جمال عبد العظيم : إنتظروا فرعنا القادم في تل أبيب
#الحوار_المتمدن
#جمال_عبد_العظيم هذا التنبيه كتبه عم حسن المكوجي على واجهة حانوته مثل كثير من الحوانيت في تلك الفترة . وكان الإعلام الناصري (الأحادي) قد جعل من الإنتصار على العدو الصهيوني حقيقة لا يشكك فيها إلا عميل او مجنون . بل إنه سيكون إنتصاراً نهائياً يزيل إسرائيل من على الأرض ويلقي بها في البحر . ولذا كان الخلاف بين الناس لا يدور أبداً حول إمكانية هزيمة العدو من عدمها بل حول المدة الزمنية التي نحتاجها لتحقيق النصر على جيوش العدو . والأغلبية هنا كانت تؤكد أننا إذا بدأنا الحرب مع أول ضوء فإننا سنتناول طعام الغذاء في تل أبيب . وإذا بدأناها ظهراً فإن العشاء مضمون في تل أبيب ثم نشرب اللبن ونخلد إلى النوم . وبينما الناس سكرى بهذه الأوهام والخزعبلات التي حولها الإعلام إلى عقيدة راسخة . فوجئت بهزيمة مروعة وقعت على رأسها كالمطرقة وتحول الأمر إلى صدمة ضربت العقول و أوقفتها عن العمل . وبعد أربعة أيام من الهزيمة كان جمال عبد الناصر يلقي خطاباً تراجيدياً يعلن فيه رغبته في التنحي والعودة إلى صفوف الجماهير . وقبل الخطاب كان علي صبري المسئول عن الإتحاد الإشتراكي قد أصدر أوامره لفروع الإتحاد في جميع المحافظات . بأن يتوجه الأعضاء بأكبر قوة ممكنة إلى مقرات الإتحاد والإستماع هناك إلى خطاب الرئيس . والهدف طبعا كان تجميع الأعضاء ليتم توجيههم للخروج إلى الشوارع فور أن ينتهي الزعيم من إلقاء خطابه . فتطالبه بالبقاء وتجدد الثقة به فيستعيد النظام شرعيته التي سالت فوق رمال سيناء . وبينما الزعيم يلقي خطابه كان طفل الرابعه كعادته بعد العصر يقف على ناصية شارعهم الصغير يرقب المارة والسيارات التي تجوب الشارع الرئيسي . لم يكن يعرف شيئا عما يدور حوله ، لا عن الهزيمة ولا عن كبير آلهة الأوليمب الذي يتنحى الآن . وطوفان البشر الذي سيجتاح الشوارع بعد قليل فيغير معالمها . تلاشى آخر ضوء بعد أن غادرت الشمس وأضيئت مصابيح الشوارع . الزعيم إنتهى من إلقاء خطابه وخرجت الجماهير في مشهد مفزع لترفض التنحي . موجات من البشر لا تنتهي ولا تتوقف ، يسيرون غاضبون ويرفعون أيديهم يحركونها في الهواء ويهتفون : "أرفض أرفض يا زكريا .. عبد الناصر ميه ميه" والمصود هو زكريا محيي الدين الذي تنحى له عبد الناصر ، "ماتقوليش ماتقوليش عبد الناصر غيره مافيش" . لم تكن ذاكرته قد سجلت مشهداً كهذا من قبل.. نظر خلفه إلى شارعه الفرعي ليعود إلى بيته فإذا به أيضا مكتظ بجماهير غاضبه غيرت معالمه في عيون الصبي . إلى جانب أن الحدث الغير مفهوم قد عطل دماغه وأوقفها عن الإستيعاب . بدأ يتحرك مع الجماهير بحثا عن الشارع خاصته وكانت كل الشوارع تشبه بعضها حيث تكتظ بالجماهير الغاضبه من الجدار إلى الجدار . مشي كثيرا حتى إنتهى شارع الجلاء وهو شارع رئيسي كبير، ودلفت المسيرة إلى شارع رئيسي آخر . بدأ يشعر أنه في خطر وأنه قد إبتعد كثيرا عن بيته لكنه لا يعرف ماذا يفعل . وكان عقله كالمنوم مغناطيسيا بالمشهد فيسير معه بلا إراده . ولتتأكد المتاهة إنقطع التيار الكهربائي وأصبح الظلام دامسا مستحكما .. المسكين لم يعد يحتمل ظلمات أكثر من هذا .. كتلة بشرية تجرفه معها رغما عنه ، كما أنها غير عابئة به ولا تعنيها مخاوفه .. ثم أضيف إليها الظلام . كانت الأم قد خرجت فور أن شعرت بالجماهير تملأ الشوارع . إقتحمت كتلة البشر الغاضبة وبدأت تنادي على طفلها المفقود قائلة :"يا جمال" . ضاع صوتها وتلاشى وسط زئير الجماهير وحتى الذين سمعوها لم يعيروها اي إهتمام لأن الجميع كان يهتف بإسم جمال . واستمرت الأم المفزوعة تكرر نداءها دون جدوى . حتى تنبهت إلى أن إسم إبنها هو نفسه إسم الزعيم الم ......
