قانون أو اتفاقية مملوءة بالثقوب وأبواب الفساد المريع..

كنت ولازلت أضيق بمن يفتقدون للمصداقية والضمير أو يقفون على الضد من مصالح الفقراء المكدودين والمُعدمين وقضاياهم العادلة.. كنت ولازالت أتحدث بتلقائية لا تتقن ما يسمونه "فن الخطابة والكلام" وما يأتي في جله على حساب الوطن والعدالة، وأحلام الحالمين بمستقبل وطن كبير أكثر حُلما وفضلا..

وعندما وجدت البرلمان لا يتسع لما أحمله من قضايا ومظالم وهموم، بل وبعد قناعة أن ليس بمقدور هذا المجلس حتى رفع اليسير منها، وقد ضاق عن التعبير عما أريد التعبير عنه، وتيقنت أن كل مخاض فيه لا ينتهي إلى ولادة أو حتى إلى موقف واحد بإمكانه أن يقلب الطاولة أو يغير الحال أو ينتج تحول متواضع، اتجهت بحماس نحو الكتابة والنشر والعمل الاحتجاجي والميداني..

كتبت ونشرت عبر الصحف تقارير موازية لتقارير لجنة الحريات وحقوق الإنسان في المجلس.. كشفت كثير من الانتهاكات التي وجدتها من خلال نشاطي الإعلامي والحقوقي الذي أعتمد فيها على النفس الدؤوبة والباحثة عن العدالة، أو من خلال منظمة التغيير التي تشرفت برئاستها..

كشفت أيضا من خلال صحيفة "المستقلة" التي أملكها ما يتنامى إلى مسامعي مما هو غير معلن، وعمّا يجري خلف كوليس المجلس، وما يجري من حبكات وهمس ومواقف في الغرف المغلقة، وما يتم تمريره من جور عبر المجلس بحق الناس والوطن، بل وكشفت فيها عن موقف كل نائب وتصويته من قرارات المجلس في الشؤون العامة والهامة..

احتجيت واعتصمت وتمردت ونجحت في تجاوز كثير من خجلي ورهابي، اكتظت حياتي بالمحاولات دون يأس أو سقوط.. ازدحمت بالمواجهات والضجيج والتمرد والصخب.. وبقي الأهم هو أنني لا أستسلم ولا أستكين ولا أذعن لظلم..

كثير هي المواقف الاحتجاجية التي قمت بها في البرلمان وسحقت فيها كثير من خجلي ورهابي.. بدأت من الاعتصام إلى الإضراب عن الطعام لأكثر من مرة ومناسبة إلى الوقوف على الطاولة، إلى الجلوس وإدارة ظهري لوجه الرئاسة، إلى لف السلاسل والأقفال على عنقي وصدري وحتى خلس قميصي والمكوث دون قميص، بل وصل الحال حد محاولة اغلاق البرلمان مع الجرحى، والشروع في التعرّي أكثر من مرة في قاعة هذا المجلس المتعرّي جداً..

***

يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
Forwarded from احمد سيف حاشد
(5)
بين رهابي وإحساسي الكثيف بالظلم..!!
في أحدى لقاءاتي مع الناخبين أثناء الحملة الانتخابية حالما ترشحت لعضوية مجلس النواب في العام 2003 كنت أتحدث إليهم فتوقفتُ فجأة عن الكلام لأكثر من خمس ثوان، وساد صمت ثقيل.. شعرت بالعجم بعد أن طارت الفكرة، وهربت مني المفردة، وامتنعت الذاكرة في اللحظة من اسعافي بالكلام.. شعرت بعور أصابني.. أحسست بإعاقة نفسية تستوطنني.. خلل كبير في جهازي العصبي لا يُدارى ولا يُوارى.. عطب في اللسان والذاكرة.. شعور بالنقص يداهمني، وإحساس سؤال فيه غضب وغصة: كيف لخالق لم يتم خلقه وهو الكمال كله..؟! فأجاب المجيب "لله في خلقه شؤون".

كنت أحدث نفسي: كيف يمكن أن أتحدث في قاعة مهابة، أمام ثلاثمائة نائب وأربع كاميرات تحيطني من كل جانب وتنقل تفاصيلي من أربع زوايا، ربما لملايين البشر..؟!! كيف لي أن اقتحم كل هذا وأنا الخجول الذي قمعت حبي طويلا بسبب خجلي الكبير، وفشلت في البوح أو الكلام ثلاث سنين مع الفتاة التي أحببتها بصمت مهول، وكتمان شديد، دون أن تدري أو تعلم هي أنني في حبها أشتعل وأحتضر..!!

وفي مستهل عهدي في البرلمان وبسبب خجلي ورهابي كنت أسأل نفسي: هل سأكون مثل "نيوتن" البرلماني الصامت الذي قيل عنه أنه لم يقل شيئا خلال سنوات دورته النيابية غير مطالبته في إحدى المرّات بإغلاق النافذة التي يتسرب منها الهواء البارد!! أم سأكون مثل ذلك الفلكي الذي دعاه الملك لحضور الاحتفال في قصره، فحبس بوله حرجا وخجلا من أن يسأل عن المرحاض.. فولج درب الخلود ليس بسبب اكتشافاته الفلكية، وإنما بسبب هذه القصة المضحكة حد الموت..

كنت أجد نفسي في بعض الأحيان أتحدث فأفقد تراتبية الحديث وتسلسل الأفكار.. تضيع مني الأولوية بين الأهم والمهم وما دونهما.. انتقل في الحديث من فقرة في اتجاه معين قبل أن أكملها، إلى فقرة أخرى، و ربما إلى فكرة ثانية دون أن أستكمل الأولى.. أفقد كثير من التركيز، وأبدوا مشوشا ومضطربا، وربما يرتعش بعض أجزاء جسمي، ويتهدج صوتي، وتتصاعد أنفاسي حد صعود الروح..

كنتُ أتعرض لانتهاكات عديدة وربما شبه متواصلة، ولا أحسن تقديمها كما يجب في قاعة مجلس النواب.. كان الظلم الذي يطالني أو أجده على كاهلي أثقل وأكبر منّي.. أستشعر مليا أن ليس لي حظا في الخطابة وغير مفوه في الحديث والكلام وإيصال ما أعانيه على النحو الذي أروم.. كنت أشعر أن الصدق فيما أقول عميق، ولكنه يحتاج إلى من يوصله كما يجب.. كان النواب نبيل باشا وصخر الوجيه وعيدروس النقيب يحسنون التعبير فيما يصيبني أكثر منّي..

عشتُ صدمات متعاقبة، وتكشف لي أن الواقع أكثر سوء مما كنت أظن، وأن مجلس النواب ليس على ذلك النحو الذي كان في مخيلتي قبل أن أصل إليه، وأن جل الأعضاء منقادين على نحو لم أكن أتصوره، وأن الظلم قد بلغ مني مبلغه بعد مقتل أخ زوجتي عادل صالح يحيى الذي كان يعمل معي سائقا ومرافقا، وأن ما أعيشه ويعيشه الناس من ظلم ومظالم يستحق قدرا من الجُرأة والجنون..

تولّد لديّ إحساس كثيف بالظلم ما دفعني إلى الاحتجاج الصاخب وغير المبالي بإعاقتي.. تأجج وثار داخلي احتجاجي في مواجهة الرهبة الكبيرة والخجل المجحفل والمخاوف غير المبررة.. وجدت نفسي في هذه المواجهة عنيدا في مواجهة هذا الظلم، ومستعدا لفعل كل ممكن لمواجهته وابلاغ الناس به..

