سعود سالم : أدونيس وعمامة رامبو
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم١-;-٢-;-١-;- - أدونيس وتعريب رامبوفي بلادي حيث يحيا الناس من دون عيون .. حيث يبكي الساذجون .. و يصلون .. و يزنون .. و يحيون اتكال .. منذ أن كانوا يعيشون اتكال .. و ينادون الهلال : " يا هلال .. أيها النبع الذي يمطر ماس .. و حشيشياً .. و نعاس .. أيها الرب الرخامي المعلق أيها الشيء الذي ليس يصدق" .. دمت للشرق .. لنا عنقود ماس للملايين التي عطلت فيها الحواسمقطع من قصيدة للشاعر السوري نزار قباني بعنوان "خبز وحشيش وقمر" نشرت عام 1956، تعطي صورة عن حالة الحصار العقلي والخمول الفكري والضمور والتخلف الإجتماعي في ذلك الوقت، من الإيمان بالخرافات والغيبيات والتواكل والخضوع والخمول والسير وراء الاساطير وانتظار معجزات السماء وسلطة الدين المدمرة، وكذلك تأثير "الحشيش" على العقول العربية مختلطا بالمواويل والأغاني والتواشيح الطويلة والتي لا تنتهي، وكذلك البطولات الخيالية المتمثلة في شخصيات رجالية وفحولية مثل أبوزيد الهلالي - العنتريات التي ما قتلت ذبابة.أحدثت هذه القصيدة في حينها - رغم ضعفها الجمالي وكونها نصا مباشرا أشبه بالمنشور السياسي ـ زوبعة سياسية في سوريا وفي العالم العربي، فقد طالب بعض السياسيين ورجال الدين بمصادرة الديوان، وطالب بعضهم بفصل نزار قباني من السلك الدبلوماسي الذي كان يعمل به آنذاك، وطالب البعض الآخر بمحاكمته، غير أن الوضع الإجتماعي والسياسي يبدو اليوم أكثر سوءا من هذه السنوات الغابرة.وها هو شاعر سوري آخر، أدونيس، بعد مرور أكثر من 34 عاما على تنديد نزار قباني بـ "تعطيل الحواس" في هذه القصيدة بواسطة الدين والخرافة والحشيش، ها هو أدونيس يمجد فكرة "تعطيل الحواس"، لدى الشعراء والمتصوفة وذلك من أجل أن يكون الشاعر "رائيا" لما لا يرى وشاهدا على عالم المجهول واللامرئي واللامحسوس، وذلك في نصه الذي حاول فيه تعريب الشاعر الفرنسي أرثور رامبو، بعنوان "رامبو - مشرقيا، صوفيا".. نُشرت هذه الدراسة في مجلّة "مواقف"، العدد 57، عام 1989، ثمّ في كتاب "الصوفيّة والسورياليّة" 1992. وفي هذه الدراسة يتخذ أدونيس وجهة نظر لا عقلية وما ورائية فيما يخص الواقع وفيما يخص التجربة الشعرية وبحاول أن يطرد العقل وينفيه نهائيا من المجال الفني والإبداعي : "حين نبطل فعل الحواس، نبطل ما يفصلنا عن الجوهر العميق للأشياء. تبدو الحياة آنذاك تآلفا كاملا، ويبدو الإنسان والطبيعة واحدا. في هذا المناخ تقوم العلاقات المباشرة الحية بين الموجودات، ويزول كل ما يفصل الإنسان عن الإنسان، وكل ما يعطل البراءة الأصلية" (ص244) وهذه النظرة المثالية التي تضع العالم الحقيقي داخل الأنا، هي مناقضة تماما لفكرة رامبو عن الأنا التي هي في العالم، وليست الأنا التي تحتوي العالم لأنها مثل بقية الكائنات يمكن للوعي أن يدركها كالشجرة والكرسي والسحاب - "الكون موضوع خارجي عند الأول - أي الغربي، وهو عند الثاني - أي الصوفي - داخلي - هو قلب وسريرة (ص241). ولا شك أن أدونيس يتبنى هذه النظرة الماورائية والسحرية ويدافع عنها في هذه الدراسة عن السريالية والصوفية.يسعى أدونيس في هذا النص إلى إظهار رامبو في جلباب مشرقي ويضع على رأسه عمامة صوفيّة، ويعتبر أنّ شعره لا يحتوي على أيّ أثر مهمّ للثقافة اليونانية، أو للثقافة "اليهودية - المسيحية"، ويستخلص أنّ تجربته فريدة داخل الثقافة الفرنسية نفسها وغريبة عن الشعر الفرنسي، وأن نصّه المفتوح على عالم التخييل والحلم والغرابة السحرية، يعارض الثقافة الغربية التي تتأسس على ال ......
