الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي باقر خيرالله : ضاحية و المتوكل
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله وَقَعَت في يدي قبل عامٍ تقريباً احدى الصُحُف التي تُصدرها الجالية العراقية في دولة اوربية , كانت تحتوي مواضيعاً جميلة , اغلبها في الفلسفة والأدب والسينما , وفيها بابٌ قد أنقرضَ منذُ زمن , باب هواة المراسلة , وهو بابٌ أنقرض مع ظهور الاتصالات , حيث كان القراء يشاركون في هذه الصفحة ويكتبون نبذة قصيرة عنهم مع ذكر عنوان صندوق البريد ليراسلهم من يهوى ذلك من جميع انحاء العالم , ويتبادل الطرفان الطوابع البريدية او صور من مناطقهم وما الى ذلك . قرأتُ الصفحة بهدوء بدافع الفضول وليس الاهتمام , كي أعرفَ شخوص المشاركين في الصفحة , ماذا يعملون , وأعمارهم , وعناوينهم , كان الجميعُ اشخاصً عاديين واهتماماتهم عادية فهم مهتمين بتبادل الطوابع والعملات الورقية بدافع الهواية , الا واحداً في الزاوية السفلية اليسرى , كانَ أسمهُ مُتوكل من مواليد 1955 ويسكنُ في براغ عاصمة جمهورية التشيك , خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية من جامعةِ بغداد , مُهتم بالتراث, و ينوي تبادل الحكايات والذكريات الغريبة مع من يراسله .كنتُ كَمَن وجدَ ضالته , فهو رجلٌ بالتأكيد عاشَ في بغداد السبعينات , بغداد التي أعشقها ,عاصمةُ الغناءِ والأدبِ, انا الذي ولدتُ في زمن بغداد التي يحاصِرُها العالم ويحسبُ عليها طعامها و دوائها , و هو للمصادفةِ يعيشُ مع عشقي المكاني الثاني , براغ ؛ صاحبة المنازلِ المغطاةِ بالقرميدِ الأحمر , مدينةُ البردِ و جمالُ المباني الحضارية .كنتُ في شارع المتنبي حينها ,وفوراً اشتريتُ ظرفاً أنيقاً , و ورقاً غيرَ مُخطط يميلُ للاصفرار , وملأت صفحتين تقريباً أعرفُ فيهما عن نفسي وأعبرُ عن لهفتي لسماع حكايات تتعلق بذكريات السبعينات في بغداد وذكريات الجامعة من وجهة نظر أنسان رأى الدنيا في الضفة الاخرى من العالم , أرفقتُ رسالتي ببعض الصور لبعض الاماكن الاثرية التي صورتها بهاتفي المحمول , طبعتها عند صاحب المكتبة التي اشتريت منه الظرفَ والورق . توجهتُ الى مكتبِ بريد الاقصى المقابل للإعدادية المركزية للبنين , ألصق عليه الموظف المُستغرب من شخصٍ بعمري ان يرسلُ رسالةً في هكذا وسيلةٍ يرى وظيفته فيها لا داعي لها في عصر الوظائفِ عن بُعد . ولأن أغلبَ الموجودينَ في البريدِ العراقي , يتشاركون رؤيتهم لوظائفهم مع هذا الموظف المختص , فقد استغرق وصول رسالتي خمسة عشرَ يوماً الى الشخص المقصود حسبما فهمتُ من ردهِ على رسالتي , لقد كانت رسالةً مليئةً بالحبِ والدهشة , حباً بما أخترتُ ارسالهُ من الصور , ودهشةً لأن يجد شخصٌ مثلي جدوى في مراسلة شخصٍ مثله , فهو يكبرني بأربعين عاماً تقريباً , صارحتهُ بان ما يثير اهتمامي هو ولهي بفترة السبعينات التي عاشها شاباً وطالباً في أرقى الجامعاتِ في المنطقةِ حينها , و اني اتشارك معهُ حبي للتراث بكافة اشكالهِ الادبية و الملموسة ايضاً , وصديقي العجوز ايضاً , وجدَ في اوراقي الاولى له ما أثار اهتمامهُ في معاودةِ المراسلةِ مرةً بعدَ مرة . ولأن شخصاً مثلي يتشوقُ دائماً لأحاديث من عاشوا في زمنٍ تمنى لو انهُ عاشه , وجدتُ شركةً خاصةً توصلُ رسالتي في غضون اسبوع على ابعدِ تقدير , ورغمَ ان التكلفةَ مضاعفة , الا انني كنتُ كمن يكافئ نفسهُ في نهاية كل اسبوعٍ مليء بالتعب لساعات طويله باستلامِ رسالةٍ من متوكل . ومن الامور الكثيرة التي لاحظتها بينَ سطورهِ هو ولعه بالفروسية و الاشعار التي تتغنى بالسيفِ والدم , سألته في احدى "مكاتيبي" اليه عن سرِ هذا الولع , واجابني بـ"مكتوبٍ" ادعي انني احفظه عن ظهرِ قلب .في عام 1978 تحديداً , كنتُ طالباً في السنة الثالثة , كلية الآدا ......
#ضاحية
#المتوكل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764551