عشت هذا الاحتدام والمواجهة بين اكتظاظ مشاعر الظلم الكثيف من جهة، وطغيان رهابي وخجلي من جهة أخرى وعلى نحو أبدو فيها باضطراب يشبه الإعصار أو هوج العاصفة.. توتر ملفت وربما شديدا في بعض الأحيان.. أفقد زمام السيطرة على أعصابي على نحو ملحوظ، وربما سافر وصارخ في بعض الأحايين.. تكتظ الأفكار في رأسي.. تتضارب وتعتصف.. تدمدم وتحتدم كنوبة من جنون يتكرر ويرفض الإذعان والاستكانة للظلم بأي وجه كان..

لقد تخليت كثيرا عن خجلي وإن كان أحيانا يقوى ويشتد في مواجهتي، ولكنه أقل من أن يؤثر في حياتي كما كان.. أما رهابي فأنحسر إلى هذا الحد أو ذاك، وإن عاودني وأشتد بعد انقطاع، أحاول أن أتجاوزه في المناسبة نفسها أو في مناسبة أخرى أكثر أهمية، حتى وإن بقي له في النفس أثر..

كما أن مواجهاتي ضد الفساد والظلم وانحيازي لحقوق ومصالح البسطاء من الناس تجعل مواقفي أكثر أهمية من عداها.. وما أعجز وأفشل عن قوله أنجح كثيرا في كتابته، وعلى نحو يصل إلى الناس كما يجب، أو هذا ما أظن وأعتقد..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
Forwarded from احمد سيف حاشد
(6)
بين رهابي وجنوني..!!
ورغم هذه المشاهد العاصفة التي أعيشها وتكتظ داخلي، إلا أنني كما أظن كنت حريصا على مصداقية ما أقول، وأن ما أقوله من وجع هو نابع من أعماق روحي التي تشتعل بضمير حي لا يهدأ ولا يستكين في مواجهة الظلم أي كان، وتحت أي مسمى أو لباس أو عنوان.. أعبّر عن أوجاع الناس وأوجاعي بتلقائية بعيدا عن الحسابات السياسية التي لا تقول الحقيقة في أغلب الأحيان، أو تلك التي تعمد إلى استلاب الوعي، ومصادر الإرادة، والنيل من الحرية، والعمل على تدجين ما أمكن ضمن القطيع..

عندما أفترى عليّ نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن آنذاك في قاعة البرلمان برواية ملفقة وكاذبة؛ أقسمت في المجلس بشرفي أن هذا الوزير كاذب بعد أن أنتهى من سرد روايته الملفقة.. فطالب بعض النواب في الجلسة سحب كلامي، وتقديم الاعتذار لمعاليه، فيما هدد البعض وطالب البعض بسحب حصانتي لأنني أسأت لمعالي الوزير، والحقيقة أنني كنت صادقا جدا، وكان كاذبا جدا، بل ومتعمدا الكذب والافتراء والزور.. رفضت الاعتذار وكنت الجدار القصير لزملائي الوثابين في الانحياز للحكومة ومعالي الوزير..

كنت اغالب المشاعر والأحاسيس المحبطة وأسحق رهابي المكوم داخلي بمزيد من التحدّي والإرادة على الاستمرار بالمضي فيما أنا عليه من دفاع وانحياز لحقوق الشعب ولحقوقي النيابية المنتهكة، وبإدراك عميق أن هناك متسعا لأن أحوّل ما أعانيه من إعاقة نفسية اسمها "الرهاب" إلى قوة أكبر منها.. والأهم من المهم أن لا أذعن ولا أستسلم لهذه الإعاقة التي أشعر بها وهي تتغلغل إلى أعماق روحي التي تكره الظلم وتقاوم الظالمين أي كانوا وتحت أي شعار أو مقدّس..

كنت أضيق بمن يتصنعون الكلام أمام الشاشات لمغالطة مواطنيهم، والكذب عليهم، وتزييف وعيهم، وهم خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة يثقلون الشعب بكل ما هو ثقيل.. ينحرون حقوق المواطن، ويصنعون الظلم الكبير، أو يتواطؤون معه، أو يتآمرون مع الأشرار في صناعته وإخراجه على نحو فيه كثير من الخداع وتسويق الوهم وخيانة الضمير..

كان يستفزني أن يحدث هذا، ويستفزني أكثر من يحترفون ألحان الحجج لتبرير الظلم أو الكيد به كحق يراد به باطل، أو الذين يتواطؤون مع الظالمين بصمت الخيانة والعار.. من تتلاشى خطبهم الفجاج وتنتهي مواقفهم إلى عدم وسراب وأحمال كاذبة.. من يستلمون الرشوات بعد تمرير كل قانون أو اتفاقية مملوءة بالثقوب وأبواب الفساد المريع..

كنت ولازلت أضيق بمن يفتقدون للمصداقية والضمير أو يقفون على الضد من مصالح الفقراء المكدودين والمُعدمين وقضاياهم العادلة.. كنت ولازالت أتحدث بتلقائية لا تتقن ما يسمونه "فن الخطابة والكلام" وما يأتي في جله على حساب الوطن والعدالة، وأحلام الحالمين بمستقبل وطن كبير أكثر حُلما وفضلا..

وعندما وجدت البرلمان لا يتسع لما أحمله من قضايا ومظالم وهموم، بل وبعد قناعة أن ليس بمقدور هذا المجلس حتى رفع اليسير منها، وقد ضاق عن التعبير عما أريد التعبير عنه، وتيقنت أن كل مخاض فيه لا ينتهي إلى ولادة أو حتى إلى موقف واحد بإمكانه أن يقلب الطاولة أو يغير الحال أو ينتج تحول متواضع، اتجهت بحماس نحو الكتابة والنشر والعمل الاحتجاجي والميداني..

كتبت ونشرت عبر الصحف تقارير موازية لتقارير لجنة الحريات وحقوق الإنسان في المجلس.. كشفت كثير من الانتهاكات التي وجدتها من خلال نشاطي الإعلامي والحقوقي الذي أعتمد فيها على النفس الدؤوبة والباحثة عن العدالة، أو من خلال منظمة التغيير التي تشرفت برئاستها..

كشفت أيضا من خلال صحيفة "المستقلة" التي أملكها ما يتنامى إلى مسامعي مما هو غير معلن، وعمّا يجري خلف كوليس المجلس، وما يجري من حبكات وهمس ومواقف في الغرف المغلقة، وما يتم تمريره من جور عبر المجلس بحق الناس والوطن، بل وكشفت فيها عن موقف كل نائب وتصويته من قرارات المجلس في الشؤون العامة والهامة..

احتجيت واعتصمت وتمردت ونجحت في تجاوز كثير من خجلي ورهابي، اكتظت حياتي بالمحاولات دون يأس أو سقوط.. ازدحمت بالمواجهات والضجيج والتمرد والصخب.. وبقي الأهم هو أنني لا أستسلم ولا أستكين ولا أذعن لظلم..

كثير هي المواقف الاحتجاجية التي قمت بها في البرلمان وسحقت فيها كثير من خجلي ورهابي.. بدأت من الاعتصام إلى الإضراب عن الطعام لأكثر من مرة ومناسبة إلى الوقوف على الطاولة، إلى الجلوس وإدارة ظهري لوجه الرئاسة، إلى لف السلاسل والأقفال على عنقي وصدري وحتى خلس قميصي والمكوث دون قميص، بل وصل الحال حد محاولة اغلاق البرلمان مع الجرحى، والشروع في التعرّي أكثر من مرة في قاعة هذا المجلس المتعرّي جداً..

***
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=669758040645792&id=100028348056925
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
Forwarded from احمد سيف حاشد
أحمد سيف حاشد:
(7)
أسباب خجلي ورهابي
أشعر أن مرد هذا الخجل والرهاب يعود ابتدأ الى تنشئة أسرية خاطئة.. طفولتي أقل ما يمكنني أن أقول عنها إنها كانت تعيسة للغاية.. مثقلة بالقمع والقسوة، ومعتلة بالمعاناة والحرمان.. وقد تحدثت عنها وألمحت إليها في أكثر من موضع ومكان..

