الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
هاني عبيد : ما خزنته الذاكرة عن فلسطيني الداخل-1
#الحوار_المتمدن
#هاني_عبيد ما إختزنته الذاكرة عن فلسطينيي الداخلالبريق الذي ما زال يومض -1كانت نكسة 1967 علامة فارقة في التاريخ العربي الحديث، فكانت كالمعول الذي حطّم بقسوة الهياكل التي شيدناها لآمالنا وأحلامنا في حياة ومستقبل جميل للأجيال القادمة. في لحظة سوداء من تاريخنا فقدنا كل شيء، وتمزقت غلالات كانت تستر كل عوراتنا، وتيقّنا أننا كنا نعيش في وهم كبير، وفي هذا الظلام الدامس الذي خيّم على حياتنا بدأ البعض يتلمس طريقة لإيجاد بصيص نور يرشدنا إلى ملامح طريق افتقدنا بوصلته.قبل عام 1967م كان فلسطينيو الداخل - الذين إنزرعوا في الأرض ولم يهاجروا – صندوقاً مقفلاً بالنسبة إلينا في العالم العربي. كان هناك تعتيم شامل على حياتهم وظروفهم وواقعهم ومعاناتهم. وفي هذا الصدد يكتب صالح قلاب "كانت نظرة العرب، ومن بينهم الفلسطينيين، إلى فلسطينيي الداخل، أهل الأرض المحتلة منذ عام 1948، في ذلك الحين تتسم بالشك والريبة، وكان الإنتساب لحزب إسرائيلي، حتى إن كان حزب راكاح الذي في الحقيقة حزب فلسطيني، إن كان تنظيماً ومنطلقات سياسية يعتبر جريمة ما بعدها جريمة، وكان أي لقاء مع أحد قادة هذا الحزب يُنظر إليه على إنه إقامة علاقة مع جهة إسرائلية". كان ممنوعاً بالنسبة إلينا الشباب في ذلك الحين – من ناحية عاطفية وسياسية – أن نُطلق أو ننطق إسرائيل على ما اغتصبته من فلسطين، فنقول الكيان الغاصب، وفلسطين السليبة. كنا نتغنى بيافا عروس البحر وبمدينة حيفا والناصرة، وكان إيماننا بالنصر والتحرير عظيماً وإن العودة قاب قوسين (قاب قوسين وأدنى يا حبيبي وعدنا). كانت فلسطين تعيش فينا ونحن نعيش فيها، نتنسم هوائها ونقترب من مدنها السليبة ويغمرنا عبقها في مدن وقرى الضفة الغربية. نكتب اسمها على شغاف القلوب، ونسمع ذكريات من عاش فوق ترابها قبل النكبة ونردد بأننا قريباً عائدون.كل ما اتذكره عن الناس في فلسطين السليبة هم من سُمِح لهم بالقدوم إلى الأردن في أعياد الميلاد في نهاية كل سنة عبر بوابة مندلبوم، كنا نسمع عن أن فلاناً قد استقبل بعض أقاربه من هناك، ومكثوا عنده يوماً أو اكثر ثم غادروا، ولكن في الحارة التي سكنت فيها لم أرَ أو أسمع أو اقابل احداً منهم. الحدث الوحيد الذي ما زلت أذكره إن إحدى الفتيات في الحي وكان أهلها جيراننا كانت مخطوبة لأبن عمها وتنتظر "لم الشمل" للسفر إلى الناصرة وبالفعل هذا ما تم.أصبنا كشباب بإحباط وضياع بعد النكسة، وسرت قصص وإشاعات حول الحرب وهزيمة الجيوش واستقال عبد الناصر وأصاب الناس الذهول أثناء إلقائه لخطابه، ثم خرج الناس إلى الشوارع في مصر مطاليبين الرئيس بالبقاء، كان راديو "الترانزستور" رفيقنا في النهار والليل لأنه وسيلتنا إلى العالم الخارجي.في هذه الفترة كتب نزار قباني قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" والتي نشرها في مجلة الآداب ونقلتها الصحف كالأنوار كما أذكر، وفيها يقول:أنعى لكم يا اصدقائي اللغة القديمةوالكتب القديمة أنعى لكمكلامنا المثقوب كالأحذية القديمةومفردات العهر والهجاء والشتيمةانعى لكم ...أنعى لكمنهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمة.وبدأنا نرى الشباب في الألبسة المرقطة يظهرون على استيحاء في المدن، وصرنا نسمع كلمة "الفدائيين" وبعد كل عملية يتم توزيع منشورات النعي وصورة الشاب الشهيد. أخذت إسرائيل تقصف المدن والقرى الأردنية، ولكن ما أن جاء يوم 21 آذار 1968 حتى حبسنا أنفاسنا ونحن نتابع الأخبار عن المعركة التي تدور رحاها في الكرامة، ومع مرور الوقت بدأت معنوياتنا بالتحليق عالياً فهذا مذاق أول نصر بعد هزيمة مرة لم يمضِ عليها شهور، لقد كانت ......
#خزنته
#الذاكرة
#فلسطيني
#الداخل-1

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738160