ثائر البياتي : التبرع بالأعضاء الجسمية… متبرع واحد ينقذ ثمانية أرواح
#الحوار_المتمدن
#ثائر_البياتي كان جالساً في ركن من أركان صالة أستقبال المستشفى، رجل في الأربعين من عمره بين يديه ألة الكمان، وأصابعه تلاعب الأوتار وتبعث أحلى الألحان. ولسروري لعزفه الجميل الذي ملأ فضاء الصالة فرحاً وبهجةً، جلستُ على مقربة منه لأستمتع بألحانه الرخيمة وأنا في إنتظار مجيء دوري لإجراء الفحص الطبي الروتيني. مرتْ الدقائق والثواني وكأنني جالس في دار أوبرا، وأعيش في حلم جميل وددته يطول لأستمتع بتفاصيله، لكن الوقت انتهى بسرعة إنتهاء المعزوفة. وأنا أراقب حركاته بدقة، شاهدته يضع الكمان جانباً ويوجه نظره نحوي، ويبادرني بالسلام بحركة خفيفة، وكأنه دعاني للإقتراب منه، فتحولتُ لأجلس بجنبه، عرَّفته بنفسي، وعرّفَني بنفسه، قائلاً: أسمي مارك توماس، فبادرته بالشكر لأدائه الموسيقي الرائع، وبدوره شكرني، ولكنه طلب مني أن أشكر روبرت جان. فقلت له: ومن سيكون روبرت جان؟ قال ليّ والدموع تنهمر من عينه: إنّه الشخص الذي أنقذ حياتي ووهبني عمراً جديداً، بتبرعه بجسده بعد موته، فأصبح قلبه من نصيبي ليحل محل قلبي الذي كان عليلاً . ومنذ نجاح عملية زرع قلبه في صدري، هنا في مستشفى مايو كلينك، الأفضل في الولايات المتحدة الأمريكة في زراعة الأعضاء الجسمية، قررتُ أن أعزفَ مرة في الأسبوع، بما أسميه "لحن الحياة" في صالة المستشفى، لأقدم شكري لكادرها الصحي وللذي أنقذ حياتي: روبرت جان. قلت: شكراً يا روبرت جان لما فعلت.ولفضولي المعرفي، سألته: وهل تقوم بعملك بشكل طبيعي بعد زرع القلب؟ قال: نعم، وعلى أتم وجه. قلتُ له: وماذا تعمل؟ قال: باحثاً في تقنية الطباعة الحيوية. ولعدم معرفتي بتخصصه، وددتُ أن أسمع منه المزيد، غير أنَّ إقتراب دوري في مراجعة الطبيب جعلني أعتذر وأقطع حديثي معه. ولكن قبل مغادرتي، بينتُ له أهتمامي بمسألة التبرع بالأعضاء الجسمية ورغبتي بالمزيد من المعرفة عن الطباعة الحيوية. تبادلنا أرقام هواتفنا واتفقنا أن نلتقي بأقرب فرصة. وتابعتُ خطوات مراجعتي الطبية. وفي اليوم الثاني من لقائي مع مارك، قررتُ مخابرته، ولكنني لم أحصل على جواب، فتركتُ له رسالة صوتية، تضمنتْ دعوتي له لشرب القهوة في مكان يختاره هو. وبعد ساعة من مكالمتي، رنَّ هاتفي، وكان المتكلم مارك شاكراً دعوتي له، ومقترحاً أن كنتُ راغباً في حضور محاضرة ثقافية سيقدمها حول موضوع التبرع. رحبتُ بدعوته، وبعد دقائق أرسل لي المعلومات عن مكان وزمان المحاضرة التي ستكون في الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء 3 آب 20022 وفي القاعة رقم 1 في جامعة ولاية اريزونا.وصلتُ الى قاعة المحاضرة في الساعة الخامسة والنصف، وبدأ الناس يتوافدون ويأخذون مواقعهم في القاعة المدرجة التي تتسع لعدد كبير من المستمعين. وبحلول الساعة السادسة أمتلئت القاعة بالحاضرين وظهر مارك توماس على شاشة كبيرة نُصبتْ في مقدمة القاعة أمام الحاضرين، وبين يديه الكمان وهو يعزف معزوفته: "لحن الخلود". وساد الصمتُ والهدوء في أرجاء القاعة لدقائق حتى أنتهتْ المعزوفة بتعالي تصفيق الحاضرين. وبعدها تقدم مسؤول جمعية دعم التبرع بالأعضاء الجسمية في ولاية أريزونا ليرحب بالحاضرين ويقدم الدكتور مارك توماس، مبيناً أنه حصل على شهادة الدكتوراه في تقنية طبع الأعضاء الجسمية( الطباعة الحيوية) من جامعة كاليفورنيا في ساند ييغو عام 2019 ، ويعمل الأن باحثاً علمياً في جامعة أريزونا وتمتْ زراعة القلب له حين كان عمره ثلاثين عاماً. وبعدها بدأ الدكتور توماس محاضرته، التي شملتْ المحاور التالية: مفهوم التبرع وكيفية إتمامه، إحصائيات أمريكية بخصوص التبرع لعام 2022، الأسباب التي تحبط الناس من التبر ......