لقد كانت طفولة منهكة وحساسة ومثقلة بالألم .. يضاف إليها مشاكل أسرية جمة رافقت حياتي الأولى المتعبة، و قلق مساور في أغلب الأحيان.. كنتُ مطالبا بطاعة عمياء، وأي رفض لها، يتبعه دون مهل، العقاب القاسي والعجول، ومن دون سؤال..

عندما تُضرب أمام أقرانك، ومن هو في سنك، وتشعر إن العيون تأكل حشاشة قلبك يكون الوقع في النفس بالغا جدا لا يعرفه إلا من عاش التجربة لا من راءها.. عندما تُضرب أمام العامة يكون الإيلام أشد بل حتى التعاطف والشفقة تحس أنها تجرحك.. عندما تشعر بالإهانة يكون الإحساس قاتل.. عندما تريد أن تبلعك الأرض وأن لا يرى الناس المشهد الذي أنت فيه تتمنى فيه الموت المضاعف.. عندما يتم قمع سؤالك تعيش معركة السؤال ربما حتى آخر أيام حياتك..

كانت تثقل كاهلي سلطة أبوية صارمة وقاسية من عناوينها “اضرب ابنك واحسن أدبه، ما يموت إلا من وفاء سببه”.. “اضربه.. يقع رجال” .. "اضربوهم على .... " ثم يزيد الحمل على كاهلك الصغير و الغض، بسلطة أخرى، هي سلطة الأستاذ أو المعلم.. ويتواصل قمع السؤال من الأسرة إلى المدرسة..

يضربك الأستاذ لأقل وأتفه خطأ، بعصى أو خيزران، في صباح صقيع، على بطن وظهر كفك، وأحيانا يدعي أقرانك ليكبلوك، ويخمدوا قواك، بأيديهم وأرجلهم، ليفلك قاع قدميك، حتى يكاد الدم يتطاير من وجهك، وعروق عنقك، وقاع قدميك.. يضربك بقسوة تشبه الانتقام، بحضور ولائمي، و مشهد جماعي، دون أن يتفهم أسبابك، أو حتى يستمع لعذرك..

وقبل أن تتحرر من سلطة الأب وسلطة المعلم، تداهمك سلطة قامعة ثالثة، تقتل أهلك، وتفتش دارك، وأنت لا زلت طفلا، أو دون البلوغ .. ثم تراقبك وتلاحقك وتتربص فيك، و تقمعك بقية حياتك، من أجل احتوائك، أو تدجينك وجلبك إلى عالم الطاعة والخضوع..

طالني قمع كبير لوقت طويل، لإرغامي على الولاء والطاعة، ولأكون منقادا وتابعا ومطواعا “حسن السيرة و السلوك” .. بلا رأي ولا موقف ولا إرادة ولا حياة .. فيما كنت في المقابل، استميت في الاعتراض والرفض المقاوم المعلن أو غير المعلن، وتأكيد ذاتي واستقلالي الجموح.. صراع خضته باكرا و لم ينته إلى اليوم..

***
.............................................
بعض من تفاصيل حياتي
الصورة لي وابن أخي د. منصور علي سيف
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=670809887207274&id=100028348056925
أحمد سيف حاشد:
(7)
أسباب خجلي ورهابي
أشعر أن مرد هذا الخجل والرهاب يعود ابتدأ الى تنشئة أسرية خاطئة.. طفولتي أقل ما يمكنني أن أقول عنها إنها كانت تعيسة للغاية.. مثقلة بالقمع والقسوة، ومعتلة بالمعاناة والحرمان.. وقد تحدثت عنها وألمحت إليها في أكثر من موضع ومكان..

لقد كانت طفولة منهكة وحساسة ومثقلة بالألم .. يضاف إليها مشاكل أسرية جمة رافقت حياتي الأولى المتعبة، و قلق مساور في أغلب الأحيان.. كنتُ مطالبا بطاعة عمياء، وأي رفض لها، يتبعه دون مهل، العقاب القاسي والعجول، ومن دون سؤال..

عندما تُضرب أمام أقرانك، ومن هو في سنك، وتشعر إن العيون تأكل حشاشة قلبك يكون الوقع في النفس بالغا جدا لا يعرفه إلا من عاش التجربة لا من راءها.. عندما تُضرب أمام العامة يكون الإيلام أشد بل حتى التعاطف والشفقة تحس أنها تجرحك.. عندما تشعر بالإهانة يكون الإحساس قاتل.. عندما تريد أن تبلعك الأرض وأن لا يرى الناس المشهد الذي أنت فيه تتمنى فيه الموت المضاعف.. عندما يتم قمع سؤالك تعيش معركة السؤال ربما حتى آخر أيام حياتك..

كانت تثقل كاهلي سلطة أبوية صارمة وقاسية من عناوينها “اضرب ابنك واحسن أدبه، ما يموت إلا من وفاء سببه”.. “اضربه.. يقع رجال” .. "اضربوهم على .... " ثم يزيد الحمل على كاهلك الصغير و الغض، بسلطة أخرى، هي سلطة الأستاذ أو المعلم.. ويتواصل قمع السؤال من الأسرة إلى المدرسة..

يضربك الأستاذ لأقل وأتفه خطأ، بعصى أو خيزران، في صباح صقيع، على بطن وظهر كفك، وأحيانا يدعي أقرانك ليكبلوك، ويخمدوا قواك، بأيديهم وأرجلهم، ليفلك قاع قدميك، حتى يكاد الدم يتطاير من وجهك، وعروق عنقك، وقاع قدميك.. يضربك بقسوة تشبه الانتقام، بحضور ولائمي، و مشهد جماعي، دون أن يتفهم أسبابك، أو حتى يستمع لعذرك..

وقبل أن تتحرر من سلطة الأب وسلطة المعلم، تداهمك سلطة قامعة ثالثة، تقتل أهلك، وتفتش دارك، وأنت لا زلت طفلا، أو دون البلوغ .. ثم تراقبك وتلاحقك وتتربص فيك، و تقمعك بقية حياتك، من أجل احتوائك، أو تدجينك وجلبك إلى عالم الطاعة والخضوع..

طالني قمع كبير لوقت طويل، لإرغامي على الولاء والطاعة، ولأكون منقادا وتابعا ومطواعا “حسن السيرة و السلوك” .. بلا رأي ولا موقف ولا إرادة ولا حياة .. فيما كنت في المقابل، استميت في الاعتراض والرفض المقاوم المعلن أو غير المعلن، وتأكيد ذاتي واستقلالي الجموح.. صراع خضته باكرا و لم ينته إلى اليوم..

***
.............................................
بعض من تفاصيل حياتي
الصورة لي وابن أخي د. منصور علي سيف
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=670809887207274&id=100028348056925
إلى رئيس قانونية أنصار الله
أتمنى قراءة الموضوع أدناه..
وشهد شاهد من أهله..

رفيقي قطران ما أن حضر عند القاضي أفتى القاضي وأتهمه أنه وهابي.
نفس التهمة التي تم اتهامي بها من قاموا بضربي يوم 25 مايو 2017
بتنا نحتاج فقط إلى قليل من الحياء..

القضية التي رفعناها ضد السلطات لدى النيابة العامة في الأدراج الميتة منذ عام 2017 حيث تم نقل وكيل النيابة أثر توجيه استدعاء للمشرف وقبل أن تمضي 24 ساعة من اصداره هذا الاستدعاء.
هذا التدخل والتغيير كان سياسي جرئي بقناع قضائي..
وضع سيء عشناه ولازلنا نعيشه إلى اليوم..
ويبقى سؤال أهم : كيف تريدون نزاهة من قضاة بدون رواتب هي في حقيقتها قد باتت أشبه بالصدقة؟!
لماذا تصرفوا للبعض كالجزائية مثلا وتحرموا الأغلبية إن لم يكن الصرف غير سياسي؟!!
نريد قضاء مرجعا للجميع.
................................................

