مية الرحبي : أفكار عن العنف ضد السوريات
#الحوار_المتمدن
#مية_الرحبي ليست وحدها آية، بل ملايين النساء السوريات كن ضحايا العنف بكل أشكاله. هل هنالك امرأة سورية تستطيع القول أنها لم تكن ضحية شكل من أشكال العنف، أو تعرضت لكل أشكاله، يوما ما؟يتجذر العنف ضد المرأة عميقًا داخل المجتمعات الإنسانية كافة، وإن اختلفت أشكاله وأنماطه، فرغم التقدم القانوني الذي أحرزته بعض الدول في هذا المجال بقي الموضوع اشكاليًا مسكوتًا عنه، تتحمل الضحية غالبًا عبأه. في مجتمعاتنا العربية تمت شرعنة العنف ضد المرأة بقوانين جائرة، تتعاضد مع أعراف اجتماعية وتفسيرات دينية تجعل من المرأة الضحية موضوعًا لعنف أكبر يقع عليها في حال تجرأت وأعلنت عما تعرضت له من عنف.في سوريا وفي الزمن الذي سمي زمن السلم، رغم ما كان يتم فيه من قمع واضطهاد مسكوت عنه، عانى الرجال من عنف الدولة الذي تجلى في إذلالهم وقهرهم وإفقارهم وإعتقالهم وتعذيبهم، وعانت النساء ذلك كلَّه مضافًا إليه عنف أسري ومجتمعي واقتصادي وقانوني.لايوجد في تاريخ سوريا الحديث أي إحصاء أو دراسة أو بحث قامت به جهة رسمية عن هذا الموضوع، لكن مشاهداتنا المجتمعية تخبرنا بما لا يدع مجالاً للشك أن العنف ضد المرأة كان ظاهرة متفشية في المجتمع مشرعنة قانونيا، ومغطاة بلبوس ديني، تفتقت عنه تفسيرات دينية نابعة من أذهان فقهاء ورجال دين، لا زالوا يطلون علينا في برامج تلفزيونية، حاملين أفكاراً من قرون مضت، يغذون عنف متأصل لدى رجال ربّوا في مجتمع ذكوري مبني على التسلط والهيمنة والسيطرة من قبل كل من يمتلك سلطة سياسية أو مجتمعية أو اقتصادية، جعلت الرجال الأقوياء في أعلى السلم الاجتماعي، يتلذذون بممارسة العنف على كل الفئات المهمشة الضعيفة في المجتمع من رجال ونساء وأطفال.الرجل، في مجتمعنا المحكوم بأنظمة استبدادية، هو السيد القوام، يمارس جبروته وديكتاتوريته على من هو أضعف منه ولو كان فرد واحد أو أسرة صغيرة، فهو لايشعر بقيمته ووجوده إلا بتسلطه هذا.تتعاضد الدولة والمجتمع والأسرة في بلادنا لممارسة جميع أشكال العنف ضد المرأة، رغم أن هذه الجهات هي الجهات الموكل إليها افتراضياً حماية ورعاية المرأة، وكل فرد آخر في المجتمع. وتمارس هذه الجهات مجتمعة كل أشكال العنف القائم على أساس النوع أو الجنس الذي عرفها «الإعلان العالمي للقضاء على العنف المسلط على النساء»، المنبثق عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة بموجب التوصية عدد 48/104 المؤرخة في 18 كانون الأول 1993، بأنه أي فعل ينتج عنه أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.بداية الألفية الحالية حاولنا كمدافعات عن حقوق المرأة تنظيم أنفسنا في تجمعات صغيرة، رفضت الحكومة آنذاك ترخيصها، بل تمت ملاحقتنا أمنياً بسبب نشاطنا في المجال النسوي، ورغم ذلك استطعنا تحقيق بعض الانجازات الصغيرة، أحدها كان استبيان عن العنف الأسري أجريتُ عليه دراسة لتحري انتشار ظاهرة العنف الأسري ضد المرأة في المجتمع السوري (ولنا الفخر أن تلك هي الدراسة الوحيدة التي تمت في سوريا في هذا المجال)، على 500 عينة عشوائية لنساء من مختلف مناطق سوريا ومختلف الشرائح المجتمعية المتباينة اقتصادياً وثقافياً وعرقياً ودينياً، ويمكننا تلخيص نتائجه كما يلي:80% من الفتيات تعرضن لعنف معنوي من قبل أسرهن في الطفولة.80% من الفتيات تعرضن لعنف جسدي من قبل أسرهن في الطفولة. 14% من النساء تعرضن للتحرش من قبل المحارم في الطفولة.منع الأ ......
