إبراهيم العثماني : الطّاهر الهمّامي والمعارك الأدبيّة
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_العثماني مـــــــــــــــقدّمة: ممّا لا جدال فيه أنّ أهميّة المعارك الأدبيّة تكمن في تحريك السّواكن وتفجير الطّاقات الكامنة في نفوس المجادلين، وإذكاء جذوة الجدل. والمعارك الأدبيّة أمارة من أمارات حيويّة المجتمعات وعلامة من علامات رغبة كتّابها ومثقّفيها في إثارة الأسئلة الحارقة وبلورة المفاهيم الملتبسة لإغناء السّاحة الأدبية بمتن نقدي ثريّ ومفيد حاضرا ومستقبلا. وقد عاش المجتمع التّونسي مثل هذه المعارك في عقدي السّبعينات والثّمانينات من القرن العشرين. وقد لا نجانب الحقيقة إن قلنا إنّ الطّاهر الهمّامي (1947 -2009) هو بطل هذه المعارك ومفجّر قضاياها ومغذّي صراعاتها. فقد كان من أكبر الفاعلين في حركة الطّليعة الأدبيّة (1968- 1972 ) إبداعا وتنظيرا ومجادلة، وكان كذلك رأس مدرسة نقديّة منظّرا للواقعيّة وشارحا أسسها ومقوّماتها ومتصدّيا لخصومها أثناء الجدل الّذي عرفته الأيّام الشّعريّة في بداية الثمانينات. وقد أبى إلاّ أن يثير، في المنتصف الثاني من الثّمانينات، معركة جديدة محورها علاقة الشّعر التّونسي المعاصر بالحداثة والواقعيّة من خلال مقالة موسومة ب"نزعات شعريّة غائبة عن زمانها باسم الحداثة"(1) تناول فيها بالدّرس والتّحليل واقع الشّعر التّونسي في الثّمانينات. وهي موضوع دراستنا.1- غربة شعر الثمانينات في تونس عن زمانه لم يتناول الطّاهر الهمامي دراسة الشّعر التّونسي بمعزل عن المؤثرات الخارجية بجناحيها الكوني والعربي. لذا تحدّث في المقدّمة العامّة الّتي وطّأ بها مقالته عن الحداثة في السّاحة الشّعرية العربية والتيارات الرّافعة للواء التّجديد، والنّظرة الّتي قادت هذه التيارات. وقد لاحظ أنّ الحداثة تجاذبتها نظرتان: نظرة شكليّة تقنويّة ركّزت على ما هو صوتي ولغوي ومعماري...ونظرة شموليّة" لا ترى تحديث القصيدة والخطاب الشّعري خارج الاستجابة لتطوّر حقيقي يشمل البنية والوعي معا" (ص9). وتوقف طويلا عند المدرسة العصرانيّة الغربيّة واستراتيجيّتها. فقد آخذها على تعتيم رؤية المثقّفين ودفعهم إلى العزلة والانطواء. فهذه المدرسة تعبّر" في مجال الأدب والفنّ عن طور الانحطاط الكامل للبورجوازيّة وقيمها المجتمعيّة"، وهي" مجنّدة لمحاربة الواقعيّة والواقعيّة الاشتراكيّة خاصّة". ثمّ استعرض بإسهاب مقوّمات الإستراتيجية الجماليّة والفكريّة لهذه المدرسة والمتمثّلة في العناصر التالية: 1) اعتبار الجنون أرقى درجات الإبداع الأدبي والفنّي، ونفي دور المنطق والعقل، والتّبشير ب"كتابة أوتوماتيكيّة"..وبفنيات " اللامعقول" والثّرثرة والهذيان والقيء لدى"أبطال" كتّاب المسرح والرّواية الفرنسيّين. 2) تقديم الهموم الضيّقة للفرد على أنّها المعين الوحيد للفنّان3) تقديم الفنّان على أنّه من طينة خاصّة وجنس مخصوص واعتبار المجتمع عدوّا له والجماهير كتلة بليدة.4) اعتبار التّعتيم والتّعقيد والفوضى عنوان الإبداع "الطّليعي" الرّائد5) التّحلّل من كلّ خصوصيّة وطنيّة وقوميّة جسرا للعالميّة وشرطا للشّهرة وذيوع الصّيت باسم "الكوسموبوليّة" أو الكونيّة.6) تقديم واقعيّة الأدب والفنّ على أنّها أمر خارج عن طبيعته وحاطّ من قيمته واعتبار السّياسة عدوّته الأولى.7) الدّعوة إلى لزوم "الاستقلاليّة" و"الحياد" في القضايا الاجتماعية حفاظا على"قدسيّة" الفن و"نقاوة" يد الفنان.8) اعتبار التّقنية كلّ شيء والإنسان لاشيء وبالتّالي الرّفع من شأن الشّكل على حساب المضمون.9) الدّعوة إلى نقد أدبي وفنّي "علمي" أي متخلّص من" ربقة الإيديولوجيا" و"غير منحاز" يهتمّ بدراسة الأشكال والبنى ويص ......