الرشوة والهدية والتدخلات الحزبية والمذهبية اهم اسباب فساد بعض العاملين في السلطة القضائية والجهاز الإداري للدولة
القاضي عبد الكريم عبدالله الشرعي

نقولها بصريح العبارة ان تراكم القضايا وترحيلها من عام الى عام لدى النيابات العامة والمحاكم الشرعية وامتلاء الاصلاحيات والمعتقلات السياسية والسجون العامة بالموقفين على ذمة التحقيق لأشهر وسنوات وعدم الفصل في هذه القضايا، قد اصبحت ظاهرة سيئة تستدعي اهتمام قيادة السلطة القضائية بسرعة دراسة هذه الظاهرة الاجتماعية التي لم تعد خافية على الشعب اليمني وقيادته الحكيمة.

وتعتبر التدخلات الحزيية والتأثيرات المذهبية في شؤون واختصاص السلطة القضائية
والتحكم في أصدار القرارات المصيرية المتعلقة بأختيار وترشيح وتعيين اكثر القضاة واعوانهم بطريقة المحاصصة والمجاملة والوساطة والمحسوبة على حساب تهميش وإقصاء وحرمان بعض القضاه تطبيقاً لرغبات وأهوا ومصالح بعض النافذين لهي اكبر معضلة حقيقية، واهم اسباب أنحراف سلوك بعض العاملين في السلطة القضائيةوالجهاز الإداري للدولة بشكل عام.

وتعتبر الرشوة وقبول الهدية ظاهرة متفشية لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن كمرض وسلوك اجتماعي وعادة قبيحة لايمكن القضاء عليها بين عشية وضحاها بعصا سحرية. واقولها بكل وضوح وشفافية بأن اي مرتشي من القضاة سواء كان في النيابات العامة او المحاكم الشرعية او من قبل اعوانهم الإداريين واقلام التوثيق بمجرد استلامهم للرشوة فانهم بذلك يبيعون امانة الولاية القضائية وأمانة واجب الخدمة الوطنية للوظيفة العامة.

ونعم بالرشوة يتعرضون اصحاب الحقوق للظلم واعانة اهل الباطل على باطلهم والاستمرار في ممارسة ظلمهم ضد الأخرين .

وبالرشوة يتعمدون الأساءة الى عدالة الدين الاسلامي الحنيف، وتشوية العقيدة والشريعة المحمدية على صاحبها افضل الصلاة والسلام.
وبالرشوة يتم استهداف سمعة أفضل رجال السلطة القضائية..
كيف لا..؟!!
وبمجرد استلام المرتشيين للرشوة
تنتهك الأعراض .
وتتعطل الحدود .
وتضيع الحقوق .
وتسفك الدماء .
وتزهق الارواح .
وتمتلي السجون والمعتقلات بالأبرياء بدون ذنب ارتكبوه او جرم اقترفوه.

وعملاً بذلك حبيت المساهمة بهذا المقال في كشف اهم الاسباب واهم الحلول في معالجة اصلاح المؤسسات الأمنية والمالية والأدارية والقضائية للدولة بشكل عام.

وذلك بأهمية استخدام كامرات التصوير والرقابة الالكترونية، ووضعها داخل غرف تحقيقات جمع الاستدلالات وغرف تحقيقات النيابات العامة وداخل قاعاة جلسات المحاكمة الشرعية، وذلك لضبط عملية الدوام الرسمي لجميع الموظفين وتهذيب سلوكهم وتحسين تعاملهم مع المواطنين وسرعة انجاز القضايا التي تعرض عليهم والحد من ظاهرة الرشوة.

واقترح من وجهة نظري كقاضي ومتابع ومتضرر من تلك الممارسات الخارجة عن النظام والقانون بأن تفعل الرقابة الامنية والادارية والقضائية بحيث يتم توثيق الجريمة وعلى كل من تثبت عليه تهمة استلام الرشوة او قبول الهدية او النزول ضيفاً لدى احد الخصوم او يستضيفه لديه، أو يقبل الوساطة من صاحب نفوذ او ذي سلطة أمره. او يقوم بقبول التحكيم في القضايا التي تقع داخل وضمن اختصاص محكمته وولايته القضائية والنظر فيها خارج المحكمة وداخل منزل سكنه الشخصي او داخل غرف الفنادق او في الحدائق العامة فيجب توقيفه وعزله عن العمل ومحاكمته بجريمة الأخلال واستغلال واجب الوظيفة العامة، يكون من كان.

اكتفي بذلك والله من وراء القصد وهو احكم الحاكمين.
من تفاصيل حياتي .. قبل وجودي ..
أحمد سيف حاشد بصوت سناء حاشد
(2)
قبل وجودي.. حيرةٌ وأسئلةُ!
لا أدري كيف كان مجيئي إلى هذا العالمِ الصاخبِ بالجلبةِ والضوضاءِ! المزدحمِ والمحتدمِ بالصراعِ والغضبِ والجنونِ.. المليءِ بالقتلِ والمظالمِ والبشاعاتِ.. عالمٍ يُنحرُ فيه حقَّ الحياةِ باسم الحياةِ، وتُصلب فيه العدالةُ باسمِ العدالةِ، وتغيب عنه المساواةُ في تكافؤ الفرصِ حدَّ العدمِ أغلب الأحيان!!

جبابرةٌ وطغاةٌ حكموا العالمَ ولا زالوا، بصيغةٍ أو بأخرى يحكمونه إلى اليومِ .. بنوا مجدهم الذي يتغنون به، على حساب دماءِ الشعوبِ المنهوبةِ، واستباحة كرامةِ الإنسانِ، وجوعهِ ووجعهِ وتبديد أحلامهِ ورجائه..

فقراءٌ وبسطاءٌ ومحرومون.. مخدوعون ومبتلون بلعنات الأقدارِ وسوءِ الطالع وعاثرِ الحظِ.
الحياةُ بالبر والبحر والجو كاسرةٌ ومتوحشةٌ، وممتلئةٌ بالظلمِ والألمِ والجنونِ..

عالمٌ تمَّ حكمُه ولا زال محكوما في الغالب بشريعة الغابِ، وشروط البقاء فيه، لازال للأقوى والأدهى والأمكر، وكثيرون ممن يسفكون الدمَ باسم الله، أو من أجلِ السلطة، أو من أجل أنانيةٍ مفرطةٍ ومستبدةٍ، وجشعٍ يزداد ويستمرُ ولا يتوقف.

*
كيف جئنا؟! هل وُجِدنا صدفةً أم ضرورة، أم هناك جوابٌ آخر، أم أنَّ الجوابَ سرٌّ عصيٌّ في عالم الغيبِ؟!

سؤالٌ يمكن أنْ يُكلِّفك حياتك وتُزهق روحك باسم الله والذود عنه.. هناك اسئلةٌ كثيرةٌ منطقيةٌ ومعرفيةٌ الإعلان عنها، أو البحث عن إجابة لها، ربما تزُج بك في صدام محتدم مع واقعك الثقيل والقاسي، أو تدفعك إلى المعتقلِ، أو تُودي بك إلى حتفك الأكيد، أو تُصيُّرك قربانا، وجسر عبورٍ لجاهل، يبحث عن الجنةِ والغفرانِ بإزهاق روحك؟!

يرى البعضُ أنَّ الحياةَ هي شقاءٌ وتعاسةٌ وعذابٌ للنفس.. وأنَّ الفوزَ بها إنَّما هو فوزٌ بالألمِ والنَّدم والوهمِ، وما يتصوره البعضُ خسرانا، يراه البعضُ الآخر تحرراً مسبقاً من آلام الحياةِ وأوجاعها ومشقَّاتِها التي لا تنتهي إلاّ بالموتِ.

