الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
بديع الآلوسي : قليل من هارمون السعادة يكفي ..
#الحوار_المتمدن
#بديع_الآلوسي تعد مارغريت واحدة من المهوسات بالكتابة ، مع ذلك حاولت الانتحار ثلاث مرات لكنها لم توفق ، كل ذلك اثار اسئلة مزعجة في ذهن جدتها ، التي كانت تظن ان حالة الغثيان وما كان ينتاب حفيدتها له علاقة بهيمنة عفاريت شريرة تفترس قلبها أو بسبب حساسية مارغريت المفرطة المقرونة بالكآبة ، التي تعزز في ذهنها فكرة تدمير الروح الخاضعة للضياع والفوضى الداخلية .ربما لهذا كانت كلما الم َ بها الوجع و تشتت انفعالاتها بين الحب والكراهية ، تهرع الى جدتها ، التي هي الاخرى تعيش مع مخلوقات شفافة منذ ان توفى زوجها .وقد المحت مارغريت لهذه العلاقة المميزة في روايتها ( سيدة بلون الحلم ) ، وجاءت زيارتها اليوم ، والتي رُتب لها منذ اسبوعين ، حيث قررتا تقاسم صور وذكريات وافكار لا تخص سواهما .فمارغريت ذات الاربعين سنة ، مثل الكثير من الشابات تحيا بلا هدف وتمارس عادات غريبة منها تعاطي الحشيشة كتعويض عن الخسارة أو كصرخة احتجاج ضد مواجع الحياة النفسية .اليوم وبعد السادسة مساءا ً بقليل ، ذهبت الى بيت جدتها أوغيت ، محملة بالفرح ، وما ان دخلت الى الصالة ، حتى تفاجأت بوجهها المبتسم وهي تحتسي القهوة بنشوة وحبور ، نظرة عيناها الواسعتين ذكرت حفيدتها بعجائز الاساطير اللواتي يمزجن الاحلام بالأسرار .اول ما لفت انتباه مارغريت فستان جدتها الجديد ، المزين بالورود والطيور والمرسوم بالألوان الدافئة . اما الصالة فكانت معطرة برائحة الزهورات المنعشة ، وقد توزعت الشموع الصغيرة في زوايا المكان وقرب الشباك وعلى الطاولة المستديرة .في ذلك المساء الربيعي ، شرعت الجدة بذلك السؤال البريء : لماذا لم تصطحبي معك صديقك الوسيم ذا العينين الزائغتين ؟ارادت مارغريت ان تعبر عن رأيها بعدم رغبتها بوجود مخلوق آخر، كي لا يربك هذه الامسية بأفكاره البرجوازية والحديث عن موضوعات الكبت الجنسي المزعجة ، ولكنها طوت تفاصيل تلك الامور الصغيرة . واكتفت بقولهاـ لأنه سيفسد ... بدأت الجدة حديثها دون ان تتخيل ان هذه الأمسية ستكرس عن هموم الأدب وفضاءاته الساحرة . وما ان رفعت نظرها لحفيدتها التي كانت تخلع معطفها المطري ، حتى فاجأتها بتلك العبارة المقتضبة دون مقدمات : ـ لديك أفكار ممتعة .فردت مارغريت دون ابطاء :ــ أحاول ان ارتب أفكاري ، لكني في بعض الأحيان أعجز بالعثور على الشكل الأمثل .اوغيت : يا غاليتي ، اجد نظرتك السوداوية واضحة فيما تكتبين ، حتى ان اغلب ابطال قصصك يلاقون حتفهم على نحو مأساوي وحزين .مارغريت : البطل يا جدتي ليس إلاها ً ، في لحظة من الزمن نموت .اوغيت : مضى كل شيء .. فهل تذكرين كيف مات جدك ِ ؟مارغريت : غادرنا كبطل ، مات وهو يحاول انقاذ شابة من الغرق ، حيث لفظ انفاسه مباشرة بعد ان اوصلها الى الشاطئ . اوغيت : كان موته صدمة كبيرة بالنسبة لي ، كان بصحة جيدة ، يكره الاطباء والادوية ، لكنه منذ ان تزوجنا كان يردد ان الحياة رحلة مذهلة .صمتت قليلا ً ومن ثم أردفت ، بعد ان اطفأت الحفيدة الشمعة التي امامها اوغيت : اني في حيرة من امري ، هل لك يا عزيزتي ان تخبريني لماذا تشغلك الكتابة فقط ؟مارغريت :( وهي تبتسم ) يا جدتي ان الآلهة لم تترك لي خيار آخر ، لكني في السنوات الاخيرة بدأت اجد في الكتابة والقراءة ما هو مثير وممتع .اوغيت : الا تعتقدين يا حفيدتي المبدعة ، من ان القراء يبحثون عن أدب للتسلية ، وهذا ما لم اجده في كتاباتك .مارغريت : انا لست مهرجة سيرك ، بل كاتبة أجد عزائي فيما أكتب .اوغيت  : ارجو ......
#قليل
#هارمون
#السعادة
#يكفي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713615