أحمد سيف حاشد
342 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
ما هي قصة
صادق الغاوي؟!!
أوقفوا جرائم الإخفاء القسري
التي يتم ممارستها بإمعان
مخفي قسريا من شهر فبراير 2020
سألنا عنه قالوا غير موجود لديهم
غدا نتثبت من القول..
تم أختطافه من "الحوبان" في تعز
بالمناسبة هو ابن أخ الدكتور ياسين سعيد نعمان ويعمل في شريكة ماس التابعة لبيت هائل..
.............................

Asia Yousif
للتذكير:
للشهر السابع على التوالي ولازالت اسرة المخفي معتز عبد الحميد سعيد الشجيفي تبحث عنه دون جدوى.
تاريخ الإختفاء:٢٤فبراير
مكان الإختفاء: تعز-الحوبان منطقة السمكر خلف شركة النفط
#اين_معتز
#اعيدوا_معتز_لاهله
ثورة العبيد لا ينتقص من ثوريتها إنها فشلت
احمد سيف حاشد
ثورة العبيد التي قادها سبارتاكوس فشلت
ولكن هذا الفشل لم ينل من اسمها وثوريتها وأهدافها العظيمة
مضى ما يزيد عن ألفي عام ولازال اسمها ثورة إلى اليوم
الثورة بأهدافها وقيمها وقادتها ورجالها الأفذاذ الميامين..
رغم كل ما يمكن أن يقال عن ثورة سبتمبر ستبقى وسيبقى جذوتها في النفوس وستظل أهدافها العظيمة أهدافنا حتى يتم تحقيقها..
وستظل مُثلها وقيمها وأحلام شهداءها الأفذاذ مُثلنا وقيمنا وأحلامنا حتى يتم تحقيقها، وتحقيق أهدافها العظيمة كاملة دون نقصان..
عبد الرحمن المنصور .. مدير مكتب نائب رئيس مجلس النواب ومستشار هيئة رئاسة مجلس النواب والقائم بأعمال الامين العام المساعد ومدير الامين العام والقائم بأعمال رئيس رئيس مجلس النواب والاعضاء..
نشتي دولة
لا يأتي الزمان السيء الا بما هو أسوأ
"الزعماء" العرب
نسمع بموتهم
ولا نسمع بمرضهم!!
قتلوا اطفالنا
ومزقوا اوطاننا
ثم ندعو لهم بالرحمة
اطلقوا سراح الباحث الدكتور عدنان الشرجبي

الامن والمخابرات تخترق القانون، وتنكل بالمُعتقل وتعاند وتوغل في رفض تطبيق القانون، وتكيل له التهم الكبار، ثم لا يصح شيئا مما اطلقته من مزاعم وتهم جزاف.. وينتهي الحال الى اطلاق المعتقل دون تهمة.. لطالما حدث هذا مرارا وتكرار ولازال يحدث بإمعان وإسفاف..

وبالتوازي يتم اطلاق حملات التضامن ويتم ادانة الانتهاكات والتحدث عنها باستمرار في وسائل التواصل الاجتماعي على نحو يومي، ويستمر الضخ والتراكم والاحتقان في النفوس، ويزداد ويتسع السخط الشعبي حتى تبدو صورة جهة الاعتقال والسلطة عموما شديد الدمامة والقبح..

هكذا تخسر سلطات الامر الواقع على مختلف مسمياتها شرعيتها التي تدعيها تلك السلطات، وتفقد مصداقيتها، وتتأكل سمعتها، وتفقد تدريجيا تأييدها وشعبيتها، وربما اعتقدت أن الغلبة هي الوسيلة التي لن تعدمها إن دعت الضرورة ..

وبالموازة ايضا يسرّع الفساد المهول في تعريتها امام الشعب، ويكشف زيفها وكذب مزاعمها ومخاتلتها وادعاءاتها فيما تستمر بإهدار تلك الفرص الكثيرة وعندما تنفذ الفرص تعود لتبحث عن فرصة واحدة فلا تجدها وقد فقدت تأييدها، وعم السخط والغضب..

المخابرات غالبا تشبه الدب الذي قتل صاحبه النائم امعانا في حراسته والحرص عليه من بعوضه وقعت على وجهه فهشم رأس صاحبه بصخر أو حجر ..

المخابرات نفسها هي من تترك الفساد يعيث في الارض فيما هي تتعقب المثقف والناشط والأكاديمي والمواطن الذي يبحث عن وطن.. ثم تقع هي والسلطة بشر اعمالها..

تقوم القيامة من حيث لا تحتسب ويتم دفع الثمن الكبير في وقت لم يعد يجديها الندم ولا المراجعة بعد نفاذ الفرص.. إنه تاريخ الاستبداد الذي يكرر نفسه بغباء فاحش..

اطلقوا سراح الدكتور والباحث عدنان الشرجبي
قُصر النظر هو من يجعلك لا ترى المشكلة ولا جذرها ولا أسبابها، بل يجعلك تمضي بعيدا جدا عن أي حل.. فبدلا من أن تحاكي الانتهاكات بإيقافها، والفساد بقطع دابره، تذهب إلى وهمك الذي يصنع الخصوم..

كلل النظر هو من يدفعك إلى اعتبار من يكتب عنها خصمك، بل وتعتبره هو الجذر وهو المشكلة لمجرد أنه اثارها بحدة ووجع، فيما كان يفترض أن تجعل من الذي أثارها خير معين وسند إن كنت جادا في المواجهة..

ثم تداهمك الحقيقة كالسيل العرمرم، وتؤول إلى عاقبة سيئة لم تكن تفكر فيها، أو فكرت فيها ولكن تعاطيت معها باستهتار واستخفاف وتسويف..
الدستور والقانون المستباح.. وتغاريد غير مشفرة
احمد سيف حاشد
الامن والمخابرات تخترق القانون، وتنكل بالمُعتقل وتعاند وتوغل في رفض تطبيق القانون، وتكيل له التهم الكبار، ثم لا يصح شيئا مما اطلقته من مزاعم وتهم جزاف.. وينتهي الحال الى اطلاق المعتقل دون تهمة.. لطالما حدث هذا مرارا وتكرار ولازال يحدث بإمعان وإسفاف..

وبالتوازي يتم اطلاق حملات التضامن ويتم ادانة الانتهاكات والتحدث عنها باستمرار في وسائل التواصل الاجتماعي على نحو يومي، ويستمر الضخ والتراكم والاحتقان في النفوس، ويزداد ويتسع السخط الشعبي حتى تبدو صورة جهة الاعتقال والسلطة عموما شديد الدمامة والقبح..

