الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رضى حليم : صرخة من منفى الأشباح
#الحوار_المتمدن
#رضى_حليم في مكان بين ملتقى جبلين، يلفان دائرة من القرى المعزولة عن العالم والتاريخ، حيث لاشجر، إلاالحجر، الماء يحضر ويغيب؛ البحث عنه أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش - تحى أشباح من جنس الإنس وفق الطبيعة، شرب أهلها من منابع جميع القيم، لك أن تحيا وفق الطبيعة، ولك أن تحّج نحو الحكمة - إذا ما استطعت إليها سبيلا.متحسرا، ينظر إلى عظيمات رقيقة تظهر من تحت لحيمة متشابكة من العروق الخضراء، يخرج الهواء من حلقها كقنينة غاز تستسلم لانتهاء، أو قل كالموت يحضر ويغيب، ملأت التجاعيد وجهها، واصفر وجهها اصفرار وجه الميت، وغطى بياض الشيب شعرها مسترسلا يغطي عنقها، الذي يظهر مستندا على بضعة عروق خضراء، في جو من الصمت المنظم. وتارة يحملق في كوخه الخشبي، في غرفة لا شكل لها، بسقفها العالي المتلاشي، كليل أدهم حالك، لا لون له، إلا لون بومة مزركشة اللون، يطغى عليها اللون الأسود، تسمى "حكمة"، ليست ملكا لأحد، تحضر كل مساء، تأكل وتغيب.وفي الجانب الأيمن للغرفة انتصبت شامخة لوحة "العشاء الأخير" للرسام "ليوناردو دافينشي"، ومن تحتها مدفأة في قلبها نار موقدة. وفي الجانب الأيسر للغرفة انتصبت بقايا خزانة من الحجر الصخري، تحوي متلاشيات من الكتب والمجلات، تظهر على احدى االأغلفة المجلدة عبارة "دوستويفسكي"،وأخرى نحتت عليها عبارة "ما وراء الخير والشر"، وأخرى نخرتها رطوبة المكان، والباقي لا يعد ولا يقرأ سطحيا، مئات من أمهات الكتب، غلفت بلاصق شريطي، جعلها متشابهة في الأشكال والألوان.وأخيرا، سيتنهد العجوز الجالس على الكرسي، مخاطبا المرأة الممددة فوق السرير، قائلا: أنا ابنك العاق، لقد هجرت الأصل، لكن، لم أخن منفاي، ومنفى الأشباح، لا أعرف كيف أفسر مالا يفسر؟ لكن، سأحاول أن أستلهم شيء من عتاد الحكمة الخالصة، مرددا بيتا شعريا لسعد سرحان: "أيها الماء يا صديقي أدعوك إلى كأس من العطش"، ينطق بصوت خافت، حديثه شبيه بدندنات شخص يقرأ لنفسه أو يصلي صلاة السر، مضيفا:هل تعلمين؟ اليوم عيد ميلادي الأربعين، فصمت هنيهة، يعذب عقله عساه يتذكر شيئا من ماضيه، لكن دون جدوى، وبعد هنيهة، أضاف قائلا: آه، لقد تذكرت أنك عند وداعنا الأخير في الفجر، قلتي لي، سأقدمك قربانا للحكمة، مقابل سعادتك، وسأنساك، وأنسي نباتك من جحيم وشقاوة منفى الأشباح. هاجرنحو الحكمة، ولا تنسى الأصل، وسأفرشك بالرضى إذا غيرت الأصل، لكيلا يقطع الأصل..."فلتجذ لي عذرا عندما تصبح لديك قصة لترويها".حقا، لا أتذكر، ولكن أعرف، بل أعرف جيدا أنك من أجلي، تعلقت بالسماء عريسا لك، فهل يعقل أن فتاة في عمر الزهور، تسمح للتجرد أن ينخر أنوثتها، بعينين رسمتا في مخيلتي غائمتين، تسبحان في بحر من السواد، وأنت لا ترتدين إلا لون الحزن، من مخرق االرأس إلى أخمص القدم، وفرحك فرح خفي ومقنّع، تبكين حتى وأنت نائمة.هنا في ملتقى الجبلين الطفلات يردن لهن أن يكبرن سريعا؟!! ويصبحن نسوة كبيرات، قويات، صابرات؟؟! قتلتُ الطفولة فيهن، وأعدمتُ عذريتهم، يعشن في ملتقى الجبلين كمسافر جرفته رياح عاتية إلى جزيرة غريبة، فتغرب بين أفرادها في اللغة والحضور، فقرر أن يستأنس ويندمج ولا يعود، لقد انسلخن من حياة، وشرعت في أخرى من نقطة الصفر.مسد رّأسه، وفوق أدنين، كأنه يحاول الاستمرار في تعذيب عقله عساه يتذكر شيئا آخر من ماضيه، فسكن الغرفة الصمت، إلا صوت خافت لأنفاس العجوز الجالسة بجانه. وجّه رأسه نحو البومة "حكمة قائلا: لقد تذكرت شيئا آخر، فبعدما أضجعتنا الحياة، وندبنا عيشتنا ولم ينفع، وأتممنا أخر بصيص الزاد الموروث؛ حكم علينا الحجّ كل يوم مع انبلاج الصبح، ممتطيا ظهرها، نختف ......
