الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
غانم عمران المعموري : التنّاص ودلالته في القصة القصيرة - قناديل الموت - للكاتب العراقي أركان القيسي.
#الحوار_المتمدن
#غانم_عمران_المعموري يُشَّكل الموروث الديني والفلكلور الشعبي وعادات الشعوب وتقاليدهم وأعرافهم مادة غنية يستطيع الكاتب من خلالها استثمار فكرة أو مثل أو قصة وردت في آية من آيات القرآن الكريم ووضعها في قالبٍ سرّديٍّ يستند في صياغته على أسسٍ وشروطٍ للقص القصير لذا جاءت عنونة القصة القصيرة للقيسي " قناديل الموت " بجملةٍ اسميَّةٍ تتكون من مضاف ومضاف إليه لتعطي انطباع أولي يرتكز عليه خيال المتلقي ويأثث استنتاجاته ..وذلك ( بأنَّ العنوان رسالة لغوية تعرف بتلك الهوية وتحدّد مضمونها وتجذب القارئ إليها وتغريه بقراءتها وهو الظّاهر الّذي يدلّ على باطن النّص ومحتواه )1..اعتمد القيسي في بنائه الفني للقصة القصيرة على التنّاص الديني بحبْكةٍ ابداعيةٍ من خلال تحويل المباشرة في التسلسل السرّدي إلى عملٍ أدبيٍّ بشروطه الفنيّة والموضوعية لذلك كانت قصة النمرود هي نقطة الانطلاق والارتكاز في صياغةِ حكايته ونسجها بأسلوب أدبي بطريقة غرائبية من خلال خياله الخصب وثقافته الأدبية مما يجعل المتلقي يستذكر قصة قابعة في خياله ويحاول أن يجد نقطة ترابط أو تشابه بين القصتين, وهل جاءت بأسلوب آخر مُغاير؟ وما هو الهدف من تلك الحكاية ؟ وما علاقة النمرود بالشخصية الرئيسة في قصة ( قناديل الموت ) ؟ وهل الموت هو ثيمةٍ اساسيةٍ في هذا العمل الأدبي ؟ ولماذا لم يجعل الكاتب العنونة من كلمةٍ واحدةٍ غامضةٍ غير موحية ؟ جاءت العنونة بثنائية تضادية أراد الكاتب من خلالها أن يثير فضول المتلقي ويجعله أمام مقارنة ومعادلة صعبة ؟ تساؤلات عديدة تتولد أيهما ينتصر الخير أم الشر ؟ ومن يبقى النور أم الظلمة في عالمٍ مُخيف تتصارع فيه قوى الخير وقوى الشر على مصالح دنيوية..استثمر القيسي الرمز الميثولوجي في صياغة حكايته بأسلوبٍ غرائبيٍّ يعتمد تنامي الخيال بمشهديةٍ حركيةٍ والدخول المفاجئ إلى البنية الرئيسية للحدث كما في ( ركبنا البحر ليلاً على متن قارب صغير بعدما أحرق النمرود البلاد وقال أنا ربكم الأعلى, لكن جشع صاحب القارب زاد من حمولته حتى انتفخت وتورمت بطن مركبنا ...) هنا استطاع الكاتب التحول من المباشرة ( قصة النمرود ) والدخول في منعطف آخر بأسلوب فني دون أن يشعر القارئ بذلك الانعطاف ويستهويه ويثير فضوله في تتابع القراءة حتى النهاية ليتعرف على العلاقة الترابطية بين قصة النمرود بموروثها الديني المعروف لدى العامة من الناس وبين مقاصد الكاتب وما يرمي إليه ..تحدث لنا عن مغامرة الشخصية الرئيسة الّتي جاءت بلسان أنا السارد وما جرى عليها من محن في تلك الجزيرة التي نجى فيها من الغرق ومطاردة الذئب والحيوانات المفترسة برحلة طويلة قضاها بين الخوف والقلق والجوع والعطش والموت يحيطه من كل جانب حتى لاح له الأمل بوصول مجموعة من الصيادين كما في ( فإذا بشباك صياد تخنقني, تفاجأ الصيادون وتفاجأت أنا ولكن فرحت أخيرا أبناء جلدتي ولا وحوش الصحراء أخذوني إلى السيارة ... ) .. يطغو الصوت الواحد في سرّد أحداث مكثفة في زمانٍ ومكانٍ واحد دون أن يضع حواريه على لسان شخوص ثانوية وبيان آرائهم الضدية وتوجهاتهم الفكرية ليضع القارئ بمقارنة والميل إلى جانب من الجوانب التي يراها أكثر انطباقاً مع أفكاره وإنما كان صوت المؤلف هو المهيمن على كل الأصوات( أخذوني إلى السيارة سقوني ماء واطعموني وعرفوا بقصتي كلها ... ) .. ولكن بتقنيةٍ سرّدية استطاع الكاتب كسر أفق التوقع لدى القارئ من خلال التحول المفاجئ في أحداث العمل الأدبي والدخول في ثيمةٍ جديدةٍ تختلف عن العنونة الّتي اعطت للمتلقي انطباع أولي عن الموت تجلت بالخيانة والخبث والقذارة الّتي يُمارسها بعض البشر ......
#التنّاص
#ودلالته
#القصة
#القصيرة
#قناديل
#الموت
#للكاتب
#العراقي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762196