هاجر منصوري : النساء والأعياد... ألوان وأوسمة وكثير من التحدّيات
#الحوار_المتمدن
#هاجر_منصوري علاقة النساء التونسيّات بالأعياد على ثلاثة أنواع لكلّ واحدة منها أولوانها وأوسمتها الخاصّة: فنجد نوع العلاقة التي تكون فيها النساء منخرطات مع الرجال سويّة في الاحتفاء على نفس القدر من المسافة والدرجة، ويتجلّى ذلك في الأعياد الوطنيّة المرتبطة بالشأن العام والقضايا المشتركة بين الجنسين من قبيل عيد الثورة والشباب في 14 جانفي، والاستقلال في 20 مارس، والشهداء في 9 أفريل، والشغل في غرّة ماي، والجمهوريّة في 25 جويلية، والجلاء في 15 أكتوبر وغيرها... وجميعها تقريبا أعياد وطنيّة ترسّخ قيم الجمهوريّة والمواطنة بما تستوجبه من مساواة في الحقوق والواجبات، ولا تقتضي احتفاليّتها ترتيبات مخصوصة تقوم بها الأسرة التونسيّة فهي لا تخاطب البطون بل تخاطب العقول مستنهضة إيّاها للتذكّر قصد الاعتبار وحاثّة الهمم إلى البناء الجماعي الشامل وازدهار الوطن في مشروع إنساني كامل لا يتحقّق بالرّجال دون النساء وإنّما بهما معا. ولهذا تتّخذ هذه النوعيّة من علاقة النساء بالأعياد ألوان العلم التونسي ودماء شهداء الوطن وشهيداته المسجّلات/ين أو المنسيّات/ين على عرصات الذّاكرة. وأمّا نوع العلاقة الثانية، فنلمس انخراط النساء فيها بشكل ذاتيّ ونسويّ في احتفاليّة خصّصت لإكرامهنّ وتوسيمهنّ من أجل تضحياتهنّ ونضالاتهنّ. وتستبطن هذه العلاقةَ الأعيادُ الخاصّة بجنس النساء مثل عيد المرأة والاحتفاء بمجلّة الأحوال الشخصيّة، وعيد المرأة العالمي، وعيد الأمّ وغيرها. وتعبّر الاحتفاليّة بهذه الأعياد عن رؤية نسويّة إنسانيّة تسعى إلى الاعتراف بوجود النساء في مستوى الفعل والبناء الاجتماعيّين بعد قرون طويلة من التهميش والاستغلال والإقصاء تحت قيود " الجنس" وخصوصيّته " الطبيعيّة" التي تفيض فيضا تمييزيّا في الأدوار الاجتماعيّة بمجالاتها المختلفة اقتصاديّة أو سياسيّة أو الثقافيّة إلخ... ويجدر التذكير بأنّ هذه الأعياد والمناسبات ما كانت لتتحقّق دون حراك مجتمعي نسويّ وإرادة سياسيّة أفضت إلى إجراءات قانونيّة تسعى إلى الرفع في كلّ مرّة من أشكال الحيف والظلم المسلّط على النساء: بدءا بـ"عيد المرأة في تونس" الذي يحتفل به في 13 أوت من كلّ سنة، تستعيد فيه التونسيّات ذكرى مجلّة الأحوال الشخصية التونسيّة التي صدرت في هذا التاريخ من سنة 1956، وغيّرت بشكل جوهريّ قوانين الأسرة رفعا للظّلم الاجتماعي الذكوري المسلّط على النساء، فجرّمت تعدّد الزوجات ومنعته ووسحب قوامة الرجل في الطلاق وعهدت به إلى المحكمة. ولا يغيب عنّا أنّ ما ورد في المجلّة من قوانين هامّة في حقّ النساء والأسرة إنّما مهّدت له إرهاصات مجتمعيّة نسويّة وجدت من السياسة التونسيّة داعما لها ونصيرا. ولولا فرض الرّئيس الأوّل الحبيب بورقيبة لها لكانت الأحوال على ما هي عليه كما في سائر البلدان العربيّة. ثمّ " اليوم العالمي للمرأة"، ويعود تاريخه إلى الثامن من مارس 1908، حينما خرجت آلاف النساء في شوارع نيويورك محتجّات على ظروف العمل القاسية التي كنّ يعملن فيها، وقد حملن خبزا يابسا وباقات من الورد كانت شعارهنّ في حراكهنّ" خبز وورد". وتبنّت النساء في بعض الدول الأوروبيّة هذه المناسبة الاحتفالية في نفس التاريخ بعد نجاحها بأمريكا، إلى أن أصدرت الأمم المتّحدة قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد يوم في السنة للاحتفال بالمرأة فاختارت معظم الدول يوم الثامن من مارس يوماً للمرأة. وفيه تكرّم الشخصيّات النسائيّة العامّة ممّن ساهمن في بناء أوطانهنّ وتبنّين قضيّة المساواة بين الجنسين فكرا وفعلا، وما يزلن يدافعن من أجل تحقيقها على أرض الواقع، ولا سينا في واقعنا ال ......
#النساء
#والأعياد...