#التبرع
#بالأعضاء
#الجسمية…
#متبرع
#واحد
#ينقذ
#ثمانية
#أرواح
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766159
#الحوار_المتمدن
#ثائر_البياتي كان جالساً في ركن من أركان صالة أستقبال المستشفى، رجل في الأربعين من عمره بين يديه ألة الكمان، وأصابعه تلاعب الأوتار وتبعث أحلى الألحان. ولسروري لعزفه الجميل الذي ملأ فضاء الصالة فرحاً وبهجةً، جلستُ على مقربة منه لأستمتع بألحانه الرخيمة وأنا في إنتظار مجيء دوري لإجراء الفحص الطبي الروتيني. مرتْ الدقائق والثواني وكأنني جالس في دار أوبرا، وأعيش في حلم جميل وددته يطول لأستمتع بتفاصيله، لكن الوقت انتهى بسرعة إنتهاء المعزوفة. وأنا أراقب حركاته بدقة، شاهدته يضع الكمان جانباً ويوجه نظره نحوي، ويبادرني بالسلام بحركة خفيفة، وكأنه دعاني للإقتراب منه، فتحولتُ لأجلس بجنبه، عرَّفته بنفسي، وعرّفَني بنفسه، قائلاً: أسمي مارك توماس، فبادرته بالشكر لأدائه الموسيقي الرائع، وبدوره شكرني، ولكنه طلب مني أن أشكر روبرت جان. فقلت له: ومن سيكون روبرت جان؟ قال ليّ والدموع تنهمر من عينه: إنّه الشخص الذي أنقذ حياتي ووهبني عمراً جديداً، بتبرعه بجسده بعد موته، فأصبح قلبه من نصيبي ليحل محل قلبي الذي كان عليلاً . ومنذ نجاح عملية زرع قلبه في صدري، هنا في مستشفى مايو كلينك، الأفضل في الولايات المتحدة الأمريكة في زراعة الأعضاء الجسمية، قررتُ أن أعزفَ مرة في الأسبوع، بما أسميه "لحن الحياة" في صالة المستشفى، لأقدم شكري لكادرها الصحي وللذي أنقذ حياتي: روبرت جان. قلت: شكراً يا روبرت جان لما فعلت.ولفضولي المعرفي، سألته: وهل تقوم بعملك بشكل طبيعي بعد زرع القلب؟ قال: نعم، وعلى أتم وجه. قلتُ له: وماذا تعمل؟ قال: باحثاً في تقنية الطباعة الحيوية. ولعدم معرفتي بتخصصه، وددتُ أن أسمع منه المزيد، غير أنَّ إقتراب دوري في مراجعة الطبيب جعلني أعتذر وأقطع حديثي معه. ولكن قبل مغادرتي، بينتُ له أهتمامي بمسألة التبرع بالأعضاء الجسمية ورغبتي بالمزيد من المعرفة عن الطباعة الحيوية. تبادلنا أرقام هواتفنا واتفقنا أن نلتقي بأقرب فرصة. وتابعتُ خطوات مراجعتي الطبية. وفي اليوم الثاني من لقائي مع مارك، قررتُ مخابرته، ولكنني لم أحصل على جواب، فتركتُ له رسالة صوتية، تضمنتْ دعوتي له لشرب القهوة في مكان يختاره هو. وبعد ساعة من مكالمتي، رنَّ هاتفي، وكان المتكلم مارك شاكراً دعوتي له، ومقترحاً أن كنتُ راغباً في حضور محاضرة ثقافية سيقدمها حول موضوع التبرع. رحبتُ بدعوته، وبعد دقائق أرسل لي المعلومات عن مكان وزمان المحاضرة التي ستكون في الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء 3 آب 20022 وفي القاعة رقم 1 في جامعة ولاية اريزونا.وصلتُ الى قاعة المحاضرة في الساعة الخامسة والنصف، وبدأ الناس يتوافدون ويأخذون مواقعهم في القاعة المدرجة التي تتسع لعدد كبير من المستمعين. وبحلول الساعة السادسة أمتلئت القاعة بالحاضرين وظهر مارك توماس على شاشة كبيرة نُصبتْ في مقدمة القاعة أمام الحاضرين، وبين يديه الكمان وهو يعزف معزوفته: "لحن الخلود". وساد الصمتُ والهدوء في أرجاء القاعة لدقائق حتى أنتهتْ المعزوفة بتعالي تصفيق الحاضرين. وبعدها تقدم مسؤول جمعية دعم التبرع بالأعضاء الجسمية في ولاية أريزونا ليرحب بالحاضرين ويقدم الدكتور مارك توماس، مبيناً أنه حصل على شهادة الدكتوراه في تقنية طبع الأعضاء الجسمية( الطباعة الحيوية) من جامعة كاليفورنيا في ساند ييغو عام 2019 ، ويعمل الأن باحثاً علمياً في جامعة أريزونا وتمتْ زراعة القلب له حين كان عمره ثلاثين عاماً. وبعدها بدأ الدكتور توماس محاضرته، التي شملتْ المحاور التالية: مفهوم التبرع وكيفية إتمامه، إحصائيات أمريكية بخصوص التبرع لعام 2022، الأسباب التي تحبط الناس من التبر ......
#التبرع
#بالأعضاء
#الجسمية…
#متبرع
#واحد
#ينقذ
#ثمانية
#أرواح
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766159
الحوار المتمدن
ثائر البياتي - التبرع بالأعضاء الجسمية… متبرع واحد ينقذ ثمانية أرواح