هكذا تخسر سلطات الامر الواقع على مختلف مسمياتها شرعيتها التي تدعيها تلك السلطات، وتفقد مصداقيتها، وتتأكل سمعتها، وتفقد تدريجيا تأييدها وشعبيتها، وربما اعتقدت أن الغلبة هي الوسيلة التي لن تعدمها إن دعت الضرورة ..

وبالموازة ايضا يسرّع الفساد المهول في تعريتها امام الشعب، ويكشف زيفها وكذب مزاعمها ومخاتلتها وادعاءاتها فيما تستمر بإهدار تلك الفرص الكثيرة وعندما تنفذ الفرص تعود لتبحث عن فرصة واحدة فلا تجدها وقد فقدت تأييدها، وعم السخط والغضب..

المخابرات غالبا تشبه الدب الذي قتل صاحبه النائم امعانا في حراسته والحرص عليه من بعوضه وقعت على وجهه فهشم رأس صاحبه بصخر أو حجر ..

المخابرات نفسها هي من تترك الفساد يعيث في الارض فيما هي تتعقب المثقف والناشط والأكاديمي والمواطن الذي يبحث عن وطن.. ثم تقع هي والسلطة بشر اعمالها..

تقوم القيامة من حيث لا تحتسب ويتم دفع الثمن الكبير في وقت لم يعد يجديها الندم ولا المراجعة بعد نفاذ الفرص.. إنه تاريخ الاستبداد الذي يكرر نفسه بغباء فاحش..

اطلقوا سراح الدكتور والباحث عدنان الشرجبي

********************************************

تغاريد غير مشفرة
(1)
قُصر النظر هو من يجعلك لا ترى المشكلة ولا جذرها ولا أسبابها، بل يجعلك تمضي بعيدا جدا عن أي حل.. فبدلا من أن تحاكي الانتهاكات بإيقافها، والفساد بقطع دابره، تذهب إلى وهمك الذي يصنع الخصوم..
كلل النظر هو من يدفعك إلى اعتبار من يكتب عنها خصمك، بل وتعتبره هو الجذر وهو المشكلة لمجرد أنه اثارها بحدة ووجع، فيما كان يفترض أن تجعل من الذي أثارها خير معين وسند إن كنت جادا في المواجهة..
ثم تداهمك الحقيقة كالسيل العرمرم، وتؤول إلى عاقبة سيئة لم تكن تفكر فيها، أو فكرت فيها ولكن تعاطيت معها باستهتار واستخفاف وتسويف..

(2)
"الزعماء" العرب
نسمع بموتهم
ولا نسمع بمرضهم!!

(3)
قتلوا اطفالنا
ومزقوا اوطاننا
ثم ندعو لهم بالرحمة

(4)
عبد الرحمن المنصور .. مدير مكتب نائب رئيس مجلس النواب ومستشار هيئة رئاسة مجلس النواب والقائم بأعمال الامين العام المساعد ومدير الامين العام والقائم بأعمال رئيس رئيس مجلس النواب والاعضاء..
نشتي دولة
لا يأتي الزمان السيء الا بما هو أسوأ

(5)
نريد تحقيق شفاف عن الذين ينتحرون
أو يُقتلون أو يعذبون في السجون
والكشف عمّن يمارسون جرائم الإخفاء القسري بحق المواطنين

(6)
لازال أنين النساء ضحايا البحث الجنائي التي برأتهم المحكمة اسمعه إلى اليوم
لم يُحاسب أحد.، بل جرى عزل وكيل النيابة الذي كشف عن الجرائم التي يرتكبها البحث..
ورئيس الرئيس هو الذي كرم البحث وشكره على يقظته..
واليوم يثبت أنه أسوأ من الأمس..
المخابرات تتحول إلى شرطة آداب في وجه البحث العلمي..
الحرية للدكتور والباحث عدنان الشرجبي..

(7)
يا الله..
كم لدينا "أغبري" في هذه البلاد المثقلة بالمظالم
في عهد اطلقت فيه أيدي الجلادين والمخبرين..

(8)
عندما يتحول الظلم الواقع عليك إلى عقدة عميقة في وعيك الباطن تناقض ما هو إنساني وسوي، ثم تظل عالقا بعقدتك، تكون قد وقعت في حال أسوأ مما وقع به الظالم، وصرت ترتكب الظلم أكثر مما أرتكبه الظالم عليك..
عقد الظلم تحوّل المظلوم إلى جلاد أكبر من الجلاد الذي ظلمه..
قُصر النظر هو من يجعلك لا ترى المشكلة ولا جذرها ولا أسبابها، بل يجعلك تمضي بعيدا جدا عن أي حل.. فبدلا من أن تحاكي الانتهاكات بإيقافها، والفساد بقطع دابره، تذهب إلى وهمك الذي يصنع الخصوم..

كلل النظر هو من يدفعك إلى اعتبار من يكتب عنها خصمك، بل وتعتبره هو الجذر وهو المشكلة لمجرد أنه اثارها بحدة ووجع، فيما كان يفترض أن تجعل من الذي أثارها خير معين وسند إن كنت جادا في المواجهة..

ثم تداهمك الحقيقة كالسيل العرمرم، وتؤول إلى عاقبة سيئة لم تكن تفكر فيها، أو فكرت فيها ولكن تعاطيت معها باستهتار واستخفاف وتسويف..
أسمع عن الدكتور عدنان الشرجبي إنه كادر متميز واستثنائي وباحث أكاديمي صارم..
وصفه بروفسور سوري بالعالم..
اليوم معتقل ومغيب في جهاز الأمن والمخابرات..
لا ندري المستوى التعليمي لجلاديه الذين ينتعلوا الدستور والقانون، ويستبيحوا حقوقه طولا وعرضا، ومعه يستبيحوا حرمة العلم والتعليم والبحث العلمي والمقام الأكاديمي..
الغريب أن يتزامن اعتقاله مع استحقاق امتحان طلابه!!!
(4)
رهابي وأنا أقرأ بياني
احمد سيف حاشد
أشعر بالارتباك والخجل.. أراقب صوتي فتضطرب نبراته ويختل سياقه.. أشعر أن سكان الأرض يراقبون صوتي المتهدج والمتلعثم، فيما أنفاسي تسابق بعضها وكأنها في سباق "ماراثوني" عظيم.. يعتريني التوتر الشديد حتى أشعر أن حبالي الصوتية تتمزق في مواجهة عاصفة لا تقوى على مقاومتها..