#ألوان
#وأوسمة
#وكثير
#التحدّيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711646
#الحوار_المتمدن
#هاجر_منصوري علاقة النساء التونسيّات بالأعياد على ثلاثة أنواع لكلّ واحدة منها أولوانها وأوسمتها الخاصّة: فنجد نوع العلاقة التي تكون فيها النساء منخرطات مع الرجال سويّة في الاحتفاء على نفس القدر من المسافة والدرجة، ويتجلّى ذلك في الأعياد الوطنيّة المرتبطة بالشأن العام والقضايا المشتركة بين الجنسين من قبيل عيد الثورة والشباب في 14 جانفي، والاستقلال في 20 مارس، والشهداء في 9 أفريل، والشغل في غرّة ماي، والجمهوريّة في 25 جويلية، والجلاء في 15 أكتوبر وغيرها... وجميعها تقريبا أعياد وطنيّة ترسّخ قيم الجمهوريّة والمواطنة بما تستوجبه من مساواة في الحقوق والواجبات، ولا تقتضي احتفاليّتها ترتيبات مخصوصة تقوم بها الأسرة التونسيّة فهي لا تخاطب البطون بل تخاطب العقول مستنهضة إيّاها للتذكّر قصد الاعتبار وحاثّة الهمم إلى البناء الجماعي الشامل وازدهار الوطن في مشروع إنساني كامل لا يتحقّق بالرّجال دون النساء وإنّما بهما معا. ولهذا تتّخذ هذه النوعيّة من علاقة النساء بالأعياد ألوان العلم التونسي ودماء شهداء الوطن وشهيداته المسجّلات/ين أو المنسيّات/ين على عرصات الذّاكرة. وأمّا نوع العلاقة الثانية، فنلمس انخراط النساء فيها بشكل ذاتيّ ونسويّ في احتفاليّة خصّصت لإكرامهنّ وتوسيمهنّ من أجل تضحياتهنّ ونضالاتهنّ. وتستبطن هذه العلاقةَ الأعيادُ الخاصّة بجنس النساء مثل عيد المرأة والاحتفاء بمجلّة الأحوال الشخصيّة، وعيد المرأة العالمي، وعيد الأمّ وغيرها. وتعبّر الاحتفاليّة بهذه الأعياد عن رؤية نسويّة إنسانيّة تسعى إلى الاعتراف بوجود النساء في مستوى الفعل والبناء الاجتماعيّين بعد قرون طويلة من التهميش والاستغلال والإقصاء تحت قيود " الجنس" وخصوصيّته " الطبيعيّة" التي تفيض فيضا تمييزيّا في الأدوار الاجتماعيّة بمجالاتها المختلفة اقتصاديّة أو سياسيّة أو الثقافيّة إلخ... ويجدر التذكير بأنّ هذه الأعياد والمناسبات ما كانت لتتحقّق دون حراك مجتمعي نسويّ وإرادة سياسيّة أفضت إلى إجراءات قانونيّة تسعى إلى الرفع في كلّ مرّة من أشكال الحيف والظلم المسلّط على النساء: بدءا بـ"عيد المرأة في تونس" الذي يحتفل به في 13 أوت من كلّ سنة، تستعيد فيه التونسيّات ذكرى مجلّة الأحوال الشخصية التونسيّة التي صدرت في هذا التاريخ من سنة 1956، وغيّرت بشكل جوهريّ قوانين الأسرة رفعا للظّلم الاجتماعي الذكوري المسلّط على النساء، فجرّمت تعدّد الزوجات ومنعته ووسحب قوامة الرجل في الطلاق وعهدت به إلى المحكمة. ولا يغيب عنّا أنّ ما ورد في المجلّة من قوانين هامّة في حقّ النساء والأسرة إنّما مهّدت له إرهاصات مجتمعيّة نسويّة وجدت من السياسة التونسيّة داعما لها ونصيرا. ولولا فرض الرّئيس الأوّل الحبيب بورقيبة لها لكانت الأحوال على ما هي عليه كما في سائر البلدان العربيّة. ثمّ " اليوم العالمي للمرأة"، ويعود تاريخه إلى الثامن من مارس 1908، حينما خرجت آلاف النساء في شوارع نيويورك محتجّات على ظروف العمل القاسية التي كنّ يعملن فيها، وقد حملن خبزا يابسا وباقات من الورد كانت شعارهنّ في حراكهنّ" خبز وورد". وتبنّت النساء في بعض الدول الأوروبيّة هذه المناسبة الاحتفالية في نفس التاريخ بعد نجاحها بأمريكا، إلى أن أصدرت الأمم المتّحدة قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد يوم في السنة للاحتفال بالمرأة فاختارت معظم الدول يوم الثامن من مارس يوماً للمرأة. وفيه تكرّم الشخصيّات النسائيّة العامّة ممّن ساهمن في بناء أوطانهنّ وتبنّين قضيّة المساواة بين الجنسين فكرا وفعلا، وما يزلن يدافعن من أجل تحقيقها على أرض الواقع، ولا سينا في واقعنا ال ......
#النساء
#والأعياد...
#ألوان
#وأوسمة
#وكثير
#التحدّيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711646
الحوار المتمدن
هاجر منصوري - النساء والأعياد... ألوان وأوسمة وكثير من التحدّيات