الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
داود السلمان : محاولة لتعريف المثقف
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان يمكن أن تصنع سياسيا، بكامل المواصفات، في سبعة أيام، وباستطاعتك أن تصنع معلما للأجيال بعشر سنوات. لكنك لم تستطع أن تخلق مثقفا واحدًا بألف عام، لأن المثقف ليس صناعة، إنما هو من يفرض نفسه فرضا على الساحة الثقافية، بالإبداع والفكر والمعرفة. لكل إبداع من مبدع، ولكل صناعة من صانع، وطالما وجود المثقف وجود عيني، باعتباره مبدع وصانع، فرسالته الواقعة على عاتقه، هو ليصنع الجمال والابداع معًا. وهذا الذي نتكلّم عنه نعني به، المثقف الحقيقي، لا السلطوي، كون هذا الأخير يقفز على اكتاف الحقائق، ليصل إلى أهداف عبر منظومة الثقافة، ليوهم بهذا الناس والمجتمع، وهو بذلك إنسان وصولي متلون كالحرباء، لا تشمله السمات التي ذكرناها آنفًا.وثمة تعريف أو سمة يتصف بها بعض المثقفين، يحلو للبعض أن يسميه "المثقف الانطوائي"، وهذا قد يشكل خطورة او دعونا نسميها "مثلبة" أو حتى صفة ذميمة تكمن في منظومة الثقافة، فبدل من أن ترفع من شأن الثقافة تركسها أسفل السافلين. الانطوائي منزو في زاوية داخل بحبوحة معينة من المجتمع، معزولا تماما، لا يعنيه إلا شأنه الخاص، كأنه في عالم غير عالمه، ومجتمع غير مجتمعه، وفي وطن غير وطنه، لا يعطي مشوره ولا ينتقد سلبية، ولا يشير إلى مكامن الخلل أو الثغرات التي عادة تظهر من السلطة ازاء المواطن، أو حتى العكس، كون المثقف هذا عضو هام ومساهم في بناء الدولة، بل وفي بناء المجتمع أيضًا.فهي، إذن، حالة من اللامبالاة مذمومة، أو قد تكون نوع من المرض النفسي يعانيها هذا المثقف، وهو بحاجة إلى علاج لكي يتعافى، ويعود إلى رشده. أو قد يكون لا هذا ولا ذاك، بل أنه يخشى سطوة السّلطة، أي إنه لا يجرؤ على رفع صوته، شاجبًا منددًا، لجميع المشاكل التي تبديها السلطة بحق مواطنيها، ومن تعسف بلا مبرر بهدف فرض هيمنتها بالقوة وبالتعسف، وبالتالي تصبح سلطة دكتاتورية، وهي التي جاءت عبر الانتخابات. تعريف آخر للمثقف، لعله هو الأهم نطلق عليه المثقف الشّجاع، أو الحُرّ، هو الذي لا يداهن ولا تغريه جمالية الدولار، أي لا يساوم على المبادئ التي يفترض أنّه يحمل لوائها عاليًا مرفرفًا. شجاعة المثقف تكمن في التحشيد ضد السلطات الغاشمة المستبدّة، ويعلن أن الحرية هي مطلب الأحرار. شجاعته أن ينطق بالحق ولا يعدو العدالة، فالعدلة والحرية هما قاسمين مشتركين، يسعيان إلى الرفاهية والعيش الرغيد. وفوق هذا وذاك، المثقف إنسان يمتثل للثوابت الإنسانية، التي يكون بها ساميًا منطلقا نحو آفاقٍ تختزل العمق الإنساني، من خلال مواقف تنمُ عن روح وثابة، تعي وتشعر بالقيم الحقيقية، التي يحملها المثقف، ويذوب في ابعادها، الروحية والنفسي.كلما يظهر المثقف بمضر القوة والاتزان، كلما تخشاه التحديات وتبان مواقفه الايجابية نحو المجتمع، وهي بذلك تثبت وجوده، وهو مطلب يعمل عليه الجميع. من عادات الشعوب، أن تتباهى بصناع حضاراتها، وباني أمجادها، والمثقف هو المساهم الفذ في صنع الحضارة، وفي بناء المجد الحقيقي، الساعي إلى إعلاء الصرح الثقافي، ليكون منارًا تستدل به تلك الشعوب. روسو و ديكارت وكانط، يعدون عظماء صنّاع الثقافة الغربية، ذلك لما قدّموه من ثقافة عصرية تليق بسمعة بلدانهم، فهُم بحق بناة فكر ثرّ، سار على خطاهم كل من نادى بالانفتاح والحرية، وراح يسير على نهجهم القويم. ونحن، على اعتبارنا عرب مسلمين، ولنا حضارتنا وثقافتنا خرج من معطف تينك الرمزين رجال يحق أن نفخر بهم، وهم كثر رسموا لنا ملامح سمات حقيقية. فالفارابي فابن سينا وابن رشد، وحتى ابن خلدون، ما يزال ارثهم شامخا أمامنا. ......
#محاولة
#لتعريف
#المثقف

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768102