فمثلما هي الحياة عند "راسل" هي المنافسة، وعند "نيتشه" هي القوة، وعند "بيكاسو" هي الفن، وعند "غاندي" هي الحُب، وعند "اينشتاين" هي المعرفة، وعند "ستيفن هوپكنز" هي الامل.. فإنها عند "دوستويفسكي" هي الجحيم، وعند "سقراط" الابتلاء، وعند "شوبنهاور" هي المعاناة..

*

في سباق الـ 300 مليون حيوان منوي، واحد فقط من يلقِّح البويضةَ، ويتخلَّق في رحم الأمِ، وما عدا ذلك يفنا ويموت. فإيُّهما المحظوظُ، هل من ظفر بالحياة أم من أدركه الموتُ والفناءُ؟!
الفيلسوف "إميل سيوران" يرى إن المحظوظين هم أولئك الذين لم يوصلوا إلى البويضةِ، أما التعساءِ فهم من وصلوا لها..

ويرى البعض أنَّ ارتقاءك بوعيك، وتراكم معرفتك، يزيد من جحيمك، ومعاناتك في الحياة.. فكافكا يقول: أول علامات بداية الفهمِ أنْ ترغب في الموتِ، وأنَّ الإفراطَ في الوعي وإدراك الأشياءِ اشدُ خطورة من المخدراتِ.. ويرى سيوران أنَّ الوعي لعنةٌ مزمنةٌ، وكارِثةٌ مهُولةٌ، ويؤكد دوستويفسكي إنَّ الإفراطَ في امتلاك الوعي علَّةٌ مرضيةٌ حقيقيةٌ وتامةٌ..

*

نجاحُ الواحد في سباق الـ 300 مليون، هو الواحد الذي كان سبباً لوجود كل واحد منّا؟! وجودٌ لو حاكيناه ربما أختاره البعضُ على أمل، وربما رأى البعضُ في المجهولِ شك، ولا أمل في عالم مملؤ بالوهمِ والأكاذيبِ..

ربما رفض البعضُ هذا الوجود لو أُتيحت له الحرية و الإرادة في الاختيارِ.. الاختيارُ الذي يقوم بحسب فلسفة ورأي هؤلاء على إدراك عميق ومعرفةٍ مستفيضةٍ..

الأديبُ والكاتبُ الروسي الشهير "فيودور دوستويفسكي " يقول: لو كانت ولادتي مرهونة بإرادتي لرفضتُ الوجودَ في ظلِّ ظروفٍ ساخرةٍ إلى هذا الحد." وفي موضع آخر يقول: "أوليس من الجنونِ أن نأتي بأطفالٍ في ظل هذه الظروف الحقيرةِ."

الفيلسوف "اميل سيوران" يقول: "مِن أجل نشوة لا تتعدى تسع ثوانٍ ، يُولد إنسانٌ يشقى سبعين عاماً".. «اقترفتُ كل الجرائم باستثناء أن أكون أباً».

والشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري أوصى أن يكتبوا على قبره:
"هذا ما جناه عليَّ أبي ... وما جنيت على أحدِ"

فيما تبدو الحياةُ في نظر فرانس كافكا حرب: "حرب مع نفسك.. وحرب مع ظروفك.. وحرب مع الحمقى الذين خلقوا هذه الظروف".

فيما يرى أنطون تشيخوف أنَّه مع الموت ستكون أنت الرابحُ الأكبرُ، فلا حاجةَ للَّهث وراء الطعامِ ولا الشرابِ ولا حاجة لدفع الضرائب ولا حاجة ابداً للجدالِ مع الآخرين..
أمَّا الكاتبُ والأديبُ الأمريكي الساخر مارك توين فيقول: "يُولد الناسُ ليؤلِم بعضهم بعضا، ثم يموتون"

وسخر بعضهم من عبثيةِ الحياةِ كمثل الذي قال: خُلقتْ القطط لتأكل الفئران، وخُلقتْ الفئرانُ لتأكلها القطط.

وتساءل آخرون: إذا كنّا نعرف أنّ من يولد الآن، سيموت فيما بعد .. فلماذا تتركنا الطبيعةُ نواصل ارتكاب هذه الخطيئة؟!!..
*
كم هي الصدف التي أنتجتها أو حركَتها الضروراتُ في عملية طويلةٍ ومعقَدةٍ، وربما محيَرة حداً يفوق الخيال؟!

سلسلةُ طويلةُ من الصدف وال
ضروراتِ لا تكُف ولا تتوقفُ، لا ندري بدايتها الأولى، ولا ندري إلى أين تسيرُ، ولا ندري أين ستنتهي إن وجد للأمرِ نهاية!

المكانُ لا يكُفُّ عن السير، والزمنُ يتسرمد للأبد، ومآلاتُ الكون غامضةٌ ومجهولةٌ.
ولكن لماذا من علِق منّا في رحمِ الأم، وتخلَّق تسعة أشهر، يخرج إلى واجهةِ الكونِ صارخا بالبكاءِ؟! هل هذا البكاء أو الصراخ إعلانُ وجود، أم هو رفضٌ واحتجاجٌ على هكذا وجود؟! هل هو فزعٌ من العالم أم خوفٌ من المجهولِ؟!

لماذا لا نخرج إلى واجهةِ الكون فرحين أو مقهقهين، أو حتى مبتسمين؟! لماذا المولودُ من بني البشر لا يستهلُّ حياته إلاّ بصرخةِ بكاءٍ حادةٍ؟! هل صرخةُ البكاء هذه هي تعبيرٌ عن رفضٍ لقدرٍ لم يخترْه هذا المولود، أو لم يكن لإرادته فيه شأنٌ أو خيارٌ؟!

يحاولُ أنْ يجيبَ الشاعرُ والكاتبُ المسرحي الإنجليزي وليام شكسبير بقوله ساخرا: "في لحظة الولادة نبكي؛ لأننا قادمون إلى مسرحٍ مكتظٍ بالحمقى".

بين صرخةِ الولادةِ وشهقةِ الموت عمرٌ مُثقلٌ بالمعاناةِ، وعَالَمٌ من المتاعبِ والأحزانِ، والأشياء، والتفاصيلِ.

عندما تتعثر خطاك على الدوامِ، ويلحقُ السوءُ بحظك كلعنةٍ لا تفارقك، وتخيب أمنياتُ حياتك، وتبطش بك الأقدارُ يميناً وشمالاً، وتصيرُ فريسةً للحرمانِ والمتاعب.. هل تكفرُ بنعمةِ مَنْ كانَ سبباً ومعجزةً في وجودك، أم تلعن تلك الصُدفة التي جلبت لك كلَّ ما هو تعيسٌ وخائبٌ؟!

*

أبي وأمي .. جدي وجدتي .. لولا هؤلاءِ لما أتيتُ إلى هذا الوجود، وكنتُ في حكم العدمِ.. وينطبقُ هذه على التراتُبياتِ كلّها.. إلى كلِّ الأجيال.. إلى الجذر الأول.. إلى الإنسان البدائي الأول على أي نحو كان.

ماذا لو أجهضتني أمي في بطنها، حالما كنت لا أعي، ولا أفقهُ شيئاً ولا أبالي بألم؟!
ماذا لو انتحرتُ يوماً، أسحقُ فيه أنانيَّتي، وغريزةً تتشبث بحياةٍ من جحيمٍ، أبقتني مثقلا بمعاناةٍ مؤلمةٍ، وآلامِ عمرٍ مُجهد، امتدَّ طويلاً حتى شارف على بلوغِ كهولته؟!!

وماذا نقول عمّا أسمَوه قتل الرحمةِ إشفاقا بصاحبه، وخلاصا من مرضٍ أدركهُ اليأسُ، وألمٌ يلسعُ كالنارِ، لا يُوقفه إلاّ عتقُ النفسِ وتحريرُها من محبسِها الجسدي الضيّق، والأشدِّ من محبسِ الحديدِ..؟!!

