نايف سلوم : رسالة في نظرية اللوغوس عند فيلون الإسكندريّ
#الحوار_المتمدن
#نايف_سلوم تم اختيارنا لهذا الفصل الهام من كتاب بريهييه، ذلك وكما يقول مؤلفه: "إن دراسة نظرية اللوغوس هي دراسة مذهب فيلون كله. فهو الكلمة الإلهية التي صلصلت في سلسلة الكائنات جميعاً من طرف إلى آخر. إنّه مبدأ ثبات العالم وفضيلة النفس الانسانية"، وأنّه أيضاً مبدأ كل ثورة وتحول في نفس الوقت. عرف قبل عصر فيلون تصورات مشابهة للوغوس، منها: اللوغوس الرواقي، والحكمة اليهودية للأمثال والحِكَم، والكلمة في الكتاب المقدس. لا ريب أن البحث عن مدى تأثر فيلون بهذه التصورات أمر مهم ومفيد، رغم أنه، ومنذ زمن طويل، وهذا العمل قيد البحث. وقد سار سيراً مرضياً من بعض النواحي، ومع هذا بقي مذهب فيلون حتى الآن غامضاً وعجيباً. والعجيب في الأمر هو طريقة البحث هذه؛ فبدلاً أن ترينا وحدة هذه التصورات لدى فيلون، جعلتها أجزاء متفرقة إلى حد كبير، ما قادها إلى استنتاج فكرة خاطئة مفادها: "النظر إلى اللوغوس الفيلوني على أنه ركاماً دون نظام من الأفكار الإغريقية واليهودية عن الوسطاء بين الله والعالم، ويكون اللوغوس (مجرد) عنوان لجميع هذه التصورات والأفكار". هكذا يظهر (وهو ظهور شيطاني خادع) تقدم كل من هذه المصادر متفوقاً على فيلون. واعتقد أن هذا الانطباع جاء نظراً لطبيعة العقل الفلسفي "الغربي" الاستدلالي المهيمن على الأبحاث الخاصة بعمل فيلون ومصادره. حيث يجري هنا اخضاع "أمر النبوة" لفهم فلسفي استدلالي طبيعي. إضافة لذلك تعود هذه الفلسفة الوضعية إلى التصريح من المقلب الآخر: أنّه من المستحيل اعتبار فيلون مجرد راوي أقاويل".لهذه الأسباب ونظراً لتأثر مذهب فيلون بأسلاف كثر قبله، ونظراً لتداخل دراسة اللوغوس مع أمور أخرى كثيرة في مذهبه، يكون من الأمور الاستثنائية معالجة مذهب اللوغوس لنفسه". إن المقاربة الفلسفية الوضعية للوغوس عند فيلون، جعلته يظهر على أنه "السبب المشترك لكل أجزاء العالم". هذا المفهوم أو التصور، نجده حياً في كتابات فيلون. وهو طور أول أو عتبة أولى من عتبات فهم اللوغوس عنده. لكن الفكر الفلسفي الاستدلالي يحاول اختزال لوغوس فيلون إلى هذه العتبة فحسب، وهي التي يسميها انجلز بـ "ديالكتيك الطبيعة"، حيث يقوم انجلز في الكتاب بتعريف الديالكتيك تعريفاً عاماً أولياً بقوله: "الديالكتيك يتكلم عن الترابط الشامل" يأخذ فيلون هنا بالتصور المشائي (الأرسطي) الذي يتحدث عن الصورة الملازمة للحقيقة؛ السبب المشترك لأشياء العالم، أي يأخذ المنطق الاستدلالي الطبيعي الذي يهدف إلى الكشف عن ديالكتيك الأشياء الطبيعية. بالطبع هذا أقصى ما يمكن لعقل استدلالي طبيعي فلسفي أن يصله بخصوص الألوهة، حيث يشكل هذا اللوغوس (الاستدلالي الطبيعي) عند الرواقية المبكرة(الغربية) أحد الأسماء التي تتخذها "الألوهة العليا". بينما ينكر فيلون، الذي يعمل وفق مبدأ (اللوغوس-ميتوس) الخاص بالنبوة "الشرقية"، أن يكون اللوغوس الاستدلالي الفلسفي، مع الصفات التي له عند الرواقية المبكرة، أن يكون هو "الإله الأعلى"، ويؤكد أنه مجرد وسيط؛ "الوسيط بين الله والعالم". إن الصورة الملازمة التي تحدث عنها ارسطو في كتابه "الميتافيزياء" أو ما بعد الطبيعة، والتي يتم تحصيلها بالاستدلال المنطقي وبالقياس والبرهان، أي يتم تحصيلها بمنطق ارسطو الاستدلالي المنطقي، هي الوسيط بين الله والعالم، في الديالكتيك الصاعد؛ أو ما ندعوه بـ رفع حقيقة العالم القائم إلى مستوى العقل الشامل عن طريق الاستدلال والبرهان والقياس الفلسفي. وهذا أيضاً منهج العلم الوضعي الجزئي القائم على الملاحظة والتجربة والقياس والاستقراء (من الخاص إلى العام)؛ قائم على ملاحظة أجزاء العالم الملقى أمامن ......