#أدونيس
#وعمامة
#رامبو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747606
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم١-;-٢-;-١-;- - أدونيس وتعريب رامبوفي بلادي حيث يحيا الناس من دون عيون .. حيث يبكي الساذجون .. و يصلون .. و يزنون .. و يحيون اتكال .. منذ أن كانوا يعيشون اتكال .. و ينادون الهلال : " يا هلال .. أيها النبع الذي يمطر ماس .. و حشيشياً .. و نعاس .. أيها الرب الرخامي المعلق أيها الشيء الذي ليس يصدق" .. دمت للشرق .. لنا عنقود ماس للملايين التي عطلت فيها الحواسمقطع من قصيدة للشاعر السوري نزار قباني بعنوان "خبز وحشيش وقمر" نشرت عام 1956، تعطي صورة عن حالة الحصار العقلي والخمول الفكري والضمور والتخلف الإجتماعي في ذلك الوقت، من الإيمان بالخرافات والغيبيات والتواكل والخضوع والخمول والسير وراء الاساطير وانتظار معجزات السماء وسلطة الدين المدمرة، وكذلك تأثير "الحشيش" على العقول العربية مختلطا بالمواويل والأغاني والتواشيح الطويلة والتي لا تنتهي، وكذلك البطولات الخيالية المتمثلة في شخصيات رجالية وفحولية مثل أبوزيد الهلالي - العنتريات التي ما قتلت ذبابة.أحدثت هذه القصيدة في حينها - رغم ضعفها الجمالي وكونها نصا مباشرا أشبه بالمنشور السياسي ـ زوبعة سياسية في سوريا وفي العالم العربي، فقد طالب بعض السياسيين ورجال الدين بمصادرة الديوان، وطالب بعضهم بفصل نزار قباني من السلك الدبلوماسي الذي كان يعمل به آنذاك، وطالب البعض الآخر بمحاكمته، غير أن الوضع الإجتماعي والسياسي يبدو اليوم أكثر سوءا من هذه السنوات الغابرة.وها هو شاعر سوري آخر، أدونيس، بعد مرور أكثر من 34 عاما على تنديد نزار قباني بـ "تعطيل الحواس" في هذه القصيدة بواسطة الدين والخرافة والحشيش، ها هو أدونيس يمجد فكرة "تعطيل الحواس"، لدى الشعراء والمتصوفة وذلك من أجل أن يكون الشاعر "رائيا" لما لا يرى وشاهدا على عالم المجهول واللامرئي واللامحسوس، وذلك في نصه الذي حاول فيه تعريب الشاعر الفرنسي أرثور رامبو، بعنوان "رامبو - مشرقيا، صوفيا".. نُشرت هذه الدراسة في مجلّة "مواقف"، العدد 57، عام 1989، ثمّ في كتاب "الصوفيّة والسورياليّة" 1992. وفي هذه الدراسة يتخذ أدونيس وجهة نظر لا عقلية وما ورائية فيما يخص الواقع وفيما يخص التجربة الشعرية وبحاول أن يطرد العقل وينفيه نهائيا من المجال الفني والإبداعي : "حين نبطل فعل الحواس، نبطل ما يفصلنا عن الجوهر العميق للأشياء. تبدو الحياة آنذاك تآلفا كاملا، ويبدو الإنسان والطبيعة واحدا. في هذا المناخ تقوم العلاقات المباشرة الحية بين الموجودات، ويزول كل ما يفصل الإنسان عن الإنسان، وكل ما يعطل البراءة الأصلية" (ص244) وهذه النظرة المثالية التي تضع العالم الحقيقي داخل الأنا، هي مناقضة تماما لفكرة رامبو عن الأنا التي هي في العالم، وليست الأنا التي تحتوي العالم لأنها مثل بقية الكائنات يمكن للوعي أن يدركها كالشجرة والكرسي والسحاب - "الكون موضوع خارجي عند الأول - أي الغربي، وهو عند الثاني - أي الصوفي - داخلي - هو قلب وسريرة (ص241). ولا شك أن أدونيس يتبنى هذه النظرة الماورائية والسحرية ويدافع عنها في هذه الدراسة عن السريالية والصوفية.يسعى أدونيس في هذا النص إلى إظهار رامبو في جلباب مشرقي ويضع على رأسه عمامة صوفيّة، ويعتبر أنّ شعره لا يحتوي على أيّ أثر مهمّ للثقافة اليونانية، أو للثقافة "اليهودية - المسيحية"، ويستخلص أنّ تجربته فريدة داخل الثقافة الفرنسية نفسها وغريبة عن الشعر الفرنسي، وأن نصّه المفتوح على عالم التخييل والحلم والغرابة السحرية، يعارض الثقافة الغربية التي تتأسس على ال ......
#أدونيس
#وعمامة
#رامبو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747606
الحوار المتمدن
سعود سالم - أدونيس وعمامة رامبو