*
اصداء من الوتس:
(١)
استاذ احمد .. انت لا تنقل إلينا قصة حياتك فقط انت تنقل قصة مجتمع باكمله يمر بنفس المراحل التي مريت بها ،،
والجميل ان تنقل هذه الأحداث والسلوكيات المجتمعيه المغلوطة والتي ينتج منها أمراض مجتمعيه مستدامه في اجيال عده نتجة عن طريق وأسلوب التربيه التي ذكرتها .. تعلمنا كيف نطيع ونكون مجرد اتباع بدئا بالاسره والمدرسة والطيش والسلطه تلك الأساليب سلبت منا الثقه بالنفس وعدم القدره على اتخاذ القرار الا بتردد والرجوع الى من هو اكبر منك ..

استاذ احمد كم اتمنا ان تدون هذه سيرة الحياة بملف مكتمل ليستفيد منها كل مواطن وكل اب وبدون ان تدمجها في السياسه والمماحكات للنيل او النقد .. دع السياسه جانبا واكتب من اجل وطن ومجتمع
تحيات واحترامي 🌹👍

......................................

(٢)
بكلماتك واسلوبك ومعاناتك جعلتنا نتخيل ونعيش حياتك

لحظه بلحظه ونتالم ونشعر بالمك كأنه واقع فينا

ولكن هاهي المعناة والتربيه القويه القاسيه والظروف الصعبه أثمرت

وانتجت ثمارها

وهي أنك الان فعلا رجلا لا يستهان به

رجلا مثقفا رجلا له إحترامه رجلا يعرف

اين يضع قدمه.

لك كل الحب والاحترام

.....................................

(٣)
يا الله والوصف المبدع والتفصيل المستشعر للخلجات. ان هذا الأداء خليق بأن يوضع بين دفتي كتاب قيم فلا تتأخروا عن ذلك يا قاضي.

.....................................

(٤)
محمود العبسي:
لله درك ايها المناضل والاديب والسياسي والقاضي....
ما أجمل كلماتك الصادقة والصريحة
ما أجمل شاهمتك ونبلك ووفاءك ومواقفك العظيمة البطولية و نزاهتك وشجاعتك ونقاء قلبك الطيب الكبير

ما أجمل نصرتك للحق ونصرتك للمستضعفين و المظلومين
انتم من اعادتم لنا الأمل الوحيد في ابشع سنوات حرب عجاف عصفت بنا وبكل احلامنا وطموحاتنا ومعيشتنا
انتم من اخبرنا أن الخير والحق والعدل ما زال قائم وما زال موجود ...
في ظل اصعب و ابشع الاوقات والظروف التي مرت به يمننا الجريح في تاريخها عبر كل العصور

مع قمة ما اصابنا من الذل والضعف والهوان واليأس والاحباط والقنوط والتذمر والموت
انتم من اعدتم لنا بصيص الامل المعدوم واحييتم بها نفوس قد ماتت من القهر والظلم والجور
وانتم من انعشتم نبض قلوب قد توقفت وتحطمت وتكسرت .
تقديري للقاضي الشجاع أحمد سيف حاشد والشيخ سلطان السامعي ؟

فكرة التسجيل الصوتي والالقاء فوق الرائع تصل به معاني الجمال والبلاغة للكلمات العظيمة إلى العقل والقلب وكل الجوارح بأثير جذاب..

لا يمل معه المستمع بل ويزداد تشويقا لسماع ما يلحق به
ليت هذا العمل الجميل يستمر في كل الكتابات القادمة .
حفظكم الله ورعاكم وحماكم من كل مكروه ..

كل الاحترام و التقدير والحب والود لكم سيدي القاضي والإنسان

🌹🌹🌹
في مشوار الألف ميل
(١)
البداية
بدأت استهوي مهنة الصحافة في عدن، وفي صنعاء تمنيت أن تكون لدي صحيفة.. كان يومها التمني مثل حلم يحاصره المحال.. لا طريق ولا سبيل للوصول.. مُمكنا مُغلقا بمستحيل من يقين لا يمنحك الفرصة ولا يعرف المهادنة.. لا مفتاح ولا شفرة ولا خارطة.. رحلة لا ماء فيها ولا زاد ولا راحلة.. فرصة البدء منعدمة تماما أو غير متوفرة، بل هي استحالة أولى مؤكدة.. حلم مجنون ومعدوم الفرص، ونسبة النجاح فيه صفر كبير بحجم كوكب المشتري..

على الأرجح في نهاية التسعينات على ما أتذكر أنني بُحت لبعض الأصدقاء المقربين بوجع حالم يمضغ يأسه، بـ آه وحسرة وتمنّي المستحيل.. صعدت من أعماقي كبيرة ومعتقة بالحنين المعمّد بالسنين.. الأمل الذي أستمر طويلا يحتسي حزنه.. أمل لا برق ولا رعد فيه ولا مطر.. "آه" خرجت من فمي دفعة واحدة ككرة النار ومذنب من الوجع تجرهُ خلفها.. كأنها تحررت من محبسها الدفين داخلي: “ياااااه .. لو معي صحيفة، لقلبت الدنيا رأسا على عقب”.

كانت الهوة بين طموحي والواقع أشبه بشاسع خرافي، بل بدت الفكرة أشبه بالتفكير بما يتعارض مع قوانين الطبيعة وتتصادم مع قوانين الفيزياء أو هذا ما خلته في ذهني.. العفريت مات بقمقمه قبل الخروج، وأنا لست بساحر ولا كاهن ولا أملك معجزات.. ولكنني وجدت عزائي في مقولة الروائي نجيب محفوظ على لسان أحد شخوصه في ملحمته “الحرافيش”: “لا تجزع فقد ينفتح الباب ذات يوم، تحيةً لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة”.

تحويل المستحيل إلى ممكن يحتاج إلى مكان أضع فيه إحدى قدماي لأبدأ منه الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل.. العدالة هنا تأسف وتنتحب.. اللحظة غير مؤاتيه، وتكافؤ الفرص تبدو هنا مجرد نكتة سمجة.. أيام عمرك تُسترخص هنا ويتم هدرها بددا.. يكسب فرصتك من ينزل عليها بمضلة أو طائرة، أمّا نحن فنصعد من تحت الأرض بمعاناة "الخطيئة" التي لا تنتهي وحصاد الأرض البور.. نبحث عنها حتى نشيب أو نكهل، فيما هم ينزلون عليها من السماء كالنسور..

أشعر أنني اليوم أعيش ظروفا مستحيلة تشبه إلى حد كبير تلك الظروف التي عشتها تلك الأيام.. “ما أشبه اليوم بالبارحة”.. لا يوجد مكانا أو موضع قدم لأن أبدأ منه الخطوة الأولى.. كل الأبواب أمامي موصده بالنار والحديد، والظروف القاهرة تحاصرني وتشتسرس في وجهي ومواجهتي.. إنها ظروف ليست محطبة فحسب، بل وكاسرة على نحو مرعب ومخيف..

ولكن هناك مقولة شائعه تقول: “الفرص لا تحدث وحدها، بل عليك صنعها” وأخرى تقول: “إذا كان مصعد النجاح معطلاً، استخدم السلم درجة درجة” ويقول “أنتوني روبنز” مدرب التنمية البشرية، والمؤلف لعدة كتب في مجال تطوير الذات: “البعض منّا لديه مدارج يقلع منها الى النجاح. لكن ان كنت ممن لا يملكون هذه المدارج عليك أن تشيدها بنفسك”.

ربما أنا من الذين لا يمنحهم القدر فرصتهم الكاملة حتى في أحسن الأحوال.. أنا من الذين لا يجدون المدارج جاهزة ليصعدوا بها.. لطالما تعودت السباحة ضد التيار مهما كان قويا وجارفا، ولطالما شيدت مدارجي بنفسي في اغلب الأحوال، وكثيرا ما استخدمت السلم في صعودي درجة درجة..