#رسالة
#نظرية
#اللوغوس
#فيلون
#الإسكندريّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680116
#الحوار_المتمدن
#نايف_سلوم تم اختيارنا لهذا الفصل الهام من كتاب بريهييه، ذلك وكما يقول مؤلفه: "إن دراسة نظرية اللوغوس هي دراسة مذهب فيلون كله. فهو الكلمة الإلهية التي صلصلت في سلسلة الكائنات جميعاً من طرف إلى آخر. إنّه مبدأ ثبات العالم وفضيلة النفس الانسانية"، وأنّه أيضاً مبدأ كل ثورة وتحول في نفس الوقت. عرف قبل عصر فيلون تصورات مشابهة للوغوس، منها: اللوغوس الرواقي، والحكمة اليهودية للأمثال والحِكَم، والكلمة في الكتاب المقدس. لا ريب أن البحث عن مدى تأثر فيلون بهذه التصورات أمر مهم ومفيد، رغم أنه، ومنذ زمن طويل، وهذا العمل قيد البحث. وقد سار سيراً مرضياً من بعض النواحي، ومع هذا بقي مذهب فيلون حتى الآن غامضاً وعجيباً. والعجيب في الأمر هو طريقة البحث هذه؛ فبدلاً أن ترينا وحدة هذه التصورات لدى فيلون، جعلتها أجزاء متفرقة إلى حد كبير، ما قادها إلى استنتاج فكرة خاطئة مفادها: "النظر إلى اللوغوس الفيلوني على أنه ركاماً دون نظام من الأفكار الإغريقية واليهودية عن الوسطاء بين الله والعالم، ويكون اللوغوس (مجرد) عنوان لجميع هذه التصورات والأفكار". هكذا يظهر (وهو ظهور شيطاني خادع) تقدم كل من هذه المصادر متفوقاً على فيلون. واعتقد أن هذا الانطباع جاء نظراً لطبيعة العقل الفلسفي "الغربي" الاستدلالي المهيمن على الأبحاث الخاصة بعمل فيلون ومصادره. حيث يجري هنا اخضاع "أمر النبوة" لفهم فلسفي استدلالي طبيعي. إضافة لذلك تعود هذه الفلسفة الوضعية إلى التصريح من المقلب الآخر: أنّه من المستحيل اعتبار فيلون مجرد راوي أقاويل".لهذه الأسباب ونظراً لتأثر مذهب فيلون بأسلاف كثر قبله، ونظراً لتداخل دراسة اللوغوس مع أمور أخرى كثيرة في مذهبه، يكون من الأمور الاستثنائية معالجة مذهب اللوغوس لنفسه". إن المقاربة الفلسفية الوضعية للوغوس عند فيلون، جعلته يظهر على أنه "السبب المشترك لكل أجزاء العالم". هذا المفهوم أو التصور، نجده حياً في كتابات فيلون. وهو طور أول أو عتبة أولى من عتبات فهم اللوغوس عنده. لكن الفكر الفلسفي الاستدلالي يحاول اختزال لوغوس فيلون إلى هذه العتبة فحسب، وهي التي يسميها انجلز بـ "ديالكتيك الطبيعة"، حيث يقوم انجلز في الكتاب بتعريف الديالكتيك تعريفاً عاماً أولياً بقوله: "الديالكتيك يتكلم عن الترابط الشامل" يأخذ فيلون هنا بالتصور المشائي (الأرسطي) الذي يتحدث عن الصورة الملازمة للحقيقة؛ السبب المشترك لأشياء العالم، أي يأخذ المنطق الاستدلالي الطبيعي الذي يهدف إلى الكشف عن ديالكتيك الأشياء الطبيعية. بالطبع هذا أقصى ما يمكن لعقل استدلالي طبيعي فلسفي أن يصله بخصوص الألوهة، حيث يشكل هذا اللوغوس (الاستدلالي الطبيعي) عند الرواقية المبكرة(الغربية) أحد الأسماء التي تتخذها "الألوهة العليا". بينما ينكر فيلون، الذي يعمل وفق مبدأ (اللوغوس-ميتوس) الخاص بالنبوة "الشرقية"، أن يكون اللوغوس الاستدلالي الفلسفي، مع الصفات التي له عند الرواقية المبكرة، أن يكون هو "الإله الأعلى"، ويؤكد أنه مجرد وسيط؛ "الوسيط بين الله والعالم". إن الصورة الملازمة التي تحدث عنها ارسطو في كتابه "الميتافيزياء" أو ما بعد الطبيعة، والتي يتم تحصيلها بالاستدلال المنطقي وبالقياس والبرهان، أي يتم تحصيلها بمنطق ارسطو الاستدلالي المنطقي، هي الوسيط بين الله والعالم، في الديالكتيك الصاعد؛ أو ما ندعوه بـ رفع حقيقة العالم القائم إلى مستوى العقل الشامل عن طريق الاستدلال والبرهان والقياس الفلسفي. وهذا أيضاً منهج العلم الوضعي الجزئي القائم على الملاحظة والتجربة والقياس والاستقراء (من الخاص إلى العام)؛ قائم على ملاحظة أجزاء العالم الملقى أمامن ......
#رسالة
#نظرية
#اللوغوس
#فيلون
#الإسكندريّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680116
الحوار المتمدن
نايف سلوم - رسالة في نظرية اللوغوس عند فيلون الإسكندريّ