روحي المتعبة تبدو متهتكة تحت ضربات عيون من يراني أو يتابع حديثي واضطرابي.. صوت نبضات قلبي ترتفع حتى أخال روحي تكاد تطلع من فمي.. ربما أيضا أتصبب عرقا مهما كان الطقس باردا.. وإجمالا أشعر أن إرباكا كبيرا قد أصابني بحجم زلزال ثمان درجات بمقياس رختر..

أخفقتُ في الحب مرارا بسبب طغيان خجلي ورهابي.. فقدتُ أكثر من حب في حياتي.. عشت الحب الناقص أشتوي على صفيح ساخن.. تفحمتُ بتكرار وأنا أصطلي بخيباتي.. تبخرت الكثير من أحلامي بسبب هذا الخجل والرهاب اللذان نالا مني سنوات طوال.. وربما أيضا أهدرتُ فرص عديدة كان بإمكانها أن تغيّر وجه حياتي.. صدمات وخيبات كثيرة ضربت أوتادها في أعماق روحي المدنفة.. أنشبت أظفارها في رأسي الذي أثقل كاهلي حتى وجدتُ نفسي أحيانا أسحبه بعدي بمشقة وصعوبة..

الخجل والرهاب الاجتماعي مشكلة عميقة أعاني منها منذ الصغر.. اعاقه نفسية لطالما عانيت منها في حياتي، بل هي أكثر من إعاقة ألحقت بي كثيرا من الهزائم التي كان وقع بعضها شديدا على روحي ونفسيتي المُتعبة..

لطالما أحسست أنني معاق من رأسي إلى أخمص قدماي.. أشعر أن كل عضو وعصبة وعضلة في وجهي وأطرافي الأربعة تخذلني في أشد اللحظات التي أكون بحاجة لحوحة للثبات والتماسك.. أشعر باضطراب جهاز العصبي برمّته، بل أشعر بما يجتاح كياني ويملؤه اضطرابا، وأفشل على نحو ذريع في السيطرة عليه كقدر بات عصيا على المقاومة..

خليط من الخجل الشديد والرهاب الاجتماعي الأشد لازال يداهمني ويتكرر معي بين حين وآخر قد يقصر أو يطول، أو يعاود الظهور بعد انقطاع ونسيان، وربما أجده أحيانا لازال يتربص بي وأنا في هذا العمر المديد إلى درجة أخال الحقيقة كلها في قول فولتير: "الخجل هو شبح لا يمكن هزيمته".

وللحقيقة أقول أن بعض الرهاب لا زال يداهمني إلى اليوم بسطوة وطغيان في بعض الأحيان.. لازال ذلك الأخدود عميقا في نفسي عندما عايرني بعضهم ومنهم أحد رفاقي الذي شاهدني على شاشة التلفزيون حالما كنت في قاعة البرلمان أقرأ بيان رفضي واعتراضي على تشكيل المجلس السياسي الأعلى في صنعاء لعدم دستوريته..

كنت أقرأ بياني على نحو عجول، وبنبرة صوت مضطربة، وأنفاس متقطعة تسابق بعضها، ورعشة يدي وأصابعي التي تمسك بالورقة التي أقرأ منها بياني المكتوب استشعرتُ أنها بائنة للعيان، فيما رعشة شديدة أخرى كانت تسري من أسفل القدمين إلى نصفي.. أعترف أنني فشلت في السيطرة عليها أو حتى في استمهالها رغم محاولاتي المتكررة.. كان يلاحظ حالتي من كان خلفي من النواب، أو قريبين من مكان وقوفي..

ورغم هذا وذاك لازلت أعتز أنني كنت صاحب البيان الوحيد، والموقف الصارخ الحاضر في قاعة البرلمان والرافض بشدة لشرعنة الغلبة، وتمرير ما رأيته خرقا فضا للدستور والقانون، وهو ما ينسجم أيضا مع ما يمليه ضميري في لحظة كانت شديدة الصعوبة والتعقيد..

***

يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(5)
بين رهابي وإحساسي الكثيف بالظلم..!!
في أحدى لقاءاتي مع الناخبين أثناء الحملة الانتخابية حالما ترشحت لعضوية مجلس النواب في العام 2003 كنت أتحدث إليهم فتوقفتُ فجأة عن الكلام لأكثر من خمس ثوان، وساد صمت ثقيل.. شعرت بالعجم بعد أن طارت الفكرة، وهربت مني المفردة، وامتنعت الذاكرة في اللحظة من اسعافي بالكلام.. شعرت بعور أصابني.. أحسست بإعاقة نفسية تستوطنني.. خلل كبير في جهازي العصبي لا يُدارى ولا يُوارى.. عطب في اللسان والذاكرة.. شعور بالنقص يداهمني، وإحساس سؤال فيه غضب وغصة: كيف لخالق لم يتم خلقه وهو الكمال كله..؟! فأجاب المجيب "لله في خلقه شؤون".

كنت أحدث نفسي: كيف يمكن أن أتحدث في قاعة مهابة، أمام ثلاثمائة نائب وأربع كاميرات تحيطني من كل جانب وتنقل تفاصيلي من أربع زوايا، ربما لملايين البشر..؟!! كيف لي أن اقتحم كل هذا وأنا الخجول الذي قمعت حبي طويلا بسبب خجلي الكبير، وفشلت في البوح أو الكلام ثلاث سنين مع الفتاة التي أحببتها بصمت مهول، وكتمان شديد، دون أن تدري أو تعلم هي أنني في حبها أشتعل وأحتضر..!!

وفي مستهل عهدي في البرلمان وبسبب خجلي ورهابي كنت أسأل نفسي: هل سأكون مثل "نيوتن" البرلماني الصامت الذي قيل عنه أنه لم يقل شيئا خلال سنوات دورته النيابية غير مطالبته في إحدى المرّات بإغلاق النافذة التي يتسرب منها الهواء البارد!! أم سأكون مثل ذلك الفلكي الذي دعاه الملك لحضور الاحتفال في قصره، فحبس بوله حرجا وخجلا من أن يسأل عن المرحاض.. فولج درب الخلود ليس بسبب اكتشافاته الفلكية، وإنما بسبب هذه القصة المضحكة حد الموت..