عندما تأسست لجنة تحضيرية لتأسيس جمعية خيرية كنت أحد أعضاء هذه اللجنة.. انبثقت منها جمعية ونشرة شهرية.. لم أكن في البداية حتى عضو في هيئة تحريرها.. شاركتُ في الكتابة فيها.. حاولت أن اهتم بما أكتب.. لم أكن أملك مال، ولكن فقط كان لدي قلم متواضع لا يكذب ولا ينحط ولا يشرب من المستنقعات، أحاول به أن أحفر في الجبل الصلد والصخر الأصم..

كنت أبحث عن فراغ لأضع قدمي على الطريق الذي أبحث عنها.. موضع قدم لأبدأ منه خطوة الحالم نحو الألف ميل.. يقول الدكتور في علم التنمية البشرية إبراهيم الفقي: “انتهز الفرص العادية واجعلها عظيمة”. ويقول آين راند: تسلق سلم النجاح خطوة خطوة ودرجة درجة على درجات الفرص.

قدمت نفسي كما أنا وعلى نحو صادق أو هكذا أعتقد.. حالم ونقي ومحب ومتسامح ومنفتح على الجميع.. باحثا عن فرصة متمثلا مقولة “دنيس ديدرو”: لا تنتظر الفرصة أن تأتيك، اصنعها أنت بجرأتك و اصرارك..

.........................................................................................................

يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
سلطة الأمر الواقع عندما تتخلى عن وظائف الدولة وعن وظائفها الاجتماعية حيال المجتمع بل وتتحول إلى مستبد يدعم ويكرس الظلم والإكثار من المظالم..

عبدالجبار البحري:
#مدارس_الأمجاد_الدولية: ترفع 40% على رسوم التسجيل لهذا العام، ومثلها فعلت بقية المدارس الأهلية...علما ان العام الدراسي 2020-2021 فقط 5 أشهر؛ ومع ذلك رفعوا الرسوم دون ان يحاسبهم أحد... هذه الفوضى لأننا في ظل وزارة لا تربية ولا تعليم أكبر هم القائمين عليها حصد الجبايات من المدارس الأهلية...!
من يضبط ايقاع المشهد التافه بكل مفرداته وأدواته ياقوم؟
#جبهة_مدري
#وزارة_التربية_والتعليم
#مكتب_التربية_الأمانه
#لعناتي_الخالدة
عندما يتم اعتبار الاحتلال البريطاني للجنوب شراكة
واعتبار ثورة 26 سبتمبر مجرد إنقلاب
وما تفعله السعودية والإمارات في اليمن تحرير
واعتبار 21 سبتمبر ثورة شعب..
اعلم إننا نعيش أتفه وأحط مرحلة في تاريخ اليمن
Forwarded from احمد سيف حاشد
في مشوار الألف ميل
(١)
البداية
أحمد سيف حاشد
بدأت استهوي مهنة الصحافة في عدن، وفي صنعاء تمنيت أن تكون لدي صحيفة.. كان يومها التمني مثل حلم يحاصره المحال.. لا طريق ولا سبيل للوصول.. مُمكنا مُغلقا بمستحيل من يقين لا يمنحك الفرصة ولا يعرف المهادنة.. لا مفتاح ولا شفرة ولا خارطة.. رحلة لا ماء فيها ولا زاد ولا راحلة.. فرصة البدء منعدمة تماما أو غير متوفرة، بل هي استحالة أولى مؤكدة.. حلم مجنون ومعدوم الفرص، ونسبة النجاح فيه صفر كبير بحجم كوكب المشتري..

على الأرجح في نهاية التسعينات على ما أتذكر أنني بُحت لبعض الأصدقاء المقربين بوجع حالم يمضغ يأسه، بـ آه وحسرة وتمنّي المستحيل.. صعدت من أعماقي كبيرة ومعتقة بالحنين المعمّد بالسنين.. الأمل الذي أستمر طويلا يحتسي حزنه.. أمل لا برق ولا رعد فيه ولا مطر.. "آه" خرجت من فمي دفعة واحدة ككرة النار ومذنب من الوجع تجرهُ خلفها.. كأنها تحررت من محبسها الدفين داخلي: “ياااااه .. لو معي صحيفة، لقلبت الدنيا رأسا على عقب”.

كانت الهوة بين طموحي والواقع أشبه بشاسع خرافي، بل بدت الفكرة أشبه بالتفكير بما يتعارض مع قوانين الطبيعة وتتصادم مع قوانين الفيزياء أو هذا ما خلته في ذهني.. العفريت مات بقمقمه قبل الخروج، وأنا لست بساحر ولا كاهن ولا أملك معجزات.. ولكنني وجدت عزائي في مقولة الروائي نجيب محفوظ على لسان أحد شخوصه في ملحمته “الحرافيش”: “لا تجزع فقد ينفتح الباب ذات يوم، تحيةً لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة”.

تحويل المستحيل إلى ممكن يحتاج إلى مكان أضع فيه إحدى قدماي لأبدأ منه الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل.. العدالة هنا تأسف وتنتحب.. اللحظة غير مؤاتيه، وتكافؤ الفرص تبدو هنا مجرد نكتة سمجة.. أيام عمرك تُسترخص هنا ويتم هدرها بددا.. يكسب فرصتك من ينزل عليها بمضلة أو طائرة، أمّا نحن فنصعد من تحت الأرض بمعاناة "الخطيئة" التي لا تنتهي وحصاد الأرض البور.. نبحث عنها حتى نشيب أو نكهل، فيما هم ينزلون عليها من السماء كالنسور..

أشعر أنني اليوم أعيش ظروفا مستحيلة تشبه إلى حد كبير تلك الظروف التي عشتها تلك الأيام.. “ما أشبه اليوم بالبارحة”.. لا يوجد مكانا أو موضع قدم لأن أبدأ منه الخطوة الأولى.. كل الأبواب أمامي موصده بالنار والحديد، والظروف القاهرة تحاصرني وتشتسرس في وجهي ومواجهتي.. إنها ظروف ليست محطبة فحسب، بل وكاسرة على نحو مرعب ومخيف..

ولكن هناك مقولة شائعه تقول: “الفرص لا تحدث وحدها، بل عليك صنعها” وأخرى تقول: “إذا كان مصعد النجاح معطلاً، استخدم السلم درجة درجة” ويقول “أنتوني روبنز” مدرب التنمية البشرية، والمؤلف لعدة كتب في مجال تطوير الذات: “البعض منّا لديه مدارج يقلع منها الى النجاح. لكن ان كنت ممن لا يملكون هذه المدارج عليك أن تشيدها بنفسك”.

ربما أنا من الذين لا يمنحهم القدر فرصتهم الكاملة حتى في أحسن الأحوال.. أنا من الذين لا يجدون المدارج جاهزة ليصعدوا بها.. لطالما تعودت السباحة ضد التيار مهما كان قويا وجارفا، ولطالما شيدت مدارجي بنفسي في اغلب الأحوال، وكثيرا ما استخدمت السلم في صعودي درجة درجة..

عندما تأسست لجنة تحضيرية لتأسيس جمعية خيرية كنت أحد أعضاء هذه اللجنة.. انبثقت منها جمعية ونشرة شهرية.. لم أكن في البداية حتى عضو في هيئة تحريرها.. شاركتُ في الكتابة فيها.. حاولت أن اهتم بما أكتب.. لم أكن أملك مال، ولكن فقط كان لدي قلم متواضع لا يكذب ولا ينحط ولا يشرب من المستنقعات، أحاول به أن أحفر في الجبل الصلد والصخر الأصم..

كنت أبحث عن فراغ لأضع قدمي على الطريق الذي أبحث عنها.. موضع قدم لأبدأ منه خطوة الحالم نحو الألف ميل.. يقول الدكتور في علم التنمية البشرية إبراهيم الفقي: “انتهز الفرص العادية واجعلها عظيمة”. ويقول آين راند: تسلق سلم النجاح خطوة خطوة ودرجة درجة على درجات الفرص.