#صرخة
#منفى
#الأشباح

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685456
رضى حليم : قراببين الحكمة
#الحوار_المتمدن
#رضى_حليم الغلام: لماذا كل هذا الثقل على ظهري؟ فهل أنا مسافر يا أمي؟الأم: قالت، وعيناها تدمعان فرحا: سر يا بُني على هذه الخطى، ولا تزغ عن هذا الطريق، فكل تلك الخطى هي خطاك. أسرع يا بني، أسرع، وفكر فيما تريد أن تصير! الغلام: وعيناه تدمعان حائرتين، بين الفزع والدهشة والفرح والخوف. ولكن، يا أمي إلى أين؟الأم: أجابته، بأشعار لمحمود درويش:"أيها المستقبل! لا تسألنا: من أنتم؟ وماذا تُريدون مني؟ فنحن أيضا لا نعرف.أيها الحاضر! تحمَّلنا قليلا. فلسنا سوى عابري سبيل ثقلاء الظل!"الغلام: ولكن يا أمي، لماذا أنا محمل بهذا الثقل على ظهري؟الأم: لا يا بني، ذاك ليس بثقل، تلك الحكمة، ستفتنك وتعشقها. أسرع يا بني، أسرع، لقد تأخرت، والحكمة كالموت، لا تحب الانتظار، وفكر في فيما تريد أن تصير.الغلام: انطلق كالسهم مسرعا بضع خطوات، وتوقف، فالتفت إليها قائلا: لا أعرف، ولكن سأصير كل شيء!الأم: كل شيء؟ لا يا بني لا نصير كل شيء! اختر شيئا واحد فقط.الغلام: كلا يا أمي، سأصيرُ كل شيء! فانا لم أنسى حلاق بغداد، في حكايات "ألف ليلة وليلة" التي سبرنا أغوارها ذات ليلة، ما زلت أتذكره يقول: "ستجدني أحسن حلاق في بغداد، حكيم ومُجرب، وصيدلي عميق، ومنجم لا يخطئ، ضليع في النحو والبلاغة، ومؤهل في العلوم الرياضية، في الهندسة والحساب، وكل مسائل الجبر، وفي التاريخ، أعرف تاريخ الممالك في العالم، وأعرف أيضا جميع أبواب الفلسفة..."الأم: دعك من الإجابة عن هذا السؤال الآن، دع الإجابة للمستقبل. الذي سيعلمك أنه ليس هناك شيء واحد يفسر كل شيء! فكل شيء نسبي! أسرع يا بني، أسرع، فالحكمة لا تحب الانتظار.الغلام: اخلعي هذا الثقل عن ظهري؛ إذا كانت هذه الحكمة التي تقدميني إليها قربانا، لن تفسر لي كل شيء، ولن أتحصّل عليها كُلها. جرديني من هذا الثقل، وحُجي أنت نحو الحكمة، فأنت أنا، وأنا أنت، لن يَفرق ذلك في شيء، لماذا أنا؟ كوني انت قربانا للحكمة! لماذا انا؟الأم: أسرع يا بني، الحكمة اختارتك انت، لتعلمك معنى الحياة، ولماذا تعيش؟ وكيف تعيش؟ أما أنا فقد شخت، وعشت على فطرة الدهشة وحب الاستطلاع والتأمل، محاولة التغلب على "هكذا يجب أن تعيش!"، ولم أجد في عمرك من يقدمني قربانا للحكمة، لم أعش كما كان ينبغي أن أعيش، إلا ما علمتني الحياة، وما بقي مترسخا في عقلي من حكايات وأُحجيات أمي وجدتي، في عز ليالي الشتاء والصيف.الغلام: رمى الثقل من على ظهره قائلا: لا يا أمي، قطعا، قد نشيخ، ولكن العقل لا يشيخ، سنحج معا نحو الحكمة، وأنا وأنت، وإلا لن أقدم نفسي قربانا للحكمة، طاعة لك. وسأختار أن أعيش على طعم الفطرة، مكتفيا بالدهشة وحب الاستطلاع والتأمل، وسأتعلم وحدي لماذا أعيش؟ وكيف أعيش؟الأم: وضعت الثقل على ظهرها، ومسكته من يديه، متحسسة إياه كسند لها، مرددة أشعارا لمحمود درويش: أَنا للطريقهُنَاكَ من سبَقَت خُطَاهُ خُطَايَ من أملى رُؤَاهُ على رُؤايهُنَاكَ من نَثَرَ الكلام على سَجيَّته ليدخل في الحكايةأو يُضيئَ لمن سيأتي بعدَهُ ......
#قراببين
#الحكمة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687510