كنت أجد نفسي في بعض الأحيان أتحدث فأفقد تراتبية الحديث وتسلسل الأفكار.. تضيع مني الأولوية بين الأهم والمهم وما دونهما.. انتقل في الحديث من فقرة في اتجاه معين قبل أن أكملها، إلى فقرة أخرى، و ربما إلى فكرة ثانية دون أن أستكمل الأولى.. أفقد كثير من التركيز، وأبدوا مشوشا ومضطربا، وربما يرتعش بعض أجزاء جسمي، ويتهدج صوتي، وتتصاعد أنفاسي حد صعود الروح..

كنتُ أتعرض لانتهاكات عديدة وربما شبه متواصلة، ولا أحسن تقديمها كما يجب في قاعة مجلس النواب.. كان الظلم الذي يطالني أو أجده على كاهلي أثقل وأكبر منّي.. أستشعر مليا أن ليس لي حظا في الخطابة وغير مفوه في الحديث والكلام وإيصال ما أعانيه على النحو الذي أروم.. كنت أشعر أن الصدق فيما أقول عميق، ولكنه يحتاج إلى من يوصله كما يجب.. كان النواب نبيل باشا وصخر الوجيه وعيدروس النقيب يحسنون التعبير فيما يصيبني أكثر منّي..

عشتُ صدمات متعاقبة، وتكشف لي أن الواقع أكثر سوء مما كنت أظن، وأن مجلس النواب ليس على ذلك النحو الذي كان في مخيلتي قبل أن أصل إليه، وأن جل الأعضاء منقادين على نحو لم أكن أتصوره، وأن الظلم قد بلغ مني مبلغه بعد مقتل أخ زوجتي عادل صالح يحيى الذي كان يعمل معي سائقا ومرافقا، وأن ما أعيشه ويعيشه الناس من ظلم ومظالم يستحق قدرا من الجُرأة والجنون..

تولّد لديّ إحساس كثيف بالظلم ما دفعني إلى الاحتجاج الصاخب وغير المبالي بإعاقتي.. تأجج وثار داخلي احتجاجي في مواجهة الرهبة الكبيرة والخجل المجحفل والمخاوف غير المبررة.. وجدت نفسي في هذه المواجهة عنيدا في مواجهة هذا الظلم، ومستعدا لفعل كل ممكن لمواجهته وابلاغ الناس به..

عشت هذا الاحتدام والمواجهة بين اكتظاظ مشاعر الظلم الكثيف من جهة، وطغيان رهابي وخجلي من جهة أخرى وعلى نحو أبدو فيها باضطراب يشبه الإعصار أو هوج العاصفة.. توتر ملفت وربما شديدا في بعض الأحيان.. أفقد زمام السيطرة على أعصابي على نحو ملحوظ، وربما سافر وصارخ في بعض الأحايين.. تكتظ الأفكار في رأسي.. تتضارب وتعتصف.. تدمدم وتحتدم كنوبة من جنون يتكرر ويرفض الإذعان والاستكانة للظلم بأي وجه كان..

لقد تخليت كثيرا عن خجلي وإن كان أحيانا يقوى ويشتد في مواجهتي، ولكنه أقل من أن يؤثر في حياتي كما كان.. أما رهابي فأنحسر إلى هذا الحد أو ذاك، وإن عاودني بعد انقطاع أحاول أن أتجاوزه في المناسبة نفسها أو في مناسبة أخرى أكثر أهمية..

كما أن مواجهاتي ضد الفساد والظلم وانحيازي لحقوق ومصالح البسطاء من الناس تجعل مواقفي أكثر أهمية من عداها.. وما أعجز وأفشل عن قوله أنجح كثيرا في كتابته، وعلى نحو يصل بكثافته إلى الناس على نحو صادق ومؤثر أو هذا ما أظن وأعتقد..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
أصداء
عبد الباسط المشولي برلماني سابق:
الحياة معلّم ممتاز كما يقال..ولكن القهر والظلم مبدع جدا في جعل الآه اكثر فصاحةوبلاغة..
لا صوت اكثر جهورية
من الحق ولا انطق منه
به.. حين تعرف الحق..
ستعرف كثيرا من كلمات
الإستدلال..عليه..إنه مثل
النجم القطبي في ليل صحرواي..لابد ان تراه
ولابد ان يصحح مسارك..
لقد كان كثيرون ممن تغبطهم على بلاغة القول
لايشكل قناعتهم مايقولون
..ولكنه لزوم الشغل ولزوم الانتماء وبعضهم احترمه كزميل فقد كان ولو قال ماقال ..
حين يجلس الى زملاءه ونفسه..يتحدث الصدق
اننا..لسنا شجعان بمافيه الكفايه..لنتمرد..على الإطار الذي وضعونا او وضعنا فيه انفسنا..وبعضهم استمرأ غيّه..الى اليوم
وبعد ان كان البردوني مثله الأعلى او مفكر عظيم اخر صار..زامل
او شيلة..من يفترش فكره
الذي كان وثيرا واضمحل بسبب هبوطه الفكري..إلى
الحضيض من البدرومات
لا يغرّك زخرف القول يارفيقي.. ولا تأبه للخطابة
التي تذهب الى أمين الصندوق في مكان اخر بعد ذلك لتتسلم المعلوم ..

في زخرف القول تزيين لباطله..
والحق قد يعتريه سوء تعبيرِ
إن شئت مدح شراب الشهد قل عسلا
أو شئت ذمّه قل قيّ الزنابيرِ..

لاتبتئس..
حين تؤمن بماتقول فستقاتل لأجله..وحين تسترزق بكلماتك..ستحشر نفسك في طابور المكافأت
والمزاحمه على عضوية
الوفود..الطويلة السفر الى دول مهمة،وحتىالصمت كثيرامايكون له ثمن.. ومعجبون..
فقط عليك ان تؤمن بالحق
فلسانه..وان تعثر يوما.. سينطلق يوما ويُخلّد..
مهما يكن..من حولك لاتأبه
للباطل..ورواده فكل وجه له ثمن..يارفيقي..غير وجه الحقيقة والحق..يصعب ان
يشتريهما احد..
فلا مساحيق ولا رتوش..
تزينها..الا رهبتهما وقوتهما امام المبلسين والملفسين.
لذلك..لاتبتئس ولا تأبه لما كانوا.. يصنعون ويقولون..
كن وحيدا مع الحق..
ولا زعيما للباطل..
من يثق منهم في نفسه
دعه يخرج..وحده..
ويؤمن ان الله الحارس..
لن يخرج ابدا..
فهو يردد كلاما لايؤمن به
(6)
بين رهابي وجنوني..!!
ورغم هذه المشاهد العاصفة التي أعيشها وتكتظ داخلي، إلا أنني كما أظن كنت حريصا على مصداقية ما أقول، وأن ما أقوله من وجع هو نابع من أعماق روحي التي تشتعل بضمير حي لا يهدأ ولا يستكين في مواجهة الظلم أي كان، وتحت أي مسمى أو لباس أو عنوان.. أعبّر عن أوجاع الناس وأوجاعي بتلقائية بعيدا عن الحسابات السياسية التي لا تقول الحقيقة في أغلب الأحيان، أو تلك التي تعمد إلى استلاب الوعي، ومصادر الإرادة، والنيل من الحرية، والعمل على تدجين ما أمكن ضمن القطيع..