قدمت نفسي كما أنا وعلى نحو صادق أو هكذا أعتقد.. حالم ونقي ومحب ومتسامح ومنفتح على الجميع.. باحثا عن فرصة متمثلا مقولة “دنيس ديدرو”: لا تنتظر الفرصة أن تأتيك، اصنعها انت بجرأتك واصرارك.
.....................................
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
المدارس الخاصة تتوحش
والمدارس العامة تتجه نحو الخصخصة
ومجانية التعليم في المشمش
والجبايات تنهش المجتمع من كل جانب
وهم يحتفلون بالموالد على حساب شعبنا
والمناسبات التي لم نعد نطيقها..
حتى اللون الأخضر كرهناه
سئمناكم .. كرهتونا الحياة
العمل الخيري
(2)
حلم لطالما طال انتظاره والتمنّي بتحقيقه.. جل أبناء مديريتنا يتوقون إلى أن يرونه حقيقة ملموسة في واقع لازال غير موثوق به.. ربما ضوء أخضر بات يأذن بمروره.. ربما مخاض على بوابة الانتظار يأذن بولادته.. تفاؤل يكبر ويتسع..

إطار خيري يجمع شتات أبناء المديرية.. يجمع كلمتهم.. يُمارس دورا وثقلا اجتماعيا وخيريا يعود بالنفع والخير لصالح أبناء المديرية، ويتم من خلاله ممارسة حضور واستقطاب رجال المال والأعمال وأهل الخير ومحبيه، وبما يخدم ويساعد أبناء المديرية أو يخفف من وطأة حاجاتهم ومعاناتهم..

كيان خيري يتجاوز ما هو موجود من كيانات وصناديق صغيرة.. يلملم الجهود والأشتات المبعثرة في إطار خيري له تأثير ملموس وصدى مسموع ومردود أكبر..

كثيرون هم المخلصون للخير غير أن هذا لا يعني أن الأمر سار ببراءة وانسياب إلى حيث نريد أو يريد الخيرون.. السياسة كانت حاضرة أيضا في بعض الرؤوس متخفية تحت أقنعة الخير.. الخير ربما لم يكن يخلو من دوافع أخرى غير خيرية..

ساسة وانتهازيون ونفعيون كانوا أيضا موجودين ولهم حساباتهم ومخططاتهم الخاصة.. ربما أراد البعض التربص وقطف ما سيينع من حصاد.. والبعض أراد استغلال الكيان القادم من خلال وجوده في كبينة القيادة، والبعض أراد أن تكون له اليد الأطول على مقودها والتحكم في سيرها.. البعض ربما فكر بوضع يديه على مقودها وامتلاكه حتى وإن أضطره الأمر إلى التزوير واغتيال إرادة الناخبين.. ربما أيضا بعض القيادات الحزبية كانت ترى أنها سوف تستخدم هذا الكيان الخيري في تعزيز مواقع أحزابها في المديرية من خلال استغلال العمل الخيري، وتوظيفه على النحو الذي يخدم تلك الجماعات والأحزاب وأهدافها..

حدث هذا في العام 2000 وهو عام الإعداد والتأسيس لجمعية التعاون الخيرية لمديرية القبيطة وهو العام الذي ولجتُ فيه هذا المسار الجديد الذي لم يسبق لي أن اقتحمته أو خضت غماره من قبل..

لقد وجدت نفسي بدعم آخرين اقتحم هذا الميدان دفعة واحدة، ومن أوسع الأبواب، رغم ما كنت أحمله في البداية من مشاعر التهيب الذي لا يخلوا من قلق ساورني بسبب شعوري بجسامة المسؤولية، وهو الامر الذي دفعني إلى التحفز نحو الإنجاز، وإثبات الذات، والجدارة في تحمل المسؤولية..

كانت تجربة جديدة بالنسبة لي.. فعندما حسمت امر قبولي وقررت خوض غمارها خضتها بجرأة وتحدّي وإنجاز، متغلبا على هامش ترددي وتهيبي، وكان لرفقتي مجيد الشعبي، وأحمد محمد سيف الشعبي، ونبيل الشعبي، ولرفيقي حاميم عبد المؤمن، ولصديقي الشيخ محمد هزاع القباطي وآخرين دورا مهما للدفع بي في هذا المسار الجديد، والغير مجرّب في حياتي السابقة..

لقد بدأ التأسيس بلجنة تحضيرية مكونة من ثلاث مجموعات بحسب المهام رأست إحداها.. وشمل النطاق الجغرافي لنشاطها مديرية القبيطة بعزلها الأربع “القبيطة” و“اليوسفيين” و“كرش” و“الهجر هذلان”.. وهو أول مرة في تاريخ العمل الخيري تتجمع تلك العزل أو المناطق في إطار خيري واحد.

رأس اللجنة التحضيرية السفير والوزير السابق محمد سعد القباطي، ورأس اللجنة المالية محمد عبد الرب ناجي، فيما رأستُ لجنة الوثائق المناط بها إنجاز البرنامج والنظام الداخلي للجمعية المزمع تأسيسها. أما النشرة فأسندت إلى ثلاثي هم: عبدالله أحمد غالب، وشكري مرشد، وحاميم هزاع..

في المهمة التي توليتها ساعدتني وأعانتني مشورة ومساعدة رفقتي الرائعين، ورفيقي المخلص، وصديقي المحب، وآخرين ممن ساندوني بإخلاص المحبين، قبل أن أجد حميمي العزيز محمد عبد الرب ناجي بعد التأسيس.. الرجل العملي جدا، والنزيه جدا، والكريم جدا، والمثابر جدا على التحدّي والنجاح..

محمد عبد الرب ناجي واحد من العظماء الذي خذلتهم الظروف.. عظيم تملكه العطاء والزهد ونكران الذات.. أحد أهم الذين ساندوني بقوة دون خذلان.. يا له من رجل عظيم في العمل الخيري، رجل لا يتكرر مرتين، ولن يجود العمل الخيري في مناطقنا بمثله على المدى المنظور، إن لم يكن على المدى البعيد.. أما أنا فلن أكون لأنجح من دونه، ولن أجد شخصا اتاح لي الفرصة واعطاني حق المبادرة، وممارسة وجودي كما فعل هذا الرجل العظيم..

محمد عبد الرب ناجي الرجل المستقل والممتلئ كان له الدور الأهم الذي شق لي الطريق عبر الجمعية إلى برلمان اليمن.. هو الذي أهتم بي حتّى عندما أنقطع حذائي أثناء الترشيح للانتخابات النيابية، أمر بشراء حذاء جديد، بعد أن علم أن بعضهم غمز ولمز من حذائي المهترئ.. حذائي الذي أنقطع، وحملتُ فردته بيدي كما حملني.. لطالما حملني حذائي هذا وعندما تعب مني ومن مشقة أثقلته بها، حملته كما حملني، واحتفظت به كتذكار أكثر من عمر دورتي النيابية..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
الصورة لمحمد عبدالرب ناجي
ثورة ٢٦ سبتمبر
ثورة ١٤ اكتوبر
ذكرى اغتيال إبراهيم الحمدي
مناسبات مرت هذا العام على غير ما سبق وكأن هناك استعادة وعي كان مختطف
هم يحتفلون بربيعهم من صفر
ونحن أرجينا احتفالاتنا حتى نحصل على دبة غاز
إنه الفارق بين الأيديولوجيا المتوفرة والتي باتت تثقل كواهلنا
وأحلامنا البسيطة التي صارت بعيدة المنال..
اليمن اولاً:
"فعلا المدارس الخاصه اصبحت بلا حسيب او رقيب ابتزاز لاولياء الامور ومضاعفه الرسوم الى مبالغ خياليه وكل مدرسه تفرض المبلغ التي تشتي ..وين دور وزاره التربيه من كل هذا؟!"