#أفكار
#العنف
#السوريات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690428
#الحوار_المتمدن
#مية_الرحبي ليست وحدها آية، بل ملايين النساء السوريات كن ضحايا العنف بكل أشكاله. هل هنالك امرأة سورية تستطيع القول أنها لم تكن ضحية شكل من أشكال العنف، أو تعرضت لكل أشكاله، يوما ما؟يتجذر العنف ضد المرأة عميقًا داخل المجتمعات الإنسانية كافة، وإن اختلفت أشكاله وأنماطه، فرغم التقدم القانوني الذي أحرزته بعض الدول في هذا المجال بقي الموضوع اشكاليًا مسكوتًا عنه، تتحمل الضحية غالبًا عبأه. في مجتمعاتنا العربية تمت شرعنة العنف ضد المرأة بقوانين جائرة، تتعاضد مع أعراف اجتماعية وتفسيرات دينية تجعل من المرأة الضحية موضوعًا لعنف أكبر يقع عليها في حال تجرأت وأعلنت عما تعرضت له من عنف.في سوريا وفي الزمن الذي سمي زمن السلم، رغم ما كان يتم فيه من قمع واضطهاد مسكوت عنه، عانى الرجال من عنف الدولة الذي تجلى في إذلالهم وقهرهم وإفقارهم وإعتقالهم وتعذيبهم، وعانت النساء ذلك كلَّه مضافًا إليه عنف أسري ومجتمعي واقتصادي وقانوني.لايوجد في تاريخ سوريا الحديث أي إحصاء أو دراسة أو بحث قامت به جهة رسمية عن هذا الموضوع، لكن مشاهداتنا المجتمعية تخبرنا بما لا يدع مجالاً للشك أن العنف ضد المرأة كان ظاهرة متفشية في المجتمع مشرعنة قانونيا، ومغطاة بلبوس ديني، تفتقت عنه تفسيرات دينية نابعة من أذهان فقهاء ورجال دين، لا زالوا يطلون علينا في برامج تلفزيونية، حاملين أفكاراً من قرون مضت، يغذون عنف متأصل لدى رجال ربّوا في مجتمع ذكوري مبني على التسلط والهيمنة والسيطرة من قبل كل من يمتلك سلطة سياسية أو مجتمعية أو اقتصادية، جعلت الرجال الأقوياء في أعلى السلم الاجتماعي، يتلذذون بممارسة العنف على كل الفئات المهمشة الضعيفة في المجتمع من رجال ونساء وأطفال.الرجل، في مجتمعنا المحكوم بأنظمة استبدادية، هو السيد القوام، يمارس جبروته وديكتاتوريته على من هو أضعف منه ولو كان فرد واحد أو أسرة صغيرة، فهو لايشعر بقيمته ووجوده إلا بتسلطه هذا.تتعاضد الدولة والمجتمع والأسرة في بلادنا لممارسة جميع أشكال العنف ضد المرأة، رغم أن هذه الجهات هي الجهات الموكل إليها افتراضياً حماية ورعاية المرأة، وكل فرد آخر في المجتمع. وتمارس هذه الجهات مجتمعة كل أشكال العنف القائم على أساس النوع أو الجنس الذي عرفها «الإعلان العالمي للقضاء على العنف المسلط على النساء»، المنبثق عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة بموجب التوصية عدد 48/104 المؤرخة في 18 كانون الأول 1993، بأنه أي فعل ينتج عنه أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.بداية الألفية الحالية حاولنا كمدافعات عن حقوق المرأة تنظيم أنفسنا في تجمعات صغيرة، رفضت الحكومة آنذاك ترخيصها، بل تمت ملاحقتنا أمنياً بسبب نشاطنا في المجال النسوي، ورغم ذلك استطعنا تحقيق بعض الانجازات الصغيرة، أحدها كان استبيان عن العنف الأسري أجريتُ عليه دراسة لتحري انتشار ظاهرة العنف الأسري ضد المرأة في المجتمع السوري (ولنا الفخر أن تلك هي الدراسة الوحيدة التي تمت في سوريا في هذا المجال)، على 500 عينة عشوائية لنساء من مختلف مناطق سوريا ومختلف الشرائح المجتمعية المتباينة اقتصادياً وثقافياً وعرقياً ودينياً، ويمكننا تلخيص نتائجه كما يلي:80% من الفتيات تعرضن لعنف معنوي من قبل أسرهن في الطفولة.80% من الفتيات تعرضن لعنف جسدي من قبل أسرهن في الطفولة. 14% من النساء تعرضن للتحرش من قبل المحارم في الطفولة.منع الأ ......
#أفكار
#العنف
#السوريات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690428
الحوار المتمدن
مية الرحبي - أفكار عن العنف ضد السوريات