عندما أفترى عليّ نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن آنذاك في قاعة البرلمان برواية ملفقة وكاذبة؛ أقسمت في المجلس بشرفي أن هذا الوزير كاذب بعد أن أنتهى من سرد روايته الملفقة.. فطالب بعض النواب في الجلسة سحب كلامي، وتقديم الاعتذار لمعاليه، فيما هدد البعض وطالب البعض بسحب حصانتي لأنني أسأت لمعالي الوزير، والحقيقة أنني كنت صادقا جدا، وكان كاذبا جدا، بل ومتعمدا الكذب والافتراء والزور.. رفضت الاعتذار وكنت الجدار القصير لزملائي الوثابين في الانحياز للحكومة ومعالي الوزير..

كنت اغالب المشاعر والأحاسيس المحبطة وأسحق رهابي المكوم داخلي بمزيد من التحدّي والإرادة على الاستمرار بالمضي فيما أنا عليه من دفاع وانحياز لحقوق الشعب ولحقوقي النيابية المنتهكة، وبإدراك عميق أن هناك متسعا لأن أحوّل ما أعانيه من إعاقة نفسية اسمها "الرهاب" إلى قوة أكبر منها.. والأهم من المهم أن لا أذعن ولا أستسلم لهذه الإعاقة التي أشعر بها وهي تتغلغل إلى أعماق روحي التي تكره الظلم وتقاوم الظالمين أي كانوا وتحت أي شعار أو مقدّس..

كنت أضيق بمن يتصنعون الكلام أمام الشاشات لمغالطة مواطنيهم، والكذب عليهم، وتزييف وعيهم، وهم خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة يثقلون الشعب بكل ما هو ثقيل.. ينحرون حقوق المواطن، ويصنعون الظلم الكبير، أو يتواطؤون معه، أو يتآمرون مع الأشرار في صناعته وإخراجه على نحو فيه كثير من الخداع وتسويق الوهم وخيانة الضمير..

كان يستفزني أن يحدث هذا، ويستفزني أكثر من يحترفون ألحان الحجج لتبرير الظلم أو الكيد به كحق يراد به باطل، أو الذين يتواطؤون مع الظالمين بصمت الخيانة والعار.. من تتلاشى خطبهم الفجاج وتنتهي مواقفهم إلى عدم وسراب وأحمال كاذبة.. من يستلمون الرشوات بعد تمرير كل قانون أو اتفاقية مملوءة بالثقوب وأبواب الفساد المريع..

كنت ولازلت أضيق بمن يفتقدون للمصداقية والضمير أو يقفون على الضد من مصالح الفقراء المكدودين والمُعدمين وقضاياهم العادلة.. كنت ولازالت أتحدث بتلقائية لا تتقن ما يسمونه "فن الخطابة والكلام" وما يأتي في جله على حساب الوطن والعدالة، وأحلام الحالمين بمستقبل وطن كبير أكثر حُلما وفضلا..

وعندما وجدت البرلمان لا يتسع لما أحمله من قضايا ومظالم وهموم، بل وبعد قناعة أن ليس بمقدور هذا المجلس حتى رفع اليسير منها، وقد ضاق عن التعبير عما أريد التعبير عنه، وتيقنت أن كل مخاض فيه لا ينتهي إلى ولادة أو حتى إلى موقف واحد بإمكانه أن يقلب الطاولة أو يغير الحال أو ينتج تحول متواضع، اتجهت بحماس نحو الكتابة والنشر والعمل الاحتجاجي والميداني..

كتبت ونشرت عبر الصحف تقارير موازية لتقارير لجنة الحريات وحقوق الإنسان في المجلس.. كشفت كثير من الانتهاكات التي وجدتها من خلال نشاطي الإعلامي والحقوقي الذي أعتمد فيها على النفس الدؤوبة والباحثة عن العدالة، أو من خلال منظمة التغيير التي تشرفت برئاستها..

كشفت أيضا من خلال صحيفة "المستقلة" التي أملكها ما يتنامى إلى مسامعي مما هو غير معلن، وعمّا يجري خلف كوليس المجلس، وما يجري من حبكات وهمس ومواقف في الغرف المغلقة، وما يتم تمريره من جور عبر المجلس بحق الناس والوطن، بل وكشفت فيها عن موقف كل نائب وتصويته من قرارات المجلس في الشؤون العامة والهامة..

احتجيت واعتصمت وتمردت ونجحت في تجاوز كثير من خجلي ورهابي، اكتظت حياتي بالمحاولات دون يأس أو سقوط.. ازدحمت بالمواجهات والضجيج والتمرد والصخب.. وبقي الأهم هو أنني لا أستسلم ولا أستكين ولا أذعن لظلم..

كثير هي المواقف الاحتجاجية التي قمت بها في البرلمان وسحقت فيها كثير من خجلي ورهابي.. بدأت من الاعتصام إلى الإضراب عن الطعام لأكثر من مرة ومناسبة إلى الوقوف على الطاولة، إلى الجلوس وإدارة ظهري لوجه الرئاسة، إلى لف السلاسل والأقفال على عنقي وصدري وحتى خلس قميصي والمكوث دون قميص، بل وصل الحال حد محاولة اغلاق البرلمان مع الجرحى، والشروع في التعرّي أكثر من مرة في قاعة هذا المجلس المتعرّي جداً..