#الطّاهر
#الهمّامي
#والمعارك
#الأدبيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759737
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_العثماني مـــــــــــــــقدّمة: ممّا لا جدال فيه أنّ أهميّة المعارك الأدبيّة تكمن في تحريك السّواكن وتفجير الطّاقات الكامنة في نفوس المجادلين، وإذكاء جذوة الجدل. والمعارك الأدبيّة أمارة من أمارات حيويّة المجتمعات وعلامة من علامات رغبة كتّابها ومثقّفيها في إثارة الأسئلة الحارقة وبلورة المفاهيم الملتبسة لإغناء السّاحة الأدبية بمتن نقدي ثريّ ومفيد حاضرا ومستقبلا. وقد عاش المجتمع التّونسي مثل هذه المعارك في عقدي السّبعينات والثّمانينات من القرن العشرين. وقد لا نجانب الحقيقة إن قلنا إنّ الطّاهر الهمّامي (1947 -2009) هو بطل هذه المعارك ومفجّر قضاياها ومغذّي صراعاتها. فقد كان من أكبر الفاعلين في حركة الطّليعة الأدبيّة (1968- 1972 ) إبداعا وتنظيرا ومجادلة، وكان كذلك رأس مدرسة نقديّة منظّرا للواقعيّة وشارحا أسسها ومقوّماتها ومتصدّيا لخصومها أثناء الجدل الّذي عرفته الأيّام الشّعريّة في بداية الثمانينات. وقد أبى إلاّ أن يثير، في المنتصف الثاني من الثّمانينات، معركة جديدة محورها علاقة الشّعر التّونسي المعاصر بالحداثة والواقعيّة من خلال مقالة موسومة ب"نزعات شعريّة غائبة عن زمانها باسم الحداثة"(1) تناول فيها بالدّرس والتّحليل واقع الشّعر التّونسي في الثّمانينات. وهي موضوع دراستنا.1- غربة شعر الثمانينات في تونس عن زمانه لم يتناول الطّاهر الهمامي دراسة الشّعر التّونسي بمعزل عن المؤثرات الخارجية بجناحيها الكوني والعربي. لذا تحدّث في المقدّمة العامّة الّتي وطّأ بها مقالته عن الحداثة في السّاحة الشّعرية العربية والتيارات الرّافعة للواء التّجديد، والنّظرة الّتي قادت هذه التيارات. وقد لاحظ أنّ الحداثة تجاذبتها نظرتان: نظرة شكليّة تقنويّة ركّزت على ما هو صوتي ولغوي ومعماري...ونظرة شموليّة" لا ترى تحديث القصيدة والخطاب الشّعري خارج الاستجابة لتطوّر حقيقي يشمل البنية والوعي معا" (ص9). وتوقف طويلا عند المدرسة العصرانيّة الغربيّة واستراتيجيّتها. فقد آخذها على تعتيم رؤية المثقّفين ودفعهم إلى العزلة والانطواء. فهذه المدرسة تعبّر" في مجال الأدب والفنّ عن طور الانحطاط الكامل للبورجوازيّة وقيمها المجتمعيّة"، وهي" مجنّدة لمحاربة الواقعيّة والواقعيّة الاشتراكيّة خاصّة". ثمّ استعرض بإسهاب مقوّمات الإستراتيجية الجماليّة والفكريّة لهذه المدرسة والمتمثّلة في العناصر التالية: 1) اعتبار الجنون أرقى درجات الإبداع الأدبي والفنّي، ونفي دور المنطق والعقل، والتّبشير ب"كتابة أوتوماتيكيّة"..وبفنيات " اللامعقول" والثّرثرة والهذيان والقيء لدى"أبطال" كتّاب المسرح والرّواية الفرنسيّين. 2) تقديم الهموم الضيّقة للفرد على أنّها المعين الوحيد للفنّان3) تقديم الفنّان على أنّه من طينة خاصّة وجنس مخصوص واعتبار المجتمع عدوّا له والجماهير كتلة بليدة.4) اعتبار التّعتيم والتّعقيد والفوضى عنوان الإبداع "الطّليعي" الرّائد5) التّحلّل من كلّ خصوصيّة وطنيّة وقوميّة جسرا للعالميّة وشرطا للشّهرة وذيوع الصّيت باسم "الكوسموبوليّة" أو الكونيّة.6) تقديم واقعيّة الأدب والفنّ على أنّها أمر خارج عن طبيعته وحاطّ من قيمته واعتبار السّياسة عدوّته الأولى.7) الدّعوة إلى لزوم "الاستقلاليّة" و"الحياد" في القضايا الاجتماعية حفاظا على"قدسيّة" الفن و"نقاوة" يد الفنان.8) اعتبار التّقنية كلّ شيء والإنسان لاشيء وبالتّالي الرّفع من شأن الشّكل على حساب المضمون.9) الدّعوة إلى نقد أدبي وفنّي "علمي" أي متخلّص من" ربقة الإيديولوجيا" و"غير منحاز" يهتمّ بدراسة الأشكال والبنى ويص ......
#الطّاهر
#الهمّامي
#والمعارك
#الأدبيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759737
الحوار المتمدن
إبراهيم العثماني - الطّاهر الهمّامي والمعارك الأدبيّة