#إنتظروا
#فرعنا
#القادم
#أبيب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682206
#الحوار_المتمدن
#جمال_عبد_العظيم هذا التنبيه كتبه عم حسن المكوجي على واجهة حانوته مثل كثير من الحوانيت في تلك الفترة . وكان الإعلام الناصري (الأحادي) قد جعل من الإنتصار على العدو الصهيوني حقيقة لا يشكك فيها إلا عميل او مجنون . بل إنه سيكون إنتصاراً نهائياً يزيل إسرائيل من على الأرض ويلقي بها في البحر . ولذا كان الخلاف بين الناس لا يدور أبداً حول إمكانية هزيمة العدو من عدمها بل حول المدة الزمنية التي نحتاجها لتحقيق النصر على جيوش العدو . والأغلبية هنا كانت تؤكد أننا إذا بدأنا الحرب مع أول ضوء فإننا سنتناول طعام الغذاء في تل أبيب . وإذا بدأناها ظهراً فإن العشاء مضمون في تل أبيب ثم نشرب اللبن ونخلد إلى النوم . وبينما الناس سكرى بهذه الأوهام والخزعبلات التي حولها الإعلام إلى عقيدة راسخة . فوجئت بهزيمة مروعة وقعت على رأسها كالمطرقة وتحول الأمر إلى صدمة ضربت العقول و أوقفتها عن العمل . وبعد أربعة أيام من الهزيمة كان جمال عبد الناصر يلقي خطاباً تراجيدياً يعلن فيه رغبته في التنحي والعودة إلى صفوف الجماهير . وقبل الخطاب كان علي صبري المسئول عن الإتحاد الإشتراكي قد أصدر أوامره لفروع الإتحاد في جميع المحافظات . بأن يتوجه الأعضاء بأكبر قوة ممكنة إلى مقرات الإتحاد والإستماع هناك إلى خطاب الرئيس . والهدف طبعا كان تجميع الأعضاء ليتم توجيههم للخروج إلى الشوارع فور أن ينتهي الزعيم من إلقاء خطابه . فتطالبه بالبقاء وتجدد الثقة به فيستعيد النظام شرعيته التي سالت فوق رمال سيناء . وبينما الزعيم يلقي خطابه كان طفل الرابعه كعادته بعد العصر يقف على ناصية شارعهم الصغير يرقب المارة والسيارات التي تجوب الشارع الرئيسي . لم يكن يعرف شيئا عما يدور حوله ، لا عن الهزيمة ولا عن كبير آلهة الأوليمب الذي يتنحى الآن . وطوفان البشر الذي سيجتاح الشوارع بعد قليل فيغير معالمها . تلاشى آخر ضوء بعد أن غادرت الشمس وأضيئت مصابيح الشوارع . الزعيم إنتهى من إلقاء خطابه وخرجت الجماهير في مشهد مفزع لترفض التنحي . موجات من البشر لا تنتهي ولا تتوقف ، يسيرون غاضبون ويرفعون أيديهم يحركونها في الهواء ويهتفون : "أرفض أرفض يا زكريا .. عبد الناصر ميه ميه" والمصود هو زكريا محيي الدين الذي تنحى له عبد الناصر ، "ماتقوليش ماتقوليش عبد الناصر غيره مافيش" . لم تكن ذاكرته قد سجلت مشهداً كهذا من قبل.. نظر خلفه إلى شارعه الفرعي ليعود إلى بيته فإذا به أيضا مكتظ بجماهير غاضبه غيرت معالمه في عيون الصبي . إلى جانب أن الحدث الغير مفهوم قد عطل دماغه وأوقفها عن الإستيعاب . بدأ يتحرك مع الجماهير بحثا عن الشارع خاصته وكانت كل الشوارع تشبه بعضها حيث تكتظ بالجماهير الغاضبه من الجدار إلى الجدار . مشي كثيرا حتى إنتهى شارع الجلاء وهو شارع رئيسي كبير، ودلفت المسيرة إلى شارع رئيسي آخر . بدأ يشعر أنه في خطر وأنه قد إبتعد كثيرا عن بيته لكنه لا يعرف ماذا يفعل . وكان عقله كالمنوم مغناطيسيا بالمشهد فيسير معه بلا إراده . ولتتأكد المتاهة إنقطع التيار الكهربائي وأصبح الظلام دامسا مستحكما .. المسكين لم يعد يحتمل ظلمات أكثر من هذا .. كتلة بشرية تجرفه معها رغما عنه ، كما أنها غير عابئة به ولا تعنيها مخاوفه .. ثم أضيف إليها الظلام . كانت الأم قد خرجت فور أن شعرت بالجماهير تملأ الشوارع . إقتحمت كتلة البشر الغاضبة وبدأت تنادي على طفلها المفقود قائلة :"يا جمال" . ضاع صوتها وتلاشى وسط زئير الجماهير وحتى الذين سمعوها لم يعيروها اي إهتمام لأن الجميع كان يهتف بإسم جمال . واستمرت الأم المفزوعة تكرر نداءها دون جدوى . حتى تنبهت إلى أن إسم إبنها هو نفسه إسم الزعيم الم ......
#إنتظروا
#فرعنا
#القادم
#أبيب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682206
الحوار المتمدن
جمال عبد العظيم - إنتظروا فرعنا القادم في تل أبيب