***

يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
Forwarded from احمد سيف حاشد
(5)
بين رهابي وإحساسي الكثيف بالظلم..!!
في أحدى لقاءاتي مع الناخبين أثناء الحملة الانتخابية حالما ترشحت لعضوية مجلس النواب في العام 2003 كنت أتحدث إليهم فتوقفتُ فجأة عن الكلام لأكثر من خمس ثوان، وساد صمت ثقيل.. شعرت بالعجم بعد أن طارت الفكرة، وهربت مني المفردة، وامتنعت الذاكرة في اللحظة من اسعافي بالكلام.. شعرت بعور أصابني.. أحسست بإعاقة نفسية تستوطنني.. خلل كبير في جهازي العصبي لا يُدارى ولا يُوارى.. عطب في اللسان والذاكرة.. شعور بالنقص يداهمني، وإحساس سؤال فيه غضب وغصة: كيف لخالق لم يتم خلقه وهو الكمال كله..؟! فأجاب المجيب "لله في خلقه شؤون".

كنت أحدث نفسي: كيف يمكن أن أتحدث في قاعة مهابة، أمام ثلاثمائة نائب وأربع كاميرات تحيطني من كل جانب وتنقل تفاصيلي من أربع زوايا، ربما لملايين البشر..؟!! كيف لي أن اقتحم كل هذا وأنا الخجول الذي قمعت حبي طويلا بسبب خجلي الكبير، وفشلت في البوح أو الكلام ثلاث سنين مع الفتاة التي أحببتها بصمت مهول، وكتمان شديد، دون أن تدري أو تعلم هي أنني في حبها أشتعل وأحتضر..!!

وفي مستهل عهدي في البرلمان وبسبب خجلي ورهابي كنت أسأل نفسي: هل سأكون مثل "نيوتن" البرلماني الصامت الذي قيل عنه أنه لم يقل شيئا خلال سنوات دورته النيابية غير مطالبته في إحدى المرّات بإغلاق النافذة التي يتسرب منها الهواء البارد!! أم سأكون مثل ذلك الفلكي الذي دعاه الملك لحضور الاحتفال في قصره، فحبس بوله حرجا وخجلا من أن يسأل عن المرحاض.. فولج درب الخلود ليس بسبب اكتشافاته الفلكية، وإنما بسبب هذه القصة المضحكة حد الموت..

كنت أجد نفسي في بعض الأحيان أتحدث فأفقد تراتبية الحديث وتسلسل الأفكار.. تضيع مني الأولوية بين الأهم والمهم وما دونهما.. انتقل في الحديث من فقرة في اتجاه معين قبل أن أكملها، إلى فقرة أخرى، و ربما إلى فكرة ثانية دون أن أستكمل الأولى.. أفقد كثير من التركيز، وأبدوا مشوشا ومضطربا، وربما يرتعش بعض أجزاء جسمي، ويتهدج صوتي، وتتصاعد أنفاسي حد صعود الروح..

كنتُ أتعرض لانتهاكات عديدة وربما شبه متواصلة، ولا أحسن تقديمها كما يجب في قاعة مجلس النواب.. كان الظلم الذي يطالني أو أجده على كاهلي أثقل وأكبر منّي.. أستشعر مليا أن ليس لي حظا في الخطابة وغير مفوه في الحديث والكلام وإيصال ما أعانيه على النحو الذي أروم.. كنت أشعر أن الصدق فيما أقول عميق، ولكنه يحتاج إلى من يوصله كما يجب.. كان النواب نبيل باشا وصخر الوجيه وعيدروس النقيب يحسنون التعبير فيما يصيبني أكثر منّي..

عشتُ صدمات متعاقبة، وتكشف لي أن الواقع أكثر سوء مما كنت أظن، وأن مجلس النواب ليس على ذلك النحو الذي كان في مخيلتي قبل أن أصل إليه، وأن جل الأعضاء منقادين على نحو لم أكن أتصوره، وأن الظلم قد بلغ مني مبلغه بعد مقتل أخ زوجتي عادل صالح يحيى الذي كان يعمل معي سائقا ومرافقا، وأن ما أعيشه ويعيشه الناس من ظلم ومظالم يستحق قدرا من الجُرأة والجنون..

تولّد لديّ إحساس كثيف بالظلم ما دفعني إلى الاحتجاج الصاخب وغير المبالي بإعاقتي.. تأجج وثار داخلي احتجاجي في مواجهة الرهبة الكبيرة والخجل المجحفل والمخاوف غير المبررة.. وجدت نفسي في هذه المواجهة عنيدا في مواجهة هذا الظلم، ومستعدا لفعل كل ممكن لمواجهته وابلاغ الناس به..

عشت هذا الاحتدام والمواجهة بين اكتظاظ مشاعر الظلم الكثيف من جهة، وطغيان رهابي وخجلي من جهة أخرى وعلى نحو أبدو فيها باضطراب يشبه الإعصار أو هوج العاصفة.. توتر ملفت وربما شديدا في بعض الأحيان.. أفقد زمام السيطرة على أعصابي على نحو ملحوظ، وربما سافر وصارخ في بعض الأحايين.. تكتظ الأفكار في رأسي.. تتضارب وتعتصف.. تدمدم وتحتدم كنوبة من جنون يتكرر ويرفض الإذعان والاستكانة للظلم بأي وجه كان..

لقد تخليت كثيرا عن خجلي وإن كان أحيانا يقوى ويشتد في مواجهتي، ولكنه أقل من أن يؤثر في حياتي كما كان.. أما رهابي فأنحسر إلى هذا الحد أو ذاك، وإن عاودني وأشتد بعد انقطاع، أحاول أن أتجاوزه في المناسبة نفسها أو في مناسبة أخرى أكثر أهمية، حتى وإن بقي له في النفس أثر..

كما أن مواجهاتي ضد الفساد والظلم وانحيازي لحقوق ومصالح البسطاء من الناس تجعل مواقفي أكثر أهمية من عداها.. وما أعجز وأفشل عن قوله أنجح كثيرا في كتابته، وعلى نحو يصل إلى الناس كما يجب، أو هذا ما أظن وأعتقد..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
Forwarded from احمد سيف حاشد
(6)
بين رهابي وجنوني..!!
ورغم هذه المشاهد العاصفة التي أعيشها وتكتظ داخلي، إلا أنني كما أظن كنت حريصا على مصداقية ما أقول، وأن ما أقوله من وجع هو نابع من أعماق روحي التي تشتعل بضمير حي لا يهدأ ولا يستكين في مواجهة الظلم أي كان، وتحت أي مسمى أو لباس أو عنوان.. أعبّر عن أوجاع الناس وأوجاعي بتلقائية بعيدا عن الحسابات السياسية التي لا تقول الحقيقة في أغلب الأحيان، أو تلك التي تعمد إلى استلاب الوعي، ومصادر الإرادة، والنيل من الحرية، والعمل على تدجين ما أمكن ضمن القطيع..

