الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
وليد الأسطل : رواية فاعل الخير .. سوزان سونتاج
#الحوار_المتمدن
#وليد_الأسطل "فاعل الخير" The Benefactor ، أول رواية للأديبة الأمريكية "سوزان سونتاج"، والتي نُشرت في عام 1963، يمكن تصنيفها، على أنها خيال "قاري"، تماما مثلما توجد في نظر الأمريكيين، فلسفة "قارية"، أي، أوروبية، على عكس ما يسمى بالفلسفة "التحليلية"، الأثيرة عند الأنجلو ساكسون (بوتنام، إلخ). هذه الرواية، الغارقة في المصادر الألمانية والفرنسية، المشبعة بالمراجع الأوروبية، حتى أنها تقع، على الرغم من الغموض المتعمد، في باريس، إنها تتعارض مع البانوراما الأدبية الأمريكية، التي لا تبدو أنها قادرة على الارتباط بها بسهولة.إنها من خلال أسلوبها نفسه، تثير شكلا من أشكال الفجوة مع النمط الأمريكي الشائع. تعمل الرواية بأكملها حول المفاهيم والمفاتيح والمعايير الأوروبية التي أعيد استخدامها عن قصد في منظور نقدي. يلاحظ القارئ، إشارة إلى "أنطونين أرتو"، وأخرى إلى "جان جونيه"، وثالثة إلى "إلياس كانيتي"، ورابعة إلى "هرمان هيسه"، وخامسة إلى "فرويد". هذه الخلفية الأوروبية، المألوفة نسبيا للقارئ المثقف قليلا، تعطي هذه الرواية الغريبة، هذه الرواية من الأفكار، تشابها معينا مع التيار الطليعي للرواية في أوروبا الغربية. لم تعد تحظى هذه الرواية، اليوم، باهتمام كبير. لقد انتهى زمن المهام النقدية الكبيرة - في الغرب وفي الشرق - لم يعد الأدب التجريبي يغري كثيرا. لقد أصبح القراء يقنعون بالنظر إلى الغلاف الخلفي لرواية ما، مكتفين بقراءة تعابير مثل: "رحلة نفسية عظيمة"، "صراحة العصر الحديث"، "رواية بيكاريسكية"، "صورة رائعة وذكية لاذعة من بيئة بوهيمية "، إلخ. هذه التعريفات القليلة، حتى التعريفات الصحيحة، لا تقول ما يكفي. إن رواية فاعل الخير، رواية صعبة، غير مؤكدة، باعتراف سوزان سونتاج نفسها في مقابلة لاحقة مع إيفانز تشان. تقاوم هذه الرواية وبشدة، تدقيق النقاد العميق، لدرجة أنني أعترف أن قرار استكشافي لجوانب معينة منها كان قرارا جريئا للغاية.يتم تقديم هذه الرواية في شكل سيرة ذاتية - أو ربما اعتراف طويل - لرجل اسمه هيبوليت، يبلغ من العمر ستين عاما، في نهاية حياته. يستأنف هيبوليت، في صمت نضجه، بالقلم، خيط حياة الاكتفاء الذاتي المكرس لنفسه، لأحلامه، لوجوده النفسي. الراوي، المحروم من الطموحات الفنية و الإجتماعية، المتجه نحو نفسه وإشباع رغباته، يأخذ القلم فقط "ليقول الحقيقة"، أو بالأحرى، للتعبير عن بعض الحقيقة دون الإهتمام الفوري بمحاوره، دون الرغبة في إقناع أحد، دون الرغبة في تحقيق النجاح أو الإلتزام بشخصه وخياراته.إن سعي الراوي هو السعي وراء حقيقته الشخصية، وعلينا أن ننتظر حتى الفصل الأخير لفهم الوظيفة العميقة والأساسية التي يمكن أن يمتلكها مثل هذا البحث، من أجل نفسية هيبوليت المضطربة. في الواقع، بالنسبة إلى راوي هذه المتاهة التفسيرية والخيالية، لن تكون هناك حقيقة يمكن الوصول إليها من خلال الإنتاج الأدبي: مصدر الانعكاسات التي تتضاعف في المرايا السردية غير معروف ولا يمكن معرفته. هناك غموض مؤسِس. سيذكر هيبوليت في عدة مناسبات لاحقا، أنه رفض باستمرار بلورة حياته النفسية في الأعمال، ليكون فنانا، وينتج، وبالتالي يضع نفسه في علاقة منتج يغذي الجمهور. حبس نفسه في نفسه. منطق الراوي مغلق. إنه يريد أن يصل إلى نفسه، في نهاية وجوده، في شفافية صِدقٍ تام - ومن هنا جاءت كلمة الإعتراف التي استخدمتها أعلاه - من خلال تأليف نص الحقيقة دون أوهام المجد أو النجاح.هذا الموقف، الذي ورد في الصفحات الأولى، محكوم عليه بالفشل بالطبع، يعبر بالفعل عن الفكرة الرئيسة لهذه الرواية، بالغمو ......
#رواية
#فاعل
#الخير
#سوزان
#سونتاج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765744