عندما أفترى عليّ نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن آنذاك في قاعة البرلمان برواية ملفقة وكاذبة؛ أقسمت في المجلس بشرفي أن هذا الوزير كاذب بعد أن أنتهى من سرد روايته الملفقة.. فطالب بعض النواب في الجلسة سحب كلامي، وتقديم الاعتذار لمعاليه، فيما هدد البعض وطالب البعض بسحب حصانتي لأنني أسأت لمعالي الوزير، والحقيقة أنني كنت صادقا جدا، وكان كاذبا جدا، بل ومتعمدا الكذب والافتراء والزور.. رفضت الاعتذار وكنت الجدار القصير لزملائي الوثابين في الانحياز للحكومة ومعالي الوزير..

كنت اغالب المشاعر والأحاسيس المحبطة وأسحق رهابي المكوم داخلي بمزيد من التحدّي والإرادة على الاستمرار بالمضي فيما أنا عليه من دفاع وانحياز لحقوق الشعب ولحقوقي النيابية المنتهكة، وبإدراك عميق أن هناك متسعا لأن أحوّل ما أعانيه من إعاقة نفسية اسمها "الرهاب" إلى قوة أكبر منها.. والأهم من المهم أن لا أذعن ولا أستسلم لهذه الإعاقة التي أشعر بها وهي تتغلغل إلى أعماق روحي التي تكره الظلم وتقاوم الظالمين أي كانوا وتحت أي شعار أو مقدّس..

كنت أضيق بمن يتصنعون الكلام أمام الشاشات لمغالطة مواطنيهم، والكذب عليهم، وتزييف وعيهم، وهم خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة يثقلون الشعب بكل ما هو ثقيل.. ينحرون حقوق المواطن، ويصنعون الظلم الكبير، أو يتواطؤون معه، أو يتآمرون مع الأشرار في صناعته وإخراجه على نحو فيه كثير من الخداع وتسويق الوهم وخيانة الضمير..

كان يستفزني أن يحدث هذا، ويستفزني أكثر من يحترفون ألحان الحجج لتبرير الظلم أو الكيد به كحق يراد به باطل، أو الذين يتواطؤون مع الظالمين بصمت الخيانة والعار.. من تتلاشى خطبهم الفجاج وتنتهي مواقفهم إلى عدم وسراب وأحمال كاذبة.. من يستلمون الرشوات بعد تمرير كل قانون أو اتفاقية مملوءة بالثقوب وأبواب الفساد المريع..

كنت ولازلت أضيق بمن يفتقدون للمصداقية والضمير أو يقفون على الضد من مصالح الفقراء المكدودين والمُعدمين وقضاياهم العادلة.. كنت ولازالت أتحدث بتلقائية لا تتقن ما يسمونه "فن الخطابة والكلام" وما يأتي في جله على حساب الوطن والعدالة، وأحلام الحالمين بمستقبل وطن كبير أكثر حُلما وفضلا..

وعندما وجدت البرلمان لا يتسع لما أحمله من قضايا ومظالم وهموم، بل وبعد قناعة أن ليس بمقدور هذا المجلس حتى رفع اليسير منها، وقد ضاق عن التعبير عما أريد التعبير عنه، وتيقنت أن كل مخاض فيه لا ينتهي إلى ولادة أو حتى إلى موقف واحد بإمكانه أن يقلب الطاولة أو يغير الحال أو ينتج تحول متواضع، اتجهت بحماس نحو الكتابة والنشر والعمل الاحتجاجي والميداني..

كتبت ونشرت عبر الصحف تقارير موازية لتقارير لجنة الحريات وحقوق الإنسان في المجلس.. كشفت كثير من الانتهاكات التي وجدتها من خلال نشاطي الإعلامي والحقوقي الذي أعتمد فيها على النفس الدؤوبة والباحثة عن العدالة، أو من خلال منظمة التغيير التي تشرفت برئاستها..

كشفت أيضا من خلال صحيفة "المستقلة" التي أملكها ما يتنامى إلى مسامعي مما هو غير معلن، وعمّا يجري خلف كوليس المجلس، وما يجري من حبكات وهمس ومواقف في الغرف المغلقة، وما يتم تمريره من جور عبر المجلس بحق الناس والوطن، بل وكشفت فيها عن موقف كل نائب وتصويته من قرارات المجلس في الشؤون العامة والهامة..

احتجيت واعتصمت وتمردت ونجحت في تجاوز كثير من خجلي ورهابي، اكتظت حياتي بالمحاولات دون يأس أو سقوط.. ازدحمت بالمواجهات والضجيج والتمرد والصخب.. وبقي الأهم هو أنني لا أستسلم ولا أستكين ولا أذعن لظلم..

كثير هي المواقف الاحتجاجية التي قمت بها في البرلمان وسحقت فيها كثير من خجلي ورهابي.. بدأت من الاعتصام إلى الإضراب عن الطعام لأكثر من مرة ومناسبة إلى الوقوف على الطاولة، إلى الجلوس وإدارة ظهري لوجه الرئاسة، إلى لف السلاسل والأقفال على عنقي وصدري وحتى خلس قميصي والمكوث دون قميص، بل وصل الحال حد محاولة اغلاق البرلمان مع الجرحى، والشروع في التعرّي أكثر من مرة في قاعة هذا المجلس المتعرّي جداً..

***
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=669758040645792&id=100028348056925
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
Forwarded from احمد سيف حاشد
أحمد سيف حاشد:
(7)
أسباب خجلي ورهابي
أشعر أن مرد هذا الخجل والرهاب يعود ابتدأ الى تنشئة أسرية خاطئة.. طفولتي أقل ما يمكنني أن أقول عنها إنها كانت تعيسة للغاية.. مثقلة بالقمع والقسوة، ومعتلة بالمعاناة والحرمان.. وقد تحدثت عنها وألمحت إليها في أكثر من موضع ومكان..

لقد كانت طفولة منهكة وحساسة ومثقلة بالألم .. يضاف إليها مشاكل أسرية جمة رافقت حياتي الأولى المتعبة، و قلق مساور في أغلب الأحيان.. كنتُ مطالبا بطاعة عمياء، وأي رفض لها، يتبعه دون مهل، العقاب القاسي والعجول، ومن دون سؤال..

عندما تُضرب أمام أقرانك، ومن هو في سنك، وتشعر إن العيون تأكل حشاشة قلبك يكون الوقع في النفس بالغا جدا لا يعرفه إلا من عاش التجربة لا من راءها.. عندما تُضرب أمام العامة يكون الإيلام أشد بل حتى التعاطف والشفقة تحس أنها تجرحك.. عندما تشعر بالإهانة يكون الإحساس قاتل.. عندما تريد أن تبلعك الأرض وأن لا يرى الناس المشهد الذي أنت فيه تتمنى فيه الموت المضاعف.. عندما يتم قمع سؤالك تعيش معركة السؤال ربما حتى آخر أيام حياتك..

كانت تثقل كاهلي سلطة أبوية صارمة وقاسية من عناوينها “اضرب ابنك واحسن أدبه، ما يموت إلا من وفاء سببه”.. “اضربه.. يقع رجال” .. "اضربوهم على .... " ثم يزيد الحمل على كاهلك الصغير و الغض، بسلطة أخرى، هي سلطة الأستاذ أو المعلم.. ويتواصل قمع السؤال من الأسرة إلى المدرسة..

يضربك الأستاذ لأقل وأتفه خطأ، بعصى أو خيزران، في صباح صقيع، على بطن وظهر كفك، وأحيانا يدعي أقرانك ليكبلوك، ويخمدوا قواك، بأيديهم وأرجلهم، ليفلك قاع قدميك، حتى يكاد الدم يتطاير من وجهك، وعروق عنقك، وقاع قدميك.. يضربك بقسوة تشبه الانتقام، بحضور ولائمي، و مشهد جماعي، دون أن يتفهم أسبابك، أو حتى يستمع لعذرك..

وقبل أن تتحرر من سلطة الأب وسلطة المعلم، تداهمك سلطة قامعة ثالثة، تقتل أهلك، وتفتش دارك، وأنت لا زلت طفلا، أو دون البلوغ .. ثم تراقبك وتلاحقك وتتربص فيك، و تقمعك بقية حياتك، من أجل احتوائك، أو تدجينك وجلبك إلى عالم الطاعة والخضوع..

طالني قمع كبير لوقت طويل، لإرغامي على الولاء والطاعة، ولأكون منقادا وتابعا ومطواعا “حسن السيرة و السلوك” .. بلا رأي ولا موقف ولا إرادة ولا حياة .. فيما كنت في المقابل، استميت في الاعتراض والرفض المقاوم المعلن أو غير المعلن، وتأكيد ذاتي واستقلالي الجموح.. صراع خضته باكرا و لم ينته إلى اليوم..

***
.............................................
بعض من تفاصيل حياتي
الصورة لي وابن أخي د. منصور علي سيف
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=670809887207274&id=100028348056925
أحمد سيف حاشد:
(7)
أسباب خجلي ورهابي
أشعر أن مرد هذا الخجل والرهاب يعود ابتدأ الى تنشئة أسرية خاطئة.. طفولتي أقل ما يمكنني أن أقول عنها إنها كانت تعيسة للغاية.. مثقلة بالقمع والقسوة، ومعتلة بالمعاناة والحرمان.. وقد تحدثت عنها وألمحت إليها في أكثر من موضع ومكان..

لقد كانت طفولة منهكة وحساسة ومثقلة بالألم .. يضاف إليها مشاكل أسرية جمة رافقت حياتي الأولى المتعبة، و قلق مساور في أغلب الأحيان.. كنتُ مطالبا بطاعة عمياء، وأي رفض لها، يتبعه دون مهل، العقاب القاسي والعجول، ومن دون سؤال..

عندما تُضرب أمام أقرانك، ومن هو في سنك، وتشعر إن العيون تأكل حشاشة قلبك يكون الوقع في النفس بالغا جدا لا يعرفه إلا من عاش التجربة لا من راءها.. عندما تُضرب أمام العامة يكون الإيلام أشد بل حتى التعاطف والشفقة تحس أنها تجرحك.. عندما تشعر بالإهانة يكون الإحساس قاتل.. عندما تريد أن تبلعك الأرض وأن لا يرى الناس المشهد الذي أنت فيه تتمنى فيه الموت المضاعف.. عندما يتم قمع سؤالك تعيش معركة السؤال ربما حتى آخر أيام حياتك..

كانت تثقل كاهلي سلطة أبوية صارمة وقاسية من عناوينها “اضرب ابنك واحسن أدبه، ما يموت إلا من وفاء سببه”.. “اضربه.. يقع رجال” .. "اضربوهم على .... " ثم يزيد الحمل على كاهلك الصغير و الغض، بسلطة أخرى، هي سلطة الأستاذ أو المعلم.. ويتواصل قمع السؤال من الأسرة إلى المدرسة..

يضربك الأستاذ لأقل وأتفه خطأ، بعصى أو خيزران، في صباح صقيع، على بطن وظهر كفك، وأحيانا يدعي أقرانك ليكبلوك، ويخمدوا قواك، بأيديهم وأرجلهم، ليفلك قاع قدميك، حتى يكاد الدم يتطاير من وجهك، وعروق عنقك، وقاع قدميك.. يضربك بقسوة تشبه الانتقام، بحضور ولائمي، و مشهد جماعي، دون أن يتفهم أسبابك، أو حتى يستمع لعذرك..

وقبل أن تتحرر من سلطة الأب وسلطة المعلم، تداهمك سلطة قامعة ثالثة، تقتل أهلك، وتفتش دارك، وأنت لا زلت طفلا، أو دون البلوغ .. ثم تراقبك وتلاحقك وتتربص فيك، و تقمعك بقية حياتك، من أجل احتوائك، أو تدجينك وجلبك إلى عالم الطاعة والخضوع..

طالني قمع كبير لوقت طويل، لإرغامي على الولاء والطاعة، ولأكون منقادا وتابعا ومطواعا “حسن السيرة و السلوك” .. بلا رأي ولا موقف ولا إرادة ولا حياة .. فيما كنت في المقابل، استميت في الاعتراض والرفض المقاوم المعلن أو غير المعلن، وتأكيد ذاتي واستقلالي الجموح.. صراع خضته باكرا و لم ينته إلى اليوم..

***
.............................................
بعض من تفاصيل حياتي
الصورة لي وابن أخي د. منصور علي سيف
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=670809887207274&id=100028348056925